- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَٰيَٰكُمْ وَمَا هُم بِحَٰمِلِينَ مِنْ خَطَٰيَٰهُم مِّن شَىْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَٰذِبُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء ۖ إنهم لكاذبون
- عربى - التفسير الميسر : وقال الذين جحدوا وحدانية الله من قريش، ولم يؤمنوا بوعيد الله ووعده، للذين صدَّقوا الله منهم وعملوا بشرعه: اتركوا دين محمد، واتبعوا ديننا، فإنا نتحمل آثام خطاياكم، وليسوا بحاملين من آثامهم من شيء، إنهم لكاذبون فيما قالوا.
- السعدى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
يخبر تعالى عن افتراء الكفار ودعوتهم للمؤمنين إلى دينهم، وفي ضمن ذلك، تحذير المؤمنين من الاغترار بهم والوقوع في مكرهم، فقال: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا } فاتركوا دينكم أو بعضه واتبعونا في ديننا، فإننا نضمن لكم الأمر { وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } وهذا الأمر ليس بأيديهم، فلهذا قال: { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ } لا قليل ولا كثير. فهذا التحمل، ولو رضي به صاحبه، فإنه لا يفيد شيئا، فإن الحق للّه، واللّه تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه إلا بأمره وحكمه، وحكمه { أن لَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
ولما كان قوله: { وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ } قد يتوهم منه أيضا، أن الكفار الداعين إلى كفرهم -ونحوهم ممن دعا إلى باطله- ليس عليهم إلا ذنبهم الذي ارتكبوه، دون الذنب الذي فعله غيرهم، ولو كانوا متسببين فيه، قال: [مخبرا عن هذا الوهم]
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
ثم حكى - سبحانه - بعد ذلك ما زعمه أئمة الكفر من دعاوى باطلة ، ورد عليها فقال : ( وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ اتبعوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) .
أى : وقال الذين كفروا للذين آمنوا على سبيل التضليل والإِغراء : اتبعوا سبيلنا أى طريقنا الذى وجدنا عليه آباءنا ، وهو عبادة الأصنام ، ولنحمل عنكم خطاياكم يوم القيامة ، إن كان هناك بعث وحساب .
واللام فى قوله : ( وَلْنَحْمِلْ ) لام الأمر ، كأنهم آمرين أنفسهم بذلك ، لِيُغْيروا المؤمنين باتباعهم .
أى : اطمئنوا إلى أننا لن نتخلى عنكم ، ولن ننقض عهودنا معكم فى حمل خطاياكم لو اتبعتمونا ، أو هو أمر فى تأويل الشرط والجزاء . أى : إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم .
وقد رد الله - تعالى - زعمهم هذا بقوله : ( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) أى : وما هؤلاء الكافرين بحاملين لشئ من خطايا غيرهم التى زعموا حملها يوم القيامة ، وأنهم لكاذبون فى كل أقوالهم .
و ( مَن ) الأولى بيانية ، والثانية لنفى حمل أى خطايا مهما صغرت . وقد جاء التكذيب لهم بهذا الأسلوب المؤكد ، حتى يخرس ألسنتهم ، ويمحو كل أثر من أقوالهم من الأذهان .
- البغوى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
( وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ) قال مجاهد : هذا من قول كفار مكة لمن آمن منهم . وقال الكلبي ومقاتل : قاله أبو سفيان لمن آمن من قريش ، " اتبعوا سبيلنا " : ديننا وملة آبائنا ، ونحن الكفلاء بكل تبعة من الله تصيبكم ، فذلك قوله : ( ولنحمل خطاياكم ) أوزاركم . قال الفراء : لفظه أمر ، ومعناه جزاء مجازه : إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم ، كقوله : " فليلقه اليم بالساحل " ( طه - 39 ) . وقيل : هو جزم على الأمر ، كأنهم أمروا أنفسهم بذلك ، فأكذبهم الله - عز وجل - فقال : ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) فيما قالوا من حمل خطاياهم .
- ابن كثير : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
يقول تعالى مخبرا عن كفار قريش : أنهم قالوا لمن آمن منهم واتبع الهدى : ارجعوا عن دينكم إلى ديننا ، واتبعوا سبيلنا ، ( ولنحمل خطاياكم ) أي : وآثامكم - إن كانت لكم آثام في ذلك - علينا وفي رقابنا ، كما يقول القائل : " افعل هذا وخطيئتك في رقبتي " . قال الله تكذيبا لهم : ( وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون ) أي : فيما قالوه : إنهم يحملون عن أولئك خطاياهم ، فإنه لا يحمل أحد وزر أحد ، ( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) [ فاطر : 18 ] ، وقال تعالى : ( ولا يسأل حميم حميما . يبصرونهم ) [ المعارج : 10 ، 11 ] .
- القرطبى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
قوله تعالى : وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا أي ديننا . ولنحمل خطاياكم جزم على الأمر . قال الفراء والزجاج : هو أمر في تأويل الشرط والجزاء ; أي إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم . كما قال :
فقلت ادعي وأدع فإن أندى لصوت أن ينادي داعيان
أي إن دعوت دعوت . قال المهدوي : وجاء وقوع ( إنهم لكاذبون ) بعده على الحمل على المعنى ; لأن المعنى : إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم . فلما كان الأمر يرجع في المعنى إلى الخبر وقع عليه التكذيب كما يوقع عليه الخبر . قال مجاهد : قال المشركون من قريش نحن وأنتم لا نبعث فإن كان عليكم وزر فعلينا ; أي نحن نحمل عنكم ما يلزمكم . والحمل هاهنا بمعنى الحمال لا الحمل على الظهر وروي أن قائل ذلك الوليد بن المغيرة
- الطبرى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12)
يقول تعالى ذكره: وقال الذين كفروا بالله من قريش للذين آمنوا بالله منهم (اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) يقول: قالوا: كونوا على مثل ما نحن عليه من التكذيب بالبعث بعد الممات وجحود الثواب والعقاب على الأعمال (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) يقول: قالوا فإنكم إن اتبعتم سبيلنا في ذلك، فبعثتم من بعد الممات، وجوزيتم على الأعمال، فإنا &; 20-15 &; نتحمل آثام خطاياكم حينئذ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) قال: قول كفار قريش بمكة لمن آمن منهم، يقول: قالوا: لا نبعث نحن ولا أنتم، فاتبعونا إن كان عليكم شيء فهو علينا.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) هم القادة من الكفار، قالوا لمن آمن من الأتباع: اتركوا دين محمد واتبعوا ديننا، وهذا أعني قوله: ( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) وإن كان خرج مخرج الأمر، فإن فيه تأويل الجزاء، ومعناه ما قلت: إن اتبعتم سبيلنا حملنا خطاياكم، كما قال الشاعر:
فَقُلْــت ادْعِــي وأدْع فـإنَّ أنْـدَى
لِصَـــوْتٍ أنْ يُنــادِيَ دَاعيــانِ (2)
يريد: ادعي ولأدع، ومعناه: إن دعوت دعوت.
وقوله: ( وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) وهذا تكذيب من الله للمشركين القاتلين للذين آمنوا( اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ) يقول جلّ ثناؤه: وكذبوا في قيلهم ذلك لهم، ما هم بحاملين من آثام خطاياهم من شيء، إنهم لكاذبون فيما قالوا لهم ووعدوهم، من حمل خطاياهم إن هم اتبعوهم.
---------------------
الهوامش :
(2) البيت لدثار بن شيبان النمري (اللسان: ندى) قال: وفلان أندى صوتًا من فلان: أي أبعد مذهبًا، وأرفع صوتًا. وأنشد الأصمعي لدثار بن شيبان النمري:
تقــول خــليلتي لمــا اشــتكينا
ســيدركنا بنــو القــرم الهجـان
فقلــت ادعــي وأدع فـإن أنـدى
لصـــوت أن ينـــادي داعيــان
وفي فرائد القلائد، وهي شرح الشواهد الصغير للعيني في باب إعراب الفعل، قاله الأعشى أو الحطيئة، فيما زعم ابن يعيش، أو ربيعة، حشم فيما زعم الزمخشري أو دثار بن شيبان النمري، فيما زعم ابن بري. والشاهد في "ادعوا" حيث نصب الواو فيه بتقدير "أن" بعد واو الجمع، أي وأن أدعو. ويروى "وادع" على الأمر، بحذف اللام، إذ أصله: ولأدع. اهـ. وهذا التوجيه الثاني هو توجيه الفراء في معاني القرآن (مصورة الجامعة رقم 14059 ص 244) قال: وقوله (اتبعوا سبيلنا ولنحمل): هو أمر فيه تأويل جزاء، كما أن قوله (ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم) نهى فيه تأويل الجزاء، وهو كثير في كلام العرب. قال الشاعر: "فقلت ادعي وأدع" ... البيت. أراد ادعي ولأدع، فإن أندى، فكأنه قال: إن دعوت دعوت. اهـ. وقد نقله المؤلف بحذافيره.
- ابن عاشور : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12)
هذا غرض آخر من أغراض مخالطة المشركين مع المؤمنين وهو محاولة المشركين ارتداد المسلمين بمحاولات فتنة بالشك والمغالطة للذين لم يقدروا على فتنتهم بالأذى والعذاب : إما لعزتهم وخشية بأسهم مثل عُمر بن الخطاب فقد قيل : إن هذه المقالة قيلت له ، وإما لكثرتهم حين كثر المسلمون وأعيت المشركين حيلُ الصدّ عن الإسلام .
والمراد بالذين كفروا طائفة منهم وهم : أبو جهل ، والوليد بن المغيرة ، وأمية بن خلف ، وأبو سفيان بن حرب ( قبل أن يُسلم ) قالوا للمسلمين ومنهم عمر بن الخطاب : لا نُبعث نحن ولا أنتم فإن عسى كان ذلك فإنا نحمل عنكم آثامكم . وإنما قالوا ذلك جهلاً وغروراً حاولوا بهما أن يحِجّوا المسلمين في إيمانهم بالبعث توهّماً منهم بأنهم إن كان البعث واقعاً فسيكونون في الحياة الآخرة كما كانوا في الدنيا أهل ذمام وحمالة ونقض وإبرام شأن سادة العرب أنهم إذا شفعوا شُفِّعوا وإن تحمَّلوا حُمِّلوا .
وهذا كقول العاصي بن وائل لخباب بن الأرتّ : لئن بعثني الله ليكونَنّ لي مال فأقضيك دَيْنك ، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً } [ مريم : 77 ] . وكل هذا من الجدال بالباطل وهو طريقة جدلية إن بنيت على الحق كما ينسب إلى علي بن أبي طالب في ضد هذا
: ... زعم المنجم والطبيبُ كلاهما
لا تُحشر الأجساد قلتُ إليكما ... إن صحّ قولكما فلستُ بخاسر
أو صحّ قولي فالخسار عليكما ... وحكى الله عنهم قولهم { وَلْنَحْمِلْ خطاياكم } بصيغة الأمر بلام الأمر : إما لأنهم نطقوا بمثل ذلك لبلاغتهم ، وإما لإفادة ما تضمنته مقالتهم من تأكيد تحملهم بذلك . فصيغة أمرهم أنفسهم بالحمل آكد من الخبر عن أنفسهم بذلك ، ومن الشرط وما في معناه ، لأن الأمر يستدعي الامتثال فكانت صيغة الأمر دالة على تحقيق الوفاء بالحمالة .
وواو العطف لجملة { ولنحمل } على جملة { اتبعوا سبيلنا } مراد منها المعية بين مضمون الجملتين في الأمر وليس المراد منه الجمع في الحصول فالجملتان في قوة جملتي شرط وجزاء ، والتعويل على القرينة .
فكان هذا القول أدل على تأكيد الالتزام بالحالة إن اتبع المسلمون سبيل المشركين ، من أن يقال : إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم ، بصيغة الشرط ، أو أن يقال : اتبعوا سبيلنا فنحمل خطاياكم ، بفاء السببية .
والحمل : مجاز تمثيلي لحال الملتزم بمشقة غيره بحال من يحمل متاع غيره فيؤول إلى معنى الحمالة والضمان .
ودل قوله { خطاياكم } على العموم لأنه جمع مضاف وهو من صيغ العموم .
وقوله { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء } إبطال لقولهم { ولنحمل خطاياكم } ، نُقِض العمومُ في الإثبات بعموم في النفي ، لأن { شيء } في سياق النفي يُفيد العموم لأنه نكرة ، وزيادة حرف { من } تنصيص على العموم .
والحمل المنفي هو ما كان المقصود منه دفع التبعة عن الغير وتبرئته من جناياته ، فلا ينافيه إثبات حمل آخر عليهم هو حمل المؤاخذة على التضليل في قوله
{ ولَيَحْمِلُنّ أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } [ العنكبوت : 13 ] .
والكذب المخبر به عنهم هو الكذب فيما اقتضاه أمرهم أنفسهم بأن يحملوا عن المسلمين خطاياهم حسب زعمهم والوفاء بذلك كما كانوا في الدنيا فهو كذب لا شك فيه لأنه مخالف للواقع ولاعتقادهم .
ولذلك فجملة { إنهم لكاذبون } بدل اشتمال من جملة { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء } لأن جملة { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء } تضمنت عُرُوّ قولهم { ولنحمل خطاياكم } عن مطابقته للواقع في شيء وذلك يشتمل على أن مضمونها كذب صريح ، فكان مضمون جملة { إنهم لكاذبون } مما اشتمل عليه مضمون جملة { وما هم بحاملين } . وليس مضمون الثانية عين مضمون الأولى بل الثانية أوفى بالدلالة على أن كذبهم محقق وأنه صفة لهم في خبرهم هذا وفي غيره ، ووزان هذه الجملة وزان بيت علم المعاني :
أقول له ارحلْ لا تُقِيمن عندنا ... إذ جعل الأيمة جملة ( لا تقيمن عندنا ) بدل اشتمال من جملة ( ارحل ) لأن جملة ( لا تقيمن ) أوفى بالدلالة على كراهيته وطلب ارتحاله ، ولهذا لم تعطف جملة { إنهم لكاذبون } لكمال الاتصال بينها وبين { وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء } .
- إعراب القرآن : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
«وَقالَ الَّذِينَ» الواو حرف استئناف وماض وفاعله والجملة مستأنفة «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة لا محل لها «لِلَّذِينَ» متعلقان بالفعل قال «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة. «اتَّبِعُوا سَبِيلَنا» أمر وفاعله ومفعوله والجملة مقول القول «وَلْنَحْمِلْ» الواو حرف عطف ومضارع مجزوم بلام الأمر والفاعل مستتر «خَطاياكُمْ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «وَ» الواو حرف استئناف «ما» نافية تعمل عمل ليس «هُمْ» «بِحامِلِينَ» اسمها والباء حرف جر زائد «حاملين» مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما «مِنْ خَطاياهُمْ» متعلقان بمحذوف حال «مِنْ شَيْ ءٍ» مجرور لفظا بمن منصوب محلا مفعول
حاملين وجملة ما هم .. مستأنفة لا محل لها «إِنَّهُمْ» إن واسمها «لَكاذِبُونَ» اللام المزحلقة وخبر إن والجملة الاسمية مؤكدة لما قبلها لا محل لها مثلها.
- English - Sahih International : And those who disbelieve say to those who believe "Follow our way and we will carry your sins" But they will not carry anything of their sins Indeed they are liars
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(29:12) The unbelievers say to the believers: 'Follow our way and we will carry the burden of your sins.' *17 (They say so even though) they are not going to carry any part of their sins. *18 Surely they are lying.
- Français - Hamidullah : Et ceux qui ne croient pas disent à ceux qui croient; Suivez notre sentier et que nous supportions vos fautes Mais ils ne supporteront rien de leurs fautes En vérité ce sont des menteurs
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenigen die ungläubig sind sagen zu denjenigen die glauben "Folgt unserem Weg Laßt uns eure Verfehlungen tragen" Tragen werden sie aber nichts von ihren Verfehlungen denn sie sind fürwahr Lügner
- Spanish - Cortes : Los infieles dicen a los creyentes ¡Seguid nuestro camino y cargaremos con vuestros pecados Pero si ni con sus propios pecados cargan nada ¡Mienten ciertamente
- Português - El Hayek : E os incrédulos dizem aos fiéis Segui a nossa senda e nos responsabilizaremos por vossas faltas Qual Não podemnem se responsabilizar pelas suas faltas porque são impostores
- Россию - Кулиев : Неверующие говорят тем которые уверовали Следуйте нашим путем и мы возьмем на себя ваши грехи Они не возьмут на себя даже части их грехов Воистину они - лжецы
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
Неверующие говорят тем, которые уверовали: «Следуйте нашим путем, и мы возьмем на себя ваши грехи». Они не возьмут на себя даже части их грехов. Воистину, они - лжецы.Всевышний поведал о том, как изощряются неверующие, которые призывают мусульман обратиться в их религию. Мусульмане должны помнить об этом, не обольщаться соблазнительными призывами неверующих и не попадаться в их чудовищные сети. Неверующие и безбожники говорят мусульманам: «Отрекитесь от мусульманской веры или хотя бы от некоторых ее предписаний и поступайте так, как велит наша религия. Мы гарантируем вам успех и даже готовы понести бремя ваших грехов». Они дают обещания, исполнить которые им никогда не удастся. Никто не сможет облегчить бремя грешников даже на самую малость. И если даже человек добровольно согласиться взвалить на себя бремя чужих грехов, он все равно ничем не поможет грешнику, потому что истина - на стороне Всемогущего Господа, который волен судить Своих рабов по своим собственным законам. А закон Всевышнего Аллаха гласит: «Никто не понесет бремени чужих грехов».
- Turkish - Diyanet Isleri : İnkar edenler inananlara "Bizim yolumuza uyun da sizin günahlarınızı biz taşıyalım" derler Oysa onların günahlarından hiçbirini yüklenecek değillerdir Doğrusu onlar yalancıdırlar
- Italiano - Piccardo : I miscredenti dicono a coloro che credono “Seguite il nostro sentiero porteremo noi [il peso del]le vostre colpe” Ma non porteranno affatto il peso delle loro colpe In verità sono dei bugiardi
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی كه بێ باوهربوون وتیان بهوانهی كه باوهڕیان هێناوه وهرن شوێنی ڕێبازی ئێمه بكهون ئهگهر شوێنكهوتنی ڕێبازی ئێمه ههڵه بێت ئهوه گوناهتان به ئهستۆی ئێمه ئهڵبهته ئهوانه له قیامهتدا ناتوانن هیچ گوناهو تاوانێكی ئهوان بگرنه ئهستۆ بهڕاستی ئهوانه ههر درۆدهكهن و درۆزنن
- اردو - جالندربرى : اور جو کافر ہیں وہ مومنوں سے کہتے ہیں کہ ہمارے طریق کی پیروی کرو ہم تمہارے گناہ اٹھالیں گے۔ حالانکہ وہ ان کے گناہوں کا کچھ بھی بوجھ اٹھانے والے نہیں۔ کچھ شک نہیں کہ یہ جھوٹے ہیں
- Bosanski - Korkut : Nevjernici govore vjernicima "Slijedite naš put a mi ćemo nositi grijehe vaše" – a ne bi ponijeli nijedan grijeh njihov oni samo lažu
- Swedish - Bernström : Och förnekarna av sanningen säger till de troende "Följ vår väg så skall vi ta på oss era synder" Men de kan inte ta på sig [dessa troendes] synder vad de säger är ren lögn
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan berkatalah orangorang kafir kepada orangorang yang beriman "Ikutilah jalan kami dan nanti kami akan memikul dosadosamu" dan mereka sendiri sedikitpun tidak sanggup memikul dosadosa mereka Sesungguhnya mereka adalah benarbenar orang pendusta
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
(Dan berkatalah orang-orang kafir kepada orang-orang yang beriman, "Ikutilah jalan kami) maksudnya cara mereka dalam beragama (dan nanti kami akan memikul dosa-dosa kalian") karena kalian menuruti kami jika memang kalian berdosa. Lafal Amar sekali pun sebagai kalimat Insya' akan tetapi menunjukkan makna Khabar atau kalimat berita. Maka Allah berfirman (dan mereka sendiri sedikit pun tidak sanggup memikul dosa-dosa mereka. Sesungguhnya mereka adalah benar-benar pendusta) dalam perkataannya itu.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কাফেররা মুমিনদেরকে বলে আমাদের পথ অনুসরণ কর। আমরা তোমাদের পাপভার বহন করব। অথচ তারা পাপভার কিছুতেই বহন করবে না। নিশ্চয় তারা মিথ্যাবাদী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிராகரிப்பவர்கள் நம்பிக்கை கொண்டவர்களிடம்; "நீங்கள் எங்கள் வழியை மார்க்கத்தைப் பின்பற்றுங்கள்; உங்கள் குற்றங்களை நாங்கள் சுமந்து கொள்கிறோம்" என்று கூறுகிறார்கள்; ஆனால் அவர்கள் தம் குற்றங்களிலிருந்தும் எதையும் சுமப்பவர்களாக தாங்குபவர்களாக இல்லையே எனவே உங்கள் குற்றங்களை சுமப்பதற்காகச் சொல்லும் அவர்கள் நிச்சயமாக பொய்யர்களே
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาได้กล่าวแก่บรรดาผู้ศรัทธาว่า จงปฏิบัติตามแนวทางของเราและเราจะแบกรับความผิดของพวกท่าน และพวกเขามิได้แบกรับความผิดของเขาเหล่านั้นแต่อย่างใด แท้จริงพวกเขาเป็นผู้กล่าวเท็จอย่างแน่นอน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва куфр келтирганлар иймон келтирганларга Бизнинг йўлимизга эргашинглар хатоларингизни биз кўтарайлик дерлар Ҳолбуки улар аларнинг хатоларидан ҳеч бир нарсани кўтаргувчи эмаслар Албатта улар ёлғончилардир
- 中国语文 - Ma Jian : 不信道的人对信道的人说:你们遵守我们的教道吧!让我们担负你们的罪过。其实,他们绝不能担负他们的一点罪过,他们确是说谎的。
- Melayu - Basmeih : Dan berkata pula orangorang yang kufur ingkar kepada orangorang yang beriman "Ikutlah jalan ugama kami dan kami sedia menanggung kesalahankesalahan kamu kalau kamu mengira perbuatan itu salah" Padahal mereka tidak akan dapat menanggung kesalahan orangorang yang bersalah itu sedikitpun dan sesungguhnya mereka adalah berdusta
- Somali - Abduh : waxay ku dhaheen kuwii galoobay kuwii xaqa rumeeyey raaca waddadannada aan xambaarro gafafkiinee mana aha kuwo xambaari waxa gafafkooda ah ee waa beenaalayaal
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suka kãfirta suka ce wa waɗanda suka yi ĩmãni "Ku bi hanyarmu kuma Mu ɗauki laifuffukanku" alhãli kõwa ba su zamo mãsu ɗauka da a kõme ba daga laifuffukansu Lalle sũ maƙaryata ne
- Swahili - Al-Barwani : Na walio kufuru waliwaambia walio amini Fuateni njia yetu nasi tutayabeba makosa yenu Wala wao hawatabeba katika makosa yao chochote kile Hakika hao ni waongo
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe mohuesit u thonë besimtarëve “Ndiqni rrugën tonë e ne do t’i bartim gabimet tuaja” Por ata nuk janë bartës të asnjë gabiti të tyre ata me të vërtetë janë gënjeshtarë
- فارسى - آیتی : كافران به مؤمنان گفتند: به راه ما بياييد، بار گناهتان بر گردن ما. حال آنكه اينان بار گناه كسى را بر گردن نخواهند گرفت و دروغ مىگويند.
- tajeki - Оятӣ : Кофирон ба мӯъминон гуфтанд: «Ба роҳи мо биёед, бори гуноҳатон бар гардани мо. Ҳол он ки инҳо бори гуноҳи касеро бар гардан нахоҳанд гирифт ва дурӯғ мегӯянд.
- Uyghur - محمد صالح : كاپىرلار مۆمىنلەرگە: «بىزنىڭ يولىمىز (يەنى دىنىمىز) غا ئەگىشىڭلار، سىلەرنىڭ گۇناھىڭلارنى بىز ئۈستىمىزگە ئالىمىز» دېدى. كاپىرلار مۆمىنلەرنىڭ گۇناھلىرىدىن ئازراقمۇ ئۈستىگە ئالالمايدۇ، ئۇلار ھەقىقەتەن يالغانچىلاردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മാതാപിതാക്കളോട് നന്മ ചെയ്യണമെന്ന് നാം മനുഷ്യനെ ഉപദേശിച്ചിരിക്കുന്നു. നിനക്കറിയാത്ത വല്ലതിനെയും എന്റെ പങ്കാളിയാക്കാന് അവര് നിന്നെ നിര്ബന്ധിക്കുകയാണെങ്കില് നീ അവരെ അനുസരിക്കരുത്. എന്റെ അടുത്തേക്കാണ് നിങ്ങളുടെയൊക്കെ മടക്കം. അപ്പോള് നിങ്ങള് പ്രവര്ത്തിച്ചിരുന്നതിനെപ്പറ്റിയെല്ലാം നിങ്ങളെ നാം വിശദമായി വിവരമറിയിക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : وقال الذين جحدوا وحدانيه الله من قريش ولم يومنوا بوعيد الله ووعده للذين صدقوا الله منهم وعملوا بشرعه اتركوا دين محمد واتبعوا ديننا فانا نتحمل اثام خطاياكم وليسوا بحاملين من اثامهم من شيء انهم لكاذبون فيما قالوا
*17) What they meant to say was: "In the first place, the talk about life hereafter and Resurrection and accountability is all meaningless. But supposing there is another life in which the people will be called to account for their deeds, we take the responsibility that we shall take the punishment, etc. on our own selves. You should, therefore,- listen to us and give up this new Faith and return to your ancestral religion." According to the traditions several chiefs of the Quraish used to counsel thus the people who embraced Islam in the beginning. So, when Hadrat `Umar accepted Islam, Abu Sufyan and Harab bin Umayyah bin Khalaf met him and said these very things."
*18) That is, "It is not at all possible that a person should take the responsibility for another before Allah, and thus enable the actual sinner to escape the punishment of his sin, for every person will be responsible for his own deeds there. "No bearer of a burden shall bear the burden of another." (An-Najm: 38) But if at all it be so, none will have the nerve, in face of the blazing Hell got ready to punish the disbelievers, to say to Allah, only for the sake of honouring his pledge in the world, "Lord, forgive this person and send him to Paradise: he had turned apostate on my counselling: I offer myself to suffer the punishment for my own disbelief as well as for his in Hell."