- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَٰحِدٌ وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ۖ وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون
- عربى - التفسير الميسر : ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن، والقول الجميل، والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك، إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنوا، أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا، وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته، ولا في ربوبيته، ولا في أسمائه وصفاته، ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به، ونهانا عنه.
- السعدى : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مرضية، وأن لا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحق وتحسينه، ورد عن الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو، بل يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق، إلا من ظلم من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصده وحاله، أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله، لأن المقصود منها ضائع.
{ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ } أي: ولتكن مجادلتكم لأهل الكتاب مبنية على الإيمان بما أنزل إليكم وأنزل إليهم، وعلى الإيمان برسولكم ورسولهم، وعلى أن الإله واحد، ولا تكن مناظرتكم إياهم [على وجه] يحصل به القدح في شيء من الكتب الإلهية، أو بأحد من الرسل، كما يفعله الجاهل عند مناظرة الخصوم، يقدح بجميع ما معهم، من حق وباطل، فهذا ظلم، وخروج عن الواجب وآداب النظر، فإن الواجب، أن يرد ما مع الخصم من الباطل، ويقبل ما معه من الحق، ولا يرد الحق لأجل قوله، ولو كان كافرا. وأيضا، فإن بناء مناظرة أهل الكتاب، على هذا الطريق، فيه إلزام لهم بالإقرار بالقرآن، وبالرسول الذي جاء به، فإنه إذا تكلم في الأصول الدينية التي اتفقت عليها الأنبياء والكتب، وتقررت عند المتناظرين، وثبتت حقائقها عندهما، وكانت الكتب السابقة والمرسلون مع القرآن ومحمد صلى اللّه عليه وسلم قد بينتها ودلت عليها وأخبرت بها، فإنه يلزم التصديق بالكتب كلها، والرسل كلهم، وهذا من خصائص الإسلام.
فأما أن يقال: نؤمن بما دل عليه الكتاب الفلاني، دون الكتاب الفلاني وهو الحق الذي صدق ما قبله، فهذا ظلم وجور، وهو يرجع إلى قوله بالتكذيب، لأنه إذا كذب القرآن الدال عليها، المصدق لما بين يديه من التوراة، فإنه مكذب لما زعم أنه به مؤمن.
وأيضا، فإن كل طريق تثبت به نبوة أي: نبي كان، فإن مثلها وأعظم منها، دالة على نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم، وكل شبهة يقدح بها في نبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم، فإن مثلها أو أعظم منها، يمكن توجيهها إلى نبوة غيره، فإذا ثبت بطلانها في غيره، فثبوت بطلانها في حقه صلى اللّه عليه وسلم أظهر وأظهر.
وقوله: { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } أي: منقادون مستسلمون لأمره. ومن آمن به، واتخذه إلها، وآمن بجميع كتبه ورسله، وانقاد للّه واتبع رسله، فهو السعيد، ومن انحرف عن هذا الطريق، فهو الشقي.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
ثم أمر الله - تعالى - رسوله والمؤمنين . أن يجادلوا أهل الكتاب بالتى هى أحسن ، ما داموا لم يرتكبوا ظلماً ، وأقام - سبحانه - الأدلة على أن هذا القرآن من عنده وحده ، فقال : ( وَلاَ تجادلوا أَهْلَ . . . إِلاَّ الظالمون ) .
والمجادلة : المخاصمة . يقال : جادل فلانٌ فلاناً : إذا خاصمه ، وحرص كل واحد منها على أن يغلب صاحبه بقوة حجته . أى : ولا تجادلوا - أيها المؤمنون - غيركم من أهل الكتاب ، وهم اليهود والنصارى ، إلا بالطريقة التى هى أحسن ، بأن ترشدوهم إلى طريق الحق بأسلوب لين كريم ، كما قال - تعالى - فى آية أخرى : ( ادع إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بالحكمة والموعظة الحسنة وَجَادِلْهُم بالتي هِيَ أَحْسَنُ ) وقوله : ( إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ ) استثناء من الذين يجادلون بالتى هى أحسن .
أى : ناقشوهم وأرشدوهم إلى الحق بالتى هى أحسن ، إلا الذين ظلموا منهم . بأن أساءوا إليكم ، ولم يستعملوا الأدب فى جدالهم ، فقابلوهم بما يليق بحالهم من الإِغلاظ والتأديب .
وعلى هذا التفسير يكون المقصود بالآية الكريمة ، دعوة المؤمنين إلى استعمال الطريقة الحسنى فى مجادلتهم لأهل الكتاب عموماً . ما عدا الظالمين منهم فعلى المؤمنين أن يعاملوهم بالأسلوب المناسب لردعهم وزجرهم وتأديبهم .
وقيل : المرد بأهل الكتاب هنا : المؤمنون منهم ، والمرد بالذين ظلموا : من بقى على الكفر منهم .
فيكون المعنى : ولا تجادلوا - أيها المؤمنون - من آمن من أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ، إلا لاذين بقوا على كفرهم فعاملوهم بما يليق بحالهم من التأديب والإِغلاظ عليهم .
ويبدو لنا أن التفسير الأول هو الأرجح والأظهر ، لأن الآية مسوقة لتعليم المؤمنين كيف يجادلون من بقى على دينه من أهل الكتاب ، ولأن من ترك كفره منهم ودخل فى الإِسلام أصبح مسلما وليس من أهل الكتاب ، وما دام الأمر كذلك فليس المسلمون فى حاجة إلى إرشادهم إلى كيفية مجادلته ، ولأن قوله - تعالى - بعد ذلك : ( وقولوا آمَنَّا بالذي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ ) يرجح أن المراد بأهل الكتاب هنا من بقى على دينه منهم .
أى : جادلوهم بالطريقة الحسنى ما داموا لم يظلموكم ، وقولوا لهم على سبيل التعليم والإِرشاد ( آمَنَّا بالذي أُنزِلَ إِلَيْنَا ) وهو القرآن ، وآمنا بالذى أنزل إليكم من التوراة والإِنجيل .
قال الشوكانى : أى : آمنا بأنهما منزلان من عند الله ، وأنهما شريعة ثابتة إلى قيام الشريعة الإِسلامية ، والبعثة المحمدية ولا يدخل فى ذلك ما حرفوه وبدلوه .
( وإلهكم وَاحِدٌ ) لا شريك له لا فى ذاته ولا فى صفاته ( وَنَحْنُ ) جميعاً معاشر المؤمنين ( لَهُ مُسْلِمُونَ ) أى : مطيعون وعابدون له وحده ، ولا نتخذ أربابا من دونه - عز وجل - .
قال القرطبى ما ملخصه : اختلف العلماء فى قوله - تعالى - : ( وَلاَ تجادلوا أَهْلَ الكتاب . . . ) فقال مجاهد : هى محكمة ، فيجوز مجادلة أهل الكتاب بالتى هى أحسن ، على معنى الدعاء لهم إلى الله - عز وجل - ، والتنبيه على حججه وآياته . . وقوله : ( إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ ) أى ظلموكم . .
وقيل : هذه الآية منسوخة بآية القتال وهى قوله :
( قَاتِلُواْ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالله . . ) وقول مجاهد : حسن ، لأن أحكام الله - عز وجل - لا يقال فيها إنها منسوخة إلا بخير يقطع العذر ، أو حجة من معقول . .
- البغوى : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
قوله تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب ) لا تخاصموهم ( إلا بالتي هي أحسن ) أي : بالقرآن والدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه وأراد من قبل الجزية منهم ( إلا الذين ظلموا منهم ) أي : أبوا أن يعطوا الجزية ونصبوا الحرب ، فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ، ومجاز الآية : إلا الذين ظلموكم ، لأن جميعهم ظالم بالكفر . وقال سعيد بن جبير : هم أهل الحرب ومن لا عهد له . قال قتادة ومقاتل : صارت منسوخة بقوله : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله " ( التوبة - 29 ( وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ) يريد إذا أخبركم واحد منهم من قبل الجزية بشيء مما في كتبهم فلا تجادلوهم عليه ، ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم .
( وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ) أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا محمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا محمد بن بشار ، أخبرنا عثمان بن عمر ، أخبرنا علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم " . أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز ، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أخبرنا عبد الرازق ، أخبرنا معمر عن الزهري ، أخبرنا ابن أبي نملة الأنصاري أن أباه أبا نملة الأنصاري أخبره : أنه بينا هو جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل من اليهود ومر بجنازة ، فقال : يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الله أعلم " ، فقال اليهودي : إنها تتكلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله ، فإن كان باطلا لم تصدقوه وإن كان حقا لم تكذبوه " .
- ابن كثير : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
قال قتادة وغير واحد : هذه الآية منسوخة بآية السيف ، ولم يبق معهم مجادلة ، وإنما هو الإسلام أو الجزية أو السيف .
وقال آخرون : بل هي باقية أو محكمة لمن أراد الاستبصار منهم في الدين ، فيجادل بالتي هي أحسن ، ليكون أنجع فيه ، كما قال تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) [ النحل : 125 ] ، وقال تعالى لموسى وهارون حين بعثهما إلى فرعون : ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) [ طه : 44 ] . وهذا القول اختاره ابن جرير ، وحكاه عن ابن زيد .
وقوله : ( إلا الذين ظلموا منهم ) أي : حادوا عن وجه الحق ، وعموا عن واضح المحجة ، وعاندوا وكابروا ، فحينئذ ينتقل من الجدال إلى الجلاد ، ويقاتلون بما يردعهم ويمنعهم ، قال الله تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ) [ الحديد : 25 ] .
قال جابر : أمرنا من خالف كتاب الله أن نضربه بالسيف .
قال مجاهد : ( إلا الذين ظلموا منهم ) يعني : أهل الحرب ، ومن امتنع منهم عن أداء الجزية .
وقوله : ( وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ) ، يعني : إذا أخبروا بما لا يعلم صدقه ولا كذبه ، فهذا لا نقدم على تكذيبه لأنه قد يكون حقا ، ولا على تصديقه ، فلعله أن يكون باطلا ولكن نؤمن به إيمانا مجملا معلقا على شرط وهو أن يكون منزلا لا مبدلا ولا مؤولا .
وقال البخاري ، رحمه الله : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عثمان بن عمر ، أخبرنا علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ، وإلهنا وإلهكم واحد ، ونحن له مسلمون " . وهذا الحديث تفرد به البخاري .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عثمان بن عمر ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، أخبرني ابن أبي نملة أن أبا نملة الأنصاري أخبره ، أنه بينما هو جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل من اليهود ، فقال : يا محمد ، هل تتكلم هذه الجنازة ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الله أعلم " . قال اليهودي : أنا أشهد أنها تتكلم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله ورسله وكتبه ، فإن كان حقا لم تكذبوهم ، وإن كان باطلا لم تصدقوهم "
قلت : وأبو نملة هذا هو : عمارة . وقيل : عمار . وقيل : عمرو بن معاذ بن زرارة الأنصاري ، رضي الله عنه .
ثم ليعلم أن أكثر ما يحدثون به غالبه كذب وبهتان ; لأنه قد دخله تحريف وتبديل وتغيير وتأويل ، وما أقل الصدق فيه ، ثم ما أقل فائدة كثير منه لو كان صحيحا .
قال ابن جرير : حدثنا ابن بشار ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا سفيان ، عن سليمان بن عامر ، عن عمارة بن عمير ، عن حريث بن ظهير ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا ، إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل ، فإنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وفي قلبه تالية ، تدعوه إلى دينه كتالية المال .
وقال البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد ، أخبرنا ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء ، وكتابكم الذي أنزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - أحدث تقرءونه محضا لم يشب ، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله ، وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب ، وقالوا : هو من عند الله ، ليشتروا به ثمنا قليلا ؟ ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم .
وقال البخاري : وقال أبو اليمان : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني حميد بن عبد الرحمن : أنه سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة - وذكر كعب الأحبار - فقال : إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب ، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب .
قلت : معناه أنه يقع منه الكذب لغة من غير قصد ; لأنه يحدث عن صحف هو يحسن بها الظن ، وفيها أشياء موضوعة ومكذوبة ; لأنهم لم يكن في ملتهم حفاظ متقنون كهذه الأمة العظيمة ، ومع ذلك وقرب العهد وضعت أحاديث كثيرة في هذه الأمة ، لا يعلمها إلا الله ، ومن منحه الله علما بذلك ، كل بحسبه ، ولله الحمد والمنة .
- القرطبى : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
قوله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون
فيه مسألتان :
الأولى : اختلف العلماء في قوله تعالى : ولا تجادلوا أهل الكتاب فقال مجاهد : هي محكمة فيجوز مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن على معنى الدعاء لهم إلى الله عز وجل والتنبيه على حججه وآياته ; رجاء إجابتهم إلى الإيمان ، لا على طريق الإغلاظ والمخاشنة . وقوله على هذا : إلا الذين ظلموا منهم معناه : ظلموكم ، وإلا فكلهم ظلمة على الإطلاق . وقيل : المعنى : لا تجادلوا من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب المؤمنين كعبد الله بن سلام ومن آمن معه . إلا بالتي هي أحسن أي بالموافقة فيما حدثوكم به من أخبار أوائلهم وغير ذلك . وقوله على هذا التأويل : إلا الذين ظلموا يريد به من بقي على كفره منهم ، كمن كفر وغدر من قريظة والنضير وغيرهم . والآية على هذا أيضا محكمة . وقيل : هذه الآية منسوخة بآية القتال ; قوله تعالى : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله قاله قتادة إلا الذين ظلموا أي جعلوا لله ولدا ، وقالوا : يد الله مغلولة و إن الله فقير فهؤلاء المشركون الذين نصبوا الحرب ولم يؤدوا الجزية فانتصروا منهم . قال النحاس وغيره : من قال هي منسوخة احتج بأن الآية مكية ولم يكن في ذلك الوقت قتال مفروض ولا طلب جزية ولا غير ذلك وقول مجاهد حسن ; لأن أحكام الله عز وجل لا يقال فيها : إنها منسوخة ، إلا بخبر يقطع العذر أو حجة من معقول . واختار هذا القول ابن العربي .
قال مجاهد وسعيد بن جبير : وقوله : إلا الذين ظلموا منهم معناه إلا الذين نصبوا للمؤمنين الحرب فجدالهم بالسيف حتى يؤمنوا أو يعطوا الجزية .
الثانية : قوله تعالى : وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم روى البخاري عن أبي هريرة قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم . وروى عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا ، إما أن تكذبوا بحق وإما أن تصدقوا بباطل . وفي البخاري : عن حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعب الأحبار فقال : إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب .
- الطبرى : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)
يقول تعالى ذكره: (وَلا تُجَادِلُوا) أيها المؤمنون بالله وبرسوله اليهود والنصارى، وهم (أَهْلَ الكِتابِ إلا بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) يقول: إلا بالجميل من القول، وهو الدعاء إلى الله بآياته، والتنبيه على حُججه.
وقوله: (إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: إلا الذين أبوا أن يقرّوا لكم بإعطاء الجزية، ونصبوا دون ذلك لكم حربا، فإنهم ظلمة، فأولئك جادلوهم بالسيف حتى يسلموا، أو يعطوا الجزية.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني علي بن سهل، قال: ثنا يزيد، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد في قوله: ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) قال: من قاتل ولم يُعط الجزية.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثني أبي، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد، بنحوه. إلا أنه قال: من قاتلك ولم يعطك الجزية.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال: إن قالوا شرّا؛ فقولوا خيرا، ( إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) فانتصروا منهم.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) قال: قالوا: مع الله إله، أو له ولد، أو له شريك، أو يد الله مغلولة، أو الله فقير، أو آذوا محمدا صلى الله عليه وسلم، قال: هم أهل الكتاب.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن سالم، عن سعيد ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) قال: أهل الحرب، من لا عهد له جادله بالسيف.
وقال آخرون: معنى ذلك: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ) الذين قد آمنوا به، واتبعوا رسوله فيما أخبروكم عنه مما في كتبهم ( إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) فأقاموا على كفرهم، وقالوا: هذه الآية محكمة، وليست بمنسوخة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال: ليست بمنسوخة، لا ينبغي أن تجادل من آمن منهم، لعلهم يحسنون شيئا في كتاب الله، لا تعلمه أنت فلا تجادله، ولا ينبغي أن تجادل إلا الذين ظلموا، المقيمَ منهم على دينه. فقال: هو الذي يُجادَلُ، ويقال له بالسيف (1) قال: وهؤلاء يهود. قال: ولم يكن بدار الهجرة من النصارى أحد، إنما كانوا يهودا هم الذي كلَّموا وحالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغدرت النضير يوم أُحد، وغدرت قُريظة يوم الأحزاب.
وقال آخرون: بل نـزلت هذه الآية قبل أن يؤمر النبيّ صلى الله عليه وسلم بالقتال، وقالوا: هي منسوخة، نسخها قوله: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ .
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ثم نسخ بعد ذلك، فأمر بقتالهم في سورة براءة، ولا مجادلة أشدّ من السيف، أن يقاتلوا حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يقرّوا بالخراج.
وأولى هذه الأقوال بالصواب، قول من قال: عني بقوله: (إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) : إلا الذين امتنعوا من أداء الجزية، ونصبوا دونها الحرب.
فإن قال قائل: أو غير ظالم من أهل الكتاب إلا من لم يؤدّ الجزية؟ قيل: إن جميعهم، وإن كانوا لأنفسهم بكفرهم بالله، وتكذيبهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ظلمة، فإنه لم يعن بقوله: (إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) . ظلم أنفسهم. وإنما عنى به: إلا الذين ظلموا منهم أهل الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فإن أولئك جادلوهم بالقتال.
وإنما قلنا: ذلك أولى الأقوال فيه بالصواب؛ لأن الله تعالى ذكره أذن للمؤمنين بجدال ظلمة أهل الكتاب، بغير الذي هو أحسن بقوله: (إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) فمعلوم إذ كان قد أذن لهم في جدالهم، أن الذين لم يؤذن لهم في جدالهم إلا بالتي هي أحسن، غير الذين أذن لهم بذلك فيهم، وأنهم غير المؤمن؛ لأن المؤمن منهم غير جائز جداله إلا في غير الحقّ، لأنه إذا جاء بغير الحق، فقد صار في معنى الظلمة في الذي خالف فيه الحقّ، فإذ كان ذلك كذلك، تبين أن ألا معنى لقول من قال: عنى بقوله: ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ) أهل الإيمان منهم، وكذلك لا معنى لقول من قال: نـزلت هذه الآية قبل الأمر بالقتال، وزعم أنها منسوخة؛ لأنه لا خبر بذلك يقطع العذر، ولا دلالة على صحته من فطرة عقل.
وقد بيَّنا في غير موضع من كتابنا، أنه لا يجوز أن يحكم على حكم الله في كتابه بأنه منسوخ إلا بحجة يجب التسليم لها، من خبر أو عقل.
وقوله: ( وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنـزلَ إِلَيْنَا وَأُنـزلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله، الذين نهاهم أن يجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن: إذا حدثكم أهل الكتاب أيها القوم عن كتبهم، وأخبروكم عنها بما يمكن ويجوز أن يكونوا فيه صادقين، وأن يكونوا فيه كاذبين، ولم تعلموا أمرهم وحالهم في ذلك، فقولوا لهم ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنـزلَ إِلَيْنَا وَأُنـزلَ إِلَيْكُمْ ) مما في التوراة والإنجيل، ( وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ ) يقول: ومعبودنا ومعبودكم واحد ( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) يقول: ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا ونهانا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الرواية بذلك:
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا عليّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية، فيفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتابِ وَلا تُكَذّبُوُهْم، (وَقُولُوا آمَنَّا بالَّذِي أُنـزلَ إلَيْنا وأُنـزلَ إلَيْكُمْ وَإلَهُنَا وإلهُكُمْ وَاحِدٌ وَنحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)".
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار قال: كان ناس من اليهود يحدثون ناسا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: " لا تُصَدِّقُوهُمْ وَلا تُكَذّبُوهُمْ، (وَقُولُوا آمَنَّا بالَّذِي أُنـزلَ إلَيْنا وأُنـزلَ إلَيْكُمْ)".
قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا سفيان، عن سليمان، عن عمارة بن عمير، عن حريث بن ظهير، عن عبد الله قال: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تكذبوا بحقّ أو تصدّقوا بباطل، فإنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وفي قلبه تالية تدعوه إلى دينه كتالية المال (2) .
وكان مجاهد يقول في ذلك ما حدثني به محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ). قال: قالوا: مع الله إله، أو له ولد، أو له شريك، أو يد الله مغلولة، أو الله فقير، أو آذوا محمدا، ( وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنـزلَ إِلَيْنَا وَأُنـزلَ إِلَيْكُمْ ) لمن لم يقل هذا من أهل الكتاب.
---------------------
الهوامش :
الهوامش:
(1) يقال له بالسيف: أي يرفع عليه السيف. قال في (اللسان: قول): والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده: أي أخذ، وقال برجله: أي مشى. وقال الشاعر وقـالت لـه العينـان سـمعًا وطاعـةً
أي أومأت. وقال بثوب: أي رفعه. وكل ذلك على المجاز والاتساع. وفي الأصل: و"يقال له: السبت" تحريف من الناسخ.
(2) تالية اسم فاعل من تلاه يتلوه: إذا تبعه. يريد: داعية تدعوه إلى الاستمساك بدينه. وتالية المال: لعل المراد به: التابعة التي تتبع أمهاتها من صغار الإبل ونحوها.
- ابن عاشور : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)
عطف على جملة { اتل ما أوحي إليك من الكتاب } [ العنكبوت : 45 ] الآية ، باعتبار ما تستلزمه تلك من متاركة المشركين والكف عن مجادلتهم بعد قوله تعالى { وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعْقِلُها إلا العالمون } [ العنكبوت : 43 ] كما تقدم آنفاً . وقد كانت هذه توطئة لما سيحدث من الدعوة في المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم لأن مجادلة أهل الكتاب لا تَعرِض للنبيء صلى الله عليه وسلم ولا للمؤمنين في مكة ، ولكن لما كان النبي عليه الصلاة والسلام في إبان نزول أواخِر هذه السورة على وشْك الهجرة إلى المدينة وكانت الآيات السابقة مجادلةً للمشركين غليظة عليهم من تمثيل حالهم بحال العنكبوت ، وقوله { وما يعقِلُها إلى العالمون } هَيأ الله لرسوله عليه الصلاة والسلام طريقة مجادلة أهل الكتاب . فهذه الآية معترضة بين محاجّة المشركين والعود إليها في قوله تعالى { وكذلك أنزلنا إليك الكتاب } [ العنكبوت : 47 ] الآيات .
وجيء في النهي بصيغة الجمع ليعمّ النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين إذ قد تعرض للمسلمين مجادلات مع أهل الكتاب في غير حضرة النبي صلى الله عليه وسلم أو قبل قدومه المدينة .
والمجادلة : مفاعلة من الجَدل ، وهو إقامة الدليل على رأي اختلَف فيه صاحبه مع غيره ، وقد تقدم في قوله تعالى : { ولا تجادل عن الذين يَخْتانون أنفسهم } في سورة النساء ( 107 ) . وبهذا يعلم أن لا علاقة لهذه الآية بحكم قتال أهل الكتاب حتى ينتقل من ذلك إلى أنها هل نسخت أم بقي حكمها لأن ذلك خروج بها عن مهيعها . والمجادلة تعرض في أوقات السلم وأوقات القتال .
وأهل الكتاب } : اليهود والنصارى في اصطلاح القرآن . والمقصود هنا اليهود فهم الذين كانوا كثيرين في المدينة والقرى حولَها . ويشمل النصارى إن عرضت مجادلتهم مثل ما عرض مع نصارى نجران .
و { بالتي هي أحسن } مستثنى من محذوف دل عليه المستثنى ، تقديره : لا تجادلوهم بجدال إلا بجدال بالتي هي أحسن . و { أحسن } اسم تفضيل يجوز أن يكون على بابه فيقدر المفضّل عليه مما دلت عليه القرينة ، أي بأحسن من مجادلتكم المشركين ، أو بأحسن من مجادلتهم إياكم كما تدل عليه صيغة المفاعلة . ويجوز كون اسم التفضيل مسلوب المفاضلة لقصد المبالغة في الحسن ، أي إلا بالمجادلة الحُسنى كقوله تعالى { وجادِلْهم بالتي هي أحسن } في آخر سورة النحل ( 125 ) . فالله جعل الخيار للنبيء في مجادلة المشركين بين أن يُجادلهم بالحسنى كما اقتضته آية سورة النحل ، وبين أن يجادلهم بالشدة كقوله : { يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلُظ عليهم } [ التوبة : 73 ] ، فإن الإغلاظ شامل لجميع المعاملات ومنها المجادلات ولا يختص بخصوص الجهاد فإن الجهاد كله إغلاظ فلا يكون عطف الإغلاظ على الجهاد إلاّ إغلاظاً غير الجهاد .
ووجه الوصاية بالحسنى في مجادلة أهل الكتاب أن أهل الكتاب مؤمنون بالله غير مشركين به فهم متأهّلون لقبول الحجة غير مظنون بهم المكابرة ولأن آداب دينهم وكتابهم أكسبتهم معرفة طريق المجادلة فينبغي الاقتصار في مجادلتهم على بيان الحجة دون إغلاظ حذراً من تنفيرهم ، بخلاف المشركين فقد ظهر من تصلبهم وصَلفهم وجلافتهم ما أيأس من إقناعهم بالحجة النظرية وعيَّن أن يعاملوا بالغلظة وأن يبالغ في تهجين دينهم وتفظيع طريقتهم لأن ذلك أقرب نجوعاً لهم .
وهكذا ينبغي أن يكون الحال في ابتداء مجادلة أهل الكتاب ، وبقدر ما يسمح به رجاء الاهتداء من طريق اللين ، فإن هم قابلوا الحسنى بضدها انتقل الحكم إلى الاستثناء الذي في قوله : { إلا الذين ظلموا منهم } . و { الذين ظلموا منهم } هم الذين كابروا وأظهروا العداء للنبيء صلى الله عليه وسلم وللمسلمين وأبوا أن يتلقوا الدعوة فهؤلاء ظلموا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين حسداً وبغضاً على أن جاء الإسلام بنسخ شريعتهم ، وجعلوا يكيدون للنبيء صلى الله عليه وسلم ونشأ منهم المنافقون وكل هذا ظلم واعتداء .
وقد كان اليهود قبل هجرة المسلمين إلى المدينة مسالمين الإسلام وكانوا يقولون : إن محمداً رسول الأميين كما قال ابن صياد لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم " أتشهد أني رسول الله؟ فقال : أشهد أنك رسول الأميين " فلما جاء المدينة دعاهم في أول يوم قدم فيه وهو اليوم الذي أسلم فيه عبد الله بن سَلام فأخذوا من يومئذ يتنكرون للإسلام .
وعطف { وقولوا ءامنا } إلى آخر الآية تعليم لمقدمة المجادلة { بالتي هي أحسن } . وهذا مما يسمى تحرير محل النزاع وتقريب شقة الخلاف وذلك تأصيل طرق الإلزام في المناظرة وهو أن يقال قد اتفقنا على كذا وكذا فلنحتجّ على ما عدا ذلك ، فإن ما أمروا بقوله هنا مما اتفق عليه الفريقان فينبغي أن يكون هو السبيل إلى الوفاق وليس هو بداخل في حيّز المجادلة لأن المجادلة تقع في موضع الاختلاف ولأن ما أمروا بقوله هنا هو إخبار عمّا يعتقده المسلمون وإنما تكون المجادلة فيما يعتقده أهل الكتاب مما يخالف عقائد المسلمين مثل قوله : { يا أهل الكتاب لِمَ تحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلاّ من بَعْده } إلى قوله : { وما كان مِنَ المُشْركين } آل عمران : ( 65 67 ) . ولأجل أن مضمون هذه الآية لا يدخل في حيّز المجادلة عطفت على ما قبلها ولو كانت مما شملته المجادلة لكان ذلك مقتضياً فصلها لأنها مثل بدل الاشتمال .
ومعنى { بالذي أُنْزِلَ إلَيْنا } القرآن . والتعبير عنه بهذه الصلة للتنبيه على خطأ أهل الكتاب إذ جحدوا أن ينزل الله كتاباً على غير أنبيائهم ، ولذلك عقب بقوله : { وأنزل إليكم } . وقوله : { وأنزل إليكم } عطف صلة اسم موصول محذوف دل عليه ما قبله . والتقدير : والذي أنزل إليكم ، أي الكتاب وهو «التوراة» بقرينة قوله { إليكم } . والمعنى : إننا نؤمن بكتابكم فلا ينبغي أن تنحرفوا عنا وهذا كقوله تعالى :
{ قُلْ يأهل الكِتَاب هل تَنْقِمون مِنَّا إلاّ أنْ ءامنّا بالله وما أُنْزِل إليْنَا ومَا أُنْزِلَ مِن قَبْل } [ المائدة : 59 ] ، وكذلك قوله : { وإلهَنا وإلهكُم واحِد } تذكير بأن المؤمنين واليهود يؤمنون بإله واحد . فهذان أصلان يختلف فيهما كثير من أهل الأديان .
وقوله : { ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون } مراد به كلاَ الفريقين ، فريق المتكلمين وفريق المخاطبين . فيشمل المسلمين وأهلَ الكتاب فيكون المراد بوصف { مسلمون } أحد إطلاقيه وهو إسلام الوجه إلى الله ، أي عدم الإشراك به ، أي وكلانا مسلمون لله تعالى لا نشرك معه غيره . وتقديم المجرور على عامله في قوله : { لَهُ مُسْلِمُون } لإفادة الاختصاص تعريضاً بالمشركين الذين لم يفردوا الله بالإلهية .
- إعراب القرآن : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
«وَلا تُجادِلُوا» الواو حرف استئناف ومضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل «أَهْلَ الْكِتابِ» مفعول به مضاف إلى الكتاب «إِلَّا» حرف حصر «بِالَّتِي» متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة لا محل لها «هِيَ أَحْسَنُ» مبتدأ وخبره والجملة صلة «إِلَّا» حرف استثناء «الَّذِينَ» مستثنى بإلا «ظَلَمُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «مِنْهُمْ» متعلقان بمحذوف حال «وَقُولُوا» الواو حرف عطف وأمر مبني على حذف النون والواو فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «آمَنَّا» ماض وفاعله والجملة مقول القول «بِالَّذِي» متعلقان بالفعل «أُنْزِلَ» مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة صلة «إِلَيْنا» متعلقان بالفعل «وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ» معطوف على أنزل إلينا «وَ» الواو حرف عطف «إِلهُنا» مبتدأ «وَإِلهُكُمْ» معطوف على إلهنا «واحِدٌ» خبر المبتدأ ، والجملة معطوفة على ما قبلها «وَنَحْنُ» مبتدأ «لَهُ» متعلقان بالخبر «مُسْلِمُونَ» والجملة معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : And do not argue with the People of the Scripture except in a way that is best except for those who commit injustice among them and say "We believe in that which has been revealed to us and revealed to you And our God and your God is one; and we are Muslims [in submission] to Him"
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(29:46) Argue not *80 with the People of the Book except in the fairest manner, *81 unless it be those of them that are utterly unjust. *82 Say to them: 'We believe in what was revealed to us and what was revealed to you. One is our God and your God; and we are those who submit *83 ourselves to Him.'
- Français - Hamidullah : Et ne discutez que de la meilleure façon avec les gens du Livre sauf ceux d'entre eux qui sont injustes Et dites Nous croyons en ce qu'on a fait descendre vers nous et descendre vers vous tandis que notre Dieu et votre Dieu est le même et c'est à Lui que nous nous soumettons
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und streitet mit den Leuten der Schrift nur in bester Weise außer denjenigen von ihnen die Unrecht tun Und sagt "Wir glauben an das was als Offenbarung zu uns herabgesandt worden ist und zu euch herabgesandt worden ist; unser Gott und euer Gott ist Einer und wir sind Ihm ergeben'"
- Spanish - Cortes : No discutáis sino con buenos modales con la gente de la Escritura excepto con los que hayan obrado impíamente Y decid Creemos en lo que se nos ha revelado a nosotros y en lo que se os ha revelado a vosotros Nuestro Dios y vuestro Dios es Uno Y nos sometemos a él
- Português - El Hayek : E não disputeis com os adeptos do Livro senão da melhor forma exceto com os iníquos dentre eles Dizeilhes Cremosno que nos foi revelado assim como no que vos foi revelado antes; nosso Deus e o vosso são Um e a Ele nos submetemos
- Россию - Кулиев : Если вступаете в спор с людьми Писания то ведите его наилучшим образом Это не относится к тем из них которые поступают несправедливо Скажите Мы уверовали в то что ниспослано нам и то что ниспослано вам Наш Бог и ваш Бог - один и мы покоряемся только Ему
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
Если вступаете в спор с людьми Писания, то ведите его наилучшим образом. Это не относится к тем из них, которые поступают несправедливо. Скажите: «Мы уверовали в то, что ниспослано нам, и то, что ниспослано вам. Наш Бог и ваш Бог - один, и мы покоряемся только Ему».Всевышний запретил вступать в спор с людьми Писания, если собеседник является невежественным человеком и если дискуссия ведется непристойным образом. Господь повелел оспаривать истину самым благопристойным образом, проявляя высокие нравственные качества и доброту по отношению к собеседнику. Проповедник должен преподносить истину в самом прекрасном виде и изобличать ложь самыми эффективными способами. Он не должен стремиться опровергнуть собеседника ради того, чтобы оказаться на высоте. Напротив, он должен делать все возможное для того, чтобы донести до людей истину и вывести их на прямой путь. Если проповеднику становится ясно, что люди Писания собираются вступить в дискуссию не ради выявления истины, а в надежде одержать верх над мусульманами и посеять смуту, то он не должен потакать их желаниям, потому что дискуссия с такими людьми не принесет пользы. А это значит, что вступать в подобную дискуссию нет смысла. Если же проповедник найдет возможность донести до людей Писания истину, то ему следует знать, что проповедь среди людей Писания должна основываться на вере в Священные Писания, посланников и единого Бога. Во время дискуссии проповедник не должен выискивать недостатки в предыдущих Священных Писаниях или у предыдущих посланников, как это делают невежды, которые вступают с иноверцами и заблудшими в споры, не допускающие взаимопонимания и согласия. Эти невежды отвергают все хорошее и плохое, что связано с людьми Писания, однако тем самым они сами совершают грех и нарушают нормы поведения во время дискуссий. Мусульманин обязан опровергать ложь, которую исповедует его собеседник, но соглашаться с его правильными воззрениями. Он не имеет права отвергать истину только потому, что ее произносит неверующий. Если проповедник будет вести беседу с людьми Писания надлежащим образом, то его собеседники будут вынуждены согласиться с тем, что Священный Коран является Небесным Писанием, а Мухаммад - Божьим посланником. Они смогут убедиться в этом, если проповедник расскажет им об основах мусульманской веры и других вопросах, в которых сходятся учения всех посланников и все Небесные Писания. Им станет ясно, что мусульманское вероучение совпадает с той истиной, которая сохранилась в предыдущих откровениях. Все Небесные Писания и пречистые посланники окажутся на стороне Священного Корана и Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, потому что во все времена пророки и Писания предвозвещали пришествие последнего посланника. Благодаря этому собеседники поймут необходимость признания всех Писаний и всех пророческих миссий, а это является исключительной особенностью мусульманской веры. Если же они станут заявлять о том, что уверовали в одно Писание и могут не признавать другое, то их заявление будет несправедливым и необоснованным. Каждое последующее Писание является истиной, которая подтверждает истинность предыдущего Писания, и поэтому люди, которые отвергают Священный Коран, фактически отвергают Писание, о своей верности которому они разглагольствуют. Если они станут доказывать правдивость пророческой миссии одного из посланников, то тем же самым способом и даже с большим успехом можно обосновать правдивость миссии Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует. Если же они попытаются опровергнуть его миссию, то окажется, что их сомнительные доводы в еще большей степени относятся к их собственным посланникам. И если они признают безосновательность подобных обвинений в адрес своих посланников, то безосновательность обвинений в адрес Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, будет еще более очевидной. Помимо всего сказанного проповедник должен подчеркивать, что он является мусульманином и покорен воле своего Господа. Воистину, если человек уверовал в Аллаха, признал Его своим Богом, уверовал во все Писания и во всех посланников, покорился воле своего Господа и последовал путем святых посланников, то он обрел великое счастье. Если же он отказался от этого пути, то обрек себя на страдания и несчастья.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kitap ehlinden zulmedenler bir yana onlarla en güzel şekilde mücadele edin şöyle deyin "Bize indirilene de size indirilene de inandık; bizim Tanrımız da sizin Tanrınız da birdir biz O'na teslim olmuşuzdur"
- Italiano - Piccardo : Dialogate con belle maniere con la gente della Scrittura eccetto quelli di loro che sono ingiusti Dite [loro] “Crediamo in quello che è stato fatto scendere su di noi e in quello che è stato fatto scendere su di voi il nostro Dio e il vostro sono lo stesso Dio ed è a Lui che ci sottomettiamo”
- كوردى - برهان محمد أمين : گفتوگۆ و مجادلـه مهکهن لهگهڵ خاوهنی کتێبه ئاسمانیهکاندا مهگهر بهجوانترین شێوه نهبێت جگه لهوانهیان که ستهمیان کردووه ئهوه ڕهفتارتان له بهرامبهریانهوه دهبێت جیاواز بێت پێشیان بڵێن ئێمه باوهڕمان هێناوه بهوهی بۆ ئێمه و ئێوه دابهزێنراوه خوای ئێمه و خوای ئێوه تهنها یهکێکه ئێمه فهرمانبهرداری ئهو زاتهین
- اردو - جالندربرى : اور اہل کتاب سے جھگڑا نہ کرو مگر ایسے طریق سے کہ نہایت اچھا ہو۔ ہاں جو ان میں سے بےانصافی کریں ان کے ساتھ اسی طرح مجادلہ کرو اور کہہ دو کہ جو کتاب ہم پر اتری اور جو کتابیں تم پر اتریں ہم سب پر ایمان رکھتے ہیں اور ہمارا اور تمہارا معبود ایک ہی ہے اور ہم اسی کے فرمانبردار ہیں
- Bosanski - Korkut : I sa sljedbenicima Knjige raspravljajte na najljepši način ali ne i sa onima među njima koji su nepravedni – i recite "Mi vjerujemo u ono što se objavljuje nama i u ono što je objavljeno vama a naš Bog i vaš Bog jeste – jedan i mi se Njemu pokoravamo"
- Swedish - Bernström : Och ge er inte in i diskussioner med efterföljarna av tidigare uppenbarelser annat än på det hövligaste och mest hänsynsfulla sätt utom med sådana bland dem som vill väcka förargelse och säg "Vi tror på det som har uppenbarats för oss och det som har uppenbarats för er och vår Gud och er Gud är en och samme Gud och vi underkastar oss Hans vilja"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan janganlah kamu berdebat denganAhli Kitab melainkan dengan cara yang paling baik kecuali dengan orangorang zalim di antara mereka dan katakanlah "Kami telah beriman kepada kitabkitab yang diturunkan kepada kami dan yang diturunkan kepadamu; Tuhan kami dan Tuhanmu adalah satu; dan kami hanya kepadaNya berserah diri"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
(Dan janganlah kalian berdebat dengan ahli kitab, melainkan dengan cara) dengan perdebatan yang (paling baik) seperti menyeru mereka kepada Allah dengan mengemukakan ayat-ayat-Nya dan mengingatkan mereka pada bukti-bukti-Nya (kecuali dengan orang-orang yang lalim di antara mereka) misalnya mereka memerangi kalian dan membangkang tidak mau membayar jizyah, maka debatlah mereka dengan pedang hingga mereka masuk Islam atau tetap pada agamanya dengan membayar jizyah (dan katakanlah) kepada orang-orang ahli kitab yang berikrar untuk membayar jizyah, yaitu bilamana mereka menceritakan kepada kalian tentang sesuatu hal yang terdapat di dalam kitab-kitab mereka: ("Kami telah beriman kepada kitab yang diturunkan kepada kami dan yang diturunkan kepada kalian) janganlah kalian mempercayai mereka dan jangan pula kalian mendustakannya dalam hal ini. (Tuhan kami dan Tuhan kalian adalah satu; dan kami hanya kepada-Nya berserah diri.") Yakni, hanya kepada-Nya kami taat.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা কিতাবধারীদের সাথে তর্কবিতর্ক করবে না কিন্তু উত্তম পন্থায়; তবে তাদের সাথে নয় যারা তাদের মধ্যে বেইনসাফ। এবং বল আমাদের প্রতি ও তোমাদের প্রতি যা নাযিল করা হয়েছে তাতে আমরা বিশ্বাস স্থাপন করেছি। আমাদের উপাস্য ও তোমাদের উপাস্য একই এবং আমরা তাঁরই আজ্ঞাবহ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் நீங்கள் வேதத்தையுடையவர்களுடன் அவர்களில் அக்கிரமமாய் நடப்பவர்களைத் தவிர்த்து மற்றவர்களுடன் அழகிய முறையிலேயன்றித் தர்க்கம் செய்யாதீர்கள்; "எங்கள் மீது இறக்கப்பட்ட வேதத்தின் மீதும் உங்கள் மீது இறக்கப்பட்ட வேதத்தின் மீதும் நாங்கள் ஈமான் கொள்கிறோம்; எங்கள் இறைவனும் உங்கள் இறைவனும் ஒருவனே மேலும் நாங்கள் அவனுக்கே முற்றிலும் வழிபட்டு நடப்போர் முஸ்லிம்கள் ஆவோம்" என்று கூறுவீர்களாக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเจ้าอย่าโต้เถียงกับพวกอะฮ์ลุลกิตาบเว้นแต่ด้วยวิธีที่ดีกว่า นอกจากบรรดาผุ้อธรรมในหมู่พวกเขา และพวกเจ้าจงกล่าวว่า เราศรัธาในสิ่งที่ถูกประทานแก่เราและสิ่งที่ได้ถูกประทานแก่พวกเจ้า และพระเจ้าของเราและพระเจ้าของพวกเขาเป็นเอกะ และเราเป็นผู้นอบน้อมต่อพระองค์
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизлар аҳли китобларнинг зулм қилганларидан бошқалари билан фақат яхши услубда мужодала этинглар ва уларга Биз ўзимизга нозил қилинган ва сизга нозил қилинган нарсага иймон келтирдик бизнинг илоҳимиз ва сизнинг илоҳингиз бирдир ва биз унга бўйсунгувчимиз денглар Оятда зулм қилмаган аҳли китоблар билан яхши гўзал услубда мужодала қилишга амр этилмоқда Аввало зулм қилган аҳли китоблар ким эканини ажратиб олайлик Аҳли китобларнинг зулм қилганлари хоҳ яҳудий хоҳ насроний бўлсин ўзларига келган илоҳий таълимотларни бузиб Аллоҳга ширк келтирган соф ақидани ўзгартирганлардир Демак улар билан яхши услубда мужодала қилишга ўрин йўқ чунки улар золимлардир
- 中国语文 - Ma Jian : 除依最优的方式外,你们不要与信奉天经的人辩论,除非他们中不义的人。你们应当说:我们确信降示我们的经典,和降示你们的经典;我们所崇拜和你们所崇拜的是同一个神明,我们是归顺他的。
- Melayu - Basmeih : Dan janganlah kamu berbahas dengan Ahli Kitab melainkan dengan cara yang lebih baik kecuali orangorang yang berlaku zalim di antara mereka; dan katakanlah kepada mereka "Kami beriman kepada AlQuran yang diturunkan kepada kami dan kepada Taurat dan Injil yang diturunkan kepada kamu; dan Tuhan kami juga Tuhan kamu adalah Satu; dan kepadaNyalah kami patuh dengan berserah diri"
- Somali - Abduh : hakula murmina ehelu Kitaabka wax fiican mooyee marka lagareebo kuwa dulmiga fala oo ka mid ah waxaadna dhahdaan waxaan rumeynay wixii nalagu soo dajiyey iyo wixii laydinku soo dajiyey Ilaahaanno iyo ilaahiinna waa mid annaguna isagaan u hogaansanay
- Hausa - Gumi : Kada ku yi jayayya da mazowa Littãfi sai fa da magana wadda ta fi kyau sai fa waɗanda suka yi zãlunci daga gare su kuma ku ce "Mun yi ĩmãni da abin da aka saukar a gare mu kuma aka saukar a gare ku kuma Abin bautãwarmu da Abin bautãwarku Guda ne kama mũ mãsu sallamãwa ne a gare shi"
- Swahili - Al-Barwani : Wala msijadiliane na Watu wa Kitabu ila kwa njia iliyo nzuri kabisa isipo kuwa wale walio dhulumu miongoni mwao Na semeni Tumeyaamini yaliyo teremshwa kwetu na yaliyo teremshwa kwenu Na Mungu wetu na Mungu wenu ni Mmoja Na sisi ni wenye kusilimu kwake
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe polemizoni me ithtarët e Librit në mënyrën më të bukur por jo me zullumqarët e tyre Dhe thuani ju “Na besojmë në atë që na është shpallur neve dhe në atë që u është shpallur juve Edhe Zoti ynë edhe Zoti juaj është një – dhe na Atij i përulemi”
- فارسى - آیتی : با اهل كتاب، جز به نيكوترين شيوهاى مجادله مكنيد. مگر با آنها كه ستم پيشه كردند. و بگوييد: به آنچه بر ما نازل شده و آنچه بر شما نازل شده است ايمان آوردهايم. و خداى ما و خداى شما يكى است و ما در برابر او گردن نهادهايم.
- tajeki - Оятӣ : Бо аҳли китоб ба некӯтарин тарзе баҳс кунед. Магар бо онҳо, ки ситам пеша карданд. Ва бигӯед: «Ба он чӣ бар мо нозил шуда ва он чӣ бар шумо нозил шудааст, имон овардем. Ва Худои мову Худои шумо якест ва мо дар баробари Ӯ гардан ниҳодаем».
- Uyghur - محمد صالح : ئەھلى كىتاب بىلەن پەقەت ئەڭ چىرايلىق رەۋىشتە مۇنازىرىلىشىڭلار، ئۇلارنىڭ ئىچىدىكى زۇلۇم قىلغۇچىلار (يەنى سىلەرگە قارشى ئۇرۇش قىلغۇچىلار ۋە فىدىيە بېرىشتىن باش تارتقۇچىلار) بۇنىڭدىن مۇستەسنا، ئېيتىڭلاركى، «بىزگە نازىل قىلىنغان كىتابقا ۋە سىلەرگە نازىل قىلىنغان كىتابقا ئىمان ئېيتتۇق، سىلەرنىڭ ئىلاھىڭلار ۋە بىزنىڭ ئىلاھىمىز بىردۇر، بىز اﷲ قا بويسۇنغۇچىلارمىز»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഏറ്റവും നല്ലരീതിയിലല്ലാതെ നിങ്ങള് വേദക്കാരുമായി സംവാദത്തിലേര്പ്പെടരുത്; അവരിലെ അതിക്രമികളോടൊഴികെ. നിങ്ങള് പറയൂ: "ഞങ്ങള്ക്ക് ഇറക്കിത്തന്നതിലും നിങ്ങള്ക്ക് ഇറക്കിത്തന്നതിലും ഞങ്ങള് വിശ്വസിച്ചിരിക്കുന്നു. ഞങ്ങളുടെ ദൈവവും നിങ്ങളുടെ ദൈവവും ഒന്നുതന്നെ. ഞങ്ങള് അവനെ മാത്രം അനുസരിക്കുന്നവരാണ്."
- عربى - التفسير الميسر : ولا تجادلوا ايها المومنون اليهود والنصارى الا بالاسلوب الحسن والقول الجميل والدعوه الى الحق بايسر طريق موصل لذلك الا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا واعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يومنوا او يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون وقولوا امنا بالقران الذي انزل الينا وامنا بالتوراه والانجيل اللذين انزلا اليكم والهنا والهكم واحد لا شريك له في الوهيته ولا في ربوبيته ولا في اسمائه وصفاته ونحن له خاضعون متذللون بالطاعه فيما امرنا به ونهانا عنه
*80) It should be noted that a little below in this Surah the people are being exhorted to migrate. At that time Habash was the only place of safety to which the Muslims could migrate, and Habash in those days was under the domination of the Christians. Therefore, in these verses the Muslims are being instructed as to how they should argue and discuss matters concerning religion with the people of the Book when such an occasion arises.
*81) That is, "The discussion should be conducted rationally, in a civilized and decent language, so that the ideas of the other person may be reformed. The preacher's chief aim should be to appeal to the addressee's heart, convey the truth to him and bring him to the right path. He should not fight like a wrestler whose only object is to defeat his opponent. He should rather conduct himself like a physician who is ever cautious not to cause the patient's ailment to worsen by any of his own mistakes, and tries to cure him with the least possible trouble. This instruction bas been given here especially in connection with the conduct of a discussion with the people of the Book, but is a general instruction pertaining to the preaching of the religion and it has been given at several places in the Qur'an. For example, "O Prophet, invite to the way of your Lord with wisdom and excellent admonition and discuss things with the people in the best manner." (AnNahl: 125). "O Prophet, goodness and evil are not alike. Repel evil with what is best. You will see that he. with whom you had enmity, has become your closest friend. ' (Ha Mim As-Sajdah: 34). "O Prophet, repel evil with what is best: We are fully aware of what they utter against you." (Al-Mu'minun: 96) "O Prophet, adopt the way of leniency and forbearance; enjoin what is good and avoid useless discussions with the ignorant people. If Satan ever excites you to anger, seek refuge in Allah."
*82) That is, "With those who adopt an attitude of wickedness a different attitude may also be adopted according to the nature and extent of their wickedness. In other words, one cannot, and should not adopt a soft and gentle attitude towards aII sorts of the people under aII circumstances at all time, which might be mistaken for the weakness and meekness of the inviter to the Truth. Islam does teach its followers to be polite, gentle and reasonable, but it does not teach them to be unduly humble and meek so that they are not taken for granted by every cruel and wicked person."
*83) In these sentences Allah Himself has provided guidance to the best method of discussion, which the inviters to the Truth should adopt. The method is this: "Do not make the error or deviation of the other person the basis and starting point of the discussion, but begin the discussion with those points of truth and justice which are common between you and your opponent. That is, the discussion should start' from the points of agreement and not from the points of difference. Then, arguing froth the agreed points, the addressee should be made to understand that, in the matter of the things in which you differ, your stand is in conformity with the agreed points whereas his stand is contradictory to them In this connection, one should bear in mind the fact that the people of the Book did not deny Revelation, Prophethood and Tauhid, like the polytheists of Arabia, but believed in these realities just tike the Muslims. After agreement on these basic things, the main thing that could become the basis of difference Between them could be that the Muslim would not believe in the Divine Scriptures sent down to them and would invite them to believe in the Divine Book sent down to themselves, and would declare them disbelievers if they did not believe in it. This would have been a strong basis of their conflict. But the Muslims had a different stand. They believed as true all those Books that were with the people of the Book, and then also had believed in the Revelation that had been sent down to the Holy Prophet Muhammad (Allah's peace be upon him). After this it was for the people of the Book to tell the rational ground for which they believed in one Book sent by Allah and rejected the other. That is why Allah here has instructed the Muslims that whenever they have to deal with the people of the Book, they should tirst of all present before them this very point of view in a positive manner. Say to them: "We believe in the same God in Whom you believe and we are obedient to Him. We have submitted ourselves to aII those Commands and injunctions and teachings that have come from Him, whether they were sent down to you, or to us. We are obedient servants of God and not of a country or a community or a race, that we should submit to God's Command when it is sent down in one place and reject it when it is sent down in another place. This thing has been repeated at several places in the Qur'an and particularly in relation to the people of the Book, it has been presented forcefully. For this,see AI-Baqarah: 4, 136, 177, 285; Al-i-`Imran: 84; An-Nisa': 136, 150 to 152, 162 to 164; AshShu'araa: 13.