- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍۢ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
- عربى - نصوص الآيات : وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ۚ وهو السميع العليم
- عربى - التفسير الميسر : وكم من دابة لا تدَّخر غذاءها لغد، كما يفعل ابن آدم، فالله سبحانه وتعالى يرزقها كما يرزقكم، وهو السميع لأقوالكم، العليم بأفعالكم وخطرات قلوبكم.
- السعدى : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
أي: الباري تبارك وتعالى، قد تكفل بأرزاق الخلائق كلهم، قويهم وعاجزهم، فكم { مِنْ دَابَّةٍ } في الأرض، ضعيفة القوى، ضعيفة العقل. { لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا } ولا تدخره، بل لم تزل، لا شيء معها من الرزق، ولا يزال اللّه يسخر لها الرزق، في كل وقت بوقته.
{ اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } فكلكم عيال اللّه، القائم برزقكم، كما قام بخلقكم وتدبيركم، { وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } فلا يخفى عليه خافية، ولا تهلك دابة من عدم الرزق بسبب أنها خافية عليه.
كما قال تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }
- الوسيط لطنطاوي : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ثم رغبهم - سبحانه - فى الهجرة لإِعلاء كلمة الله بأسلوب ثالث ، حيث بين لهم أن هجرتهم لن تضيع شياً من رزقهم الذى كتبه الله لهم ، فقال - سبحانه - : ( وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السميع العليم ) .
روى أن بعض الذين أسلموا بمكة عندما أمرهم النبى صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة قالوا : كيف نهاجر إلى بلدة ليس لنا فيها معيشة ، فنزلت هذه الآية .
وكلمة " كأين " : مركبة من كاف التشبيه وأى الاستفهامية المنونة ، ثم هجر معنى جزأيها وصارت كلمة واحدة بمعنى كم الخبرية الدالة على التكثير . ويكنى بها عن عدد مبهم فتفتقر إلى تمييز بعدها . وهى مبتدأ . و " من دابة " تمييز لها .
وجملة ( لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ) صفة لها ، وجملة " الله يرزقها " هى الخبر .
والدابة : اسم لكل نفس تدب على وجه الأرض سواء أكانت من العقلاء أم من غير العقلاء . أى : وكثير من الدواب التى خلقها الله - تعالى - بقدرته ، لا تستطيع تحصيل رزقها ، ولا تعرف كيف توفره لنفسها ، لضعفها أو عجزها . . ومع هذا فالله - تعالى - رحمته وفضله يرزقها ولا يتركها تموت جوعاً ، ويرزقكم أنتم - أيضاً ، لأنه لا يوجد مخلوق - مهما اجتهد ودأب يستطيع أن يخلق رزقه .
( وَهُوَ ) - سبحانه - ( السميع ) لكل شئ ( العليم ) بما تسرون وما تعلنون .
وقدم - سبحانه - رزق الدابة التى لا تستطيع تحصيله ، على رزقهم فقال : ( الله يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ) لينفى من قلوب الناس القلب على الرزق ، وليشعرهم بأن الأسباب ليست هى كل شئ ، فإن واهب الأسباب ، لا يترك أحداً بدون رزق ، ولإِزالة ما قد يخطر فى النفوس من أن الهجرة من أجل إعلاء كملة الله قد تنقص الرزق . .
وهكذا يسوق - سبحانه - من المرغبات فى الهجرة فى سبيله ، ما يقنع النفوس ، ويهدى القلوب ، ويجعل المؤمنين يقبلون على تلبية ندائه ، وهم آمنون مطمئنون على أرواحهم ، وعلى أرزاقهم ، وعلى حاضرهم ومستقبلهم ، فسبحان من هذا كلامه .
- البغوى : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
( وكأين من دابة لا تحمل رزقها ) وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمؤمنين الذين كانوا بمكة وقد آذاهم المشركون : " هاجروا إلى المدينة " ، فقالوا : كيف نخرج إلى المدينة وليس لنا بها دار ولا مال ، فمن يطعمنا بها ويسقينا ؟ فأنزل الله : ( وكأين من دابة ) ذات حاجة إلى غذاء ( لا تحمل رزقها ) أي : لا ترفع رزقها معها ولا تدخر شيئا لغد مثل البهائم والطير ( الله يرزقها وإياكم ) حيث كنتم ( وهو السميع العليم ) السميع لأقوالكم : لا نجد ما ننفق بالمدينة ، العليم بما في قلوبكم . وقال سفيان عن علي بن الأقمر : وكأين من دابة لا تحمل رزقها ، قال : لا تدخر شيئا لغد . قال سفيان : ليس شيء من خلق الله يخبأ إلا الإنسان والفأرة والنملة .
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الثقفي ، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدقاق ، أخبرنا محمد بن عبد العزيز ، أخبرنا إسماعيل بن زرارة الرقي ، أخبرنا أبو العطوف الجراح بن منهال ، عن الزهري ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر قال : دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حائطا من حوائط الأنصار ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلقط الرطب بيده ويأكل ، فقال : كل يا ابن عمر ، قلت : لا أشتهيها يا رسول الله ، قال : لكني أشتهيه ، وهذه صبح رابعة منذ لم أطعم طعاما ولم أجده ، فقلت إنا لله ، الله المستعان ، قال : يا ابن عمر لو سألت ربي لأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر أضعافا مضاعفة ، ولكن أجوع يوما وأشبع يوما فكيف بك يا ابن عمر إذا عمرت وبقيت في حثالة من الناس يخبئون رزق سنة ويضعف اليقين ، فنزلت ) ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الآية
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد المخلدي ، أخبرنا أبو العباس السراج ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : كان لا يدخر شيئا لغد .
وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " . أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك المظفري ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل الفقيه ، أخبرنا أبو نصر بن حمدويه المطوعي ، أخبرنا أبو الموجه محمد بن عمرو ، أخبرنا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن إسماعيل هو ابن أبي خالد ، عن رجلين أحدهما زبيد اليامي ، عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " أيها الناس ليس من شيء يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به ، وليس شيء يقربكم إلى النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه ، وإن الروح الأمين قد نفث في روعي أنه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته " وقال هشيم عن إسماعيل عن زبيد عمن أخبره عن ابن مسعود .
- ابن كثير : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ثم أخبرهم تعالى أن الرزق لا يختص ببقعة ، بل رزقه تعالى عام لخلقه حيث كانوا وأين كانوا ، بل كانت أرزاق المهاجرين حيث هاجروا أكثر وأوسع وأطيب ، فإنهم بعد قليل صاروا حكام البلاد في سائر الأقطار والأمصار ; ولهذا قال : ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها ) أي : لا تطيق جمعه وتحصيله ولا تؤخر شيئا لغد ، ( الله يرزقها وإياكم ) أي : الله يقيض لها رزقها على ضعفها ، وييسره عليها ، فيبعث إلى كل مخلوق من الرزق ما يصلحه ، حتى الذر في قرار الأرض ، والطير في الهواء والحيتان في الماء ، قال الله تعالى : ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ) [ هود : 6 ] .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي ، حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - حدثنا الجراح بن منهال الجزري - هو أبو العطوف - عن الزهري ، عن رجل ، عن ابن عمر قال : خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل بعض حيطان المدينة ، فجعل يلتقط من التمر ويأكل ، فقال لي : " يا ابن عمر ، ما لك لا تأكل ؟ " قال : قلت : لا أشتهيه يا رسول الله ، قال : " لكني أشتهيه ، وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ، ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك قيصر وكسرى فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم بضعف اليقين ؟ " . قال : فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت : ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ، ولا باتباع الشهوات ، فمن كنز دنياه يريد بها حياة باقية فإن الحياة بيد الله ، ألا وإني لا أكنز دينارا ولا درهما ، ولا أخبئ رزقا لغد " .
وهذا حديث غريب ، وأبو العطوف الجزري ضعيف .
وقد ذكروا أن الغراب إذا فقس عن فراخه البيض ، خرجوا وهم بيض فإذا رآهم أبواهم كذلك ، نفرا عنهم أياما حتى يسود الريش ، فيظل الفرخ فاتحا فاه يتفقد أبويه ، فيقيض الله له طيرا صغارا كالبرغش فيغشاه فيتقوت منه تلك الأيام حتى يسود ريشه ، والأبوان يتفقدانه كل وقت ، فكلما رأوه أبيض الريش نفرا عنه ، فإذا رأوه قد اسود ريشه عطفا عليه بالحضانة والرزق ، ولهذا قال الشاعر :
يا رازق النعاب في عشه وجابر العظم الكسير المهيض
وقد قال الشافعي في جملة كلام له في الأوامر كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " سافروا تصحوا وترزقوا " .
قال البيهقي أخبرنا إملاء أبو الحسن علي بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا محمد بن غالب ، حدثني محمد بن سنان ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن رداد - شيخ من أهل المدينة - حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سافروا تصحوا وتغنموا " . قال : ورويناه عن ابن عباس .
وقال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن دراج ، عن عبد الرحمن بن حجيرة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سافروا تربحوا ، وصوموا تصحوا ، واغزوا تغنموا " .
وقد ورد مثل حديث ابن عمر عن ابن عباس مرفوعا ، وعن معاذ بن جبل موقوفا . وفي لفظ : " سافروا مع ذوي الجدود والميسرة "
وقوله تعالى : ( وهو السميع العليم ) أي : السميع لأقوال عباده ، العليم بحركاتهم وسكناتهم .
- القرطبى : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
قوله تعالى : وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم أسند الواحدي عن يزيد بن هارون قال : حدثنا حجاج بن المنهال عن الزهري - وهو عبد الرحمن بن عطاء - عن عطاء عن ابن عمر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من الثمر ويأكل فقال : يا ابن عمر ما لك لا تأكل ؟ فقلت : لا أشتهيه يا رسول الله . فقال : لكني أشتهيه وهذه صبيحة رابعة لم أذق طعاما ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين ؟ قال : والله ما برحنا حتى نزلت : وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم .
قلت : وهذا ضعيف يضعفه أنه عليه السلام كان يدخر لأهله قوت سنتهم ، اتفق البخاري عليه ومسلم . وكانت الصحابة يفعلون ذلك وهم القدوة وأهل اليقين والأئمة لمن بعدهم من المتقين المتوكلين . وقد روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمؤمنين بمكة حين آذاهم المشركون : اخرجوا إلى المدينة وهاجروا ولا تجاوروا الظلمة . قالوا : ليس لنا بها دار ولا عقار ولا من يطعمنا ولا من يسقينا . فنزلت : وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم أي ليس معها رزقها مدخرا وكذلك أنتم يرزقكم الله في دار الهجرة وهذا أشبه من القول الأول وتقدم الكلام في ( كأين ) و أن هذه ( أي ) دخلت عليها كاف التشبيه وصار فيها معنى كم ، والتقدير عند الخليل وسيبويه كالعدد أي كشيء كثير من العدد . ( من دابة ) قال مجاهد : يعني الطير والبهائم تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئا . الحسن : تأكل لوقتها ولا تدخر لغد . وقيل : لا تحمل رزقها أي لا تقدر على رزقها ( الله يرزقها ) أينما توجهت وإياكم . وقيل : الحمل بمعنى الحمالة . وحكى النقاش : أن المراد النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ولا يدخر .
قلت : وليس بشيء ; لإطلاق لفظ الدابة وليس مستعملا في العرف إطلاقها على الآدمي فكيف على النبي صلى الله عليه وسلم . وقد مضى هذا في ( النمل ) عند قوله : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال ابن عباس : الدواب هو كل ما دب من الحيوان فكله لا يحمل رزقه ولا يدخر إلا ابن آدم والنمل والفأر . وعن بعضهم رأيت البلبل يحتكر في محضنه . ويقال للعقعق مخابئ إلا أنه ينساها الله يرزقها وإياكم يسوي بين الحريص والمتوكل في رزقه وبين الراغب والقانع وبين الحيول والعاجز حتى لا يغتر الجلد أنه مرزوق بجلده ولا يتصور العاجز أنه ممنوع بعجزه وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا وهو السميع لدعائكم وقولكم : لا نجد ما ننفق بالمدينة العليم بما في قلوبكم .
- الطبرى : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
القول في تأويل قوله تعالى : وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله، من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: هاجروا وجاهدوا في الله أيها المؤمنون أعداءه، ولا تخافوا عيلة ولا إقتارا، فكم من دابة ذات حاجة إلى غذاء ومطعم ومشرب (لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا)، يعني: غذاءها لا تحمله، فترفعه في يومها لغدها لعجزها عن ذلك ( اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ) يوما بيوم (وَهُوَ السَّمِيعُ) لأقوالكم: نخشى بفراقنا أوطاننا العَيْلة (العَلِيمُ) ما في أنفسكم، وما إليه صائر أمركم، وأمر عدوّكم، من إذلال الله إياهم، ونُصرتكم عليهم، وغير ذلك من أموركم، لا يخفى عليه شيء من أمور خلقه.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ ) قال: الطيرُ والبهائم لا تحمل الرزق.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عمران، عن أبي مُجَلِّز في هذه الآية ( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ) قال: من الدوابّ ما لا يستطيع أن يدّخر لغد، يُوَفَّق لرزقه كلّ يوم حتى يموت.
حدثنا ابن وكيع قال: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عليّ بن الأقمر ( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ) قال: لا تدخر شيئا لغد.
- ابن عاشور : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)
عطف على جملة { كل نفس ذائقة الموت } [ العنكبوت : 57 ] فإن الله لما هوَّن بها أمر الموت في مرضاة الله وكانوا ممن لا يعبأ بالموت علم أ ، هم يقولون في أنفسهم : إنّا لا نخاف الموت ولكنا نخاف الفقر والضيعة . واستخفاف العرب بالموت سجية فيهم كما أن خشية المعرّة من سجاياهم كما بيناه عند قوله تعالى : { ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق } [ الإسراء : 31 ] فأعقب ذلك بأن ذكَّرهم بأن رزقهم على الله وأنه لا يضيعهم . وضرب لهم
المثل برزق الدواب ، وللمناسبة في قوله تعالى : { إن أرضي واسعة } [ العنكبوت : 56 ] من توقع الذين يهاجرون من مكة أن لا يجدوا رزقاً في البلاد التي يهاجرون إليها ، وهو أيضاً مناسب لوقوعه عقب ذكر التوكل في قوله : { وعلى رَبِّهِم يَتَوكلون } [ العنكبوت : 59 ] ، وفي الحديث : « لو توكلتم على الله حق توكُّله لرزقتم كما ترزق الطير تغدو خِماصاً وتروح بِطَاناً » ولعل ما في هذه الآية وما في الحديث مقصود به المؤمنون الأولون ، ضمِن الله
لهم رزقهم لتوكلهم عليه في تركهم أموالهم بمكة للهجرة إلى الله ورسوله . وتوكلهم هو حق التوكل ، أي أكمله وأحزمه فلا يضع نفسه في هذه المرتبة من لم يعمل عملهم .
وتقدم الكلام على { كأيّن } عند قوله تعالى : { وكأيّن من نبيء قُتِل معه ربيون كثير } في سورة آل عمران [ 146 ] . وقوله : { وكأيّن من دابة لا تَحْمل رِزْقها } خبر غير مقصود منه إفادة الحكم ، بل هو مستعمل مجازاً مركباً في لازم معناه وهو الاستدلال على ضمان رزق المتوكلين من المؤمنين . وتمثيله للتقريب بضمان رزق الدوابّ الكثيرة التي تسير في الأرض لا تحمل رزقها ، وهي السوائم الوحشية ، والقرينة على هذا الاستعمال هو قوله : { الله يرزقها وإياكم } الذي هو استئناف بياني لبيان وجه سوق قوله : { وكأين من دَابةٍ لا تَحْمِل رِزْقها } ولذلك عطف { وإياكم } على ضمير { دابة } والمقصود : التمثيل في التيسير والإلهام للاسباب الموصلة وإن كانت وسائل الرق مختلفة .
والجمل في قوله : { لا تحمل رزقها } يجوز أن يكون مستعملاً في حقيته ، أي تسير غير حاملة رزقها لا كما تسير دواب القوافل حاملة رزقها ، وهو علفها فوق ظهورها بل تسير تأكل من نبات الأرض . ويجوز أن يستعمل مجازاً في التكلف له ، مثل قول جرير :
حُمِّلت أمراً عظيماً فاصطبرت له ... أي لا تتكلف لرزقها . وهذا حال معظم الدواب عدا النملة والفأرة ، قيل وبعض الطيركالعقعق . وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في قوله : { الله يرزقها } دون أن يقول : يرزقها الله ، ليفيد بالتقديم معنى الاختصاص ، أي الله يرزقها لا يغره ، فلماذا تعبدون أصناماً ليس بيدها رزق . وجملة { وهو السميع العليم } عطف على جملة : { الله يرزقها وإياكم } . فالمعنى : الله يرزقكم وهو السميع لدعائكم العليم بما في نفوسكم من الإخلاص لله في أعمالكم وتوكلكم ورجائكم منه الرزق .
- إعراب القرآن : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
«وَ» الواو حرف استئناف «كَأَيِّنْ» كناية عن عدد في محل رفع مبتدأ «مِنْ» حرف جر زائد «دَابَّةٍ» مجرور لفظا منصوب محلا تمييز كأين «لا تَحْمِلُ» لا نافية ومضارع فاعله مستتر «رِزْقَهَا» مفعول به والجملة صفة دابة. «اللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ «يَرْزُقُها» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة خبر اللّه والجملة الاسمية اللّه .. خبر كأين وجملة كأين .. مستأنفة لا محل لها «وَإِيَّاكُمْ» معطوف على الضمير المنصوب في يرزقها «وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» والواو حالية ومبتدأ وخبران والجملة حالية.
- English - Sahih International : And how many a creature carries not its [own] provision Allah provides for it and for you And He is the Hearing the Knowing
- English - Tafheem -Maududi : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(29:60) How many an animal there is that does not carry about its sustenance. Allah provides sustenance to them and to you. He is All-Hearing, All-Knowing. *99
- Français - Hamidullah : Que de bêtes ne se chargent point de leur propre nourriture C'est Allah qui les nourrit ainsi que vous Et c'est Lui l'Audient l'Omniscient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wie viele Tiere tragen ihre eigene Versorgung nicht herbei Allah versorgt sie und euch Und Er ist der Allhörende und Allwissende
- Spanish - Cortes : ¡Cuántas bestias hay que no pueden proveerse del sustento Alá se encarga de él y del vuestro Él es Quien todo lo oye Quien todo lo sabe
- Português - El Hayek : E quantas criaturas existem que não podem procurar o seus sustento Deus as agracia da mesma maneira que a vós e Eleé o Oniouvinte o Sapientíssimo
- Россию - Кулиев : Сколько есть живых существ которые не уносят своего пропитания или не запасаются своим пропитанием Аллах наделяет пропитанием их и вас Он - Слышащий Знающий
- Кулиев -ас-Саади : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
Сколько есть живых существ, которые не уносят своего пропитания (или не запасаются своим пропитанием)! Аллах наделяет пропитанием их и вас. Он - Слышащий, Знающий.Всеблагой и Всевышний Творец поведал о том, что Он один заботится о пропитании всех творений. Как сильные, так и беспомощные твари кормятся только благодаря заботе своего Господа. А сколько есть животных, которые лишены не только силы, но и разума! Они не запасаются пропитанием, зато Милостивый Аллах непрестанно одаряет их земным уделом. О люди! Наряду с этим Аллах обеспечивает пропитанием вас самих. Каждый из вас находится на попечении Господа, который сотворил все сущее, управляет судьбами Своих творений и одаряет их всем необходимым. Среди Его прекрасных имен - Слышащий, Знающий. Поэтому ничто не происходит без Его ведома, и ни одна живая тварь не помрет с голоду из-за того, что Он забыл о ее существовании. Этот аят похож на следующее откровение: «Нет на земле ни единого живого существа, которого Аллах не обеспечивал бы пропитанием. Аллах знает их место пребывания и место хранения (утробы матерей или могилы). Все это записано в Ясном Писании» (11:6).
- Turkish - Diyanet Isleri : Nice canlılar vardır ki rızıklarını kendileri elde edemezler Sizin de onların da rızkını Allah verir O işitir ve bilir
- Italiano - Piccardo : Quanti esseri viventi non si preoccupano del loro nutrimento È Allah che nutre loro e voi È Lui che tutto ascolta e conosce
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهها خوای گهوره دهیهوێت له گیروگرفتی ڕزق و ڕۆزیش دڵنیایان بکات بۆیه دهفهرموێت زۆر زیندهوهر ههیه ڕزق و ڕۆزی خۆیان نهداوه بهکۆڵی خۆیاندا کهچی خوا پهکیان ناخات و له برساندا نامرن چونکه خوا ڕزقی ئهوانیش و ئێوهش دهدات بێگومان ئهوزاته بیسهر به قسه و گوفتارتان و زانایه بهخهیاڵی دڵ و دهروونتان
- اردو - جالندربرى : اور بہت سے جانور ہیں جو اپنا رزق اٹھائے نہیں پھرتے خدا ہی ان کو رزق دیتا ہے اور تم کو بھی۔ اور وہ سننے والا اور جاننے والا ہے
- Bosanski - Korkut : A koliko ima životinja koje ne sakupljaju hranu sebi Allah ih hrani a i vas On sve čuje i sve zna
- Swedish - Bernström : Hur många varelser saknar inte förmåga att sörja för sig själva Gud sörjer för dem liksom för er Han är Den som hör allt vet allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan berapa banyak binatang yang tidak dapat membawa mengurus rezekinya sendiri Allahlah yang memberi rezeki kepadanya dan kepadamu dan Dia Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(Dan berapa banyak) alangkah banyaknya (binatang yang tidak dapat membawa rezekinya sendiri) karena lemah. (Allahlah yang memberi rezeki kepadanya dan kepada kalian) hai orang-orang Muhajirin, sekalipun kalian tidak membawa bekal dan pula tidak membawa nafkah (dan Dia Maha Mendengar) perkataan-perkataan kalian (lagi Maha Mengetahui) apa yang terpendam di dalam hati kalian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এমন অনেক জন্তু আছে যারা তাদের খাদ্য সঞ্চিত রাখে না। আল্লাহই রিযিক দেন তাদেরকে এবং তোমাদেরকেও। তিনি সর্বশ্রোতা সর্বজ্ঞ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அன்றியும் பூமியிலுள்ள எத்தனையோ பிராணிகள் தங்கள் உணவைச் சுமந்து கொண்டு திரிவதில்லை அவற்றுக்கும் உங்களுக்கும் அல்லாஹ் தான் உணவளிக்கின்றான் இன்னும் அவன் யாவற்றையும் செவிமடுப்பவனாகவும் நன்கு அறிபவனாகவும் இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และสัตว์ตั้งกี่ชนิดที่มันมิสามารถแสวงหาเครื่องยังชีพของมัน อัลลอฮ์ ทรงประทานเครื่องยังชีพแก่พวกมัน และแก่พวกเจ้า และพระองค์เป็นผู้ทรงได้ยิน ผู้ทรงรอบรู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўз ризқини кўтара олмайдиган қанчаданқанча жонзотлар бор Уларга ҳам сизларга ҳам Аллоҳ ризқ берадир Ва У ўта эшитгувчи ва ўта билгувчи зотдир Дарҳақиқат ўйлаб кўрадиган бўлсак кўпгина жонзотлар ризқга муҳтож бўлганида уни тановвул қилишдан бошқа нарсани билмайди Ризқ топиш учун ҳаракат ҳам қилмайди Ризқни ўзи билан кўтариб ҳам юрмайди Ўзига ризқ жамғармайди ҳам Фақат ризқ керак бўлганида уни тановвул қилади холос Аммо ризқ топилмасдан бирортаси очқаб ўлиб ҳам қолмайди Ризқини териб еб юраверади Фақат инсонгина ризқ тўплашни одат қилган Илоҳий таълимотлардан узоқ бўлган баъзи бир одамлар ҳаётни ризқрўз учун курашишдан иборат деб ўйлайдилар Улар ўзларича ризқни ўзимиз топмоқдамиз деб гумон қиладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 许多动物,不能担负自己的给养,真主供给他们和你们,他是全聪的,是全知的。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah berapa banyak binatang yang tidak membawa rezekinya bersama Allah jualah yang memberi rezeki kepadanya dan kepada kamu; dan Dia lah jua Yang Maha Mendengar lagi Maha Mengetahui
- Somali - Abduh : badanaa dhul socod aan xambaaran karin rizqigeeda ee Eebe arzuqo iyada iyo idinkaba Eebana waa maqle oge ah
- Hausa - Gumi : Kuma da yawa dabba wadda bã ta ɗaukar abincinta Allah Yanã ciyar da ita tãre da ku kuma Shĩ ne Mai ji Mai ilmi
- Swahili - Al-Barwani : Na wanyama wangapi hawawezi kujimilikia riziki zao Mwenyezi Mungu anawaruzuku hao na nyinyi pia Na Yeye ndiye Mwenye kusikia Mwenye kujua
- Shqiptar - Efendi Nahi : E sa shtazë ka të cilat nuk e bartin me vete furnizimin Perëndia i furnizon ato dhe juve Ai i dëgjon të gjitha dhe i di të gjitha
- فارسى - آیتی : چه بسيار جنبندگانى كه ياراى تحصيل روزى خويش ندارند و خدا آنها را و شما را روزى مىدهد. و او شنوا و داناست.
- tajeki - Оятӣ : Чӣ бисёр ҷунбандагоне, ки тавони таҳсили рӯзии худ надоранд ва Худо онҳоро ва шуморо рӯзӣ медиҳад. Ва Ӯ шунавову доност!
- Uyghur - محمد صالح : نۇرغۇن ھايۋانلار ئۆز رىزقىنى ئۈستىگە ئالالمايدۇ (يەنى ئۆز رىزقىنى تېپىپ يېيىشتىن ئاجىزدۇر)، ئۇلارنى ۋە سىلەرنى اﷲ رىزىقلاندۇرىدۇ، اﷲ (سۆزۈڭلارنى) ئاڭلاپ تۇرغۇچىدۇر، (ئەھۋالىڭلارنى) بىلىپ تۇرغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എത്രയെത്ര ജീവികളുണ്ട്. അവയൊന്നും തങ്ങളുടെ അന്നം ചുമന്നല്ല നടക്കുന്നത്. അല്ലാഹുവാണ് അവയ്ക്കും നിങ്ങള്ക്കും ആഹാരം നല്കുന്നത്. അവന് എല്ലാം കേള്ക്കുന്നവനും അറിയുന്നവനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : وكم من دابه لا تدخر غذاءها لغد كما يفعل ابن ادم فالله سبحانه وتعالى يرزقها كما يرزقكم وهو السميع لاقوالكم العليم بافعالكم وخطرات قلوبكم
*99) That is, "While migrating you should not be worried about your means of livelihood as you should not worry about your life's safety. For none of the birds and the animals of the land and the sea that you find around yourself carries its provision with it. Allah is providing for all of them; wherever they go they get their provision through Allah's bounty. Therefore, do not be disheartened by the thought that if you left your homes for the sake of your faith, you would have nothing to eat. AIlah will provide for you as well from the sources from which He is providing for the countless of His other creatures:" Precisely the same thing was taught by the Prophet Jesus (may Allah's peace be upon him) to his disciples when he had said: "No tnan can serve two masters: for either he will hate the one, and love the other; or else he will hold :o the one, and despise the other. Ye cannot serve God and mammon. Therefore I say unto you, Take no thought for your life, what ye shall eat, or what ye shall drink; nor yet for your body, what ye shall put on. Is not the life more than treat, and the body than raiment? Behold the fowls of the air: for they sow not, neither do they reap, nor gather into barns; yet your heavenly Father feedeth them. Are ye not much better than they? Which of you by taking thought can add one cubit unto his stature? And why take ye thought for raiment? Consider the lilies of the field, how they grow; they toil not, neither do they spin: And yet I say unto you that even Solomon in all his glory was not arrayed like one of these. Wherefore, if God so clothe the grass of the field, which to day is and to morrow is cast into the oven, shall he not much more clothe you, O ye of little faith? Therefore take no thought, saying, What shall we eat? or, What shall .we drink? or, Wherewithal shall we be clothed? (For after all these things do the Gentiles seek ) for your heavenly Father knoweth that ye have need of all these things. But seek ye first the kingdom of God, and his righteousness; and all these things shall be added unto you. Take therefore no thought for the morrow: for the morrow shall take thought for the things of itself. Sufficient unto the day is the evil thereof." (Mate. 6: 2434). The background of these discourses of the Qur'an and the Gospel is the same. There always comes a stage in the way of the propagation of the Truth when the follower of the Truth is left with no alternative but to stake his very life only with trust in Allah, regardless of the support and means of the material world. In these conditions, those who are too calculating about the possibilities of the future and seeking guarantees of the saftey of life and assurance of provisions cannot do anything. Indeed, such conditions are changed only by the efforts and power of those who rise fearlessly in face of every danger and are even prepared to risk their very lives. It is all due to their sacrifices that ultimately the Word of Allah is raised high and all other words and creeds stand humbled and subdued before it.