- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَهُوَ ٱلَّذِى يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلْأَعْلَىٰ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
- عربى - نصوص الآيات : وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ۚ وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ۚ وهو العزيز الحكيم
- عربى - التفسير الميسر : والله وحده الذي يبدأ الخلق من العدم ثم يعيده حيًا بعد الموت، وإعادة الخلق حيًا بعد الموت أهون على الله من ابتداء خلقهم، وكلاهما عليه هيِّن. وله سبحانه الوصف الأعلى في كل ما يوصف به، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير. وهو العزيز الذي لا يغالَب، الحكيم في أقواله وأفعاله، وتدبير أمور خلقه.
- السعدى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ } أي: الإعادة للخلق بعد موتهم { أَهْوَنُ عَلَيْهِ } من ابتداء خلقهم وهذا بالنسبة إلى الأذهان والعقول، فإذا كان قادرا على الابتداء الذي تقرون به كانت قدرته على الإعادة التي أهون أولى وأولى.
ولما ذكر من الآيات العظيمة ما به يعتبر المعتبرون ويتذكر المؤمنون ويتبصر المهتدون ذكر الأمر العظيم والمطلب الكبير فقال: { وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } وهو كل صفة كمال، والكمال من تلك الصفة والمحبة والإنابة التامة الكاملة في قلوب عباده المخلصين والذكر الجليل والعبادة منهم. فالمثل الأعلى هو وصفه الأعلى وما ترتب عليه.
ولهذا كان أهل العلم يستعملون في حق الباري قياس الأولى، فيقولون: كل صفة كمال في المخلوقات فخالقها أحق بالاتصاف بها على وجه لا يشاركه فيها أحد، وكل نقص في المخلوق ينزه عنه فتنزيه الخالق عنه من باب أولى وأحرى.
{ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحكيم } أي: له العزة الكاملة والحكمة الواسعة، فعزته أوجد بها المخلوقات وأظهر المأمورات، وحكمته أتقن بها ما صنعه وأحسن فيها ما شرعه.
- الوسيط لطنطاوي : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
ثم أكد - سبحانه - ما يدل على إمكانية البعث ، فقال - تعالى - : ( وَهُوَ الذي يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ . . . ) .
أى : وهو - سبحانه - الذى يبدأ الخلق بدون مثال سابق ، ثم يعيد هذه المخلوقات بعد موتها إلى الحياة مرة أخرى للحساب والجزاء .
والضمير فى قوله : ( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) للإِعادة المفهومة من قوله ( ثُمَّ يُعِيدُهُ ) والتذكير للضمير باعتبار المعنى ، أى : والعود أم الرد ، أو الإِرجاع أهون عليه .
أى : وهو - سبحانه - وحده الذى يخلق المخلوقات من العدم ، ثم يعيدها إلى الحياة مرة أخرى فى الوقت الذى يريده ، وهذه الإِعادة للأموات أهون عليه ، أى : أسهل عليه من البدء .
وهذه الأسهلية على طريقة التمثيل والتقريب ، بما هو معروف عند الناس من أن إعادة الشئ من مادته الأولى أسهل من ابتدائه .
ورحم الله صاحب الكشاف ، فقد وضح هذا المعنى فقال : قوله : ( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) أى : فيما يجب عندكم ، وينقاس على أصولكم ، ويقتضيه معقولكم لأن من أعاد منكم صنعة شئ كانت أسهل عليه من إنشائها ، وتعتذرون للصانع اذا خَطِئَ فى بعض ما ينشئه بقولكم : أول الغزل أخرق ، وتسمون الماهر فى صناعته معاودا ، تعنون أنه عاودها كرة بعد أخرى ، حتى مرن عليها وهانت عليه .
فإن قلت لم أخرت الصلة فى قوله : ( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) وقدمت فى قوله ( هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ) قلت . هناك قصد الاختصاص وهو محزه ، فقيل : هو عليه هين ، وأن كان مستصعبا عندكم أن يولد بين هِملّ . أى : شيخ فان - وعاقر . وأما هنا فلا معنى للاختصاص ، كيف والأمر مبنى على ما يعقلون ، من أن الإِعادة أسهل من الابتداء ، فلو قدمت الصلة لتغير المعنى .
.
ومنهم من يرى أن أهون هنا بمعنى هين ، إرجاعكم إلى الحياة بعد موتكم هين عليه . والعرب تجعل أفعل بمعنى فاعل فى كثير من كلامهم ، ومنه قول الشاعر :
إن الذى سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعز وأطول
أى : بنى لنا بيتا دعائمه عزيزة طويلة منه قولهم : الله أكبر أى : كبير .
وقوله - تعالى - : ( وَلَهُ المثل الأعلى فِي السماوات والأرض . . ) أى : وله - سبحانه - الوصف الأعلى الذى ليس لغيره مثله ، لا فى السماوات ولا فى الأرض ، إذ لا يشاركه أحد فى ذاته و صفاته فهو - سبحانه - ليس كمثله شئ .
( وَهُوَ العزيز ) الذى يَغلب ولا يُغلب ( الحكيم ) فى كل أقواله وأفعاله وتصرفاته .
وبعد هذا التطواف المتنوع فى آفاق الأنفس ، وفى أعماق هذا الكون .
- البغوى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ) يخلقهم أولا ثم يعيدهم بعد الموت للبعث ( وهو أهون عليه ) قال الربيع بن خيثم ، والحسن ، وقتادة ، والكلبي : أي : هو هين عليه وما شيء عليه بعزيز ، وهو رواية العوفي عن ابن عباس . وقد يجيء أفعل بمعنى الفاعل كقول الفرزدق ؟
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
أي : عزيزة طويلة .
وقال مجاهد وعكرمة : " وهو أهون عليه " : أي : أيسر ، ووجهه أنه على طريق ضرب المثل ، أي : هو أهون عليه على ما يقع في عقولكم ، فإن الذي يقع في عقول الناس أن الإعادة تكون أهون من الإنشاء ، أي : الابتداء . وقيل : هو أهون عليه عندكم وقيل : هو أهون عليه ، أي : على الخلق ، يقومون بصيحة واحدة ، فيكون أهون عليهم من أن يكونوا نطفا ، ثم علقا ثم مضغا إلى أن يصيروا رجالا ونساء ، وهذا معنى رواية ابن حبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس . ( وله المثل الأعلى ) أي : الصفة العليا ( في السماوات والأرض ) قال ابن عباس : هي أنه ليس كمثله شيء . وقال قتادة : هي أنه لا إله إلا هو ) ( وهو العزيز ) في ملكه ) ( الحكيم ) في خلقه .
- ابن كثير : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وقوله : ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) قال [ علي ] بن أبي طلحة عن ابن عباس : يعني : أيسر عليه .
وقال مجاهد : الإعادة أهون عليه من البداءة ، والبداءة عليه هين . وكذا قال عكرمة وغيره .
وقال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، أخبرنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته . وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد " .
انفرد بإخراجه البخاري كما انفرد بروايته - أيضا - من حديث عبد الرزاق عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، به . وقد رواه الإمام أحمد منفردا به عن حسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، حدثنا أبو يونس سليم بن جبير ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، أو مثله .
وقال آخرون : كلاهما بالنسبة إلى القدرة على السواء .
قال العوفي ، عن ابن عباس : كل عليه هين . وكذا قال الربيع بن خثيم . ومال إليه ابن جرير ، وذكر عليه شواهد كثيرة ، قال : ويحتمل أن يعود الضمير في قوله : ( وهو أهون عليه ) إلى الخلق ، أي : وهو أهون على الخلق .
وقوله : ( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس كقوله : ( ليس كمثله شيء ) [ الشورى : 11 ] .
وقال قتادة : مثله أنه لا إله إلا هو ، ولا رب غيره ، وقال مثل هذا ابن جرير .
وقد أنشد بعض المفسرين عند ذكر هذه الآية لبعض أهل المعارف :
إذا سكن الغدير على صفاء وجنب أن يحركه النسيم ترى فيه السماء بلا امتراء
كذاك الشمس تبدو والنجوم كذاك قلوب أرباب التجلي
يرى في صفوها الله العظيم
( وهو العزيز ) الذي لا يغالب ولا يمانع ، بل قد غلب كل شيء ، وقهر كل شيء بقدرته وسلطانه ، ( الحكيم ) في أفعاله وأقواله ، شرعا وقدرا .
وعن مالك في تفسيره المروي عنه ، عن محمد بن المنكدر ، في قوله تعالى : ( وله المثل الأعلى ) ، قال : لا إله إلا الله .
- القرطبى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
قوله تعالى : وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .
قوله تعالى : وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده أما بدء خلقه فبعلوقه في الرحم قبل ولادته ، وأما إعادته فإحياؤه بعد الموت بالنفخة الثانية للبعث ; فجعل ما علم من ابتداء خلقه دليلا على ما يخفى من إعادته ; استدلالا بالشاهد على الغائب ، ثم أكد ذلك بقوله : وهو أهون عليه وقرأ ابن مسعود وابن عمر : ( يبدئ الخلق ) من أبدأ يبدئ ; دليله قوله تعالى : إنه هو يبدئ ويعيد . ودليل قراءة العامة قوله سبحانه : كما بدأكم تعودون . و أهون بمعنى هين ; أي الإعادة هين عليه ; قاله الربيع بن خثيم والحسن . فأهون بمعنى هين ; لأنه ليس شيء أهون على الله من شيء . قال أبو عبيدة : ومن جعل أهون يعبر عن تفضيل شيء على شيء فقوله مردود بقوله تعالى : وكان ذلك على الله يسيرا وبقوله : ولا يئوده حفظهما . والعرب تحمل أفعل على فاعل ، ومنه قول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
أي دعائمه عزيزة طويلة . وقال آخر [ معن بن أوس ] :
لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول
أراد : إني لوجل . وأنشد أبو عبيدة أيضا :
إني لأمنحك الصدود وإنني قسما إليك مع الصدود لأميل
أراد لمائل . وأنشد أحمد بن يحيى :
تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
أراد بواحد . وقال آخر :
لعمرك إن الزبرقان لباذل لمعروفه عند السنين وأفضل
أي وفاضل . ومنه قولهم : الله أكبر ; إنما معناه الله الكبير . وروى معمر عن قتادة قال : في قراءة عبد الله بن مسعود ( وهو عليه هين ) . وقال مجاهد وعكرمة والضحاك : إن المعنى أن الإعادة أهون عليه - أي على الله - من البداية ; أي أيسر ، وإن كان جميعه على الله تعالى هينا ; وقاله ابن عباس . ووجهه أن هذا مثل ضربه الله تعالى لعباده ; يقول : إعادة الشيء على الخلائق أهون من ابتدائه ; فينبغي أن يكون البعث لمن قدر على البداية عندكم وفيما بينكم أهون عليه من الإنشاء . وقيل : الضمير في عليه للمخلوقين ; أي وهو أهون عليه ، أي على الخلق ، يصاح بهم صيحة واحدة فيقومون ويقال لهم : كونوا فيكونون ; فذلك أهون عليهم من أن يكونوا نطفا ، ثم علقا ، ثم مضغا ، ثم أجنة ، ثم أطفالا ، ثم غلمانا ، ثم شبانا ، ثم رجالا أو نساء . وقاله ابن عباس وقطرب . وقيل أهون أسهل ; قال :
وهان على أسماء أن شطت النوى يحن إليها واله ويتوق
أي سهل عليها ، وقال الربيع بن خثيم في قوله تعالى : وهو أهون عليه قال : ما شيء على الله بعزيز . عكرمة : تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت هذه الآية . وله المثل الأعلى أي ما أراده جل وعز كان . وقال الخليل : المثل الصفة ; أي وله الوصف الأعلى في السماوات والأرض كما قال : مثل الجنة التي وعد المتقون أي صفتها . وقد مضى الكلام في ذلك . وعن مجاهد : المثل الأعلى قول لا إله إلا الله ; ومعناه : أي الذي له الوصف الأعلى ، أي الأرفع الذي هو الوصف بالوحدانية . وكذا قال قتادة : إن المثل الأعلى شهادة أن لا إله إلا الله ; ويعضده قوله تعالى : ضرب لكم مثلا من أنفسكم على ما نبينه آنفا إن شاء الله تعالى . وقال الزجاج : وله المثل الأعلى في السماوات والأرض أي قوله : وهو أهون عليه قد ضربه لكم مثلا فيما يصعب ويسهل ; يريد التفسير الأول . وقال ابن عباس : أي ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم تقدم .
- الطبرى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وقوله: ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) يقول تعالى ذكره: والذي له هذه الصفات تبارك وتعالى، هو الذي يبدأ الخلق من غير أصل فينشئه ويوجده، بعد أن لم يكن شيئا، ثم يفنيه بعد ذلك، ثم يعيده، كما بدأه بعد فنائه، وهو أهون عليه.
اختلف أهل التأويل في معنى قوله: (وَهُوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ) فقال بعضهم: معناه: وهو هين عليه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد العطار، عن سفيان، عمن ذكره، عن منذر الثوري، عن الربيع بن خيثم (وَهُوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ) قال: ما شيء عليه بعزيز.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) يقول: كلّ شيء عليه هين.
وقال آخرون: معناه: وإعادة الخلق بعد فنائهم أهون عليه من ابتداء خلقهم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: (وَهُوَ أهْوَنُ عَلَيْهِ) قال: يقول: أيسر عليه.
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) قال: الإعادة أهون عليه من البداءة، والبداءة عليه هين.
حدثني ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرِمة قرأ هذا الحرف ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) قال: تعجب الكفار من إحياء الله الموتى، قال: فنـزلت هذه الآية: ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) إعادة الخلق أهون عليه من إبداء الخلق.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا غندر، عن شعبة، عن سماك، عن عكرِمة، بنحوه. إلا أنه قال: إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (وَهُوَ أهْوَنُ عَلَيْه) : يقول: إعادته أهون عليه من بدئه، وكلّ على الله هين. وفي بعض القراءة: (وكلٌ على الله هين).
وقد يحتمل هذا الكلام وجهين، غير القولين اللذين ذكرت، وهو أن يكون معناه: &; 20-93 &; وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون على الخلق؛ أي إعادة الشيء أهون على الخلق من ابتدائه. والذي ذكرنا عن ابن عباس في الخبر الذي حدثني به ابن سعد قول أيضا له وجه.
وقد وجَّه غير واحد من أهل العربية قول ذي الرمة:
أخـي قَفَـرَاتٍ دَبَّيَـتْ فِـي عظامـه
شُـفافات أعْجـاز الكَـرَى فهوَ أخْضَعَ (1)
إلى أنه بمعنى خاضع. وقول الآخر:
لَعَمْـــرُكَ إنَّ الزِّبْرَقــانَ لَبــاذِلٌ
لَمعْروفِــه عِنْــدَ السِّـنِينَ وأفْضَـلُ
كَــرِيمٌ لَــه عَـنْ كُـلّ ذَمّ تَـأَخُّرٌ
وفِــي كُــلّ أسْـبابِ المَكـارِمِ أوَّلُ (2)
إلى أنه بمعنى: وفاضل. وقول معن:
لَعَمْــرُكَ مـا أْدِري وإنّـي لأوْجَـلُ
عــلى أيِّنــا تَعْــدُو المَنِيَّـةُ أوَّلُ (3)
إلى أنه بمعنى: وإني لوجل. وقول الآخر:
تَمَنَّـى مُـرَيْءُ القَيْسِ مَوْتي وإنْ أمُتْ
فَتِلــكَ سَـبِيلٌ لَسْـتُ فِيهـا بـأوْحَدِ (4)
إلى أنه بمعنى: لست فيها بواحد. وقول الفرزدق:
إنَّ الَّـذِي سَـمَكَ السَّـماءَ بَنـى لَنـا
بَيْتــا دَعائمُــهُ أعَــزُّ وأطْــوَلُ (5)
إلى أنه بمعنى: عزيزة طويلة.
قالوا: ومنه قولهم في الأذان: الله أكبر؛ بمعنى: الله كبير؛ وقالوا: إن قال قائل: إن الله لا يوصف بهذا، وإنما يوصف به الخلق، فزعم أنه وهو أهون على الخلق، فإن الحجة عليه قول الله: وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ، وقوله: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا أي: لا يثقله حفظهما.
وقوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى) يقول: ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثل الأعلى، تعالى ربنا وتقدّس.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ) يقول: ليس كمثله شيء.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (وَلَهُ المَثَلُ الأعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ والأرْضِ) مثله أنه لا إله إلا هو، ولا ربّ غيره.
وقوله: (وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) يقول تعالى ذكره: وهو العزيز في انتقامه من أعدائه، الحكيم في تدبيره خلقه، وتصريفهم فيما أراد من إحياء وإماتة، وبعث ونشر، وما شاء.
---------------------
الهوامش:
(1) البيت في ديوان ذي الرمة (طبع جامعة كيمبردج سنة 1919 ص 348). قال في شرحه: شفافات: بقايا أعجاز الكرى، أواخر النوم، فاستعار له المنهل. فكأنه قد سكر، فهو أخضع.
(2) البيتان لم أقف على قائلهما. والزبرقان بن بدر من سادات بني تميم. والسنون جمع سنة، والمراد بها الجدب والقحط. والشاهد في قول الشاعر "وأفضل" فإنه بمعنى "فاضل" ولا تفضيل فيه، كما قال المؤلف: على أنه يمكن تخريج البيت على معنى التفضيل، كما يأتي في الشواهد الأخرى، أي وهو أفضل من غيره على كل حال.
(3) البيت لمعن بن أوس المزني (ذيل الأمالي لأبي علي القالي ص 218). واستشهد به المؤلف على أن قوله: "لأوجل": أي لوجل، وانظر شرح البيت وإعرابه في خزانة الأدب الكبرى للبغدادي (3 : 505 - 506).
(4) البيت لمالك بن القين الخزرجي الأنصاري، حققه الأستاذ عبد العزيز الميمني في شرح ذيل الأمالي ص 104 (وهو من ثلاثة أبيات كتب بها يزيد بن عبد الملك إلى أخيه هشام وقد بلغه أنه يتمنى موته. وقيل: كتب بها الوليد إلى أخيه سليمان) كما في مروج الذهب للمسعودي (ورواية صدر البيت الأول مخالفة لما في ذيل الأمالي ص 218) والأبيات الثلاثة هي:
تَمَنَّـى رِجَـالٌ أَنْ أَمُـوتَ وَإِنْ أَمُـتْ
فَتِلْــكَ سَـبِيلٌ لَسْـتُ فِيهَـا بِـأَوْحَدِ
فَمَـا عَيْشُ مَـنْ يَرْجُو رَدَايَ بِضَائرِي
وَمَـا عَيْشُ مَـنْ يَرْجُـو رَدَايَ بِمُخْلَدِ
فَقُـلْ للَّـذِي يَبْغـي خِلافَ الَّذِي مَضَى
تَجَــهَّزْ لأُخْـرَى مِثْلِهَـا فَكَـأَنْ قَـدِ
وقوله: "خلاف الذي مضى": يريد: أن يخلف على ميراثه أو محله. وقد استشهد المؤلف على أن قوله "بأوحد" معناه واحد، مثل قول الله تعالى: (وهو أهون عليه): أي هين عليه، فالصيغة وإن كانت صيغة أفعل التي للتفضيل إلا أنه لا تفضيل هنا، وإنما هو لمجرد الوصف بدون تفضيل. وإنما ذكر يزيد هذه الأبيات على سبيل التمثل بها وليست من شعره. قال القالي: فرد عليه هشام بيتين وهما:
وَمَـنْ لا يُغْمِـض عَيْنَـهُ عَنْ صَـدِيقِهِ
وَعَـنْ بَعْـضِ مَا فِيهِ يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ
وَمَــنْ يَتَتَبَّــعْ جَـاهِدًا كُـلَّ عَـثْرَةٍ
يَجِدْهَـا وَلا يَسْـلَمْ لَـهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ
ثم قال: فرد عليه يزيد بقصيدة معن بن أوس التي يقول فيها:
لَعَمْــرُكَ مـا أدْرِي وَإِنّـي لأَوْجَـلُ
عَــلى أينــا تَعْــدُو المَنِيَّـةُ أوَّلُ
وقد بين البغدادي في خزانة الأدب الكبرى (500 - 502) أن هذا الشاهد وما ماثله يمكن أن يحمل على التفضيل لا على مجرد الوصف، فراجعه ثمة.
(5) البيت للفرزدق (ديوانه طبعة الصاوي بالقاهرة ص 714) وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 187 - ب) قال أبو عبيدة: أي عزيزة طويلة. فإن احتج فقال: إن الله عز وجل لا يوصف بهذا، وإنما يوصف الخلق، فزعم أن (وهو أهون عليه) على الخلق؛ فإن الحجة عليه قول الله عز وجل: (وكان ذلك على الله يسيرًا). وفي آية أخرى: (ولا يئوده حفظهما) أي لا يثقله.
- ابن عاشور : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)
تقدم نظير صدر هذه الآية في هذه السورة وأعيد هنا ليبنَى عليه قوله { وهو أهون عليه } تكملة للدليل إذ لم تذكر هذه التكملة هناك . فهذا ابتداء بتوجيه الكلام إلى المشركين لرجوعه إلى نظيره المسوق إليهم . وهذا أشبه بالتسليم الجدلي في المناظرة ، ذلك لأنهم لما اعترفوا بأن الله هو بادىءُ خلق الإنسان ، وأنكروا إعادته بعد الموت ، واستُدل عليهم هنالك بقياس المساواة ، ولما كان إنكارهم الإعادة بعد الموت متضمناً تحديد مفعول القدرة الإلهية جاء التنازل في الاستدلال إلى أن تحديد مفعول القدرة لو سلم لهم لكان يقتضي إمكان البعث بقياس الأحرى فإن إعادة المصنوع مرة ثانية أهون على الصانع من صنعته الأولى وأدخل تحت تأثير قدرته فيما تعارفه الناس في مقدوراتهم . فقوله { أهون } اسم تفضيل ، وموقعه موقع الكلام الموجَّه ، فظاهره أن { أهون } مستعمل في معنى المفاضلة على طريقة إرخاء العنان والتسليم الجدلي ، أي الخلق الثاني أسهل من الخلق الأول ، وهذا في معنى قوله تعالى { أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد } [ ق : 15 ] . ومراده : أن إعادة الخلق مرة ثانية مُساوية لبدْء الخلق في تعلق القدرة الإلهية ، فتحمل صيغة التفضيل على معنى قوة الفعل المصوغة له كقوله { قال ربّ السجنُ أحبُّ إليَّ مما يَدْعُونَني إليه } [ يوسف : 33 ] . وللإشارة إلى أن قوله { وهو أهون عليه } مجرد تقريب لأفهامهم عقب بقوله { وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ، } أي ثبت له واستحق الشأن الأتم الذي لا يقاس بشؤون الناس المتعارفة وإنما لقصد التقريب لأفهامكم .
و { الأعلى : معناه الأعظم البالغ نهاية حقيقة العظمة والقوة . قال حجة الإسلام في الإحياء } : «لا طاقة للبشر أن ينفُذوا غَوْر الحكمة كما لا طاقة لهم أن ينفذوا بأبصارهم ضَوءَ الشمس ولكنهم ينالون منها ما تحيا به أبصارهم وقد تأنق بعضهم في التعبير عن وجه اللطف في إيصال معاني الكلام المجيد إلى فهم الإنسان لعلو درجة الكلام المجيد وقصور رتبة الأفهام البشرية فإن الناس إذا أرادوا أن يفهموا الدواب ما يريدون من تقديمها وتأخيرها ونحوه ورأوها تقصر عن فهم الكلام الصادر عن العقول مع حسنه وترتيبه نَزلوا إلى درجة تمييز البهائم وأوصلوا مقاصدهم إليها بأصواتتٍ يضعونها لائقة بها من الصفير ونحوه من الأصوات القريبة من أصواتها» اه .
وقوله { في السموات والأرض } صفة للمثل أو حال منه ، أي كان استحقاقه المثل الأعلى مستقراً في السماوات والأرض ، أي في كائنات السماوات والأرض ، فالمراد : أهلها ، على حدّ { واسأل القرية } [ يوسف : 82 ] ، أي هو موصوف بأشرف الصفات وأعظم الشؤون على ألسنة العقلاء وهي الملائكة والبشر المعتد بعقولهم ولا اعتداد بالمعطِّلين منهم لسخافة عقولهم وفي دلائل الأدلة الكائنة في السماوات وفي الأرض ، فكل تلك الأدلة شاهدة بأن لله المثل الأعلى . ومن جملة المثَل الأعلى عزته وحكمته تعالى؛ فخُصّا بالذكر هنا لأنهما الصفتان اللتان تظهر آثارهما في الغرض المتحدث عنه وهو بدء الخلق وإعادته؛ فالعزة تقتضي الغِنى المطلق فهي تقتضي تمام القدرة . والحكمة تقتضي عموم العلم . ومن آثار القدرة والحكمة أنه يعيد الخلق بقدرته وأن الغاية من ذلك الجزاء وهو من حكمته .
- إعراب القرآن : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
«وَهُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبره والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها «يَبْدَؤُا» مضارع فاعله مستتر «الْخَلْقَ» مفعول به والجملة صلة «ثُمَّ» حرف عطف «يُعِيدُهُ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «وَهُوَ أَهْوَنُ» مبتدأ وخبره والجملة حال «عَلَيْهِ» متعلقان بأهون. «وَلَهُ» خبر مقدم «الْمَثَلُ» مبتدأ مؤخر «الْأَعْلى » صفة للمثل والجملة مستأنفة «فِي السَّماواتِ» حال «وَالْأَرْضِ» معطوفة على السموات. «وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» مبتدأ وخبران والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها.
- English - Sahih International : And it is He who begins creation; then He repeats it and that is [even] easier for Him To Him belongs the highest attribute in the heavens and earth And He is the Exalted in Might the Wise
- English - Tafheem -Maududi : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(30:27) It is He Who creates in the first instance and it is He Who will repeat the creation, and that is easier for Him. *38 His is the loftiest attribute in the heavens and the earth. He is the Most Mighty, the Most Wise.
- Français - Hamidullah : Et c'est Lui qui commence la création puis la refait; et cela Lui est plus facile Il a la transcendance absolue dans les cieux et sur la terre C'est Lui le Tout Puissant le Sage
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Er ist es Der die Schöpfung am Anfang macht und sie hierauf wiederholt; das ist für Ihn noch leichter Er hat die höchste Eigenschaft in den Himmeln und auf der Erde und Er ist der Allmächtige und Allweise
- Spanish - Cortes : Es Él Quien inicia la creación y luego la repite Es cosa fácil para Él Representa el ideal supremo en los cielos y en la tierra Es el Poderoso el Sabio
- Português - El Hayek : Ele é Quem origina a criação logo a reproduz porque isso Lhe é fácil Sua é a mais elevada similitude nos céus e naterra e Ele é o Poderoso o Prudentíssimo
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто создает творения в первый раз а затем воссоздает их и сделать это для Него еще легче Ему принадлежат наивысшие качества на небесах и на земле Он - Могущественный Мудрый
- Кулиев -ас-Саади : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
Он - Тот, Кто создает творения в первый раз, а затем воссоздает их, и сделать это для Него еще легче. Ему принадлежат наивысшие качества на небесах и на земле. Он - Могущественный, Мудрый.Смысл этого откровения в том, что человеческому разуму легче представить воскрешение людей после смерти, нежели сотворение человека из небытия. И действительно, если Аллах способен сотворить человека из небытия, в чем людям не приходится сомневаться, то воссоздать людей для Него должно быть гораздо легче. После упоминания о величайших знамениях, которые обязаны принимать во внимание благоразумные мужи и над которыми обязаны размышлять правоверные, Всевышний Аллах коснулся одного из самых важных вопросов и возвестил о том, что Ему принадлежит наивысшее достоинство на небесах и на земле. Речь идет о божественных качествах величия и совершенства. Всестороннее совершенство является одним из этих качеств. Сердца его преданных рабов переполнены любовью к своему Господу. Они устремляются к Нему всем сердцем, поминают Его в величественных молитвах, поклоняются Ему надлежащим образом, и все это также свидетельствует о наивысшем достоинстве Господа, которое подразумевает Его величественные качества и вытекающие из них последствия. Исходя из этого праведные богословы при описании качеств Творца говорят, что если творения обладают прекрасными качествами, то последние непременно должны быть присущи Творцу и превосходить аналогичные качества творений. Что же касается пороков и недостатков, которыми могут обладать творения, то они никоим образом не могут быть приписаны Творцу, да и сами творения должны стремиться избавиться от них. Воистину, среди прекрасных имен Аллаха - Могущественный и Мудрый. Он обладает совершенным могуществом и безграничной мудростью. Благодаря Своему могуществу Он создал творения и ниспослал законы, а благодаря Своей мудрости Он сотворил Вселенную прекрасной и сделал ниспосланные предписания справедливыми.
- Turkish - Diyanet Isleri : Önce yaratan ölümünden sonra tekrar dirilten O'dur Bu O'nun için daha kolaydır Göklerde ve yerde olan en üstün sıfatlar O'nundur O güçlüdür Hakim'dir
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che inizia la creazione e la reitera e ciò Gli è facile A lui appartiene la similitudine più sublime nei cieli e sulla terra È Lui l'Eccelso il Saggio
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر ئهو زاته له سهرهتاوه بهدیهێنراوهکان بهدی دههێنێت پاشان به جۆرێکی تر دروستیان دهکاتهوه ئهو کارهش بۆ خوا ئاسانه نموونهی بهرزو وهسفی بڵند ههر شایستهی ئهو زاتهیه له ئاسمانهکان و زهویدا ههر ئهویش زاتێکی باڵادهست و دانایه
- اردو - جالندربرى : اور وہی تو ہے جو خلقت کو پہلی دفعہ پیدا کرتا ہے پھر اسے دوبارہ پیدا کرے گا۔ اور یہ اس کو بہت اسان ہے۔ اور اسمانوں اور زمین میں اس کی شان بہت بلند ہے۔ اور وہ غالب حکمت والا ہے
- Bosanski - Korkut : On je Taj koji iz ničega stvara i On će to ponovo učiniti to je Njemu lahko; On je uzvišen i na nebesima i na Zemlji; On je silan i mudar
- Swedish - Bernström : Han är Den som inleder skapelsen och som när tiden är kommen skall förnya den; det är en lätt sak för Gud Enbart de högsta egenskaper kan tillskrivas Honom i himlarna och på jorden Han är den Allsmäktige den Vise
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Dialah yang menciptakan manusia dari permulaan kemudian mengembalikan menghidupkannya kembali dan menghidupkan kembali itu adalah lebih mudah bagiNya Dan bagiNyalah sifat yang Maha Tinggi di langit dan di bumi; dan Dialah Yang Maha Perkasa lagi Maha Bijaksana
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
(Dan Dialah yang menciptakan dari permulaan) menciptakan manusia (kemudian mengembalikannya) menjadi hidup kembali setelah mereka mati (dan menghidupkan kembali itu adalah lebih mudah bagi-Nya) daripada memulai penciptaan; hal ini dikaitkan dengan realita yang berlaku di kalangan makhluk-Nya, yaitu bahwasanya mengulangi sesuatu itu lebih mudah daripada memulainya. Padahal kedua kondisi itu bagi Allah swt. sama saja mudahnya. (Dan bagi-Nyalah teladan yang maha tinggi di langit dan di bumi) yakni sifat yang maha tinggi, yaitu bahwa tiada Tuhan yang wajib disembah melainkan Allah (dan Dialah Yang Maha Perkasa) di dalam kerajaan-Nya (lagi Maha Bijaksana) di dalam ciptaan-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই প্রথমবার সৃষ্টিকে অস্তিত্বে আনয়ন করেন অতঃপর তিনি সৃষ্টি করবেন। এটা তাঁর জন্যে সহজ। আকাশ ও পৃথিবীতে সর্বোচ্চ মর্যাদা তাঁরই এবং তিনিই পরাক্রমশালী প্রজ্ঞাময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவனே படைப்பைத் துவங்குகின்றான்; பின்னர் அவனே அதை மீட்டுகிறான்; மேலும் இது அவனுக்கு மிகவும் எளிதேயாகும் வானங்களிலும் பூமியிலும் மிக்க உயர்ந்த பண்புகள் அவனுக்குரியதே மேலும் அவன் மிகைத்தவன்; ஞானம் மிக்கவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพระองค์คือผู้ทรงเริ่มแรกในการสร้าง แล้วทรงให้มันกลับขึ้นมาอีก และมันเป็นการง่ายยิ่งแก่พระองค์ และคุณลักษณะอันสูงส่งในชั้นฟ้าทั้งหลายและแผ่นดินเป็นกรรมสิทธิ์ของพระองค์ และพระองค์เป็นผู้ทรงอำนาจ ผู้ทรงปรีชาญาณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : У махлуқотни йўқдан бор қиладир сўнгра уни яна қайтадан вужудга келтирадир бу унга жуда осондир Осмонлару ердаги энг олий васф Уникидир У азиз ва ҳаким зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 他创造众生,然后再造他们,再造对于他是容易的。天地间最高的典型,只属于他,他是万能的,至睿的。
- Melayu - Basmeih : Dan Dia lah yang memulakan kejadian sekalian makhluk kemudian Ia mengembalikannya hidup semula sesudah mereka mati sedang perlaksanaan yang demikian amatlah mudah bagiNya Dan bagiNyalah jua sifat yang tertinggi di langit dan di bumi dan Dia lah jua Yang Maha Kuasa lagi Maha Bijaksana
- Somali - Abduh : Eebe waa kan billaabay abuurka Khalqiga hadana soo celin wayna u fududahay arrintaasu Eebaana sifo sare ku muta Samooyinka iyo Dhulka waana adkaade falsan
- Hausa - Gumi : Kuma Shĩ ne Wanda Ya fãra halitta sa'an nan Ya sãke ta kuma sakẽwarta tã fi sauƙi a gare shi Kuma Yanã da misãli wanda ya fi ɗaukaka a cikin sammai da ƙasã kuma Shĩ ne Mabuwãyi Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Na Yeye ndiye anaye anzisha uumbaji kisha ataurudisha mara nyengine Na jambo hili ni jepesi zaidi kwake Naye ndiye mwenye mfano bora katika mbingu na ardhi Na Yeye ndiye Mwenye nguvu Mwenye hikima
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai krijon prej asgjëje dhe Ai e përsëriti atë; për Te kjo është shumë lehtë Atij i përkasin virtytet më të larta në qiej dhe në Tokë Ai është i Plotëfuqishëm dhe i Gjithëdijshëm
- فارسى - آیتی : اوست كه موجودات را مىآفريند، سپس آنها را بازمىگرداند. و اين كار بر او آسانتر است. او راست صفت برترى در آسمانها و زمين و اوست پيروزمند و حكيم.
- tajeki - Оятӣ : Ӯст, ки мавҷудотро меофаринад, сипас онҳоро бозмегардонад. Ва ин кор бар Ӯ осонтар аст. Ӯрост сифати бартарӣ дар осмонҳову замин ва Ӯст ғолибу ҳаким!
- Uyghur - محمد صالح : مەخلۇقاتنى دەسلەپتە (يوقتىن) بار قىلىدىغان، ئاندىن ئۇنى (ئۆلگەندىن كېيىن) تىرىلىدۈرىدىغان اﷲ ئەنە شۇدۇر، ئۇ (يەنى مەخلۇقاتنى تىرىلدۈرۈش) اﷲ قا (ئۇنى دەسلەپتە يوقتىن بار قىلغانغا قارىغاندا) ئوڭايدۇر، ئاسمانلاردا ۋە زېمىندا ئەڭ ئالىي سۈپەت اﷲ قا خاستۇر، اﷲ غالىبتۇر، ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സൃഷ്ടി ആരംഭിക്കുന്നത് അവനാണ്. പിന്നെ അവന് തന്നെ അതാവര്ത്തിക്കുന്നു. അത് അവന് നന്നെ നിസ്സാരമത്രെ. ആകാശത്തും ഭൂമിയിലും അത്യുന്നതാവസ്ഥ അവന്നാണ്. അവന് പ്രതാപിയും യുക്തിജ്ഞനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : والله وحده الذي يبدا الخلق من العدم ثم يعيده حيا بعد الموت واعاده الخلق حيا بعد الموت اهون على الله من ابتداء خلقهم وكلاهما عليه هين وله سبحانه الوصف الاعلى في كل ما يوصف به ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهو العزيز الذي لا يغالب الحكيم في اقواله وافعاله وتدبير امور خلقه
*38) That is, "If it was not difficult for Him to create you in the first instance, how can it be difficult for Him to re-create you? Your first creation was not difficult for Him because your present existence is a living proof of that. Now it is simple commonsense that the re-making of a thing should be relatively easier for the one who trade it for the first time .