- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِىٓ أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلَّا بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآئِ رَبِّهِمْ لَكَٰفِرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : أولم يتفكروا في أنفسهم ۗ ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى ۗ وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون
- عربى - التفسير الميسر : أولم يتفكر هؤلاء المكذِّبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم، ولم يكونوا شيئًا. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب، والدلالة على توحيده وقدرته، وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ وإن كثيرًا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون؛ جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم، وغفلةً منهم عن الآخرة.
- السعدى : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
أي: أفلم يتفكر هؤلاء المكذبون لرسل اللّه ولقائه { فِي أَنْفُسِهِمْ } فإن في أنفسهم آيات يعرفون بها أن الذي أوجدهم من العدم سيعيدهم بعد ذلك وأن الذي نقلهم أطوارا من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى آدمي قد نفخ فيه الروح إلى طفل إلى شاب إلى شيخ إلى هرم، غير لائق أن يتركهم سدى مهملين لا ينهون ولا يؤمرون ولا يثابون ولا يعاقبون. { مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ } [أي] ليبلوكم أيكم أحسن عملا. { وَأَجَلٌ مُسَمًّى } أي: مؤقت بقاؤهما إلى أجل تنقضي به الدنيا وتجيء به القيامة وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات.
{ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } فلذلك لم يستعدوا للقائه ولم يصدقوا رسله التي أخبرت به وهذا الكفر عن غير دليل، بل الأدلة القاطعة قد دلت على البعث والجزاء.
- الوسيط لطنطاوي : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
ثم حضهم - سبحانه - على التفكير فى خلق أنفسهم ، وعلى التفكير فى ملكوت السماوات والأرض ، لعل هذا التفكر والتدبر يهديهم إلى الصراط المستقيم ، فقال - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ في أَنفُسِهِمْ . . بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) .
والاستفهام فى قوله - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ في أَنفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ الله السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بالحق وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ) لتوبيخ أولئك الكافرين الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ، وهم عن الآخرة هم غافلون ، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام . و ( مَّا ) فى قوله ( مَّا خَلَقَ ) للنفى ، والباء فى قوله ( إِلاَّ بالحق ) للملابسة . وقوله : ( وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ) معطوف على الحق .
والمعنى : أبلغ الجهل بهؤلاء الكافرين ، أنهم اكتفوا بالانهماك فى متع الحياة الدنيا ، ولم يتفكروا فى أحوال أنفسهم وفى أطوار خلقها ، لأنهم لو تفكروا علموا وأيقنوا ، أن الله - تعالى - : ما خلق السماوات والأرض وما بينهما ، إلا ملتبسه بالحق الذى يشوبه باطل ، وبالحكمة التى لا يحرم حولها عبث ، وقد قدر - سبحانه - لهذه المخلوقات جميعها أجلا معينا تنتهى عنده ، وهو وقت قيام الساعة ، يوم تدبل الأرض غير الأرض والسماوات .
فالآية الكريمة تنعى على هؤلاء الأشقياء ، غفلتهم عن الدار الآخرة وما فيها من حساب ، وتحضهم على التفكر فى تكوين أنفسهم ، وفى ملكوت السماوات والأرض ، لأن هذا التفكر من شأنه أن يهدىإلى الحق ، كما تلفت أنظارهم إلى أن لهذا الكون كله نهاية ينتهى عندها ، وقت أن يأذن الله - تعالى - بذلك ، وبقيام الساعة .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة ببيان موقف الأكثرية من الناس من قضية البعث والجزاء فقال : ( وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الناس بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ) .
أى : وإن كثيرا من الناس لفى انشغال تام بدنياهم عن آخرتهم ، ولا يؤمنون بما فى الآخرة من حسبا وثواب وعقاب ، بل يقولون : ما الحياة إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ، وعلى راس هذا الصنف من الناس مشركو مكة الذين أرسل النبى صلى الله عليه وسلم فيهم ، لإِخراجهم من الظلمات إلى النور .
وقال - سبحانه - : ( وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الناس ) للإِشعار بان هناك عددا قليلا من الناس - بالنسبة لهؤلاء الكثيرين - قد آمنوا بلقاء ربهم ، واستعدوا لهذا اللقاء عن طريق العمل الصالح الذى يرضى خالقهم - عز وجل - .
- البغوى : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
( أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ) أي : للحق ، وقيل : لإقامة الحق ( وأجل مسمى ) أي : لوقت معلوم إذا انتهت إليه فنيت ، وهو القيامة ( وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون)
- ابن كثير : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
يقول تعالى منبها على التفكر في مخلوقاته ، الدالة على وجوده وانفراده بخلقها ، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه ، فقال : ( أولم يتفكروا في أنفسهم ) يعني به النظر والتدبر والتأمل لخلق الله الأشياء من العالم العلوي والسفلي ، وما بينهما من المخلوقات المتنوعة ، والأجناس المختلفة ، فيعلموا أنها ما خلقت سدى ولا باطلا بل بالحق ، وأنها مؤجلة إلى أجل مسمى ، وهو يوم القيامة; ولهذا قال : ( وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون ) .
- القرطبى : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
قوله تعالى : أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون .
قوله : في أنفسهم ظرف للتفكر وليس بمفعول ، تعدى إليه يتفكروا بحرف جر ; لأنهم لم يؤمروا أن يتفكروا في خلق أنفسهم ؛ إنما أمروا أن يستعملوا التفكر في خلق السماوات والأرض وأنفسهم ؛ حتى يعلموا أن الله لم يخلق السماوات وغيرها إلا بالحق . قال الزجاج : في الكلام حذف ، أي فيعلموا ; لأن في الكلام دليلا عليه . إلا بالحق قال الفراء : معناه إلا للحق ; يعني الثواب والعقاب . وقيل : إلا لإقامة الحق . وقيل : بالحق بالعدل . وقيل : بالحكمة ; والمعنى متقارب . وقيل : بالحق أي أنه هو الحق وللحق خلقها ، وهو الدلالة على توحيده وقدرته . وأجل مسمى أي للسماوات والأرض أجل ينتهيان إليه ؛ وهو يوم القيامة . وفي هذا تنبيه على الفناء ، وعلى أن لكل مخلوق أجلا ، وعلى ثواب المحسن وعقاب المسيء . وقيل : وأجل مسمى أي خلق ما خلق في وقت سماه ؛ لأن يخلق ذلك الشيء فيه . وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون اللام للتوكيد ، والتقدير : لكافرون بلقاء ربهم ، على التقديم والتأخير ; أي لكافرون بالبعث بعد الموت . وتقول : إن زيدا في الدار لجالس . ولو قلت : إن زيدا لفي الدار لجالس جاز . فإن قلت : إن زيدا جالس لفي الدار لم يجز ; لأن اللام إنما يؤتى بها توكيدا لاسم إن وخبرها ، وإذا جئت بهما لم يجز أن تأتي بها . وكذا إن قلت : إن زيدا لجالس لفي الدار لم يجز .
- الطبرى : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)
يقول تعالى ذكره: أولم يتفكَّر هؤلاء المكذّبون بالبعث يا محمد من قومك في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئا، ثم صرفهم أحوالا وقارات حتى صاروا رجالا فيعلموا أن الذي فعل ذلك قادر أن يعيدهم بعد فنائهم خلقا جديدا، ثم يجازي المحسن منهم بإحسانه، والمسيء بإساءته لا يظلم أحدا منهم، فيعاقبه بجرم غيره، ولا يحرم أحدا منهم جزاء عمله، لأنه العدل الذي لا يجور ( مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ) إلا بالعدل، وإقامة الحقّ، (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) يقول: وبأجل مؤقت مسمى، إذا بلغت ذلك الوقت أفنى ذلك كله، وبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ، وبرزوا لله الواحد القهَّار، وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم جاحدون منكرون؛ جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم، وغفلة منهم عن الآخرة.
- ابن عاشور : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)
عطف على جملة { وهُمْ عن الآخرةِ هم غَافِلون } [ الروم : 7 ] لأنهم نفوا الحياة الآخرة فسيق إليهم هذا الدليل على أنها من مقتضى الحكمة .
فضمير { يتفكروا } عائد إلى الغافلين عن الآخرة وفي مقدمتهم مشركو مكة . والاستفهام تعجيبي من غفلتهم وعدم تفكرهم . والتقدير : هم غافلون وعجيب عدم تفكرهم . ومناسبة هذا الانتقال أن لإحالتهم رجوع الدَّالة إلى الروم بعد انكسارهم سببين :
أحدهما : اعتيادهم قصر أفكارهم على الجولان في المألوفات دون دائرة الممكنات ، وذلك من أسباب إنكارهم البعث وهو أعظم ما أنكروه لهذا السبب .
وثانيهما : تمردهم على تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن شاهدوا معجزته فانتقل الكلام إلى نقض آرائهم في هذين السببين .
والتفكر : إعمال الفكر ، أي الخاطر العقلي للاستفادة منه ، وهو التأمل في الدلالة العقلية . وقد تقدم عند قوله تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتوي الأعْمَى والبَصِير أفَلا تَتَفَكرون } في سورة الأنعام ( 50 ) .
والأنفس : جمع نفْس . والنفس يطلق على الذات كلها ، ويطلق على باطن الإنسان ، ومنه قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام : { تعْلَم مَا فِي نَفْسِي } [ المائدة : 116 ] كقول عمر يوم السقيفة : «وكُنت زوّقت في نفسي مقالة» أي في عقلي وباطني .
وحرف { في } من قوله { فِي أنْفُسهم } يجوز أن يكون للظرفية الحقيقية الاعتبارية فيكون ظرفاً لمصدر { يَتَفَكَرُّوا ، أي تفكراً مستقراً في أنفسهم . وموقع هذا الظرف مما قبله موقع معنى الصفة للتفكر . وإذ قد كان التفكر إنما يكون في النفس فذكر في أنفسهم لتقوية تصوير التفكر وهو كالصفة الكاشفة لتقرر معنى التفكر عند السامع ، كقوله { ولاَ تخطّهُ بِيَمِينك } [ العنكبوت : 48 ] وقوله { ولاَ طَائِر يَطِير بِجَنَاحَيه } [ الأنعام : 38 ] ، وتكون جملة { مَا خَلَقَ الله السَّمَاوات والأرْض } الخ على هذا مُبينة لجملة { يَتَفَكَرُّوا } إذ مدلولها هو ما يتفكرون فيه كقوله تعالى : { أمْ يَتَفَكَّروا ما بِصَاحبهم من جنة } [ الأعراف : 184 ] .
ويجوز أن يكون { في } للظرفية المجازية متعلقة بفعل { يَتَفكروا } تعلق المفعول بالفعل ، أي يتدبروا ويتأملوا في أنفسهم . والمراد بالأنفس الذوات فهو في معنى قوله تعالى { وفي أنْفُسكم أفَلا تُبْصِرون } [ الذاريات : 21 ] ؛ فإن حق النظر المؤدّي إلى معرفة الوحدانية وتحقق البعث أن يبدأ بالنظر في أحوال خلقة الإنسان قال تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون } [ المؤمنون : 115 ] وهذا كقوله تعالى : { أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض } [ الأعراف : 185 ] أي في دلالة ملكوت السماوات والأرض ، وتكون جملة { مَا خَلَق الله السماوَات والأرْض } الخ على هذا التفسير بدل اشتمال من قوله { أنْفُسهم } إذ الكلام على حذف مضاف ، تقديره : في دلالة أنفسهم ، فإن دلالة { أنفُسهم } تشتمل على دلالة خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق لأن { أنفُسهم } مشمولة لما في الأرض من الخلق ودالة على ما في الأرض ، وكذلك يطلق ما في الأرض دال على خلق أنفسهم .
وعلى الاحتمالين وقع تعليق فعل { يَتَفَكَّروا } عن العمل في مفعولين لوجود النفي بعده .
ومعنى { خلق السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق : أن خلقهم ملابسٌ للحق .
والحق هنا هو ما يحق أن يكون حِكمة لِخلق السماوات والأرض وعلة له ، وحق كل ماهية ونوع هو ما يحق أن يتصرف به من الكمال في خصائصه وأنه به حقيق كما يقول الأب لابنه القائم ببره : أنت ابني حقاً ، ألا ترى أنهم جعلوا تعريف النكرة بلام الجنس دالاً على معنى الكمال في نحو : أنت الحبيب ، لأن اسم الجنس في المقام الخطابي يؤذن بكماله في صفاته ، وإنما يعرف حق كل نوع بالصفات التي بها قابليته ، ومن ينظر في القابليات التي أودعها الله تعالى في أنواع المخلوقات يجد كل الأنواع مخلوقة على حدود خاصة بها إذا هي بلغتها لا تقبل أكثر منها؛ فالفرس والبقرة والكلب الكائنات في العصور الخالية وإلى زمن آدم لا تتجاوز المتأخرة من أمثالها حدودها التي كانت عليها فهي في ذلك سواءٌ . دلت على ذلك تجارب الناس الحاضرين لأجيالها الحاضرة ، وأخبارُ الناس الماضين عن الأجيال المعاصرة لها ، وقياسُ ما كان قبل أزمان التاريخ على الأجيال التي انقرضت قبلها حاشا نوع الإنسان فإن الله فَطَره بقابلية للزيادة في كمالات غير محدودة على حسب أحواللِ تجدُّدِ الأجيال في الكمال والارتقاء وجعله السلطان على هذا العالم والمتصرف في أنواع مخلوقات عالَمِه كما قال { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً }
[ البقرة : 29 ] وذلك بما أودع فيه من العقل . ودلت المشاهدة على تفاوت أفراد نوع الإنسان في كمال ما يصلح له تفاوتاً مترامي الأطراف ، كما قال البحتري :ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً ... لدى الفضل حتى عُدّ ألف بواحد
فدلت التجربة في المشاهدة كما دلت الأخبار عن الماضي وقياس ما قبل التاريخ على ما بعده ، كل ذلك دل على هذا المعنى ، ولأجل هذا التفاوت كلف الإنسان خالقُه بقوانين ليبلغ مرتقى الكمال القابل له في زمانه ، مع مراعاة ما يحيط به من أحوال زمانه ، وليتجنب إفساد نفسه وإفساد بني نوعه ، وقد كان ما أعطيه نوع الإنسان من شُعب العقل مخوِّلاً إياه أن يفعل على حسب إرادته وشهوته ، وأن يتوخّى الصواب أو أن لا يتوخّاه ، فلما كلفه خالقهُ باتباع قوانين شرائعه ارتكب واجتنب فالتحق تارة بمراقي كماله ، وقصَّر تارة عنها قصوراً متفاوتاً ، فكان من الحكمة أن لا يُهمَل مسترسلاً في خطوات القصور والفساد ، وذلك إما بتسليط قوة مُلْجِئَة عليه تستأصل المفسد وتستبقي المصلح ، وإما بإراضته على فعل الصلاح حتى يصير منساقاً إلى الصلاح باختياره المحمود ، إلا أن حكمة أخرى ربانية اقتضت بقاء عمران العالم وعدمَ استئصاله ، وبذلك تعطل استعمال القوة المستأصلة ، فتعين استعمال إراضته على الصلاح ، فجمع الله بين الحكمتين بأن جعل ثواباً للصالحين على قدر صلاحهم وعقاباً للمفسدين بمقدار عملهم ، واقعاً ذلك كلُّه في عالم غير هذا العالم ، وأبلغ ذلك إليهم على ألسنة رسله وأنبيائه إزالة للوصمة ، وتنبيهاً على الحكمة ، فخاف فريق ورجا فارتكب واجتنب ، وأعرض فريق ونأى فاجترح واكتسب ، وكانَ من حق آثار هاته الحِكم أن لا يُحرم الصالح من ثوابه ، وأن لا يفوتَ المفسد بمَا به ليظهر حق أهل الكمال ومَن دونهم من المراتب ، فجعل الله بقاء أفراد النوع في هذا العالم محدوداً بآجال معينة وجعل لبقاء هذا العالم كله أجلاً معيناً ، حتى إذا انتهت جميع الآجال جاء يوم الجزاء على الأعمال ، وتميز أهل النقص من أهل الكمال .
فكان جَعْل الآجال لبقاء المخلوقات من جملة الحق الذي خُلقت ملابِسةً له ، ولذلك نُبّه عليه بخصوصه اهتماماً بشأنه ، وتنبيهاً على مكانه ، وإظهاراً أنه المقصدُ بكيانه ، فعطفه على الحق للاهتمام به ، كما عطف ضده على الباطل ، في قوله { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون } [ المؤمنون : 115 ] فقال { أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى .
وقد مضى في سورة الأنعام ( 73 ) قوله { وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق } الآية . وفائدة ذكر السماوات هنا أنّ في أحوال السماوات من شمسها وكواكبها وملائكتها ما هو من جملة الحق الذي خلقت ملابسة له ، أما ما وراء ذلك من أحوالها التي لا نَعرف نسبة تعلقها بهذا العالم ، فنَكِلُ أمره إلى الله ونقيسُ غائبه على الشاهد ، فنُوقنُ بأنه ما خُلق إلا بالحق كذلك . فشواهد حقيَّة البعث والجزاء بادية في دقائق خلق المخلوقات ، ولذلك أعقبه بقوله وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون } ، وهذا كقوله تعالى { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون } [ المؤمنون : 115 ] .
والمسمَّى : المقدَّر . أطلقت التسمية على التقدير ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { ونُقرّ في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمّى } في سورة الحج ( 5 ) . وعند قوله تعالى { ولولا أجل مسمّى لجاءهم العذاب } في سورة العنكبوت ( 53 ) . وجملة وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون } تذييل .
وتأكيده ب { إن } لتنزيل السامع منزلة من يشك في وجود من يجحد لقاء الله بعد هذا الدليل الذي مضى بَلْهَ أن يكون الكافرون به كثيراً . والمراد بالكثير هنا : مشركو أهل مكة وبقية مشركي العرب المنكرين للبعث ومن ماثلهم من الدهريين . ولم يعبر هنا ب { أكثر الناس } [ العنكبوت : 60 ] لأن المثبتين للبعث كثيرون مثل أهل الكتاب والصابئة والمجوس والقبط .
- إعراب القرآن : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
«أَوَلَمْ» الهمزة حرف استفهام والواو حرف استئناف «يَتَفَكَّرُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة مستأنفة «فِي أَنْفُسِهِمْ» متعلقان بالفعل «ما» نافية «خَلَقَ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعله «السَّماواتِ» مفعول به «وَالْأَرْضَ» معطوفة على السموات «وَ» الواو حرف عطف «ما» اسم موصول معطوف على السموات «بَيْنَهُما» ظرف مكان «إِلَّا» حرف حصر «بِالْحَقِّ» متعلقان بمحذوف حال «وَأَجَلٍ» معطوف على الحق «مُسَمًّى» صفة والجملة مستأنفة لا محل لها «وَإِنَّ كَثِيراً» الواو حرف استئناف وإن واسمها «مِنَ النَّاسِ» متعلقان بكثيرا «بِلِقاءِ» متعلقان بكافرون «رَبِّهِمْ» مضاف إليه «لَكافِرُونَ» خبر إن واللام المزحلقة والجملة مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : Do they not contemplate within themselves Allah has not created the heavens and the earth and what is between them except in truth and for a specified term And indeed many of the people in [the matter of] the meeting with their Lord are disbelievers
- English - Tafheem -Maududi : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ(30:8) Do they not reflect on themselves? *5 Allah created the heavens and the earth and whatever lies between them in Truth and for an appointed term. *6 Yet many people deny that they will meet their Lord. *7
- Français - Hamidullah : N'ont-ils pas médité en eux-mêmes Allah n'a créé les cieux et la terre et ce qui est entre eux qu'à juste raison et pour un terme fixé Beaucoup de gens cependant ne croient pas en la rencontre de leur Seigneur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Denken sie denn nicht in ihrem Inneren darüber nach Allah hat die Himmel und die Erde und was dazwischen ist nur in Wahrheit und auf eine festgesetzte Frist erschaffen Aber viele von den Menschen verleugnen fürwahr die Begegnung mit ihrem Herrn
- Spanish - Cortes : ¿Es que no reflexionan en su interior Alá no ha creado los cielos la tierra y lo que entre ellos está sino con un fin y por un período determinado Pero muchos hombres se niegan sí a creer en el encuentro de su Señor
- Português - El Hayek : Porventura não refletem em si mesmos Deus não criou os céus a terra e o que existe entre ambos senão com prudência epor um término prefixado Porém certamente muitos dos humanos negam o comparecimento ante o seu Senhor quando daRessurreição
- Россию - Кулиев : Неужели они не размышляли о самих себе Аллах создал небеса землю и то что между ними только ради истины и только на определенный срок Но многие люди не веруют во встречу со своим Господом
- Кулиев -ас-Саади : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
Неужели они не размышляли о самих себе? Аллах создал небеса, землю и то, что между ними, только ради истины и только на определенный срок. Но многие люди не веруют во встречу со своим Господом.Неужели неверующие, которые отвергают посланников и отрицают встречу с Господом, не задумывались о себе? Подобные размышления открывают человеку глаза на множество знамений, которые свидетельствуют о том, что Всевышний Творец, который сотворил человека из небытия, непременно воссоздаст его после смерти. Он превращает человека из одного творения в другое: крошечная капля превращается в сгусток крови; затем сгусток крови превращается кусочек мяса; затем зародыш превращается в плод, и ангел вдыхает в него душу; затем появляется на свет ребенок, который впоследствии становится юношей, пожилым человеком и дряхлым стариком. Поэтому не следует думать, что Аллах предал человека забвению и оставил его без повелений и запретов, вознаграждения и наказания. Аллах создал высший и низший миры только ради истины. Эта истина заключается в том, что Всевышний Аллах испытывает людей и выявляет тех, кто вершит добрые дела. А когда наступит Судный день и истечет отведенный Вселенной срок, то небеса и земля совершенно изменятся в облике. Но многие из людей не веруют во встречу со своим Господом, и поэтому они не готовятся к этой встрече и не верят словам Божьих посланников. Однако это неверие совершенно необоснованно. Более того, существует множество неопровержимых доказательств неизбежности воскрешения и воздаяния. Вот почему далее Всевышний Аллах сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Kendi kendilerine Allah'ın gökleri yeri ve ikisinin arasında bulunanları gerçek olarak ve belirli bir süre için yarattığını düşünmezler mi Doğrusu insanların çoğu Rablerine kavuşacaklarını inkar ederler
- Italiano - Piccardo : Non hanno riflettuto in loro stessi Allah ha creato i cieli e la terra e tutto ciò che vi è frammezzo secondo verità e per un termine stabilito Molti uomini però non credono nell'incontro con il loro Signore
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا ئهوه له ناخی خۆیاندا بیرێکیان نهکردۆتهوه که خوا ئاسمانهکان و زهوی و ههرچی له نێوانیاندا ههیه تهنها به حهق و سنووردار نهبێت دروستی نهکردوون له ڕاستیدا زۆربهی خهڵکی بێ باوهڕن به گهیشتنه خزمهتی پهروهردگاریان
- اردو - جالندربرى : کیا انہوں نے اپنے دل میں غور نہیں کیا۔ کہ خدا نے اسمانوں اور زمین کو اور جو کچھ ان دونوں کے درمیان ہے ان کو حکمت سے اور ایک وقت مقرر تک کے لئے پیدا کیا ہے۔ اور بہت سے لوگ اپنے پروردگار سے ملنے کے قائل ہی نہیں
- Bosanski - Korkut : A zašto ne razmisle sami o sebi Allah je stvorio nebesa i Zemlju i ono što je između njih – sa ciljem i do roka određenog A mnogi ljudi ne vjeruju da će pred Gospodara svoga doista izaći
- Swedish - Bernström : Har de inte ägnat någon eftertanke åt [allt som visar att] Gud inte har skapat himlarna och jorden och allt däremellan utan en plan och ett syfte och att en slutpunkt är fastställd [för allt] Men många människor förnekar att de [en dag] skall möta sin Herre
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan mengapa mereka tidak memikirkan tentang kejadian diri mereka Allah tidak menjadikan langit dan bumi dan apa yang ada diantara keduanya melainkan dengan tujuan yang benar dan waktu yang ditentukan Dan sesungguhnya kebanyakan di antara manusia benarbenar ingkar akan pertemuan dengan Tuhannya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
(Dan mengapa mereka tidak memikirkan tentang diri mereka sendiri?) supaya mereka sadar dari kelalaiannya. (Allah tidak menjadikan langit dan bumi serta apa yang ada di antara keduanya melainkan dengan tujuan yang benar dan waktu yang ditentukan) artinya akan lenyap setelah waktunya habis, sesudah itu tibalah saatnya hari berbangkit. (Dan sesungguhnya kebanyakan di antara manusia) yaitu orang-orang kafir Mekah (benar-benar ingkar akan pertemuan dengan Rabbnya) yakni mereka tidak percaya kepada adanya hari berbangkit sesudah mati.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা কি তাদের মনে ভেবে দেখে না যে আল্লাহ নভোমন্ডল ভূমন্ডল ও এতদুভয়ের মধ্যবর্তী সবকিছু সৃষ্টি করেছেন যথাযথরূপে ও নির্দিষ্ট সময়ের জন্য কিন্তু অনেক মানুষ তাদের পালনকর্তার সাক্ষাতে অবিশ্বাসী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் தங்களுக்குள்ளே இத பற்றிச் சிந்தித்துப் பார்க்க வேண்டாமா அல்லாஹ் வானங்களையும் பூமியையும் இவ்விரண்டிற்கு மிடையிலுள்ளவற்றையும் உண்மையையும் குறிப்பட்ட தவணையையும் கொண்டல்லாமல் படைக்கவில்லை எனினும் நிச்சயமாக மனிதர்களில் பெரும்பாலோர் தங்கள் இறைவன் சந்திப்பை நிராகரிக்கிறார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขามิได้ใคร่ครวญ ในตัวของพวกเขาดอกหรือว่า อัลลอฮฺมิได้ทรงสร้างชั้นฟ้าทั้งหลายและแผ่นดิน และสิ่งที่อยู่ระหว่างทั้งสอง เพื่อสิ่งอื่นใดเลย เว้นแต่เพื่อความจริงและเวลาที่ถูกกำหนดไว้ และแท้จรงส่วนมากของมนุษย์เป็นผู้ปฏิเสธศรัทธาต่อการพบพระผู้เป็นเจ้าของพวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ахир улар Аллоҳ осмонлару ерни ва улар орасидаги нарсаларни фақат ҳақ билан ва маълум муддатга яратганини тафаккур қилиб кўрмайдиларми Ҳақиқатда одамлардан кўплари Роббиларига рўбарў бўлишни инкор қилгувчилардир Инсоннинг ақл ишлатиладиган нарсалар ҳақида ўйлаши тафаккур дейилади Оятда одамларнинг тафаккур юритмасликларидан ажабланиш бор
- 中国语文 - Ma Jian : 难道他们没有思维吗?真主创造天地万物,只依真理和定期,有许多人的确不信将与他们的主相会。
- Melayu - Basmeih : Patutkah mereka merasa cukup dengan mengetahui yang demikian sahaja dan tidak memikirkan dalam hati mereka supaya mereka dapat mengetahui bahawa Allah tidak menciptakan langit dan bumi serta segala yang ada di antara keduanya itu melainkan dengan ada gunanya yang sebenar dan dengan ada masa penghujungnya yang tertentu juga untuk kembali menemui Penciptanya Dan sebenarnya banyak di antara manusia orangorang yang sungguh ingkar akan pertemuan dengan Tuhannya
- Somali - Abduh : miyeyna ka fikirin naftooda Inuusan Eebe Samaawaadka iyo Dhulka iyo waxa u dhaxeeya u abuurin waxaan xaq iyo muddo magacaaban ahayn wax badan oo dadka ka mid ahna waxay ka Gaaloobi la kulanka Eebahood
- Hausa - Gumi : Shin ba su yi tunãni ba a cikin zukãtansu cẽwa Allah bai halitta sammai da ƙasa ba da abin da ke tsakãninsu fãce da gaskiya da ajali ambatacce Kuma lalle mãsu yawa daga mutãne kãfirai ne ga gamuwa da Ubangijinsu
- Swahili - Al-Barwani : Je Hawajifikirii nafsi zao Mwenyezi Mungu hakuumba mbingu na ardhi na viliomo ndani yake ila kwa Haki na kwa muda maalumu Na hakika watu wengi bila ya shaka ni wenye kukataa kuwa watakutana na Mola wao Mlezi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Vallë a nuk mendojnë ata për vetveten Perëndia ka krijuar qiejt dhe Tokën dhe ato që gjenden në mes tyre – vetëm me qëllim dhe afat të caktuar E me të vërtetë shumica e njerëzve nuk besojnë në takimin me Zotin e tyre
- فارسى - آیتی : آيا با خود نمىانديشند كه خدا آسمانها و زمين را و هر چه را ميان آنهاست، جز به حق و تا مدتى محدود، نيافريده است؟ و بسيارى از مردم به ديدار پروردگارشان ايمان ندارند.
- tajeki - Оятӣ : Оё бо худ намеандешанд, ки Худо осмонҳову заминро ва ҳар чӣ дар миёни онҳост, ба ҳақ ва то муддате маҳдуд, офаридааст? Ва бисёре аз мардум ба дидори Парвардигорашон имон надоранд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار (ئاقىۋىتىنىڭ قانداق بولىدىغانلىقىنى بىلىشلىرى ئۈچۈن) ئۆزلىرى ئۈستىدە پىكىر يۈرگۈزمەمدۇ؟ اﷲ ئاسمانلارنى، زېمىننى ۋە ئۇلارنىڭ ئارىسىدىكى (يۇلتۇز قاتارلىق) نەرسىلەرنى پەقەت ھەق ۋە مۇئەييەن ۋاقىتلىق قىلىپ ياراتتى، شەك – شۈبھىسىزكى، نۇرغۇن كىشىلەر پەرۋەردىگارىغا مۇلاقات بولۇشنى (قايتا تىرىلىدىغانلىقىنى، قىلغان ئەمەلىگە يارىشا مۇكاپاتلىنىدىغانلىقىنى ياكى جازالىنىدىغانلىقىنى) ئىنكار قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സ്വന്തത്തെ സംബന്ധിച്ച് അവര് ചിന്തിച്ചിട്ടില്ലേ? ആകാശഭൂമികളെയും അവയ്ക്കിടയിലുള്ളവയെയും ശരിയായ ക്രമപ്രകാരവും കൃത്യമായ അവധി നിശ്ചയിച്ചുമല്ലാതെ അല്ലാഹു സൃഷ്ടിച്ചിട്ടില്ല. മനുഷ്യരിലേറെപ്പേരും തങ്ങളുടെ നാഥനെ കണ്ടുമുട്ടുമെന്നതിനെ തള്ളിപ്പറയുന്നവരാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : اولم يتفكر هولاء المكذبون برسل الله ولقائه في خلق الله اياهم وانه خلقهم ولم يكونوا شيئا ما خلق الله السموات والارض وما بينهما الا لاقامه العدل والثواب والعقاب والدلاله على توحيده وقدرته واجل مسمى تنتهي اليه وهو يوم القيامه وان كثيرا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون جهلا منهم بان معادهم الى الله بعد فنائهم وغفله منهم عن الاخره
*5) This in itself is a strong argument for the Hereafter. It means this: "If these people had reflected over their own selves, apart from the external phenomena, they would have found in themselves the arguments which prove the necessity of a second life after the present life. There are three special characteristics of man which distinguish him from the other creations on the earth: ( l ) The earth and the countless things around it have been subjected for him, and he has been granted vast powers to exploit them. (?) He has been life free to choose a way of life for himself. He can follow the way of belief or disbelief, obedience or sin, virtue or vice, as he likes. Any way of life, right or wrong, that he chooses, he is helped to follow it and allowed to use and exploit alI the means and resources provided by God, whether the way chosen is of God's obedience or of His disobedience. (3) An innate moral sense has been placed in him, by which he discriminates between the voluntary and the involuntary actions; he judges the voluntary acts as good and bad, and decides spontaneously that a good act ought to he rewarded and an evil act ought to be punished.
These three characteristics which are found in man's own self serve as a pointer to the fact that there must be a time when man should he called to account for his deeds, when he should be asked how he used the powers delegated to him over what he had been given in the world, when it should be seen whether he had adopted the right way or the wrong way by use of the freedom of choice given to him, when his voluntary acts should be judged, and good acts be rewarded and evil acts punished. This time inevitably can come only after man's life-activity has ceased and the account-book of his actions closed, and not before it. And this time should necessarily come only when the account-book of not one man or of one nation but of all mankind has closed. For on the passing away of one man or of one nation the influence that he or it has generated by his or its acts does not cease to operate. The good or bad influence left by him should also be credited to his account. How can accountability be carried out and full rewards and punishments given with justice unless the influences are allowed to run their full course'' Thus, man's own self testifies that the position he occupies in the world by itself demands that after his present life there should be another life when a Court should be established, his life-record examined justly and every person rewarded or punished according to his deeds.
*6) In this sentence, two more arguments have been given for the Hereafter. It says that if man makes a deep observation of the system of the universe, he will see two things very outstanding about it: First, that the universe has been created with the truth. It is not a plaything of a child, which he might have made to amuse himself, and whose making and un-making might be meaningless. But it is a serious system whose every particle testifies that it has been created with great wisdom, its each component has a law underlying it, and everything in it has a purpose behind it. Man's whole social and economic life and all his sciences and arts are a witness that whatever man has done in the world became possible only because he was able to discover the laws working behind everything and the purpose for which it was made. Had he been placed as a puppet in a lawless and purposeless toy-house, no science and no civilization and social life could be conceived. Now, how does it stand to reason that the Wise Being Who has created this world with such wisdom and design and Who has placed in it a creation like man, who is endowed with great mental and physical capabilities, powers and authority, freedom of action and choice, moral sense and entrusted with unlimited means and resources of the world, would have created him without a purpose and design ? That man would live a full life involving both goodness and evil, justice and injustice, virtue and vice, and end up in the dust, and his good and evil acts will not bear any fruit ? That each act of man will influence his own life as well as the lives of thousands of other men like himself and countless other things in the world, for good or for evil, and the whole record of his life-activity will be just set aside after his death, without accountability?
The other thing that becomes apparent after a deep observation of the system of the universe is that nothing here is immortal. Everything has an age . appointed for it after attaining which it dies and expires, and the same is the case with the universe as a whole. AII the forces that are working here are limited. They can work only till an appointed term and they have inevitably to run out in time, and this system has to end. In the ancient days the philosophers and scientists who said that the world was eternal and everlasting could have their way, due mainly to lack of knowledge. But modern science almost definitely has cast its vote in favour of the God-worshippers in the debate that had been going on since centuries between them and the atheists regarding the eternal and the temporal nature of the world. Now the atheists are left with no leg to stand on. They cannot claim on the basis of reason and knowledge that the world has existed since eternity and will exist for ever and there is going to be no resurrection. The ancient materialistic creed rested on the belief that matter was indestructible, only its form could be changed, but after every change matter remained matter and no increase or decrease occurred in its quantity. Therefore, it was inferred that this material world had neither a beginning nor an end. But now the discovery of the atomic energy has demolished the entire materialistic edifice. Now it has come to light that energy changes into matter, and matter changes back into energy with the result that nothing persists, neither form nor appearance. The Second Law of Thermodynamics has proved that this material world has neither existed since eternity nor will last till eternity. It certainly began in time and has to end in time. Therefore, it is no longer possible to deny the Hereafter even according to science. And obviously, when science has surrendered, how will philosophy stand to deny the Hereafter?
*7) "Disbelieve...meeting": disbelieve that they have to appear before their Lord after death.