- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٍۢ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون
- عربى - التفسير الميسر : وما كنت -أيها الرسول- بجانب جبل الطور حين نادينا موسى، ولم تشهد شيئًا من ذلك فتعلمه، ولكنا أرسلناك رحمة من ربك؛ لتنذر قومًا لم يأتهم مِن قبلك من نذير؛ لعلهم يتذكرون الخير الذي جئتَ به فيفعلوه، والشرَّ الذي نَهيتَ عنه فيجتنبوه.
- السعدى : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
{ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا } موسى، وَأمرناه أن يأتي القوم الظالمين، ويبلغهم رسالتنا، ويريهم من آياتنا وعجائبنا ما قصصنا عليك. والمقصود: أن الماجريات، التي جرت لموسى عليه الصلاة والسلام في هذه الأماكن، فقصصتها كما هي، من غير زيادة ولا نقص، لا يخلو من أحد أمرين.
إما أن تكون حضرتها وشاهدتها، أو ذهبت إلى محالِّها فتعلمتها من أهلها، فحينئذ قد لا يدل ذلك على أنك رسول اللّه، إذ الأمور التي يخبر بها عن شهادة ودراسة، من الأمور المشتركة غير المختصة بالأنبياء، ولكن هذا قد عُلِمَ وتُيُقِّن أنه ما كان وما صار، فأولياؤك وأعداؤك يعلمون عدم ذلك.
فتعين الأمر الثاني، وهو: أن هذا جاءك من قِبَلِ اللّه ووحيه وإرساله، فثبت بالدليل القطعي، صحة رسالتك، ورحمة اللّه بك للعباد، ولهذا قال: { وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ } أي: العرب، وقريش، فإن الرسالة [عندهم] لا تعرف وقت إرسال الرسول وقبله بأزمان متطاولة، { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } تفصيل الخير فيفعلونه، والشر فيتركونه، فإذا كنت بهذه المنزلة، كان الواجب عليهم، المبادرة إلى الإيمان بك، وشكر هذه النعمة، التي لا يقادر قدرها، ولا يدرك شكرها.
وإنذاره للعرب لا ينفي أن يكون مرسلا لغيرهم، فإنه عربي، والقرآن الذي أنزل عليه عربي، وأول من باشر بدعوته العرب، فكانت رسالته إليهم أصلا، ولغيرهم تبعا، كما قال تعالى { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ } { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا }
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
ثم ساق - سبحانه - ما يؤكد هذه المعانى تأكيدا قويا ، حتى يخرس ألسنة الكافرين ، فقال - تعالى - : ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور إِذْ نَادَيْنَا ) .
أى : وما كنت - أيضا أيها الرسول الكريم - بجانب الجبل المسمى بالطور وقت أن نادينا موسى ، وكلفناه بحمل رسالتنا ، وأعطيناه التوراة ، وأوحينا إليه بما أوحينا من أحكام وتشريعات .
وقوله - تعالى - : ( ولكن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) أى : ولكن فعلنا ما فعلنا ، بأن أرسلناك إلى الناس ، وقصصنا عليك ما نريده من أخبار الأولين ، من أجل رحمتنا بك وبالناس ، حتى يعتبروا ويتعظوا بأحوال السابقين ، فالعاقل من اتعظ بغيره .
فقوله - تعالى - : ( رَّحْمَةً ) منصوب على أنه مفعلو لأجله ، أو على المصدرية .
وقوله - سبحانه - : ( لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ ) صفة لقوله ( قَوْماً ) و ( مَّآ ) موصولة مفعول ثان لتنذر ، وقوله : ( مِّن نَّذِيرٍ ) متعلق .
أى : أرسلناك رحمة ، لتنذر قوما العقاب الذى أتاهم من نذير من قبلك ، وكما قال - تعالى - : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ ) وصح أن تكون ( مَّآ ) فى قوله ( مِّن نَّذِيرٍ ) للتأكيد ، فيكون المعنى : أرسلناك رحمة لتنذر هؤلاء المشركين من أهل مكة الذين لم يأتهم نذير من قبلك منذ أزمان متطاولة . إذ الفترة التى بينك وبين أبيهم إسماعيل تزيد على ألفى سنة .
ورسالة إسماعيل إليهم قد اندرست معالمها ، فكانت الحكمة والرحمة تقتضيان إرسالك إليهم لتنذرهم سوء عاقبة الشرك .
أما معظم الرسل من قبلك - كموسى وعيسى وزكريا ويحيى وداود وسليمان فكانت مع تباعد زمانها عنك - أيضا - إلى غيرهم من بنى إسرائيل ، ومن الأمم الأخرى ، المتناثرة فى طراف الجزيرة العربية .
فالمراد بالقوم على هذا الرأى : العرب المعاصرون له صلى الله عليه وسلم كما قال - تعالى - : ( لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ) ولعل هذا الرأى أقرب إلى سياق الآيات ، وإلى إقامة الحجة على مشركى قريش ، الذين وقفوا من الرسول صلى الله عليه وسلم موقف المكذب لرسالته ، المعادى لدعوته .
وقوله - سبحانه - : ( لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) تذيبل قصد به حضهم على التذكر والاعتبار .
أى : أرسلناك إليهم كى يتذكروا ما ترشدهم إليه ، ويعتبروا بما جئتهم به ، ويخشوا سوء عاقبة مخالفة إنذارك لهم .
- البغوى : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
( وما كنت بجانب الطور ) بناحية الجبل الذي كلم الله عليه موسى ، ( إذ نادينا ) قيل : إذ نادينا موسى : خذ الكتاب بقوة . وقال وهب : قال موسى : يا رب أرني محمدا ، قال : إنك لن تصل إلى ذلك ، وإن شئت ناديت أمته وأسمعتك صوتهم ، قال : بلى يا رب ، قال الله تعالى : يا أمة محمد فأجابوه من أصلاب آبائهم وقال أبو زرعة بن عمرو بن جرير : ونادى يا أمة محمد قد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني .
وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ورفعه بعضهم - ، قال الله : يا أمة محمد ، فأجابوه من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات : لبيك اللهم لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك . قال الله تعالى : يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي سبق عقابي ، قد أعطيتكم من قبل أن تسألوني وقد أجبتكم من قبل أن تدعوني ، وقد غفرت لكم من قبل أن تعصوني ، من جاءني يوم القيامة بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدي ورسولي دخل الجنة ، وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر . قوله تعالى : ( ولكن رحمة من ربك ) أي : ولكن رحمناك رحمة بإرسالك والوحي إليك وإطلاعك على الأخبار الغائبة عنك ، ( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) يعني : أهل مكة ، ( لعلهم يتذكرون )
- ابن كثير : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) - قال أبو عبد الرحمن النسائي ، في التفسير من سننه : أخبرنا علي بن حجر ، أخبرنا عيسى - وهو ابن يونس - عن حمزة الزيات ، عن الأعمش ، عن علي بن مدرك ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) ، قال : نودوا : يا أمة محمد ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وأجبتكم قبل أن تدعوني .
وهكذا رواه ابن جرير وابن أبي حاتم ، من حديث جماعة ، عن حمزة - وهو ابن حبيب الزيات - عن الأعمش . ورواه ابن جرير من حديث وكيع ويحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن علي بن مدرك ، عن أبي زرعة - وهو ابن عمرو بن جرير - أنه قال ذلك من كلامه ، والله أعلم .
وقال مقاتل بن حيان : ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) : أمتك في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بعثت .
وقال قتادة : ( وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ) موسى . وهذا - والله أعلم - أشبه بقوله تعالى : ( وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر ) .
ثم أخبر هاهنا بصيغة أخرى أخص من ذلك ، وهو النداء ، كما قال تعالى : ( وإذ نادى ربك موسى ) [ الشعراء : 10 ] ، وقال : ( إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ) [ النازعات : 16 ] ، وقال : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ) [ مريم : 52 ] .
وقوله : ( ولكن رحمة من ربك ) أي : ما كنت مشاهدا لشيء من ذلك ، ولكن الله أوحاه إليك وأخبرك به ، رحمة منه لك وبالعباد بإرسالك إليهم ، ( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون ) أي : لعلهم يهتدون بما جئتهم به من الله عز وجل .
- القرطبى : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
قوله تعالى : وما كنت بجانب الطور إذ نادينا أي كما لم تحضر جانب المكان الغربي إذ أرسل الله موسى إلى فرعون ، فكذلك لم تحضر جانب الطور إذ نادينا موسى لما أتى الميقات مع السبعين . وروى عمرو بن دينار يرفعه قال : نودي يا أمة محمد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني . فذلك قوله : وما كنت بجانب الطور إذ نادينا وقال أبو هريرة - وفي رواية عن ابن عباس - إن الله قال : " يا أمة محمد قد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ورحمتكم قبل أن تسترحموني " قال وهب : وذلك أن موسى لما ذكر الله له فضل محمد وأمته قال : يا رب أرنيهم فقال الله : " إنك لن تدركهم لئن شئت ناديتهم فأسمعتك صوتهم " قال : بلى يا رب فقال الله تعالى : " يا أمة محمد " فأجابوا من أصلاب آبائهم فقال : " قد أجبتكم قبل أن تدعوني " ومعنى الآية على هذا : ما كنت بجانب الطور إذ كلمنا موسى فنادينا أمتك وأخبرناه بما كتبناه لك ولأمتك من الرحمة إلى آخر الدنيا ولكن فعلنا ذلك رحمة منا بكم . قال الأخفش : ( رحمة ) نصب على المصدر أي ولكن رحمناك رحمة ، وقال الزجاج : هو مفعول من أجله أي فعل ذلك بك لأجل الرحمة . النحاس : أي لم تشهد قصص الأنبياء ، ولا تليت عليك ، ولكنا بعثناك وأوحيناها إليك للرحمة ، وقال الكسائي : على خبر كان ; التقدير : ولكن كان رحمة . قال : ويجوز الرفع بمعنى هي رحمة الزجاج : الرفع بمعنى : ولكن فعل ذلك رحمة . لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك يعني العرب أي لم تشاهد تلك الأخبار ، ولكن أوحيناها إليك رحمة بمن أرسلت إليهم لتنذرهم بها لعلهم يتذكرون .
- الطبرى : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)
يقول تعالى ذكره: وما كنت يا محمد بجانب الجبل إذ نادينا موسى بأن فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ... الآية.
كما حدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي, قال: ثنا يحيى بن عيسى, عن الأعمش, عن عليّ بن مدرك, عن أبي زُرْعة, في قول الله: ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا قال: نادى يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني, وأجبتكم قبل أن تدعوني.
حدثنا بشر بن معاذ, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة, قوله: ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا قال: نُودوا: يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني, واستجبت لكم قبل أن تَدْعُوني.
حدثني ابن وكيع, قال: ثنا حرملة بن قيس النخعيّ, قال: سمعت هذا الحديث من أبي زُرْعة بن عمرو بن جرير, عن أبي هريرة ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا )
قال: نودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني, واستجبت لكم قبل أن تدعوني.حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا معتمر عن سليمان, وسفيان عن سليمان, وحجاج, عن حمزة الزيات, عن الأعمش, عن عليّ بن مدرك, عن أبي زُرْعة بن عمرو, عن أبي هريرة, في قوله: ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ) قال: نُودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني, واستجبت لكم قبل أن تدعوني, قال: وهو قوله:حين قال موسى وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ ... الآية.
قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج مثل ذلك.
وقوله: ( وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) يقول تعالى ذكره: لم تشهد شيئا من ذلك يا محمد فتعلمه, ولكنا عرفناكه, وأنـزلنا إليك, فاقتصصنا ذلك كله عليك في كتابنا, وابتعثناك بما أنـزلنا إليك من ذلك رسولا إلى من ابتعثناك إليه من الخلق رحمة منا لك ولهم.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا ) ... الآية.
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد ( وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) قال: كان رحمة من ربك النبوّة.
وقوله: ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ) يقول تعالى ذكره: ولكن أرسلناك بهذا الكتاب وهذا الدين لتنذر قوما لم يأتهم من قبلك نذير, وهم العرب الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعثه الله إليهم رحمة لينذرهم بأسه على عبادتهم الأصنام, وإشراكهم به الأوثان والأنداد.
وقوله: ( لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) يقول: ليتذكروا خطأ ما هم عليه مقيمون من كفرهم بربهم, فينيبوا إلى الإقرار لله بالوحدانية, وإفراده بالعبادة دون كلّ ما سواه من الآلهة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد ( وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ) قال: الذي أنـزلنا عليك من القرآن ( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ).
------------------------
الهوامش:
(1) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة (اللسان: ثوى. والديوان طبع القاهرة بشرح الدكتور محمد حسين ص227). وهو من قصيدة قالها لكسرى حين أراد منهم رهائن لما أغار الحارث بن وعلة على بعض السواد. وفي البيت: ليلة... فمضت. في موضع ليلة... ومضى. وفي رواية مجاز القرآن لأبي عبيدة: فمضى ورواية الديوان أحسن، لقوله بعده: "ومضى لحاجته". قال شارح الديوان: ثوى وأثوى بمعنى واحد، أي أقام. وقصر: توانى. وأخلف فلانًا وجد موعده خلفًا (بكسر الخاء) أي مختلفًا يقول: عدل عن سفره، فأقام وتخلف ليلة ليتزود من قتيلة، فمضت الليلة، وأخلفته قتيلة الموعد.
- ابن عاشور : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)
جانب الطور : هو الجانب الغربي ، وهو الجانب الأيمن المتقدم وصفه بذينك الوصفين ، فعري عن الوصف هنا لأنه صار معروفاً ، وقيد الكون المنفي بظرف { نادينا } أي بزمن ندائنا .
وحذف مفعول النداء لظهور أنه نداء موسى من قبل الله تعالى وهو النداء لميقات أربعين ليلة وإنزال ألواح التوراة عقب تلك المناجاة كما حكي في الأعراف وكان ذلك في جانب الطور إذ كان بنو إسرائيل حول الطور كما قال تعالى { يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن } [ طه : 80 ] وهو نفس المكان الذي نودي فيه موسى للمرة الأولى في رجوعه من ديار مدين كما تقدم ، فالنداء الذي في قوله هنا { إذ نادينا } غير النداء الذي في قوله { فلما أتاها نودي من شاطىء الواد الأيمن } إلى قوله { أن يا موسى إني أنا الله } [ القصص : 30 ] الآية لئلا يكون تكراراً مع قوله : { وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر } [ القصص : 44 ] . وهذا الاحتجاج بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم من خبر استدعاء موسى عليه السلام للمناجاة . وتلك القصة لم تذكر في هذه السورة وإنما ذكرت في سورة أخرى مثل سورة الأعراف .
وقوله { ولكن رحمة من ربك } كلمة { لكن } بسكون النون هنا باتفاق القراء فهي حرف لا عمل له فليس حرف عطف لفقدان شرطيه : تقدم النفي أو النهي ، وعدم الوقوع بعد واو عطف . وعليه فحرف { لكن } هنا لمجرد الاستدراك لا عمل له وهو معترض . والواو التي قبل { لكن } اعتراضية .
والاستدراك في قوله { ولكن رحمة من ربك } ناشىء عن دلالة قوله { وما كنت بجانب الطور } على معنى : ما كان علمك بذلك لحضورك ، ولكن كان علمك رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك .
فانتصاب { رحمة } مؤذن بأنه معمول لعامل نصب مأخوذ من سياق الكلام : إما على تقدير كون محذوف يدل عليه نفي الكون في قوله { وما كنت بجانب الطور } ، والتقدير : ولكن كان علمك رحمة منا؛ وإما على المفعول المطلق الآتي بدلاً من فعله ، والتقدير : ولكن رحمناك رحمة بأن علمناك ذلك بالوحي رحمة ، بقرينة قوله { لتنذر قوماً } .
ويجوز أن يكون { رحمة } منصوباً على المفعول لأجله معمولاً لفعل { لتنذر } فيكون فعل { لتنذر } متعلقاً بكون محذوف هو مصب الاستدراك . وفي هذه التقادير توفير معان وذلك من بليغ الإيجاز . وعدل عن : رحمة منا ، إلى { رحمة من ربك } بالإظهار في مقام الإضمار لما يشعر به معنى الرب المضاف إلى ضمير المخاطب من العناية به عناية الرب بالمربوب .
ويتعلق { لتنذر قوماً } بما دل عليه مصدر { رحمة } على الوجوه المتقدمة . واللام للتعليل . والقوم : قريش والعرب ، فهم المخاطبون ابتداءً بالدين وكلهم لم يأتهم نذير قبل محمد صلى الله عليه وسلم وأما إبراهيم واسماعيل عليهما السلام فكانا نذيرين حين لم تكن قبيلة قريش موجودة يومئذ ولا قبائل العرب العدنانية ، وأما القحطانية فلم يرسل إليهم إبراهيم لأن اشتقاق نسب قريش كان من عدنان وعدنان بينه وبين إسماعيل قرون كثيرة .
وإنما اقتصر على قريش أو على العرب دون سائر الأمم التي بعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم لأن المنة عليهم أوفى إذ لم تسبق لهم شريعة من قبل فكان نظامهم مختلاً غير مشوب بإثارة من شريعة معصومة ، فكانوا في ضرورة إلى إرسال نذير ، وللتعريض بكفرانهم هذه النعمة ، وليس في الكلام ما يقتضي تخصيص النذارة بهم ولا ما يقتضي أن غيرهم ممن أنذرهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يأتهم نذير من قبله مثل اليهود والنصارى وأهل مدين .
وفي قوله { لتنذر } مع قوله { ما أتاهم من نذير } إشارة إلى أنهم بلغوا بالكفر حداً لا يتجاوزه حلم الله تعالى .
والتذكر : هو النظر العقلي في الأسباب التي دعت إلى حكمة إنذارهم وهي تناهي ضلالهم فوق جميع الأمم الضالة إذ جمعوا إلى الإشراك مفاسد جمة من قتل النفوس ، وارتزاق بالغارات وبالمقامرة ، واختلاط الأنساب ، وانتهاك الأعراض . فوجب تذكيرهم بما فيه صلاح حالهم .
وتقدم آنفاً نظير قوله { لعلهم يتذكرون } .
- إعراب القرآن : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
«وَما» الواو حرف استئناف وما نافية «كُنْتَ» ماض ناقص واسمه «بِجانِبِ» متعلقان بمحذوف خبر كنت «الطُّورِ» مضاف إليه ، والجملة مستأنفة لا محل لها «إِذْ» ظرف زمان «نادَيْنا» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة. «وَلكِنْ» الواو حرف عطف «لكِنْ» حرف استدراك مهمل «رَحْمَةً» مفعول مطلق لفعل محذوف «مِنْ رَبِّكَ» صفة رحمة «لِتُنْذِرَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل مستتر «قَوْماً» مفعول به والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل المقدر المحذوف «ما» نافية «أَتاهُمْ» ماض ومفعوله «مِنْ» حرف جر زائد «نَذِيرٍ» مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل أتاهم والجملة صفة قوما «مِنْ قَبْلِكَ» متعلقان بنذير «لَعَلَّهُمْ» لعل واسمها «يَتَذَكَّرُونَ» مضارع وفاعله والجملة الفعلية خبر لعل والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.
- English - Sahih International : And you were not at the side of the mount when We called [Moses] but [were sent] as a mercy from your Lord to warn a people to whom no warner had come before you that they might be reminded
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(28:46) You were also not present among the Midianites that you might have recited to them Our Revelations, *63 but it is We Who are sending to you (this news of that time). And you were also not present at the side of Tur when We had called out (to Moses for the first time), but this is your Lord's Mercy (that you are being given this information *64 so that you should warn those to whom no warner had come before you: *65 may be they take heed.
- Français - Hamidullah : Et tu n'étais pas au flanc du Mont Tor quand Nous avons appelé Mais tu es venu comme une miséricorde de ton Seigneur pour avertir un peuple à qui nul avertisseur avant toi n'est venu afin qu'ils se souviennent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und du warst nicht auf der Seite des Berges als Wir zuriefen Aber die Offenbarung ist als Barmherzigkeit von deinem Herrn zu dir gekommen damit du Leute warnst zu denen noch kein Warner vor dir gekommen ist auf daß sie be denken mögen
- Spanish - Cortes : Ni estabas en la ladera del monte cuando llamamos Empero por una misericordia venida de tu Señor para que adviertas a un pueblo al que no ha venido monitor alguno antes de ti Quizás así se dejen amonestar
- Português - El Hayek : Tampouco estiveste no sopé do monte Sinai quando chamamos Moisés; porém foi uma misericórdia do teu Senhor para que admoestes um povo que antes de ti jamais teve admoestador algum; quiçá assim reflitam
- Россию - Кулиев : Тебя не было на склоне горы когда Мы воззвали но это было милостью твоего Господа чтобы ты предостерег народ к которому до тебя не приходил предостерегающий увещеватель Быть может они помянут назидание
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
Тебя не было на склоне горы, когда Мы воззвали, но это было милостью твоего Господа, чтобы ты предостерег народ, к которому до тебя не приходил предостерегающий увещеватель. Быть может, они помянут назидание.В те далекие времена Мы воззвали к Мусе, велев ему проповедовать истину среди людей несправедливых. Мы приказали ему донести до них Наше послание и явить им удивительные знамения. Теперь мы поведали тебе об этом, и ты будешь рассказывать людям о событиях давно минувших дней без преувеличения и искажения. Ты мог бы пересказать судьбу Мусы с такой точностью, если бы сопровождал его повсюду или путешествовал по свету, собирая предания о его жизни. Но в этом случае твои познания не свидетельствовали бы о твоей пророческой миссии, поскольку знания, приобретенные путем наблюдения и изучения, не являются характерной чертой Божьих избранников. Однако твоим друзьям и недругам прекрасно известно, что ты не изучал истории еврейских пророков. Поэтому они должны понимать, что узнавать сокровенное знание ты можешь только из откровения. Это - неопровержимое доказательство правдивости твоей миссии, которая стала величайшей милостью Господа по отношению ко всему человечеству. Аллах отправил тебя посланником по Своей милости, дабы ты увещевал народ, к которому до тебя не приходил увещеватель. Речь идет об арабах и курейшитах, которые на протяжении многих веков не помнили об учении предыдущих посланников. Быть может, они познают, что такое добро и зло, чтобы вершить добро и избегать злодеяний. Арабы лучше всех знают о твоих достоинствах, и это обязывает их уверовать раньше других и возблагодарить Аллаха за милость, которую невозможно переоценить и за которую невозможно отблагодарить сполна. Все сказанное не означает, что Пророк Мухаммад, да благословит его Аллах и приветствует, был послан исключительно к арабам. Он был родом из арабского племени и проповедовал Священный Коран на арабском языке. Арабы были первыми, кто соприкоснулся с его проповедями, но его послание было обращено ко всему человечеству. Поэтому Всевышний Аллах сказал: «Неужели люди удивлены тем, что Мы внушили человеку из их среды предостеречь людей и обрадовать уверовавших» (10:2). Пророку, да благословит его Аллах и приветствует, было велено сказать: «О люди! Я - посланник Аллаха ко всем вам» (7:158).
- Turkish - Diyanet Isleri : Sen Musa'ya hitap ettiğimiz zaman Tur'un yanında da değildin Senden önce kendilerine uyarıcı gelmeyen bir toplumu uyarman için Rabbinden bir rahmet olarak gönderildin; belki düşünürler
- Italiano - Piccardo : E non eri sul fianco del Monte quando chiamammo Ma [sei giunto come] una misericordia da parte del tuo Signore affinché tu ammonisca un popolo al quale non giunse alcun ammonitore prima di te
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهها له لای كێوی طوریشهوه نهبوویت كاتێك بانگمان له موسا كرد باڵكو ئهوه ڕهحمهتی تایبهتی بوو لهلایهن پهروهردگارتهوه كه تۆمان كرد به پێغهمبهر تا قهومێك بێدار بكهیتهوه كه پێش تۆ بێداركهرهوهیهكیان بۆ ڕهوانه نهكراوه بۆ ئهوهی یاداوهری وهربگرن و تێ بفكرن و لهو بهسهرهاتانه سوود وهربگرن
- اردو - جالندربرى : اور نہ تم اس وقت جب کہ ہم نے موسی کو اواز دی طور کے کنارے تھے بلکہ تمہارا بھیجا جانا تمہارے پروردگار کی رحمت ہے تاکہ تم ان لوگوں کو جن کے پاس تم سے پہلے کوئی ہدایت کرنے والا نہیں ایا ہدایت کرو تاکہ وہ نصیحت پکڑیں
- Bosanski - Korkut : Ti nisi bio pored brda kad smo Musaa pozvali ali Mi smo te poslali kao milost Gospodara tvoga da opominješ ljude kojima prije tebe nije došao niko ko bi ih opomenuo da bi se opametili
- Swedish - Bernström : Fastän du inte stod på sluttningen av berget Sinai när Vi kallade [Moses] har din Herre av nåd [gett dig denna kunskap och sänt dig] för att varna människor som inte har fått ta emot en varnare före dig; kanske skall de [väckas till] eftertanke
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan tiadalah kamu berada di dekat gunung Thur ketika Kami menyeru Musa tetapi Kami beritahukan itu kepadamu sebagai rahmat dari Tuhanmu supaya kamu memberi peringatan kepada kaum Quraisy yang sekalikali belum datang kepada mereka pemberi peringatan sebelum kamu agar mereka ingat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(Dan tiadalah kamu berada di dekat bukit Thur) nama sebuah bukit (ketika) sewaktu (Kami menyeru) Musa, "Ambillah Alkitab ini dengan sepenuh kekuatanmu", yakni amalkanlah sekemampuanmu (tetapi) Kami utus kamu (sebagai rahmat dari Rabbmu, supaya kamu memberi peringatan kepada kaum yang sekali-kali belum datang kepada mereka pemberi peringatan sebelum kamu supaya mereka ingat) supaya mengambil pelajaran.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি যখন মূসাকে আওয়াজ দিয়েছিলাম তখন আপনি তুর পর্বতের পার্শ্বে ছিলেন না। কিন্তু এটা আপনার পালনকর্তার রহমত স্বরূপ যাতে আপনি এমন এক সম্প্রদায়কে ভীতি প্রদর্শন করেন যাদের কাছে আপনার পূꦣ2503;ব কোন ভীতি প্রদর্শনকারী আগমন করেনি যাতে তারা স্মরণ রাখে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் நாம் மூஸாவை அழைத்தபோது நீர் தூர் மலையின் பக்கத்தில் இருக்கவுமில்லை எனினும் எந்த மக்களுக்கு உமக்கு முன்னால் அச்சமூட்டி எச்சரிக்கை செய்பவர் அனுப்பப்படவில்லையோ அவர்கள் நல்லுபதேசம் பெறும் பொருட்டு அவர்களை அச்சமூட்டி எச்சரிப்பதற்காக உமக்கு உம் இறைவனிடமிருந்து அருட்கொடையாக இவைக் கூறப்படுகிறது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเจ้า มุฮัมมัด มิได้ปรากฏอยู่ทางด้านข้างของภูเขาฎูร เมื่อเราได้ร้องเรียก แต่มันเป็นความเมตตาจากพระเจ้าของเจ้าเพื่อเจ้าจักได้ตักเตือนกลุ่มชนหนึ่ง ที่มิได้มีผู้ตักเตือนคนใดมายังพวกเขาก่อนหน้าเจ้า หวังว่าพวกเขาจะได้ใคร่ครวญ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз нидо қилган чоғимизда Турнинг ёнида йўқ эдинг Лекин Роббингдан раҳмат сифатида сендан олдин огоҳлантиргувчи келмаган қавмни огоҳлантириш учун қиссаларни сенга билдирдик Шоядки эсласалар Яъни Биз Мусога Тур тоғининг ёнида нидо қилганимизда сен у ерда йўқ эдинг Аммо Биз у ерда бўлиб ўтган қиссани сенга билдирдик Бу иш сендан олдин огоҳлантиргувчиПайғамбар келмаган қавмни огоҳлантиришинг учун Роббингнинг сенга берган раҳматидир Шоядки ушбу қиссалар таъсирида улар эслашлари лозим бўлган нарсаларни эсга олсалар
- 中国语文 - Ma Jian : 当我召唤(穆萨)的时候,你没有在山边,但这是从你的主降下的恩惠,以便你警告在你之前没有任何警告者曾降临他们的那些民众,以便他们记念。
- Melayu - Basmeih : Dan engkau juga tidak berada dekat Gunung Tursina ketika Kami menyeru Nabi Musa dan memberi wahyu kepadanya dahulu tetapi diturunkan rahmat AlQuran dari Tuhanmu menerangkan Kisah itu supaya engkau memberi amaran kepada kaum mu yang telah lama tidak didatangi sebarang Rasul pemberi amaran sebelummu semoga mereka beroleh pengajaran serta insaf mematuhinya
- Somali - Abduh : Mana aadan ahayn Dhinicii Buurta Dhuur markaan u Dhawaaqnay Laakiin waa naxariista Eebahaa Inaad u Digto qoom uusan u Imaan Dige kaa Horreeyey inay Waantoobaan
- Hausa - Gumi : Kuma ba ka kasance ga gẽfen dũtse ba a lõkacin da Muka yi kira kuma amma dõmin rahama daga Ubangijinka dõmin ka yi gargaɗi ga mutãne waɗanda suke wani mai gargaɗi a gabãninka bai je musu ba tsammãninsu sunã tunãwa
- Swahili - Al-Barwani : Wala hukuwa kando ya mlima tulipo nadi Lakini ni rehema itokayo kwa Mola wako Mlezi ili uwaonye watu wasio pata kufikiwa na mwonyaji kabla yako huenda wakakumbuka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ti nuk ke qenë pranë Turit kur Na e kemi thirrë Musain por të kemi dërguar ty nga mëshira e Zotit tënd për t’i paralajmëruar njerëzit të cilëve nuk u ka ardhur kurrfarë paralajmëruesi para teje për t’u këshilluar ata
- فارسى - آیتی : تو در كنار طور نبودى آنگاه كه موسى را ندا در داديم. ولى اين رحمتى است از جانب پروردگارت تا مردمى را كه پيش از تو بيمدهندهاى نداشتند، بيم دهى. باشد كه پندپذير شوند.
- tajeki - Оятӣ : Ту дар канори Тур набудӣ, он гоҳ ки Мӯсоро нидо кардем. Вале ин раҳматест аз ҷониби Парвардигорат то мардумеро, ки пеш аз ту бимдиҳандае надоштанд, бим диҳй. Бошад, ки пандпазир шаванд.
- Uyghur - محمد صالح : بىز تۇر تېغىنىڭ بىر تەرىپىدە (مۇساغا) سۆز قىلغىنىمىزدا سەن يوق ئىدىڭ، لېكىن بۇ سەندىن ئىلگىرى ھېچبىر ئاگاھلاندۇرغۇچى كەلمىگەن قەۋمنى ئاگاھلاندۇرۇشۇڭ ئۈچۈن، ئۇلارنىڭ ۋەز - نەسىھەت ئېلىشى ئۈچۈن، پەرۋەردىگارىڭ تەرىپىدىن نازىل قىلىنغان رەھمەتتۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം മൂസയെ വിളിച്ചപ്പോള് ആമലയുടെ ഭാഗത്തും നീയുണ്ടായിരുന്നില്ല. എന്നാല്, നിന്റെ നാഥന്റെ അനുഗ്രഹത്താല് ഇതൊക്കെ നിനക്കറിയിച്ചുതരികയാണ്. ഒരു ജനതക്ക് മുന്നറിയിപ്പ് നല്കാനാണിത്. നിനക്കുമുമ്പ് ഒരു മുന്നറിയിപ്പുകാരനും അവരില് വന്നെത്തിയിട്ടില്ല. അവര് ചിന്തിച്ചു മനസ്സിലാക്കിയേക്കാം.
- عربى - التفسير الميسر : وما كنت ايها الرسول بجانب جبل الطور حين نادينا موسى ولم تشهد شيئا من ذلك فتعلمه ولكنا ارسلناك رحمه من ربك لتنذر قوما لم ياتهم من قبلك من نذير لعلهم يتذكرون الخير الذي جئت به فيفعلوه والشر الذي نهيت عنه فيجتنبوه
*63) That is, "You did not exist at the time when the Prophet Moses reached Midian, passed ten years of his life there, and then left for Egypt. You were not preaching in the habitations of Midian that which you are preaching in the streets of Makkah. You are not relating those events as an eye-witness, but because you have been given the knowledge of these by Us through Revelation."
*64) These things have been presented as a proof of the Holy Prophet's Prophethood. At the time when these were cued all the chiefs of Makkah and the common disbelievers were bent upon somehow proving him as a non-prophet, and, God forbid, a false claimant to Prophethood. To help and assist them in their campaign there were the Jewish scholars and the Christian monks also, who were living in the habitations of the Hijaz. Besides, the Holy Prophet Muhammad (may Allah's peace be upon him) had not appeared all of a sudden from somewhere and started reciting the Qur'an to the people, but he was a resident of the same city of Makkah, and no aspect of his life was hidden from the people of his city and clan. That is why when these three things were presented like an open challenge as a proof of his Prophethood, not a single person from Makkah and Hijaz and the entire land of Arabia could stand up to say the absurd thing which the modern orientalists say, although those people were no less . efficient in fabricating falsehood than these so-called scholars. But how could they utter an unprofitable lie that could not survive for a single moment? How could they say, "O Muhammad, you have attained this information from such and such a Jewish scholar and a Christian monk?" For, this purpose, they could not mention any name in the entire land. For whatever name they mentioned, it would become manifest there and then that the Holy Prophet had not obtained any information from him. How could they say, "O Muhammad, you possess a full-fledged library containing aII sorts of books an ancient history and sciences and literature, from which you take help to prepare all your discourses?"' For not to speak of a library, no one could seize even a scrap of paper from his house containing such information. Everyone in Makkah knew that Muhammad (may Allah's peace be upon him) was un-lettered and no one could also say that he had had some translators at his disposal, who supplied him with translations from Hebrew and Assyrian and Greek books. Then, none of them could be so shameless as to dare claim that he had obtained this information during the trade journeys to Syria and Palestine, for he had not performed those journeys alone, but had travelled in company with trade caravans of Makkah. Had somebody made any such assertion, hundreds of living witnesses would have refuted this and testified that he had received no such instruction from anyone there. Then, within two years of the Holy Prophet's death war had started between the Romans and the Muslims. If he had any son of discussion anywhere in Syria and Palestine with any Christian monk or Jewish rabbi, the Roman Empire would not have hesitated to launch a propaganda campaign, saying, that Muhammad (peace be upon him), God forbid, had learnt everything from them and gone back to Makkah and proclaimed himself a Prophet. In short, at that time when the challenge of the Qur'an was the knell of the disbelieving Quraish and the polytheists and the need of those people to refute it was far greater then of the modern orientalists, no one could discover any material by which he could prove that the Holy Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace) had some other means than Revelation for obtaining that information .
One should also know that the Qur'an has not given this challenge only here, but at several other places also in connection with different stories. After narrating the story of the Prophet Zacharias and Mary, it was said: "These are of the 'unseen' things We are revealing to you: you were not present there when the priests of the Temple were casting lots by throwing their quills to decide which of them should be the guardian of Mary: nor were you there with them when they were arguing about it." (Al-i-`Imran: 44) At the end of the Prophet Joseph's story it was said: "This story which We are revealing to you is of those things that were not known to you: for you were not with the brothers (of Joseph), when they had conspired together a plot against Joseph." (Yusuf: 102) Similarly, after relating the full story of the Prophet Noah, it was said: "These are some of the tidings of the `unseen' which We are revealing to you. You did not know these before nor did your people." (Hud: 49) That this thing has been reiterated several times shows that this was one of the main arguments that the Qur'an gave to prove its being Allah's Word and the Holy Prophet's being a Messenger of Allah. For there was no perceptible means of knowledge available to the Holy Prophet who was an unlettered person, apart from Revelation, through which he could narrate so accurately the events that had happened hundreds and thousands of years in the past. And this was one of the important reasons why the contemporaries of the Holy prophet were coming to believe, in larger and still larger numbers, that he was really a Prophet of Allah and received Allah's Revelations. Now one can easily imagine how important it must have been for the opponents of the Islamic movement at that time to meet this challenge, and what efforts they must have made to collect arguments and proofs against it. One can also see that if, God forbid, there was the slightest weakness. in this challenge, it would not have been at all difficult for the contemporary people to provide evidence for its refutation.
*65) No prophet had been born especially in Arabia after the Prophets Ishmael and Shu`aib (peace be upon them both), during the past two thousand years or so,, though teachings of the Prophets like Moses and Solomon and Jesus (peace be upon all of them) had reached the people of that land.