- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْمًا لَّا يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ۚ إن وعد الله حق ۖ فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الناس اتقوا ربكم، وأطيعوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واحذروا يوم القيامة الذي لا يغني فيه والد عن ولده ولا مولود عن أبيه شيئًا، إن وعد الله حق لا ريب فيه، فلا تنخدعوا بالحياة الدنيا وزخرفها فتنسيكم الأخرى، ولا يخدعنكم بالله خادع من شياطين الجن والإنس.
- السعدى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
يأمر تعالى الناس بتقواه، التي هي امتثال أوامره، وترك زواجره، ويستلفتهم لخشية يوم القيامة، اليوم الشديد، الذي فيه كل أحد لا يهمه إلا نفسه فـ { لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا } لا يزيد في حسناته ولا ينقص من سيئاته، قد تم على كل عبد عمله، وتحقق عليه جزاؤه.
فلفت النظر في هذا لهذا اليوم المهيل، مما يقوي العبد ويسهِّل عليه تقوى اللّه، وهذا من رحمة اللّه بالعباد، يأمرهم بتقواه التي فيها سعادتهم، ويعدهم عليها الثواب، ويحذرهم من العقاب، ويزعجهم إليه بالمواعظ والمخوفات، فلك الحمد يا رب العالمين.
{ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } فلا تمتروا فيه، ولا تعملوا عمل غير المصدق، فلهذا قال: { فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } بزينتها وزخارفها وما فيها من الفتن والمحن.
{ وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } الذي هو الشيطان، الذي ما زال يخدع الإنسان ولا يغفل عنه في جميع الأوقات، فإن للّه على عباده حقا، وقد وعدهم موعدا يجازيهم فيه بأعمالهم، وهل وفوا حقه أم قصروا فيه.
وهذا أمر يجب الاهتمام به، وأن يجعله العبد نصب عينيه، ورأس مال تجارته، التي يسعى إليها.
ومن أعظم العوائق عنه والقواطع دونه، الدنيا الفتانة، والشيطان الموسوس الْمُسَوِّل، فنهى تعالى عباده، أن تغرهم الدنيا، أو يغرهم باللّه الغرور { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بدعوة الناس إلا الاستعدد ليوم الحساب وإلى مراقبة الله - تعالى - فى كل أحوالهم ، لأنه - سبحانه - لا يخفى عليه شئ منها . فقال : ( ياأيها الناس اتقوا رَبَّكُمْ . . . . عَلَيمٌ خَبِيرٌ ) .
والمعنى : ( ياأيها الناس اتقوا رَبَّكُمْ ) بأن تطيعوه ولا تعصوه ، وبأن تشكروه ولا تكفروه ، واخشوا يوما ، أى : وخافوا أهوال يوم عظيم .
( لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ ) أى : لا يستطيع والد أن ينفع ولده بشئ من النفع فى هذا اليوم . أو أن يقضى عنه شيئا من الأشياء .
( وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً ) أى : ولا يستطيع المولود - أيضا - أن يدفع عن والده شيئا مما يحتاجه منه .
وخص - سبحانه - الوالد والمولود بالذكر ، لأن رابطة المحبة والمودة بينهما هى أقوا الروابط وأوثقها ، فإذا انتفى النفع بينهما فى هذا اليوم ، كان انتفاؤه بالنسبة لغيرها من باب أولى .
وقوله : ( إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ ) أى : إن ما وعد الله - تعالى - به عباده من البعث والحساب والثواب والعقاب ، حق وثابت ثبوتا لا يقبل الشك أو التخلف .
وما دام الأمر كذلك ( فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا ) أى : فلا تخدعنكم الحياة الدنيا بزخارفها وشهواتها ومتعها ، ولا تشغلنكم عن طاعة الله - تعالى - وعن حسن الاستعداد لهذا اليوم الهائل الشديد . فإن الكيسِّ الفطن هو الذى يتزود لهذا اليوم بالإِيمان الحق ، والعمل الصالح النافع .
( وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بالله الغرور ) أى : ولا يصرفنكم الشيطان عن طاعة الله ، وعن امتثال أمره . فالمراد بالغرور : الشيطان . أو كل ما يصرفك عن طاعة الله - تعالى .
قال الآلوسى : ( وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بالله الغرور ) أى : الشيطان ، كما روى عن ابن عباس وغيره . بأن يحملكم على المعاصى بتزيينها لكم . . وعن أبى عبيدة : كل شئ غرك حتى تعصى الله - تعالى - فهو غرور سواء أكان شيطانا أم غيره وعلى ذلك ذهب الراغب فقال : الغرور كل ما يغر الإِنسان من مال أو جاه أو شهوة أو شيطان . . وأصل الغرور : من غر فلان فلانا ، إذا أصاب غرته ، أى : غفلته ، ونال منه ما يريد . به الخداع .
والظاهر أن " بالله " صلة " يغرنكم " أى : لا يخدعنكم بذكر شئ من شئونه - تعالى - ، يجركم بها على معاصيه - سبحانه .
- البغوى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي ) لا يقضي ولا يغني ( والد عن ولده ولا مولود هو جاز ) مغن ( عن والده شيئا ) قال ابن عباس : كل امرئ يهمه نفسه ، ( إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) يعني الشيطان . قال سعيد بن جبير : هو أن يعمل المعصية ويتمنى المغفرة .
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
يقول تعالى منذرا للناس يوم المعاد ، وآمرا لهم بتقواه والخوف منه ، والخشية من يوم القيامة حيث ( لا يجزي والد عن ولده ) أي : لو أراد أن يفديه بنفسه لما قبل منه . وكذلك الولد لو أراد فداء والده بنفسه لم يتقبل منه .
ثم عاد بالموعظة عليهم بقوله : ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ) [ أي : لا تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الآخرة ] . ( ولا يغرنكم بالله الغرور ) يعني : الشيطان . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة . فإنه يغر ابن آدم ويعده ويمنيه ، وليس من ذلك شيء بل كما قال تعالى : ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) [ النساء : 120 ] .
قال وهب بن منبه : قال عزير ، عليه السلام : لما رأيت بلاء قومي اشتد حزني وكثر همي ، وأرق نومي ، فضرعت إلى ربي وصليت وصمت فأنا في ذلك أتضرع أبكي إذ أتاني الملك فقلت له : أخبرني هل تشفع أرواح المصدقين للظلمة ، أو الآباء لأبنائهم ؟ قال : إن القيامة فيها فصل القضاء وملك ظاهر ، ليس فيه رخصة ، لا يتكلم فيه أحد إلا بإذن الرحمن ، ولا يؤخذ فيه والد عن ولده ، ولا ولد عن والده ، ولا أخ عن أخيه ، ولا عبد عن سيده ، ولا يهتم أحد بغيره ولا يحزن لحزنه ، ولا أحد يرحمه ، كل مشفق على نفسه ، ولا يؤخذ إنسان عن إنسان ، كل يهم همه ويبكي عوله ، ويحمل وزره ، ولا يحمل وزره معه غيره . رواه ابن أبي حاتم .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
قوله تعالى : يا أيها الناس اتقوا ربكم يعني الكافر والمؤمن ; أي خافوه ووحدوه . واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده تقدم معنى يجزي في ( البقرة ) وغيرها . فإن قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم . وقال : من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له حجابا من النار . قيل له : المعني بهذه الآية أنه لا يحمل والد ذنب ولده ، ولا مولود ذنب والده ، ولا يؤاخذ أحدهما عن الآخر . والمعني بالأخبار أن ثواب الصبر على الموت والإحسان إلى البنات يحجب العبد عن النار ، ويكون الولد سابقا له إلى الجنة . إن وعد الله حق أي البعث فلا تغرنكم أي تخدعنكم الحياة الدنيا بزينتها وما تدعو إليه فتتكلوا عليها وتركنوا إليها وتتركوا العمل للآخرة ولا يغرنكم بالله الغرور قراءة العامة هنا وفي سورة ( الملائكة ) و ( الحديد ) بفتح الغين ، وهو الشيطان في قول مجاهد وغيره ، وهو الذي يغر الخلق ويمنيهم الدنيا ويلهيهم عن الآخرة ; وفي سورة ( النساء ) : يعدهم ويمنيهم . وقرأ سماك بن حرب وأبو حيوة وابن السميقع بضم الغين ; أي لا تغتروا . كأنه مصدر غر يغر غرورا . قال سعيد بن جبير : هو أن يعمل بالمعصية ويتمنى المغفرة .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
القول في تأويل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)
يقول تعالى ذكره: أيها المشركون من قريش، اتقوا الله، وخافوا أن يحلّ بكم سخطه في يوم لا يغني والد عن ولده، ولا مولود هو مغن عن والده شيئا؛ لأن الأمر يصير هنالك بيد من لا يغالب، ولا تنفع عنده الشفاعة والوسائل، إلا وسيلة من صالح الأعمال التي أسلفها في الدنيا. وقوله: (إنَّ وَعْدَ اللهِ حَقّ) يقول: اعلموا أن مجيء هذا اليوم حقّ، وذلك أن الله قد وعد عباده ولا خلف لوعده (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنْيا) يقول: فلا تخدعنكم زينة الحياة الدنيا ولذّاتها، فتميلوا إليها، وتدعوا الاستعداد لما فيه خلاصكم من عقاب الله ذلك اليوم. وقوله: (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بالله الغَرُورُ) يقول: ولا يخدعنَّكم بالله خادع. والغَرور بفتح الغين: هو ما غرّ الإنسان من شيء كائنا ما كان شيطانا كان أو إنسانا، أو دنيا، وأما الغُرور بضم الغين: فهو مصدر من قول القائل: غررته غرورا.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: (ولا يَغُرَّنَّكُمْ باللهِ الغَرُورُ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (الغَرُور) قال: الشيطان.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (وَلا يَغُرنَّكُمْ باللهِ الغَرُور) ذاكم الشيطان.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد المروزي، يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (الغَرُورُ) قال: الشيطان.
وكان بعضهم يتأوّل الغَرور بما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينار، عن سعيد بن جُبَير قوله: (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ باللهِ الغَرُورُ) قال: إن تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة.
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)
إن لم يكن { يا أيها الناس } خطاباً خاصاً بالمشركين فهو عام لجميع الناس كما تقرر في أصول الفقه ، فيعم المؤمن والمشرك والمعطل في ذلك الوقت وفي سائر الأزمان إذ الجميع مأمورون بتقوى الله وأن الخطوات الموصلة إلى التقوى متفاوتة على حسب تفاوت بُعد السائرين عنها ، وقد كان فيما سبق من السورة حظوظ للمؤمنين وحظوظ للمشركين فلا يبعد أن تعقَّب بما يصلح لِكِلا الفريقين ، وإن كان الخطاب خاصاً بالمشركين جرْياً على ما روي عن ابن عباس أن { يا أيها الناس } خطاب لأهل مكة ، فالمراد بالتقوى : الإقلاع عن الشرك .
وموقع هذه الآية بعد ما تقدمها من الآيات موقع مقصد الخُطبة بعد مقدماتها إذ كانت المقدمات الماضية قد هيّأت النفوس إلى قبول الهداية والتأثر بالموعظة الحسنة ، وإن لاصطياد الحكماء فُرصاً يحرصون على عدم إضاعتها ، وأحسن مُثُلها قول الحريري في «المقامة الحادية عشرة» : «فلما ألحدوا الميْت ، وفات قول ليت ، أشرف شيخ من رُباوة ، متحضرٌ بهراوة ، فقال : لِمثْل هذا فليعمل العاملون ، فاذكروا أيأيها الغافلون ، وشمروا أيها المقصرون» الخ . . . فأما القلوب القاسية ، والنفوس المتعاصية ، فلن تأسُوَها آسية . ولاعتبار هذا الموقع جعلت الجملة استئنافاً لأنها بمنزلة الفذلكة والنتيجة .
والتقوى تبتدىء من الاعتراف بوجود الخالق ووحدانيته وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتنتهي إلى اجتناب المنهيات وامتثال المأمورات في الظاهر والباطن في سائر الأحوال . وتقدم تفصيلها عند قوله تعالى { هدىً للمتقين } في سورة البقرة ( 2 ) وتقدم نظير هذا في سورة الحج ( 32 ) .
وخشية اليوم : الخوف من أهوال ما يقع فيه إذ الزمان لا يخشى لذاته ، فانتصب يوماً } على المفعول به . والأمر بخشيته تتضمن وقوعه فهو كناية عن إثبات البعث وذلك حظ المشركين منه الذين لا يؤمنون به حتى صار سمة عليهم قال تعالى { وقال الذين لا يرجون لقاءنا } [ الفرقان : 21 ] .
وجملة { لا يَجْزِي والدٌ عن ولده } الخ صفة يوم وحذف منها العائد المجرور ب ( في ) توسعاً بمعاملته معاملة العائد المنصوب كقوله { واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً } في سورة البقرة ( 48 ) .
وجَزى إذا عدي ب عن } فهو بمعنى قضى عنه ودفع عنه ، ولذلك يقال للمتقاضي : المتجازي .
وجملة { ولا مولود } الخ عطف على الصفة و { مولود } مبتدأ . و { هو } ضمير فصل . و { جاز } خبر المبتدأ .
وذكر الوالد والولد هنا لأنهما أشد محبة وحمية من غيرهم فيعلم أن غيرهما أولى بهذا النفي ، قال تعالى : { يوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه } الآية [ عبس : 34 35 ] .
وابتدىء ب { الوالد } لأنه أشد شفقة على ابنه فلا يجد له مخلصاً من سوء إلا فعله . ووجه اختيار هذه الطريقة في إفادة عموم النفي هنا دون طريقة قوله تعالى : { واتقوا يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفس شيئاً } في سورة البقرة ( 123 ) ، أن هذه الآية نزلت بمكة وأهلها يومئذ خليط من مسلمين وكافرين ، وربما كان الأب مسلماً والولد كافراً وربما كان العكس ، وقد يتوهم بعضُ الكافرين حين تُداخلهم الظنون في مصيرهم بعد الموت أنه إذا ظهر صدق وعيد القرآن إياهم فإن من له أب مسلم أو ابن مسلم يدفع عنه هنالك بما يُدلّ به على رَبّ هذا الدين ، وقد كان قاراً في نفوس العرب التعويل على المولَى والنصير تعويلاً على أن الحَمية والأنفة تدفعهم إلى الدفاع عنهم في ذلك الجمع وإن كانوا من قبل مختلفين لهم لضيق عطن أفهامهم يقيسون الأمور على معتادهم .
وهذا أيضاً وجه الجمع بين نفي جزاء الوالد عن ولده وبين نفي جزاء الولَد عن والده ليشمل الفريقين في الحالتين فلا يتوهم أن أحد الفريقين أرجى في المقصود .
ثم أوثرت جملة ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً } بطرق من التوكيد لم تشتمل على مثلها جملة { لا يجزي والد عن ولده } فإنها نظمت جملة اسمية ، ووُسِّط فيها ضمير الفصل ، وجعل النفي فيها منصبّاً إلى الجنس . ونكتة هذا الإيثار مبالغة تحقيق عدم جَزْءِ هذا الفريق عن الآخر إذ كان معظمُ المؤمنين من الأبناء والشباببِ ، وكان آباؤهم وأمهاتهم في الغالب على الشرك مثل أبي قحافة والد أبي بكر ، وأبي طالب والد علي ، وأم سعد بن أبي وقاص ، وأم أسماء بنت أبي بكر ، فأُريد حسم أطماع آبائهم وما عسى أن يكون من أطماعهم أن ينفعوا آباءهم في الآخرة بشيء . وعبر فيها ب { مولود } دون ( ولد ) لإشعار { مولود } بالمعنى الاشتقاقي دون ( ولد ) الذي هو اسم بمنزلة الجوامد لقصد التنبيه على أن تلك الصلة الرقيقة لا تخول صاحبها التعرض لنفع أبيه المشرك في الآخرة وفاء له بما تُومىء إليه الموْلُودية من تجشّم المشقة من تربيته ، فلعله يتجشم الإلحاح في الجزاء عنه في الآخرة حسماً لطمعه في الجزاء عنه ، فهذا تعكيس للترقيق الدنيوي في قوله تعالى { وقل ربّ ارحمهما كما رَبَّيَاني صغيراً } [ الإسراء : 24 ] وقوله : { وصاحبْهما في الدنيا معروفاً } [ لقمان : 15 ] .
وجملة { إن وعد الله حق } علة لجملتي { اتقوا ربّكم واخْشَوْا يوماً } . ووعدُ الله : هو البعث ، قال تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم لا تستأخِرون عنه ساعةً ولا تستقدمون } [ سبأ : 29 30 ] .
وأكد الخبر ب { إنّ } مُراعاة لمنكري البعث ، وإذ قد كانت شبهتهم في إنكاره مشاهدة الناس يموتون وبخلفهم أجيال آخرون ولم يرجع أحد ممن مات منهم { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } [ الجاثية : 24 ] وقالوا : { إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين } [ الأنعام : 29 ] .
فُرع على هذا التأكيد إبطال شبهتهم بقوله : { فلا تَغرنَّكم الحياة الدنيا } ، أي لا تغرنّكم حالة الحياة الدنيا بأن تتوهموا الباطل حقاً والضرّ نفعاً ، فإسناد التغرير إلى الحياة الدنيا مجاز عقلي لأن الدنيا ظرف الغرور أو شُبْهَتِه ، وفاعل التغرير حقيقة هم الذين يُضِلّونهم بالأقيسة الباطلة فيشبهون عليهم إبطاء الشيء باستحالته فذُكرت هنا وسيلة التغرير وشبهته ثم ذكر بعده الفاعل الحقيقي للتغرير وهو الغَرور .
و { الغَرور بفتح الغين : من يكثر منه التغرير ، والمراد به الشيطان بوسوسته وما يليه في نفوس دعاة الضلالة من شبه التمويه للباطل في صورة وما يلقيه في نفوس أتباعهم من قبول تغريرهم .
وعطف ولا يغرنكم بالله الغرور }
لأنه أدخل في تحذيرهم ممن يلقون إليهم الشبه أو من أوهام أنفسهم التي تخيل لهم الباطل حقاً ليهموا آراءهم . وإذا أريد بالغَرور الشيطان أو ما يشمله فذلك أشد في التحذير لما تقرر من عداوة الشيطان للإنسان ، كما قال تعالى : { يا بني آدم لا يَفْتِننَّكم الشيطان كما أخرج أبوَيْكم من الجَنة } [ الأعراف : 27 ] وقال : { إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذُوه عدواً } [ فاطر : 6 ] ، ففي التحذير شوب من التنفير .والباء في قوله { ولا يغرنكم بالله } هي كالباء في قوله تعالى { يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم } [ الانفطار : 6 ] . وقرر في «الكشاف» في سورة الانفطار معنى الباء بما يقتضي أنها للسببية ، وبالضرورة يكون السبب شأناً من شؤون الله يناسب المقام لا ذاتَ الله تعالى . والذي يناسب هنا أن يكون النهي عن الاغترار بما يسوِّله الغَرور للمشركين كتوهم أن الأصنام شفعاء لهم عند الله في الدنيا واقتناعهم بأنه إذا ثبت البعث على احتمال مرجوح عندهم شفعت لهم يومئذ أصنامهم ، أو يغرُّهم بأن الله لو أراد البعث كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لبعث آباءهم وهم ينظرون ، أو أن يغرهم بأن الله لو أراد بعث الناس لعجّل لهم ذلك وهو ما حكى الله عنهم : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } [ يونس : 48 ] فذلك كله غرور لهم مُسبب بشؤون الله تعالى . ففي هذا ما يوضح معنى الباء في قوله تعالى : { ولا يغرنكم بالله الغرور } وقد جاء مثله في سورة الحديد ( 14 ) . وهذا الاستعمال في تعدية فعل الغرور بالباء قريب من تعديته ب ( من ) الابتدائية في قول امرىء القيس :
أغرّككِ مني أن حبَّك قَاتِلي ... أي : لا يغرنَّك مِن معاملتي معك أن حبك قاتلي .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
«يا أَيُّهَا» حرف نداء ومنادى نكرة مقصودة «النَّاسُ» بدل والجملة ابتدائية لا محل لها. «اتَّقُوا» أمر وفاعله «رَبَّكُمْ» مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها. «وَاخْشَوْا» معطوف على اتقوا «يَوْماً» مفعول به «لا» نافية «يَجْزِي والِدٌ» مضارع وفاعله «عَنْ وَلَدِهِ» متعلقان بالفعل والجملة صفة يوما. «وَ» الواو حرف عطف «لا» نافية «مَوْلُودٌ» معطوف على والد «هُوَ جازٍ» مبتدأ وخبره والجملة الاسمية صفة مولود «عَنْ والِدِهِ» متعلقان بجاز. «شَيْئاً» مفعول به. «إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ» إن واسمها المضاف إلى لفظ الجلالة «حَقٌّ» خبرها والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. «فَلا تَغُرَّنَّكُمُ» الفاء الفصيحة ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم بلا الناهية والكاف مفعول به «الْحَياةُ» فاعل «الدُّنْيا» صفة الحياة والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. «وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ» معطوف على سابقه والإعراب واضح.
- English - Sahih International : O mankind fear your Lord and fear a Day when no father will avail his son nor will a son avail his father at all Indeed the promise of Allah is truth so let not the worldly life delude you and be not deceived about Allah by the Deceiver
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ(31:33) O people, fear (the wrath) of your Lord, and dread the Day when no father will stand for his child, nor any child stand for his father. *59 Surely Allah's promise is true. *60 So let the life of this world not beguile you, *61 nor let the Deluder delude you about Allah. *62
- Français - Hamidullah : O hommes Craignez votre Seigneur et redoutez un jour où le père ne répondra en quoi que ce soit pour son enfant ni l'enfant pour son père La promesse d'Allah est vérité Que la vie présente ne vous trompe donc pas et que le Trompeur Satan ne vous induise pas en erreur sur Allah
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O ihr Menschen fürchtet euren Herrn und habt Angst vor einem Tag an dem weder ein Vater etwas für sein Kind begleichen kann noch ein Kind für seinen Vater etwas wird begleichen können Gewiß Allahs Versprechen ist wahr So soll euch das diesseitige Leben nicht täuschen und nicht täuschen soll euch hinsichtlich Allahs der Täuscher
- Spanish - Cortes : ¡Hombres ¡Temed a vuestro Señor y tened miedo de un día en que el padre no pueda satisfacer por su hijo ni el hijo por su padre ¡Lo que Alá promete es verdad ¡Que la vida de acá no os engañe y que el Engañador no os engañe acerca de Alá
- Português - El Hayek : Ó humanos temei vosso Senhor e temei o dia em que um pai em nada poderá redimir o filho nem o filho ao pai Certamente a promessa de Deus é verdadeira Que não vos iluda a vida terrena nem vos iluda a sedutor com respeito aDeus
- Россию - Кулиев : О люди Бойтесь вашего Господа и страшитесь того дня когда родитель никак не защитит своего ребенка а ребенок - своего родителя Обещание Аллаха истинно и пусть не обольщает вас мирская жизнь и пусть соблазнитель дьявол не обольщает вас относительно Аллаха
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
О люди! Бойтесь вашего Господа и страшитесь того дня, когда родитель никак не защитит своего ребенка, а ребенок - своего родителя. Обещание Аллаха истинно, и пусть не обольщает вас мирская жизнь, и пусть соблазнитель (дьявол) не обольщает вас относительно Аллаха.Всевышний повелел людям бояться Аллаха, то есть выполнять Его повеления и не нарушать Его запреты. А для этого человек должен страшиться Дня воскресения. Этот день будет настолько тяжким и ужасным, что каждого человека будет беспокоить только его собственная судьба. Ни ребенок не сможет приумножить благодеяния своих родителей или облегчить бремя их грехов, ни родители не смогут помочь своему ребенку. Каждый человек будет держать ответ за свои деяния и получит полагающееся ему воздаяние. И поэтому рабы Аллаха должны помнить об этом страшном дне, дабы укрепить свою веру и приумножить собственную богобоязненность. Это качество помогает людям обрести счастье и заслужить вознаграждение, и поэтому повеление Аллаха блюсти богобоязненность, остерегаться наказания и прислушиваться к поучительным проповедям свидетельствует о милости Аллаха по отношению к рабам. Хвала же за это надлежит одному Аллаху, Господу миров! О люди! Обещание Аллаха - это истина, в которой невозможно усомниться. Посему не совершайте деяний, которые не заслуживают поощрения, и не обольщайтесь мирскими благами, которые прекрасны и привлекательны, но являются величайшим испытанием и искушением. И помните, что сатана всячески пытается обмануть вас и ни на одно мгновение не оставляет вас в покое. Вы же обязаны выполнять свои обязанности перед Аллахом, Который установил для вас определенный срок. И когда этот срок наступит, каждый из вас получит воздаяние за свои деяния и будет спрошен о том, выполнил он свои обязанности перед Господом или нет. Вот почему вы обязаны уделять этому вопросу особое внимание и сделать выполнение обязанностей перед Аллахом своей первоочередной задачей. На этом пути вас поджидают большие трудности и тяжелые препятствия, самыми опасными из которых являются соблазнительные мирские удовольствия и коварный искуситель. Именно поэтому вам запрещено обольщаться мирскими прелестями и наущениями сатаны. Всевышний сказал: «Он дает им обещания и возбуждает в них надежды. Но сатана не обещает им ничего, кроме обольщения» (4:120).
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey insanlar Rabbinize karşı gelmekten sakının Babanın oğlu oğulun da babası için bir şey ödeyemeyeceği günden korkun Allah'ın verdiği söz şüphesiz gerçektir Dünya hayatı sakın sizi aldatmasın Allah'ın affına güvendirerek şeytan sizi ayartmasın
- Italiano - Piccardo : Uomini temete il vostro Signore e paventate il Giorno in cui il padre non potrà soddisfare il figlio né il figlio potrà soddisfare il padre in alcunché La promessa di Allah è verità Badate che non vi inganni la vita terrena e non vi inganni su Allah l'Ingannatore
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی خهڵکینه له پهروهردگارتان بترسن خۆتان له خهشم و قینی بپارێزن و له ڕۆژێک بترسن که باوک فریای ڕۆڵهی خۆی ناکهوێت ڕۆڵهیش هیچی له دهست نایهت که بۆ باوکی ئهنجامی بدات بهڕاستی بهڵێنی خوا به بهرپابوونی قیامهت حهقیقهت و ڕاستهقینهیه کهوابوو وریا بن ژیانی دنیا له خشتهیان نهبات نهفسی بهدکار و شهیتانی بهدرهفتار سهرگهردانتان نهکات و غهڕاتان نهکات له ڕێبازی خوا
- اردو - جالندربرى : لوگو اپنے پروردگار سے ڈرو اور اس دن کا خوف کرو کہ نہ تو باپ اپنے بیٹے کے کچھ کام ائے۔ اور نہ بیٹا باپ کے کچھ کام اسکے۔ بیشک خدا کا وعدہ سچا ہے پس دنیا کی زندگی تم کو دھوکے میں نہ ڈال دے۔ اور نہ فریب دینے والا شیطان تمہیں خدا کے بارے میں کسی طرح کا فریب دے
- Bosanski - Korkut : O ljudi bojte se Gospodara svoga i strahujte od Dana kad roditelj djetetu svome neće moći nimalo pomoći niti će dijete moći svome roditelju imalo pomoći Allahova prijetnja je istinita pa neka vas nikako život na ovome svijetu ne zavara i neka vas u Allaha šejtan ne pokoleba
- Swedish - Bernström : MÄNNISKOR Frukta er Herre och bäva inför den Dag då en fader inte kan lösköpa sin son och en son inte kan överlämna sig som lösen för sin fader Guds löfte är sanning Låt er då inte förledas av det jordiska livets [lockelser] och låt inte Djävulen föra er bakom ljuset vad gäller Guds [dom]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai manusia bertakwalah kepada Tuhanmu dan takutilah suatu hari yang pada hari itu seorang bapak tidak dapat menolong anaknya dan seorang anak tidak dapat pula menolong bapaknya sedikitpun Sesungguhnya janji Allah adalah benar maka janganlah sekalikali kehidupan dunia memperdayakan kamu dan jangan pula penipu syaitan memperdayakan kamu dalam mentaati Allah
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
(Hai manusia) penduduk Mekah (bertakwalah kalian kepada Rabb kalian dan takutilah suatu hari yang pada hari itu tidak dapat mencukupi) tidak dapat menolong (seorang bapak terhadap anaknya) barang sedikit pun (dan seorang anak tidak dapat pula menolong bapaknya) pada hari itu (barang sedikit pun. Sesungguhnya janji Allah adalah benar) adanya hari berbangkit itu (maka janganlah sekali-kali kehidupan dunia memperdayakan kalian) hingga kalian meninggalkan Islam (dan jangan pula kalian diperdayakan terhadap Allah) yakni terhadap penyantunan-Nya dan penangguhan azab-Nya (oleh godaan yang membujuk) kalian, yaitu godaan setan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে মানব জাতি তোমরা তোমাদের পালনকর্তাকে ভয় কর এবং ভয় কর এমন এক দিবসকে যখন পিতা পুত্রের কোন কাজে আসবে না এবং পুত্রও তার পিতার কোন উপকার করতে পারবে না। নিঃসন্দেহে আল্লাহর ওয়াদা সত্য। অতএব পার্থিব জীবন যেন তোমাদেরকে ধোঁকা না দেয় এবং আল্লাহ সম্পর্কে প্রতারক শয়তানও যেন তোমাদেরকে প্রতারিত না করে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மனிதர்களே உங்கள் இறைவனையஞ்ச நடந்து கொள்ளுங்கள்; இன்னும் அந்த கியாமத் நாளைக்குறித்துப் பயந்து கொள்ளுங்கள்; அந்நாளில் தந்தை தன் மகனுக்கு பலனளிக்க மாட்டார்; அதே போன்று பிள்ளையும் தன் தந்தைக்கு எதையும் நிறைவேற்றி வைக்க இயலாது நிச்சயமாக அல்லாவின் வாக்குறுதி உண்மையானதாகும்; ஆகவே இவ்வுலக வாழ்க்கை உங்களை மருட்டி ஏமாற்றிவிட வேண்டாம்; மருட்டி ஏமாற்றுபவனாகிய ஷைத்தானும் அல்லாஹ்வைக் குறித்து உங்களை மருட்டி ஏமாற்றாதிருக்கட்டும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้มนุษย์เอ๋ย พวกเจ้าจงยำเกรงพระเจ้าของพวกเจ้าเถิด และจงกลัววันหนึ่งที่พ่อไม่อาจจะช่วยลูกของเขาได้ และลูกก็ไม่อาจจะช่วยพ่อของเขาได้แต่อย่างใด แท้จริงสัญญาของอัลลอฮฺนั้นเป็นความจริง ดังนั้นอย่าให้การมีชีวิตอยู่ในโลกนี้ล่อลวงพวกเจ้า และอย่าให้หัวหน้าพวกล่อลวง ชัยฏอน มาหลอกลวงพวกเจ้าเกี่ยวกับอัลลอฮฺเป็นอันขาด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй одамлар Роббингизга тақво қилинг ва ота боласига фойда бера олмайдиган бола отасига бирор нарсада фойда бергувчи бўлмайдиган кундан қўрқинг Албатта Аллоҳнинг ваъдаси ҳақдир Бас ҳаёти дунё сизни ғурурга кетказмасин Ўта ғурурга кетказгувчи сизни Аллоҳ ила ғурурга кетказмасин Бу кун қиёмат кунидир У кунда инсонлар орасидаги боғланишлар алоқалар кесилади Ҳар ким ўзи учун жавоб беради Бировнинг бировга фойдаси тегмайди Ҳатто ота болага бола отага фойда бера олмай қолади У кунда бирданбир фойда берадиган нарса иймон ва яхши амал бўлади Ана ўшандай кундан қўрқиш барча одамларнинг одамийлик бурчидир Қиёмат кунидан қўрққан одамгина барча ёмонликлардан қайтади Аксинча қиёмат кунидан қўрқмайдиган одам ҳеч қандай ёмонликдан қайтмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 人们啊!你们应当敬畏你们的主,你们应当畏惧那一日,父亲对于儿子毫无裨益,儿子对于父亲也毫无裨益。真主的应许,确是真实的。绝不要让今世的生活欺骗你们,绝不要让猾贼以真主的容忍欺骗你们。
- Melayu - Basmeih : Wahai sekalian manusia bertaqwalah kepada Tuhan kamu dan takutilah akan hari akhirat yang padanya seseorang ibu atau bapa tidak dapat melepaskan anaknya dari azab dosanya dan seorang anak pula tidak dapat melepaskan ibu atau bapanya dari azab dosa masingmasing sedikit pun Sesungguhnya janji Allah itu adalah benar maka janganlah kamu diperdayakan oleh kehidupan dunia dan jangan pula kamu diperdayakan oleh bisikan dan ajakan Syaitan yang menyebabkan kamu berani melanggar perintah Allah
- Somali - Abduh : Dadow ka dhawrsada Eebihiin oo ka Cabsada Maalin uusan ka abaalmarinayn Waalid Ilmihiisa Ilmuhuna Waalidka waxba yabooha Eebana waa Xaq ee yeyna idinku dhagrin nolosha adduunyo yuuna idinku dhagrin Eebe dhagar badane shaydaan
- Hausa - Gumi : Ya ku mutãne Ku bauta wa Ubangijinku da taƙawa kuma ku ji tsõron wani yini rãnar da wani mahaifi bã ya sãka wa abin haifuwarsa da kõme kuma wani abin haifuwa bã ya sãka wa mahaifinsa da kõme Lalle wa'adin Allah gaskiya ne Sabõda haka kada wata rãyuwa ta kusa ta rũde ku kuma kada marũɗin nan ya rũɗẽ ku game da Allah
- Swahili - Al-Barwani : Enyi watu Mcheni Mola wenu Mlezi na iogopeni siku ambayo mzazi hatamfaa mwana wala mwana hatamfaa mzazi kwa lolote Hakika ahadi ya Mwenyezi Mungu ni ya kweli Basi yasikudanganyeni maisha ya dunia wala asikudanganyeni na Mwenyezi Mungu mdanganyifu
- Shqiptar - Efendi Nahi : O njerëz Druajuni Zotit tuaj dhe frikësojuni Ditës kur prindi nuk do të mund t’i ndihmojë fëmijës së vet asgjë e as fëmija nuk do të mund t’i ndihmojë asgjë prindit të vet Me të vërtetë premtimi i Perëndisë është i sigurt e le të mos u mashtrojë jeta e kësaj bote dhe le të mos u mashtrojë mashtruesi djalli në Perëndinë
- فارسى - آیتی : اى مردم، از پروردگارتان بترسيد و از روزى كه هيچ پدرى كيفر فرزند را به عهده نگيرد و هيچ فرزندى كيفر پدر را عهدهدار نشود پروا كنيد. وعده خدا حق است. زندگى دنيا فريبتان ندهد و نيز شيطان فريبكار به كرم خدا مغرورتان نسازد.
- tajeki - Оятӣ : Эй мардум, аз Парвардигоратон битарсед ва аз рӯзе, ки ҳеҷ падаре ҷазои фарзандро ба ӯҳда нагирад ва ҳеҷ фарзанде ҷазои падарро ӯҳдадор нашавад, битарсед. Ваъдаи Худо ҳақ аст. Зиндагии дунё фиребатон надиҳад ва низ шайтони фиребкор ба карами Худо фиребатон насозад.
- Uyghur - محمد صالح : ئى ئىنسانلار! پەرۋەردىگارىڭلارغا (بۇيرۇقلىرىنى ئورۇنلاش، مەنئى قىلغان ئىشلاردىن چەكلىنىش بىلەن) تەقۋادارلىق قىلىڭلار، شۇنداق بىر كۈندىن قورقۇڭلاركى، (ئۇ كۈندە) ئاتا بالىسىغا ئەسقاتمايدۇ، بالىمۇ ئاتىسىغا ئەسقاتمايدۇ، اﷲ نىڭ ۋەدىسى ھەقىقەتەن ھەقتۇر، سىلەرنى ھەرگىز دۇنيا تىرىكچىلىكى مەغرۇر قىلمىسۇن، شەيتاننىڭ سىلەرنى اﷲ نىڭ ئەپۇسىنىڭ كەڭلىكى بىلەن مەغرۇر قىلىشىغا يول قويماڭلار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മനുഷ്യരേ, നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ നാഥനോട് ഭക്തിയുള്ളവരാവുക. ഒരു പിതാവിനും തന്റെ മകന് ഒരുപകാരവും ചെയ്യാനാവാത്ത, ഒരു മകന്നും തന്റെ പിതാവിന് ഒട്ടും പ്രയോജനപ്പെടാത്ത ഒരു നാളിനെ നിങ്ങള് ഭയപ്പെടുക. നിശ്ചയമായും അല്ലാഹുവിന്റെ വാഗ്ദാനം സത്യമാണ്. അതിനാല് ഐഹികജീവിതം നിങ്ങളെ വഞ്ചിക്കാതിരിക്കട്ടെ. കൊടും ചതിയനായ പിശാചും അല്ലാഹുവിന്റെ കാര്യത്തില് നിങ്ങളെ വഞ്ചിക്കാതിരിക്കട്ടെ.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الناس اتقوا ربكم واطيعوه بامتثال اوامره واجتناب نواهيه واحذروا يوم القيامه الذي لا يغني فيه والد عن ولده ولا مولود عن ابيه شيئا ان وعد الله حق لا ريب فيه فلا تنخدعوا بالحياه الدنيا وزخرفها فتنسيكم الاخرى ولا يخدعنكم بالله خادع من شياطين الجن والانس
*59) That is, "The relationship of a person with his friend, or his leader, or his spiritual guide, etc. is not so close and intimate as the relationship that exists between the children and their parents. But on the Day of Resurrection even the son and the father will not be able to help each other. The father will not have the courage to come forward and say that he may be seized instead of the son for his sins, nor will the son have the nerve to say that he may be sent to Hell instead of the father. How can then a person expect that one will be able to avail something for the other there? Therefore, foolish is the person who spoils his Hereafter in the world for the sake of another, or adopts the way of sin and deviation by dependence on others. Here, one should keep in view the theme of verse 15, in which the children have been admonished not to accept deviation in the matter of the faith and religion on behest of the parents, though in affairs of mundane life they are duty bound to serve them as best as they can. "
*60) "Allah's promise" : the promise of Resurrection, when the Court of AIIah will be established and everyone will be called to render an account of his deeds.
*61) The life of the world involves the people, who only see the superficial, in different kinds of misunderstandings. Someone thinks that life and death only belong to this world, and there is no life hereafter; therefore, whatever one has to do, one should do it here and now. Another one who is lost in his wealth and power and prosperity, forgets his death and gets involved in the foolish idea that his grandees and his power are everlasting. Another one overlooking the moral and spiritual objectives regards the material gains and pleasures in themselves as the only objectives and dces not give anything any importance but the "standard of living", no matter whether his standard of humanity gas on falling lower and lower as a result thereof. Someone thinks that worldly prosperity is the real criterion of truth and falsehood: every way of life that ensures this is the truth and everything contradictory to it is falsehood. Someone regards this very prosperity as a sign of being Allah's favourite, and assumes the law that whoever is leading a prosperous life here is Allah's beloved no matter by what means he might have achieved this prosperity, and whoever is leading a miserable life in the world, even if it be so due to his love of the truth and his uprightness, will live a miserable life in the Hereafter, too. These and other such misunderstandings have been called "deceptions of the worldly life" by Allah.
*62) Al-gharur (the deceiver) may be Satan or a man or a group of then, or even man's own self, or something else. The reason for using this comprehensive and meaningful word in its absolute form without identifying a particular person or thing, is that for different people there are different means that cause them deception. Any particular means or cause that deceived a person to be misled and misguided from the right way to the wrong way, will be al-gharur in his particular Case.
"To deceive (someone) concerning Allah" are also comprehensive words, which include countless kinds of deceptions. "The deceiver" deceives one man with the idea that there is no God at all, and another man with the idea that God after making the world has handed over its control and administration to the men and is no more concerned with it; he misleads another one, saying, "There arc some favourite ones of God: if you attain nearness to them, you will surely win your forgiveness whatever you may do, or may have done, in the world; " he deceives another one, saying, "God is AII-Forgiving and All-Merciful: you may go on committing sins freely, and He will go on forgiving each sin of yours. " He gives another person the idea of determinism and misguides him, saying, "Everything that you do is pre-ordained: if you commit evil, it is God Who makes you commit it: if you avoid goodness, it is God Who makes you avoid it." Thus, there are countless kinds of such deceptions with which tnan is being deceived concerning God. When analyzed it comes to light that the basic cause of all errors and sins and crimes is that man has been deceived concerning God in one way or the other, and that is how he has been misled to some ideological deviation or moral error. "