- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وربك يخلق ما يشاء ويختار ۗ ما كان لهم الخيرة ۚ سبحان الله وتعالى عما يشركون
- عربى - التفسير الميسر : وربك يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويصطفي لولايته مَن يشاء من خلقه، وليس لأحد من الأمر والاختيار شيء، وإنما ذلك لله وحده سبحانه، تعالى وتنزَّه عن شركهم.
- السعدى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
هذه الآيات، فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات، ونفوذ مشيئته بجميع البريات، وانفراده باختيار من يختاره ويختصه، من الأشخاص، والأوامر [والأزمان] والأماكن، وأن أحدا ليس له من الأمر والاختيار شيء، وأنه تعالى منزه عن كل ما يشركون به، من الشريك، والظهير، والعوين، والولد، والصاحبة، ونحو ذلك، مما أشرك به المشركون.
- الوسيط لطنطاوي : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
ثم بين - سبحانه - أن مرد الأمور جميعها إليه ، وأنه هو صاحب الخلق والأمر فقال : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ ) .
أى : وربك - أيها الرسول الكريم - يخلق ما يشاء أن يخلقه ، ويختار من يختار من عباده لحمل رسالته ، ولتبليغ دعوته . ( لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) و ( مَا ) فى قوله - تعالى ( مَا كَانَ لَهُمُ الخيرة ) نافية والخيرة من التخير وهى بمعنى الاختيار ، والجملة مؤكدة لما قبلها من أنه - سبحانه - يخلق ما يشاء ويختار .
أى : وربك وحده يخلق ما يشاء خلقه ويختار ما يشاء اختياره لشئون عباده ، وما صح وما استقام لهؤلاء المشركين أن يختاروا شيئا لم يختره الله - تعالى - أو لم يرده ، إذ كل شىء فى هذا الوجود خاضع لإرادته وحده - عز وجل - ولا يملك أحد كائنا من كان أن يقترح عليه شيئا ولا أن يزيد أو ينقص فى خلقه شيئا .
وليس هؤلاء المشركين أن يختاروا للنبوة أو لغيرها أحدا لم يختره الله - تعالى - لذلك ، فالله -عز وجل - أعلم حيث يجعل رسالته .
قال القرطبى ما ملخصه : قوله ( مَا كَانَ لَهُمُ الخيرة ) أى : ليس يرسل من اختاروه هم .
وقيل : يجوز أن تكون ( مَا ) فى موضع نصب بيختار ، ويكون المعنى ، ويختار الذى كان لهم فيه الخيرة .
والصحيح الأول لإطباقهم الوقف على قوله ( وَيَخْتَارُ ) ، و ( مَا ) نفى عام لجميع الأشياء ، أن يكون للعبد فيها شىء سوى اكتسابه بقدرة الله - عز وجل - .
وقال الثعلبى : و ( مَا ) نفى ، أى ليس لهم الاختيار على الله . وهذا أصوب ، كقوله - تعالى - : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخيرة مِنْ أَمْرِهِمْ . . ) وقوله - تعالى - : ( سُبْحَانَ الله وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) تنزيه له - عز وجل - عن الشرك والشركاء .
أى تنزه الله - تعالى - وتقدس بذاته وصفاته عن إشراك المشركين ، وضلال الضالين .
- البغوى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
قوله تعالى : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) نزلت هذه الآية جوابا للمشركين حين قالوا : " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " ، يعني : الوليد بن المغيرة ، أو عروة بن مسعود الثقفي ، أخبر الله تعالى أنه لا يبعث الرسل باختيارهم . قوله - عز وجل - : ( ما كان لهم الخيرة ) قيل : " ما " للإثبات ، معناه : ويختار الله ما كان لهم الخيرة ، أي : يختار ما هو الأصلح والخير . وقيل : هو للنفي أي : ليس إليهم الاختيار ، وليس لهم أن يختاروا على الله ، كما قال تعالى : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة " ( الأحزاب - 36 ) ، " والخيرة " : اسم من الاختيار يقام مقام المصدر ، وهي اسم للمختار أيضا كما يقال : محمد خيرة الله من خلقه . ثم نزه نفسه فقال : ( سبحان الله وتعالى عما يشركون )
- ابن كثير : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
يخبر تعالى أنه المنفرد بالخلق والاختيار ، وأنه ليس له في ذلك منازع ولا معقب فقال : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) أي : ما يشاء ، فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فالأمور كلها خيرها وشرها بيده ، ومرجعها إليه .
وقوله : ( ما كان لهم الخيرة ) نفي على أصح القولين ، كقوله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) [ الأحزاب : 36 ] .
وقد اختار ابن جرير أن ) ما ) هاهنا بمعنى " الذي " ، تقديره : ويختار الذي لهم فيه خيرة . وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح . والصحيح أنها نافية ، كما نقله ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس وغيره أيضا ، فإن المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار ، وأنه لا نظير له في ذلك ; ولهذا قال : ( سبحان الله وتعالى عما يشركون ) أي : من الأصنام والأنداد ، التي لا تخلق ولا تختار شيئا .
- القرطبى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
قوله تعالى : وربك يخلق ما يشاء ويختار هذا متصل بذكر الشركاء الذين عبدوهم واختاروهم للشفاعة ; أي الاختيار إلى الله تعالى في الشفعاء لا إلى المشركين وقيل : هو جواب الوليد بن المغيرة حين قال : لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يعني نفسه زعم ، وعروة بن مسعود الثقفي من الطائف وقيل : هو جواب اليهود إذ قالوا لو كان الرسول إلى محمد غير جبريل لآمنا به . قاله ابن عباس : والمعنى ; وربك يخلق ما يشاء من خلقه ويختار منهم من يشاء لطاعته وقال يحيى بن سلام : والمعنى ; وربك يخلق ما يشاء من خلقه ويختار من يشاء لنبوته . وحكى النقاش أن المعنى : وربك يخلق ما يشاء من خلقه يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، ويختار الأنصار لدينه .
قلت : وفي كتاب البزار مرفوعا صحيحا عن جابر إن الله تعالى اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لي من أصحابي أربعة - يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا - فجعلهم أصحابي وفي أصحابي كلهم خير واختار أمتي على سائر الأمم واختار لي من أمتي أربعة قرون وذكر سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أبيه في قوله عز وجل : وربك يخلق ما يشاء ويختار قال : من النعم الضأن ، ومن الطير الحمام . والوقف التام : ( ويختار ) وقال علي بن سليمان : هذا وقف التمام ولا يجوز أن تكون ( ما ) في موضع نصب ب ( يختار ) لأنها لو كانت في موضع نصب لم يعد عليها شيء قال : وفي هذا رد على القدرية . قال النحاس : التمام ( ويختار ) أي ويختار الرسل ما كان لهم الخيرة أي ليس يرسل من اختاروه هم . قال أبو إسحاق : ( ويختار ) هذا الوقف التام المختار ويجوز أن تكون ( ما ) في موضع نصب ب ( يختار ) ويكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة . قال القشيري : الصحيح الأول لإطباقهم على الوقف على قوله : ( ويختار ) . قال المهدوي : وهو أشبه بمذهب أهل السنة و ( ما ) من قوله : ما كان لهم الخيرة نفي عام لجميع الأشياء أن يكون للعبد فيها شيء سوى اكتسابه بقدرة الله عز وجل . الزمخشري : ما كان لهم الخيرة بيان لقوله : ( ويختار ) لأن معناه يختار ما يشاء ; ولهذا لم يدخل العاطف ، والمعنى : وإن الخيرة لله تعالى في أفعاله وهو أعلم بوجوه الحكمة فيها ; أي ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه . وأجاز الزجاج وغيره أن تكون ( ما ) منصوبة ب ( يختار ) .
وأنكر الطبري أن تكون ( ما ) نافية ، لئلا يكون المعنى : إنهم لم تكن لهم الخيرة فيما مضى وهي لهم فيما يستقبل ، ولأنه لم يتقدم كلام بنفي . قال المهدي : ولا يلزم ذلك ; لأن ( ما ) تنفي الحال والاستقبال ك ( ليس ) ولذلك عملت عملها ، ولأن الآي كانت تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم على ما يسأل عنه ، وعلى ما هم مصرون عليه من الأعمال وإن لم يكن ذلك في النص . وتقدير الآية عند الطبري : ويختار لولايته الخيرة من خلقه ، لأن المشركين كانوا يختارون خيار أموالهم فيجعلونها لآلهتهم ، فقال الله تبارك وتعالى : وربك يخلق ما يشاء ويختار للهداية من خلقه من سبقت له السعادة في علمه ، كما اختار المشركون خيار أموالهم لآلهتهم ف ( ما ) على هذا لمن يعقل وهي بمعنى ( الذي ) و ( الخيرة ) رفع بالابتداء و ( لهم ) الخبر والجملة خبر ( كان ) .
وشبهه بقوله : كان زيد أبوه منطلق ، وفيه ضعف ، إذ ليس في الكلام عائد يعود على اسم ( كان ) إلا أن يقدر فيه حذف فيجوز على بعد . وقد روي معنى ما قاله الطبري عن ابن عباس قال الثعلبي : و ( ما ) نفي أي ليس لهم الاختيار على الله وهذا أصوب كقوله تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم قال محمود الوراق :
توكل على الرحمن في كل حاجة أردت فإن الله يقضي ويقدر إذا ما يرد ذو العرش أمرا بعبده
يصبه وما للعبد ما يتخير وقد يهلك الإنسان من وجه حذره
وينجو بحمد الله من حيث يحذر
وقال آخر :
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع في ما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
قال بعض العلماء : لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة : قل يا أيها الكافرون في الركعة الثانية قل هو الله أحد . واختار بعض المشايخ أن يقرأ في الركعة الأولى وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة الآية ، وفي الركعة الثانية : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم وكل حسن ثم يدعو بهذا الدعاء بعد السلام ، وهو ما رواه البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كما يعلمنا السورة في القرآن ; يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به . قال : ويسمي حاجته . وروت عائشة عن أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أمرا قال : اللهم خر لي واختر لي وروى أنس أن النبي صلى الله عليه قال : يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى ما يسبق قلبك فإن الخير فيه قال العلماء : وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر حتى لا يكون مائلا إلى أمر من الأمور ، فعند ذلك ما يسبق إلى قلبه يعمل عليه ، فإن الخير فيه إن شاء الله . وإن عزم على سفر فيتوخى بسفره يوم الخميس أو يوم الاثنين ; اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم نزه نفسه سبحانه فقال : ( سبحان الله ) أي تنزيها . وتعالى أي تقدس وتمجد عما يشركون
- الطبرى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)
يقول تعالى ذكره: ( وَرَبُّكَ ) يا محمد ( يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) أن يخلقه ( وَيَخْتَارُ ) لولايته الخيرة من خلْقه, ومن سبقت له منه السعادة. وإنما قال جلّ ثناؤه: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) والمعنى: ما وصفت, لأن المشركين كانوا فيما ذكر عنهم يختارون أموالهم, فيجعلونها لآلهتهم, فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وربك يا محمد يخلق ما يشاء أن يخلقه, ويختار للهداية والإيمان والعمل الصالح من خلْقه, ما هو في سابق علمه أنه خيرتهم, نظير ما كان من هؤلاء المشركين لآلهتهم خيار أموالهم, فكذلك اختياري لنفسي. واجتبائي لولايتي, واصطفائي لخدمتي وطاعتي, خيار مملكتي وخلقي.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) قال: كانوا يجعلون خير أموالهم لآلهتهم في الجاهلية. فإذا كان معنى ذلك كذلك, فلا شكّ أن " ما " من قوله: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) في موضع نصب, بوقوع يختار عليها, وأنها بمعنى الذي.
فإن قال قائل: فإن كان الأمر كما وصفت, من أن " ما " اسم منصوب بوقوع قوله: ( يَخْتَارُ ) عليها, فأين خبر كان؟ فقد علمت ذلك كان كما قلت, أن في كان ذكرا من ما, ولا بد لكان إذا كان كذلك من تمام, وأين التمام؟ قيل: إن العرب تجعل لحروف الصفات إذا جاءت الأخبار بعدها، أحيانا, أخبارا, كفعلها بالأسماء إذا جاءت بعدها أخبارها، ذكر الفرَّاء أن القاسم بن معن أنشده قول عنترة:
أمِــنْ سُـمَيَّةَ دَمْـعُ العَيْـنِ تَـذْرِيفُ
لَـوْ كَـانَ ذَا مِنْـكَ قَبْلَ اليَوْمِ مَعْرُوفُ (2)
فرفع معروفا بحرف الصفة, وهو لا شك خبر لذا, وذُكر أن المفضل أنشده ذلك:
لوْ أَنَّ ذَا مِنْكَ قبلَ اليوْمِ مَعْرُوفُ
ومنه أيضا قول عمر بن أبي ربيعة:
قُلْــــتُ أَجِــــيبِي عَاشِـــقًا
بِحُـــــــبِّكُمْ مُكَـــــــلَّفُ
فيهَــــا ثَــــلاث كـــالدُّمَى
وكــــــاعِبٌ وَمُسْــــــلِفُ (3)
فمكلَّف من نعت عاشق, وقد رفعه بحرف الصفة, وهو الباء, في أشباه لما ذكرنا بكثير من الشواهد, فكذلك قوله: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) رُفعت الخيرة بالصفة, وهي لهم, إن كانت خبرا لما, لما جاءت بعد الصفة, ووقعت الصفة موقع الخبر, فصار كقول القائل: كان عمر وأبوه قائم, لا شكّ أن قائما لو كان مكان الأب, وكان الأب هو المتأخر بعده, كان منصوبا, فكذلك وجه رفع الخيرة, وهو خبر لما.
فإن قال قائل: فهل يجوز أن تكون " ما " في هذا الموضع جحدا, ويكون معنى الكلام: وربك يخلق ما يشاء أن يخلقه, ويختار ما يشاء أن يختاره, فيكون قوله: ( وَيَخْتَارُ ) نهاية الخبر عن الخلق والاختيار, ثم يكون الكلام بعد ذلك مبتدأ بمعنى: لم تكن لهم الخيرة: أي لم يكن للخلق الخيرة, وإنما الخيرة لله وحده؟
قيل: هذا قول لا يخفي فساده على ذي حجا, من وجوه, لو لم يكن بخلافه لأهل التأويل قول, فكيف والتأويل عمن ذكرنا بخلافه; فأما أحد وجوه فساده, فهو أن قوله: ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) لو كان كما ظنه من ظنه, من أن " ما " بمعنى الجحد, على نحو التأويل الذي ذكرت, كان إنما جحد تعالى ذكره, أن تكون لهم الخيرة فيما مضى قبل نـزول هذه الآية, فأما فيما يستقبلونه فلهم الخيرة, لأن قول القائل: ما كان لك هذا, لا شكّ إنما هو خبر عن أنه لم يكن له ذلك فيما مضى. وقد يجوز أن يكون له فيما يستقبل, وذلك من الكلام لا شكّ خلف. لأن ما لم يكن للخلق من ذلك قديما, فليس ذلك لهم أبدا. وبعد, لو أريد ذلك المعنى, لكان الكلام: فليس. وقيل: وربك يخلق ما يشاء ويختار, ليس لهم الخيرة, ليكون نفيا عن أن يكون ذلك لهم فيما قبل وفيما بعد.
والثاني: أن كتاب الله أبين البيان, وأوضح الكلام, ومحال أن يوجد فيه شيء غير مفهوم المعنى, وغير جائز في الكلام أن يقال ابتداء: ما كان لفلان الخيرة, ولما يتقدم قبل ذلك كلام يقتضي ذلك; فكذلك قوله: ( وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) ولم يتقدم قبله من الله تعالى ذكره خبر عن أحد, أنه ادعى أنه كان له الخيرة, فيقال له: ما كان لك الخيرة, وإنما جرى قبله الخبر عما هو صائر إليه أمر من تاب من شركه, وآمن وعمل صالحا, وأتبع ذلك جلّ ثناؤه الخبر عن سبب إيمان من آمن وعمل صالحا منهم, وأن ذلك إنما هو لاختياره إياه للإيمان, وللسابق من علمه فيه اهتدى. ويزيد ما قلنا من ذلك إبانة قوله: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ فأخبر أنه يعلم من عباده السرائر والظواهر, ويصطفى لنفسه ويختار لطاعته من قد علم منه السريرة الصالحة, والعلانية الرضية.
والثالث: أن معنى الخيرة في هذا الموضع: إنما هو الخيرة, وهو الشيء الذي يختار من البهائم والأنعام والرجال والنساء, يقال منه: أُعطي الخِيَرة والخَيْرة, مثل الطِّيرة والطّيْرة, وليس بالاختيار, وإذا كانت الخيرة ما وصفنا, فمعلوم أن من أجود الكلام أن يقال: وربك يخلق ما يشاء, ويختار ما يشاء, لم يكن لهم خير بهيمة أو خير طعام, أو خير رجل أو امرأة.
فإن قال: فهل يجوز أن تكون بمعنى المصدر؟ قيل: لا وذلك أنها إذا كانت مصدرا كان معنى الكلام: وربك يخلق ما يشاء ويختار كون الخيرة لهم. إذا كان ذلك معناه, وجب ألا تكن الشرار لهم من البهائم والأنعام; إذا لم يكن لهم شرار ذلك وجب ألا يكون لها مالك, وذلك ما لا يخفى خطؤه, لأن لخيارها ولشرارها أربابا يملكونها بتمليك الله إياهم ذلك, وفي كون ذلك كذلك فساد توجيه ذلك إلى معنى المصدر.
وقوله:سبحانه وتعالى: ( عَمَّا يُشْرِكُونَ ) يقول تعالى ذكره تنـزيها لله وتبرئة له, وعلوا عما أضاف إليه المشركون من الشرك, وما تخرّصوه من الكذب والباطل عليه.
وتأويل الكلام: سبحان الله وتعالى عن شركهم. وقد كان بعض أهل العربية يوجهه إلى أنه بمعنى: وتعالى عن الذي يشركون به.
------------------------
الهوامش:
(2) البيت من شعر عنترة بن عمرو بن شداد العبسي (مختار الشعر الجاهلي، بشرح مصطفى السقا، طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ص 394) والرواية فيه رواية المفضل التي أشار إليها المؤلف:
أَمِــنْ سُـهَيَّةَ دَمْـعُ الْعَيْـنِ تَـذْرِيفُ
لَـوْ كَـانَ مِنـكِ قَبْـلَ الْيَومِ مَعْرُوفُ
قال شارحه: سهية، وقيل سمية: امرأة أبيه. روى صاحب الأغاني بسنده عن علي بن سليمان الأخفش الأصغر قال: أخبرنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، عن محمد بن حبيب، قال أبو سعيد: وذكر ذلك أبو عمرو الشيباني، قالا: كان عنترة قبل أن يدعيه أبوه، حرشت عليه امرأة أبيه. وقالت إنه... عن نفسي، فغضب من ذلك شداد (شداد أبوه في بعض الروايات) غضبًا شديدًا. وضربه ضربًا مبرحًا، وضربه بالسيف، فوقعت عليه امرأة أبيه، وكفته عنه، فلما رأت ما به من الجراح بكت، وقوله "مذروف": من ذرفت عليه عينه تذرف ذريفًا، وذرفانًا: وهو قطر يكاد يتصل. وقوله "لو أن ذا منك قبل اليوم معروف": أي قد أنكرت هذا الحنو والإشفاق منك؛ لأنه لو كان معروفًا قبل ذلك لم ينكره اه. وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت. أما على رواية المؤلف، وهي التي نقلها الفراء عن القاسم بن معن القاضي، فإنه جعل قوله "لو كان ذا منك قبل اليوم معروف" برفع معروف على أنه خبر بعد الصفة. أي الجار والمجرور "منك"، التي هي خبر عن ذا، قال: "لأن العرب تجعل لحروف الصفات إذا جاءت الأخبار بعدها أخبارًا، كفعلها بالأسماء إذا جاءت بعدها أخبارها"... ثم أنشد البيت وقال: "فرفع معروفًا بحرف الصفة وهو لا شك خبر لذا" اه. قلت: وكأن مراده أن حرف الصفة موضوع موضع ضمير مبتدأ، ومعروف: خبره، وكأنه قال: لو كان ذا هو معروف أو نحو ذلك. وفي هذا التعبير من التعسف ما فيه. ولو قال إن "معروف" خبر عن مبتدأ محذوف تقديره: هو منك معروف، والجملة خبر كان، لكان أوضح تعبيرًا ولم أجد البيت ولا توجيه إعرابه في معاني القرآن للفراء.
(3) البيتان لعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي شاعر الغزل زمن بني أمية، كما قال المؤلف. ومكلف: من الكلف بالشيء وهو الحب والولوع بالشيء، كلف بالشيء كلفًا فهو كلف ومكلف: لهج به. وثلاث أي جوار أو نساء. والدمى: جمع دمية، وهي التمثال من العاج أو الرخام أو نحوهما. والكاعب: الفتاة التي تكعب ثديها وبرر والمسلف: قال في (اللسان: سلف): المسلف من النساء: النصف. وقيل: هي التي بلغت خمسًا وأربعين ونحوها، وهو وصف خص به الإناث، قال عمر بن أبي ربيعة "فيها ثلاث..." إلخ البيت: ومحل الشاهد في البيت أن قوله: مكلف بالرفع على أنه خبر، لأنه وقع بعد حرف الجر الذي وضع موضع المبتدأ، كأنه قال: أجيبي عاشقًا هو مكلف. وهو في معنى الشاهد الذي قبله من قول عنترة "لو كان ذا منك قبل اليوم معروف". اه.
- ابن عاشور : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)
{ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخيرة سبحان }
هذا من تمام الاعتراض وهي جملة { فأما من تاب وءامن وعمل صالحاً } [ القصص : 67 ] وظاهر عطفه على ما قبله أن معناه آيل إلى التفويض إلى حكمة الله تعالى في خلق قلوب منفتحة للاهتداء ولو بمراحل ، وقلوب غير منفتحة له فهي قاسية صماء ، وأنه الذي اختار فريقاً على فريق . وفي «أسباب النزول» للواحدي «قال أهل التفسير نزلت جواباً للوليد بن المغيرة حين قال فيما أخبر الله عنه { وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] اه . يعنون بذلك الوليد بن المغيرة من أهل مكة وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف . وهما المراد بالقريتين . وتبعه الزمخشري وابن عطية . فإذا كان كذلك كان اتصال معناها بقوله { ماذا أجبتم المرسلين } [ القصص : 65 ] ، فإن قولهم { لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } هو من جملة ما أجابوا به دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والمعنى : أن الله يخلق ما يشاء من خلقه من البشر وغيرهم ويختار من بين مخلوقاته لما يشاء مما يصلح له جنس ما منه الاختيار ، ومن ذلك اختياره للرسالة من يشاء إرساله ، وهذا في معنى قوله { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } [ الأنعام : 124 ] ، وأن ليس ذلك لاختيار الناس ورغباتهم؛ والوجهان لا يتزاحمان .
والمقصود من الكلام هو قوله { ويختار } فذكر { يخلق ما يشاء } إيماء إلى أنه أعلم بمخلوقاته .
وتقديم المسند إليه على خبره الفعلي يفيد القصر في هذا المقام إن لوحظ سبب النزول أي ربك وحده لا أنتم تختارون من يرسل إليكم .
وجوز أن يكون { ما } من قوله { ما كان لهم الخيرة } موصولة مفعولاً لفعل { يختار } وأن عائد الموصول مجرور ب ( في ) محذوفين . والتقدير : ويختار ما لهم فيه الخير ، أي يختار لهم من الرسل ما يعلم أنه صالح بهم لا ما يشتهونه من رجالهم .
وجملة { ما كان لهم الخيرة } استئناف مؤكد لمعنى القصر لئلا يتوهم أن الجملة قبله مفيدة مجرد التقوي . وصيغة { ما كان } تدل على نفي للكون يفيد أشد مما يفيد لو قيل : ما لهم الخيرة ، كما تقدم في قوله تعالى { وما كان ربك نسيَّاً } في سورة مريم ( 64 ) .
والابتداء بقوله { وربك يخلق ما يشاء } تمهيد للمقصود وهو قوله { ويختار ما كان لهم الخيرة } أي كما أن الخلق من خصائصه فكذلك الاختيار .
و { الخيرة } بكسر الخاء وفتح التحتية : اسم لمصدر الاختيار مثل الطيرة اسم لمصدر التطير . قال ابن الأثير : ولا نظير لهما . وفي «اللسان» ما يوهم أن نظيرهما : سبي طيبة ، إذا لم يكن فيه غدر ولا نقض عهد . ويحتمل أنه أراد التنظير في الزنة لا في المعنى ، لأنها زنة نادرة .
واللام في { لهم } للملك ، أي ما كانوا يملكون اختياراً في المخلوقات حتى يقولوا { لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] . ونفي الملك عنهم مقابل لقوله { ما يشاء } لأن { ما يشاء } يفيد معنى ملك الاختيار .
وفي ذكر الله تعالى بعنوان كونه رباً للنبيء صلى الله عليه وسلم إشارة إلى أنه اختاره لأنه ربه وخالقه فهو قد علم استعداده لقبول رسالته .
{ لَهُمُ الخيرة سبحان الله وتعالى } .
استئناف ابتدائي لإنشاء تنزيه الله وعلوه على طريقة الثناء عليه بتنزهه عن كل نقص وهي معترضة بين المتعاطفين . و { سبحان } مصدر نائب مناب فعله كما تقدم في قوله { قالوا سبحانك لا علم لنا } في سورة البقرة ( 32 ) . وأضيف { سبحان } إلى اسمه العلم دون أن يقال : وسبحانه ، بعد أن قال { وربك يعلم } [ القصص : 69 ] لأن اسم الجلالة مختص به تعالى وهو مستحق للتنزيه بذاته لأن استحقاق جميع المحامد مما تضمنه اسم الجلالة في أصل معناه قبل نقله إلى العلمية .
والمجرور يتنازعه كلا الفعلين . ووجه تقييد التنزيه والترفيع ب ( ما يشركون ) أنه لم يجترىء أحد أن يصف الله تعالى بما لا يليق به ويستحيل عليه إلا أهل الشرك بزعمهم أن ما نسبوه إلى الله إنما هو كمال مثل اتخاذ الولد أو هو مما أنبأهم الله به ، و { إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها } [ الأعراف : 28 ] . وزعموا أن الآلهة شفعاؤهم عند الله . وقالوا في التلبية : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك . وأما ما عدا ذلك فهم معترفون بالكمال لله ، قال تعالى { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } [ لقمان : 25 ] . و { ما } مصدرية أي سبحانه وتعالى عن إشراكهم .
- إعراب القرآن : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
«وَرَبُّكَ» الواو حرف استئناف ومبتدأ «يَخْلُقُ» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر المبتدأ «ما» مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة ما «وَيَخْتارُ» معطوف على يخلق. «ما» نافية «كانَ» ماض ناقص «لَهُمُ» متعلقان بمحذوف خبره المقدم «الْخِيَرَةُ» اسمه المؤخر والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. «سُبْحانَ» مفعول مطلق لفعل محذوف «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَتَعالى » الواو حرف عطف وماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «عَمَّا» متعلقان بالفعل «يُشْرِكُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة ما.
- English - Sahih International : And your Lord creates what He wills and chooses; not for them was the choice Exalted is Allah and high above what they associate with Him
- English - Tafheem -Maududi : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ(28:68) Your Lord creates whatever He wills; and chooses (for His work whomever He pleases). To choose is not for them. *90 Allah is Pure and Exalted far above the shirk that these people commit.
- Français - Hamidullah : Ton Seigneur crée ce qu'Il veut et Il choisit; il ne leur a jamais appartenu de choisir Gloire à Allah Il transcende ce qu'ils associent à Lui
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und dein Herr erschafft was Er will und wählt Ihnen aber steht es nicht zu zu wählen Preis sei Allah Erhaben ist Er über das was sie Ihm beigesellen
- Spanish - Cortes : Tu Señor crea y elige lo que quiere El elegir no les incumbe ¡Gloria a Alá ¡Está por encima de lo que Le asocian
- Português - El Hayek : Teu Senho cria e escolhe da maneira que melhor Lhe apraz ao passo que eles não têm faculdade de escolha Glorificadoseja Deus de tudo quanto Lhe associam
- Россию - Кулиев : Твой Господь создает что пожелает и избирает но у них нет выбора Аллах пречист и превыше тех кого они приобщают в сотоварищи
- Кулиев -ас-Саади : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
Твой Господь создает, что пожелает, и избирает, но у них нет выбора. Аллах пречист и превыше тех, кого они приобщают в сотоварищи!Всевышний поведал о том, что только Он один является творцом всего сущего. Его воля непременно исполняется, и только Он принимает решения. Люди, законы, эпохи, страны - все подчинено Его божественной воле. Ни одна душа не распоряжается происходящими во Вселенной явлениями, и ни одна душа не может сделать выбор вопреки выбору своего Господа. Пречист Аллах! Он не нуждается в сотоварищах, помощниках, заместителях, детях или супругах. Он также не нуждается в остальных атрибутах, которые приписывают Ему многобожники.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbin dilediğini yaratır ve seçer; onlar için seçim hakkı yoktur Allah onların koştukları ortaklardan münezzehtir yücedir
- Italiano - Piccardo : Il tuo Signore crea ciò che vuole e sceglie [ciò che vuole]; a loro invece non appartiene la scelta Gloria ad Allah Egli è ben più alto di quello che Gli associano
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر پهروهردگاری تۆیه ههر چیهكی بوێت دروستی دهكات و ههڵی دهبژێرێت خاڵكی ئهو دهسهڵاتهیان نیهوسهرپشك نهكراون پاكی و بێگهردی و بڵندی بۆ خوایه له بهرامبهر ئهو شتانهوه نهفامان دهیكهنه شهریك و هاوهڵ
- اردو - جالندربرى : اور تمہارا پروردگار جو چاہتا ہے پیدا کرتا ہے اور جسے چاہتا ہے برگزیدہ کرلیتا ہے۔ ان کو اس کا اختیار نہیں ہے۔ یہ جو شرک کرتے ہیں خدا اس سے پاک وبالاتر ہے
- Bosanski - Korkut : Gospodar tvoj stvara šta hoće i On odabira Oni nemaju pravo birati Hvaljen neka je Allah i vrlo visoko iznad onih koje s Njim izjednačuju
- Swedish - Bernström : DIN Herre skapar vad Han vill och Han väljer för [människorna] det bästa Stor är Gud i Sin härlighet höjd högt över allt vad de sätter vid Hans sida
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Tuhanmu menciptakan apa yang Dia kehendaki dan memilihnya Sekalikali tidak ada pilihan bagi mereka Maha Suci Allah dan Maha Tinggi dari apa yang mereka persekutukan dengan Dia
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
(Dan Rabbmu menciptakan apa saja yang dikehendaki-Nya dan memilih) apa yang dikehendaki-Nya. (Sekali-kali tidak ada bagi mereka) yakni bagi orang-orang musyrik (pilihan) maksudnya mereka tidak mempunyai pilihan apa-apa. (Maha Suci Allah dan Maha Tinggi dari apa yang mereka persekutukan) dari kemusyrikan mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনার পালনকর্তা যা ইচ্ছা সৃষ্টি করেন এবং পছন্দ করেন। তাদের কোন ক্ষমতা নেই। আল্লাহ পবিত্র এবং তারা যাকে শরীক করে তা থেকে উর্ধ্বে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் உம்முடைய இறைவன் தான் நாடியதைப் படைக்கிறான்; தூதராகத் தான் நாடியோரைத் தேர்ந்தெடுத்துக் கொள்கிறான் எனவே இத்தகு தேர்ந்தெடுத்தல் இவர்களுக்கு உரிமையுடையதல்ல அல்லாஹ் மிகத் தூய்மையானவன்; இவர்கள் இணை வைப்பதை விட்டும் அவன் மிகவும் உயர்ந்தவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพระเจ้าของเจ้าทรงสร้างสิ่งที่พระองค์ทรงประสงค์และทรงเลือก สำหรับพวกเขาไม่มีสิทธิ์ในการเลือก มหาบริสุทธิ์ยิ่งแด่อัลลอฮ์ และพระองค์ทรงสูงส่งจากสิ่งที่พวกเขาตั้งภาคี
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Роббинг хоҳлаганини яратиб хоҳлаганини ихтиёр қилур Уларда ихтиёр ҳаққи йўқдир Улар ширк келтираётган нарсалардан Аллоҳ пок ва юксакдир
- 中国语文 - Ma Jian : 你的主,创造他所意欲的,选择他所意欲的,他们没有选择的权利。赞颂真主,超绝万物,他超乎他们所用来配他的。
- Melayu - Basmeih : Dan Tuhanmu menciptakan apa yang dirancangkan berlakunya dan Dia lah juga yang memilih satusatu dari makhlukNya untuk sesuatu tugas atau keutamaan dan kemuliaan; tidaklah layak dan tidaklah berhak bagi sesiapapun memilih selain dari pilihan Allah Maha Suci Allah dan Maha Tinggilah keadaanNya dari apa yang mereka sekutukan denganNya
- Somali - Abduh : Eebahaa wuxuu Abuuraa wuxuu Doono oo Doorto Doorasho ma Leh Iyagu Dadku waa ka Nasahanyahay Eebe waana ka Sarreeyaa waxay la Wadaajin
- Hausa - Gumi : Kuma Ubangijinka Yanã halitta abin da Yake so kuma Yake zãɓi Zãɓi bai kasance a gare su ba Tsarki ya tabbata ga Allah kuma Allah Ya ɗaukaka daga barin abin da suke yi na shirka
- Swahili - Al-Barwani : Na Mola wako Mlezi huumba na huteuwa atakavyo Viumbe hawana khiari Mwenyezi Mungu ametukuka na ametakasika na hao wanao washirikisha naye
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Zoti yt krijon ç’të dojë dhe Ai zgjedh; e ata adhuruesit e idhujve nuk mund të zgjedhin Qoftë i falenderuar Perëndia dhe larg nga ato që i përshkruhen Atij për shok
- فارسى - آیتی : پروردگار تو هر چه را كه بخواهد مىآفريند و برمىگزيند. ولى ايشان را توان اختيار نيست. منزه است خدا و از هر چه برايش شريك مىسازند برتر است.
- tajeki - Оятӣ : Парвардигори ту ҳар чиро, ки бихоҳад, меофаринад ва меихтиёрад. Вале онҳоро тавони ихтиёр нест. Пок аст Худо ва аз ҳар чӣ барояш шарик месозанд ва бартар аст.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ (مەخلۇقاتىدىن) خالىغىنىنى يارىتىدۇ، خالىغان ئادەمنى (پەيغەمبەرلىككە) تاللايدۇ، تاللاش ھوقوقى ئۇلاردا ئەمەس، اﷲ پاكتۇر، ئۇلارنىڭ شېرىك كەلتۈرگەنلىرىدىن ئۈستۈندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിന്റെ നാഥന് താനിച്ഛിക്കുന്നത് സൃഷ്ടിക്കുന്നു. താനിച്ഛിക്കുന്നവരെ തെരഞ്ഞെടുക്കുന്നു. മനുഷ്യര്ക്ക് ഈ തെരഞ്ഞെടുപ്പിലൊരു പങ്കുമില്ല. അല്ലാഹു ഏറെ പരിശുദ്ധനാണ്. അവര് പങ്കുചേര്ക്കുന്നവയ്ക്കെല്ലാം അതീതനും.
- عربى - التفسير الميسر : وربك يخلق ما يشاء ان يخلقه ويصطفي لولايته من يشاء من خلقه وليس لاحد من الامر والاختيار شيء وانما ذلك لله وحده سبحانه تعالى وتنزه عن شركهم
*90) This, in fact, is a refutation of shirk. Allah objects to the setting up of countless gods froth among His creatures by the mushriks and assigning to them from themselves of attributes and ranks and offices, and says: "We Ourselves bless with whatever attributes, capabilities and powers whomever We like from among the men, angels, jinns and other servants whom We have created, and employ whomever We will for whatever service We will. But, how and wherefrom have the mushriks got the authority that they should make whomever they like from among My servants remover of hardships, bestower of treasures and answerer of prayers? That they should make someone the lord of rain, another the giver of jobs and children, still another bestower of health and ill-health? That they should look upon whomever they please as the ruler of a part of My Kingdom and assign to him whichever of My powers they like? Whether it is an angel or a jinn, or a prophet, or saint, or anybody else, he has been created by Us Whatever excellences he has, have been granted by Us, and whatever service We willed to take from him, We have taken. Therefore, the selection. of someone for a particular service does not mean that he should be raised from the position of a servant to godhead and worshipped instead of God, invoked for help, prayed to for fulfilment of needs, taken as maker or destroyer of destinies and possessor of divine; attributes and powers.