- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلْأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ ۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ۚ كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات ۖ فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
- عربى - التفسير الميسر : أولم يَسِرْ هؤلاء المكذبون بالله الغافلون عن الآخرة في الأرض سَيْرَ تأمل واعتبار، فيشاهدوا كيف كان جزاء الأمم الذين كذَّبوا برسل الله كعاد وثمود؟ وقد كانوا أقوى منهم أجسامًا، وأقدر على التمتع بالحياة حيث حرثوا الأرض وزرعوها، وبنَوْا القصور وسكنوها، فعَمَروا دنياهم أكثر مما عَمَر أهل "مكة" دنياهم، فلم تنفعهم عِمارتهم ولا طول مدتهم، وجاءتهم رسلهم بالحجج الظاهرة والبراهين الساطعة، فكذَّبوهم فأهلكهم الله، ولم يظلمهم الله بذلك الإهلاك، وإنما ظلموا أنفسهم بالشرك والعصيان.
- السعدى : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
نبههم على السير في الأرض والنظر في عاقبة الذين كذبوا رسلهم وخالفوا أمرهم ممن هم أشد من هؤلاء قوة وأكثر آثارا في الأرض من بناء قصور ومصانع ومن غرس أشجار ومن زرع وإجراء أنهار، فلم تغن عنهم قوتهم ولا نفعتهم آثارهم حين كذبوا رسلهم الذين جاءوهم بالبينات الدالات على الحق وصحة ما جاءوهم به، فإنهم حين ينظرون في آثار أولئك لم يجدوا إلا أمما بائدة وخلقا مهلكين ومنازل بعدهم موحشة وذم من الخلق عليهم متتابع. وهذا جزاء معجل نموذج للجزاء الأخروي ومبتدأ له.
وكل هذه الأمم المهلكة لم يظلمهم اللّه بذلك الإهلاك وإنما ظلموا أنفسهم وتسببوا في هلاكها.
- الوسيط لطنطاوي : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
ثم قرعهم - سبحانه - للمرة الثانية على عدم اتعاظهم بأحوال السابقين من الأمم قبلهم ، فقال - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ ) .
أى : اقعد مشركو مكة فى ديارهم ، ولم يسيروا فى الأرض سير المتأملين المتفكرين المعتبرين فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، من الأمم الماضية ، كقوم عاد وثمود ، وقوم لوط .
وقوله - سبحانه - : ( كانوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً ) بيان لحال لهؤلاء الأقوام السابقين ( وَأَثَارُواْ الأرض ) أى : كان أولئك السابقون أقوى من أهل مكة فى كل مجال من مجالات القوة ، وكانوا أقدر منهم على حراثة الأرض ، وتهيئتها للزراعة ، واستخراج خيراتها من باطنها .
( وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) أى : حرثوا الأرض وشقوا باطنها ، وعمروها عمارة أكثر من عمارة أهل مكة لها ، لأن أولئك الأقوام السابقين كانوا أقوى من كفار مكة ، وكانوا أكثر دارية بعمارة الأرض .
وهؤلاء الأقوال السابقون : ( وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات ) أى : بالمعجزات الواضحات ، وبالحجج الساطعات ، ولكن هؤلاء الأقوام كذبوا رسهلم ، فأهلكهم الله - تعالى - ( فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ ) أى : فما كان الله - تعالى - من شأنه أن يعذبهم بدون ذنب .
( ولكن كانوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) حيث ارتكبوا من الكفر والمعاصى ما كان سببا فى هلاكهم .
- البغوى : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) أولم يسافروا في الأرض فينظروا إلى مصارع الأمم قبلهم فيعتبروا ( كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض ) حرثوها وقلبوها للزراعة ( وعمروها أكثر مما عمروها ) [ أي : أكثر مما عمرها ] أهل مكة ، قيل : قال ذلك لأنه لم يكن لأهل مكة حرث ( وجاءتهم رسلهم بالبينات ) فلم يؤمنوا فأهلكهم الله ( فما كان الله ليظلمهم ) بنقص حقوقهم ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) ببخس حقوقهم . .
- ابن كثير : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
ثم نبههم على صدق رسله فيما جاءوا به عنه ، بما أيدهم به من المعجزات ، والدلائل الواضحات ، من إهلاك من كفر بهم ، ونجاة من صدقهم ، فقال : ( أولم يسيروا في الأرض ) أي : بأفهامهم وعقولهم ونظرهم وسماعهم أخبار الماضين; ولهذا قال : ( فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة ) أي : كانت الأمم الماضية والقرون السالفة أشد منكم - أيها المبعوث إليهم محمد صلوات الله وسلامه عليه وأكثر أموالا وأولادا ، وما أوتيتم معشار ما أوتوا ، ومكنوا في الدنيا تمكينا لم تبلغوا إليه ، وعمروا فيها أعمارا طوالا فعمروها أكثر منكم . واستغلوها أكثر من استغلالكم ، ومع هذا لما جاءتهم رسلهم بالبينات وفرحوا بما أوتوا ، أخذهم الله بذنوبهم ، وما كان لهم من الله من واق ، ولا حالت أموالهم ولا أولادهم بينهم وبين بأس الله ، ولا دفعوا عنهم مثقال ذرة ، وما كان الله ليظلمهم فيما أحل بهم من العذاب والنكال ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) أي : وإنما أوتوا من أنفسهم حيث كذبوا بآيات الله ، واستهزءوا بها ، وما ذاك إلا بسبب ذنوبهم السالفة وتكذيبهم المتقدم; ولهذا قال :
- القرطبى : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
قوله تعالى : أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .
قوله تعالى : أولم يسيروا في الأرض فينظروا ببصائرهم وقلوبهم . كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض أي قلبوها للزراعة ; لأن أهل مكة لم يكونوا أهل حرث ; قال الله تعالى : تثير الأرض . وعمروها أكثر مما عمروها أي وعمروها أولئك أكثر مما عمروها هؤلاء فلم تنفعهم عمارتهم ولا طول مدتهم . وجاءتهم رسلهم بالبينات أي بالمعجزات . وقيل : بالأحكام ، فكفروا ولم يؤمنوا . فما كان الله ليظلمهم بأن أهلكهم بغير ذنب ولا رسل ولا حجة . ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالشرك والعصيان .
- الطبرى : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
يقول تعالى ذكره: أولم يسر هؤلاء المكذّبون بالله، الغافلون عن الآخرة من قريش في البلاد التي يسلكونها تجرا، فينظروا إلى آثار الله فيمن كان قبلهم من الأمم المكذّبة، كيف كان عاقبة أمرها في تكذيبها رسلها، فقد كانوا أشدّ منهم قوّة، (وَأَثَارُوا الأرْضَ): يقول: واستخرجوا الأرض، وحرثوها وعمروها أكثر مما عمر هؤلاء، فأهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم رسلهم، فلم يقدروا على الامتناع، مع شدّة قواهم مما نـزل بهم من عقاب الله، ولا نفعتهم عمارتهم ما عمروا من الأرض، إذ (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَينَاتِ) من الآيات، فكذّبوهم، فأحلّ الله بهم بأسه، (فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ) بعقابه إياهم على تكذيبهم رسله، وجحودهم آياته، (وَلَكِن كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) بمعصيتهم ربهم.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: (وَأَثَارُوا الأرْضَ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) قال: ملكوا الأرض وعمروها.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَأَثَارُوا الأرْضَ) قال: حرثوها.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (أَولَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضَ ...) إلى قوله: (وَأَثَارُوا الأرْضَ وَعَمَرُوها) كقوله: وَآثَارًا فِي الأَرْضِ ، وقوله: (وَعَمَرُوها) أكثر مما عمر هؤلاء (وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالْبَيِّناتِ).
- ابن عاشور : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
{ .
عطف على جملة { أوْ لم يَتَفكروا في أنْفُسهم }
[ الروم : 8 ] وهو مثل الذي عطف هو عليه متصل بما يتضمنه قوله { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [ الروم : 6 ] أن من أسباب عدم علمهم تكذيبهم الرسول عليه الصلاة والسلام الذي أنبأهم بالبعث ، فلما سيق إليهم دليل حكمة البعث والجزاء بالحق أعقب بإنذارهم موعظة لهم بعواقب الأمم الذين كذبوا رسلهم لأن المقصود هو عاقبة تكذيبهم رسل الله وهو قوله { وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم } الآية .والأمر بالسير في الأرض تقدم في قوله تعالى : { قُلْ سيروا في الأرْض ثم انظروا كيفَ كَانَ عَاقِبَة المكذبِين } في سورة الأنعام ( 11 ) ، وقوله : { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق } في سورة العنكبوت ( 20 ) .
والاستفهام في { أوَلَم يسيروا } تقريري . وجاء التقرير على النفي للوجه الذي ذكرناه في قوله تعالى : { ألم يروا أنه لا يكلمهم } [ الأعراف : 148 ] وقوله { ألم يأتكم رسل منكم } في الأنعام ( 130 ) ، وقوله { أليس في جهنم مثوىً للكافرين } في آخر العنكبوت ( 68 ) .
والأرض : اسم للكرة التي عليها الناس .
والنظر : هنا نظر العين لأن قريشاً كانوا يمرّون في أسفارهم إلى الشام على ديار ثمود وقوم لوط وفي أسفارهم إلى اليمن على ديار عاد . وكيفية العاقبة هي حالة آخر أمرهم من خراب بلادهم وانقطاع أعقابهم فعاضد دلالة التفكر التي في قوله { أولم يتفكروا في أنفسهم } [ الروم : 8 ] الآية بدلالة الحس بقوله : { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم . وكيف } استفهام معلِّق فعل { ينظروا } عن مفعوله ، فكأنه قيل : فينظروا ثم استؤنف فقيل : كيف كان عاقبة الذين من قبلهم .
والعاقبة : آخر الأمر من الخير والشرّ ، بخلاف العُقبى فهي للخير خاصة إلا في مقام المشاكلة ، وتقدم ذكر العاقبة في قوله { والعَاقِبَةُ لِلمُتَّقين } في الأعراف ( 128 ) . وقد جمع قوله { فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } وعيداً على تكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم وتجهيلاً لإحالتهم الممكنَ ، حيث أيقنوا بأن الفرس لا يُغلَبون بعد انتصارهم . فهذه آثار أمم عظيمة كانت سائدة على الأرض فزال ملكهم وخلت بلادهم من سبب تغلب أمم أخرى عليهم .
والمراد بالذين من قبلهم : عاد وثمود وقوم لوط وأمثالهم الذين شاهد العرب آثارهم . والمعنى : أنهم كانوا من قبلهم في مثل حالتهم من الشرك وتكذيب الرسل المرسلين إليهم ، كما دل عليه قوله عقبه { كانوا أشد منهم قوة } الآية . > > { مِن قَبْلِهِمْ كانوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ الارض وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ ولكن كانوا }
كل أولئك كانوا أشد قوة من قريش وأكثر تعميراً في الأرض ، وكلهم جاءتهم رسل ، وكلهم كانت عاقبتهم الاستئصال ، كل هذه ما تُقرّ به قريش .
وجملة { كانوا أشد منهم قوة } بيان لجملة { كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } .
والشدة : صلابة جسم ، وتستعار بكثرة لقوة صفة من الأوصاف في شيء تشبيهاً لكمال الوصف وتمامه بالصلابة في عسر التحول .
وتقدم في قوله : { وأولوا بأس شديد } في سورة النمل ( 33 ) .
والقوة : حالة بها يقاوم صاحبها ما يوجب انخرامه ، فمن ذلك قوة البدن ، وقوة الخشب ، وتستعار القوة لما به تُدفع العادية وتستقيم الحالة؛ فهي مجموع صفات يكون بها بقاء الشيء على أكمل أحواله كما في قوله : { نحن أولوا قوة } [ النمل : 33 ] فقوة الأمة مجموع ما به تدفع العوادي عن كِيانها وتستبقي صلاح أحوالها من عُدد حربيّة وأموال وأبناء وأزواج . وحالة مشركي قريش لا تداني أحوال تلك الأمم في القوة ، وناهيك بعاد فقد كانوا مضرب الأمثال في القوة في سائر أمورهم ، والعرب تصف الشيء العظيم في جنسه بأنه عاديُّ نسبةً إلى عاد .
وعطف { أثاروا } على { كانوا } فهو فعل مشتق من الإثارة بكسر الهمزة ، وهي تحريك أجزاء الشيء ، فالإثارة : رفع الشيء المستقر وقَلْبُه بعد استقراره ، قال تعالى : { الله الذي يرسل الرياح فتُثير سحاباً } [ الروم : 48 ] أي : تسوقه وتدفعه من مكان إلى مكان . وأطلقت الإثارة هنا على قلب تراب الأرض بجعل ما كان باطناً ظاهراً وهو الحرث ، قال تعالى : { لا ذلول تثير الأرض } [ البقرة : 71 ] ، وقال النابغة يصف بقر الوحش إذا حفرت التراب :
يُثرنَ الحصى حتى يباشرن بَرده ... إذا الشمس مجّت ريقها بالكلاكل
ويجوز أن يكون { أثاروا } هنا تمثيلاً لحال شدة تصرفهم في الأرض وتغلبهم على من سواهم بحال من يثير ساكناً ويهيجه ، ومنه أطلقت الثورة على الخروج عن الجماعة . وهذا الاحتمال أنسب بالمقصود الذي هو وصف الأمم بالقوة والمقدرة من احتمال أن تكون الإثارة بمعنى حرث الأرض لأنه يدخل في العمارة . وضمير { أثاروا } عائد إلى ما عاد إليه ضمير { كانوا أشد } .
ومعنى عمارة الأرض : جعلها عامرة غير خلاء وذلك بالبناء والغرس والزرع . يقال : ضيعة عامرة ، أي : معمورة بما تعمر به الضياع ، ويقال في ضده : ضيعة غامرة . ولكون قريش لم تكن لهم إثارة في الأرض بكلا المعنيين إذ كانوا بِواد غير ذي زرع لم يقل في هذا الجانب : أكثر مما أثاروها .
وضميرا جمع المذكر في قوله : { وعمروها أكثر مما عمروها } راجع أولهما إلى ما رجع إليه ضمير { أثاروا } وثانيهما إلى ما رجع إليه ضمير يسيروا في الأرض . ويعرف توزيع الضميرين بالقرينة مثل توزيع الإشارة في قوله تعالى : { هذا من شِيعتِه وهذا من عدوِّه } في سورة [ القصص : 15 ] كالضميرين في قول عباس بن مرداس يذكر قتال هوازن يوم حُنين :
عُدنا ولولا نحن أحدقَ جمعُهم ... بالمسلمين وأحرزوا ما جمَّعوا
وتقدم تفصيله عند قوله تعالى : { فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } في سورة يونس ( 58 ) ، أي عمر الذين من قبلهم الأرض أكثر مما عمرها هؤلاء ، فإن لقريش عمارة في الأرض من غرس قليل وبناء وتفجير ولكنه يتضاءل أمام عمارة الأمم السالفة من عاد وثمود .
وتفريع فما كان الله ليظلمهم } على قوله { وجاءتهم رسلهم بالبينات } إيجاز حذف بديع ، لأن مجيء الرسل بالبينات يقتضي تصديقاً وتكذيباً فلما فرع عليه أنهم ظلموا أنفسهم عُلم أنهم كذَّبوا الرسل وأن الله جازاهم على تكذيبهم رسله بأن عاقبهم عقاباً لو كان لغير جرم لشابه الظلم ، فجعل من مجموع نفي ظلم الله إياهم ومن إثبات ظلمهم أنفسَهم معرفة أنهم كذَّبوا الرسل وعاندوهم وحلّ بهم ما هو معلوم من مشاهدة ديارهم وتناقل أخبارهم .
والاستدراك ناشىء على ما يقتضيه نفي ظلم الله إياهم من أنهم عوملوا معاملة سيئة لو لم يستحقوها لكانت معاملة ظلم . وعبر عن ظلمهم أنفسهم بصيغة المضارع للدلالة على استمرار ظلمهم وتكرره وأن الله أمهلهم فلم يقلعوا حتى أخذهم بما دلت عليه تلك العاقبة ، والقرينة قوله { كانوا } .
وتقديم { أنفسهم } وهو مفعول { يظلمون } على فعله للاهتمام بأنفسهم في تسليط ظلمهم عليها لأنه ظلم يتعجب منه ، مع ما فيه من الرعاية على الفاصلة . وليس تقديم المفعول هنا للحصر لأن الحصر حاصل من جملتي النفي والإثبات .
- إعراب القرآن : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
«أَوَلَمْ» الهمزة حرف استفهام والواو حرف استئناف «لَمْ يَسِيرُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة «فَيَنْظُرُوا» الفاء حرف عطف ومضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «كَيْفَ» اسم استفهام في محل نصب خبر كان المقدم «عاقِبَةُ» اسمها المؤخر والجملة سدت مسد مفعول ينظروا «الَّذِينَ» مضاف إليه «مِنْ قَبْلِهِمْ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول «كانُوا أَشَدَّ» كان واسمها وخبرها والجملة تفسيرية «مِنْهُمْ» متعلقان بأشد «قُوَّةً» تمييز ، «وَأَثارُوا» ماض وفاعله «الْأَرْضِ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها. «وَعَمَرُوها» معطوف على أثاروا «أَكْثَرَ» صفة مفعول مطلق محذوف «مِمَّا» متعلقان بأكثر «عَمَرُوها» ماض وفاعله ومفعوله «وَجاءَتْهُمْ» ماض ومفعوله «رُسُلُهُمْ» فاعل مؤخر «بِالْبَيِّناتِ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. «فَما» الفاء حرف استئناف «ما» نافية «كانَ اللَّهُ» كان ولفظ الجلالة اسمها «لِيَظْلِمَهُمْ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود والهاء مفعول به والفاعل مستتر والمصدر المؤول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان وجملة كان .. مستأنفة لا محل لها «وَ» الواو حرف عطف «لكِنْ كانُوا» حرف استدراك وكان واسمها «أَنْفُسَهُمْ» مفعول به مقدم «يَظْلِمُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كانوا وجملة لكن كانوا ... معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : Have they not traveled through the earth and observed how was the end of those before them They were greater than them in power and they plowed the earth and built it up more than they have built it up and their messengers came to them with clear evidences And Allah would not ever have wronged them but they were wronging themselves
- English - Tafheem -Maududi : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(30:9) Have they not travelled through the earth that they may observe what was the end of their predecessors *8 who were far mightier and tilled the land *9 and built upon it more than these have ever built? *10 And Allah's Messengers came to them with Clear Signs. *11 It was not Allah Who wronged them, but it is they who wronged themselves. *12
- Français - Hamidullah : N'ont-ils pas parcouru la terre pour voir ce qu'il est advenu de ceux qui ont vécu avant eux Ceux-là les surpassaient en puissance et avaient labouré et peuplé la terre bien plus qu'ils ne l'ont fait eux-mêmes Leurs messagers leur vinrent avec des preuves évidentes Ce n'est pas Allah qui leur fit du tort; mais ils se firent du tort à eux-mêmes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sind sie denn nicht auf der Erde umhergereist so daß sie schauen konnten wie das Ende derjenigen war die vor ihnen waren Sie hatten eine stärkere Kraft als sie pflügten und bevölkerten das Land noch mehr als sie es bevölkerten Und ihre Gesandten kamen zu ihnen mit den klaren Beweisen Aber nimmer ist es Allah der ihnen Unrecht getan hat sondern sie selbst haben sich Unrecht zugefügt
- Spanish - Cortes : ¿No han ido por la tierra y mirado cómo terminaron sus antecesores Eran más poderosos araban la tierra y la poblaban más que ellos Sus enviados vinieron a ellos con las pruebas claras No fue Alá quien fue injusto con ellos sino que ellos lo fueron consigo mismos
- Português - El Hayek : Porventura não percorrem a terra para observarem qual foi o destino dos seus antecessores Foram mais vigorosos doque eles cultivaram a terra e a povoaram melhor do que eles cultivaram a terra e a povoaram melhor do que eles Seusmensageiros lhes apresentaram as evidências Não foi Deus Que os prejudicou mas foram eles mesmos que se condenaram
- Россию - Кулиев : Неужели они не странствовали по земле и не видели каким был конец тех кто был до них Они превосходили их силой возделывали землю и отстраивали ее лучше чем это делают они мекканские язычники Их посланники приносили им ясные знамения Аллах не был несправедлив к ним - они сами поступили несправедливо по отношению к себе
- Кулиев -ас-Саади : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
Неужели они не странствовали по земле и не видели, каким был конец тех, кто был до них? Они превосходили их силой, возделывали землю и отстраивали ее лучше, чем это делают они (мекканские язычники). Их посланники приносили им ясные знамения. Аллах не был несправедлив к ним - они сами поступили несправедливо по отношению к себе.Всевышний предложил неверующим постранствовать по земле и воочию узреть, какой же конец постиг их неверующих предшественников. Они также отвергали посланников и противились их повелениям, а наряду с этим они обладали огромной мощью и большими возможностями. Они строили дворцы, оснащали мастерские, возделывали поля и даже прокладывали искусственные русла для рек. Однако ни огромная власть, ни созданные ими великолепия не принесли им пользы, когда они осмелились отвергнуть посланников, которые явились к ним со знамениями, каждое из которых свидетельствовало об истинности и правдивости Божьего учения. И если современные неверующие посмотрят на то, что осталось после их предшественников, то они обнаружат только опустевшие жилища и останки погибших народов, которые оставили о себе недобрую память. Таково воздаяние за неверие в мирской жизни, которое является всего лишь преддверием адских мучений в жизни будущей. Всевышний погубил неверующие народы, однако Он не поступил с ними несправедливо, потому что они собственноручно обрекли себя на погибель и сами были несправедливы по отношению к себе.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yeryüzünde dolaşıp kendilerinden önce geçmiş kimselerin sonlarının nasıl olduğuna bakmazlar mı Ki onlar kendilerinden daha kuvvetli idiler yeryüzünü kazıp alt üst ederek onlardan çok imar etmiş kimseydiler ve onlara belgelerle peygamberler gelmişti Böylece Allah onlara zulmetmiyor onlar kendilerine zulmediyorlardı
- Italiano - Piccardo : Non hanno forse viaggiato sulla terra e visto quel che è accaduto a coloro chi li hanno preceduti Erano più forti di loro e avevano coltivato e popolato la terra più di quanto essi non l'abbiano fatto Giunsero con prove evidenti Messaggeri della loro gente non fu Allah a far loro torto furono essi a far torto a se stessi
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا بهسهر زهویدا نهگهڕاون تا تهماشا بکهن و سهرنج بدهن چیمان بهسهر ئهو نهتهوانهی پێش ئهماندا هێناوه لهمان زۆر بههێزترو به دهسهڵات تر بوون زهویان ژێرهو ژوور دهکرد واته دهیان کێڵا بۆ کشتوکاڵ و کانزایان لێ دهردههێناو ئاوهدانیان کردبۆوه زیاتر لهمان پێغهمبهرهکانیشیان کاتی خۆی بهڵگهی زۆرو ئاشکرایان بۆ هێنان بهڵام بێ سوود بوو زۆربهیان بڕوایان نهکرد جا وهنهبێت خوا ستهمی لێکردبن بهڵکو ههر خۆیان ستهمیان له خۆیان دهکرد
- اردو - جالندربرى : کیا ان لوگوں نے ملک میں سیر نہیں کی سیر کرتے تو دیکھ لیتے کہ جو لوگ ان سے پہلے تھے ان کا انجام کیسے ہوا۔ وہ ان سے زورو قوت میں کہیں زیادہ تھے اور انہوں نے زمین کو جوتا اور اس کو اس سے زیادہ اباد کیا تھا جو انہوں نے اباد کیا۔ اور ان کے پاس ان کے پیغمبر نشانیاں لےکر اتے رہے تو خدا ایسا نہ تھا کہ ان پر ظلم کرتا۔ بلکہ وہی اپنے اپ پر ظلم کرتے تھے
- Bosanski - Korkut : Zašto ne putuju po svijetu pa da vide kako su završili oni prije njih Oni su bili od njih jači i zemlju su orali i obrađivali je više nego što je obrađuju ovi i poslanici su im donosili jasne dokaze; Allah im nije učinio nepravdu sami su sebi nepravdu nanijeli
- Swedish - Bernström : Har de aldrig begett sig ut i världen och sett [spåren som visar] hur slutet blev för dem som levde före deras tid [och som förnekade sanningen] De var mäktigare än sina [sentida efterföljare] och brukade jorden bättre och byggde upp ett större [välstånd] än [efterföljarna] Sändebud kom [också] till dem med klara vittnesbörd om sanningen Men [när de drabbades av Guds straff] var det inte Han som gjorde dem orätt det var de som hade gjort orätt mot sig själva
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apakah mereka tidak mengadakan perjalanan di muka bumi dan memperhatikan bagaimana akibat yang diderita oleh orangorang sebelum mereka orangorang itu adalah lebihkuat dari mereka sendiri dan telah mengolah bumi tanah serta memakmurkannya lebih banyak dari apa yang telah mereka makmurkan Dan telah datang kepada mereka rasulrasul mereka dengan membawa buktibukti yang nyata Maka Allah sekalikali tidak berlaku zalim kepada mereka akan tetapi merekalah yang berlaku zalim kepada diri sendiri
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
(Dan apakah mereka tidak mengadakan perjalanan di muka bumi dan memperhatikan bagaimana akibat orang-orang yang sebelum mereka?) maksudnya umat-umat sebelum mereka, mereka dibinasakan karena mendustakan rasul-rasulnya. (Orang-orang itu adalah lebih kuat dari mereka sendiri) seperti kaum Ad dan kaum Tsamud (dan telah mengolah bumi) mereka telah mencangkul dan membajaknya untuk lahan pertanian dan perkebunan (serta memakmurkannya lebih banyak dari apa yang telah mereka makmurkan) artinya lebih banyak dari apa yang telah dimakmurkan oleh orang-orang kafir Mekah (dan telah datang kepada mereka rasul-rasul mereka dengan membawa bukti-bukti yang nyata) hujah-hujah yang jelas. (Maka Allah sekali-kali tidak berlaku lalim kepada mereka) dengan membinasakan mereka tanpa dosa (akan tetapi merekalah yang berlaku lalim kepada diri sendiri) karena mereka mendustakan rasul-rasul mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা কি পৃথিবীতে ভ্রমণ করে না অতঃপর দেখে না যে; তাদের পূর্ববর্তীদের পরিণাম কি কি হয়েছে তারা তাদের চাইতে শক্তিশালী ছিল তারা যমীন চাষ করত এবং তাদের চাইতে বেশী আবাদ করত। তাদের কাছে তাদের রসূলগণ সুস্পষ্ট নির্দেশ নিয়ে এসেছিল। বস্তুতঃ আল্লাহ তাদের প্রতি জুলুমকারী ছিলেন না। কিন্তু তারা নিজেরাই নিজেদের প্রতি জুলুম করেছিল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவர்கள் பூமியில் சுற்றிப் பயணம் செய்து அவர்களுக்கு முன்னால் இருந்தவர்களின் முடிவு என்னவாயிற்று என்பதைப் பார்க்கவில்லையா அவர்கள் இவர்களைவிட வலிமை மிக்கவர்களாக இருந்தார்கள்; அவர்களும் பூமியில் விவசாயம் செய்தார்கள் இன்னும் இவர்கள் அதை உழுது பண்படுத்தியதை விட அவர்கள் அதை அதிகமாகவே உழுது பண்படுத்தியிருந்தார்கள் அவர்களிடமும் அவர்களுக்கான இறை தூதர்கள் தெளிவான அத்தாட்சிகளைக் கொண்டு வந்தார்கள்; அல்லாஹ் அவர்களுக்கு ஒருபோதும் அநியாயம் செய்யவில்லை ஆனால் அவர்கள் தங்களுக்குத் தாங்களே அநியாயம் செய்து கொண்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขามิได้ท่องเที่ยวไปตามแผ่นดินดอกหรือ แล้วพิจารณาดูว่าบั้นปลายของประชาชาติในยุคก่อนหน้าพวกเขาเป็นเช่นใด เขาเหล่านั้นมีพลังที่เข้มแข็งกว่าพวกเขา เขาเหล่านั้นขุดพรวนดินและก่อสร้าง เคหสถาน มากกว่าพวกเขาก่อสร้างมัน และบรรดาร่อซูลของพวกเขาได้มาหาพวกเขาด้วยหลักฐานอันชัดแจ้ง ดังนั้น แน่นอนอัลลอฮฺมิได้ทรงอธรรมต่อพวกเขา แต่ว่าพวกเขาอธรรมต่อตัวของพวกเขาเองต่างหาก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ер юзида юриб ўзларидан олдингиларнинг оқибати қандай бўлганига назар солмайдиларми Уларнинг булардан қувватлари кўпроқ эди ва ерга ишлов бериб уни булар обод қилгандан кўра кўпроқ обод қилган эдилар Ва уларга Пайғамбарлари очиқойдин оятлар билан келдилар Аллоҳ уларга зулм қилмас эди лекин улар ўзларига зулм қилардилар Аввалги кофирлар ободончилик масаласида ҳам ҳозирги кофирлардан устун эдилар Улар ерга кўпроқ ишлов берганлар Деҳқончиликни жуда ҳам ривожлантирганлар Шунингдек ердан турли маъданларни чиқариш ва бошқа имронийободончилик ишларини тараққий эттирганлар Ушбу оятлар нозил бўлаётган давр кофирларидан кўра кўпроқ обод қилганлар
- 中国语文 - Ma Jian : 难道他们没有在大地上旅行而观察前人的结局是怎样的吗?前人比他们努力更大,前人于地方的恳植和建设,胜过他们。他们族中的使者来临他们,真主不致亏枉他们,但他们亏枉了自己,
- Melayu - Basmeih : Tidakkah mereka telah berjalan dan mengembara di muka bumi serta memerhatikan bagaimana kesudahan orangorang yang terdahulu dari mereka Orangorang itu lebih kuat daripada mereka sendiri dan orangorang itu telah meneroka bumi serta memakmurkannya lebih daripada kemakmuran yang dilakukan oleh mereka dan orangorang itu juga telah didatangi oleh Rasulrasulnya dengan membawa keteranganketerangan yang jelas nyata lalu mereka mendustakannya dan kesudahannya mereka dibinasakan Dengan yang demikian maka Allah tidak sekalikali menganiaya mereka tetapi merekalah yang menganiaya diri sendiri
- Somali - Abduh : meyeyna ku soconin Dhulka oy eegan siday ahaatay cidhibtii kuwii ka horreeyey Gaaladii Makaad waxay ahaayeen kuwo ka daran iyaga kana xoog badan Dhulkana waybeerteen wayna Dhiseen Dhulka intay dhiseen wax ka badan waxayna ula timid Rasuulladoodii Xujooyin Eebana ma aha mid wax dulmiya laakiin iyagaa naftooda dulmiyey
- Hausa - Gumi : Shin kuma ba su yi tafiya ba a cikin ƙasã dõmin su gani yadda aƙibar waɗanda ke a gabãninsu ta kasance Sun kasance mafiya ƙarfi daga gare su kuma suka nõmi ƙasa suka rãya ta fiye da yadda suka raya ta kuma manzanninsu suka je musu da hujjoji bayyanannu Sabo da haka Allah ba Ya yiwuwa Ya zãlunce su amma kansu suka kasance sunã zãlunta
- Swahili - Al-Barwani : Je Hawatembei katika ardhi wakaona ulivyo kuwa mwisho wa walio kuwa kabla yao Nao walikuwa na nguvu zaidi kuliko wao na wakaitimbua ardhi na wakaistawisha zaidi kuliko walivyo istawisha wao Na Mitume wao wakawajia na dalili zilizo wazi Basi hakuwa Mwenyezi Mungu ni mwenye kuwadhulumu lakini walikuwa wakijidhulumu nafsi zao
- Shqiptar - Efendi Nahi : Vallë a nuk kanë udhëtuar nëpër botë e të shohin se si kanë pëfunduar popujt e mëparshëm Ata kanë qenë më të fortë se këta dhe tokën e kanë shfrytëzuar dhe punuar më mirë se që e punojnë këta e pejgamberët e tyre u kanë sjellë argumente të qarta Perëndia nuk u ka bërë atyre zullum por ata vetvetes i kanë bërë zullum
- فارسى - آیتی : آيا در زمين نمىگردند، تا بنگرند كه چگونه بوده است عاقبت كسانى كه پيش از آنها مىزيستهاند؟ كسانى كه توانشان بيشتر بوده است و زمين را به شخم زدن زير و رو كرده و بيشتر از ايشان آبادش ساخته بودند و پيامبرانى با معجزهها بر آنها مبعوث شده بود. خدا به ايشان ستم نمىكرد، آنان خود به خويشتن ستم مىكردند.
- tajeki - Оятӣ : Оё дар замин намегарданд, то бингаранд, ки чӣ гуна будааст оқибати касоне, ки пеш аз онҳо зистаанд? Касоне, ки тавонашон бештар будааст ва заминро ба шудгор задан зеру рӯ карда ва бештар аз инҳо ободаш сохта буданд ва паёмбароне бо мӯъҷизаҳо бар онҳо фиристода шуда буд. Худо ба онҳо зулм намекард, онон худ ба худашон зулм мекарданд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار يەر يۈزىدە كېزىپ ئۆزلىرىدىن ئىلگىرى ئۆتكەنلەرنىڭ ئاقىۋىتىنىڭ قانداق بولغانلىقىنى كۆزەتمىدىمۇ؟ ئۇلار (يەنى ئۆتكەنلەر) قۇۋۋەتتە بۇلاردىن كۈچلۈك ئىدى. ئۇلار زىرائەت تېرىشتا، ئىمارەت سېلىشتا بۇلار (يەنى قۇرەيشلەر) دىن ئۈستۈن ئىدى. ئۇلارغا پەيغەمبەرلىرى مۆجىزىلەرنى ئېلىپ كەلدى (ئۇلار مۆجىزىلەرنى ئىنكار قىلدى). اﷲ ئۇلارغا زۇلۇم قىلمىدى (يەنى اﷲ ئۇلارنى گۇناھسىز ھالاك قىلغىنى يوق)، لېكىن ئۇلار ئۆزلىرى (كۇفرى ئۈچۈن ۋە پەيغەمبەرلەرنىڭ مۆجىزىلىرىنى ئىنكار قىلغانلىقلىرى ئۈچۈن) ئۆزلىرىگە زۇلۇم قىلدى (شۇنىڭ بىلەن ئۇلار ھالاك بولۇشقا تېگىشلىك بولدى)
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് ഭൂമിയിലൂടെ സഞ്ചരിക്കുന്നില്ലേ? അങ്ങനെ അവര്ക്കുമുമ്പുള്ളവരുടെ അന്ത്യം എവ്വിധമായിരുന്നുവെന്ന് നോക്കിക്കാണുന്നില്ലേ? അവര് ഇവരെക്കാളേറെ കരുത്തരായിരുന്നു. അവര് ഭൂമിയെ നന്നായി കിളച്ചുമറിച്ചിരുന്നു. ഇവരതിനെ വാസയോഗ്യമാക്കിയതിനെക്കാള് പാര്ക്കാന് പറ്റുന്നതാക്കുകയും ചെയ്തിരുന്നു. അവര്ക്കുള്ള ദൂതന്മാര് വ്യക്തമായ തെളിവുകളുമായി അവരെ സമീപിച്ചു. അല്ലാഹു അവരോട് അക്രമം കാണിക്കുകയായിരുന്നില്ല. മറിച്ച് അവര് തങ്ങളോടുതന്നെ അതിക്രമം കാട്ടുകയായിരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : اولم يسر هولاء المكذبون بالله الغافلون عن الاخره في الارض سير تامل واعتبار فيشاهدوا كيف كان جزاء الامم الذين كذبوا برسل الله كعاد وثمود وقد كانوا اقوى منهم اجساما واقدر على التمتع بالحياه حيث حرثوا الارض وزرعوها وبنوا القصور وسكنوها فعمروا دنياهم اكثر مما عمر اهل "مكه" دنياهم فلم تنفعهم عمارتهم ولا طول مدتهم وجاءتهم رسلهم بالحجج الظاهره والبراهين الساطعه فكذبوهم فاهلكهم الله ولم يظلمهم الله بذلك الاهلاك وانما ظلموا انفسهم بالشرك والعصيان
*8) This is an historical argument for the Hereafter. It means this: "The Hereafter has not been denied only by a couple of the people in the world, but a large number of them have been involved in this disbelief in human history. Even there have been entire nations which either denied it altogether or lived heedless of it, or invented such false beliefs about life-after-death as rendered the concept of the Hereafter meaningless. Then the continuous experience of history reveals that in whatever form the Hereafter has been denied, its inevitable result has been that the people became corrupted morally, they lived irresponsible lives they transgressed all limits of tyranny and wickedness, which became the cause of the destruction of one nation after the other. Does not this experience of thousands of years of history, which has been faced by human generations successively, prove that the Hereafter is a reality whose denial is fatal to man? Man has come to believe in gravitation only because he has always experienced and seen material things falling to the ground. He has recognized poison to be poison only because whoever took poison died. Similarly, when the denial of the Hereafter has always Ied to the corruption of morals for man, is not this experience enough to teach the lesson that the Hereafter is a reality, and to live one's life heedless of it is dangerous?
*9) The words athar-ul- and in the original may either mean to plough the land for cultivation, or to dig the earth for taking out canals, underground water channels, minerals, etc.
*10) This contains an answer to the argument of those who regard mere material progress as the sign of a nation's being righteous. They argue like this: "Haw is it possible that Allah will make fuel of Hell those people who have exploited the resources of the earth on such a large scale, who have constructed wonderful works on the earth and given birth to grand civilizations ?" The Qur'an refutes this argument, thus: "Such works of construction have been built before also by many nations on a large scale. Then, have you not seen that those nations have perished along with their civilization and their grand and magnificent "works" ? There is no reason why the Law of God that has so treated in the world the mere material progress of a people lacking the right belief and conduct, will not treat them likewise in the Next World and make them fuel of Hell."
*11) That is, "They came with such Signs as were sufficient for anyone to be convinced of their being the true Prophets." The mention of the coming of the Prophets in this context implies this: "On the one hand, there are evidences in man's own self, and in the universe around him, and in the continuous experience of human history, and, on the other, there also came such Prophets, one after the other, who showed clear Signs of their being true Prophets and warned (the people) that the Hereafter is sure to come."
*12) That is, "The destruction that overtook those nations afterwards was not due to Allah's being unjust to them but due to the injustice they had done to themselves. The person (or persons) who neither thinks rightly himself nor adopts the right attitude by listening to others, will be himself responsible for his evil end if he meets destruction. God cannot be blamed for this, for God has not only made arrangements for conveying to man the knowledge of the reality through His Books and His Prophets, but also blessed tnan with the intellectual resources and powers by exploiting which he can always judge the authenticity of the knowledge brought by the Prophets and the Divine Books. Had God deprived man of this guidance and these resources and he had to meet with the consequences of following a wrong way then doubtlessly could God have been blamed for injustice."