- عربي - نصوص الآيات عثماني : يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِى يَوْمٍۢ كَانَ مِقْدَارُهُۥٓ أَلْفَ سَنَةٍۢ مِّمَّا تَعُدُّونَ
- عربى - نصوص الآيات : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون
- عربى - التفسير الميسر : يدبر الله تعالى أَمْر المخلوقات من السماء إلى الأرض، ثم يصعد ذلك الأمر والتدبير إلى الله في يوم مقداره ألف سنة من أيام الدنيا التي تعدُّونها.
- السعدى : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ } القدري والأمر الشرعي، الجميع هو المتفرد بتدبيره، نازلة تلك التدابير من عند المليك القدير { مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } فَيُسْعِدُ بها ويُشْقِي، ويُغْنِي ويُفْقِرُ، ويُعِزُّ، ويُذِلُّ، ويُكرِمُ، ويُهِينُ، ويرفع أقوامًا، ويضع آخرين، ويُنزِّل الأرزاق.
{ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } أي: الأمر ينزل من عنده، ويعرج إليه { فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } وهو يعرج إليه، ويصله في لحظة.
- الوسيط لطنطاوي : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
ثم أضاف - سبحانه - إلى ما سبق أن وصف به ذاته ، صفات أخرى تليق بجلاله ، فقال : ( يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) .
وقوله - تعالى - : ( يُدَبِّرُ ) من التدبير بمعنى الإِحكام والإِتقان ، والمراد به هنا : إيجاد الأشياء علت هذا النحو البديع الحكيم الذى نشاهده ، وأصل التدبير : النظر فى أعقاب الأمور محمودة العاقبة .
وقوله : ( يَعْرُجُ ) من العروج بمعنى الصعود والارتفاع والصيرورة إليه - تعالى - .
والضمير فى " إليه " يعود إلى الأمر الذى دبره وأحكمه - سبحانه - .
أى : أن الله - تعالى - هو الذى يحكم شئون الدنيا السماوية والأرضية إلا أن تقوم الساعة ، وهو الذى يجعلها على تلك الصورة البديعة المتقنة ، ثم تصعد إليه - تعالى - تلك الأمور والشئون المدبرة ، فى يوم ، عظيم هو يوم القيامة ( كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) من أيام الدنيا .
قال الآلوسى ما ملخصه : وقوله : ( مِنَ السمآء إِلَى الأرض ) متعلقان بقوله : ( يُدَبِّرُ ) ومن ابتدائية ، وإلى انتهائية . أى : يريده - تعالى - على وجه الإِتقان ومراعاة الحكمة ، منزلاً له من السماء إلى الأرض . وإنزاله من السماء باعتبار أسبابه ، فإن أسبابه سماوية من الملائكة وغيرهم .
وقوله ( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) أى : ذلك الأمر بعد تدبيره . وهذا العروج مجاز عن ثوبته فى علمه . . أو عن كتابته فى صحف الملائكة بأمره - تعالى - .
وقال بعض العلماء : وقد ذكر - سبحانه - هنا أنه ( يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) . وذكر فى سورة الحج ( وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) وذكر فى سورة المعارج ( تَعْرُجُ الملائكة والروح إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) والجمع بين هذه الآيات من وجهين :
الأول : ما جاء عن ابن عباس من أن يوم الألف فى سورة الحج ، هو أحد الأيام الستة التى خلق الله فيها السماوات والأرض .
ويوم الألف فى سورة السجدة ، هو مقدار سير الأمر وعروجه إليه - تعالى - ، ويوم الخمسين ألفا - فى سورة المعارج - هو يوم القيامة .
الثانى : أن المراد بجميعها يوم القيامة ، وأن الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر ويدل لهذا الوجه قوله - تعالى - : ( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الكافرين غَيْرُ يَسِيرٍ ) أى : أن يوم القيامة يتفاوت طوله بحسب اختلاف الشدة ، فهو يعادل فى حالة ألف سنة من سنى الدنيا ، ويعادل فى حالة أخرى خمسين ألف سنة .
- البغوى : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
( يدبر الأمر ) أي : يحكم الأمر وينزل القضاء والقدر ( من السماء إلى الأرض ) وقيل : ينزل الوحي مع جبريل من السماء إلى الأرض ) ( ثم يعرج ) يصعد ) ( إليه ) جبريل بالأمر ( في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) أي : في يوم واحد من أيام الدنيا وقدر مسيرة ألف سنة ، خمسمائة نزوله ، وخمسمائة صعوده ، لأن ما بين السماء والأرض خمسمائة عام ، يقول : لو سار فيه أحد من بني آدم لم يقطعه إلا في ألف سنة ، والملائكة يقطعون في يوم واحد ، هذا في وصف عروج الملك من الأرض إلى السماء ، وأما قوله : " تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ( المعارج - 4 ) ، أراد مدة المسافة بين الأرض إلى سدرة المنتهى التي هي مقام جبريل ، يسير جبريل والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا . هذا كله معنى قول مجاهد والضحاك وقوله : " إليه " أي : إلى الله . وقيل : على هذا التأويل ، أي : إلى مكان الملك الذي أمره الله - عز وجل - أن يعرج إليه .
وقال بعضهم : ألف سنة وخمسون ألف سنة كلها في القيامة ، يكون على بعضهم أطول وعلى بعضهم أقصر ، معناه : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض مدة أيام الدنيا ، ثم يعرج أي : يرجع الأمر والتدبير إليه بعد فناء الدنيا ، وانقطاع أمر الأمراء وحكم الحكام في يوم كان مقداره ألف سنة ، وهو يوم القيامة ، وأما قوله : " خمسين ألف سنة " فإنه أراد على الكافر يجعل الله ذلك اليوم عليه مقدار خمسين ألف سنة ، وعلى المؤمن دون ذلك حتى جاء في الحديث : " أنه يكون على المؤمن كقدر صلاة مكتوبة صلاها في الدنيا " . وقال إبراهيم التيمي : لا يكون على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر .
ويجوز أن يكون هذا إخبارا عن شدته وهوله ومشقته . وقال ابن أبي مليكة : دخلت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان على ابن عباس فسأله ابن فيروز عن هذه الآية وعن قوله خمسين ألف سنة ؟ فقال له ابن عباس : أيام سماها الله لا أدري ما هي وأكره أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم .
- ابن كثير : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
وقوله : ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ) أي : يتنزل أمره من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض السابعة ، كما قال الله تعالى : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) [ الطلاق : 12 ] .
وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدنيا ، ومسافة ما بينها وبين الأرض [ مسيرة ] خمسمائة سنة ، وسمك السماء خمسمائة سنة .
وقال مجاهد ، وقتادة ، والضحاك : النزول من الملك في مسيرة خمسمائة عام ، وصعوده في مسيرة خمسمائة عام ، ولكنه يقطعها في طرفة عين; ولهذا قال تعالى : ( في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) .
- القرطبى : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
قوله تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون .
قوله تعالى : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض قال ابن عباس : ينزل القضاء والقدر . وقيل : ينزل الوحي مع جبريل . وروى عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن سابط قال : يدبر أمر الدنيا أربعة : جبريل ، وميكائيل ، وملك الموت ، وإسرافيل ; صلوات الله عليهم أجمعين . فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود . وأما ميكائيل فموكل بالقطر والماء . وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح . وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم . وقد قيل : إن العرش موضع التدبير ; كما أن ما دون العرش موضع التفصيل ; قال الله تعالى : ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات . وما دون السماوات موضع التصريف ; قال الله تعالى : ولقد صرفناه بينهم ليذكروا .
قوله تعالى : ثم يعرج إليه قال يحيى بن سلام : هو جبريل يصعد إلى السماء بعد نزوله بالوحي . النقاش : هو الملك الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض . وقيل : إنها أخبار أهل الأرض تصعد إليه مع حملتها من الملائكة ; قاله ابن شجرة . في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون . وقيل : ثم يعرج إليه أي يرجع ذلك الأمر والتدبير إليه بعد انقضاء الدنيا في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وهو يوم القيامة . وعلى الأقوال المتقدمة فالكناية في يعرج كناية عن الملك ، ولم يجر له ذكر لأنه مفهوم من المعنى ، وقد جاء صريحا في سأل سائل قوله : تعرج الملائكة والروح إليه . والضمير في إليه يعود على السماء على لغة من يذكرها ، أو على مكان الملك الذي يرجع إليه ، أو على اسم الله تعالى ; والمراد إلى الموضع الذي أقره فيه ، وإذا رجعت إلى الله فقد رجعت إلى السماء ، أي إلى سدرة المنتهى ; فإنه إليها يرتفع ما يصعد به من الأرض ومنها ينزل ما يهبط به إليها ; ثبت معنى ذلك في صحيح مسلم . والهاء في مقداره راجعة إلى التدبير ; والمعنى : كان مقدار ذلك التدبير ألف سنة من سني الدنيا ; أي يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد ، ثم يلقيه إلى ملائكته ، فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى ، ثم كذلك أبدا ; قاله مجاهد . وقيل : الهاء للعروج .
وقيل : المعنى أنه يدبر أمر الدنيا إلى أن تقوم الساعة ، ثم يعرج إليه ذلك الأمر فيحكم فيه في يوم كان مقداره ألف سنة . وقيل : المعنى يدبر أمر الشمس في طلوعها وغروبها ورجوعها إلى موضعها من الطلوع ، في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة . وقال ابن عباس : المعنى كان مقداره لو ساره غير الملك ألف سنة ; لأن النزول خمسمائة والصعود خمسمائة . وروي ذلك عن جماعة من المفسرين ، وهو اختيار الطبري ; ذكره المهدوي . وهو معنى القول الأول . أي أن جبريل لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم ; ذكره الزمخشري . وذكر الماوردي عن ابن عباس والضحاك أن الملك يصعد في يوم مسيرة ألف سنة .
وعن قتادة أن الملك ينزل ويصعد في يوم مقداره ألف سنة ; فيكون مقدار نزوله خمسمائة سنة ، ومقدار صعوده خمسمائة على قول قتادة والسدي . وعلى قول ابن عباس والضحاك : النزول ألف سنة ، والصعود ألف سنة . مما تعدون أي مما تحسبون من أيام الدنيا . وهذا اليوم عبارة عن زمان يتقدر بألف سنة من سني العالم ، وليس بيوم يستوعب نهارا بين ليلتين ; لأن ذلك ليس عند الله . والعرب قد تعبر عن مدة العصر باليوم ; كما قال الشاعر :
يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأويب
وليس يريد يومين مخصوصين ، وإنما أراد أن زمانهم ينقسم شطرين ، فعبر عن كل واحد من الشطرين بيوم . وقرأ ابن أبي عبلة : يعرج على البناء للمفعول . وقرئ : ( يعدون ) بالياء . فأما قوله تعالى : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فمشكل مع هذه الآية . وقد سأل عبد الله بن فيروز الديلمي عبد الله بن عباس عن هذه الآية وعن قوله : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقال : أيام سماها سبحانه ، وما أدري ما هي ؟ فأكره أن أقول فيها ما لا أعلم . ثم سئل عنها سعيد بن المسيب فقال : لا أدري . فأخبرته بقول ابن عباس فقال ابن المسيب للسائل : هذا ابن عباس اتقى أن يقول فيها وهو أعلم مني . ثم تكلم العلماء في ذلك فقيل : إن آية سأل سائل هو إشارة إلى يوم القيامة ، بخلاف هذه الآية . والمعنى : أن الله تعالى جعله في صعوبته على الكفار كخمسين ألف سنة ; قاله ابن عباس . والعرب تصف أيام المكروه بالطول وأيام السرور بالقصر . قال :
ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاق المزاهر
وقيل : إن يوم القيامة فيه أيام ; فمنه ما مقداره ألف سنة ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة . وقيل : أوقات القيامة مختلفة ، فيعذب الكافر بجنس من العذاب ألف سنة ، ثم ينتقل إلى جنس آخر مدته خمسون ألف سنة . وقيل : مواقف القيامة خمسون موقفا ; كل موقف ألف سنة . فمعنى : يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة أي مقدار وقت ، أو موقف من يوم القيامة . وقال النحاس : اليوم في اللغة بمعنى الوقت ; فالمعنى : تعرج الملائكة والروح إليه في وقت كان مقداره ألف سنة ، وفي وقت آخر كان مقداره خمسين ألف سنة . وعن وهب بن منبه : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال : ما بين أسفل الأرض إلى العرش . وذكر الثعلبي عن مجاهد وقتادة والضحاك في قوله تعالى : تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أراد من الأرض إلى سدرة المنتهى التي فيها جبريل . يقول تعالى : يسير جبريل والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا . وقوله : ( إليه ) يعني إلى المكان الذي أمرهم الله تعالى أن يعرجوا إليه . وهذا كقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام : إني ذاهب إلى ربي سيهدين أراد أرض الشام . وقال تعالى : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله أي إلى المدينة . وقال أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أتاني ملك من ربي عز وجل برسالة ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء والأخرى على الأرض لم يرفعها بعد .
- الطبرى : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
القول في تأويل قوله تعالى : يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)
يقول تعالى ذكره: الله هو الذي يدبر الأمر من أمر خلقه من السماء إلى الأرض، ثم يعرُج إليه.
واختلف أهل التأويل في المعني بقوله: ( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) فقال بعضهم: معناه: أن الأمر ينـزل من السماء إلى الأرض، ويصعد من الأرض إلى السماء في يوم واحد، وقدر ذلك ألف سنة مما تعدّون من أيام الدنيا؛ لأن ما بين الأرض إلى السماء خمسمائة عام، وما بين السماء إلى الأرض مثل ذلك، فذلك ألف سنة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو بن معروف، عن ليث، عن مجاهد (فِي يَوْمٍ كان مِقْدَارُهُ ألْفَ سَنَةٍ) يعني بذلك نـزول الأمر من السماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد وذلك مقداره ألف سنة؛ لأن ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ ) من أيامكم (كانَ مِقْدارُهُ ألْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) يقول: مقدار مسيره في ذلك اليوم ألف سنة مما تعدّون من أيامكم من أيام الدنيا خمسمائة سنة نـزوله، وخمسمائة صعوده فذلك ألف سنة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو معاوية، عن جُوَيبر، عن الضحاك ( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) قال: تعرج الملائكة إلى السماء، ثم تنـزل في يوم من أيامكم هذه، وهو مسيرة ألف سنة.
قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن سماك، عن عكرِمة (ألْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ) قال: من أيام الدنيا.
حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا أبو الأحوص، عن أبي الحارث، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: ( يُدَبِّرُ الأمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ ) من أيامكم هذه، مسيرة ما بين السماء إلى الأرض خمسمائة عام.
وذكر عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة قال: تنحدر الأمور وتصعد من السماء إلى الأرض في يوم واحد، مقداره ألف سنة، خمسمائة حتى ينـزل، وخمسمائة حتى يعرُج.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم من الأيام الستة التي خلق الله فيهنّ الخلق، كان مقدار ذلك اليوم ألف سنة مما تعدّون من أيامكم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس (ألْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ) قال: ذلك مقدار المسير قوله: (كألف سنة مما تعدّون) قال: خلق السموات والأرض في ستة أيام، وكلّ يوم من هذه كألف سنة مما تعدّون انتم.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) قال: الستة الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) يعني: هذا اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيهنّ السموات والأرض وما بينهما.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض بالملائكة، تم تعرج إليه الملائكة، في يَوْمٍ كان مقداره ألف سنة من أيام الدنيا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) قال: هذا في الدنيا تعرج الملائكة إليه في يوم كان مقداره ألف سنة.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا غندر، عن شعبة، عن سماك، عن عكرمة (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارهُ ألْفَ سَنَةٍ) قال: ما بين السماء والأرض مسيرة ألف سنة مما تعدّون من أيام الآخرة (1) .
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرمة أنه قال في هذه الآية: ( يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) قال: ما بين السماء والأرض مسيرة ألف سنة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض في يوم كان مقدار ذلك التدبير ألف سنة مما تعدّون من أيام الدنيا، ثم يعرج إليه ذلك التدبير الذي دبره.
* ذكر من قال ذلك:
ذُكر عن حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، أنه قال: يقضي أمر كل شيء ألف سنة إلى الملائكة ثم كذلك حتى تمضي ألف سنة، ثم يقضي أمر كل شيء ألفا، ثم كذلك أبدا، قال: (يوم كان مقداره) قال: اليوم أن يقال لما يقضي إلى الملائكة ألف سنة: كن فيكون، ولكن سماه يومًا، سَمَّاهُ كما بيَّنا كل ذلك عن مجاهد، قال: وقوله: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قال: هو هو سواء.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إلى الله في يوم كان مقداره ألف سنة، مقدار العروج ألف سنة مما تعدّون.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) قال بعض أهل العلم: مقدار ما بين الأرض حين يعرج إليه إلى أن يبلغ عروجه ألف سنة، هذا مقدار ذلك المعراج في ذلك اليوم حين يعرج فيه.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار ذلك اليوم في عروج ذلك الأمر إليه، ونـزوله إلى الأرض ألف سنة مما تعدون من أيامكم، خمسمائة في النـزول، وخمسمائة في الصعود؛ لأن ذلك أظهر معانيه، وأشبهها بظاهر التنـزيل.
------------------------
الهوامش :
(1) الذي في الدر المنثور: من أيام الدنيا؛ وهو واضح . ا هـ .
- ابن عاشور : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)
جملة { يدبر الأمر } في موضع الحال من اسم الجلالة في قوله تعالى { الله الذي خلق السماوات والأرض } [ السجدة : 4 ] ، أي : خلق تلك الخلائق مدبِّراً أمرها . ويجوز أن تكون الجملة استئنافاً ، وقوله { من السماء } متعلق ب { يدبر } أو صفة للأمر أو حال منه ، و { من } ابتدائية . والمقصود من حرفي الابتداء والانتهاء شمول تدبير الله تعالى الأمور كلها في العالمين العلوي والسفلي تدبيراً شاملاً لها من السماء إلى الأرض ، فأفاد حرف الانتهاء شمول التدبير لأمورِ كل ما في السماوات والأرض وفيما بينهما .
والتدبير : حقيقته التفكير في إصدار فعل متقن أوله وآخره وهو مشتق من دُبُر الأمر ، أي : آخره لأن التدبير النظر في استقامة الفعل ابتداء ونهاية . وهو إذا وصف به الله تعالى كنايةٌ عن لازم حقيقته وهو تمام الإتقان ، وتقدم شيء من هذا في أول سورة يونس وأول سورة الرعد .
و { الأمر } : الشأن للأشياء ونظامُها وما به تقوُّمها . والتعريف فيه للجنس وهو مفيد لاستغراق الأمور كلها لا يخرج عن تصرفه شيء منها ، فجميع ما نقل عن سلف المفسرين في تفسير الأمر يرجع إلى بعض هذا العموم .
والعروج : الصعود . وضمير { يَعْرُجُ } عائد على { الأَمْرَ } ، وتعديته بحرف الانتهاء مفيدة أن تلك الأمور المدبَّرة تصعد إلى الله تعالى؛ فالعروج هنا مستعار للمصير إلى تصرف الخالق دون شائبة تأثير من غيره ولو في الصورة كما في أحوال الدنيا من تأثير الأسباب . ولما كان الجلال يشبَّه بالرفعة في مستعمل الكلام شبه المصير إلى ذي الجلال بانتقال الذوات إلى المكان المرتفع وهو المعبر عنه في اللغة بالعُروج ، كما قال تعالى : { إليه يصعَد الكَلِم الطّيب والعملُ الصالحُ يرفعُه } [ فاطر : 10 ] ، أي : يرفعه إليه .
و { ثم } للتراخي الرتبي لأن مرجع الأشياء إلى تصرفه بعد صدورها من لدنه أعظم وأعجب .
وقد أفاد التركيب أن تدبير الأمور من السماء إلى الأرض من وقت خلقهما وخلق ما بينهما يستقر على ما دبر عليه كلٌّ بحسب ما يقتضيه حال تدبيره من استقراره ، ويزول بعضه ويبقى بعضه ما دامت السماوات والأرض ، ثم يجمع ذلك كله فيصير إلى الله مصيراً مناسباً لحقائقه؛ فالذوات تصير مصير الذوات والأعراض والأعمال تصير مصير أمثالها ، أي : يصير وصفها ووصف أصحابها إلى علم الله وتقدير الجزاء ، فذلك المصير هو المعبر عنه بالعروج إلى الله فيكون الحساب على جميع المخلوقات يومئذ .
واليوم من قوله { في يوم كان مقداره ألف سنة } هو اليوم الذي جاء ذكره في آية سورة الحج ( 47 ) بقوله : { وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } ومعنى تقديره بألف سنة : أنه تحصل فيه من تصرفات الله في كائنات السماء والأرض ما لو كان من عمل الناس لكان حصول مثله في ألف سنة ، فلك أن تقدر ذلك بكثرة التصرفات ، أو بقطع المسافات ، وقد فُرضت في ذلك عدة احتمالات .
والمقصود : التنبيه على عظم القدرة وسعة ملكوت الله وتدبيره . ويظهر أن هذا اليوم هو يوم الساعة ، أي ساعة اضمحلال العالم الدنيوي ، وليس اليوم المذكور هنا هو يوم القيامة المذكور في سورة المعارج قاله ابن عباس . ولم يُعيِّن واحداً منهما ، وليس من غرض القرّاء تعيين أحد اليومين ولكن حصول العبرة بأهوالهما .
وقوله في يوم } يتنازعه كل من فعلي { يُدبر } و { يعرج } أي يحصل الأمران في يوم .
و { ألف عند العرب منتهى أسماءِ العدد وما زاد على ذلك من المعدودات يعبر عنه بأعداد أخرى مع عدد الألف كما يقولون خمسة آلاف ، ومائة ألف ، وألف ألف .
وألف يجوز أن يستعمل كناية عن الكثرة الشديدة كما يقال : زرتُك ألفَ مرة ، وقوله تعالى : { يود أحدهم لو يُعَمَّر ألف سنة }
[ البقرة : 96 ] ، وهو هنا بتقدير كاف التشبيه أو كلمة نَحْوَ ، أي كان مقداره كألف سنة أو نحو ألف سنة كما في قوله : { وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تَعُدُّون } [ الحج : 47 ] . ويجوز أن يكون { ألف } مستعملاً في صريح معناه . وقوله : { مما تعدون } ، أي : مما تحسبُون في أعدادكم ، و { ما } مصدرية أو موصولية وهو وصف ل { ألف سنة . وهذا الوصف لا يقتضي كون اسم ألف مستعملاً في صريح معناه لأنه يجوز أن يكون إيضاحاً للتشبيه فهو قريب من ذكر وجه الشبه مع التشبيه ، وقد يترجح أن هذا الوصف لما كان في معنى الموصوف صار بمنزلة التأكيد اللفظي لمدلوله فكان رافعاً لاحتمال المجاز في العدد . - إعراب القرآن : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
«يُدَبِّرُ» مضارع فاعله مستتر «الْأَمْرَ» مفعول به والجملة حال «مِنَ السَّماءِ» متعلقان بالفعل «إِلَى الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل أيضا «ثُمَّ» حرف عطف «يَعْرُجُ» مضارع فاعله مستتر «إِلَيْهِ» متعلقان بالفعل
«فِي يَوْمٍ» حال «كانَ مِقْدارُهُ» كان واسمها «أَلْفَ» خبرها المضاف «سَنَةٍ» مضاف إليه والجملة صفة يوم «مِمَّا» متعلقان بمحذوف صفة ألف «تَعُدُّونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة لا محل لها.
- English - Sahih International : He arranges [each] matter from the heaven to the earth; then it will ascend to Him in a Day the extent of which is a thousand years of those which you count
- English - Tafheem -Maududi : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ(32:5) He governs from the heaven to the earth and then the record (of this governance) goes up to Him in a day whose measure is a thousand years in your reckoning. *9
- Français - Hamidullah : Du ciel à la terre Il administre l'affaire laquelle ensuite monte vers Lui en un jour équivalent à mille ans de votre calcul
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er regelt die Angelegenheit vom Himmel bis zur Erde Hierauf steigt sie zu Ihm auf an einem Tag dessen Maß tausend Jahre nach eurer Berechnung sind
- Spanish - Cortes : Él dispone en el cielo todo lo de la tierra Luego todo ascenderá a Él en un día equivalente en duración a mil años de los vuestros
- Português - El Hayek : Ele rege todos os assuntos desde o céu até à terra; logo tudo ascenderá a Ele em um dia cuja duração será de mil anos de vosso cômputo
- Россию - Кулиев : Он управляет делами с неба до земли а затем они опять восходят к Нему в течение дня который продолжается тысячу лет по тому как вы считаете
- Кулиев -ас-Саади : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
Он управляет делами с неба до земли, а затем они опять восходят к Нему в течение дня, который продолжается тысячу лет по тому, как вы считаете.Могущественный Правитель управляет своими рабами в соответствии с законами божественного предопределения и законами небесной религии, которые нисходят на землю с небес. Посредством этих законов Аллах делает людей счастливыми или несчастными, богатыми или бедными, могущественными или униженными, почтенными или презренными. Он превозносит одни народы и унижает другие, а также ниспосылает Своим рабам пропитание и земные блага. А затем повеления восходят к Аллаху в течение дня, который по земному счету продолжается тысячу лет. Однако до Аллаха эти повеления доходят за одно мгновение.
- Turkish - Diyanet Isleri : Gökten yere kadar olan bütün işleri Allah düzenler sonra işler sizin hesabınıza göre bin yıl kadar tutan bir gün içinde O'na yükselir
- Italiano - Piccardo : Dal cielo dirige le cose della terra e poi tutto risalirà a Lui in un Giorno che sarà come mille anni del vostro contare
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو خوایه له ژوور ئاسمانهوه کاروباری زهوی ڕێک دهخات و سهرپهرشتی دهکات لهوهودوا ڕووداوهکان و بهسهرهاتهکان و کارو کردهوهی بهندهکان دهگهرێتهوه بۆ لای له ڕۆژێکدا که بهرامبهر ههزار ساڵه بهو حسابهی ئێوه که دهیکهن
- اردو - جالندربرى : وہی اسمان سے زمین تک کے ہر کام کا انتظام کرتا ہے۔ پھر وہ ایک روز جس کی مقدار تمہارے شمار کے مطابق ہزار برس ہوگی۔ اس کی طرف صعود اور رجوع کرے گا
- Bosanski - Korkut : On upravlja svima od neba do Zemlje a onda se sve to Njemu vraća u danu koji prema vašem računanju vremena hiljadu godina traje
- Swedish - Bernström : Han styr skapelsens ordning från det högsta till det lägsta och till sist stiger allt upp till Honom under en Dag vars längd så som ni räknar är tusen år
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dia mengatur urusan dari langit ke bumi kemudian urusan itu naik kepadaNya dalam satu hari yang kadarnya adalah seribu tahun menurut perhitunganmu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
(Dia mengatur urusan dari langit ke bumi) selama dunia masih ada (kemudian naiklah) urusan dan pengaturan itu (kepada-Nya dalam suatu hari yang lamanya adalah seribu tahun menurut perhitungan kalian) di dunia. Dan di dalam surah Al-Ma'arij ayat 4 disebutkan bahwa kadar masa itu adalah lima puluh ribu tahun. Makna yang dimaksud ialah bahwa saat hari kiamat bagi orang-orang kafir terasa begitu lama sekali karena sangat ngerinya. Berbeda halnya dengan orang yang beriman, ia merasa seolah-olah hanya sebentar saja bahkan waktunya terasa lebih pendek daripada satu salat fardu yang dilakukannya di dunia. Demikianlah menurut keterangan yang dijelaskan di dalam hadis.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনি আকাশ থেকে পৃথিবী পর্যন্ত সমস্ত কর্ম পরিচালনা করেন অতঃপর তা তাঁর কাছে পৌছবে এমন এক দিনে যার পরিমাণ তোমাদের গণনায় হাজার বছরের সমান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : வானத்திலிருந்து பூமி வரையிலுமுள்ள காரியத்தை அவனே ஒழுங்குபடுத்துகிறான்; ஒரு நாள் ஒவ்வொரு காரியமும் அவனிடமே மேலேறிச் செல்லும் அந்த நாளின் அளவு நீங்கள் கணக்கிடக்கூடிய ஆயிரம் ஆண்டுகளாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระองค์ทรงบริหารกิจการจากชั้นฟ้าสู่แผ่นดิน แล้วมันจะขึ้นไปสู่พระองค์ในวันหนึ่งซึ่งกำหนดของมันเท่ากับหนึ่งพันปีตามที่พวกเจ้านับ
- Uzbek - Мухаммад Содик : У зот осмондан ергача барча ишнинг тадбирини қилур Сўнгра ўша иш миқдорини сиз санаётган ҳисобда минг йилга тенг бўлган кунда Унга чиқар Яъни Аллоҳ таоло дунёдаги ҳамма ишларнинг тадбирини қилиб қўйган Аммо бу ишлар қолиб кетавермайди Унутилиб ҳам натижасиз ҳам қолмайди Балки қиёмат куни яна Аллоҳнинг ҳузурига чиқади Қиёмат куни ўзининг даҳшати ила бу дунёда одамлар санаб юрган минг кунга тенг бўлади Ана ўша кунни ўйлаб иш кўриш керак
- 中国语文 - Ma Jian : 他治理自天至地的事物,然后那事物在一日之内上升到他那里,那一日的长度,是你们所计算的一千年。
- Melayu - Basmeih : Allah mentadbirkan makhlukmakhlukNya; bagi melaksanakan tadbirNya itu Ia menurunkan segala sebab dan peraturan dari langit ke bumi; kemudian diangkat naik kepada pengetahuanNya segala yang berlaku dari perlaksanaan tadbirNya itu untuk dihakimiNya pada suatu masa yang dirasai oleh orangorang yang bersalah banyak bilangan tahunnya menurut hitungan masa kamu yang biasa
- Somali - Abduh : amarka Eebaa ka maamula Samada xagga Dhulka markaasaa amarkaasi xagga Eebe u koraa Maalin qadarkeedu yahay Kun sano oo waxaad tirinaysaana
- Hausa - Gumi : Yanã shirya al'amari daga sama zuwa ga ƙasã sa'an nan ya tãka zuwa gare Shi a cikin yini wanda gwargwadonsa shẽkaru dubu ne ga abin da kuke lissafãwa
- Swahili - Al-Barwani : Anapitisha mambo yote yalio baina mbingu na ardhi kisha yanapanda kwake kwa siku ambayo kipimo chake ni miaka elfu kwa mnavyo hisabu nyinyi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai i udhëheq të gjitha gjërat prej qiellit deri në Tokë e atëherë kthehen tek Ai në ditën gjatësia e së cilës është një mijë vjet sipas llogaritjes suaj në këtë Botë
- فارسى - آیتی : كار را از آسمان تا زمين سامان مىدهد. سپس در روزى كه مقدار آن هزار سال است -چنان كه مىشماريد- به سوى او بالا مىرود.
- tajeki - Оятӣ : Корро аз осмон то замин сомон медиҳад. Сипас дар рӯзе, ки, миқдори он ҳазор сол аст, чунон ки мешуморед, ба сӯи Ӯ боло меравед.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ئاسماندىن زېمىنغىچە بولغان (مەخلۇقاتىنىڭ) ئىشلىرىنى ئىدارە قىلىپ تۇرىدۇ، ئاندىن ئۇ ئىشلار ئۇزۇنلۇقى سىلەر ساناۋاتقان مىڭ يىلدەك كېلىدىغان بىر كۈندە اﷲ نىڭ دەرگاھىغا ئۆرلەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആകാശം മുതല് ഭൂമിവരെയുള്ള സകല സംഗതികളെയും അവന് നിയന്ത്രിക്കുന്നു. പിന്നീട് ഒരുനാള് ഇക്കാര്യം അവങ്കലേക്കുയര്ന്നുപോകുന്നു. നിങ്ങള് എണ്ണുന്ന ഒരായിരം കൊല്ലത്തിന്റെ ദൈര്ഘ്യമുണ്ട് ആ നാളിന്.
- عربى - التفسير الميسر : يدبر الله تعالى امر المخلوقات من السماء الى الارض ثم يصعد ذلك الامر والتدبير الى الله في يوم مقداره الف سنه من ايام الدنيا التي تعدونها
*9) That is, "The events of a thousand years of your history are a day's work for AIlah." He entrusts His scheme of work to the "angels of destiny", who submit their report of work before Him and receive orders for the scheme of the next day (whose length according to your calculation would be a thousand years). "This thing has been expressed at two other places also in the Qur'an, the study of which can help to understand it fully well. The disbelievers of Arabia said, "Muhammad (upon whom be Allah's peace) claimed to be a Prophet many years ago. He has warned us again and again that if we did not accept his message and rejected his invitation, we would be seized by Allah's torment. He has been repeating this threat since many years, but the torment has not overtaken us, although we have denied and rejected him clearly over and over again. Had his threats any substance in them, we would have been seized in the torment long ago " In this connection, in Surah AI-Hajj Allah says: "These people are demanding of you to hasten the chastisement. Allah will never fail to fulfil His threat, but a day with your Lord is equal to a thousand years as you reckon." (v. 47) In Surah AI-Ma'arij (vv. 1-7), it has been said: "An asker has asked for a torment, (the torment) which must befall the disbelievers. There is none to avert it. It is from that God Who is the Owner of the Steps of Ascent. The angels and the Spirit ascend to His Presence in a day whose measure is fifty thousand years. So, have patience, O Prophet, a graceful patience! They think it is far off, but We see it near at hand. " What is meant to be impressed in these verses is this: Allah's decrees are not passed and enforced in the history of mankind according to the earthly watches and calendars. When a nation is warned that if it adopted such and such an attitude in life, it would meet with such and such an end, the people would be foolish if from this they understood that the predicted consequences would follow their evil acts and deeds immediately. Not to speak of days and months and years, the occurrence of the results may even take centuries.