- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَوْ شِئْنَا لَءَاتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَىٰهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين
- عربى - التفسير الميسر : ولو شئنا لآتينا هؤلاء المشركين بالله رشدهم وتوفيقهم للإيمان، ولكن حق القول مني ووجب لأملأنَّ جهنم من أهل الكفر والمعاصي، من الجِنَّة والناس أجمعين؛ وذلك لاختيارهم الضلالة على الهدى.
- السعدى : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
وكل هذا بقضاء اللّه وقدره، حيث خلى بينهم وبين الكفر والمعاصي، فلهذا قال: { وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } أي: لهدينا الناس كلهم، وجمعناهم على الهدى، فمشيئتنا صالحة لذلك، ولكن الحكمة، تأبى أن يكونوا كلهم على الهدى، ولهذا قال: { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي } أي: وجب، وثبت ثبوتًا لا تغير فيه.
{ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } فهذا الوعد، لا بد منه، ولا محيد عنه، فلا بد من تقرير أسبابه من الكفر والمعاصي.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
ولكن هذا الإِيقان والاعتراف منهم ، قد جاء فى غير أوانه ، ولذا لا يقبله - سبحانه - منهم ، ولذا عقب - سبحانه - على ما قالوه بقوله : ( وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا . . . ) . أى : ولو شئنا أن نؤتى كل نفس رشدها وهداها وتوفيقها إلى الإِيمان ، لفعلنا ، لأن إرادتنا نافذة ، وقدرتنا لا يعجزها شئ .
( ولكن حَقَّ القول مِنِّي ) آى : ولكن ثبت وتحقق قولى .
( لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة ) أى من الجن وسموا بذلك لاستتارهم عن الأنظار .
ومن ( الناس أَجْمَعِينَ ) بسبب فسوقهم عن أمرنا ، وتكذيبهم لرسلنا .
فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن قدرة الله - تعالى - لا يعجزها شئ ، إلا أن حكمته - سبحانه - قد اقتضت أن الذين سبق فى علمه أنهم يؤثرون الضلالة على الهداية ، لسوء استعدادهم ، يكون مصيرهم إلى لانار ، وأما الذين آثروا الهداية على الضلالة لنقاء نفوسهم ، وكمال استعدادهم ، فيكون مصيرهم إلى جنة عرضها السماوات والأرض .
كما أن حكمته - سبحانه - قد اقتضت أن يميز الإِنسان على غيره ، بأن يجعل له طبيعة خاصة يملك معها اختيار طريق الهدى أو طريق الضلال . كما قال - تعالى - ( إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) .
- البغوى : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) رشدها وتوفيقها للإيمان ( ولكن حق ) وجب ( القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) وهو قوله لإبليس : " لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين " ( ص - 85 ) . ثم يقال لأهل النار - وقال مقاتل : إذا دخلوا النار قالت لهم الخزنة - :
- ابن كثير : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
وقال هاهنا ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) ، كما قال تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) [ يونس : 99 ] .
( ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) أي : من الصنفين ، فدارهم النار لا محيد لهم عنها ولا محيص لهم منها ، نعوذ بالله وكلماته التامة من ذلك .
- القرطبى : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
قوله تعالى : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين .
قال محمد بن كعب القرظي : لما قالوا : ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون رد عليهم بقوله : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها يقول : لو شئت لهديت الناس جميعا فلم يختلف منهم أحد ولكن حق القول مني الآية ; ذكره ابن المبارك في ( رقائقه ) في حديث طويل . وقد ذكرناه في ( التذكرة ) . النحاس : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها في معناه قولان : أحدهما : أنه في الدنيا . والآخر : أن سياق الكلام يدل على أنه في الآخرة ; أي لو شئنا لرددناهم إلى الدنيا والمحنة كما سألوا ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين أي حق القول مني لأعذبن من عصاني بنار جهنم . وعلم الله تبارك وتعالى أنه لو ردهم لعادوا ; كما قال تعالى : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه .
وهذه الهداية معناها خلق المعرفة في القلب . وتأويل المعتزلة : ولو شئنا لأكرهناهم على الهداية بإظهار الآيات الهائلة ، لكن لا يحسن منه فعله ; لأنه ينقض الغرض المجرى بالتكليف إليه وهو الثواب الذي لا يستحق إلا بما يفعله المكلف باختياره . وقالت الإمامية في تأويلها : إنه يجوز أن يريد هداها إلى طريق الجنة في الآخرة ولم يعاقب أحدا ، لكن حق القول منه أنه يملأ جهنم ، فلا يجب على الله تعالى عندنا هداية الكل إليها ; قالوا : بل الواجب هداية المعصومين ، فأما من له ذنب فجائز هدايته إلى النار جزاء على أفعاله . وفي جواز ذلك منع ; لقطعهم على أن المراد هداها إلى الإيمان . وقد تكلم العلماء عليهم في هذين التأويلين بما فيه كفاية في أصول الدين . وأقرب ما لهم في الجواب أن يقال : فقد بطل عندنا وعندكم أن يهديهم الله سبحانه على طريق الإلجاء والإجبار والإكراه ، فصار يؤدي ذلك إلى مذهب الجبرية ، وهو مذهب رذل عندنا وعندكم ، فلم يبق إلا أن المهتدين من المؤمنين إنما هداهم الله تعالى إلى الإيمان والطاعة على طريق الاختيار حتى يصح التكليف فمن شاء آمن وأطاع اختيارا لا جبرا ; قال الله تعالى : لمن شاء منكم أن يستقيم ، وقال : فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا . ثم عقب هاتين الآيتين بقوله تعالى : وما تشاءون إلا أن يشاء الله . فوقع إيمان المؤمنين بمشيئتهم ، ونفى أن يشاءوا إلا أن يشاء الله ; ولهذا فرطت المجبرة لما رأوا أن هدايتهم إلى الإيمان معلق بمشيئة الله تعالى ، فقالوا : الخلق مجبورون في طاعتهم كلها ، التفاتا إلى قوله : وما تشاءون إلا أن يشاء الله . وفرطت القدرية لما رأوا أن هدايتهم إلى الإيمان معلق بمشيئة العباد ، فقالوا : الخلق خالقون لأفعالهم ، التفاتا منهم إلى قوله تعالى : لمن شاء منكم أن يستقيم . ومذهبنا هو الاقتصاد في الاعتقاد ; وهو مذهب بين مذهبي المجبرة والقدرية ; وخير الأمور أوساطها . وذلك أن أهل الحق قالوا : نحن نفرق بين ما اضطررنا إليه وبين ما اخترناه ، وهو أنا ندرك تفرقة بين حركة الارتعاش الواقعة في يد الإنسان بغير محاولته وإرادته ولا مقرونة بقدرته ، وبين حركة الاختيار إذا حرك يده حركة مماثلة لحركة الارتعاش ; ومن لا يفرق بين الحركتين : حركة الارتعاش وحركة الاختيار ، وهما موجودتان في ذاته ومحسوستان في يده بمشاهدته وإدراك حاسته - فهو معتوه في عقله ومختل في حسه ، وخارج من حزب العقلاء . وهذا هو الحق المبين ، وهو طريق بين طريقي الإفراط والتفريط .
كلا طرفي قصد الأمور ذميم ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد
وبهذا الاعتبار اختار أهل النظر من العلماء أن سموا هذه المنزلة بين المنزلتين كسبا ، وأخذوا هذه التسمية من كتاب الله العزيز ، وهو قوله سبحانه : لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت .
- الطبرى : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)
يقول تعالى ذكره: (وَلَوْ شِئْنَا) يا محمد (لآتَيْنَا) هؤلاء المشركين بالله من قومك وغيرهم من أهل الكفر بالله (هُدَاهَا) يعني: رشدها وتوفيقها للإيمان بالله (وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مني) يقول: وجب العذاب مني لهم، وقوله: (لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ منَ الجِنَّة والنَّاسِ أجمَعِينَ) يعني: من أهل المعاصي والكفر بالله منهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة (وَلَوْ شِئْنا لآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) قال: لو شاء الله لهدى الناس جميعا، لو شاء الله لأنـزل عليهم من السماء آية، فظلت أعناقهم لها خاضعين، (وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي) حقّ القول عليهم.
- ابن عاشور : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)
اعتراض بين القول المقدر قبل قوله { ربنا أبصَرْنا وسمِعنا } [ السجدة : 12 ] وبين الجواب عنه بقوله { فذوقوا بما نَسِيتم } [ السجدة : 14 ] فالواو التي في صدر الجملة اعتراضية ، وهي من قبيل واو الحال .
ومفعول فعل المشيئة محذوف على ما هو الغالب في فعل المشيئة الواقع شرطاً استغناء عن المفعول بما يدل عليه جواب الشرط . والمعنى : لو شئنا لجبلنا كل نفس على الانسياق إلى الهدى بدون اختيار كما جبلت العجماوات على ما ألهمت إليه من نظام حياة أنواعها فلكانت النفوس غير محتاجة إلى النظر في الهدى وضده ، ولا إلى دعوة من الله إلى طريق الهدى ، ولكن الله لما أراد أن يَكل إلى نوع الإنسان تعمير هذا العالم ، وأن يجعله عنواناً لعلمه وحكمته ، وأن يفضله على جميع الأنواع والأجناس العامرة لهذا العالم؛ اقتضى لتحقيق هذه الحكمة أن يخلق في الإنسان عقلاً يدرك به النفعَ والضرّ ، والكمال والنقص ، والصلاح والفساد ، والتعمير والتخريب ، وتنكشف له بالتدبر عواقب الأعمال المشتبهة والمموّهة بحيث يكون له اختيار ما يصدر عنه من أجناس وأنواع الأفعال التي هي في مكنته بإرادة تتوجه إلى الشيء وضده ، وخلق فيه من أسباب العمل وآلاته من الجوارح والأعضاء إذا كانت سليمة فكان بذلك مستطيعاً لأن يعمل وأن لا يعمل على وفاق ميله واختياره وكسبه . وهذا المعنى هو الذي سماه الأشعري بالكسب وبالاستطاعة وتكفل له بإعانته على ما خُلق له من الإدراك يدعوه إلى ما يريده الله منه من الهدى والصلاح في هذا العالم بواسطة رسل من نوعه يبلغون إليه مراد ربهم فطرهم على الصفات الملكية وجعلهم وسائط بينه وبين الناس في إبلاغ مراد ربهم إليهم . ووعده الناس بالجزاء على فعل الخير وفعل الشر بما فيه باعث على الخير ورادع عن الشر .
وقد أراد الله أن يفضل هذا النوع بأن يجعل منه عُمّاراً لعالم الكمال الخالد عالم الروحانيات فجعل لأهل الكمال الديني مراتب سامية متفاوتة في عالم الخلد على تفاوت نفوسهم في ميدان السبق إلى الكمالات ، وجعل أضداد هؤلاء عمّاراً لهُوة النقائص فملأ منهم تلك الهوة المسماة جهنم .
فهذا معنى قوله { ولكن حقّ القول منّي لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين } البالغ من الإيجاز مبلغ الإعجاز ، إذ حذف معظم ما أريد بحرف الاستدراك الوارد على قوله { ولو شئنا لآتينا كل نفس هُدَاها؛ } فإن مقتضى الاستدراك أن يقدر : ولكنا لم نشأ ذلك بل شئنا أن نخلق الناس مختارين بين طريقي الهدى والضلال ، ووضعنا لهم دواعي الرجاء والخوف ، وأريناهم وسائل النجاة والارتباك بالشرائع قال تعالى : { وهديناه النجدين } [ البلد : 10 ] أي : الطريقين ، وحققنا الأخبار عن الجزاءين بالوعد والوعيد بالجنة وجهنم فلأمْلأنّ جهنم بأهل الضلال من الجِنَّة والناس أجمعين ، فدخل هذا في قوله ( تعالى ) : { حَقّ القول منّي لأملأنّ جهنم من الجِنَّة والنَّاس أجْمَعين } بما يشبه دلالة الاقتضاء ، وقد أومأ إلى هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم
« إن الله خلق الجنة وخَلَق لها مِلأْها وخلق النار وخلق لها مِلأْها » . وإنما اختير الاقتصار في المنطوق به الدال على المحذوف على شق مصير أهل الضلال لأنه الأنسب بسياق الاعتراض إثْر كلام أهل الضلالة في يوم الجزاء ، ولأنه أظهر في تعلق مضمون جملة الاعتراض بمضمون اقتراحهم ، أي لو كان إرجاعهم إلى الدنيا ليعملوا الصالحات مقتضى لحكمتنا لكنا جبلناهم على الهدى في حياتهم الدنيا فكانوا يأتون الصالحات بالقَسر والإلجاء . فالمراد { القول } ما أوعد الله به أهل الشرك والضلال .
و { الجِنَّة : الجِنّ وهم الشياطين .
وجعل جمهور المفسرين قوله ولو شئنا لآتينا كلّ نفس هُدَاها }
إلى آخره جواباً موجهاً من قبل الله تعالى إلى المجرمين عن قولهم { ربّنا أبصرنا } [ السجدة : 12 ] الخ .ووجود الواو في أول هذا الكلام ينادي على أنه ليس جواباً لقول المشركين يومئذ فهم أقل من أن يجعلوا أهلاً لتلقي هذه الحكمة بل حقهم الإعراض عن جوابهم كما جاء في آية سورة المؤمنين ( 106 108 ) : { قالوا ربنا غَلَبَتْ علينا شقوتُنا وكنّا قوماً ضالّين ربنا أخرجنا منها فإنْ عدنا فإنّا ظالمون قال اخسأوا فيها ولا تُكَلّمون } ولأنه لا يلاقي سؤالهم لأنهم سألوا الرجوع ليعملوا صالحاً ولم يكن كلامهم اعتذاراً عن ضلالهم بأن الله لم يؤتهم الهدى في الحياة الدنيا ، وإنما هذا بيان من الله ساقه للرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين ليحيطوا علماً بدقائق الحكمة الربانية .
وعدل عن الإضافة حَقَّ القولُ مِني } فلم يقل : حقَّ قولي ، لأنه أريد الإشارة إلى قول معهود وهو ما في سورة ص ( 85 ) : { لأملأنّ جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } أي حق القول المعهود . واجتلبت { مِن } الابتدائية لتعظيم شأن هذا القول بأنه من الله . وعدل عن ضمير العظمة إلى ضمير النفس لإفادة الانفراد بالتصرف ولأنه الأصل ، مع ما في هذا الاختلاف من التفنن .
- إعراب القرآن : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
«وَلَوْ» الواو حرف استئناف «لَوْ» شرطية غير جازمة «شِئْنا» ماض وفاعله والجملة ابتدائية لا محل لها «لَآتَيْنا» اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها «كُلَّ نَفْسٍ» مفعول به مضاف إلى نفس «هُداها» مفعول به ثان «وَلكِنْ» مخففة من الثقيلة «حَقَّ الْقَوْلُ» ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «مِنِّي» حال «لَأَمْلَأَنَّ» اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل مستتر «جَهَنَّمَ» مفعول به والجملة جواب القسم لا محل لها «مِنَ الْجِنَّةِ» متعلقان بالفعل «وَالنَّاسِ» معطوف على الجنة «أَجْمَعِينَ» توكيد
- English - Sahih International : And if We had willed We could have given every soul its guidance but the word from Me will come into effect [that] "I will surely fill Hell with jinn and people all together
- English - Tafheem -Maududi : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(32:13) (They will be told): 'If We had so willed, We could have bestowed guidance on every person. *23 But the Word from Me that I will fill Hell with men and jinn, *24 all together, has been fulfilled.
- Français - Hamidullah : Si Nous voulions Nous apporterions à chaque âme sa guidée Mais la parole venant de Moi doit être réalisée J'emplirai l'Enfer de djinns et d'hommes réunis
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn Wir gewollt hätten hätten Wir jeder Seele ihre Rechtleitung gegeben Aber nun ist das Wort von Mir unvermeidlich fällig geworden "Ganz gewiß werde Ich die Hölle mit den Ginn und den Menschen allesamt füllen"
- Spanish - Cortes : Si hubiéramos querido habríamos dirigido a cada uno Pero se ha realizado Mi sentencia ¡He de llenar la gehena de genios y de hombres de todos ellos
- Português - El Hayek : E se quiséssemos teríamos iluminado todo o ser porém a Minha sentença foi pronunciada; sabei que encherei o infernocom gênios e humanos todos juntos
- Россию - Кулиев : Если бы Мы пожелали то наставили бы на прямой путь каждого человека однако исполнится Слово Мое Я непременно заполню Геенну джиннами и людьми - всеми вместе
- Кулиев -ас-Саади : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
Если бы Мы пожелали, то наставили бы на прямой путь каждого человека, однако исполнится Слово Мое: «Я непременно заполню Геенну джиннами и людьми - всеми вместе!»Аллах может наставить всех людей на прямой путь, однако божественная мудрость подсказывает, что среди людей должны быть такие, которые не следуют прямым путем. Вот почему Аллах обещал наполнить Преисподнюю джиннами и людьми. Это обещание правдиво и непременно исполнится. А для того, чтобы оно исполнилось, должны быть джинны и люди, которые исповедуют неверие и совершают грехи.
- Turkish - Diyanet Isleri : Biz dilesek herkese hidayet verirdik fakat cehennemi tamamen cin ve insanlarla dolduracağıma dair Benden söz çıkmıştır
- Italiano - Piccardo : “Se avessimo voluto avremmo dato ad ogni anima la sua direzione; si è invece compiuta la mia sentenza riempirò l'Inferno di uomini e di dèmoni insieme"
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان ئهگهر بمانوویستایه ههموو کهسێکمان هیدایهت و ڕێنموویی دهکرد بهناچاری و بهبێ ویستی خۆیان بهڵام بڕیاری من ئهوهیه که ئادهمیزاد و پهریهکان سهربهست و سهرپشك و ئازاد بکهم سهرئهنجامیش ههر دۆزهخ پڕ دهکهم له پهریهکان و له خهڵکی تێکرا لهوانهی بڕوایان به خواو پێغهمبهرهکانی نهبوو
- اردو - جالندربرى : اور اگر ہم چاہتے تو ہر شخص کو ہدایت دے دیتے۔ لیکن میری طرف سے یہ بات قرار پاچکی ہے کہ میں دوزخ کو جنوں اور انسانوں سب سے بھردوں گا
- Bosanski - Korkut : A kad bismo htjeli svakog čovjeka bismo na Pravi put uputili ali Ja sam već istinu rekao "Napuniću zaista Džehennem džinima i ljudima zajedno"
- Swedish - Bernström : Om Vi hade velat kunde Vi ha väglett varje människa men [detta var inte Vår vilja och] så bekräftas Mitt ord "Jag skall sannerligen fylla helvetet med osynliga väsen och människor alla tillsammantagna"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan kalau Kami menghendaki niscaya Kami akan berikan kepada tiaptiap jiwa petunjuk akan tetapi telah tetaplah perkataan dari padaKu "Sesungguhnya akan Aku penuhi neraka jahannam itu dengan jin dan manusia bersamasama"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
(Dan kalau Kami menghendaki niscaya Kami akan berikan kepada tiap-tiap jiwa petunjuk baginya) sehingga ia memperoleh petunjuk untuk beriman dan mengerjakan ketaatan atas kemauan sendiri (akan tetapi telah tetaplah perkataan daripada-Ku) yaitu, ("Sesungguhnya akan Aku penuhi neraka Jahanam itu dengan jin) maksudnya bangsa jin (dan manusia semuanya) malaikat penjaga neraka mengatakan kepada mereka jika mereka dimasukkan ke dalamnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি ইচ্ছা করলে প্রত্যেককে সঠিক দিক নির্দেশ দিতাম; কিন্তু আমার এ উক্তি অবধারিত সত্য যে আমি জিন ও মানব সকলকে দিয়ে অবশ্যই জাহান্নাম পূর্ণ করব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் நாம் நாடியிருந்தால் ஒவ்வோர் ஆத்மாவுக்கும் அதற்குரிய நேர்வழியை நாம் கொடுத்திருப்போம்; ஆனால் "நான் நிச்சயமாக நரகத்தை ஜின்களையும் தீய மனிதர்களையும் ஆகிய யாவரையும் கொண்டு நிரப்புவேன்" என்று என்னிடமிருந்து முன்னரே வாக்கு வந்துள்ளது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และถ้าเราประสงค์ แน่นอนเราจะทำให้ทุกชีวิตสู่แนวทางที่ถูกต้องของมัน แต่ว่าคำสัญญาของข้าจะต้องสมจริง แน่นอนข้าจะให้นรกเต็มไปด้วยญินและมนุษย์รวมทั้งหมด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар хоҳлаганимизда ҳар бир жонга ўз ҳидоятини берар эдик Лекин мендан Албатта жаҳаннамни жинлар ва одамларни жамлаб тўлдираман деган сўз ҳақ бўлди Ҳа бу иш Аллоҳ таоло учун осон эди Аллоҳ инсонни айрича табиат билан яратди Унга ақл берди Ирода берди Истак берди Шаҳват берди Пайғамбар юбориб китоб нозил қилди Ҳидоят ва залолат йўлини кўрсатди Бу дунёдаги вазифасини тушунтирди Одамлар ва жинлар ичидан кофирликни осийликни танлаганларини қўшиб жаҳаннамга ташлаб улар билан уни албатта тўлдираман деган сўзим бор эди шу ҳақ бўлди
- 中国语文 - Ma Jian : 假若我意欲,必以向导赋予每个人,但从我发出的判词已确定了,我必以精灵和人类一起填满火狱。
- Melayu - Basmeih : Dan bagi menolak rayuan itu Allah Taala berfirman "Kalaulah Kami telah tetapkan persediaan memberikan hidayah petunjuk untuk beriman dan beramal soleh kepada tiaptiap seorang dengan ketiadaan usaha dari masingmasing nescaya Kami berikan kepada tiaptiap seorang akan hidayah petunjuknya sebelum masingmasing meninggal dunia supaya tidak terkena azab di akhirat; tetapi telah tetap hukuman seksa dariKu ` Demi sesungguhnya Aku akan memenuhi neraka Jahannam dengan semua jin dan manusia yang pada masa hidupnya tidak berusaha untuk beriman dan beramal soleh"
- Somali - Abduh : haddaan doono waxaan siin lahayn ku toosin lahayn Nafkasta hanuunkeeda hase yeeshee waxaa hormaray Hadalkaygii in laga buuxin Jahannamo Jinno iyo Insi dhammaan
- Hausa - Gumi : Kuma dã Mun so dã Mun bai wa kõwane rai shiriyarsa to amma magana ta tabbata daga gare Ni Lalle ne Inã cika Jahannama daga aljannu da mutãne gabã ɗaya
- Swahili - Al-Barwani : Na lau tungeli taka tunge mpa kila mtu uwongofu wake Lakini imekwisha kuwa kauli iliyo toka kwangu Kwa yakini nitaijaza Jahannamu kwa wote hawa majini na watu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E sikur Ne të donim do t’ia jepnim çdo personi udhëzimin e tij por kjo është fjala Ime e vërtetë “Me të vërtetë do ta mbush xhehennemin me xhindë dhe njerëz bashkërisht”
- فارسى - آیتی : اگر مىخواستيم، هدايت هر كس را به او ارزانى مىداشتيم. ولى وعده من كه جهنم را از همه جنيان و آدميان پر مىكنم، حق است.
- tajeki - Оятӣ : Агар мехостем, ҳидояти ҳар касро ба ӯ ато мекардем, вале ваъдаи Ман, ки ҷаҳаннамро аз ҳаман ҷинниёну одамиён пур мекунам, ҳақ аст.
- Uyghur - محمد صالح : ئەگەر بىز خالىساق، ھەر بىر كىشىگە ئەلۋەتتە ھىدايەت بېرەتتۇق، لېكىن مېنىڭ (گۇناھكارلارنى ئازاب قىلىشتىن ئىبارەت) ھۆكمىم بېكىپ كەتتى. مەن چوقۇم جىنلار ۋە ئىنسانلار (يەنى ئۇلارنىڭ گۇناھكارلىرى) - ھەممىسى بىلەن جەھەننەمنى تولدۇرىمەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം ഇച്ഛിച്ചിരുന്നെങ്കില് നേരത്തെ തന്നെ എല്ലാ ഓരോരുത്തര്ക്കും നേര്വഴി കാണിച്ചുകൊടുക്കുമായിരുന്നു. എന്നാല് നമ്മില് നിന്നുണ്ടായ പ്രഖ്യാപനം യാഥാര്ഥ്യമായിത്തീര്ന്നിരിക്കുന്നു. “ജിന്നുകളാലും മനുഷ്യരാലും ഞാന് നരകത്തെ നിറയ്ക്കുകതന്നെ ചെയ്യു”മെന്ന പ്രഖ്യാപനം.
- عربى - التفسير الميسر : ولو شئنا لاتينا هولاء المشركين بالله رشدهم وتوفيقهم للايمان ولكن حق القول مني ووجب لاملان جهنم من اهل الكفر والمعاصي من الجنه والناس اجمعين وذلك لاختيارهم الضلاله على الهدى
*23) That is, "Had it been Our will w give guidance to the people after having made them observe and experience the reality, We would not have brought you here after making you undergo this hard test in the world. We could have given you such guidance even before. But We had a different scheme for you from the very beginning. We wanted to test you by keeping the reality hidden from your eyes and senses in order to see whether you could recognize it by your intellect after perceiving its signs in the universe and in your own selves or not, whether you could take advantage of the help that We provided to you through Our Prophets and Our Books to recognize the reality or not, and whether after knowing the reality you could attain such control over your self or not that you should free yourselves from the service of your desires and lusts and believe in the reality and mend your ways and attitudes accordingly. You have failed in this test. Now setting the same test once again will be useless. If the second test is set in a condition when you remember everything that you have seen and heard here, it will be no test at all. And if, like before, you arc given re-birth in the world, while you do not remember anything and the reality is kept hidden from you, and you are set the test once again as before the result will not be, any different. " (For further explanation, sec Al-Baqarah: 210, Al-An`am: 7-9, 27-28, 158; Yunus: 19; AI-Mu'minun: 99-100).
*24) The allusion is to what Allah had said, addressing Satan, at the creation of Adam: In vv. 69-88 of Surah Sad the whole story of that time has been related. When Satan refused to prostrate himself before Adam and asked for respite till Resurrection in order to seduce mankind, Allah had replied: "The truth is this, and the truth only I speak, that I shall fill Hell with you and all those who follow you from among mankind. " The word ajma'in (all together) here does not mean that alI jinns and all men will be cast into Hell, but it means that the satans and the men who follow them, will be cast into Hell all together.