- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِىَ فِى ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ وَلَئِن جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِى صُدُورِ ٱلْعَٰلَمِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم ۚ أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين
- عربى - التفسير الميسر : ومن الناس من يقول: آمنا بالله، فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم، كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذيَّة منه، فارتدَّ عن إيمانه، ولئن جاء نصر من ربك -أيها الرسول- لأهل الإيمان به ليقولَنَّ هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إنَّا كنا معكم -أيها المؤمنون- ننصركم على أعدائكم، أوليس الله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟
- السعدى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
لما ذكر تعالى أنه لا بد أن يمتحن من ادَّعى الإيمان، ليظهر الصادق من الكاذب، بيَّن تعالى أن من الناس فريقا لا صبر لهم على المحن، ولا ثبات لهم على بعض الزلازل فقال: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ } بضرب، أو أخذ مال، أو تعيير، ليرتد عن دينه، وليراجع الباطل، { جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ } أي: يجعلها صادَّة له عن الإيمان والثبات عليه، كما أن العذاب صادٌّ عما هو سببه.
{ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } لأنه موافق للهوى، فهذا الصنف من الناس من الذين قال اللّه فيهم: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }
{ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } حيث أخبركم بهذا الفريق، الذي حاله كما وصف لكم، فتعرفون بذلك كمال علمه وسعة حكمته.
- الوسيط لطنطاوي : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
ثم يرسم القرآن الكريم بعد ذلك صورة واضحة لأصحاب القلوب المريضة ، والنفوس الضعيفة ، ويحكى جانبا من أقوالهم الفاسدة ، ودعاواهم الكاذبة فيقول : ( وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ . . . عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) .
وقوله - سبحانه - : ( وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ آمَنَّا بالله . . . ) بيان لحال قوم ضعف إيمانهم ، واضطراب يقينهم ، بعد بيان حال المؤمنين الصادقين فى قوله : ( والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصالحين ) قال القرطبى : قوله - تعالى - : ( وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ آمَنَّا بالله . . . ) قال مجاهد : نزلت فى ناس من المنافقين بمكة ، كانوا يؤمنون ، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك ، وقال عكرمة : كان قوم قد أسلموا فأكرههم المشركون على الخروج إلى در ، فقُتل بعضهم .
والمعنى : ( وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ ) بلسانه دون أن يواطئ هذا القول قلبه ( آمَنَّا بالله ) .
وقوله ( فَإِذَآ أُوذِيَ فِي الله جَعَلَ فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ الله ) بيان لحال هذا البعض من الناس عندما تنزل بهم المصائب والنكبات .
أى : فإذا أوذى هذا البعض - بعد قوله آمنا بالله - من أجل هذا القول ومن أجل تركه الدين الباطل ، ودخوله فى الدين الحق ( جَعَلَ فِتْنَةَ الناس ) له أى جعل عذابهم له ، وإيذاءهم إياه ( كَعَذَابِ الله ) أى بمنزلة عذاب الله فى الشدة والألم ، فيترتب على ذلك أن يتزلزل إيمانه ، ويضعف يقينه ، بل ربما رجع إلى الكفر بعد الإِيمان .
وفى جعل هذا البعض ( فِتْنَةَ الناس كَعَذَابِ الله ) دليل واضح على ضعف إيمانه ، وفساد تفكيره ، لأن عذابا لناس له دافع ، أما اعذاب الله فلا دافع له ، ولأن عذاب الناس لا يترتب عليه ثواب عظيم ، أما عذاب الله فهو بسبب غضب الله - سبحانه - على من عصاه ، ولأن عذاب الناس معروف أمده ونهايته أما عذاب الله فلا يعرف أحد مداه أو نهايته .
ثم بين - سبحانه - حال هذا الفريق إذا ما مَنَّ الله - تعالى - على المؤمنين الصادقين بنصر ، فقال : ( وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ) .
والضمير فى قوله : ( لَيَقُولُنَّ ) بضم اللام يعود إلى ( مَن ) فى قوله : ( مَن يِقُولُ ) . باعتبار معناها ، كما أن إفراد الضمائر العائدة إليها باعتبار لفظها ، أى : هكذا حال ضعاف الإِيمان ، عند الشدائد يساوون عذاب الناس بعذاب الله ، ولا يثبتون على إيمانهم أما إذا جاءكم النصر - أيها الرسول الكريم - فإن هؤلاء الضعاف فى إيمانهم ، يقولون بكل ثقة وتأكيد : إنا كنا معكم مشايعين ومؤيدين ، ونحن إنما أُكرهنا على ما قلنا ، وما دام الأمر كذلك فأشركوننا معكم فيما ترتب على النصر من مغانم وخيرات .
وقوله - سبحانه - : ( أَوَ لَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العالمين ) رد عليهم فى دعواهم الإِيمان ، وفى قولهم للمؤمنين : ( إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ) والاستفهام لإِنكار ما زعموه ، ولتقدير علم الله - تعالى - الشامل للسر والعلانية .
أى : إن الله - تعالى - عالم بما فى صدور العالمين جميعا من خير وشر ، وإيمان وكفر .
- البغوى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
قوله تعالى : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ) أصابه بلاء من الناس افتتن ( جعل فتنة الناس كعذاب الله ) أي : جعل أذى الناس وعذابهم كعذاب الله في الآخرة . أي : جزع من عذاب الناس ولم يصبر عليه ، فأطاع الناس كما يطيع الله من يخاف عذابه ، هذا قول السدي وابن زيد ، قالا هو المنافق إذا أوذي في الله رجع عن الدين وكفر . ( ولئن جاء نصر من ربك ) أي : فتح ودولة للمؤمنين ) ( ليقولن ) يعني : هؤلاء المنافقين للمؤمنين : ( إنا كنا معكم ) على عدوكم وكنا مسلمين وإنما أكرهنا حتى قلنا ما قلنا ، فكذبهم الله وقال : ( أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين ) من الإيمان والنفاق .
- ابن كثير : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
يقول تعالى مخبرا عن صفات قوم من [ المكذبين ] الذين يدعون الإيمان بألسنتهم ، ولم يثبت الإيمان في قلوبهم ، بأنهم إذا جاءتهم فتنة ومحنة في الدنيا ، اعتقدوا أن هذا من نقمة الله تعالى بهم ، فارتدوا عن الإسلام ; ولهذا قال : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) .
قال ابن عباس : يعني فتنته أن يرتد عن دينه إذا أوذي في الله . وكذا قال غيره من علماء السلف . وهذه الآية كقوله تعالى : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ) [ الحج : 11 ] .
ثم قال : ( ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم ) أي : ولئن جاء نصر قريب من ربك - يا محمد - وفتح ومغانم ، ليقولن هؤلاء لكم : إنا كنا معكم ، أي [ كنا ] إخوانكم في الدين ، كما قال تعالى : ( الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين ) [ النساء : 141 ] ، وقال تعالى : ( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) [ المائدة : 52 ] .
وقال تعالى مخبرا عنهم هاهنا : ( ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم ) ، ثم قال تعالى : ( أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين ) أي : أوليس الله بأعلم بما في قلوبهم ، وما تكنه ضمائرهم ، وإن أظهروا لكم الموافقة ؟
- القرطبى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
قوله تعالى : ومن الناس من يقول آمنا بالله الآية . نزلت في المنافقين كانوا يقولون آمنا بالله . وقال مجاهد : نزلت في ناس كانوا يؤمنون بألسنتهم ، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا . وقال الضحاك : نزلت في ناس من المنافقين بمكة ، كانوا يؤمنون فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك . وقال عكرمة : كان قوم قد أسلموا فأكرههم المشركون على الخروج معهم إلى بدر فقتل بعضهم فأنزل الله : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فكتب بها المسلمون من المدينة إلى المسلمين بمكة فخرجوا فلحقهم المشركون فافتتن بعضهم فنزلت هذه الآية فيهم . وقيل : نزلت في عياش بن أبي ربيعة ; أسلم وهاجر ثم أوذي وضرب فارتد وإنما عذبه أبو جهل والحارث وكانا أخويه لأمه قال ابن عباس : ثم عاش بعد ذلك بدهر وحسن إسلامه .
- الطبرى : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)
يقول تعالى ذكره: ومن الناس من يقول: أقررنا بالله فوحَّدناه، فإذَا آذاه المشركون في إقراره بالله، جعل فتنة الناس إياه في الدنيا، كعذاب الله في الآخرة، فارتدّ عن إيمانه بالله، راجعا على الكفر به ( وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ ) يا محمد أهل الإيمان به (لَيَقُولُنَّ) هؤلاء المرتدّون عن إيمانهم، الجاعلون فتنة الناس كعذاب الله (إنَّا كُنَّا) أيها المؤمنون (مَعَكُمْ) ننصركم على أعدائكم، كذبا وإفكا، يقول الله: ( أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ ) أيها القوم من كلّ أحد ( بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ) جميع خلقه، القائلين آمنا بالله وغَيرِهم، فإذا أُوذِي في الله ارتد عن دين الله فكيف يخادع من كان لا يخفى عليه خافية، ولا يستتر عنه سرا ولا علانية.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ) قال: فتنته أن يرتدّ عن دين الله إذا أوذي في الله.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ...) إلى قوله: وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ قال: أناس يؤمنون بألسنتهم، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا، فجعلوا ذلك في الدنيا كعذاب الله في الآخرة.
حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: قوله: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ ...) الآية، نـزلت في ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون، فإذا أوذوا وأصابهم بلاء من المشركين، رجعوا إلى الكفر مخافة من يؤذيهم، وجعلوا أذى الناس في الدنيا كعذاب الله.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد، في قول الله: ( فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ) قال: هو المنافق إذا أوذي في الله رجع عن الدين وكفر، وجعل فتنة الناس كعذاب الله.
وذُكر أن هذه الآية نـزلت في قوم من أهل الإيمان كانوا بمكة، فخرجوا مهاجرين، فأدركوا وأُخذوا فأعطوا المشركين لما نالهم أذاهم ما أرادوا منهم.
* ذكر الخبر بذلك:
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا، وكانوا يستخفون بإسلامهم، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا، فاستغفروا لهم، فنـزلت إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ... إلى آخر الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية أن لا عذر لهم، فخرجوا. فلحقهم المشركون، فأعطوهم الفتنة، فنـزلت فيهم هذه الآية ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ...) إلى آخر الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فخرجوا وأيسوا من كلّ خير، ثم نـزلت فيهم ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا، فأدركهم المشركون، فقاتلوهم، حتى نجا من نجا، وقُتل من قُتل.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ ...) إلى قوله: وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ قال: هذه الآيات أنـزلت فِي القوم الذين ردّهم المشركون إلى مكة، وهذه الآيات العشر مدنية إلى ههنا وسائرها مكي.
- ابن عاشور : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)
هذا فريق من الذين أسلموا بمكة كان حالهم في علاقاتهم مع المشركين حال من لا يصبر على الأذى فإذا لحقهم أذى رجعوا إلى الشرك بقلوبهم وكتموا ذلك عن المسلمين فكانوا منافقين فأنزل الله فيهم هذه الآية قبل الهجرة ، قاله الضحاك وجابر بن زيد . وقد تقدم في آخر سورة النحل أن من هؤلاء الحارث بن ربيعة بن الأسود ، وأبا قيس بن الوليد ابن المغيرة ، وعلي بن أمية بن خلف ، والعاصي بن منبه بن الحجاج . فهؤلاء استنزلهم الشيطان فعادوا إلى الكفر بقلوبهم لضعف إيمانهم وكان ما لحقهم من الأذى سبباً لارتدادهم ولكنهم جعلوا يُظهرون للمسلمين أنهم معهم . ولعل هذا التظاهر كان بتمالؤ بينهم وبين المشركين فرضوا منهم بأن يختلطوا بالمسلمين ليأتوا المشركين بأخبار المسلمين : فعدهم الله منافقين وتوعدهم بهذه الآية .
وقد أومأ قوله تعالى { من يقول ءامنا بالله } إلى أن إيمان هؤلاء لم يرسخ في قلوبهم وأومأ قوله { جعل فتنة الناس كعذاب الله } إلى أن هذا الفريق معذبون بعذاب الله ، وأومأ قوله : { وليَعْلَمَنَّ الله الذين آمنوا وليعلمنّ المنافقين } [ العنكبوت : 11 ] إلى أنهم منافقون يبطنون الكفر ، فلا جرم أنهم من الفريق الذين قال الله تعالى فيهم { ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله } [ النحل : 106 ] ، وأنهم غير الفريق الذين استثنى الله تعالى بقوله { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } [ النحل : 106 ] . فليس بين هذه الآية وآيات أواخر سورة النحل اختلاف كما قد يتوهم من سكوت المفسرين عن بيان الأحكام المستنبطة من هذه الآية مع ذكرهم الأحكام المستنبطة من آيات سورة النحل .
وحرف الظرفية من قوله { أوذي في الله } مستعمل في معنى التعليل كاللام ، أي أوذي لأجل الله ، أي لأجل اتباع ما دعاه الله إليه .
وقوله { جعل فتنة الناس كعذاب الله } يريد جعلها مساوية لعذاب الله كما هو مقتضى أصل التشبيه ، فهؤلاء إن كانوا قد اعتقدوا البعث والجزاء فمعنى هذا الجعل : أنهم سووا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة كما هو ظاهر التشبيه فتوقوا فتنة الناس وأهملوا جانب عذاب الله فلم يكترثوا به إعمالاً لما هو عاجل ونبذاً للآجل وكان الأحق بهم أن يجعلوا عذاب الله أعظم من أذى الناس ، وإن كانوا نبذوا اعتقاد البعث تبعاً لنبذهم الإيمان ، فمعنى الجعل : أنهم جعلوه كعذاب الله عند المؤمنين الذين يؤمنون بالجزاء .
فالخبر من قوله { ومن الناس } إلى قوله { كعذاب الله } مكنى به عن الذم والاستحماق على كلا الاحتمالين وإن كان الذم متفاوتاً .
وبيّن الله تعالى نيتهم في إظهارهم الإسلام بأنهم جعلوا إظهار الإسلام عُدَّة لما يتوقع من نصر المسلمين بأخارة فيجدون أنفسهم متعرضين لفوائد ذلك النصر . وهذا يدل على أن هذه الآية نزلت بقرب الهجرة من مكة حين دخل الناس في الإسلام وكان أمره في ازدياد .
وتأكيد جملة الشرط في قوله { ولئن جاء نصر من ربك ليقولنّ } باللام الموطئة للقسم لتحقيق حصول الجواب عند حصول الشرط ، وهو يقتضي تحقيق وقوع الأمرين . ففيه وعد بأن الله تعالى ناصر المسلمين وأن المنافقين قائلون ذلك حينئذ ، ولعل ذلك حصل يوم فتح مكة فقال ذلك من كان حياً من هذا الفريق ، وهو قول يريدون به نيل رتبة السابقية في الإسلام . وذكر أهل التاريخ أن الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن ، وسهيل ابن عمرو ، وجماعة من وجوه العرب كانوا على باب عمر ينتظرون الإذن لهم ، وكان على الباب بلال وسلمان وعمار بن ياسر ، فخرج إذن عمر أن يدخل سلمان وبلال وعمار فتمعرت وجوه البقية فقال لهم سُهيل بن عمرو : «لِمَ تتمعر وجوهكم ، دعوا ودُعينا فأسرعوا وأبطأنا ولئن حسدتموهم على باب عمر لما أعد الله لهم في الجنة أكثر» .
وقوله { أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين } تذييل ، والواو اعتراضية ، والاستفهام إنكاري إنكاراً عليهم قولهم { ءامنا بالله } وقولهم { إنا كنا معكم } ، لأنهم قالوا قولهم ذلك ظناً منهم أن يروج كذبهم ونفاقهم على رسول الله ، فكان الإنكار عليهم متضمناً أنهم كاذبون في قوليهم المذكورين .
والخطاب موجه للنبيء صلى الله عليه وسلم لقصد إسماعهم هذا الخطاب فإنهم يحضرون مجالس النبي والمؤمنين ويستمعون ما ينزل من القرآن وما يتلى منه بعد نزوله ، فيشعرون أن الله مطلع على ضمائرهم .
ويجوز أن يكون الاستفهام تقريرياً وجه الله به الخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم في صورة التقرير بما أنعم الله به عليه من إنبائه بأحوال الملتبسين بالنفاق . وهذا الأسلوب شائع في الاستفهام التقريري وكثيراً ما يلتبس بالإنكاري ولا يُفرق بينهما إلا المقام ، أي فلا تصدق مقالهم .
والتفضيل في قوله { بأعلم } مراعى فيه علم بعض المسلمين ببعض ما في صدور هؤلاء المنافقين ممن أوتوا فراسة وصدق نظر . ولك أن تجعل اسم التفضيل مسلوب المفاضلة ، أي أليس الله عالماً علماً تفصيلياً لا تخفى عليه خافية .
- إعراب القرآن : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
«وَمِنَ النَّاسِ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم «مِنَ» اسم موصول مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة لا محل لها «يَقُولُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «آمَنَّا» ماض وفاعله «بِاللَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة مقول القول «فَإِذا» الفاء حرف عطف «إذا» ظرفية شرطية غير جازمة ، «أُوذِيَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر «فِي اللَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة «جَعَلَ» ماض فاعله مستتر «فِتْنَةَ النَّاسِ» مفعول به مضاف إلى الناس والناس مضاف إليه «كَعَذابِ» متعلقان بالفعل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة جواب الشرط لا محل لها «وَلَئِنْ» الواو حرف استئناف واللام موطئة للقسم وإن حرف شرط جازم «جاءَ نَصْرٌ» ماض وفاعله «مِنْ رَبِّكَ» متعلقان بنصر والجملة ابتدائية لا محل لها «لَيَقُولُنَّ» اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لكراهة توالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعله والنون للتوكيد والجملة جواب القسم لا محل لها «إِنَّا كُنَّا» إن واسمها وكان واسمها «مَعَكُمْ» ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كان والجملة الفعلية خبر إن وجملة إنا .. مقول القول. «أَوَلَيْسَ» الهمزة للاستفهام والواو استئنافية وماض ناقص «اللَّهِ» لفظ الجلالة اسمه «بِأَعْلَمَ» الباء حرف جر زائد «أعلم» مجرور لفظا بالباء منصوب محلا خبر ليس والجملة مستأنفة «بِما» متعلقان بأعلم «فِي صُدُورِ» متعلقان بمحذوف صلة ما «الْعالَمِينَ» مضاف إليه.
- English - Sahih International : And of the people are some who say "We believe in Allah" but when one [of them] is harmed for [the cause of] Allah they consider the trial of the people as [if it were] the punishment of Allah But if victory comes from your Lord they say "Indeed We were with you" Is not Allah most knowing of what is within the breasts of all creatures
- English - Tafheem -Maududi : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ(29:10) Among people there are some who say: *13 'We believe in Allah.' But when such a person is made to endure suffering in Allah's cause, he reckons the persecution he suffers at the hands of people as though it is a chastisement from Allah. *14 But if victory comes from your Lord, the same person will say 'We were with you.' *15 Does Allah not know whatever is in the hearts of the people of the world?
- Français - Hamidullah : Parmi les gens il en est qui disent Nous croyons en Allah puis si on les fait souffrir pour la cause d'Allah ils considèrent l'épreuve de la part des hommes comme un châtiment d'Allah Or s'il vient du secours de ton Seigneur ils diront certes Nous étions avec vous Allah n'est-Il pas le meilleur à savoir ce qu'il y a dans les poitrines de tout le monde
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und unter den Menschen gibt es manchen der sagt "Wir glauben an Allah" Wenn ihm aber um Allahs willen Leid zugefügt wird setzt er die Anfechtung durch die Menschen der Strafe Allahs gleich Wenn jedoch Hilfe von deinem Herrn kommt sagen sie ganz gewiß "Wir sind ja mit euch gewesen" Weiß Allah denn nicht besser Bescheid über das was'in den Brüsten der Weltenbewohner steckt
- Spanish - Cortes : Hay algunos que dicen ¡Creemos en Alá Pero en cuanto sufren algo por Alá toman la prueba a que los hombres les somenten como castigo de Alá Si en cambio tu Señor les auxilia seguro que dicen ¡Estábamos con vosotros ¿Es que Alá no sabe bien lo que hay en los pechos de la Humanidad
- Português - El Hayek : Entre os humanos há aqueles que dizem Cremos em Deus Porém quando são afligidos pela causa de Deus equiparam aopressão do homem ao castigo de Deus E quando lhes chega algum socorro da parte do teu Senhor dizem Em verdade estávamos convosco Acaso Deus não sabe melhor do que ninguém tudo quanto encerram os corações das criaturas
- Россию - Кулиев : Среди людей есть такие которые говорят Мы уверовали в Аллаха Но стоит им пострадать ради Аллаха как они сравнивают искушения наказание людей с мучениями от Аллаха Если же явится победа от твоего Господа то они непременно скажут Мы были вместе с вами Но разве Аллаху не лучше знать что таится в груди миров
- Кулиев -ас-Саади : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
Среди людей есть такие, которые говорят: «Мы уверовали в Аллаха». Но стоит им пострадать ради Аллаха, как они сравнивают искушения (наказание) людей с мучениями от Аллаха. Если же явится победа от твоего Господа, то они непременно скажут: «Мы были вместе с вами». Но разве Аллаху не лучше знать, что таится в груди миров?В предыдущих аятах Всевышний Господь поведал о том, что каждый человек проходит через испытание, благодаря которому правдивый верующий отличается от лжеца. Далее Всевышний Аллах поведал о том, что среди людей есть такие, которые не способны вынести тяжелые потрясения и стойко пройти через суровые испытания. Эти люди утверждают, что уверовали в Аллаха. Но если неверующие начинают подвергать их телесному наказанию, лишать имущества или бранить, призывая отвернуться от истинной религии, то они считают это испытание веской причиной для того, чтобы отречься от веры. Тем самым они приравнивают людское притеснение с наказанием Аллаха, которое действительно является веской причиной для того, чтобы отречься от грехов. Но если Всевышний Аллах одарит правоверных победой, эти маловеры непременно скажут, что они были вместе с правоверными. Они скажут так, потому что победа и триумф угодны их низменным устремлениям. Они относятся к той самой категории людей, о которой упоминается в следующем откровении: «Среди людей есть и такой, который поклоняется Аллаху, находясь на грани между верой и неверием. Если ему достается добро, то благодаря этому он чувствует себя уверенно; если же его постигает искушение, то он оборачивается вспять. Он теряет как этот мир, так и Последнюю жизнь. Это и есть очевидный убыток!» (22:11). Но разве Аллах не ведает о том, что кроется в сердцах Его творений? Он доподлинно сообщил вам о качествах этих людей, и это свидетельствует о совершенстве Его божественного знания и безграничности Его божественной мудрости.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnsanlardan "Allah'a inandık" diyenler vardır; ama Allah uğrunda bir ezaya uğratılınca insanların ezasını Allah'ın azabı gibi tutarlar Rabbinizden bir yardım gelecek olursa and olsun ki "Doğrusu biz sizinle beraberdik" derler Allah herkesin kalbinde olanları en iyi bilen değil midir
- Italiano - Piccardo : Fra gli uomini vi è chi dice “Noi crediamo in Allah”; ma non appena soffrono[per la causa di] Allah considerano la persecuzione degli uomini un castigo di Allah Quando giunge poi l'ausilio del loro Signore dicono “Noi eravamo con voi” Forse che Allah non conosce meglio cosa c'è nei petti delle creature
- كوردى - برهان محمد أمين : ههندێك لهخاڵكی ههن كه دهڵێن باوهڕمان بهخوا هێناوه جا كاتێك یهكێك لهوانه له بهر خواو له پێناوی خوادا تووشی ئازار و ناخۆشی كرا وادهزانێت سزاو ئهشكهنجهی خهڵكی وهك سزای خوا وایه وهك چۆن له دۆزهخدا پهشیمانه لێرهش بههۆی ئهشكهنجهی خهڵكیهوه له دینپهشیمان دهبێتهوه بهڕاستی ئهگهر پهروهردگارت سهركهوتنێكی بهخشی دوورووهكان بهگهرمی دهڵێن خۆ ئێمهش بێگومان هاوكارتان بووین مهگهر خوا خۆی نازانێت چی حهشاردراوه له دهروونی ههموو خهڵكیدا بهتایبهت له دڵی ئهو جۆره كهسانهدا
- اردو - جالندربرى : اور بعض لوگ ایسے ہیں جو کہتے ہیں کہ ہم خدا پر ایمان لائے جب ان کو خدا کے رستے میں کوئی ایذا پہنچتی ہے تو لوگوں کی ایذا کو یوں سمجھتے ہیں جیسے خدا کا عذاب۔ اگر تمہارے پروردگار کی طرف سے مدد پہنچے تو کہتے ہیں کہ ہم تمہارے ساتھ تھے۔ کیا جو اہل عالم کے سینوں میں ہے خدا اس سے واقف نہیں
- Bosanski - Korkut : Ima ljudi koji govore "Vjerujemo u Allaha" – a kad neki Allaha radi bude na muke stavljen on drži da je ljudsko mučenje isto što i Allahova kazna A ako pobjeda dođe od Gospodara tvoga sigurno će oni reći "Bili smo uz vas" A zar Allah ne zna dobro ono što je u grudima čijim
- Swedish - Bernström : BLAND människorna finns de som säger "Vi tror på Gud"; men när de lider orätt för sin tro ser de i människornas förföljelser ett Guds straff [och sviktar i tron]; men om din Herre ger [de troende] seger säger de helt säkert "[Kom ihåg att] vi stod på er sida" Skulle Gud inte veta vad Hans skapade varelser gömmer i sitt innersta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan di antara manusia ada orang yang berkata "Kami beriman kepada Allah" maka apabila ia disakiti karena ia beriman kepada Allah ia menganggap fitnah manusia itu sebagai azab Allah Dan sungguh jika datang pertolongan dari Tuhanmu mereka pasti akan berkata "Sesungguhnya kami adalah besertamu" Bukankah Allah lebih mengetahui apa yang ada dalam dada semua manusia
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ
(Di antara manusia ada orang yang berkata, "Kami beriman kepada Allah", maka apabila ia disakiti, -karena beriman- kepada Allah, ia menganggap fitnah manusia itu) yakni perlakuan mereka yang menyakitkan kepada dirinya (sebagai azab Allah) yaitu ketakutannya terhadap siksaan mereka disamakan seperti takut kepada azab Allah. Sehingga akhirnya dia mau menuruti kemauan mereka, lalu ia menjadi orang yang munafik. (Dan sungguh jika) huruf Lam pada lafal la in menunjukkan makna sumpah (datang pertolongan) kepada orang-orang Mukmin (dari Rabbmu) lalu orang-orang Mukmin memperoleh banyak ganimah (mereka pasti akan berkata) Lafal Layaqulunna dibuang daripadanya Nun alamat Rafa', karena jika dibiarkan, maka akan berturut-turutlah huruf Nun, sehingga jadilah Layaqulunna yang pada asalnya adalah Layaqulunanna, dan dibuang daripadanya Wawu Dhamir jamak bukan karena sebab bertemunya dua huruf yang disukunkan. ("Sesungguhnya kami adalah beserta kalian") dalam hal iman, karena itu maka ajaklah kami bersama-sama mendapat bagian ganimah itu. Maka Allah swt. berfirman (Bukankah Allah lebih mengetahui) yakni mengetahui (apa yang ada dalam dada semua manusia?) yakni apa yang ada di dalam hati mereka, apakah keimanan ataukah kemunafikan? Memang benar Allah lebih mengetahui.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কতক লোক বলে আমরা আল্লাহর উপর বিশ্বাস স্থাপন করেছি; কিন্তু আল্লাহর পথে যখন তারা নির্যাতিত হয় তখন তারা মানুষের নির্যাতনকে আল্লাহর আযাবের মত মনে করে। যখন আপনার পালনকর্তার কাছ থেকে কোন সাহায্য আসে তখন তারা বলতে থাকে আমরা তো তোমাদের সাথেই ছিলাম। বিশ্ববাসীর অন্তরে যা আছে আল্লাহ কি তা সম্যক অবগত নন
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் மனிதர்களில் சிலர் "நாங்கள் அல்லாஹ்வின் மீது நம்பிக்கைக் கொண்டுள்ளோம்" என்று சொல்கிறார்கள்; எனினும் அவர்களுக்கு அல்லாஹ்வின் பாதையில் துன்பம் உண்டானால் மனிதர்களால் ஏற்படும் அந்த இம்சையை அல்லாஹ்வின் வேதனைபோல் கருதி உம்மை விட்டும் நீங்கள் முனைந்து விடுகிறார்கள்; ஆனால் உம் இறைவனிடத்திலிருந்து உதவி வரும்போது "நிச்சயமாக நாங்கள் உங்களுடனே தான் இருந்தோம்" என்று கூறுகிறார்கள் அல்லாஹ் அகிலத்தாரின் இதயங்களில் இருப்பவற்றை நன்கறிந்தவனாக இல்லையா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และในหมู่มนุษย์นั้นมีผู้กล่าวว่า เราศรัทธาต่ออัลลอฮ์ ครั้นเมื่อเขาถูกทำร้ายในทางของอัลลอฮ์ เขาก็ถือเอาการทดสอบของมนุษย์ประหนึ่งการลงโทษของอัลลอฮ์ และเมื่อการช่วยเหลือจากพระเจ้าของเจ้ามาถึง แน่นอนพวกเขาจะกล่าวว่าแท้จริงเราจะร่วมกับพวกท่าน และมิใช่อัลลอฮ์เป็นผู้ทรงรู้ดียิ่งในสิ่งที่มีอยู่ในหัวอก ของประชาชาติทั้งหลายดอกหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва одамлардан Аллоҳга иймон келтирдик дейдиган сўнгра Аллоҳнинг йўлида озорланса одамларнинг фитнасини Аллоҳнинг азобидек қабул қиладиганлари ҳам бор Агар Роббинг томонидан нусрат келса улар албатта биз сиз билан бирга эдик дерлар Аллоҳ оламларнинг кўксиларидаги нарсаларни ўта билгувчи зот эмасми Бундай одамлар иймон калимасини айтсак бўлди ҳамма нарса ўзўзидан бўлаверади ҳеч қандай ёмонлик етмайди деб тасаввур қиладилар Одамларнинг фитнасини Аллоҳнинг азоби деб билади Чидай олмай турли ҳолатларга тушади ва иймондан қайтади
- 中国语文 - Ma Jian : 有些人说:我们已信真主了。当他们为真主而受迫害的时候,他们把众人的迫害当做真主的刑罚。如果援助从你们的主降临,他们必定说:我们确是与你们同在一起的。难道真主不是知道世人的胸襟的吗?
- Melayu - Basmeih : Dan ada sebahagian dari manusia yang berkata "Kami beriman kepada Allah"; kemudian apabila ia diganggu dan disakiti pada jalan Allah ia jadikan gangguan manusia itu seperti azab seksa Allah lalu ia taatkan manusia Dan jika datang pertolongan dari Tuhanmu memberi kemenangan kepadamu mereka sudah tentu akan berkata "Kami adalah sentiasa bersamasama kamu" Mengapa mereka berdusta Bukankah Allah lebih mengetahui akan apa yang terpendam dalam hati sekalian makhluk
- Somali - Abduh : Dadka waxaa ka mid ah ruux dhihi waxaan rumeynay Eebe markii lagu dhibo Eebe dartiisna kayeela imtixaamka Dadka dhibookda cadaabka Eebe oo kale hadday timaado Guul xagga Eebe ka ahaatay waxay dhahaan anagu waan idin lajiraa Eebe miyuusan ahayn kan og waxa laabta Dadka ku jira
- Hausa - Gumi : Kuma daga cikin mutãne akwai mai cẽwa 'Mun yi ĩmãni da Allah" sa'an nan idan aka cũce shi wajen aikin Allah sai ya sanya fitinar mutãne kamar azãbar Allah kuma lalle idan taimakon Ubangijinka ya zo haƙĩƙa ya kan ce "Lalle mũ mun kasance tãre da ku" shin Allah bai zama Mafi sani ba ga abin da ke a cikin ƙirãzan halittunSa
- Swahili - Al-Barwani : Na katika watu wapo wanao sema Tumemuamini Mwenyezi Mungu Lakini wanapo pewa maudhi kwa ajili ya Mwenyezi Mungu wanayafanya mateso ya watu kama ni adhabu ya Mwenyezi Mungu Na inapo kuja nusura kutoka kwa Mola wako Mlezi husema Hakika sisi tulikuwa pamoja nanyi Kwani Mwenyezi Mungu hayajui yaliomo vifuani mwa walimwengu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E ka disa njerëz që thonë “Na besojmë Perëndinë” E kur të sillet në shqetësim për Perëndinë ai e konsideron sprovimin e njeriut – ashtu si dënimin e Perëndisë E kur të vijë ndihma prej Zotit tënd ata me siguri – do të thonë “Na kemi qenë me ju” Vallë A nuk e di Perëndia më së miri se ç’ka në zemrat e çdokujt
- فارسى - آیتی : بعضى از مردم مىگويند: به خدا ايمان آوردهايم. و چون در راه خدا آزارى ببينند، آن آزار را چون عذاب خدا به شمار مىآورند. و چون از سوى پروردگار تو مددى رسد، مىگويند: ما نيز با شما بودهايم. آيا خدا به آنچه در دلهاى مردم جهان مىگذرد آگاهتر نيست؟
- tajeki - Оятӣ : Баъзе аз мардум мегӯянд: «Ба Худо имон овардаем. Ва чун дар роҳи Худо озоре бубинанд, он озорро чун азоби Худо ба шумор меоваранд. Ва чун аз сӯи Парвардигори ту мададе расад, мегӯянд: «Мо низ бо шумо будем». Оё Худо ба он чӣ дар дилҳои мардуми ҷаҳон мегузарад, огоҳтар нест?
- Uyghur - محمد صالح : بەزى كىشىلەر: «اﷲ قا ئىمان ئېيتتۇق» دەيدۇ، اﷲ نىڭ يولىدا بىرەر ئەزىيەت تارتسا، كىشىلەر تەرىپىدىن يەتكەن كۈلپەتنى اﷲ نىڭ ئازابى بىلەن ئوخشاش بىلىدۇ، ئەگەر پەرۋەردىگارىڭدىن مەدەت كەلسە: «بىز ھەقىقەتەن سىلەر بىلەن بىللە ئىدۇق» دەيدۇ. اﷲ جاھان ئەھلىنىڭ دىللىرىدىكىنى ھەممىدىن ئوبدان بىلمەمدۇ؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : രെങ്കിലും അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് പൊരുതുന്നുവെങ്കില് തന്റെ തന്നെ നന്മക്കുവേണ്ടിയാണ് അവനതു ചെയ്യുന്നത്. സംശയമില്ല; അല്ലാഹു ലോകരിലാരുടെയും ആശ്രയമാവശ്യമില്ലാത്തവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اذاه المشركون جزع من عذابهم واذاهم كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الاذيه منه فارتد عن ايمانه ولئن جاء نصر من ربك ايها الرسول لاهل الايمان به ليقولن هولاء المرتدون عن ايمانهم انا كنا معكم ايها المومنون ننصركم على اعدائكم اوليس الله باعلم من كل احد بما في صدور جميع خلقه
*13) Though the speaker is a single person, he uses the plural pronoun and says, "We have believed," Imam Razi has pointed out a subtle point in it. He says that the hypocrite always tries to be counted among the believers and mentions his faith as though he is also a true believe like others. His case is like that of a cowardly soldier who accompanies an army to the battlefield where the soldiers have fought well and put the enemyto rout. This cowardly person might have made no contribution at all, but when he returns home, he will say, "We put up a good fight and routed the enemy", as if he was one of the heroes of the battlefield.
*14) That is, "Just as one should desist from disbelief and sin due to fear of Allah's punishment, so did this man desist from faith and goodness due to fear of persecution by the people. When after belief he was confronted with threats and imprisonment and harsh treatment from the disbelievers, he thought that Allah's punishment in Hell which he will have to suffer after death in consequence of his disbelief, will be no severer than that. Therefore, he decided that he would suffer the torment of the Next World at its own time, but should give up faith and rejoin the disbelievers so that he might save himself from the torment of this world and pass an easy, life."
*15) That is, "Today he has joined the disbelievers in order to save his skin. and has abandoned the believers for he is not prepared even to suffer a thornprick in the cause of promoting Allah's religion, but when Allah will favour with .access and victory those who are struggling in His cause with their lives and properties, this person will come forward to have his share of the fruits of the victory and will tell the Muslims, "Our hearts were with you: we used to pray for your success: we thought very highly of your devotion to duty and your sacrifices." Here, one should understand that in case of an unbearable persecution and loss and extreme fear, one is permitted to disown Islam and save one's life, provided that one remains firm in one's faith with a sincere heart. But there is a big difference between the sincere Muslim who disowns Islam under compulsion in order to save his life and the time-server who ideologically believes in Islam as a true religion but joins the disbelievers when he sees the dangers and risks involved in the life of Faith. Apparently, they do not seem to be much different from each other, but the thing which sets them poles apart is this: The sincere Muslim who utters disbelief under compulsion not only remains attached to Islam ideologically, but practically also his sympathies remain with Islam and the Muslims; he feels happy over their successes and unhappy at their defeat. Even under compulsion he tries to avail himself of every opportunity to cooperate with the Muslims, and remains on the look-out for a chance to join his brethren-in-faith as soon as the grip of the enemies loosens a little. Contrary to this, when the time-server finds that the way of the Faith is difficult to follow and calculates carefully that the disadvantages of siding with Islam outweigh the advantages of re joining the disbelievers, he turns away from Islam and the Muslims for the sake of personal safety and worldly gains, establishes friendship with the disbelievers and is prepared to carry out for his own interests any service for them, which may be utterly opposed to the Faith and harmful to the Muslims. But at the same time, he does not close his eyes to the possibility that Islam also might prosper some time in the future. Therefore, whenever he gets an opportunity to talk to the Muslims, he acknowledges their ideology and admits his faith and pays homage to their sacrifices most generously, so that his verbal admissions might be helpful as and when required. At another place in the Qur'an this same bargaining mentality of the hypocrites has been described, thus: "The hypocrites are watching you closely to see (how the wind blows). If victory comes to you from Allah, they will say to you, `Were we not with you?' And if the disbelievers gain the upper hand, they will say to them, `Were we not strong enough to fight against you'? Yet we defended you from the Muslims'." (An-Nisa': 141).