- عربي - نصوص الآيات عثماني : أُوْلَٰٓئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَءُونَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون
- عربى - التفسير الميسر : هؤلاء الذين تقدَّمَتْ صفتُهم يُؤتَوْن ثواب عملهم مرتين: على الإيمان بكتابهم، وعلى إيمانهم بالقرآن بما صبروا، ومن أوصافهم أنهم يدفعون السيئة بالحسنة، ومما رزقناهم ينفقون في سبيل الخير والبر. وإذا سمع هؤلاء القوم الباطل من القول لم يُصْغوا إليه، وقالوا: لنا أعمالنا لا نحيد عنها، ولكم أعمالكم ووزرها عليكم، فنحن لا نشغل أنفسنا بالرد عليكم، ولا تسمعون منَّا إلا الخير، ولا نخاطبهم بمقتضى جهلكم؛ لأننا لا نريد طريق الجاهلين ولا نحبها. وهذا من خير ما يقوله الدعاة إلى الله.
- السعدى : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
{ أُولَئِكَ } الذين آمنوا بالكتابين { يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ } أجرا على الإيمان الأول، وأجرا على الإيمان الثاني، { بِمَا صَبَرُوا } على الإيمان، وثبتوا على العمل، فلم تزعزعهم عن ذلك شبهة، ولا ثناهم عن الإيمان رياسة ولا شهوة.
و من خصالهم الفاضلة، التي من آثار إيمانهم الصحيح، أنهم { وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } أي: دأبهم وطريقتهم الإحسان لكل أحد، حتى للمسيء إليهم بالقول والفعل، يقابلونه بالقول الحميد والفعل الجميل، لعلمهم بفضيلة هذا الخلق العظيم، وأنه لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم.
- الوسيط لطنطاوي : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
ثم بين - سبحانه - ما أعده لهؤلاء الأخيار من ثواب فقال : ( أولئك يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ ) .
أى : أولئك الموصوفون بتلك الصفات الكريمة يؤتون أجرهم مضاعفا بسبب صبرهم على مغالبة شهواتهم ، وبسبب صبرهم على ما يستلزمه اتباع الحق من تكاليف .
قال القرطبى : قوله - تعالى - ( أولئك يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ ) ثبت فى صحيح مسلم عن أبى موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ، وأدرك النبى صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران ، وعبد مملوك أدى حق الله - عز وجل - وحق سيده فله أجران ، ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن تغذيتها ، ثم أدبها فأحسن تأديبها ، ثم أعتقها وتزوجها ، فله أجران " .
قال علماؤنا : لما كان كل واحد من هؤلاء مخاطبا بأمرين من جهتين استحق كل واحد منهم أجرين ، فالكتابى كان مخاطبا من جهة نبيه ، ثم إنه خوطب من جهة نبينا ، فأجابه واتبعه فله أجر الملتين .
وقوله - تعالى - ( وَيَدْرَؤُنَ بالحسنة السيئة ) بيان لصفة أخرى من صفاتهم الحسنة .
و ( وَيَدْرَؤُنَ ) من الدرء بمعنى الدفع ومنه الحديث الشريف : " ادرءوا الحدود بالشبهات " .
أى : لا يقابلون السيئة بمثلها ، وإنما يعفون ويصفحون ، ويقابلون الكلمة الخبيثة بالكلمة الحسنة .
( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) أى : ومما أعطيناهم من مال يتصدقون ، بدون إسراف أو تقتير .
- البغوى : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
( أولئك يؤتون أجرهم مرتين ) لإيمانهم بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ، ( بما صبروا ) على دينهم . قال مجاهد : نزلت في قوم من أهل الكتاب أسلموا فأوذوا أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي ، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حفص الجويني ، أخبرنا أحمد بن سعيد الدارمي ، أخبرنا عثمان ، أخبرنا شعبة ، عن صالح ، عن الشعبي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها ، ورجل من أهل الكتاب آمن بكتابه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، وعبد أحسن عبادة الله ونصح سيده " . قوله - عز وجل - : ( ويدرءون بالحسنة السيئة ) قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : يدفعون بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك ، قال مقاتل : يدفعون ما سمعوا من الأذى والشتم من المشركين بالصفح والعفو ، ( ومما رزقناهم ينفقون ) في الطاعة .
- ابن كثير : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
قال الله : ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ) أي : هؤلاء المتصفون بهذه الصفة الذين آمنوا بالكتاب الأول ثم بالثاني [ يؤتون أجرهم مرتين بإيمانهم بالرسول الأول ثم بالثاني ] ; ولهذا قال : ( بما صبروا ) أي : على اتباع الحق ; فإن تجشم مثل هذا شديد على النفوس . وقد ورد في الصحيحين من حديث عامر الشعبي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه ثم آمن بي ، وعبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه ، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها فتزوجها " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ، حدثنا ابن لهيعة ، عن سليمان بن عبد الرحمن ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : إني لتحت راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح ، فقال قولا حسنا جميلا وقال فيما قال : " من أسلم من أهل الكتابين فله أجره مرتين ، وله ما لنا وعليه ما علينا ، [ ومن أسلم من المشركين ، فله أجره ، وله ما لنا وعليه ما علينا ] " .
وقوله ( ويدرءون بالحسنة السيئة ) أي : لا يقابلون السيئ بمثله ، ولكن يعفون ويصفحون . ( ومما رزقناهم ينفقون ) أي : ومن الذي رزقهم من الحلال ينفقون على خلق الله في النفقات الواجبة لأهلهم وأقاربهم ، والزكاة المفروضة والمستحبة من التطوعات ، وصدقات النفل والقربات .
- القرطبى : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
أولئك يؤتون أجرهم مرتين ثبت في صحيح مسلم عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران ، وعبد مملوك أدى حق الله عز وجل وحق سيده فله أجران ، ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران قال الشعبي للخراساني : خذا هذا الحديث بغير شيء فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة وخرجه البخاري أيضا . قال علماؤنا : لما كان كل واحد من هؤلاء مخاطبا بأمرين من جهتين استحق كل واحد منهم أجرين ، فالكتابي كان مخاطبا من جهة نبيه ، ثم إنه خوطب من جهة نبينا فأجابه واتبعه فله أجر الملتين ، وكذلك العبد هو مأمور من جهة الله تعالى ومن جهة سيده ، ورب الأمة لما قام بما خوطب به من تربيته أمته وأدبها فقد أحياها إحياء التربية ، ثم إنه لما أعتقها وتزوجها أحياها إحياء الحرية التي ألحقها فيه بمنصبه ، فقد قام بما أمر فيها ، فأجر كل واحد منهم أجرين . ثم إن كل واحد من الأجرين مضاعف في نفسه ، الحسنة بعشر أمثالها فتتضاعف الأجور ، ولذلك قيل : إن العبد الذي يقوم بحق سيده وحق الله تعالى أفضل من الحر ، وهو الذي ارتضاهأبو عمر بن عبد البر وغيره وفي الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : للعبد المملوك المصلح أجران والذي نفس أبي هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك قال سعيد بن المسيب : وبلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها . وفي الصحيح أيضا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عبادة الله وصحابة سيده نعما له .
الثانية : قوله تعالى : بما صبروا عام في صبرهم على ملتهم ، ثم على هذه وعلى الأذى الذي يلقونه من الكفار وغير ذلك .
الثالثة : قوله تعالى : ويدرءون بالحسنة السيئة أي يدفعون ، درأت : إذا دفعت ، والدرء : الدفع وفي الحديث : ادرءوا الحدود بالشبهات قيل : يدفعون بالاحتمال والكلام الحسن الأذى . وقيل : يدفعون بالتوبة والاستغفار الذنوب ; وعلى الأول فهو وصف لمكارم الأخلاق ; أي من قال لهم سوءا لاينوه وقابلوه من القول الحسن بما يدفعه ، فهذه آية مهادنة ، وهي من صدر الإسلام ، وهي مما نسختها آية السيف وبقي حكمها فيما دون الكفر يتعاطاه أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة ومنه قوله عليه السلام لمعاذ : وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ومن الخلق الحسن دفع المكروه والأذى ، والصبر على الجفا بالإعراض عنه ولين الحديث .
الرابعة : قوله تعالى : ومما رزقناهم ينفقون أثنى عليهم بأنهم ينفقون من أموالهم في الطاعات وفي رسم الشرع ، وفي ذلك حض على الصدقات وقد يكون الإنفاق من الأبدان بالصوم والصلاة ،
- الطبرى : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفت صفتهم ( يُؤْتَوْنَ ) ثواب عملهم ( مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ).
واختلف أهل التأويل في معنى الصبر الذي وعد الله ما وعد عليه, فقال بعضهم:
وعدهم ما وعد جلّ ثناؤه بصبرهم على الكتاب الأوّل, واتباعهم محمدا صلى الله عليه وسلم, وصبرهم على ذلك. وذلك قول قَتادة, وقد ذكرناه قبل.
وقال آخرون: بل وعدهم بصبرهم بإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث, وباتباعهم إياه حين بعث، وذلك قول الضحاك بن مزاحم, وقد ذكرناه أيضا قبل, وممن وافق قَتادة على قوله:عبد الرحمن بن زيد.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب. قال: قال ابن زيد, في قوله: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ على دين عيسى, فلما جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم أسلموا, فكان لهم أجرهم مرَّتين بما صبروا أوّل مرّة, ودخلوا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في الإسلام.
وقال قوم في ذلك بما حدثنا به ابن وكيع, قال: ثنا أبي, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد, قال: إن قوما كانوا مشركين أسلموا, فكان قومهم يؤذونهم, فنـزلت: ( أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ) وقوله: ( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) يقول: ويدفعون بحسنات أفعالهم التي يفعلونها سيئاتهم ( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ) من الأموال (يُنْفِقٌونَ) في طاعة الله, إما في جهاد في سبيل الله, وإما في صدقة على محتاج, أو في صلة رحم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة, قوله: وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ قَالَ اللَّهُ(أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ) وأحسن الله عليهم الثناء كما تسمعون, فقال: ( وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ).
- ابن عاشور : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54 التعبير عنهم باسم الإشارة هنا للتنبيه على أنهم أحرياء بما سيذكر بعد اسم الإشارة من أجل الأوصاف التي ذكرت قبل اسم الإشارة مثل ما تقدم في قوله { أولئك على هدى من ربهم } في سورة [ البقرة : 5 ] .
عَدَّ الله لهم سبع خصال من خصال أهل الكمال :
إحداها : أخروية ، وهي { يؤتون أجرهم مرتين } أي أنهم يؤتون أجرين على إيمانهم ، أي يضاعف لهم الثواب لأجل أنهم آمنوا بكتابهم من قبل ثم آمنوا بالقرآن ، فعبر عن مضاعفة الأجر ضعفين بالمرتين تشبيهاً للمضاعفة بتكرير الإيتاء وإنما هو إيتاء واحد .
وفائدة هذا المجاز إظهار العناية حتى كأن المثيب يعطي ثم يكرر عطاءه ففي { يؤتون أجرهم مرتين } تمثيلة . وفي الصحيح عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيئه وأدركني فآمن بي واتبعني وصدقني فله أجران ، وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده فله أجران ، ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران » رواه الشعبي وقال لعطاء الخراساني : خذه بغير شيء فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة .
والثانية : الصبر ، والصبر من أعظم خصال البر وأجمعها للمبرات ، وأعونها على الزيادة والمراد بالصبر صبرهم على أذى أهل ملتهم أو صبرهم على أذى قريش ، وهذا يتحقق في مثل الوفد الحبشي . ولعلهم المراد من هذه الآية ولذلك أتبع بقوله { ويدرؤون بالحسنة السيئة } وقوله { وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم } .
والخصلة الثالثة : درؤهم السيئة بالحسنة وهي من أعظم خصال الخير وأدعاها إلى حسن المعاشرة قال تعالى { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } [ فصلت : 34 ] ، فيحصل بذلك فائدة دفع مضرة المسيء عن النفس ، وإسداء الخير إلى نفس أخرى ، فهم لم يردوا جلافة أبي جهل بمثلها ولكن بالإعراض مع كلمة حسنة وهي { سلام عليكم } .
وأما الإنفاق فلعلهم كانوا ينفقون على فقراء المسلمين بمكة ، وهو الخصلة الرابعة ولا يخفى مكانها من البر .
- إعراب القرآن : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
«أُولئِكَ» اسم إشارة مبتدأ «يُؤْتَوْنَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل «أَجْرَهُمْ» مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. «مَرَّتَيْنِ» نائب مفعول مطلق «بِما» الباء حرف جر وما مصدرية «صَبَرُوا» ماض وفاعله والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يؤتون. «وَيَدْرَؤُنَ» والواو حرف عطف ومضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «بِالْحَسَنَةِ» متعلقان بالفعل «السَّيِّئَةَ» مفعول به والواو حرف عطف «وَمِمَّا» متعلقان بالفعل ينفقون «رَزَقْناهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة صلة ما. «يُنْفِقُونَ» مضارع وفاعله والجملة معطوفة على جملة يؤتون فهي في محل رفع مثلها.
- English - Sahih International : Those will be given their reward twice for what they patiently endured and [because] they avert evil through good and from what We have provided them they spend
- English - Tafheem -Maududi : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(28:54) These are the people who shall be given their reward twice *74 for the fortitude they showed; *75 they repel evil with good *76 and spend out of what We have provided them with. *77
- Français - Hamidullah : Voilà ceux qui recevront deux fois leur récompense pour leur endurance pour avoir répondu au mal par le bien et pour avoir dépensé de ce que Nous leur avons attribué;
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Diese erhalten ihren Lohn zweimal dafür daß sie standhaft waren Und sie wehren mit dem Guten das Böse ab und geben von dem aus womit Wir sie versorgt haben
- Spanish - Cortes : Recibirán doble remuneración por haber tenido paciencia Repelen el mal con el bien y dan limosna de lo que les hemos proveído
- Português - El Hayek : A estes lhes será duplicada a recompensa por sua perseverança porque retribuem o mal com o bem e praticam acaridade daquilo com que os agraciamos
- Россию - Кулиев : Они получат свою награду в двойном размере за то что были терпеливы Они отвращают зло добром и расходуют из того чем Мы наделили их
- Кулиев -ас-Саади : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
Они получат свою награду в двойном размере за то, что были терпеливы. Они отвращают зло добром и расходуют из того, чем Мы наделили их.Люди Писания, которые вначале уверовали в одно Писание, а затем признали истинность последнего Откровения, будут вознаграждены дважды. В первый раз их вознаградят за то, что они уверовали в Тору и Евангелие, а во второй раз - за то, что они подтвердили свою веру и уверовали в Коран. Они заслужили такую награду, потому что были терпеливы, то есть верны завету с Аллахом, сохранили веру и не перестали совершать благодеяния. Они не впали в сомнение, не испугались потерять власть и не уступили своим страстям. Они обладают множеством прекрасных качеств, которыми они обязаны истинной вере. Они отдаляют зло посредством добра, потому что добродетель по отношению к Божьим тварям стала их неотъемлемым качеством. И если кто-нибудь обижает их словом или делом, они отвечают ему достойными словами и прекрасными поступками. Они поступают так, потому что твердо знают о превосходстве благородства и благонравия, которых удостаиваются только избранные.
- Turkish - Diyanet Isleri : İşte onlara sabırlarından dolayı ecirleri iki defa verilir; onlar kötülüğü iyilikle savarlar kendilerine verdiğimiz rızıktan da sarfederler
- Italiano - Piccardo : Essi sono coloro cui verrà data ricompensa doppia per la loro perseveranza per aver respinto il male con il bene e per essere stati generosi di quello che Noi abbiamo concesso loro
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانه دووجار پاداشتیان پێدهدرێت به هۆی خۆگری و ئارام گریانهوه به چاكهش بهرههڵستی خراپه دهكهن ئهوانه ههروهها لهو ڕزق و ڕۆزیهی كه پێمانداون دهبهخشن
- اردو - جالندربرى : ان لوگوں کو دگنا بدلہ دیا جائے گا کیونکہ صبر کرتے رہے ہیں اور بھلائی کے ساتھ برائی کو دور کرتے ہیں اور جو مال ہم نے ان کو دیا ہے اس میں سے خرچ کرتے ہیں
- Bosanski - Korkut : Oni će dobiti dvostruku nagradu zato što trpe i što lijepim zlo uzvraćaju i što od onoga što im dajemo udjeljuju;
- Swedish - Bernström : De skall få dubbel belöning därför att de är tålmodiga och fördriver ont med gott och ger åt andra av det som Vi har skänkt dem för deras försörjning
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka itu diberi pahala dua kali disebabkan kesabaran mereka dan mereka menolak kejahatan dengan kebaikan dan sebagian dari apa yang telah Kami rezekikan kepada mereka mereka nafkahkan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
(Mereka itu diberi pahala dua kali) karena iman mereka kepada dua Kitab (disebabkan kesabaran mereka) di dalam mengamalkan kandungan kedua Kitab itu (dan mereka menolak) menutup (kejahatan dengan kebaikan) yaitu kejahatan yang mereka lakukan ditutup dengan kebaikan mereka (dan sebagian dari apa yang telah Kami rezekikan kepada mereka, mereka nafkahkan) mereka menyedekahkannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা দুইবার পুরস্কৃত হবে তাদের সবরের কারণে। তারা মন্দের জওয়াবে ভাল করে এবং আমি তাদেরকে যা দিয়েছি তা থেকে ব্যয় করে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இவர்கள் பொறுமையை மேற்கொண்டமைக்காக இருமறை நற்கூலி அளிக்கப்படுவார்கள்; மேலும் இவர்கள் நன்மையைக் கொண்டு தீமையைத் தடுத்துக் கொள்வார்கள்; நாம் அவர்களுக்குக் கொடுத்தவற்றிலிருந்து தானம் தருமங்களில் செலவும் செய்வார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ชนเหล่านั้นจะได้รับรางวัลของพวกเขาสองครั้ง เนื่องจากเขาได้อดทน และพวกเขาป้องกันความชั่วด้วยความดี และพวกเขาบริจาคสิ่งที่เราได้ให้เป็นเครื่องยังชีพแก่พวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ана ўшаларга сабр қилганлари учун ажрлари икки марта берилган Улар яхшилик ила ёмонликни даф қилурлар ва уларга ризқ қилиб берган нарсаларимиздан нафақа қилурлар
- 中国语文 - Ma Jian : 这等人,因能坚忍,且能以德报怨,并分舍我所赐予他们的,故得加倍的报酬。
- Melayu - Basmeih : Mereka itu akan beroleh pahala dua kali disebabkan kesabaran mereka; dan juga kerana mereka menolak kejahatan dengan kebaikan dan mereka menderma dari apa yang Kami kurniakan kepada mereka
- Somali - Abduh : Kuwaas waxaa la Siiyey Ajrigooda Labo mar Samirkoodii Dartiis waxayna Raaciyaan Xumaanta Wanaag waxaan ku Arzugnayna waxbay ka Bixiyaan
- Hausa - Gumi : Waɗancan anã ba su lãdarsu sau biyu sabõda haƙurin da suka yi kuma da kyautatãwa suna tunkuɗewar mũnanãwa kuma daga abin da Muka azũrtã susunã ciyarwa
- Swahili - Al-Barwani : Basi hao watapewa ujira wao mara mbili kwa walivyo vumilia na wakaondoa ubaya kwa wema na wakatoa katika tuliyo waruzuku
- Shqiptar - Efendi Nahi : Atyre do t’u jepet shpërblimi i dyfishtë meqë kanë duruar dhe që të keqen e kthejnë me të mirë – dhe ndajnë nga ajo që u kemi dhënë Ne;
- فارسى - آیتی : اينان به سبب صبرى كه كردهاند دو بار پاداش داده شوند. اينان بدى را به نيكى مىزدايند و نيز از آنچه روزيشان دادهايم انفاق مىكنند.
- tajeki - Оятӣ : Инон ба сабаби сабре, ки кардаанд, ду бор подош дода шаванд. Инон бадиро ба некӣ дур мекунанд ва низ аз он чӣ рӯзияшон додаем, садақа мекунанд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ قىلغان سەۋر - تاقىتى ئۈچۈن ئۇلارغا قوش ساۋاب بېرىلىدۇ، ئۇلار ياخشىلىق ئارقىلىق يامانلىقنى دەپئى قىلىدۇ، بىز ئۇلارغا رىزىق قىلىپ بەرگەن نەرسىلەردىن ياخشىلىق يوللىرىغا سەرپ قىلىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് നന്നായി ക്ഷമിച്ചു. അതിനാല് അവര്ക്ക് ഇരട്ടി പ്രതിഫലമുണ്ട്. അവര് തിന്മയെ നന്മകൊണ്ടു നേരിടുന്നവരാണ്. നാം അവര്ക്കു നല്കിയതില്നിന്ന് ചെലവഴിക്കുന്നവരും.
- عربى - التفسير الميسر : هولاء الذين تقدمت صفتهم يوتون ثواب عملهم مرتين على الايمان بكتابهم وعلى ايمانهم بالقران بما صبروا ومن اوصافهم انهم يدفعون السيئه بالحسنه ومما رزقناهم ينفقون في سبيل الخير والبر واذا سمع هولاء القوم الباطل من القول لم يصغوا اليه وقالوا لنا اعمالنا لا نحيد عنها ولكم اعمالكم ووزرها عليكم فنحن لا نشغل انفسنا بالرد عليكم ولا تسمعون منا الا الخير ولا نخاطبهم بمقتضى جهلكم لاننا لا نريد طريق الجاهلين ولا نحبها وهذا من خير ما يقوله الدعاه الى الله
*74) That is, one reward for affirming faith in the Prophet Jesus (Allah's peace be upon him) and the second for affirming faith in Muhammad (may Allah's peace be upon him). The same thing has been expressed in the Hadith which Bukhari and Muslim have related on the authority of Hadrat Abu Musa Ash`ari. He says that the Holy Prophet said: "One of the three persons who will get a double reward is he who belonged to the people of the Book, had full faith in his Prophet and then affirmed faith in Muhammad (may Allah's peace be upon him)."
*75) That is, "They will get a double reward for the reason that they avoided nationalistic, racial and tribal prejudices and remained steadfast on the way of true Faith. When, on the advent of the new Prophet, they were confronted by a hard test, they proved by their conduct that they were not Christ-worshippers but God worshippers: they were not charmed by Christ's personality but were followers of "Islam". That is why when the new Prophet after Christ brought the same Islam that Christ had brought, they adopted the way of Islam under his leadership; without any hesitation, and gave up the way of those who remained stuck to Christianity. "
*76) That is, "They answer evil and falsehood with what is good and right: they repel injustice and mischief with what is just and noble; and they do not pay the other man back in the same coin. "
*77) That is, "They also make monetary sacrifices in the way of the truth. There might also be in it an allusion to this that those people had travelled from Habash to Makkah in search of the truth: they had no material gain in view when they undertook a toilsome journey involving a lot of expenses. When they heard that a man in Makkah had made a claim to be a Prophet, they thought it necessary to go and find out the truth, so that if a prophet had really been sent by God, they should not be deprived of affirming faith in him and being guided aright."