- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَجَآءَتْهُ إِحْدَىٰهُمَا تَمْشِى عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍۢ قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَآءَهُۥ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ۚ فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف ۖ نجوت من القوم الظالمين
- عربى - التفسير الميسر : فجاءت إحدى المرأتين اللتين سقى لهما تسير إليه في حياء، قالت: إن أبي يدعوك ليعطيك أجر ما سقيت لنا، فمضى موسى معها إلى أبيها، فلما جاء أباها وقصَّ عليه قصصه مع فرعون وقومه، قال له أبوها: لا تَخَفْ نجوت من القوم الظالمين، وهم فرعون وقومه؛ إذ لا سلطان لهم بأرضنا.
- السعدى : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
فأرسل أبوهما إحداهما إلى موسى، فجاءته { تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ } وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن، فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصا في النساء.
ويدل على أن موسى عليه السلام، لم يكن فيما فعله من السقي بمنزلة الأجير والخادم الذي لا يستحى منه عادة، وإنما هو عزيز النفس، رأت من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، ما أوجب لها الحياء منه، فـ { قَالَتِ } له: { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } أي: لا لِيمُنَّ عليك، بل أنت الذي ابتدأتنا بالإحسان، وإنما قصده أن يكافئك على إحسانك، فأجابها موسى.
{ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ } من ابتداء السبب الموجب لهربه، إلى أن وصل إليه { قَالَ } مسكنا روعه، جابرا قلبه: { لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي: ليذهب خوفك وروعك، فإن اللّه نجاك منهم، حيث وصلت إلى هذا المحل، الذي ليس لهم عليه سلطان.
- الوسيط لطنطاوي : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
واستجاب الله - تعالى - لموسى دعاءه . وأرسل إليه الفرج سريعا ، يدل لذلك قوله - تعالى - بعد هذا الدعاء من موسى : ( فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى استحيآء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا . . ) .
وفى الكلام حذف يفهم من السياق وقد أشار إليه ابن كثير بقوله : لما رجعت المرأتان سراعا بالغنم إلى أبيهما ، أنكر حالهما ومجيئهما سريعا ، فسألهما عن خبرهما فقصتا عليه ما فعل موسى - عليه السلام - . فبعث إحداهما إليه لتدعوه إلى أبيها ، كما قال - تعالى - : ( فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى استحيآء ) اى : مشى الحرائر ، كما روى عن عمر بن الخطاب أنه قال : كانت مستترة بكم درعها . أى قميصها .
ثم قال ابن كثير : وقد اختلف المفسرون فى هذا الرجل من هو؟ على أقوال : أحدهما أنه شعيب النبى - عليه السلام - الذى أرسله الله إلى أهل مدين ، وهذا هو المشهور عند كثيرين وقد قاله الحسن البصرى وغير واحد ورواه ابن أبى حاتم .
وقد روى الطبرانى عن مسلمة بن سعد العنزى أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : مرحبا بقوم شعيب ، وأختان موسى .
وقال آخرون : بل كان ابن أخى شعيب . وقيل : رجل مؤمن من آل شعيب .
ثم قال - رحمه الله - ثم من المقوى لكونه ليس بشعيب ، أنه لو كان إياه لأوشك أن نيص على اسمه فى القرآن ها هنا . وما جاء فى بعض الأحاديث من التصريح بذكره فى قصة موسى لم يصح إسناده .
والمعنى : ولم يطل انتظار موسى للخير الذى التمسه من خالقه - عز وجل - فقد جاءته إحدى المرأتين اللتين سقى لهما ، حالة كونها ( تَمْشِي عَلَى استحيآء ) أى : على تحشم وعفاف شأن النساء الفضليات .
( قَالَتْ ) بعبارة بليغة موجزة : ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ ) للحضور إليه ( لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) أى : ليكافئك على سقيك لنا غنمنا .
واستجاب موسى لدعوة أبيها وذهب معها للقائه ( فَلَمَّا جَآءَهُ ) ، أى : فلما وصل موسى إلى بيت الشيخ الكبير ، ( وَقَصَّ عَلَيْهِ القصص ) ، أى : وقص عليه ما جرى له قبل ذلك ، من قتله القبطى ، ومن هربوه إلى أرض مدين .
فالقصص هنا مصدر بمعنى اسم المفعول ، أى : المقصوص .
( قَالَ ) أى : الشيخ الكبير لموسى ( لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القوم الظالمين ) أى : لا تخف يا موسى من فرعون وقومه ، فقد أنجاك الله - تعالى - منهم ومن كل ظالم .
وهذا القول من الشيخ الكبير لموسى ، صادف مكانه ، وطابق مقتضاه ، فقد كان موسى - عليه السلام - أحوج ما يكون فى ذلك الوقت إلى نعمة الأمان والاطمئنان ، بعد أن خرج من مصر خائفا يترقب .
ثم يحكى القرآن بعد ذلك ، ما أشارت به إحدى الفتاتين على أبيها : فقال - تعالى - : ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ) ولعلها التى جاءت إلى موسى على استحياء لتقوله له : ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) .
- البغوى : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
قال الله تعالى : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ليست بسلفع من النساء خراجة ولاجة ، ولكن جاءت مستترة قد وضعت كم درعها على وجهها استحياء ، ( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) قال أبو حازم سلمة بن دينار : لما سمع ذلك موسى أراد أن لا يذهب ، ولكن كان جائعا فلم يجد بدا من الذهاب ، فمشت المرأة ومشى موسى خلفها ، فكانت الريح تضرب ثوبها فتصف ردفها ، فكره موسى أن يرى ذلك منها ، فقال لها : امشي خلفي ودليني على الطريق إن أخطأت ، ففعلت ذلك ، فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء مهيأ ، فقال : اجلس يا شاب فتعش ، فقال موسى : أعوذ بالله ، فقال شعيب : ولم ذاك ألست بجائع ؟ قال : بلى ، ولكن أخاف أن يكون هذا عوضا لما سقيت لهما ، وإنا من أهل بيت لا نطلب على عمل من أعمال الآخرة عوضا من الدنيا ، فقال له شعيب : لا والله يا شاب ، ولكنها عادتي وعادة آبائي ، نقري الضيف ، ونطعم الطعام ، فجلس موسى وأكل .
( فلما جاءه وقص عليه القصص ) يعني : أمره أجمع من قتله القبطي وقصد فرعون قتله ، ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) يعني : فرعون وقومه ، وإنما قال هذا لأنه لم يكن لفرعون سلطان على مدين .
- ابن كثير : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
لما رجعت المرأتان سراعا بالغنم إلى أبيهما ، أنكر حالهما ومجيئهما سريعا ، فسألهما عن خبرهما ، فقصتا عليه ما فعل موسى ، عليه السلام . فبعث إحداهما إليه لتدعوه إلى أبيها قال الله تعالى : ( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) أي : مشي الحرائر ، كما روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، أنه قال : كانت مستترة بكم درعها .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا [ أبي ، حدثنا ] أبو نعيم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمر بن ميمون قال : قال عمر رضي الله عنه : جاءت تمشي على استحياء ، قائلة بثوبها على وجهها ، ليست بسلفع خراجة ولاجة . هذا إسناد صحيح .
قال الجوهري : السلفع من الرجال : الجسور ، ومن النساء : الجريئة السليطة ، ومن النوق : الشديدة .
( قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) ، وهذا تأدب في العبارة ، لم تطلبه طلبا مطلقا لئلا يوهم ريبة ، بل قالت : ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) يعني : ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا ، ( فلما جاءه وقص عليه القصص ) أي : ذكر له ما كان من أمره ، وما جرى له من السبب الذي خرج من أجله من بلده ، ( قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) . يقول : طب نفسا وقر عينا ، فقد خرجت من مملكتهم فلا حكم لهم في بلادنا . ولهذا قال : ( نجوت من القوم الظالمين ) .
وقد اختلف المفسرون في هذا الرجل : من هو ؟ على أقوال : أحدها أنه شعيب النبي عليه السلام الذي أرسل إلى أهل مدين . وهذا هو المشهور عند كثيرين ، وقد قاله الحسن البصري وغير واحد . ورواه ابن أبي حاتم .
حدثنا أبي ، حدثنا عبد العزيز الأويسي ، حدثنا مالك بن أنس ; أنه بلغه أن شعيبا هو الذي قص عليه موسى القصص قال : ( لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) .
وقد روى الطبراني عن سلمة بن سعد العنزي أنه وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له : " مرحبا بقوم شعيب وأختان موسى ، هديت " .
وقال آخرون : بل كان ابن أخي شعيب . وقيل : رجل مؤمن من قوم شعيب . وقال آخرون : كان شعيب قبل زمان موسى ، عليه السلام ، بمدة طويلة ; لأنه قال لقومه : ( وما قوم لوط منكم ببعيد ) [ هود : 95 ] . وقد كان هلاك قوم لوط في زمن الخليل ، عليه السلام بنص القرآن ، وقد علم أنه كان بين موسى والخليل ، عليهما السلام ، مدة طويلة تزيد على أربعمائة سنة ، كما ذكره غير واحد . وما قيل : إن شعيبا عاش مدة طويلة ، إنما هو - والله أعلم - احتراز من هذا الإشكال ، ثم من المقوي لكونه ليس بشعيب أنه لو كان إياه لأوشك أن ينص على اسمه في القرآن هاهنا . وما جاء في بعض الأحاديث من التصريح بذكره في قصة موسى لم يصح إسناده ، كما سنذكره قريبا إن شاء الله . ثم من الموجود في كتب بني إسرائيل أن هذا الرجل اسمه : " ثبرون " ، والله أعلم .
وقال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود : وأثرون وهو ابن أخي شعيب عليه السلام .
وعن أبي حمزة عن ابن عباس : الذي استأجر موسى يثرى صاحب مدين . رواه ابن جرير ، ثم قال : الصواب أن هذا لا يدرك إلا بخبر ، ولا خبر تجب به الحجة في ذلك .
- القرطبى : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
قوله تعالى : فجاءته إحداهما تمشي على استحياء في هذا الكلام اختصار يدل عليه هذا الظاهر ; قدره ابن إسحاق : فذهبتا إلى أبيهما سريعتين ، وكانت عادتهما الإبطاء في السقي ، فحدثتاه بما كان من الرجل الذي سقى لهما ، فأمر الكبرى من بنتيه - وقيل الصغرى - أن تدعوه له ، فجاءته على ما في هذه الآية . قال عمرو بن ميمون : ولم تكن سلفعا من النساء ، خراجة ولاجة وقيل : جاءته ساترة وجهها بكم درعها ; قاله عمر بن الخطاب وروي أن اسم إحداهما ليا والأخرى صفوريا ابنتا يثرون ويثرون هو شعيب عليه السلام . وقيل : ابن أخي شعيب ، وأن شعيبا كان قد مات . وأكثر الناس على أنهما ابنتا شعيب عليه السلام وهو ظاهر القرآن ، قال الله تعالى : وإلى مدين أخاهم شعيبا كذا في سورة ( الأعراف ) وفي سورة الشعراء : كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب قال قتادة : بعث الله تعالى شعيبا إلى أصحاب الأيكة وأصحاب مدين وقد مضى في ( الأعراف ) الخلاف في اسم أبيه فروي أن موسى عليه السلام لما جاءته بالرسالة قام يتبعها ، وكان بين موسى وبين أبيها ثلاثة أميال ، فهبت ريح فضمت قميصها فوصفت عجيزتها ، فتحرج موسى من النظر إليها فقال : ارجعي خلفي وأرشديني إلى الطريق بصوتك . وقيل : إن موسى قال ابتداء : كوني ورائي فإني رجل عبراني لا أنظر في أدبار النساء ، ودليني على الطريق يمينا أو يسارا ; فذلك سبب وصفها له بالأمانة ; قال ابن عباس فوصل موسى إلى داعيه فقص عليه أمره من أوله إلى آخره فآنسه بقوله : لا تخف نجوت من القوم الظالمين وكانت مدين خارجة عن مملكة فرعون ، وقرب إليه طعاما فقال موسى : لا آكل ; إنا أهل بيت لا نبيع ديننا بملء الأرض ذهبا ; فقال شعيب : ليس هذا عوض السقي ، ولكن عادتي وعادة آبائي قرى الضيف ، وإطعام الطعام ; فحينئذ أكل موسى .
- الطبرى : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)
يقول تعالى ذكره: فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سَقَى لهما تمشي على استحياء من موسى, قد سترت وجهها بثوبها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو السائب والفضل بن الصباح, قالا ثنا ابن فضيل, عن ضرار بن عبد الله بن أبي الهُذَيل, عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , في قوله: ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: مستترة بكمّ درعها, أو بكمّ قميصها.
حدثنا ابن وكيع, قال: ثنا أبو أسامة, عن حماد بن عمرو الأسدي, عن أبي سِنان, عن ابن أبي الهُذَيل عن عمر رضي الله عنه, قال: واضعة يدها على وجهها مستترة.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن أبي إسحاق, عن نَوْف: ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: قد سترت وجهها بيديها.
قال: ثنا يحيى, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن نَوْف، بنحوه.
حدثنا ابن وكيع, قال: ثنا أبي, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن نوف ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: قائلة بيديها على وجهها, ووضع أبي يده على وجهه.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن عَمرو بن ميمون ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: ليست بِسَلْفَع من النساء خرّاجة ولاجة واضعة ثوبها على وجهها، تقول: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ).
حدثنا ابن وكيع, قال: ثنا أبي, عن إسرائيل, عن أبي إسحاق, عن عمرو بن ميمون, عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: لم تكن سلفعا من النساء خرَّاجة ولاجَة, قائلة بيدها على وجهها( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ).
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, قال: ثنا قرة بن خالد, قال: سمعت الحسن يقول, في قوله: ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: بعيدة من البَذَاء.
حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي ( تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: أتته تمشي على استحياء منه.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ) قال: واضعة يدها على جبينها.
وقوله: ( قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) يقول تعالى ذكره: قالت المرأة التي جاءت موسى تمشي على استحياء: إن أبي يدعوك ليجزيك: تقول: يثيبَك أجر ما سقيت لنا.
وقوله: ( فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ) يقول: فمضى موسى معها إلى أبيها, فلما جاء أباها وقصّ عليه قصصه مع فرعون وقومه من القبط, قال له أبوها: (لا تَخَفْ) فقد (نَجَوْتَ مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ) يعني: من فرعون وقومه, لأنه لا سلطان له بأرضنا التي أنت بها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني العباس, قال: أخبرنا يزيد, قال: ثنا الأصبغ, قال: ثنا القاسم, &; 19-560 &; قال: ثنا سعيد بن جُبَيْر عن ابن عباس, قال: استنكر أبو الجاريتين سُرعة صدورهما بغنمهما حُفَّلا بطانا, فقال: إن لكما اليوم لشأنا.
قال أبو جعفر: احسبه قال: فأخبرتاه الخبر; فلما أتاه موسى كلمه,( قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان, ولسنا في مملكته.
حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي, قال: لما رجعت الجاريتان إلى أبيهما سريعا سألهما, فأخبرتاه خبر موسى, فأرسل إليه إحداهما, فأتته تمشي على استحياء, وهي تستحي منه ( قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) فقام معها، وقال لها: امضي, فمشت بين يديه, فضربتها الريح, فنظر إلى عجيزتها, فقال لها موسى: امشي خلفي, ودُليني على الطريق إن أخطأت. فلما جاء الشيخ وقصّ عليه القصص ( قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ).
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) قال: قال مُطَرِّف: أما والله لو كان عند نبيّ الله شيء ما تتبع مذقيهما (6) ولكن إنما حمله على ذلك الجَهْد ( فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ).
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, قال: رجعتا إلى أبيهما في ساعة كانتا لا ترجعان فيها, فأنكر شأنهما, فسألهما فأخبرتاه الخبر, فقال لإحداهما: عجِّلي عليّ به, فأتته على استحياء فجاءته, فقالت: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ) فقام معها كما ذُكِر لي, فقال لها: امشي خلفي, وانعتي لي الطريق, وأنا أمشي أمامك, فإنا لا ننظر إلى أدبار النساء; فلما جاءه أخبره الخبر, وما أخرجه من بلاده ( فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) وقد أخبرت أباها بقوله: إنَّا لا ننظر إلى أدبار النساء.
------------------
الهوامش :
(6) مذقيهما: مثنى مذق، وهو اللبن يخلط بالماء، ويشرب. يريد أن موسى عليه السلام، لم يكن معه مال ولا زاد.
- ابن عاشور : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)
{ فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى استحيآء قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } .
عرفت أن الفاء تؤذن بأن الله استجاب له فقيّض شعيباً أن يرسل وراء موسى ليضيفه ويزوجه بنته ، فذلك يضمن له أنساً في دار غربة ومأوى وعشيراً صالحاً . وتؤذن الفاء أيضاً بأن شعيباً لم يتريث في الإرسال وراءه فأرسل إحدى البنتين اللتين سقى لهما وهي ( صفورة ) فجاءته وهو لم يزل عن مكانه في الظل .
وذكر { تمشي } ليبني عليه قوله { على استحياء } وإلا فإن فعل ( جاءته ) مغن عن ذكر { تمشي } .
و { على } للاستعلاء المجازي مستعارة للتمكن من الوصف . والمعنى : أنها مستحيية في مشيها ، أي تمشي غير متبخترة ولا متثنية ولا مظهرة زينة . وعن عمر بن الخطاب أنها كانت ساترة وجهها بثوبها ، أي لأن ستر الوجه غير واجب عليها ولكنه مبالغة في الحياء . والاستحياء مبالغة في الحياء مثل الاستجابة قال تعالى { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن إلى قوله ليعلم ما يخفين من زينتهن } [ النور : 31 ] .
وجملة { قالت } بدل من ( جاءته ) . وإنما بيّنت له الغرض من دعوته مبادرة بالإكرام .
والجزاء : المكافأة على عمل حسن أو سيّىء بشيء مثله في الحسن أو الإساءة ، قال تعالى { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } [ الرحمن : 60 ] وقال تعالى { ذلك جزيناهم بما كفروا } [ سبأ : 17 ] .
وتأكيد الجملة في قوله { إن أبي يدعوك } حكاية لما في كلامها من تحقيق الخبر للاهتمام به وإدخال المسرة على المخبر به .
والأجر : التعويض على عمل نافع للمعوض ، ومنه سمي ثواب الطاعات أجراً ، قال تعالى { وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم } [ محمد : 36 ] . وانتصب { أجر ما سقيت لنا } على المفعول المطلق لبيان نوع الجزاء أنه جزاء خير ، وهو أن أراد ضيافته ، وليس هو من معنى إجارة الأجير لأنه لم يكن عن تقاول ولا شرط ولا عادة .
والجزاء : إكرام ، والإجارة : تعاقد . ويدل لذلك قوله عقبه { قالت إحداهما يا أبت استأجره } [ القصص : 26 ] فإنه دليل على أن أباها لم يسبق منه عزم على استئجار موسى . وكان فعل موسى معروفاً محضاً لا يطلب عليه جزاء لأنه لا يعرف المرأتين ولا بيتهما ، وكان فعل شعيب كرماً محضاً ومحبة لقري كل غريب ، وتضييف الغريب من سُنة إبراهيم فلا غرو أن يعمل بها رجلان من ذرية إبراهيم عليه السلام .
و { ما } في قوله { ما سقيت لنا } مصدرية ، أي سقيك ، ولام { لنا } لام العلة سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القصص قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ .
كانت العوائد أن يفاتح الضيف بالسؤال عن حاله ومقدمه فلذلك قصّ موسى قصة خروجه ومجيئه على شعيب . وذلك يقتضي أن شعيباً سأله عن سبب قدومه ، و { القصص } : الخبر . و { قص عليه } أخبره .
والتعريف في { القصص } عوض عن المضاف إليه ، أي قصصه ، أو للعهد ، أي القصص المذكور آنفاً . وتقدم نظيره في أول سورة يوسف .
فطمأنه شعيب بأنه يزيل عن نفسه الخوف لأنه أصبح في مأمن من أن يناله حكم فرعون لأن بلاد مدْين تابعة لملك الكنعانيين وهم أهل بأس ونجدة . ومعنى نهيه عن الخوف نهيه عن ظن أن تناله يد فرعون .
وجملة { نجوت من القوم الظالمين } تعليل للنهي عن الخوف . ووصف قوم فرعون بالظالمين تصديقاً لما أخبره به موسى من رومهم قتله قصاصاً عن قتل خطأ . وما سبق ذلك من خبر عداوتهم على بني إسرائيل .
- إعراب القرآن : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
«فَجاءَتْهُ» الفاء حرف استئناف وماض ومفعوله «إِحْداهُما» فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى والجملة مستأنفة لا محل لها «تَمْشِي» مضارع فاعله مستتر والجملة حال «عَلَى اسْتِحْياءٍ» متعلقان بمحذوف حال «قالَتْ» ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على جملة جاءته بحرف عطف محذوف. «إِنَّ أَبِي» إن واسمها «يَدْعُوكَ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة خبر إن والجملة الاسمية مقول القول.
«لِيَجْزِيَكَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والكاف مفعول به أول والفاعل مستتر «أَجْرَ» مفعول به ثان والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما «ما» اسم موصول مضاف إليه «سَقَيْتَ» ماض وفاعله والجملة صلة ما لا محل لها. «لَنا» متعلقان بالفعل. «فَلَمَّا» الفاء حرف استئناف ولما ظرفية شرطية «جاءَهُ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة «وَقَصَّ» الواو حرف عطف وماض فاعله مستتر «عَلَيْهِ» متعلقان بالفعل «الْقَصَصَ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها. «قالَ» ماض فاعله مستتر والجملة جواب لما لا محل لها «لا تَخَفْ» مضارع مجزوم بلا الناهية والفاعل مستتر والجملة مقول القول «نَجَوْتَ» ماض وفاعله والجملة حال «مِنَ الْقَوْمِ» متعلقان بالفعل «الظَّالِمِينَ» صفة القوم.
- English - Sahih International : Then one of the two women came to him walking with shyness She said "Indeed my father invites you that he may reward you for having watered for us" So when he came to him and related to him the story he said "Fear not You have escaped from the wrongdoing people"
- English - Tafheem -Maududi : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(28:25) (Not long afterwards) one of the two women came bashfully towards him, *35 and said, "My father calls you so that he may reward you for watering our animals for us." *36 When Moses went to him and narrated to him his whole story he said, "Have no fear for you have now escaped from the wicked people."
- Français - Hamidullah : Puis l'une des deux femmes vint à lui d'une démarche timide et lui dit Mon père t'appelle pour te récompenser pour avoir abreuvé pour nous Et quand il fut venu auprès de lui et qu'il lui eut raconté son histoire il le vieillard dit N'aie aucune crainte tu as échappé aux gens injustes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Da kam die eine von den beiden zu ihm indem sie verschämt einherging Sie sagte "Mein Vater ruft dich um dir den Lohn dafür zu entrichten daß du uns die Tiere getränkt hast" Nachdem er zu ihm gekommen war und ihm die Geschichte berichtet hatte sagte er "Fürchte dich nicht; du bist dem ungerechten Volk entkommen"
- Spanish - Cortes : Una de las dos vino a él con paso tímido y dijo Mi padre te llama para retribuirte por habernos abrevado el rebaño Cuando llegó ante él y le contó lo que le había ocurrido dijo ¡No temas Estás a salvo del pueblo impío
- Português - El Hayek : E uma moça se aproximou dele caminhando timidamente e lhe disse Em verdade meu pai te convida pararecompensarte por teres dado de beber ao nosso rebanho E quando se apresentou a ele e lhe fez a narração da sua aventura o ancião lhe disse Não temas Tu te livraste dos iníquos
- Россию - Кулиев : Одна из двух женщин подошла к нему застенчиво и сказала Мой отец зовет тебя чтобы вознаградить тебя за то что ты напоил для нас скотину Когда он пришел к отцу и поведал ему рассказ он сказал Не бойся Ты спасся от несправедливых людей
- Кулиев -ас-Саади : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
Одна из двух женщин подошла к нему застенчиво и сказала: «Мой отец зовет тебя, чтобы вознаградить тебя за то, что ты напоил для нас скотину». Когда он пришел к отцу и поведал ему рассказ, он сказал: «Не бойся. Ты спасся от несправедливых людей».Тем временем женщины вернулись к своему отцу и рассказали ему о случившемся. Он велел одной из дочерей пойти за мужчиной, который оказал им услугу. Вскоре одна из женщин застенчиво подошла к нему. Это свидетельствовало о ее хорошем воспитании и прекрасном нраве. Во все времена стыдливость была признаком благородства и благонравия, особенно если речь шла о девушке или женщине. Поведение девушки свидетельствовало и о том, что Муса не просил у двух сестер вознаграждения за оказанную услугу, ведь люди, как правило, не стесняются слуг и наемных работников. Девушка вела себя застенчиво, потому что прежде она стала свидетельницей благородного нрава и замечательных качеств незнакомого мужчины. Она сказала: «Мой отец зовет тебя, чтобы уплатить тебе за то, что ты напоил наших овец. Не думай, что это - милостыня или подаяние. Ты первым оказал нам услугу, и мой отец собирается отблагодарить тебя за твою доброту». Выслушав эти слова, Муса принял приглашение. Встретившись с пожилым человеком, он рассказал ему о причине, которая привела его в столь далекие края. Выслушав чужестранца, старец постарался успокоить его и сказал: «Тебе не стоит тревожиться, потому что Всевышний спас тебя от них и помог тебе добраться до страны, на которую не распространяется власть тирана».
- Turkish - Diyanet Isleri : O sırada kadınlardan biri utana utana yürüyüp ona geldi "Babam sana sulama ücretini ödemek için seni çağırıyor" dedi Musa ona gelince başından geçeni anlattı O "Korkma artık zalim milletten kurtuldun" dedi
- Italiano - Piccardo : Una delle due donne gli si avvicinò timidamente Disse “Mio padre ti invita per ricompensarti di aver abbeverato per noi” Quando giunse al suo cospetto e gli raccontò la sua storia disse [il vecchio] “Non temere sei sfuggito a gente ingiusta”
- كوردى - برهان محمد أمين : دوای تاوێك یهكێك له كچهكان هات بۆ لای موسا زۆر بهشهرم و حهیاوه دهرۆیشت به ڕێگهدا كه گهیشته لای پێی وت باوكم بانگت دهكات و حهز دهكات پاداشتی ئهو چاكهو ئاودانی ماڵاته كه بۆ ئێمهت ئهنجامدا بداتهوه كاتێك موسا گهیشته لای باوكیان دوای حهوانهوه ههموو بهسهرهاتهكهی خۆی بۆ گێرایهوه باوكی كچهكان وتی مهترسه تۆ ئیتر ڕزگارت بوو له دهست قهومی ستهمكار
- اردو - جالندربرى : تھوڑی دیر کے بعد ان میں سے ایک عورت جو شرماتی اور لجاتی چلی اتی تھی۔ موسی کے پاس ائی اور کہنے لگی کہ تم کو میرے والد بلاتے ہیں کہ تم نے جو ہمارے لئے پانی پلایا تھا اس کی تم کو اجرت دیں۔ جب وہ ان کے پاس ائے اور ان سے اپنا ماجرا بیان کیا تو انہوں نے کہا کہ کچھ خوف نہ کرو۔ تم ظالم لوگوں سے بچ ائے ہو
- Bosanski - Korkut : I jedna od njih dvije dođe mu poslije idući stidljivo i reče "Otac moj te zove da te nagradi zato što si nam stoku napojio" I kad mu on dođe i kaza mu šta je doživio on reče "Ne strahuj spasio si se naroda koji ne vjeruje"
- Swedish - Bernström : Strax därpå kom en av de två [unga kvinnorna] emot honom med skygga steg och sade "Min fader ber dig komma till oss; han vill ge dig en belöning för att du vattnade [våra djur] åt oss" Och när [Moses] kom och berättade [sin] historia [för fadern] sade denne "Oroa dig inte Du har nu kommit ifrån dessa orättfärdiga människor"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kemudian datanglah kepada Musa salah seorang dari kedua wanita itu berjalan kemalumaluan ia berkata "Sesungguhnya bapakku memanggil kamu agar ia memberikan balasan terhadap kebaikanmu memberi minum ternak kami" Maka tatkala Musa mendatangi bapaknya Syu'aib dan menceritakan kepadanya cerita mengenai dirinya Syu'aib berkata "Janganlah kamu takut Kamu telah selamat dari orangorang yang zalim itu"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
(Kemudian datanglah kepada Musa salah seorang dari kedua wanita itu berjalan kemalu-maluan) seraya menutupkan kain kerudung ke mukanya karena malu kepada Nabi Musa (ia berkata, "Sesungguhnya bapakku memanggil kamu agar ia memberikan balasan terhadap kebaikanmu memberi minum ternak kami") Nabi Musa memenuhi panggilannya dan menolak dalam hatinya upah yang akan diberikan kepadanya, karena seolah-olah wanita itu bermaksud hendak memberi upah dan menganggap dirinya sebagai seorang upahan. Kemudian wanita itu berjalan di muka Nabi Musa tiba-tiba angin meniup kainnya, sehingga terlihat kedua betisnya. Lalu Nabi Musa berkata kepadanya, "Berjalanlah engkau di belakangku dan tunjukkanlah jalan itu kepadaku". Wanita itu menuruti apa yang dikatakan oleh Nabi Musa, sehingga Nabi Musa sampai ke tempat bapak wanita itu, dia adalah Nabi Syuaib a.s. Ketika Nabi Musa sampai di hadapannya ternyata telah disiapkan makan malam, maka Nabi Syuaib berkata, "Duduklah, kemudian makan malamlah". Nabi Musa menjawab, "Aku khawatir jika makan malam ini sebagai imbalan karena aku telah memberi minum ternak keduanya, sedangkan aku berasal dari ahlul bait yang tidak pernah meminta imbalan dari suatu pekerjaan yang baik". Nabi Syuaib berkata, "Tidak, ini merupakan tradisiku dan tradisi nenek moyangku. Kami biasa menjamu tamu kami, juga biasa memberi makan". Nabi Musa baru mau memakannya dan menceritakan kepadanya semua apa yang telah ia alami. Untuk itu maka Allah swt. berfirman, ("Maka tatkala Musa mendatangi bapak wanita itu dan menceritakan kepadanya kisah mengenai dirinya) lafal Al Qashash adalah Mashdar yang bermakna Isim Maf'ul; maksudnya Nabi Musa menceritakan kepadanya tentang pembunuhannya terhadap seorang bangsa Mesir dan niat bangsa Mesir untuk membunuhnya, serta kekhawatirannya terhadap Firaun (Syuaib berkata, 'Janganlah kamu takut! Kamu telah selamat dari orang-orang yang zalim'.") karena tidak ada kekuasaan bagi Firaun atas negeri Madyan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর বালিকাদ্বয়ের একজন লজ্জাজড়িত পদক্ষেপে তাঁর কাছে আগমন করল। বলল আমার পিতা আপনাকে ডাকছেন যাতে আপনি যে আমাদেরকে পানি পান করিয়েছেন তার বিনিময়ে পুরস্কার প্রদান করেন। অতঃপর মূসা যখন তাঁর কাছে গেলেন এবং সমস্ত বৃত্তান্ত বর্ণনা করলেন তখন তিনি বললেন ভয় করো না তুমি জালেম সম্প্রদায়ের কবল থেকে রক্ষা পেয়েছ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : சிறிது நேரத்திற்குப் பிறகு அவ்விரு பெண்களில் ஒருவர் நாணத்துடன் நடந்து மூஸாவின் முன் வந்து "எங்களுக்காக நீங்கள் தண்ணீர் புகட்டியதற்கான கூலியை உங்களுக்கு வழங்குவதற்காக எங்கள் தந்தை உங்களை அழைக்கிறார்" என்று கூறினார்; இவ்வாறாக மூஸா அவரிடம் வந்தபோது தம் வரலாற்றை எடுத்துச் சொன்னார்; அதற்கவர்; "பயப்படாதீர் அக்கிரமக்கார சமூகத்தாரை விட்டும் நீர் தப்பித்துவிட்டீர்" என்று கூறினார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : นางคนหนึ่งในสองคนได้มาหาเขา เดินมาอย่างขวยเขิน แล้วกล่าวขึ้นว่า “คุณพ่อของดิฉันขอเชิญท่านไป เพื่อจะตอบแทนค่าแรงแก่ท่านที่ได้ช่วยตักน้ำให้เรา” ครั้นเมื่อเขา มูซา ได้มาหาเขา นะบีชุไอบฺ และได้เล่าเรื่องราวแก่เขา เขากล่าวว่า “ท่านไม่ต้องกลัว ท่านได้หนีพ้นจากหมู่ชนผู้อธรรมแล้ว”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бас икковларидан бири ҳаё билан юриб келиб Отам сенга бизларга суғориб берганинг ҳаққини бериш учун чақирмоқда деди Қачонки унга келганида ва қиссани айтиб берганида у Қўрқма золим қавмлардан нажот топдинг деди Қизлар отасига ҳайвонларини суғориб берган ғариб йигит ҳақида унинг мардлиги шижоатлиги яна ўзи ёлғиз сояда ўтириб қолганлиги ҳақида сўзлаб беришган Ўшанда оталари қизлардан бирини ўша ғариб йигитни чақириб келиш учун юборади Мусо алайҳиссалом бу чақириқни қабул қилиб чолнинг олдига борадилар Мусо алайҳиссалом уй эгасига бошларидан ўтган қиссани гапириб бердилар Кўпни кўрган тажрибали чол у кишининг кўнглини кўтариб қўрқма энди қутулиб кетдинг деган маънони айтди
- 中国语文 - Ma Jian : 那两个女子中的一个,羞涩地来对他说:我的父亲的确要请你去,要酬谢你替我们饮羊的功劳。当他来到他面前,并且告诉他自己的实情的时候,他说:你不要畏惧,你已脱离不义的民众了。
- Melayu - Basmeih : Kemudian salah seorang dari perempuan dua beradik itu datang mendapatkannya dengan berjalan dalam keadaan tersipusipu sambil berkata" Sebenarnya bapaku menjemputmu untuk membalas budimu memberi minum binatang ternak kami" Maka ketika Musa datang mendapatkannya dan menceritakan kepadanya kisahkisah kejadian yang berlaku mengenai dirinya berkatalah orang tua itu kepadanya "Janganlah engkau bimbang engkau telah selamat dari kaum yang zalim itu "
- Somali - Abduh : Markaasay u Timid Gabdhihii Middood Iyadoo Xishoon waxayna ku Tidhi Aabahay wuu kuu Yeedhi inuu kaa Abaal Mariyo Ujuuradii Waraabintaada Annaga markuu u Yimid oos Uga Warramay Qisadii yuu ku yidhi ha Cabsan Waad ka Kortay Qoomkii Daalimiinta ahaa
- Hausa - Gumi : Sai ɗayansu ta je masa tanã tafiya a kan jin kunya ta ce "Ubãna yanã kiran ka dõmin ya sãka maka ijãrar abin da ka shãyar sabõda mu" To a lõkacin da ya je masa ya gaya masa lãbãrinsa ya ce "Kada ka ji tsõro kã tsĩra daga mutãne azzãlumai"
- Swahili - Al-Barwani : Basi mmoja katika wale wanawake wawili akamjia naye anaona haya Akasema Baba yangu anakwita akulipe ujira wa kutunyweshea Basi alipo mjia na akamsimulia visa vyake alisema Usiogope; umekwisha okoka kwenye watu madhaalimu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe njëra nga ato dyja erdhi pastaj duke u turpëruar dhe tha “Me të vërtetë të thërret babai im që të shpërblejë ty për atë që u ke dhënë ujë shtazëve tona E kur erdhi te Shuajbi dhe i tregoi çka ka përjetuar ai Shuajbi tha “Mos u frikëso meqë ke shpëtuar prej popullit zullumqar
- فارسى - آیتی : يكى از آن دو زن كه به آزرم راه مىرفت نزد او آمد و گفت: پدرم تو را مىخواند تا مزد آبدادنت را بدهد. چون نزد او آمد و سرگذشت خويش بگفت، گفت: مترس، كه تو از مردم ستمكاره نجات يافتهاى.
- tajeki - Оятӣ : Яке аз он ду зан, ки ба озарм (шарм) роҳ мерафт, назди ӯ омад ва гуфт: «Падарам туро мехонад, то музди об доданатро бидиҳад». Чун назди ӯ омад ва саргузашти худ бигуфт, гуфт: «Матарс, ки ту аз мардуми золим наҷот ёфтаӣ».
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ (يەنى ئۇ ئىككى ئايالنىڭ) بىرى مۇسانىڭ يېنىغا ئۇياتچانلىق بىلەن مېڭىپ كېلىپ: «(قويلىرىمىزنى) سۇغىرىپ بەرگەنلىكىڭنىڭ ھەققىنى بېرىش ئۈچۈن ئاتام سېنى راستلا چاقىرىدۇ» دېدى. مۇسا ئۇنىڭ (يەنى شۇئەيبنىڭ) قېشىغا كېلىپ ئەھۋالنى ھېكايە قىلىپ بەردى، شۇئەيب: «قورقمىغىن، زالىم قەۋمدىن قۇتۇلدۇڭ» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അപ്പോള് ആ രണ്ടു സ്ത്രീകളിലൊരുവള് ലജ്ജയോടെ അദ്ദേഹത്തെ സമീപിച്ച് ഇങ്ങനെ പറഞ്ഞു: "താങ്കള് ഞങ്ങള്ക്കുവേണ്ടി ആടുകളെ വെള്ളം കുടിപ്പിച്ചു. അതിനുള്ള പ്രതിഫലം തരാനായി താങ്കളെ എന്റെ പിതാവ് വിളിക്കുന്നുണ്ട്." അങ്ങനെ മൂസ അദ്ദേഹത്തിന്റെ അടുത്തെത്തി, തന്റെ കഥകളൊക്കെയും വിവരിച്ചുകൊടുത്തു. അതുകേട്ട് ആ വൃദ്ധന് പറഞ്ഞു: "പേടിക്കേണ്ട. അക്രമികളില്നിന്ന് താങ്കള് രക്ഷപ്പെട്ടുകഴിഞ്ഞു."
- عربى - التفسير الميسر : فجاءت احدى المراتين اللتين سقى لهما تسير اليه في حياء قالت ان ابي يدعوك ليعطيك اجر ما سقيت لنا فمضى موسى معها الى ابيها فلما جاء اباها وقص عليه قصصه مع فرعون وقومه قال له ابوها لا تخف نجوت من القوم الظالمين وهم فرعون وقومه اذ لا سلطان لهم بارضنا
*35) Hadrat `Umar has explained this sentence, thus: "She came walking modestly, with her face covered with a part of her outer garment, unlike those immodest women, who go about wherever they like, and enter wherever they like without any hesitation." Several traditions bearing on this subject have been reported by Said bin Mansur, Ibn Jarir, Ibn Abi Hatim-and Ibn al-Mundhir from Hadrat 'Umar through authentic chains of athorities. This shows that the Islamic concept of modesty which the Companions of the Holy Prophet had understood from the Qur'an and the teaching and training of the Holy Prophet was absolutely opposed to keeping the face exposed to the other then and moving about immodestly. outside the house. hadrat `Umar has clearly regarded covering of the face as a symbol of modesty and exposing it to the other men as an immodesty and shamelessness.
*36) She said this also out of modesty, for she had to give a sound reason for her coming to another man all alone; otherwise it was not at all necessary that a gentleman should have been rewarded if he had rendered some service to the (helpless) women in trouble. And then, in spite of hearing of a reward, the Prophet Moses' willingness to follow her forthwith to her house indicates the state of extreme helplessness in which he found himself at that time. He had left Egypt empty-handed and might have taken at least eight days to reach Midian. He must be hungry and worn out by journey. And, above all, he must be anxious to find a shelter in the unfamiliar land and a sympathetic person to give him refuge. Under this very compulsion, in spite of hearing that he was being called to be rewarded for a small service he had rendered, the Prophet Moses felt no hesitation in going with the woman. He must have thought that the prayer he had just made to God was being answered thus by God Himself. Therefore, he did not think it was right to turn down the means of hospitality provided by his Lord by an unnecessary show of self-respect.