- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَٰهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوٓاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا ۖ تبرأنا إليك ۖ ما كانوا إيانا يعبدون
- عربى - التفسير الميسر : قال الذين حقَّ عليهم العذاب، وهم دعاة الكفر: ربنا هؤلاء الذين أضللنا، أضللناهم كما ضللنا، تبرأنا إليك مِن ولايتهم ونصرتهم، ما كانوا إيانا يعبدون، وإنما كانوا يعبدون الشياطين.
- السعدى : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
ولهذا { قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ } الرؤساء والقادة، في الكفر والشر، مقرين بغوايتهم وإغوائهم: { رَبَّنَا هَؤُلَاءِ } التابعون { الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا } أي: كلنا قد اشترك في الغواية، وحق عليه كلمة العذاب.
{ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ } من عبادتهم، أي: نحن برآء منهم ومن عملهم. { مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } وإنما كانوا يعبدون الشياطين.
- الوسيط لطنطاوي : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
والمراد بالذين حق عليهم القول فى قوله - تعالى - : ( قَالَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول . . . ) رؤساؤهم فى الكفر ، ودعاتهم إليه كالشياطين ، ومن يشبهونهم فى التحريض على الضلال .
أى قال : رؤساؤهم ودعاتهم إلى الكفر ، الذين ثبت عليهم العذاب بسبب إصرارهم على الفسوق والجحود .
( رَبَّنَا هؤلاء الذين أَغْوَيْنَآ ) أى : يا ربنا هؤلاء هم أتباعنا الذين أضللناهم .
( أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ) أى : دعوناهم إلى الضلالة التى كنا عليها فأطاعونا فيما دعوناهم إليه .
قال صاحب الكشاف ما ملخصه : قوله : ( هؤلاء ) مبتدأ ، و ( الذين أَغْوَيْنَآ ) صفته ، والراجع إلى الموصول محذوف و ( أَغْوَيْنَاهُمْ ) الخبر . والكاف صفة لمصدر محذوف تقديره : أغويناهم فغووا غيا مثل ما غوينا ، يعنون أنا لم نغو إلا باختيارنا ، لا أن فوقنا مغوين أغوونا بقسر منهم وإلجاء . أودعونا إلى الغى وسولوه لنا ، فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم ، لأن إغواءنا لهم ، لم يكن إلا وسوسة وتسويلا . لا قسرا أو إلجاء " فلا فرق إذا بين غينا وغيهم . . " .
وقوله - سبحانه - ( تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كانوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ) من كلام الرؤساء والشياطين ، فهو مقرر لما قبله ، ومؤكد له .
أى : تبرأنا إليك منهم ، ومن ادعائهم أننا أجبرناهم على الضلالة والغواية ، والحق أنهم ما كانوا يعبدوننا ، بل كانوا يعبدون ما سولته لهم أهواؤهم وشهواتهم الباطلة .
فالآية الكريمة تحكى تبرؤ رءوس الكفر من أتباعهم يوم القيامة ، ومن الآيات التى وردت فى هذا المعنى قوله - تعالى - : ( وَقَالَ الشيطان لَمَّا قُضِيَ الأمر إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي فَلاَ تَلُومُونِي ولوموا أَنفُسَكُمْ . . ) وقوله - سبحانه - : ( واتخذوا مِن دُونِ الله آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ) .
- البغوى : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
( قال الذين حق عليهم القول ) وجب عليهم العذاب وهم رءوس الضلالة ، ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا ) أي : دعوناهم إلى الغي ، وهم الأتباع ، ( أغويناهم كما غوينا ) أضللناهم كما ضللنا ، ( تبرأنا إليك ) منهم ( ما كانوا إيانا يعبدون ) برئ بعضهم من بعض وصاروا أعداء ، كما قال تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو " ( الزخرف - 67 ) .
- ابن كثير : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
وقوله : ( قال الذين حق عليهم القول ) يعني : من الشياطين والمردة والدعاة إلى الكفر ، ( ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون ) ، فشهدوا عليهم أنهم أغووهم فاتبعوهم ، ثم تبرءوا من عبادتهم ، كما قال تعالى : ( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا . كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ) [ مريم : 81 ، 82 ] ، وقال : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون . وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) [ الأحقاف : 5 ، 6 ] ، وقال الخليل لقومه : ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) [ العنكبوت : 25 ] ، وقال الله : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) [ البقرة : 166 ، 167 ] ، ولهذا قال :
- القرطبى : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
قال الذين حق عليهم القول أي حقت عليهم كلمة العذاب وهم الرؤساء ; قاله الكلبي وقال قتادة : هم الشياطين . ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا أي دعوناهم إلى الغي فقيل لهم : أغويتموهم ؟ قالوا : أغويناهم كما غوينا يعنون أضللناهم كما كنا ضالين . تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون أي تبرأ بعضنا من بعض ، والشياطين يتبرءون ممن أطاعهم ، والرؤساء يتبرءون ممن قبل منهم ; كما قال تعالى : الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين .
- الطبرى : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
( قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ) يقول: قال الذين وجب عليهم غضب الله ولعنته, وهم الشياطين الذين كانوا يغوون بني آدم: ( رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ).
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثنا أبو سفيان, عن معمر, عن قَتادة, في قوله: ( هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ) قال: هم الشياطين.
وقوله: ( تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ) يقول: تبرأنا من ولايتهم ونصرتهم إليك ( مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ) يقول: لم يكونوا يعبدوننا.
- ابن عاشور : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63)
وجردت جملة { قال الذين حق عليهم القول } عن حرف العطف لأنها وقعت في موقع المحاورة فهي جواب عن قوله تعالى { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } .
والذين تصدوا للجواب هم بعض المنادين ب { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } علموا أنهم الأحرياء بالجواب . وهؤلاء هم أيمة أهل الشرك من أهل مكة مثل أبي جهل وأمية بن خلف وسدنة أصنامهم كسادن العزى . ولذلك عبّر عنهم ب { الذين حقّ عليهم القول } ولم يعبر عنهم ب ( قالوا ) .
ومعنى { حق عليهم القول } يجوز أن يكون { حق } بمعنى تحقق وثبت ويكون القول قولا معهوداً وهو ما عهد للمسلمين من قوله تعالى { وحقَّ القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } [ السجدة : 13 ] وقوله { أفمن حق عليه كلمة العذاب } [ الزمر : 19 ] فالذين حق عليهم القول هم الذين حل الإبان الذي يحق عليهم فيه هذا القول . والمعنى : أن الله ألجأهم إلى الاعتراف بأنهم أضلوا الضالين وأغووهم .
ويجوز أن يكون { حق } بمعنى وجب وتعين ، أي حق عليهم الجواب لأنهم علموا أن قوله تعالى { فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون } موجه إليهم فلم يكن لهم بد من إجابة ذلك السؤال .
ويكون المراد بالقول جنس القول ، أي الكلام الذي يقال في ذلك المقام وهو الجواب عن الاستفهام بقوله { أين شركائي الذين كنتم تزعمون } وعلى كلا الاحتمالين فالذين حق عليهم القول هم أيمة الكفر كما يقتضيه قوله تعالى { هؤلاء الذين أغوينا . . . } الخ .
والتعريف في { القول } الأظهر أنه تعريف الجنس وهو ما دل عليه { قال } ، أي قال الذين حق عليهم أن يقولوا ، أي الذين كانوا أحرى بأن يجيبوا لعلمهم بأن تبعة المسؤول عنه واقعة عليهم لأنه لما وجه التوبيخ إلى جملتهم تعين أن يتصدى للجواب الفريق الذين ثبتوا العامة على الشرك وأضلوا الدهماء .
وابتدأوا جوابهم بتوجيه النداء إلى الله بعنوان أنه ربهم ، نداء أريد منه الاستعطاف بأنه الذي خلقهم اعترافاً منهم بالعبودية وتمهيداً للتنصل من أن يكونوا هم المخترعين لدين الشرك فإنهم إنما تلقوه عن غيرهم من سلفهم ، والإشارة ب { هؤلاء } إلى بقية المنادين معهم قصداً لأن يتميزوا عمن سواهم من أهل الموقف وذلك بإلهام من الله ليزدادوا رُعباً ، وأن يكون لهم مطمع في التخليص . و { الذين أغوينا } خبر عن اسم الإشارة وهو اعتراف بأنهم أغووهم .
وجملة { أغويناهم كما غوينا } استئناف بياني لجملة { الذين أغوينا } لأن اعترافهم بأنهم أغووهم يثير سؤال سائل متعجب كيف يعترفون بمثل هذا الجرم فأرادوا بيان الباعث لهم على إغواء إخوانهم وهو أنهم بثوا في عامة أتباعهم الغواية المستقرة في نفوسهم وظنوا أن ذلك الاعتراف يخفف عنهم من العذاب بقرينة قولهم { تبرّأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون } .
وإنما لم يقتصر على جملة { أغويناهم } بأن يقال : هؤلاء الذين أغويناهم كما غوينا ، لقصد الاهتمام بذكر هذا الإغواء بتأكيده اللفظي ، وبإجماله في المرة الأولى وتفصيله في المرة الثانية ، فليست إعادة فعل { أغوينا } لمجرد التأكيد . قال ابن جني في كتاب «التنبيه» على إعراب الحماسة عند قول الأحوص
: ... فإذا تزول تزول عن متخمط
تخشى بوادره على الأقران ... إنما جاز أن يقول : فإذا تزول تزول ، لما اتصل بالفعل الثاني من حرف الجر المفاد منه الفائدة ، ومثله قول الله تعالى { هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا } ولو قال : هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم لم يُفد القول شيئاً ، لأنه كقولك : الذي ضربته ضربته ، والتي أكرمتها أكرمتها ، ولكن لما اتصل ب { أغويناهم } الثانية قوله { كما غوينا } أفاد الكلام كقولك : الذي ضربته ضربته لأنه جاهل . وقد كان أبو علي امتنع في هذه الآية مما اخترناه غير أن الأمر فيها عندي على ما عرفتك» اه . وقد تقدم بيان كلامه عند قوله تعالى { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } في سورة الاسراء ( 7 ) ، وقوله { وإذا بطشتم بطشتم جبارين } في سورة الشعراء ( 130 ) ، وقوله
{ وإذا مروا باللغو مروا كراماً } في سورة الفرقان ( 72 ) ، فإن تلك الآيات تطابق بيت الأحوص لاشتمالهن على ( إذا ) .
و { كما غوينا } صفة لمصدر ، أي إغواء يوقع في نفوسهم غيّاً مثل الغي الذي في قلوبنا . ووجه الشبه في أنهم تلقوا الغواية من غيرهم فأفاد التشبيه أن المجيبين أغواهم مُغوون قبلهم ، وهم يحسبون هذا الجواب يدفع التبعة عنهم ويتوهمون أن السير على قدم الغاوين يبرر الغواية ، وهذا كما حكى عنهم في سورة الشعراء ( 96 ، 99 ) { قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون } وحذف مفعول فعل { أغوينا } الأول وهو العائد من الصلة إلى الموصول لكثرة حذف أمثاله من كل عائد صلة هو ضمير نصب متصل وناصبه فعل أو وصف شبيه بالفعل ، لأن اسم الموصول مغن عن ذكره ودال عليه فكان حذف العائد اختصاراً . وذكر مفعول فعل { أغويناهم } الثاني اهتماماً بذكره لعدم الاستغناء عنه في الاستعمال .
وجملة { تبرأنا إليك } استئناف . والتبرؤ : تفعل من البراءة وهي انتفاء ما يصم ، فالتبرؤ : معالجة إثبات البراءة وتحقيقها . وهو يتعدى إلى من يحاول إثبات البراءة لأجله بحرف ( إلى ) الدال على الانتهاء المجازي؛ يقال : إني أبرأ إلى الله من كذا ، أي أوجه براءتي إلى الله ، كما يتعدى إلى الشيء الذي يَصِم بحرف ( من ) الاتصالية التي هي للابتداء المجازي قال تعالى { فبراه الله مما قالوا } [ الأحزاب : 69 ] . وقد تدخل ( من ) على اسم ذات باعتبار مضاف مقدر نحو قوله تعالى { وقال إني بريء منكم } [ الأنفال : 48 ] أي من كفركم . والتقدير : من أعمالكم وشؤونكم إما من أعمال خاصة يدل عليها المقام أو من عدة أعمال .
فالمعنى هنا تحقق التبرؤ لديك والمتبرأ منه هو مضمون جملة { ما كانوا إيانا يعبدون } فهي بيان لإجمال التبرؤ .
والمقصود : أنهم يتبرؤون من أن يكونوا هم المزعوم أنهم شركاء وإنما قصارى أمرهم أنهم مضلون وكان هذا المقصد إلجاء من الله إياهم ليعلنوا تنصلهم من ادعاء أنهم شركاء على رؤوس الملأ ، أو حملهم على ذلك ما يشاهدون من فظاعة عذاب كل من ادعى المشركون له الإلهية باطلاً لما سمعوا قوله تعالى { إنكم وما تعبدون عن دون الله حصب جهنم } [ الأنبياء : 98 ] . هذا ما انطوت عليه هذه الآية من المعاني .
وتقديم { إيانا } على { يعبدون } دون أن يقال يعبدوننا للاهتمام بهذا التبرؤ مع الرعاية على الفاصلة .
- إعراب القرآن : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
«قالَ الَّذِينَ» ماض وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها «حَقَّ» ماض مبني على الفتح «عَلَيْهِمُ» متعلقان بالفعل «الْقَوْلُ» فاعل والجملة صلة الذين «رَبَّنا» منادى مضاف «هؤُلاءِ» مبتدأ «الَّذِينَ» بدل «أَغْوَيْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «أَغْوَيْناهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة الفعلية خبر المبتدأ هؤلاء ، «كَما» صفة مفعول مطلق محذوف «غَوَيْنا» ماض وفاعله «ثم» عاطفة «تَبَرَّأْنا» ماض وفاعله «إِلَيْكَ» متعلقان بالفعل والجملة حال. «ما» نافية «كانُوا» كان واسمها «إِيَّانا» مفعول به مقدم «يَعْبُدُونَ» مضارع وفاعله والجملة خبر كانوا وجملة ما كانوا .. حال ثانية.
- English - Sahih International : Those upon whom the word will have come into effect will say "Our Lord these are the ones we led to error We led them to error just as we were in error We declare our disassociation [from them] to You They did not used to worship us"
- English - Tafheem -Maududi : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ(28:63) Those concerning whom this Word will be true, *86 will say, "()ur Lord, these are indeed the people whom we had misled: we led them astray even as we ourselves were led astray. We plead our innocence before You: *87 they did not worship us." *88
- Français - Hamidullah : Ceux contre qui la Parole se réalisera diront Voici Seigneur ceux que nous avons séduits Nous les avons séduits comme nous nous sommes dévoyés nous-mêmes Nous les désavouons devant Toi ce n'est pas nous qu'ils adoraient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Diejenigen gegen die sich das Wort bewahrheitet hat sagen "Unser Herr diese die wir in Verirrung haben fallen lassen haben wir nur in Verirrung fallen lassen wie wir selbst in Verirrung gefallen waren Von ihnen sagen wir uns vor Dir los Nicht uns dienten sie ja"
- Spanish - Cortes : Aquéllos contra quienes se pronuncie la sentencia dirán ¡Señor éstos son los que nosotros descarriamos Les descarriamos como nosotros también estábamos descarriados Somos inocentes ante Ti No es a nosotros a quienes servían
- Português - El Hayek : E aqueles sobre os quais pesar tal atribuição dirão Ó Senhor nosso são estes os que extraviamos; extraviamolos como fomos extraviados; isentamonos deles na Tua presença posto que não nos adoravam
- Россию - Кулиев : Тогда те относительно которых подтвердилось Слово скажут Господь наш Вот те которых мы ввели в заблуждение Мы ввели их в заблуждение потому что сами были заблудшими Мы отрекаемся от них перед Тобой Не нам они поклонялись
- Кулиев -ас-Саади : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
Тогда те, относительно которых подтвердилось Слово, скажут: «Господь наш! Вот те, которых мы ввели в заблуждение. Мы ввели их в заблуждение, потому что сами были заблудшими. Мы отрекаемся от них перед Тобой. Не нам они поклонялись».Тогда вожди и старейшины, которые призывали свои народы к неверию и злодеяниям, сознаются в том, что они блуждали во мраке заблуждения и совращали простой люд. Они скажут: «Господи наш! Вот люди, которых мы совратили с пути. Они последовали за нами, а мы ввели их в заблуждение, потому что сами были заблудшими. Каждый из нас причастен к совершенным злодеяниям, и поэтому каждый из нас заслуживает справедливого наказания. Мы не желаем знать о том, что прежде они поклонялись нам. Мы отрекаемся от них и от их злодеяний, но ведь они и не поклонялись нам. Они поклонялись сатане и дьяволам».
- Turkish - Diyanet Isleri : Hükmün aleyhlerine gerçekleştiği kimseler "Rabbimiz İşte bunlar bizim azdırdığımız kimselerdir Kendimiz azdığımız gibi onları da azdırdık Onlardan uzaklaşıp Sana geldik zaten aslında bize tapmıyorlardı" derler
- Italiano - Piccardo : Coloro sui quali si realizzerà il Decreto diranno “Ecco Signore quelli che abbiamo traviato li abbiamo traviati come abbiamo traviato noi stessi Li rinneghiamo al Tuo cospetto non siamo noi che essi adoravano”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی بڕیاردادهی خوا دژیان دهرچوو بهخهجاڵهتیهوه باسی ئهو كهسانه دهكهن كه گومڕایان كردوون دهڵێن پهروهردگارا ئا ئهوانهی گومڕامان كردن گومڕامان كردن وهك خۆمان گومڕا بووین ئێمه بهرین لهوانهو له ههڵهیان لهبهردهم دادگای تۆدا چونكه دهسهڵاتمان بهسهر دڵیاندا نهبوو ئهوانه درۆ دهكهن ئێمهیان ههر نهدهپهرست
- اردو - جالندربرى : تو جن لوگوں پر عذاب کا حکم ثابت ہوچکا ہوگا وہ کہیں گے کہ ہمارے پروردگار یہ وہ لوگ ہیں جن کو ہم نے گمراہ کیا تھا۔ اور جس طرح ہم خود گمراہ ہوئے تھے اسی طرح ان کو گمراہ کیا تھا اب ہم تیری طرف متوجہ ہوکر ان سے بیزار ہوتے ہیں یہ ہمیں نہیں پوجتے تھے
- Bosanski - Korkut : reći će onī na kojima će se riječ obistiniti "Gospodaru naš ove što smo na stranputicu naveli – naveli smo zato što smo i sami na stranputici bili; mi ih se pred Tobom odričemo oni se nama nisu klanjali"
- Swedish - Bernström : Och de över vilka domen obevekligen har fallit skall säga "Herre Det var dem vi ledde vilse men vi ledde dem vilse liksom vi [själva] gick vilse och inför Dig svär vi oss fria från allt ansvar [för dem] det var inte oss de tillbad"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berkatalah orangorang yang telah tetap hukuman atas mereka; "Ya Tuhan kami mereka inilah orangorang yang kami sesatkan itu; kami telah menyesatkan mereka sebagaimana kami sendiri sesat kami menyatakan berlepas diri dari mereka kepada Engkau mereka sekalikali tidak menyembah kami"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
(Berkatalah orang-orang yang telah tetap hukuman atas mereka) yakni mereka harus masuk ke dalam neraka, mereka adalah para pemimpin kesesatan, ("Ya Rabb kami! Mereka inilah orang-orang yang kami sesatkan itu) lafal Haula-i adalah Mubtada dan Al Ladzina Aghwainahum adalah sifatnya (kami telah menyesatkan mereka) lafal ayat ini menjadi Khabarnya. Yaitu setelah kami sesatkan mereka, maka mereka pun tersesatlah (sebagaimana kami sendiri sesat) yakni, kami tidak memaksakan mereka untuk sesat (kami menyatakan berlepas diri kepada Engkau) dari mereka (mereka sekali-kali tidak menyembah kami") Ma di sini adalah Nafiyah, dan sengaja Maf'ulnya didahulukan demi untuk Fashilah, atau untuk memelihara keseragaman akhir ayat.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যাদের জন্যে শাস্তির আদেশ অবধারিত হয়েছে তারা বলবে হে আমাদের পালনকর্তা। এদেরকেই আমরা পথভ্রষ্ট করেছিলাম। আমরা তাদেরকে পথভ্রষ্ট করেছিলাম যেমন আমরা পথভ্রষ্ট হয়েছিলাম। আমরা আপনার সামনে দায়মুক্ত হচ্ছি। তারা কেবল আমাদেরই এবাদত করত না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவர் மீது அல்லாஹ்வின் தண்டனை பற்றிய வாக்கு உறுதியாகி விட்டதோ அவர்கள் "எங்கள் இறைவா நாங்கள் எவர்களை வழிகெடுத்தோமோ அவர்கள் இவர்கள் தாம் நாங்கள் வழிகெட்டது போன்றே இவர்களையும் நாங்கள் வழிகெடுத்தோம் உன்னிடம் நாங்கள் அவர்களை விட்டும் விலகிக் கொள்கிறோம் அவர்கள் எங்களை வணங்கிக் கொண்டிருக்கவில்லை" என்று கூறுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้ที่พระดำรัสคู่ควรแก่พวกเขา กล่าวว่า “ข้าแต่พระเข้าของเรา เหล่านี้คือบรรดาผู้ที่เราทำให้หลงผิด เราได้ทำให้พวกเขาหลงผิดเช่นเดียวกับที่เราได้หลงผิดเอง เราขอปลีกตัวออกแด่พระองค์ และพวกเขามิได้เคารพภักดีต่อเราจริง ๆ ดอก”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Устиларига сўзланган азоб тушиши ҳақ бўлганлар Эй Роббимиз анави йўлдан оздирганларимизни ўзимиз йўлдан озганимиздек оздирганмиз Сенга ўзимизни оқладик Улар бизга ибодат қилган эмаслар дерлар
- 中国语文 - Ma Jian : 受判决的人们说:我们的主啊!我们曾使这些人迷误,固然我们迷误他们,但他们象我们自己一样迷误了。我们向你声明:我们与他们无干,他们没有崇拜我们。
- Melayu - Basmeih : Mereka yang berhak menerima hukuman azab neraka berkata "Wahai Tuhan kami inilah mereka yang kami menyebabkan kesesatannya kami menyebabkan mereka sesat dengan pilihan mereka sendiri sebagaimana kami telah sesat dengan pilihan kami sendiri; dengan ini kami mengakui kepadaMu bahawa kami berlepas diri dari kekufuran mereka Bukanlah Kami yang mereka puja dan taati bahkan mereka hanya memuja dan mentaati hawa nafsu mereka sendiri"
- Somali - Abduh : Kuwii waxay Dheheen uu ku Sugnaaday Hadalkii Eebe Ciqaabtii Eebow kuwaasu waa kuwaan Baadinyeynay waana Baadiyeynay sidaan u Baadiyoownay waana isagakaa Baryeelay mana ahayn kuwo Anaga Nacaabuda
- Hausa - Gumi : Waɗanda magana ta wajaba a kansu su ce "Yã Ubangijinmu Waɗannan sũ ne waɗanda muka halakar mun halakar da su kamar yadda muka halaka Mun barranta zuwa gare Ka ba su kasance mũ suke bautã wa ba"
- Swahili - Al-Barwani : Watasema wale iliyo thibiti juu yao kauli Mola wetu Mlezi Hawa ndio tulio wapoteza Tuliwapoteza kama tulivyo potea sisi Tunajitenga nao mbele yako Hawakuwa wakituabudu sisi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Do të thonë ata te të cilët është sendërtuar fjala Jonë O Zoti ynë këta jën ata që na i kemi zhgënjyer e i kemi zhgënjyer ata ashtu siç kemi qenë edhe ne të zhgënjyer Na heqim dorë prej tyre te Ti; ata nuk na kanë adhuruar neve”
- فارسى - آیتی : آنان كه حكم دربارهشان محقق شده مىگويند: اى پروردگار ما، اينان كسانى هستند كه ما گمراهشان كرديم. از آن رو گمراهشان كرديم كه خود گمراه بوديم. از آنها بيزارى مىجوييم و به تو مىگرويم. اينان ما را نمىپرستيدهاند.
- tajeki - Оятӣ : Онон, ки ҳукм дар бораашон таҳқиқ шуда мегӯянд: «Эй Парвардигори мо, инҳо касоне, ҳастанд, ки мо гумроҳашон кардем. Аз он рӯ гумроҳашон кардем, ки худ гумроҳ будем. Аз онҳо безорӣ меҷӯем ва ба ту мегаравем. Инҳо моро намепарастидаанд».
- Uyghur - محمد صالح : ئۆزلىرىگە ئازاب تېگىشلىك بولغانلار (يەنى مۇشرىكلارنىڭ چوڭلىرى): «پەرۋەردىگارىمىز! بىز (سېنىڭ يولۇڭدىن) ئازدۇرغانلارنى (يەنى ئەگەشكۈچىلىرىمىزنى) ئۆزىمىز ئازغاندەك ئازدۇردۇق، (پەرۋەردىگارىمىز!) ئۇلاردىن يىراقلىشىپ ساڭا يېقىنلاشتۇق، ئۇلار بىزگە ئىبادەت قىلمايتتى (پەقەت نەپسى خاھىشلىرىغا ئىبادەت قىلاتتى)» دېيىشىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ശിക്ഷാവചനം ബാധകമായത് ആരിലാണോ അവര് അന്ന് പറയും: "ഞങ്ങളുടെ നാഥാ, ഇവരെയാണ് ഞങ്ങള് വഴിപിഴപ്പിച്ചത്. ഞങ്ങള് വഴിപിഴച്ചപോലെ ഞങ്ങളിവരെയും പിഴപ്പിച്ചു. ഞങ്ങളിതാ നിന്റെ മുന്നില് ഉത്തരവാദിത്തമൊഴിയുന്നു. ഞങ്ങളെയല്ല ഇവര് പൂജിച്ചുകൊണ്ടിരുന്നത്."
- عربى - التفسير الميسر : قال الذين حق عليهم العذاب وهم دعاه الكفر ربنا هولاء الذين اضللنا اضللناهم كما ضللنا تبرانا اليك من ولايتهم ونصرتهم ما كانوا ايانا يعبدون وانما كانوا يعبدون الشياطين
*86) This implies those satans from among jinns and men, who had been set up as associates, of God in the world, whose teachings had been followed in preference to Divine Commandments, and dependence on whom had made the people give up the Right Way and adopt the wrong ways of life. Such persons may not have been called gods and lords as such, but since they were worshipped and obeyed as one should worship and obey only God, they were inevitably made partners in Godhead.
*87) That is, "We did not lead them astray forcibly. We neither deprived them of their powers of seeing and hearing nor of their powers of thinking, nor there ever arose a situation when they wanted to follow the right way but we might have forcibly pulled them to the wrong way. But just as we ourselves had gone astray of our own free will, so they also of their own free will accepted the wrong way when we presented it before them. Therefore, we are not responsible for what they did: we are responsible for our acts and they are responsible for theirs."
There is a subtle point to be noted here. Allah, in fact, will question those who had set up others as associates with Him, but before they make an answer, those who had been set up as associates will speak up. The reason is: When the common polytheists will be questioned thus, their leaders and guides will feel that their doomsday had come, for their followers will certainly blame them for their deviation. Therefore, even before the followers say something in response, the leaders will forestall them and start pleading their innocence.
*88) That is, "They did not serve us but served their own selves alone. "