- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَٰنَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ۚ ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ۖ ومن كفر فإن الله غني حميد
- عربى - التفسير الميسر : ولقد أعطينا عبدًا صالحًا من عبادنا (وهو لقمان) الحكمة، وهي الفقه في الدين وسلامة العقل والإصابة في القول، وقلنا له: اشكر لله نِعَمَه عليك، ومَن يشكر لربه فإنما يعود نَفْع ذلك عليه، ومن جحد نِعَمَه فإن الله غني عن شكره، غير محتاج إليه، له الحمد والثناء على كل حال.
- السعدى : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
يخبر تعالى عن امتنانه على عبده الفاضل لقمان، بالحكمة، وهي العلم [بالحق] على وجهه وحكمته، فهي العلم بالأحكام، ومعرفة ما فيها من الأسرار والإحكام، فقد يكون الإنسان عالما، ولا يكون حكيما.
وأما الحكمة، فهي مستلزمة للعلم، بل وللعمل، ولهذا فسرت الحكمة بالعلم النافع، والعمل الصالح.
ولما أعطاه اللّه هذه المنة العظيمة، أمره أن يشكره على ما أعطاه، ليبارك له فيه، وليزيده من فضله، وأخبره أن شكر الشاكرين، يعود نفعه عليهم، وأن من كفر فلم يشكر اللّه، عاد وبال ذلك عليه. والله غني [عنه] حميد فيما يقدره ويقضيه، على من خالف أمره، فغناه تعالى، من لوازم ذاته، وكونه حميدا في صفات كماله، حميدا في جميل صنعه، من لوازم ذاته، وكل واحد من الوصفين، صفة كمال، واجتماع أحدهما إلى الآخر، زيادة كمال إلى كمال.
واختلف المفسرون، هل كان لقمان نبيا، أو عبدا صالحا؟ واللّه تعالى لم يذكر عنه إلا أنه آتاه الحكمة، وذكر بعض ما يدل على حكمته في وعظه لابنه، فذكر أصول الحكمة وقواعدها الكبار.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
ثم ساق - سبحانه - على لسان عبد صالح من عباده ، جملة من الوصايا الحكيمة ، لتكون عظة وعبر للناس ، فقال - تعالى - : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ . . . الأصوات لَصَوْتُ الحمير ) .
قال ابن كثير - رحمه الله - : اختلف السلف فى لقمان ، هل كان نبيا أو عبدا صالحا من غير نبوة؟ والأكثرون على أنه لم يكن نبيا .
وعن ابن عباس وغيره : كان لقمان عبدا حبشا نجارا . . .
قال له مولاه : اذبح لنا شاة وجئنى بأخبث ما فيها؟ فذبحها وجهاءه بلسانها وقلبها . ثم قال له مرة ثانية : اذبح لنا شاة وجئنى بأحسن ما فيها؟ فذبحها وجاءه - أيضاً بقلبها ولسانها ، فقال له مولاه ما هذا؟ فقال لقمان : إنه ليس من شئ أطيب منهما إذا طابا ، وليس من شئ أخبث منها إذا خبثا .
وقال له رجل : ألست عبد فلان؟ فما الذى بلغ بك ما أرى من الحكمة؟ فقال لقمان : قدر الله وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وتركى مالا يعنينى .
ومن أقواله لابنه : يا بنى اتخذ تقوى الله لك تجارة ، يأتك الربح من غير بضاعة . يا بنى ، لا تكن اعجز من هذا الديك الذى يصوت بالأسحار ، وأنت نائم على فراشك ، با بنى ، اعتزل الشر كما يعتزلك ، فإن الشر للشر خلق .
يا بنى ، عليك بمجالس العلماء ، وبسماع كلام الحكماء ، فإن الله - تعالى - يحيى القلب الميت بنور الحكمة .
يا بنى ، إنك منذ نزلت الدنيا استدبرتها ، واستقبلت الآخرة ، ودار أنت إليها تسير ، أقرب من دار أنت عنها ترتحل .
وقال الآلوسى ما ملخصه : ولقمان : اسم أعجمى لا عربى وهو ابن باعوراء . قيل : كان فى زمان داود - عليه السلام - وقيل : كان زمانه بين عيسى وبين محمد - عليهما الصلاة والسلام - .
ثم قال الآلوسى : وإنى اختار أنه كان رجلا صالحا حكيما ، ولم يكن نبيا .
وقوله - سبحانه - : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الحكمة ) كلام مستانف مسوق لإِبطال الإِشراك بالله - تعالى - عن طرق النقل ، بعد بيان إبطال عن طريق العقل ، فى قوله - سبحانه - قبل ذلك : ( هذا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الذين مِن دُونِهِ . . . ) والحكمة : اكتساب العلم النافع والعمل به . و هى : العقل والفهم . أو هى الإِصافة فى القول والعمل .
والمعنى : والله لقد أعطينا - بفضلنا وإحساننا - عبدنا لقمان العلم النافع والعمل به .
وقوله - سبحانه - ( أَنِ اشكر للَّهِ ) بيان لما يقتضيه إعطاء الحكمة . أى : أتيناه الحكمة وقلنا له أن اشكر لله على ما أعطاك من نعم لكى يزيدك منها .
قال الشوكانى : قوله : ( أَنِ اشكر للَّهِ ) أن هى المفسرة : لأن فى إيتاء الحكمة معنى القول . وقيل التقدير : قلنا له أن اشكر لى . . وقيل : بأن اشكر لى فشكر ، فكان حكيما بشكره .
والشكر لله : الثناء عليه فى مقابلة النعمة - واستعمالها فيما خلقت له - ، وطاعته فيما أمر به .
ثم بين - سبحانه - حسن عاقبة الشكر وسوء عاقبة الجحود فقال : ( وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) .
أى : ومن يشكر الله - تعالى - على نعمه ، فإن نفع شكره إنما يعود إليه ، ومن جحد نعم الله - تعالى - واستحب الكفر على الإِيمان ، فالله - تنعالى - غنى عنه وعن غيره ، حقيق بالحمد من سائر خلقه لإِنعامه عليهم بالنعم التى لا تعد ولا تحصى : فحميد بمعنى محمود .
فالجملة الكريمة المقصود بها ، بيان غنى الله - تعالى - عن خلقه ، وعدم انتفاعهم بطاعتهم ، لأن منفعتها راجعة إليهم ، وعدم تضرره بمعصيتهم . وإنما ضرر ذلك يعود عليهم . وعبر - سبحانه - فى جانب الشكر بالفعل المضارع ، للإِشارة إلى أن من شأن الشاكرين أنهم دائما على تذكر لنعم الله - تعالى - ، وإذا ما غفلوا عن ذلك لفترة من الوقت ، عادوا إلى طاعته - سبحانه - وشكره .
وعبر فى جانب الكفر بالفعل الماضى ، للإِشعار بأنه لا يصح ولا ينبغى من أى عاقل ، بل كل عاقل عليه أن يهجر ذلك هجرا تاما ، وأن يجعله فى خبر كان .
وجواب الشرط محذوف ، وقد قام مقامه قوله - تعالى - : ( فَإِنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) والتقدير : ومن كفر فضرر كفره راجع إليه . لأن الله - تعالى - غنى حميد .
- البغوى : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
قوله تعالى : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) يعني : العقل والعلم والعمل به والإصابة في الأمور . قال محمد بن إسحاق : وهو لقمان بن ناعور بن ناحور بن تارخ وهو آزر . وقال وهب : كان ابن أخت أيوب ، وقال مقاتل : ذكر أنه كان ابن خالة أيوب . قال الواقدي : كان قاضيا في بني إسرائيل .
واتفق العلماء على أنه كان حكيما ، ولم يكن نبيا ، إلا عكرمة فإنه قال : كان لقمان نبيا . وتفرد بهذا القول . وقال بعضهم : خير لقمان بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة . وروي أنه كان نائما نصف النهار فنودي : يا لقمان ، هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض لتحكم بين الناس بالحق ؟ فأجاب الصوت فقال : إن خيرني ربي قبلت العافية ، ولم أقبل البلاء ، وإن عزم علي فسمعا وطاعة ، فإني أعلم إن فعل بي ذلك أعانني وعصمني ، فقالت الملائكة بصوت لا يراهم : لم يا لقمان ؟ قال : لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها ، يغشاها الظلم من كل مكان أن يعدل فبالحري أن ينجو ، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة ، ومن يكن في الدنيا ذليلا خير من أن يكون شريفا ، ومن يختر الدنيا على الآخرة تفتنه الدنيا ولا يصيب الآخرة . فعجبت الملائكة من حسن منطقه ، فنام نومة فأعطي الحكمة ، فانتبه وهو يتكلم بها ، ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط ما اشترط لقمان ، فهوى في الخطيئة غير مرة ، كل ذلك يعفو الله عنه ، وكان لقمان يؤازره بحكمته . وعن خالد الربعي قال : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا . وقال سعيد بن المسيب : كان خياطا . وقيل : كان راعي غنم . فروي أنه لقيه رجل وهو يتكلم بالحكمة فقال : ألست فلانا الراعي فبم بلغت ما بلغت ؟ قال : بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك ما لا يعنيني . وقال مجاهد : كان عبدا أسود عظيم الشفتين ومشقق القدمين . قوله - عز وجل - : ( أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )
- ابن كثير : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
اختلف السلف في لقمان ، عليه السلام : هل كان نبيا ، أو عبدا صالحا من غير نبوة ؟ على قولين ، الأكثرون على الثاني .
وقال سفيان الثوري ، عن الأشعث ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا .
وقال قتادة ، عن عبد الله بن الزبير ، قلت لجابر بن عبد الله : ما انتهى إليكم من شأن لقمان ؟ قال : كان قصيرا أفطس من النوبة .
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب قال : كان لقمان من سودان مصر ، ذا مشافر ، أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة .
وقال الأوزاعي : رحمه الله ، حدثني عبد الرحمن بن حرملة قال : جاء رجل أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله ، فقال له سعيد بن المسيب : لا تحزن من أجل أنك أسود ، فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان : بلال ، ومهجع مولى عمر بن الخطاب ، ولقمان الحكيم ، كان أسود نوبيا ذا مشافر .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن وكيع ، حدثنا أبي ، عن أبي الأشهب ، عن خالد الربعي قال : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا ، فقال له مولاه : اذبح لنا هذه الشاة . فذبحها ، فقال : أخرج أطيب مضغتين فيها . فأخرج اللسان والقلب ، فمكث ما شاء الله ثم قال : اذبح لنا هذه الشاة . فذبحها ، فقال : أخرج أخبث مضغتين فيها . فأخرج اللسان والقلب ، فقال له مولاه : أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما ، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما . فقال لقمان : إنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا ، ولا أخبث منهما إذا خبثا .
وقال شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد : كان لقمان عبدا صالحا ، ولم يكن نبيا .
وقال الأعمش : قال مجاهد : كان لقمان عبدا أسود عظيم الشفتين ، مشقق القدمين .
وقال حكام بن سلم ، عن سعيد الزبيدي ، عن مجاهد : كان لقمان الحكيم عبدا حبشيا غليظ الشفتين ، مصفح القدمين ، قاضيا على بني إسرائيل .
وذكر غيره : أنه كان قاضيا على بني إسرائيل في زمن داود ، عليه السلام .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا الحكم حدثنا عمرو بن قيس قال : كان لقمان ، عليه السلام ، عبدا أسود غليظ الشفتين ، مصفح القدمين ، فأتاه رجل وهو في مجلس أناس يحدثهم ، فقال له : ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا ، قال : نعم . فقال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : صدق الحديث ، والصمت عما لا يعنيني .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن جابر قال : إن الله رفع لقمان الحكيم بحكمته ، فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك ، فقال له : ألست عبد بني فلان الذي كنت ترعى بالأمس ؟ قال : بلى . قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : قدر الله ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وتركي ما لا يعنيني .
فهذه الآثار منها ما هو مصرح فيه بنفي كونه نبيا ، ومنها ما هو مشعر بذلك; لأن كونه عبدا قد مسه الرق ينافي كونه نبيا; لأن الرسل كانت تبعث في أحساب قومها; ولهذا كان جمهور السلف على أنه لم يكن نبيا ، وإنما ينقل كونه نبيا عن عكرمة - إن صح السند إليه ، فإنه رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم من حديث وكيع عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عكرمة فقال : كان لقمان نبيا . وجابر هذا هو ابن يزيد الجعفي ، وهو ضعيف ، والله أعلم .
وقال عبد الله بن وهب : أخبرني عبد الله بن عياش القتباني ، عن عمر مولى غفرة قال : وقف رجل على لقمان الحكيم فقال : أنت لقمان ، أنت عبد بني الحسحاس ؟ قال : نعم . قال : أنت راعي الغنم ؟ قال : نعم . قال : أنت الأسود ؟ قال : أما سوادي فظاهر ، فما الذي يعجبك من أمري ؟ قال : وطء الناس بساطك ، وغشيهم بابك ، ورضاهم بقولك . قال : يا بن أخي إن صغيت إلى ما أقول لك كنت كذلك . قال لقمان : غضي بصري ، وكفي لساني ، وعفة طعمتي ، وحفظي فرجي ، وقولي بصدق ، ووفائي بعهدي ، وتكرمتي ضيفي ، وحفظي جاري ، وتركي ما لا يعنيني ، فذاك الذي صيرني إلى ما ترى .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن نفيل ، حدثنا عمرو بن واقد ، عن عبدة بن رباح ، عن ربيعة ، عن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، أنه قال يوما - وذكر لقمان الحكيم - فقال : ما أوتي ما أوتي عن أهل ولا مال ، ولا حسب ولا خصال ، ولكنه كان رجلا صمصامة سكيتا ، طويل التفكر ، عميق النظر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يره أحد قط يبزق ولا يتنخع ، ولا يبول ولا يتغوط ، ولا يغتسل ، ولا يعبث ولا يضحك ، وكان لا يعيد منطقا نطقه إلا أن يقول حكمة يستعيدها إياه أحد ، وكان قد تزوج وولد له أولاد ، فماتوا فلم يبك عليهم . وكان يغشى السلطان ، ويأتي الحكام ، لينظر ويتفكر ويعتبر ، فبذلك أوتي ما أوتي .
وقد ورد أثر غريب عن قتادة ، رواه ابن أبي حاتم ، فقال :
حدثنا أبي ، حدثنا العباس بن الوليد ، حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي ، حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة قال : خير الله لقمان الحكيم بين النبوة والحكمة ، فاختار الحكمة على النبوة . قال : فأتاه جبريل وهو نائم فذر عليه الحكمة - أو : رش عليه الحكمة - قال : فأصبح ينطق بها .
قال سعيد : فسمعت عن قتادة يقول : قيل للقمان : كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك ؟ فقال : إنه لو أرسل إلي بالنبوة عزمة لرجوت فيه الفوز منه ، ولكنت أرجو أن أقوم بها ، ولكنه خيرني فخفت أن أضعف عن النبوة ، فكانت الحكمة أحب إلي .
فهذا من رواية سعيد بن بشير ، وفيه ضعف قد تكلموا فيه بسببه ، فالله أعلم .
والذي رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، في قوله تعالى : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) أي : الفقه في الإسلام ، ولم يكن نبيا ، ولم يوح إليه .
وقوله : ( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) أي : الفهم والعلم والتعبير ، ( أن اشكر لله ) أي : أمرناه أن يشكر الله ، عز وجل ، على ما أتاه الله ومنحه ووهبه من الفضل ، الذي خصه به عمن سواه من أبناء جنسه وأهل زمانه .
ثم قال تعالى : ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ) أي : إنما يعود نفع ذلك وثوابه على الشاكرين لقوله تعالى : ( ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ) [ الروم : 44 ] .
وقوله : ( ومن كفر فإن الله غني حميد ) أي : غني عن العباد ، لا يتضرر بذلك ، ولو كفر أهل الأرض كلهم جميعا ، فإنه الغني عمن سواه; فلا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه .
- القرطبى : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
قوله تعالى : ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد .
قوله تعالى : ولقد آتينا لقمان الحكمة مفعولان . ولم ينصرف لقمان لأن في آخره ألفا ونونا زائدتين ; فأشبه فعلان الذي أنثاه فعلى فلم ينصرف في المعرفة ; لأن ذلك ثقل ثان ، وانصرف في النكرة لأن أحد الثقلين قد زال ; قاله النحاس . وهو لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارح ، وهو آزر أبو إبراهيم ; كذا نسبه محمد بن إسحاق . وقيل : هو لقمان بن عنقاء بن سرون وكان نوبيا من أهل أيلة ; ذكره السهيلي . قال وهب : كان ابن أخت أيوب . وقال مقاتل : ذكر أنه كان ابن خالة أيوب . الزمخشري : وهو لقمان بن باعوراء بن أخت أيوب أو ابن خالته . وقيل كان من أولاد آزر ، عاش ألف سنة وأدركه داود عليه الصلاة والسلام وأخذ عنه العلم ، وكان يفتي قبل مبعث داود ، فلما بعث قطع الفتوى فقيل له ، فقال : ألا أكتفي إذ كفيت ؟ وقال الواقدي : كان قاضيا في بني إسرائيل . وقال سعيد بن المسيب : كان لقمان أسود من سودان مصر ذا مشافر ، أعطاه الله تعالى الحكمة ومنعه النبوة ; وعلى هذا جمهور أهل التأويل أنه كان وليا ولم يكن نبيا . وقال بنبوته عكرمة والشعبي ; وعلى هذا تكون الحكمة النبوة . والصواب أنه كان رجلا حكيما بحكمة الله تعالى - وهي الصواب في المعتقدات والفقه في الدين والعقل - قاضيا في بني إسرائيل ، أسود مشقق الرجلين ذا مشافر ، أي عظيم الشفتين ; قاله ابن عباس وغيره .
وروي من حديث ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين ، أحب الله تعالى فأحبه ، فمن عليه بالحكمة ، وخيره في أن يجعله خليفة يحكم بالحق ; فقال : رب ، إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء ، وإن عزمت علي فسمعا وطاعة فإنك ستعصمني " ذكره ابن عطية . وزاد الثعلبي : " فقالت له الملائكة بصوت لا يراهم : لم يا لقمان ؟ قال : لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها ، يغشاه المظلوم من كل مكان ، إن يعن فبالحري أن ينجو ، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة . ومن يكن في الدنيا ذليلا فذلك خير من أن يكون فيها شريفا . ومن يختر الدنيا على الآخرة نفته الدنيا ولا يصيب الآخرة . فعجبت الملائكة من حسن منطقه ; فنام نومة فأعطي الحكمة فانتبه يتكلم بها . ثم نودي داود بعده فقبلها - يعني الخلافة - ولم يشترط ما اشترطه لقمان ، فهوى في الخطيئة غير مرة ، كل ذلك يعفو الله عنه . وكان لقمان يوازره بحكمته ; فقال له داود : طوبى لك يا لقمان ! أعطيت الحكمة وصرف عنك البلاء ، وأعطي داود الخلافة وابتلي بالبلاء والفتنة " . وقال قتادة : خير الله تعالى لقمان بين النبوة والحكمة ; فاختار الحكمة على النبوة ; فأتاه جبريل عليه السلام وهو نائم فذر عليه الحكمة فأصبح وهو ينطق بها ; فقيل له : كيف اخترت الحكمة على النبوة وقد خيرك ربك ؟ فقال : إنه لو أرسل إلي بالنبوة عزمة لرجوت فيها العون منه ، ولكنه خيرني فخفت أن أضعف عن النبوة ، فكانت الحكمة أحب إلي .
واختلف في صنعته ; فقيل : كان خياطا ; قاله سعيد بن المسيب ، وقال لرجل أسود : لا تحزن من أنك أسود ، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان : بلال ومهجع مولى عمر ولقمان . وقيل : كان يحتطب كل يوم لمولاه حزمة حطب . وقال لرجل ينظر إليه : إن كنت تراني غليظ الشفتين فإنه يخرج من بينهما كلام رقيق ، وإن كنت تراني أسود فقلبي أبيض . وقيل : كان راعيا ، فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال له : ألست عبد بني فلان ؟ قال : بلى . قال : فما بلغ بك ما أرى ؟ قال : قدر الله ، وأدائي الأمانة ، وصدق الحديث ، وترك ما لا يعنيني ; قاله عبد الرحمن بن زيد بن جابر . وقال خالد الربعي : كان نجارا ; فقال له سيده : اذبح لي شاة وأتني بأطيبها مضغتين ; فأتاه باللسان والقلب ; فقال له : ما كان فيها شيء أطيب من هذين ؟ فسكت ، ثم أمره بذبح شاة أخرى ثم قال له : ألق أخبثها مضغتين ; فألقى اللسان والقلب ; فقال له : أمرتك أن تأتيني بأطيب مضغتين فأتيتني باللسان والقلب ، وأمرتك أن تلقي أخبثها فألقيت اللسان والقلب ؟ ! فقال له : إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ، ولا أخبث منهما إذا خبثا .
قلت : هذا معناه مرفوع في غير ما حديث ; من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب . وجاء في اللسان آثار كثيرة صحيحة وشهيرة ; منها قوله عليه السلام : من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة : ما بين لحييه ورجليه . . الحديث . وحكم لقمان كثيرة مأثورة هذا منها . وقيل له : أي الناس شر ؟ قال : الذي لا يبالي أن رآه الناس مسيئا
. قلت : وهذا أيضا مرفوع معنى ، قال صلى الله عليه وسلم : كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه . رواه أبو هريرة خرجه البخاري . وقال وهب بن منبه : قرأت من حكمة لقمان أرجح من عشرة آلاف باب . وروي أنه دخل على داود عليه السلام وهو يسرد الدروع ، وقد لين الله له الحديد كالطين فأراد أن يسأله ، فأدركته الحكمة فسكت ; فلما أتمها لبسها وقال : نعم لبوس الحرب أنت . فقال : الصمت حكمة ، وقليل فاعله . فقال له داود : بحق ما سميت حكيما .
قوله تعالى : أن اشكر لله فيه تقديران : أحدهما أن تكون أن بمعنى أي مفسرة ; أي قلنا له اشكر . والقول الآخر إنها في موضع نصب والفعل داخل في صلتها ; كما حكى سيبويه : كتبت إليه أن قم ; إلا أن هذا الوجه عنده بعيد . وقال الزجاج : المعنى ولقد آتينا لقمان الحكمة لأن يشكر الله تعالى . وقيل : أي بأن اشكر لله تعالى فشكر ; فكان حكيما بشكره لنا . والشكر لله : طاعته فيما أمر به . وقد مضى القول في حقيقته لغة ومعنى في ( البقرة ) وغيرها . ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه أي من يطع الله تعالى فإنما يعمل لنفسه ; لأن نفع الثواب عائد إليه . ومن كفر أي كفر النعم فلم يوحد الله فإن الله غني عن عبادة خلقه حميد عند الخلق ; أي محمود . وقال يحيى بن سلام : غني عن خلقه حميد في فعله .
- الطبرى : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا لقمان الفقه في الدين والعقل والإصابة في القول.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمان الحِكْمَةَ) قال: الفقه والعقل والإصابة في القول من غير نبوّة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الحِكْمَةَ) أي الفقه في الإسلام، قال قَتادة: ولم يكن نبيا، ولم يوح إليه.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا يونس، عن مجاهد في قوله: (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الحِكْمَةَ) قال: الحكمة: الصواب، وقال غير أبي بشر: الصواب في غير النبوّة.
حدثنا ابن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد &; 20-135 &; أنه قال: كان لقمان رجلا صالحا، ولم يكن نبيا.
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي وابن حميد، قالا ثنا حكام، عن سعيد الزبيدي، عن مجاهد قال: كان لقمان الحكيم عبدا حبشيا، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، قاضيا على بني إسرائيل.
حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: كان لقمان عبدا أسود، عظيم الشفتين، مشقَّق القدمين.
حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا خالد بن مخلد، قال: ثنا سليمان بن بلال، قال: ثني يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: كان لقمان الحكيم أسود من سودان مصر.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن أشعث، عن عكرِمة، عن ابن عباس قال: كان لقمان عبدا حبشيا.
حدثنا العباس بن الوليد، قال: أخبرنا أبي، قال: ثنا الأوزاعي، قال: ثنا عبد الرحمن بن حرملة، قال: جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأل، فقال له سعيد: لا تحزن من أجل أنك أسود، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان: بِلال، ومهجِّع مولى عمر بن الخطاب، ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي الأشهب، عن خالد الربعي، قال: كان لقمان عبدا حبشيا نجارا، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، قال: أخرج أطيب مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب، ثم مكث ما شاء الله، ثم قال: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما، فقال له لقمان: إنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم، قال: ثنا عمرو بن قيس، قال: كان لقمان عبدا أسود، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، فأتاه رجل، وهو في مجلس أناس يحدّثهم، فقال له: ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصمت عما لا يعنيني.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقمانَ الحِكْمَةَ) قال: القرآن.
قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الحكمة: الأمانة.
وقال آخرون: كان نبيا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثني أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن عكرِمة، قال: كان لقمان نبيا.
وقوله: (أنِ اشْكُرْ لِلهِ) يقول تعالى ذكره: (ولقد آتينا لقمان الحكمة)، أن احمد الله على ما آتاك من فضله، وجعل قوله: (أنِ اشكُرْ) ترجمة عن الحكمة؛ لأن من الحكمة التي كان أوتيها، كان شكره الله على ما آتَاهُ، وقوله: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) يقول: ومن يشكر الله على نعمه عنده فإنما يشكر لنفسه، لأن الله يجزل له على شكره إياه الثواب، وينقذه به من الهلكة (وَمَن كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) يقول: ومن كفر نعمة الله عليه إلى نفسه أساء؛ لأن الله معاقبه على كفرانه إياه، والله غنيّ عن شكره إياه على نعمه، لا حاجة به إليه، لأن شكره إياه لا يزيد في سلطانه، ولا ينقص كفرانه إياه من ملكه. ويعني بقوله: (حَمِيدٌ) محمود على كلّ حال، له الحمد على نعمه، كفر العبد نعمته أو شكره عليها، وهو مصروف من مفعول إلى فعيل.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
الواو عاطفة قصة لقمان على قصة النضر بن الحارث المتقدمة في قوله تعالى { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } [ لقمان : 6 ] باعتبار كونها تضمنت عجيب حاله في الضلالة من عنايته بلهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذ سبيل الله هزؤاً ، وباعتبار كون قصة لقمان متضمنة عجيب حال لقمان في الاهتداء والحكمة ، فهما حالان متضادان؛ فقُطِع النظر عن كون قصة النضر سيقت مساق المقدمة والمدخل إلى المقصود لأن الكلام لما طال في المقدمة خرجت عن سَنن المقدمات إلى المقصودات بالذات فلذلك عطفت عطفَ القصص ولم تُفصل فَصْل النتائج عقب مقدماتها . وقد تتعدد الاعتبارات للأسلوب الواحد فيتخير البليغ في رعيها كقوله تعالى { يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم } في سورة البقرة ( 49 ) ، { ويذبحون أبناءكم } في سورة [ إبراهيم : 1 ] . وافتتاح القصة بحرفي التوكيد : لام القسم و ( قد ) للإنباء بأنها خبر عن أمر مهم واقع .
و { لقمان } اسم رجل حكيم صالح ، وأكثر الروايات في شأنه التي يعضد بعضها وإن كانت أسانيدها ضعيفة تقتضي أنه كان من السود ، فقيل هو من بلاد النوبة ، وقيل من الحبشة .
وليس هو لقمان به عاد الذي قال المثل المشهور : إحدى حُظيات لقمان . والذي ذكره أبو المهوش الأسدي أو يزيد بن عمر يصعق في قوله :
تراه يطوف الآفاق حرصاً ... ليأكل رأس لقمان بن عاد
ويعرف ذلك بلقمان صاحب النسور ، وهو الذي له ابن اسمه لقيم وبعضهم ذكر أن اسم أبيه باعوراء ، فسبق إلى أوهام بعض المؤلفين أنه المسمى في كتب اليهود بلعام بن باعوراء المذكور خبره في «الإصحاحين» ( 22 و23 ) من «سفر العدد» ، ولعل ذلك وهَم لأن بلعام ذلك رجل من أهل مَدْيَن كان نبيئاً في زمن موسى عليه السلام ، فلعل التوهم جاء من اتحاد اسم الأب ، أو من ظن أن بلعام يرادف معنى لقمان لأن بلعام من البلع ولقمان من اللّقم فيكون العرب سموه بما يرادف اسمه في العبرانية . وقد اختلف السلف في أن لقمان المذكور في القرآن كان حكيماً أو نبيئاً . فالجمهور قالوا : كان حكيماً صالحاً . واعتمد مالك في «الموطأ» على الثاني ، فذكره في «جامع الموطأ» مرتين بوصف لقمان الحكيم ، وذلك يقتضي أنه اشتهر بذلك بين علماء المدينة . وذكر ابن عطية : أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لم يكن لقمان نبيئاً ولكن كان عبداً كثير التفكر حسنَ اليقين أحبَّ الله تعالى فأحبه فمنَّ عليه بالحكمة " ويظهر من الآيات المذكورة في قصته هذه أنه لم يكن نبيئاً لأنه لم يمتن عليه بوحي ولا بكلام الملائكة . والاقتصارُ على أنه أوتي الحكمة يومىء إلى أنه أُلهم الحكمة ونطق بها ، ولأنه لما ذكر تعليمه لابنه قال تعالى
{ وهو يعظه } [ لقمان : 13 ] وذلك مؤذن بأنه تعليم لا تبليغ تشريع .
وذهب عكرمة والشعبي : أن لقمان نبيء ولفظ الحكمة يسمح بهذا القول لأن الحكمة أطلقت على النبوءة في كثير من القرآن كقوله في داود { وءاتيناه الحكمة وفصلَ الخطاب } [ ص : 20 ] . وقد فسرت الحكمة في قوله تعالى { ومن يُؤْت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً } [ البقرة : 269 ] بما يشمل النبوءة . وأن الحكمة «معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه» وأعلاها النبوءة لأنها علم بالحقائق مأمون من أن يكون مخالفاً لما هي عليه في نفس الأمر إذ النبوءة متلقاة من الله الذي لا يعزب عن عمله شيء . وسيأتي أن إيراد قوله تعالى { ووصينا الإنسان بوالديه } [ لقمان : 14 ] في أثناء كلام لقمان يساعد هذا القول .
وذكر أهل التفسير والتاريخ أنه كان في زمن داود . وبعضهم يقول : إنه كان ابن أخت أيوب أو ابن خالته ، فتعين أنه عاش في بلاد إسرائيل . وذكر بعضهم أنه كان عبداً فأعتقه سيده ، وذكر ابن كثير عن مجاهد : أن لقمان كان قاضياً في بني إسرائيل في زمان داود عليه السلام ، ولا يوجد ذكر ذلك في كتب الإسرائيليين . قيل كان راعياً لغنم وقيل كان نجاراً وقيل خياطاً . وفي «تفسير ابن كثير» عن ابن وهب أن لقمان كان عبداً لبني الحسحاس وبنو الحسحاس من العرب وكان من عبيدهم سحيم العبد الشاعر المخضرم الذي قتل في مدة عثمان .
وحكمة لقمان مأثورة في أقواله الناطقة عن حقائق الأحوال والمقرّبة للخفيات بأحسن الأمثال . وقد عني بها أهل التربية وأهل الخير ، وذكر القرآن منها ما في هذه السورة ، وذكر منها مالك في «الموطأ» بلاغين في كتاب «الجامع» وذكر حكمة له في كتاب «جامع العتبية» وذكر منها أحمد بن حنبل في «مسنده» ولا نعرف كتاباً جمع حكمة لقمان . وفي «تفسير القرطبي» قال وهب بن منبه : قرأت من حكمة لقمان أرجح من عشرة آلاف باب . ولعل هذا إن صح عن وهب بن منبه كان مبالغة في الكثرة .
وكان لقمان معروفاً عند خاصة العرب . قال ابن إسحاق في «السيرة» : قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجّاً أو معتمراً فتصدى له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام فقال له سويد : فلعل الذي معك مثل الذي معي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الذي معك؟ قال : مجلة لقمان . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اعرِضها عليّ ، فعرضها عليه ، فقال : إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله . قال ابن إسحاق : فقدم المدينة فلم يلبث أن قتلته الخزرج وكان قتله قبل يوم بعاث . وكان رجال من قومه يقولون : إنّا لنراه قد قتل وهو مسلم وكان قومه يدْعُونه الكامل اه . وفي «الاستيعاب» لابن عبد البر : أنا شَاكّ في إسلامه كما شك غيري .
وقد تقدم في صدر الكلام على هذه السورة أن قريشاً سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لقمان وابنه وذلك يقتضي أنه كان معروفاً للعرب . وقد انتهى إليّ حين كتابة هذا التفسير من حِكَم لقمان المأثورة ثمان وثلاثون حكمةً غير ما ذكر في هذه الآية وسنذكرها عند الفراغ من تفسير هذه الآيات .
والإيتاء : الإعطاء ، وهو مستعار هنا للإلهام أو الوحي .
و { لقمان } : اسم علَم مَادته مادة عربية مشتق من اللَّقْم ، والأظهر أن العرب عربوه بلفظ قريب من ألفاظ لغتهم على عادتهم كما عربوا شاول باسم طالوت وهو ممنوع من الصرف لزيادة الألف والنون لا للعجمة .
وتقدم تعريف الحكمة عند قوله تعالى { يؤتي الحكمة من يشاء } في سورة البقرة ( 269 ) ، وقوله { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة } في سورة النحل ( 125 ) .
وأنْ } في قوله { أن اشكر لله } تفسيرية وليست تفسيراً لفعل { ءاتينا } لأنه نصب مفعوله وهو الحكمة ، فتكون { أنْ } مفسرة للحكمة باعتبار أن الحكمة هنا أقوال أوحيت إليه أو ألهمها فيكون في الحكمة معنى القول دون حروفه فيصلح أن تُفسر ب { أنْ } التفسيرية ، كما فسرت حاجة في قول الشاعر الذي لم يُعرف وهو من شواهد العربية :
إنْ تحملا حاجة لي خفّ محملها ... تستوجبا منة عندي بها ويَدا
أنْ تقرءان علي أسماء ويحكما ... مني السلامَ وأن لا تُخبرا أحدا
والصوفية وحكماء الإشراق يرون خواطرَ الأصفياء حجة ويسمونها إلهاماً . ومال إليه جمّ من علمائنا . وقد قال قطب الدين الشيرازي في «ديباجة شرحه على المفتاح» : أما بعد إني قَد ألقي إليَّ على سبيل الإنذار ، من حضرة الملك الجبار ، بلسان الإلهام ، إلاَّ كوَهَم من الأوهام ، ما أورثني التجافيَ عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار السرور ، الخ .
وكان أول ما لُقنه لقمان من الحكمة هو الحكمة في نفسه بأن أمره الله بشكره على ما هو محفوف به من نعم الله التي منها نعمة الاصطفاء لإعطائه الحكمة وإعداده لذلك بقابليته لها . وهذا رأس الحكمة لتضمنه النظر في دلائل نفسه وحقيقته قبل النظر في حقائق الأشياء وقبل التصدي لإرشاد غيره ، وأن أهم النظر في حقيقته هو الشعور بوجوده على حالة كاملة والشعور بموجده ومفيض الكمال عليه ، وذلك كله مقتض لشكر موجده على ذلك . وأيضاً فإن شكر الله من الحكمة ، إذ الحكمة تدعو إلى معرفة حقائق الأشياء على ما هي عليه لقصد العمل بمقتضى العلم ، فالحكيم يبث في الناس تلك الحقائق على حسب قابلياتهم بطريقة التشريع تارة والموعظة أخرى ، والتعليم لقابليه مع حملهم على العمل بما علموه من ذلك ، وذلك العمل من الشكر إذ الشكر قد عُرف بأنه صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من مواهب ونِعم فيما خلق لأجله؛ فكان شكر الله هو الأهم في الأعمال المستقيمة فلذلك كان رأس الحكمة لأن من الحكمة تقديم العلم بالأنفع على العلم بما هو دونه؛ فالشكر هو مبدأ الكمالات علماً ، وغايتها عملاً .
وللتنبيه على هذا المعنى أعقب الله الشكر المأمور به ببيان أن فائدته لنفس الشاكر لا للمشكور بقوله { ومَن يشكر فإنما يشكر لنفسه } لأن آثار شكر الله كمالات حاصلة للشاكر ولا تنفع المشكور شيئاً لغناه سبحانه عن شكر الشاكرين ، ولذلك جيء به في صورة الشرط لتحقيق التعلق بين مضمون الشرط ومضمون الجزاء ، فإن الشرط أدل على ذلك من الإخبار . وجيء بصيغة حصر نفع الشكر في الثبوت للشاكر بقوله { فإنما يشكر لنفسه } أي ما يشكر إلا لفائدة نفسه ، ولام التعليل مؤذنة بالفائدة . وزيد ذلك تبيناً بعطف ضده بقوله { ومَن كفر فإن الله غنيّ حميد } لإفادة أن الإعراض عن الشكر بعد استشعاره كفر للنعمة وأن الله غنيّ عن شكره بخلاف شأن المخلوقات إذ يكسبهم الشكر فوائد بين بني جنسهم تجر إليهم منافع الطاعة أو الإعانة أو الإغناء أو غير ذلك من فوائد الشكر للمشكورين على تفاوت مقاماتهم ، والله غني عن جميع ذلك ، وهو { حميد } ، أي : كثير المحمودية بلسان حال الكائنات كلها حتى حال الكافر به كما قال تعالى { ولله يسجد مَن في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً } سورة الرعد ( 15 ) .
ومن بلاغة القرآن وبديع إيجازه أن كان قوله أن اشكر لله } جامعاً لمبدأ الحكمة التي أوتيها لقمان ، ولأمره بالشكر على ذلك ، فقد جمع قوله { أن اشكر لله } الإرشاد إلى الشكر ، مع الشروع في الأمر المشكور عليه تنبيهاً على المبادرة بالشكر عند حصول النعمة . وإنما قوبل الإعراض عن الشكر بوصف الله بأنه حميد لأن الحمد والشكر متقاربان ، وفي الحديث : « الحَمدُ رأس الشكر » فلما لم يكن في أسماء الله تعالى اسم من مادة الشكر إلا اسمه الشكور وهو بمعنى شاكر ، أي : شاكر لعباده عبادتَهم إياه عُبر هنا باسمه { حميد } . وجيء في فعل { يشكر } بصيغة المضارع للإيماء إلى جدارة الشكر بالتجديد .
واللام في قوله { أن اشكر لي } [ لقمان : 14 ] داخلة على مفعول الشكر وهي لام ملتزم زيادتها مع مادة الشكر للتأكيد والتقوية ، وتقدم في قوله { واشكُرُوا لي } في سورة البقرة ( 152 ) .
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
«وَلَقَدْ» الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق «آتَيْنا» ماض وفاعله «لُقْمانَ» مفعول به أول «الْحِكْمَةَ» مفعول به ثان والجملة جواب القسم لا محل لها. «أَنِ اشْكُرْ» أن مفسرة زائدة وأمر فاعله مستتر «لِلَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة مفسرة لا محل لها. «وَ» الواو حرف استئناف «مَنْ» اسم شرط جازم مبتدأ «يَشْكُرْ» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط «فَإِنَّما» الفاء رابطة إنما كافة ومكفوفة «يَشْكُرْ» مضارع فاعله مستتر «لِنَفْسِهِ» متعلقان بالفعل والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من وجملة من .. مستأنفة لا محل لها. «وَ» الواو حرف عطف «مَنْ» اسم شرط جازم مبتدأ «كَفَرَ» ماض فاعله مستتر «فَإِنَّ اللَّهَ» الفاء رابطة وحرف مشبه بالفعل ولفظ الجلالة اسمه «غَنِيٌّ حَمِيدٌ» خبران والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من وجملة من معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : And We had certainly given Luqman wisdom [and said] "Be grateful to Allah" And whoever is grateful is grateful for [the benefit of] himself And whoever denies [His favor] - then indeed Allah is Free of need and Praiseworthy
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ(31:12) We *17 bestowed wisdom upon Luqman, (enjoining): 'Give thanks to Allah.' *18 Whoso gives thanks to Allah, does so to his own good. And whoso disbelieves (let him know that) Allah is All-Sufficient, Immensely Praiseworthy. *19
- Français - Hamidullah : Nous avons effectivement donné à Luqmân la sagesse Sois reconnaissant à Allah car quiconque est reconnaissant n'est reconnaissant que pour soi-même; quant à celui qui est ingrat En vérité Allah se dispense de tout et Il est digne de louange
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir gaben ja Luqman Weisheit "Sei Allah dankbar" Und wer dankbar ist der ist nur zu seinem eigenen Vorteil dankbar Und wer undankbar ist - so ist Allah Unbedürftig und Lobenswürdig
- Spanish - Cortes : Dimos a Luqmán la sabiduría ¡Sé agradecido con Alá Quien es agradecido lo es en realidad en provecho propio Quien es desagradecido Alá Se basta a Sí mismo es digno de alabanza
- Português - El Hayek : Agraciamos Lucman com a sabedoria dizendolhe Agradece a Deus porque quem agradece o faz em benefíciopróprio; por outro lado quem desagradece saiba que certamente Deus é por Si Opulento Laudabilíssimo
- Россию - Кулиев : Мы даровали Лукману мудрость Благодари Аллаха Тот кто благодарит поступает только во благо себе А если кто неблагодарен то ведь Аллах - Богатый Достохвальный
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
Мы даровали Лукману мудрость: «Благодари Аллаха! Тот, кто благодарит, поступает только во благо себе. А если кто неблагодарен, то ведь Аллах - Богатый, Достохвальный».Всевышний поведал о Своей милости по отношению к праведному рабу Лукману. Он одарил его мудростью, то есть правильными представлениями о вещах и Божьих законах, а также заложенных в них тайнах и мудростях. Очень часто люди обладают знаниями, но лишены мудрости. Однако для того, чтобы стать мудрым, необходимо обладать знаниями и уметь практически использовать их. Именно поэтому под мудростью часто подразумевают полезное знание и праведные деяния. Когда Всевышний Аллах облагодетельствовал Лукмана этой великой милостью, ему было велено благодарить Аллаха за щедрое вознаграждение и обещано, что в этом случае Аллах приумножит его вознаграждение и осенит его еще большей милостью. Аллах поведал о том, что благодарность и признательность приносят людям пользу, тогда как неверие и неблагодарность ложатся на их плечи тяжелым бременем. Аллах не нуждается в своих неблагодарных рабах и заслуживает всякой похвалы за то, что предопределил ослушникам именно такую судьбу. Богатство и самодостаточность являются неотъемлемыми качествами сущности Аллаха. Он достоин хвалы за свои совершенные качества и прекрасные деяния, и это также является неотъемлемым качеством божественной сущности. Каждое из этих качеств является качеством совершенства, а когда эти качества упоминаются вместе, одно совершенство дополняется другим.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki Lokman'a Allah'a şükretmesi için hikmet verdik Şükreden kimse ancak kendisi için şükretmiş olur Nankörlük eden ise bilsin ki Allah her şeyden müstağnidir övülmeğe layık olandır
- Italiano - Piccardo : Certamente fummo Noi a dare la saggezza a Luqmân “Sii riconoscente ad Allah chi è riconoscente lo è per se stesso Quanto a colui che è ingrato in verità Allah è Colui Che basta a Se Stesso il Degno di lode”
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند به خوا به ڕاستی ئێمه حیکمهت و دانایمان به _لوقمان_ بهخشی بهم شێوهیه پێمان وت شوکرانه بژێرو سوپاسگوزاریهکهی ههر بۆ خۆی دهگهڕێتهوه ئهوهش سوپاسی خوای نهکرد ئهوه بێگومان خوا بێ نیازهو سوپاسکراوه پێویستی بهسوپاسی کهس نیه
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے لقمان کو دانائی بخشی۔ کہ خدا کا شکر کرو۔ اور جو شخص شکر کرتا ہے تو اپنے ہی فائدے کے لئے شکر کرتا ہے۔ اور جو ناشکری کرتا ہے تو خدا بھی بےپروا اور سزاوار حمد وثنا ہے
- Bosanski - Korkut : A Mi smo Lukmanu mudrost darovali "Budi zahvalan Allahu Ko je zahvalan čini to u svoju korist a ko je nezahvalan – pa Allah je zaista neovisan i hvale dostojan"
- Swedish - Bernström : VI SKÄNKTE Luqman visdom [och gav honom denna förmaning] "Var tacksam mot Gud [för Hans välgärningar] Den tacksamme har själv gott av sin tacksamhet men den otacksamme [skall veta att] Gud är Sig själv nog och [att] allt lov och pris tillkommer Honom"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya telah Kami berikan hikmat kepada Luqman yaitu "Bersyukurlah kepada Allah Dan barangsiapa yang bersyukur kepada Allah maka sesungguhnya ia bersyukur untuk dirinya sendiri; dan barangsiapa yang tidak bersyukur maka sesungguhnya Allah Maha Kaya lagi Maha Terpuji"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
(Dan sesungguhnya telah Kami berikan kepada Luqman hikmah) antara lain ilmu, agama dan tepat pembicaraannya, dan kata-kata mutiara yang diucapkannya cukup banyak serta diriwayatkan secara turun-temurun. Sebelum Nabi Daud diangkat menjadi rasul dia selalu memberikan fatwa, dan dia sempat mengalami zaman kenabian Nabi Daud, lalu ia meninggalkan fatwa dan belajar menimba ilmu dari Nabi Daud. Sehubungan dengan hal ini Luqman pernah mengatakan, "Aku tidak pernah merasa cukup apabila aku telah dicukupkan." Pada suatu hari pernah ditanyakan oleh orang kepadanya, "Siapakah manusia yang paling buruk itu?" Luqman menjawab, "Dia adalah orang yang tidak mempedulikan orang lain yang melihatnya sewaktu dia mengerjakan kejahatan." (Yaitu) dan Kami katakan kepadanya, hendaklah (bersyukurlah kamu kepada Allah) atas hikmah yang telah dilimpahkan-Nya kepadamu. (Dan barang siapa yang bersyukur kepada Allah, maka sesungguhnya ia bersyukur untuk dirinya sendiri) karena pahala bersyukurnya itu kembali kepada dirinya sendiri (dan barang siapa yang tidak bersyukur) atas nikmat yang telah dilimpahkan-Nya kepadanya (maka sesungguhnya Allah Maha Kaya) tidak membutuhkan makhluk-Nya (lagi Maha Terpuji) Maha Terpuji di dalam ciptaan-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি লোকমানকে প্রজ্ঞা দান করেছি এই মর্মে যে আল্লাহর প্রতি কৃতজ্ঞ হও। যে কৃতজ্ঞ হয় সে তো কেবল নিজ কল্যানের জন্যই কৃতজ্ঞ হয়। আর যে অকৃতজ্ঞ হয় আল্লাহ অভাবমুক্ত প্রশংসিত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் நாம் லுஃக்மானுக்கு நிச்சயமாக ஞானத்தைக் கொடுத்தோம் "அல்லாஹ்வுக்கு நீர் நன்றி செலுத்தும்; ஏனென்றால் எவன் நன்றி செலுத்துகிறானோ அவன் தனது நன்மைக்காவே நன்றி செலுத்துகிறான்; இன்னும் எவன் நிராகரிக்கிறானோ அவன் தன்னையே நட்டப்படுத்திக் கொள்கிறான் நிச்சயமாக அல்லாஹ் எவரிடத்தருந்தும் தேவையில்லாதவன்; புகழப்படுபவன்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และโดยแน่นอน เราได้ให้ฮิกมะฮฺ แก่ลุกมานว่า “จงขอบพระคุณต่ออัลลอฮฺ” และผู้ใดขอบคุณ แท้จริงเขาก็ขอบคุณตัวของเขาเอง และผู้ใดปฏิเสธ แท้จริงอัลลอฮฺนั้นทรงพอเพียงและทรงได้รับการสรรเสริญ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ Биз Луқмонга Аллоҳга шукр қил Ким шукр қилса ўзи учун қиладир Ким ношукрлик қилса бас албатта Аллоҳ беҳожат ва мақталган зотдир деб ҳикматни бердик Ҳикмат аслида ҳар бир нарсани яхшилаб ўз жойига қўйиш деган маънони беради Шу боисдан ҳам ҳар бир гапни тўғри сўзлаш ва ҳар бир ишни тўғри бажаришга ҳикмат дейилади Аллоҳ таоло ҳазрати Луқмонга ана шундай неъматни ато қилганини ушбу оятда билдирмоқда У кишининг исмларига ҳаким лақаби қўшилиб зикр қилиши сабаби ҳам шундан Баъзи кишилар бу ҳикмат соҳиби бўлган зотни Пайғамбар деб ҳам айтишган Аммо аксар уламоларимиз жумладан кўпгина тафсирчиларимиз Ҳазрати Луқмон Пайғамбар эмас ҳаким бўлган дейдилар Чунки Пайғамбарларнинг зикри келган Қуръон оятларида бу кишининг исмлари келмаган Шунингдек у кишининг Пайғамбар бўлганлари ҳақида Пайғамбаримиз Муҳаммад с а в ҳам ҳеч бир хабар бермаганлар
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已把智慧赏赐鲁格曼,(我说):你当感谢真主。感谢的人,只为自己而感谢,孤负的人,须知真主确是无求的,确是可颂的。
- Melayu - Basmeih : Dan sesungguhnya Kami telah memberi kepada Luqman hikmat kebijaksanaan serta Kami perintahkan kepadanya Bersyukurlah kepada Allah akan segala nikmatNya kepadamu" Dan sesiapa yang bersyukur maka faedahnya itu hanyalah terpulang kepada dirinya sendiri dan sesiapa yang tidak bersyukur maka tidaklah menjadi hal kepada Allah kerana sesungguhnya Allah Maha Kaya lagi Maha Terpuji
- Somali - Abduh : dhab dhaan ayaan luqmaan u siinay Xigmad iyo inuu Eebe ku mahdiyo ruuxii mahdiya wuxuu uun u mahdiyey naftiisa ruuxii Gaaloobana Eebe waa ka kaaftoonyahay waana amaananyahay
- Hausa - Gumi : Kuma lalle haƙĩƙa Mun bai wa Luƙmãn hikima Muka ce masa Ka gõde wa Allah kuma wanda ya gõde to yanã gõdẽwa ne dõmin kansa kawai kuma wanda ya kãfirta to lalle Allah Mawadãci ne Gõdadde
- Swahili - Al-Barwani : Na tulimpa Luqman hikima tukamwambia Mshukuru Mwenyezi Mungu Na mwenye kushukuru basi hakika anashukuru kwa manufaa ya nafsi yake Na aliye kufuru basi Mwenyezi Mungu ni Mkwasi Msifiwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe Ne me të vërtetë i kemi dhënë Llukmanit dijeninë e mrekullueshme dhe i kemi thënë “Falenderoje Perëndinë e kush është falenderues ai falenderon për të mirën e vet e kush mohon – Perëndia me të vërtetë është i pavarur dhe i lavdëruar”
- فارسى - آیتی : هر آينه به لقمان حكمت داديم و گفتيم: خدا را سپاس گوى، زيرا هر كه سپاس گويد به سود خود سپاس گفته، و هر كه ناسپاسى كند خدا بىنياز و ستودنى است.
- tajeki - Оятӣ : Албатта ба Луқмон ҳикмат додему гуфтетм: «Худоро шукр гӯй, зеро ҳар кӣ шукр гӯяд, ба нафъи худ шукр гуфта ва ҳар кӣ ношукрӣ кунад, Худо бениёзу (беэҳтиёҷ) ситоиш карданист!»
- Uyghur - محمد صالح : بىز لوقمانغا ھەقىقەتەن ھېكمەت ئاتا قىلدۇق، (ئۇنىڭغا ئېيتتۇقكى) «اﷲ قا شۈكۈر قىلغىن، كىمكى شۈكۈر قىلىدىكەن، ئۆزى ئۈچۈن قىلغان بولىدۇ، كىمكى كۇفرىلىق قىلىدىكەن، شۈبھىسىزكى، اﷲ (بەندىلەردىن) بىھاجەتتۇر، مەدھىيىگە لايىقتۇر»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ലുഖ്മാന്ന് നാം തത്ത്വജ്ഞാനം നല്കി. അദ്ദേഹത്തോട് നാം ആവശ്യപ്പെട്ടു: "നീ അല്ലാഹുവിനോടു നന്ദി കാണിക്കുക." ആരെങ്കിലും നന്ദി കാണിക്കുന്നുവെങ്കില് സ്വന്തം നന്മക്കുവേണ്ടിത്തന്നെയാണ് അവനതു ചെയ്യുന്നത്. ആരെങ്കിലും നന്ദികേടു കാണിക്കുകയാണെങ്കിലോ, അറിയുക: തീര്ച്ചയായും അല്ലാഹു അന്യാശ്രയമില്ലാത്തവനും സ്തുത്യര്ഹനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ولقد اعطينا عبدا صالحا من عبادنا وهو لقمان الحكمه وهي الفقه في الدين وسلامه العقل والاصابه في القول وقلنا له اشكر لله نعمه عليك ومن يشكر لربه فانما يعود نفع ذلك عليه ومن جحد نعمه فان الله غني عن شكره غير محتاج اليه له الحمد والثناء على كل حال
*17) After presenting a rational argument to refute shirk the Arabs arc being told that this rational point of view is not being presented before them for the first time, but the wise and learned people before them also have been saying the same thing, including their own famous sage, Luqman. Therefore, they cannot refute the Holy Prophet's message, saying, "If shirk was an irrational creed, why didn't it strike so to somebody else before?"
Luqman was well known as a wise and Iearned man in Arabia. He has been mentioned in the poetry of the pre-Islamic poets like Imra'ul-Qais, Labid, A'asha, Tarafa and others. Some educated Arabs also possessed a collection of the wise sayings of Luqman. According to traditions, three years before the Hijrah the very first person of Madinah to be influenced by the Holy Prophet was Suwaid bin Samit. He went to Makkah for Hajj. There the Holy Prophet was as usual preaching Islam to the pilgrims coming from different places, at their residences. When Suwaid heard his speech, he submitted, "I have also got a thing similar to what you preach," When the Holy Prophet asked what it was, he said, "The roll of Luqman." Then on the Holy Prophet's instance, he read out a portion of it, whereupon the Holy Prophet said, "This discourse is fine, but that which I have is better still.' Then he recited the Qur'an to him, and Suwaid admitted that that was certainly better than the wisdom of Luqman. (Ibn Hisham, vol. II, p. 3781. According to the historians, this person (Suwaid bin Samit) was known by the title of Kamil (Perfect) in Madinah on account of his ability, bravery, nobility and poetry. Bet when after his meeting with the Holy Prophet he returned to Madinah. He was killed in the battle of Bu'ath, which was fought some time afterwards. His tribesmen were of the opinion that he had become a Muslim after his meeting with the Holy Prophet
Historically. Luqman is a disputed personage. In the dark centuries of ignorance there was no compiled history. The only source of information were the traditions that were being handed down since centuries. According to these, some people thought that Luqman belonged to the people of 'Ad and was a king of Yaman. Relying on these traditions, Maulana Sayyid Suleman Nadvi has expressed the opinion in the Ard al-Qar'an that Luqman was a descendent of the believers who remained safe with the Prophet Hud after the destruction of the people of 'Ad by a Divine torment, and he was one of the kings of Yaman when it was ruled by the 'Ad. But other traditions which have been reported from sane Iearned Companions and their immediate followers do not support this view. Ibn 'Abbas says Luqman was a negro slave, and the same is the opinion of Hadrat Abu Hurairah, Mujahid, 'Ikrimah and Khalid ar-Rabi. According to Hadrat Jabir bin'Abdullah Ansari, he belonged to Nirbah. S'id bin al-Musayyib says that Ire was an Egyptian negro. These three sayings closely resemble one another. The Arabs generally called the black people negroes (Habashis) in those days, and Nirbah is the country south of Egypt and north of Sudan. Therefore, calling the same person an Egyptian and a Nubian and a negro, in spite of the difference in words. is one and the same thing. Then the elucidations made by Suhayli in Raud al-Unuf nd Mas'udi in Muruj adh-Dhahab also throw some light on the question as to how the wisdom of this Sudanese slave spread in Arabia. They both agree that this person though originally a Nubian was an inhabitant of Madyan and Aylah (modern, 'Aqabah). That is why he spoke Arabic and his wisdom spread in Arabia. Besides, Suhayli also elucidates that Luqman the Sage and Luqman bin 'Ad were two different persons, and it is not correct to regard them as one and the same man. (Raud al-Unuf, vol. I, p. 266; Mas'udi, vol. I, p. 57).
Another thing may also be made clear here. The Arabic manuscript from the Library of Paris, which the orintalist Derenbourg has published under the title Amthal Luqman Hakim (Fables De Luqman Le Sage) is a fabricated thing which has nothing to do with the Roll of Luqman. These Fables were compiled by somebody in the 13th century A.D. Its Arabic is poor, and a perusal shows that it is, in fact, a translation of some other book in a different language, which the author or translator has himself ascribed to Luqman the Sage. The orientalists make such researches with a special object in view. They bang out such forged and fake things in order to prove that the narratives of the Quran are unhistorical legends and therefore unreliable. Anyone who reads B. Helle's article on 'Luqman" in the Encyclopeadia of Islam will not fail to understand the real motive of these people.
*18) That is, "The very first demand of the wisdom and knowledge, insight and sagacity, granted by AIIah was that man should have adopted the attitude of gratefulness and obedience before his Lord, and not of ingratitude and thanklessness. And this gratefulness should not have merely been lip-service but expressed and translated in thought and word and deed. One should have the conviction in the depths of one's heart and mind that whatever one has got, has been given by God. One's tongue should always be acknowledging the favours of God; and practically also one should be trying to prove by carrying out His Commands, by avoiding sins, by striving to achieve His good-will, by conveying His blessings and favours to His servants and by fighting those who have rebelled against Him that one is really a grateful servant of one's God."
*19) That is,"The one who is ungrateful and unbelieving, his unbelief is harmful to his own self. Allah does not lose anything. He is Independent and does not stand in need of anyone's gratitude. The gratitude of someone dces not add anything to His Godhead, nor does anyone's ingratitude and disbelief change the factual reality that whatever the servants have got, has been granted by Him. He is Self-Praiseworthy whether someone praises Him or not. Every particle in the universe bears testimony to His Perfection and Beauty, His Creativity and Providence, and every creature is paying homage to His glory perpetually."