- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّى صَرْحًا لَّعَلِّىٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّى لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين
- عربى - التفسير الميسر : وقال فرعون لأشراف قومه: يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري يستحق العبادة، فأشْعِل لي -يا هامان- على الطين نارًا، حتى يشتد، وابْنِ لي بناء عاليًا؛ لعلي أنظر إلى معبود موسى الذي يعبده ويدعو إلى عبادته، وإني لأظنه فيما يقول من الكاذبين.
- السعدى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ } متجرئا على ربه، ومموها على قومه السفهاء، أخفاء العقول: { يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } أي: أنا وحدي، إلهكم ومعبودكم، ولو كان ثَمَّ إله غيري، لعلمته، فانظر إلى هذا الورع التام من فرعون!، حيث لم يقل " ما لكم من إله غيري " بل تورع وقال: { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } وهذا، لأنه عندهم، العالم الفاضل، الذي مهما قال فهو الحق، ومهما أمر أطاعوه.
فلما قال هذه المقالة، التي قد تحتمل أن ثَمَّ إلها غيره، أراد أن يحقق النفي، الذي جعل فيه ذلك الاحتمال، فقال لـ " هامان " { فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ } ليجعل له لبنا من فخار. { فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا } أي: بناء { لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ } ولكن سنحقق هذا الظن، ونريكم كذب موسى. فانظر هذه الجراءة العظيمة على اللّه، التي ما بلغها آدمي، كذب موسى، وادَّعى أنه إله، ونفى أن يكون له علم بالإله الحق، وفعل الأسباب، ليتوصل إلى إله موسى، وكل هذا ترويج، ولكن العجب من هؤلاء الملأ، الذين يزعمون أنهم كبار المملكة، المدبرون لشئونها، كيف لعب هذا الرجل بعقولهم، واستخف أحلامهم، وهذا لفسقهم الذي صار صفة راسخة فيهم.
فسد دينهم، ثم تبع ذلك فساد عقولهم، فنسألك اللهم الثبات على الإيمان، وأن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وتهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
ولكن هذا الرد المهذب الحكيم من موسى - عليه السلام - ، لم يعجب فرعون المتطاول المغرور فأخذ فى إلقاء الدعاوى الكاذبة ، التى حكاها القرآن عنه فى قوله : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ياأيها الملأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرِي ) .
أى : وقال فرعون لقومه - على سبيل الكذب والفجور - يأيها الأشراف من أتباعى ، إنى ما علمت لكم من إله سواى .
وقوله هذا يدل على ما بلغه من طغيان وغرور ، فكأنه يقول لهم : إنى لم أعلم بأن هناك إلها لكم سواى ، ومالا أعمله فلا وجود له .
وقد قابل قومه هذا الهراء والهذيان ، بالسكوت والتسليم ، شأن الجهلاء الجبناء وصدق الله إذ يقول : ( فاستخف قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ ) ثم تظاهر بعد ذلك بأنه جاد فى دعواه أمام قومه بأنه لا إله لهم سواه ، وأنه حريص على معرفة الحقيقة ، فقال لوزيره هامان : ( فَأَوْقِدْ لِي ياهامان عَلَى الطين فاجعل لِّي صَرْحاً لعلي أَطَّلِعُ إلى إله موسى ) .
والصرح : البناء الشاهق المرتفع . أى : فاصنع لى يا هامان من الطين آجرا قويا ، ثم هيىء لى منه بناء عاليا مكشوفا . أصعد عليه ، لعلى أرى إله موسى من فوقه . والمراد بالظن فى قوله : ( وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكاذبين ) اليقين . أى : وإنى لمتيقن أن موسى من الكاذبين فى دعواه أن هناك إلها غيرى . . فى هذا الكون .
وهكذا . استخف فرعون بعقول قومه الجاهلين الجبناء ، فأفهمهم أنه لا إله لهم سواه ، وأن موسى كاذب فيما ادعاه .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - ( وَقَالَ فَرْعَوْنُ ياهامان ابن لِي صَرْحاً لعلي أَبْلُغُ الأسباب أَسْبَابَ السماوات فَأَطَّلِعَ إلى إله موسى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سواء عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السبيل وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ ) قال ابن كثير : وذلك لأن فرعون ، بنى هذا الصرح ، الذى لم ير فى الدنيا بناء أعلى منه ، وإنما أراد أن يظهر لرعيته ، تكذيب موسى فيما قاله من أن هناك إلها غير فرعون . ولهذا قال : ( وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكاذبين ) أى : فى قوله إن ثم ربا غيرى .
- البغوى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين ) فاطبخ لي الآجر ، وقيل : إنه أول من اتخذ من الآجر وبنى به ، ( فاجعل لي صرحا ) قصرا عاليا ، وقيل : منارة ، قال أهل التفسير لما أمر فرعون وزيره هامان ببناء الصرح ، جمع هامان العمال والفعلة حتى اجتمع خمسون ألف بناء سوى الأتباع والأجراء ، ومن يطبخ الآجر والجص وينجر الخشب ويضرب المسامير ، فرفعوه وشيدوه حتى ارتفع ارتفاعا لم يبلغه بنيان أحد من الخلق ، أراد الله - عز وجل - أن يفتنهم فيه ، فلما فرغوا منه ارتقى فرعون فوقه وأمر بنشابة فرمى بها نحو السماء فردت إليه وهي ملطخة دما ، فقال قد قتلت إله موسى ، وكان فرعون يصعد على البراذين ، فبعث الله جبريل جنح غروب الشمس فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع فوقعت قطعة منها على عسكر فرعون فقتلت منهم ألف ألف رجل ، ووقعت قطعة في البحر وقطعة في المغرب ، ولم يبق أحد ممن عمل فيه بشيء إلا هلك ، فذلك قوله تعالى : ( فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى ) أنظر إليه وأقف على حاله ، ( وإني لأظنه ) يعني موسى ، ( من الكاذبين ) في زعمه أن للأرض والخلق إلها غيري ، وأنه رسوله .
- ابن كثير : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
يخبر تعالى عن كفر فرعون وطغيانه وافترائه في دعوى الإلهية لنفسه القبيحة - لعنه الله - كما قال تعالى : ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ) [ الزخرف : 54 ] ، وذلك لأنه دعاهم إلى الاعتراف له بالإلهية ، فأجابوه إلى ذلك بقلة عقولهم وسخافة أذهانهم ; ولهذا قال : ( ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ) ، [ و ] قال تعالى إخبارا عنه : ( فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ) [ النازعات : 23 - 26 ] يعني : أنه جمع قومه ونادى فيهم بصوته العالي مصرحا لهم بذلك ، فأجابوه سامعين مطيعين . ولهذا انتقم الله تعالى منه ، فجعله عبرة لغيره في الدنيا والآخرة ، وحتى إنه واجه موسى الكليم بذلك فقال : ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) [ الشعراء : 29 ] .
وقوله : ( فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى ) أي : أمر وزيره هامان ومدبر رعيته ومشير دولته أن يوقد له على الطين ، ليتخذ له آجرا لبناء الصرح ، وهو القصر المنيف الرفيع - كما قال في الآية الأخرى : ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب . أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب ) [ غافر : 36 ، 37 ] ، وذلك لأن فرعون بنى هذا الصرح الذي لم ير في الدنيا بناء أعلى منه ، إنما أراد بهذا أن يظهر لرعيته تكذيب موسى فيما زعمه من دعوى إله غير فرعون ; ولهذا قال : ( وإني لأظنه من الكاذبين ) أي : في قوله إن ثم ربا غيري ، لا أنه كذبه في أن الله أرسله ; لأنه لم يكن يعترف بوجود الصانع ، فإنه قال : ( وما رب العالمين ) [ الشعراء : 23 ] وقال : ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) [ الشعراء : 29 ] وقال : ( يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ) وهذا قول ابن جرير .
- القرطبى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
قوله تعالى : وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري قال ابن عباس : كان بينها وبين قوله : أنا ربكم الأعلى أربعون سنة ، وكذب عدو الله بل علم أن له ثم ربا هو خالقه وخالق قومه ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله . قال : فأوقد لي يا هامان على الطين أي اطبخ لي الآجر ; عن ابن عباس رضي الله عنه وقال قتادة : هو أول من صنع الآجر وبنى به ولما أمر فرعون وزيره هامان ببناء الصرح جمع هامان العمال - قيل خمسين ألف بناء سوى الأتباع والأجراء - وأمر بطبخ الآجر والجص ، ونشر الخشب وضرب المسامير ، فبنوا ورفعوا البناء وشيدوه بحيث لم يبلغه بنيان منذ خلق الله السماوات والأرض ، فكان الباني لا يقدر أن يقوم على رأسه ، حتى أراد الله أن يفتنهم فيه فحكى السدي : أن فرعون صعد السطح ورمى بنشابة نحو السماء ، فرجعت متلطخة بدماء ، فقال قد قتلت إله موسى فروي أن جبريل عليه السلام بعثه الله تعالى عند مقالته ، فضرب الصرح بجناحه فقطعه ثلاث قطع ; قطعة على عسكر فرعون قتلت منهم ألف ألف ، وقطعة في البحر ، وقطعة في الغرب ، وهلك كل من عمل فيه شيئا والله أعلم بصحة ذلك وإني لأظنه من الكاذبين الظن هنا شك ، فكفر على الشك ; لأنه قد رأى من البراهين ما لا يخيل على ذي فطرة .
- الطبرى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لأشراف قومه وسادتهم: ( يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) فتعبدوه, وتصدّقوا قول موسى فيما جاءكم به من أن لكم وله ربا غيري ومعبودا سواي ( فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ ) يقول: فاعمل لي آجرا, وذُكر أنه أوّل من طبخ الآجر وبنى به.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد: ( فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ ) قال: على المدَر يكون لَبِنا مطبوخا.
قال ابن جُرَيج: أوّل من أمر بصنعة الآجرّ وبنى به فرعون.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة: ( فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ ) قال: فكان أوّل من طبخ الآجرّ يبني به الصرح.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قول الله: ( فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ ) قال: المطبوخ الذي يوقد عليه هو من طين يبنون به البنيان.
وقوله: ( فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا ) يقول: ابنِ لي بالآجرّ بناء, وكل بناء مسطح فهو صرح كالقصر. ومنه قول الشاعر:
بِهِـــنَّ نَعـــامٌ بَنَاهَــا الرِّجَــا
لُ تَحْسَــبُ أعْلامَهُــنَّ الصُّرُوحَـا (1)
يعني بالصروح: جمع صرح.
وقوله: ( لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) يقول: انظر إلى معبود موسى, الذي يعبده, ويدعو إلى عبادته ( وَإِنِّي لأظُنُّهُ ) فيما يقول من أن له معبودا يعبده في السماء, وأنه هو الذي يؤيده وينصره, وهو الذي أرسله إلينا من الكاذبين; فذكر لنا أن هامان بنى له الصرح, فارتقى فوقه.
فكان من قصته وقصة ارتقائه ما حدثنا موسى, قال: ثنا عمرو, قال: ثنا أسباط, عن السدي, قال: قال فرعون لقومه: ( يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي ) أذهب في السماء, فأنظر ( إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) فلما بُنِي له الصرح, ارتقى فوقه, فأمر بِنُشابة فرمى بها نحو السماء, فردّت إليه وهي متلطخة دما, فقال: قد قتلت إله موسى, تعالى الله عما يقولون.
- ابن عاشور : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)
كلام فرعون المحكي هنا واقع في مقام غير مقام المحاورة مع موسى فهو كلام أقبل به على خطاب أهل مجلسه إثر المحاورة مع موسى فلذلك حُكي بحرف العطف عطف القصة على القصة . فهذه قصة محاورة بين فرعون وملئه في شأن دعوة موسى فهي حقيقة بحرف العطف كما لا يخفى .
أراد فرعون بخطابه مع ملئه أن يثبتهم على عقيدة إلهيته فقال { ما علمتُ لكم من إله غيري } إبطالا لقول موسى المحكي في سورة [ الشعراء : 26 ] { قال ربكم ورب آبائكم الأولين } وقوله هناك { رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } [ الشعراء : 24 ] . فأظهر لهم فرعون أن دعوة موسى لم تَرُجْ عنده وأنه لم يصدق بها فقال { ما علمت لكم من إله غيري .
والمراد بنفي علمه بذلك نفي وجود إله غيره بطريق الكناية يريهم أنه أحاط علمه بكل شيء حق فلو كان ثمة إله غيره لعلمه .
والمقصود بنفي وجود إله غيره نفي وجود الإله الذي أثبته موسى وهو خالق الجميع . وأما آلهتهم التي يزعمونها فإنها مما تقتضيه إلهية فرعون لأن فرعون عندهم هو مظهر الآلهة المزعومة عندهم لأنه في اعتقادهم ابن الآلهة وخلاصة سرهم ، وكل الصيد في جوف الفرا .
وحيث قال موسى إن الإله الحق هو رب السموات فقد حسب فرعون أن مملكة هذا الرب السماء تصوراً مختلاً ففرع على نفي إله غيره وعلى توهم أن الرب المزعوم مقره السماء أن أمر { هامان }
وزيره أن يبني له صرحاً يبلغ به عنان السماء ليرى الإله الذي زعمه موسى حتى إذا لم يجده رجع إلى قومه فأثبت لهم عدم إله في السماء إثبات معاينة ، أراد أن يظهر لقومه في مظهر المتطلب للحق المستقصي للعوالم حتى إذا أخبر قومه بعد ذلك بأن نتيجة بحثه أسفرت عن كذب موسى ازدادوا ثقة ببطلان قول موسى عليه السلام .وفي هذا الضغث من الجدل السفسطائي مبلغ من الدلالة على سوء انتظام تفكيره وتفكير ملئه ، أو مبلغ تحيله وضعف آراء قومه .
و { هامان } لقب أو اسم لوزير فرعون كما تقدم آنفاً . وأراد بقوله { فأوقد لي يا هامان على الطين } أن يأمر { هامان } العملة أن يطبخوا الطين ليكون آجراً ويبنوا به فكني عن البناء بمقدماته وهي إيقاد الأفران لتجفيف الطين المتخذ آجراً . والآجرّ كانوا يبنون به بيوتهم فكانوا يجعلون قوالب من طين يتصلب إذا طبخ وكانوا يخلطونه بالتبن ليتماسك قبل إدخاله التنور كما ورد وصف صنع الطين في الإصحاح الخامس من سفر الخروج .
وابتدأ بأمره بأول أشغال البناء للدلالة على العناية بالشروع من أول أوقات الأمر لأن ابتداء البناء يتأخر إلى ما بعد إحضار مواده فلذلك أمره بالأخذ في إحضار تلك المواد التي أولها الإيقاد ، أي إشعال التنانير لطبخ الآجرّ .
وعُبر عن الآجرّ بالطين لأنه قوام صنع الآجرّ وهو طين معروف . وكأنه لم يأمره ببناء من حجر وكلس قصداً للتعجيل بإقامة هذا الصرح المرتفع إذ ليس مطلوباً طول بقائه بإحكام بنائه على مرّ العصور بل المراد سرعة الوصول إلى ارتفاعه كي يشهده الناس ، ويحصل اليأس ثم يُنقض من الأساس .
وعدل عن التعبير بالآجرّ ، قال ابن الأثير في «المثل السائر» : لأن كلمة الآجرّ ونحوها كالقرمد والطوب كلمات مبتذلة فذكر بلفظ الطين اه . وأظهر من كلام ابن الأثير : أن العدول إلى الطين لأنه أخف وأفصح .
وإسناد الإيقاد على الطين إلى هامان مجاز عقلي باعتبار أنه الذي يأمر بذلك كما يقولون : بنى السلطان قنطرة وبنى المنصور بغداد .
وتقدم ذكر هامان آنفاً وأنه وزير فرعون . وكانت أوامر الملوك في العصور الماضية تصدر بواسطة الوزير فكان الوزير هو المنفذ لأوامر الملك بواسطة أعوانه من كتاب وأمراء ووكلاء ونحوهم ، كل فيما يليق به .
والصرح : القصر المرتفع ، وقد تقدم عند قوله تعالى { قيل لها ادخلي الصرح } في سورة [ النمل : 44 ] .
ورجا أن يصل بهذا الصرح إلى السماء حيث مقر إله موسى . وهذا من فساد تفكيره إذ حسب أن السماء يوصل إليها بمثل هذا الصرح ما طال بناؤه ، وأن الله مستقر في مكان من السماء .
والاطلاع : الطلوع القوي المتكلف لصعوبته .
وقوله { وإني لأظنه من الكاذبين } استعمل فيه الظن بمعنى القطع فكانت محاولته الوصول إلى السماء لزيادة تحقيق ظنه ، أو لأنه أراد أن يقنع قومه بذلك . ولعله أراد بهذا تمويه الأمر على قومه ليلقي في اعتقادهم أن موسى ادعى أن الله في مكان معين يبلغ إليه ارتفاع صرحه . ثم يجعل عدم العثور على الإله في ذلك الارتفاع دليلاً على عدم وجود الإله الذي ادعاه موسى . وكانت عقائد أهل الضلالة قائمة على التخيل الفاسد ، وكانت دلائلها قائمة على تمويه الدجالين من زعمائهم .
وقوله { من الكاذبين } يدل على أنه يعده من الطائفة الذين شأنهم الكذب كما تقدم في قوله تعالى { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } [ البقرة : 67 ] .
ولم يذكر القرآن أن هذا الصرح بُني ، وليس هو أحد الأهرام لأن الأهرام بنيت من حجارة لا من آجرّ ، ولأنها جعلت مدافن للذين بنوها من الفراعنة . واختلف المفسرون هل وقع بناء هذا الصرح وتم أو لم يقع؛ فحكى بعضهم أنه تم وصعد فرعون إلى أعلاه ونزل وزعم أنه قتل رب موسى . وحكى بعضهم أن الصرح سقط قبل إتمام بنائه فأهلك خلقاً كثيراً من عملة البناء والجند . وحكى بعضهم أنه لم يشرع في بنائه . وقد لاح لي في معنى الآية وجه آخر سأذكره في سورة المؤمن .
- إعراب القرآن : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
«وَقالَ» الواو حرف استئناف «قالَ فِرْعَوْنُ» ماض وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها. «يا» حرف نداء «أَيُّهَا» منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب «ها» للتنبيه «الْمَلَأُ» بدل من أيها «ما» نافية «عَلِمْتُ» ماض وفاعله «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «مِنْ» حرف جر زائد «إِلهٍ» مجرور لفظا منصوب محلا مفعول علمت «غَيْرِي» صفة إله والجملتان مقول القول. «فَأَوْقِدْ» الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر «لِي» متعلقان بالفعل والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها «يا هامانُ» منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب «عَلَى الطِّينِ» متعلقان بالفعل ، والجملة الندائية معترضة. «فَاجْعَلْ لِي» معطوف على فأوقد لي «صَرْحاً» مفعول به. «لَعَلِّي» لعل واسمها «أَطَّلِعُ» مضارع فاعله مستتر «إِلى إِلهِ» متعلقان بالفعل «مُوسى » مضاف إليه والجملة الفعلية خبر لعل والجملة الاسمية تعليل لا محل لها. «وَإِنِّي» الواو حالية «إِنِّي» إن واسمها «لَأَظُنُّهُ» اللام المزحلقة «أظنه» مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر «مِنَ الْكاذِبِينَ» متعلقان بالفعل وهما في موضع المفعول الثاني والجملة الفعلية خبر إني والجملة الاسمية حال.
- English - Sahih International : And Pharaoh said "O eminent ones I have not known you to have a god other than me Then ignite for me O Haman [a fire] upon the clay and make for me a tower that I may look at the God of Moses And indeed I do think he is among the liars"
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ(28:38) And Pharaoh said, "O chiefs, I do not know of any other god of yours than myself. *52 Burn for me bricks of clay, O Haman, and build me a high tower so that I may climb it to see the God of Moses for I consider him to be an utter liar. " *53
- Français - Hamidullah : Et Pharaon dit O notables je ne connais pas de divinité pour vous autre que moi Hâmân allume-moi du feu sur l'argile puis construis-moi une tour peut-être alors monterai-je jusqu'au Dieu de Moïse Je pense plutôt qu'il est du nombre des menteurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Fir'aun sagte "O ihr führende Schar keinen anderen Gott weiß ich für euch als mich selbst So entfache mir o Haman einen Brand auf Lehm und mache mir einen Hochbau auf daß ich zum Gott Musas emporsteige Ich glaube fürwahr daß er zu den Lügnern gehört"
- Spanish - Cortes : Faraón dijo ¡Dignatarios Yo no sé que tengáis a ningún otro dios que a mí ¡Hamán ¡Cuéceme unos ladrillos y hazme una torre Quizás así pueda llegarme al dios de Moisés Sí creo que miente
- Português - El Hayek : O Faraó disse Ó chefes não tendes que eu saiba outro deus além de mim Ó Haman acende pois o forno para cozer tijolos e fabricame um monumento para que possa elevarme até ao Deus de Moisés se bem que segundo meparece Moisés seja um dos impostores
- Россию - Кулиев : Фараон сказал О знать Я не знаю для вас иного бога кроме меня О Хаман Разожги огонь над глиной и сооруди для меня башню чтобы я смог подняться к Богу Мусы Воистину я полагаю что он является одним из лжецов
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
Фараон сказал: «О знать! Я не знаю для вас иного бога, кроме меня. О Хаман! Разожги огонь над глиной и сооруди для меня башню, чтобы я смог подняться к Богу Мусы. Воистину, я полагаю, что он является одним из лжецов».Фараон продолжал противиться Господу, вводя в заблуждение свой глупый и безрассудный народ. Он провозгласил себя господом богом, сказав, что если бы существовали иные боги, то он знал бы об этом. Народ испытывал перед ним почтенный страх и не возражал ему даже тогда, когда он провозглашал себя единственным богом. Все это свидетельствует о том, что египтяне считали его ученым человеком. Они верили всему, что он говорил, и выполняли все, что он велел. Однако на этот раз он сказал им, что не знает о существовании других богов. Для того чтобы люди не усомнились в его правдивости, он решил опровергнуть существование иных богов, сказав своему помощнику Хаману: «Построй для меня высокую башню из глиняных кирпичей, чтобы мы выяснили истину и изобличили ложь Мусы». Какая дерзость! Какое неверие! Ни один человек не осмеливался столь дерзко противиться Аллаху! Фараон нарек пророка лжецом, провозгласил себя богом, объявил о том, что не ведает о существовании истинного Господа Бога, и даже захотел подняться к Богу, в которого верил Муса. Он поступал так только для того, чтобы завоевать доверие своей свиты. И удивительно, что знатные вельможи, которые считались старейшинами и вождями египетского народа, были всего лишь игрушкой в руках одного человека. Он заправлял их умами и совершенно не считался с ними, но они соглашались с этим, потому что нечестие было их неотъемлемым качеством. Еще раньше они отреклись от правой веры, и это привело к разложению их душ и умов. Господи, помоги нам стойко придерживаться правого пути! Не вводи нас в заблуждение после того, как Ты одарил нас верой! Одари нас Своей милостью, ибо Ты - Дарующий!
- Turkish - Diyanet Isleri : Firavun "Ey ileri gelenler Sizin benden başka bir tanrınız olduğunu bilmiyorum Ey Haman Benim için toprak üzerine bir ateş yak tuğla hazırlayıp bana bir kule yap; çıkar belki Musa'nın tanrısını görürüm Doğrusu onu yalancılardan sanıyorum" dedi
- Italiano - Piccardo : Disse Faraone “O notabili Per voi non conosco altra divinità che me O Hâmân accendi un fuoco sull'argilla e costruiscimi una torre chissà che non ascenda fino al Dio di Mosè Io penso che sia un bugiardo”
- كوردى - برهان محمد أمين : فیرعهون سهركهشانه وتی ئهی خهڵكینه من كهسی تر شك نابهن كه شایستهبێت بهوهی خواتان بێت جگه له خۆم ئهی هامان تۆ له گڵ خشتی سوورهوه كراوم بۆ دروست بكه و قهڵایهكی بهرزو پتهوم بۆ بینا بكه باڵكو پیایدا سهربكهوم تا خوای موسا ببینم ههرچهنده من بهڕاستی بڕوام وایه له ڕیز درۆزنهكاندایه
- اردو - جالندربرى : اور فرعون نے کہا کہ اے اہل دربار میں تمہارا اپنے سوا کسی کو خدا نہیں جانتا تو ہامان میرے لئے گارے کو اگ لگوا کر اینٹیں پکوا دو پھر ایک اونچا محل بنادو تاکہ میں موسی کے خدا کی طرف چڑھ جاوں اور میں تو اسے جھوٹا سمجھتا ہوں
- Bosanski - Korkut : "O velikaši" – reče faraon – "ja ne znam da vi imate drugog boga osim mene a ti o Hamane peci mi opeke i sagradi mi toranj da se popnem k Musaovu Bogu jer ja mislim da je on zaista lažac"
- Swedish - Bernström : Och Farao sade "Såvitt jag vet finns det för er stormän ingen annan gud än jag Låt då tända tegelugnarna Haman och bygg ett torn åt mig så högt att jag kan stiga upp till Moses gud Men jag misstänker att han är en av dem som far med lögn"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan berkata Fir'aun "Hai pembesar kaumku aku tidak mengetahui tuhan bagimu selain aku Maka bakarlah hai Haman untukku tanah liat kemudian buatkanlah untukku bangunan yang tinggi supaya aku dapat naik melihat Tuhan Musa dan sesungguhnya aku benarbenar yakin bahwa dia termasuk orangorang pendusta"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
(Dan berkata Firaun, "Hai pembesar kaumku! Aku tidak mengetahui tuhan bagi kalian selain aku sendiri. Maka bakarlah hai Haman, untukku tanah liat) maksudnya buatlah batu bata untukku (kemudian buatkanlah untukku bangunan yang tinggi) maksudnya gedung yang tinggi sekali (supaya aku dapat naik melihat Tuhan Musa) aku akan melihat-Nya dan berdiri di hadapan-Nya (dan sesungguhnya aku benar-benar yakin bahwa dia termasuk orang-orang yang pendusta") di dalam pengakuannya yang mengatakan ada Tuhan lain selain aku, bahwa ia seorang Rasul.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ফেরাউন বলল হে পরিষদবর্গ আমি জানি না যে আমি ব্যতীত তোমাদের কোন উপাস্য আছে। হে হামান তুমি ইট পোড়াও অতঃপর আমার জন্যে একটি প্রাসাদ নির্মাণ কর যাতে আমি মূসার উপাস্যকে উকি মেরে দেখতে পারি। আমার তো ধারণা এই যে সে একজন মিথ্যাবাদী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் ஃபிர்அவ்ன் சொன்னான்; "பிரமுகர்களே என்னைத்தவிர உங்களுக்கு வேறெரு நாயன் இருக்கின்றான் என்பதாக நான் அறியவில்லை ஆதலின் ஹாமானே களிமண் மீது எனக்காகத் தீயைமூட்டி செங்கற்கள் செய்து பிறகு எனக்காக ஓர் உயரமான மாளிகையைக் கட்டுவாயாக அதன் மேல் ஏறி நான் மூஸாவின் இறைவனைப் பார்க்க வேண்டும் மேலும் நிச்சயமாக நான் இவரை பொய்யர்களில் நின்றுமுள்ளவர்" என்றே கருதுகின்றேன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และฟิรเอานกล่าวว่า “โอ้ปวงบริพารเอ๋ย ฉันไม่เคยรู้จักพระเจ้าอื่นใดของพวกท่านนอกจากฉัน โอ้ฮามานเอ๋ย จงเผาดินให้ฉันด้วยแล้วสร้างโครงสูงระฟ้า เพื่อที่ฉันจะได้ขึ้นไปดูพระเจ้าของมูซา และแท้จริงฉันคิดว่า เขานั้นอยู่ในหมู่ผู้กล่าวเท็จ”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Фиръавн Эй аъёнлар мен сизларга ўзимдан бошқа илоҳ борлигини билмасман Бас эй Ҳомон лойга ўт ёқиб мен учун бир баланд қаср қур шоядки унга чиқиб Мусонинг илоҳини кўрсай Албатта мен уни ёлғончилардан деб ўйламоқдаман деди Худолик даъвосида бўлган аҳмоқ фиръавнлар ўйламай оғзига нима келса гапираверади Вазирига нимани хоҳласа буюраверади Ҳомон лойга ўт ёқиб ғишт пишириб ўта баланд қаср қурармиш Фиръавн унга чиқиб осмонда Аллоҳни кўрар эмиш Аллоҳ осмонда сенинг чиқишингга қараб турадиган зотмиди Сенга ўхшаган ифлос Аллоҳнинг даргоҳига бора олармиди Осмон сенга ўхшаш бандалар учун Аллоҳ таоло томонидан яратилган бир нарсаку нима учун Аллоҳни осмон билан чегаралаб қўймоқчисан Ушбу саволлар ҳам ўзини худо санаётган Фиръавнинг нақадар эси паст эканини тушунишга ёрдам беради Ўша эси паст махлуқ ўзининг аҳмоқона гапи билан Аллоҳ юборган Пайғамбар Мусони алайҳиссалом ёлғончига чиқармоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 法老说:臣仆们啊!我不知道除我外还有别的神灵。哈曼啊!你应当替我烧砖,然后替我建筑一座高楼,也许我得窥见穆萨的主宰。我的确猜想他是一个说谎者。
- Melayu - Basmeih : Dan Firaun pula berkata "Wahai orangorangku aku tidak mengetahui ada bagi kamu sebarang tuhan yang lain daripadaku; oleh itu wahai Haman bakarkanlah untukku batubata serta binalah untukku bangunan yang tinggi supaya aku naik melihat Tuhan Musa yang dikatakannya itu; dan sesungguhnya aku percaya adalah Musa dari orangorang yang berdusta"
- Somali - Abduh : Wuxuu Yidhi Fircoon Maxaxeey Idiinma Ogi Eebe Iga soo Hadhay ee ii Huri Haamaanow Dhoobada iina Yeel Daar dheer inaan Daalacdo Ilaaha Muuse waxaan u Malayn inuu Beenaale yahaye
- Hausa - Gumi : Kuma Fir'auna ya ce "Yã ku mashãwarta Ban san kunã da wani abin bautãwa baicina ba sabõda haka ka hũra mini wuta ya Hãmãnu a kan lãka dõmin a yi tũbali sa'an nan ka sanya mini bẽne tsammãnĩna zan ninƙãya zuwa ga Ubangijin Mũsã kuma lalle ne ni haƙĩƙa inã zaton sa daga maƙaryata"
- Swahili - Al-Barwani : Na Firauni akasema Enyi waheshimiwa Sijui kama mnaye mungu asiye kuwa mimi Ewe Haman Niwashie moto unichomee udongo unijengee mnara nipate kumchungulia mungu wa Musa Na hakika mimi namwona yeye ni katika waongo
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Faraoni tha “O parësi unë nuk di që për ju ka tjetër zot përveç meje e ti o Haman ministër i Faraonit m’i pjek qerpiqtë dhe ma ndërto godinën e lartë që të ngritem te zoti i Musait meqë unë – atë e konsideroj për gënjeshtar”
- فارسى - آیتی : فرعون گفت: اى مهتران، من براى شما خدايى جز خود نمىشناسم. اى هامان، براى من آجر بپز و طارمى بلند بساز، مگر خداى موسى را ببينم، كه دروغگويش پندارم.
- tajeki - Оятӣ : Фиръавн гуфт: «Эй ҷамоат, ман барои шумо худое ғайри худ намешиносам. Эй Ҳомон, барои ман оҷур (хишт) бипаз ва тораме (гунбаде) баланд бисоз, шояд худои Мӯсоро бубинам, ки дурӯғгӯяш пиндорам».
- Uyghur - محمد صالح : پىرئەۋن ئېيتتى: «ئى كاتتىلار! مەن ئۆزۈمدىن باشقا يەنە بىر ئىلاھنىڭ بارلىقىنى بىلمەيمەن. ئى ھامان، مېنىڭ ئۈچۈن پىششىق خىش پىشۇرۇپ ئېگىز بىر بىنا سالغىن، مەن مۇسانىڭ ئىلاھىنى كۆرۈشۈم مۇمكىن، مەن ھەقىقەتەن ئۇنى (ئاسماندا بىر پەرۋەردىگار بار دېگەن دەۋاسىدا) يالغانچىلاردىن گۇمان قىلىمەن»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഫറവോന് പറഞ്ഞു: "അല്ലയോ പ്രമാണിമാരേ, ഞാനല്ലാതെ നിങ്ങള്ക്കൊരു ദൈവമുള്ളതായി എനിക്കറിയില്ല. അതിനാല് ഹാമാനേ, എനിക്കുവേണ്ടി കളിമണ്ണ് ചുട്ട് അത്യുന്നതമായ ഒരു ഗോപുരമുണ്ടാക്കുക. മൂസയുടെ ദൈവത്തെ ഞാനൊന്ന് എത്തിനോക്കട്ടെ. ഉറപ്പായും അവന് കള്ളം പറയുന്നവനാണെന്ന് ഞാന് കരുതുന്നു."
- عربى - التفسير الميسر : وقال فرعون لاشراف قومه يا ايها الملا ما علمت لكم من اله غيري يستحق العباده فاشعل لي يا هامان على الطين نارا حتى يشتد وابن لي بناء عاليا لعلي انظر الى معبود موسى الذي يعبده ويدعو الى عبادته واني لاظنه فيما يقول من الكاذبين
*52) By this Pharaoh did not, and could not, mean that he was the creator of his people and the earth and the heavens, for such a thing be uttered only by a madman. Likewise; he also did not mean that they had no other deity besides him for the Egyptians worshipped many gods, and the Pharaoh himself had been made the incarnation of the sungod. The Qur'an testifies that the Pharaoh himself worshipped many gods: "The chiefs of Pharaoh's people said, `Will you leave Moses and his followers free to spread disorder in the land, and to discard you and your deities'?" (A1-A`raf: 127) Therefore, inevitably, the Pharaoh had not used the word "god" here for himself as a creator and deity, but as an absolute and supreme sovereign. What he meant was this: "I am the owner of this land of Egypt: I alone will rule here: My law will be the law of the land; I alone shall be accepted as the fountainhead of all commands and prohibitions here. None else is entitled to give commands in this country. Who is this Moses, who has appeared as the delegate of the Lord of the universe and is conveying orders to me as though he is the ruler and I am his subordinate?" That is why he addressed his courtiers, thus: "O people: Is not the kingdom of Egypt mine? And are not these canals flowing beneath me?" (Az-Zukhruf: 51) And that is why he said to Moses again and again, "Have you come to turn us away from the faith of our forefathers so that you too may dominate over the land?" (Yunus: 78) "O Moses, have you come to drive us out of our land by the power of your sorcery?" (Ta Ha: 57) "I fear he will change your religion, or cause mischief to appear in the land." (Al-Mu'min: 26)
If the matter is considered from this angle it will become evident that the position of Pharaoh was no different from the position of those states which claim political and legal sovereignty independent of Divine Law brought by the Prophets. Whether they accept a king as the fountainhead of law and commands and prohibitions, or the will of the nation, in any case as long as they stick to the position that the country will be ruled by their law and not by the Law of AIlah and His Messengers, there will be no fundamental difference between their position and that of Pharaoh. It is, however, a different thing that the ignorant people curse Pharaoh but approve these as lawful. A person who understands reality will look for the spirit and sense and not merely for words and terminology. Pharaoh had used the word "god" for himself but these stales use the term "sovereignty" in the same sense. (For further explanation, see E.N. 21 of Ta'Ha.
*53) This was the same kind of mentality as the Russian communists of today are displaying. They launch Sputniks and Lunics and tell the world that these balls have not found God anywhere above. That stupid man of yore wanted to see God from the top of a tower. This shows that the extent of the imagination of the straying people during the past 3,500 years has remained where it was. They have not advanced even an inch. It is not known who told them that the Being Whom the God-worshippers acknowledge as the Lord of the universe resided some where above according to their belief. And if they do not see Him a few thousand feet or a few lakh miles above the earth's surface in this limitless universe, it will be a proof that He exists nowhere.
The Qur'an does not specify whether Pharaoh actually got such a tower built and tried to see God from the top of it, but it only relates what he said. Apparently, he did not commit the folly. He only meant to befool the people.
This also is not clear whether Pharaoh was, in actual fact, a disbeliever in the Being of the Lord of the universe, or talked atheism only due to stubbornness. In this regard his sayings point to the same mental confusion which one finds in the statements of the Russian Communists. Sometimes he wanted to climb into the sky and come back to tell the world that he had nowhere seen the God of Moses, and sometimes he would say, "Why were not bracelets of gold sent down on him, or a company of angels as attendants?" (Az-Zukhruf: 53) These things are not much different from what a former Prime Minister of Russia, Khrushchev, said. He sometimes rejected God and sometimes invoked Him and swore by Him. We are of the opinion that after the passage of the period of the Prophet Joseph and his successors when Egypt was dominated by the Coptic nationalism and a political revolution took place in the country owing to the racial and nationalistic prejudice, the new leaders, in their nationalistic enthusiasm, revolted against the God also towards Whom the Prophet Joseph and his followers, the Israelites and the Egyptian Muslims, had been calling the people. They thought that if they believed in God, they would never be able to shed the influence and impact of the civilization brought about by the Prophet Joseph. For if that civilization remained, they would never be able to consolidate, their political influence. For them belief in God and Muslim sovereignty were inseparable and inter-dependent. Therefore, to get rid of the one it was necessary to reject the other, although they could not root out belief in One God from the depths of their hearts.