- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لَءَاتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلَّا يَسِيرًا
- عربى - نصوص الآيات : ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا
- عربى - التفسير الميسر : ولو دخل جيش الأحزاب "المدينة" من جوانبها، ثم سئل هؤلاء المنافقون الشرك بالله والرجوع عن الإسلام، لأجابوا إلى ذلك مبادرين، وما تأخروا عن الشرك إلا يسيرًا.
- السعدى : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ } المدينة { مِنْ أَقْطَارِهَا } أي: لو دخل الكفار إليها من نواحيها، واستولوا عليها -لا كان ذلك- { ثُمَّ } سئل هؤلاء { الْفِتْنَة } أي: الانقلاب عن دينهم، والرجوع إلى دين المستولين المتغلبين { لَآتَوْهَا } أي: لأعطوها مبادرين.
{ وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا } أي: ليس لهم منعة ولا تَصلُّبٌ على الدين، بل بمجرد ما تكون الدولة للأعداء، يعطونهم ما طلبوا، ويوافقونهم على كفرهم، هذه حالهم.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
ثم بين - سبحانه - أن هؤلاء المنافقين جمعوا لأنفسهم كل نقيض ، فهم يسرعون إلى ما يؤذى المؤمنين ، ويبطئون عما ينفعهم ، فقال - تعالى - : ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ الفتنة لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً ) .
والضمير فى قوله - تعالى - ( دُخِلَتْ ) للبيوت أو للمدينة . وفاعل الدخول من يدخل هذه البيوت أو المدينة من أهل الكفر والفاسد . وأسند - سبحانه - الدخول إلى بيوتهم ، للإِشعار بأن الأعداء يدخلونها وهم قابعون فيها .
والأقطار : جمع قطر بمعنى الناحية والجانب والجهة .
والمراد بالفتنة هنا ، الردة عن الإِسلام أو قتال الملسمين .
وقوله ( لآتَوْهَا ) قرأه الجمهور بالمد بمعنى لأعطوها . وقرأه نافع وابن كثير ( لآتَوْهَا ) بالقصر ، بمعنى لجاءوها وفعلوها والتلبث : الإِبطاء والتأخر .
والمعنى إن هؤلاء المنافقين الذين يزعمون أن بيوتهم عورة ، هم كاذبون فى زعمهم ، وهم أصحاب نيات خبيثة ، ونفوس عارية عن كل خير .
والدليل على ذلك ، أن بيوتهم هذه التى يزعمون أنها عورة ، لو اقتحمها عليهم مقتحم من المشركين وهم قابعون فيها ، ثم طلب منهم أن ينضم إليهم فى مقاتلة المسلمين ، لسارعوا إلى تلبية طلبه ، ولكانوا مطيعين له كل الطاعة ، وما تأخروا عن تلبية طلبه إلا لمدة قليلة ، يعدون العدة خلالها لقتالكم - أيها المسلمون - وللانسلاخ عن كل رابطة تربطكم بهم . لأن عقيدتهم واهنة ، ونفوسهم مريضة خائرة .
قال صاحب الكشاف : قوله : ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ ) أى : المدينة . وقيل : بيوتهم . من قولك : دخلت على فلان داره ( مِّنْ أَقْطَارِهَا ) أى . من جوانبها . يريد : ولو دخلت هذه العساكر المتحزبة - التى يفرون منها - مدينتهم من نواحيها كلها وانثالت على أهاليهم .
وألادهم ناهبين سابين ، ثم سئلوا عند ذلك الفزع وتلك الرجفة ، ( الفتنة ) أى : الردة والرجعة إلى الكفر ، ومقاتلة المسلمين ، لأتوها ، أى : لجاءوها ولفعلوها . وقرئ . لأتوها أى لأعطوها ( وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً ) ريثما يكون السؤال والجواب من غير توقف . أو ما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم إلا يسيرا ، فإن الله يهلهكم .
- البغوى : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
( ولو دخلت عليهم ) أي : لو دخلت عليهم المدينة ، يعني هؤلاء الجيوش الذين يريدون قتالهم ، وهم الأحزاب ) ( من أقطارها ) جوانبها ونواحيها جمع قطر ) ( ثم سئلوا الفتنة ) أي : الشرك . ) ( لآتوها ) لأعطوها ، وقرأ أهل الحجاز لأتوها مقصورا ، أي : لجاؤوها وفعلوها ورجعوا عن الإسلام ) ( وما تلبثوا بها ) أي : ما احتبسوا عن الفتنة ) ( إلا يسيرا ) ولأسرعوا الإجابة إلى الشرك طيبة به أنفسهم ، هذا قول أكثر المفسرين .
- ابن كثير : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
يخبر تعالى عن هؤلاء الذين ( يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) : أنهم لو دخل عليهم الأعداء من كل جانب من جوانب المدينة ، وقطر من أقطارها ، ثم سئلوا الفتنة ، وهي الدخول في الكفر ، لكفروا سريعا ، وهم لا يحافظون على الإيمان ، ولا يستمسكون به مع أدنى خوف وفزع .
هكذا فسرها قتادة ، وعبد الرحمن بن زيد ، وابن جرير ، وهذا ذم لهم في غاية الذم .
- القرطبى : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
قوله تعالى : ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا .
ولو دخلت عليهم من أقطارها وهي البيوت أو المدينة ; أي من نواحيها وجوانبها ، الواحد قطر ، وهو الجانب والناحية . وكذلك القتر لغة في القطر . ثم سئلوا الفتنة لآتوها أي لجاءوها ; هذا على قراءة نافع وابن كثير بالقصر . وقرأ الباقون بالمد ; أي لأعطوها من أنفسهم ، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم . وقد جاء في الحديث : أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعذبون في الله ويسألون الشرك ، فكل أعطى ما سألوه إلا بلالا . وفيه دليل على قراءة المد ، من الإعطاء . ويدل على قراءة القصر قوله : ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار ; فهذا يدل على لآتوها مقصورا . وفي الفتنة هنا وجهان : أحدهما : سئلوا القتال في العصبية لأسرعوا إليه ; قاله الضحاك . الثاني : ثم سئلوا الشرك لأجابوا إليه مسرعين ; قاله الحسن . وما تلبثوا بها ؛ أي بالمدينة بعد إعطاء الكفر إلا قليلا حتى يهلكوا ; قاله السدي والقتبي والحسن والفراء . وقال أكثر المفسرين : أي وما احتبسوا عن فتنة الشرك إلا قليلا ولأجابوا بالشرك مسرعين ; وذلك لضعف نياتهم ولفرط نفاقهم ; فلو اختلطت بهم الأحزاب لأظهروا الكفر .
- الطبرى : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
وقوله: (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِها) يقول: ولو دخلت المدينة على هؤلاء القائلين (إنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) من أقطارها، يعني: من جوانبها ونواحيها، واحدها: قطر، وفيها لغة أخرى: قُتر، وأقتار، ومنه قول الراجز:
إنْ شِـــئْتَ أنْ تــدهن أو تمــرا
فَــــوَلِّهِنَّ قُـــتْرَكَ الأشَـــرَّا (15)
وقوله: (ثُمَّ سُئِلوا الفِتْنَةَ) يقول: ثم سئلوا الرجوع من الإيمان إلى الشرك (لآتَوْها) يقول: لفعلوا ورجعوا عن الإسلام وأشركوا. وقوله: (وَما تَلَبَّثُوا بها إلا يَسِيرًا) يقول: وما احتبسوا عن إجابتهم إلى الشرك إلا يسيرا قليلا ولأسرعوا إلى ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ) أي: لو دخل عليهم من نواحي المدينة (ثُمَّ سُئِلُوا الفِتْنَةَ) : أي: الشرك (لآتَوْها) يقول: لأعطوها.(وَما تَلَبَّثُوا بِها إلا يَسِيرًا) يقول: إلا أعطوه طيبة به أنفسهم ما يحتبسونه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ) يقول: لو دخلت المدينة عليهم من نواحيها(ثُمَّ سُئِلُوا الفِتْنَةَ لآتوْهَا) سئلوا أن يكفروا لكفروا. قال: وهؤلاء المنافقون لو دخلت عليهم الجيوش، والذين يريدون قتالهم، ثم سئلوا أن يكفروا لكفروا. قال: والفتنة: الكفر، وهي التي يقول الله: (الفِتْنَةُ أشَدُّ مِنَ القَتْلِ) أي: الكفر. يقول: يحملهم الخوف منهم، وخبث الفتنة التي هم عليها من النفاق على أن يكفروا به.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (لآتَوْها) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة وبعض قرّاء مكة: (لأتَوْها) بقصر الألف، بمعنى جاءوها. وقرأه بعض المكيين وعامة قرّاء الكوفة والبصرة: (لآتَوْها) بمدّ الألف، بمعنى: لأعطوها، لقوله: (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ). وقالوا: إذا كان سؤال كان إعطاء. والمدّ أعجب القراءتين إليّ لما ذكرت، وإن كانت الأخرى جائزة.
--------------------
الهوامش :
(14) البيت لعباس بن مرداس، وقد سبق الاستشهاد به في (20 : 66) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (الورقة 193 - ب): عند تفسير قوله تعالى: (لا مقام لكم): مفتوحة الأولى. ومجازها: لا مكان لكم تقومون فيه. ومنه قوله: "فإني ما وأيك كان شرا ... " البيت.
(15) البيتان من مشطور الرجز. ولم أقف على قائلهما. والشاهد فيهما في قوله: "قترك" بضم فسكون بمعنى القطر، وهو الجانب والناحية. قال أبو عبيدة: "من أقطارها" أي من جوانبها ونواحيها. وواحدها قطر، وفي "اللسان: قتر" القتر: بضم فسكون، والفتر: بضمتين: الناحية والجانب لغة: في القطر، وهي: الأقتار. ا هـ. وفي (اللسان: قطر)، وفي التنزيل العزيز: (من أقطار السماوات والأرض): أقطارها: نواحيها: واحدها قطر، وكذلك أقتراها، واحدها قتر. ا هـ.
- ابن عاشور : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)
موقع هذه الآية زيادة تقرير لمضمون جملة { وما هي بعورة إنْ يريدون إلا فراراً } [ الأحزاب : 13 ] فإنها لتكذيبهم في إظهارهم التخوف على بيوتهم ، ومرادهم خذل المسلمين . ولم أجد فيما رأيت من كلام المفسرين ولا من أهل اللغة مَن أفصَحَ عن معنى ( الدُخول ) في مثل هذه الآية وما ذكروا إلاّ معنى الولوج إلى المكان مثل ولوج البيوت أو المدن ، وهو الحقيقة . والذي أراه أن الدخول كثر إطلاقه على دخول خاص وهو اقتحام الجيش أو المغيرين أرضاً أو بلداً لغزْو أهله ، قال تعالى : { وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا } إلى قوله : { يا قوم ادخلوا الأرض المقدَّسة التي كتب الله لكم ولا ترتدُّوا على أدباركم } [ المائدة : 21 ] ، وأنه يُعدّى غالباً إلى المغزوِّين بحرف على . ومنه قوله تعالى : { قال رجلان من الذين يخافون أنعَمَ الله عليهما ادْخُلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } إلى قوله : { قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا } [ المائدة : 24 ] فإنه ما يصلح إلا معنى دخول القتال والحرب لقوله : { فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } لظهور أنه لا يراد : إذا دخلتم دخول ضيافة أو تَجول أو تجسس ، فيفهم من الدخول في مثل هذا المقام معنى الغزو والفتح كما نقول : عام دخول التتار بغداد ، ولذلك فالدخول في قوله : { ولو دُخِلت عليهم } هو دخول الغزو فيتعين أن يكون ضمير { دُخلت } عائداً إلى مدينة يثرب لا إلى البيوت من قولهم { إن بيوتنا عورة } [ الأحزاب : 13 ] ، والمعنى : لو غُزِيت المدينة من جوانبها الخ . . .
وقوله { عليهم } يتعلق ب { دُخلت } لأن بناء { دُخلت } للنائب مقتض فاعلاً محذوفاً . فالمراد : دخول الداخلين على أهل المدينة كما جاء على الأصل في قوله { ادخلوا عليهم الباب } في سورة العقود ( 23 ) .
والأقطار : جمع قُطر بضم القاف وسكون الطاء وهو الناحية من المكان . وإضافة ( أقطار ) وهو جمع تفيد العموم ، أي : من جميع جوانب المدينة وذلك أشد هجوم العدوّ على المدينة كقوله تعالى : { إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفلَ منكم } [ الأحزاب : 10 ] . وأسند فعل { دُخلت } إلى المجهول لظهور أن فاعل الدخول قوم غزاة . وقد أبدى المفسرون في كيفية نظم هذه الآية احتمالات متفاوتة في معاني الكلمات وفي حاصل المعنى المراد ، وأقربها ما قاله ابن عطية على غموض فيه ، ويليه ما في «الكشاف» . والذي ينبغي التفسير به أن تكون جملة { ولو دُخلت عليهم } في موضع الحال من ضمير { يريدون } [ الأحزاب : 13 ] أو من ضمير { وما هي بعورة } زيادة في تكذيب قولهم { إن بيوتنا عورة } [ الأحزاب : 13 ] .
والضمير المستتر في { دُخلت } عائد إلى المدينة لأن إضافة الأقطار يناسب المدن والمواطن ولا يناسب البيوت . فيصير المعنى : لو دَخَل الغزاة عليهم المدينة وهم قاطنون فيها .
و { ثم } للترتيب الرتبي ، وكان مقتضى الظاهر أن يعطف بالواو لا ب { ثم } لأن المذكور بعد { ثم } هنا داخل في فعل شرط { لو } ووارد عليه جوابها ، فعدل عن الواو إلى { ثم } للتنبيه على أن ما بعد { ثم } أهم من الذي قبلها كشأن { ثم } في عطف الجُمل ، أي : أنهم مع ذلك يأتون الفتنة ، و { الفتنة هي أن يفتنوا المسلمين ، أي : الكيد لهم وإلقاء التخاذل في جيش المسلمين . ومن المفسرين من فسَّر الفتنة بالشرك ولا وجه له ومنهم من فسرها بالقتال وهو بعيد .
والإتيان : القدوم إلى مكان . وقد أشعر هذا الفعل بأنهم يخرجون من المدينة التي كانوا فيها ليفتنوا المسلمين ، وضمير النصب في أتوها }
عائد إلى { الفتنة والمراد مكانها وهو مكان المسلمين ، أي لأتوا مكانها ومظنتها . وضمير بها } للفتنة ، والباء للتعدية .وجملة { وما تلبثوا بها } عطف على جملة { لأتوها } . والتلبُّث : اللبث ، أي : الاستقرار في المكان وهو هنا مستعار للإبطاء ، أي ما أبطأوا بالسعي في الفتنة ولا خافوا أن تؤخذ بيوتهم . والمعنى : لو دَخلت جيوش الأحزاب المدينة وبقي جيش المسلمين خارجها أي مثلاً لأن الكلام على الفرض والتقدير وسأل الجيشُ الداخلُ الفريقَ المستأذنين أن يُلقوا الفتنة في المسلمين بالتفريق والتخذيل لخرجوا لذلك القصد مُسرعين ولم يثبطهم الخوف على بيوتهم أن يدخلها اللصوص أو ينهبها الجيش : إما لأنهم آمنون من أن يلقَوا سوءاً من الجيش الداخل لأنهم أولياء له ومعاونون ، فهم منهم وإليهم ، وإما لأن كراهتهم الإسلام تجعلهم لا يكترثون بنهب بيوتهم .
والاستثناء في قوله { إلا يسيراً } يظهر أنه تهكم بهم فيكون المقصود تأكيد النفي بصورة الاستثناء . ويحتمل أنه على ظاهره ، أي إلا ريثما يتأملون فلا يطيلون التأمل فيكون المقصود من ذكره تأكيد قلة التلبّث ، فهذا هو التفسير المنسجم مع نظم القرآن أحسن انسجام .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر { لأتوها } بهمزة تليها مثناة فوقية ، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف { لآتوها } بألف بعد الهمزة على معنى : لأعطوها ، أي : لأعطوا الفتنة سائليها ، فإطلاق فعل { أتوها } مشاكلة لفعل { سُئِلوا } .
- إعراب القرآن : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
«وَ» الواو حرف استئناف «لَوْ» شرطية غير جازمة «دُخِلَتْ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل «مِنْ أَقْطارِها» متعلقان بمحذوف حال والجملة ابتدائية لا محل لها. «ثُمَّ» حرف عطف «سُئِلُوا» ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل «الْفِتْنَةَ» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها «لَآتَوْها» اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله ومفعوله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. «وَ» الواو حرف عطف «ما تَلَبَّثُوا» ما نافية وماض وفاعله «بِها» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. «إِلَّا» حرف حصر «يَسِيراً» صفة مفعول مطلق.
- English - Sahih International : And if they had been entered upon from all its [surrounding] regions and fitnah had been demanded of them they would have done it and not hesitated over it except briefly
- English - Tafheem -Maududi : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا(33:14) If the enemy were to enter the town from various directions, and they were summoned to act treacherously, *26 they would have succumbed to it and would have shown little reluctance in doing so.
- Français - Hamidullah : Et si une percée avait été faite sur eux par les flancs de la ville et qu'ensuite on leur avait demandé de renier leur foi ils auraient accepté certes et n'auraient guère tardé
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wäre man von ihren verschiedenen Bezirken her zu ihnen eingedrungen und wären sie dann aufgefordert worden der Versuchung nachzugeben sie hätten es begangen und sie hätten dabei nur kurze Zeit gezögert
- Spanish - Cortes : Si les hubieran entrado por sus arrabales y se les hubiera pedido que apostataran habrían aceptado casi sin demora
- Português - El Hayek : Porém se Madina houvesse sido invadida pelos seus flancos e se eles houvessem sido incitados à intriga têla iamaceito mesmo que não se houvessem deleitado com ela senão temporariamente
- Россию - Кулиев : Если бы они союзники вторглись в него со всех сторон и потребовали бы от них искушения отказаться от веры то они пошли бы на это и не стали бы медлить с этим разве что немного
- Кулиев -ас-Саади : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
Если бы они (союзники) вторглись в него со всех сторон и потребовали бы от них искушения (отказаться от веры), то они пошли бы на это и не стали бы медлить с этим, разве что немного.А если бы неверующие вторглись в Медину со всех сторон и захватили бы город, а затем потребовали бы от мусульман отречься от правой веры, то эти маловеры тотчас покорились бы их воле. Такие люди никогда не борются за свою веру и не отстаивают свои убеждения, потому что они лишены силы духа и готовы покориться любому повелению правителей и старейшин и даже согласиться с их неверием и многобожием.
- Turkish - Diyanet Isleri : Eğer Medine'nin etrafından üzerlerine varılmış olsa sonra da kendilerinden fitne çıkarmaları istense hemen buna girişip derhal yapmaktan geri kalmazlardı
- Italiano - Piccardo : Se fosse stata fatta un'incursione dai limiti esterni [della città] e se fosse stato chiesto loro di abiurare lo avrebbero fatto senza indugio
- كوردى - برهان محمد أمين : خۆ ئهگهر لهشکری دوژمنان لهچوارلای یثریبهو هبچونایهته سهریان لهوهو دوا داوای جهنگیان لێبکرایه دژی موسوڵمانان ئهوهدهچوون بهدهمییهوه تهنها کهمێك نهبێت وهڵامهکهیان دوانهدهخست
- اردو - جالندربرى : اور اگر فوجیں اطراف مدینہ سے ان پر ا داخل ہوں پھر ان سے خانہ جنگی کے لئے کہا جائے تو فورا کرنے لگیں اور اس کے لئے بہت ہی کم توقف کریں
- Bosanski - Korkut : A da su im sa raznih strana prodrli i da su potom od njih zatražili da opet postanu mnogobošci oni bi to ne dvoumeći se oko toga brzo učinili
- Swedish - Bernström : Och om [fienden] hade trängt in från alla håll [och besatt staden] och uppmanat dem att avsvära sig sin tro och göra uppror skulle de inte ha tvekat länge;
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kalau Yatsrib diserang dari segala penjuru kemudian diminta kepada mereka supaya murtad niscaya mereka mengerjakannya; dan mereka tiada akan bertangguh untuk murtad itu melainkan dalam waktu yang singkat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
(Kalau diserang) kota Madinah (dari segala penjuru) dari segala arahnya (kemudian diminta kepada mereka) yakni mereka diminta oleh orang-orang yang menyerang mereka (supaya murtad) supaya musyrik (niscaya mereka mengerjakannya) niscaya mereka menuruti kemauannya; lafal ayat ini huruf hamzahnya dapat dibaca panjang sehingga bacaannya menjadi la-aatauhaa dan dapat dibaca pendek sehingga bacaannya menjadi la-atauhaa (dan mereka tidak akan bertangguh untuk murtad itu melainkan dalam waktu yang singkat).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যদি শত্রুপক্ষ চতুর্দিক থেকে নগরে প্রবেশ করে তাদের সাথে মিলিত হত অতঃপর বিদ্রোহ করতে প্ররোচিত করত তবে তারা অবশ্যই বিদ্রোহ করত এবং তারা মোটেই বিলম্ব করত না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அதன் பல பாகங்களிலிருந்தும் அவர்கள் மீது படைகள் புகுத்தப்பட்டு குழப்பம் செய்யும்படி அவர்களிடம் கேட்கப் பட்டிருக்குமானால் நிச்சயமாக அவர்கள் அதை ஏற்று அவ்வாறே செய்து இருப்பார்கள்; அதை குழப்பத்தை சிறிது நேரமே தவிர தாமதப் படுத்த மாட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และถ้ามีการรุกรานมายังพวกเขาจากรอบนอกเมืองของมัน แล้วพวกเขาได้ถูกปลุกปั่นให้ก่อความไม่สงบ แน่นอน พวกเขาจะกระทำทันที และพวกเขาจะไม่ลังเลแม้แต่น้อย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар уларнинг устига у Мадинанинг ҳар тарафидан бостириб кирилса сўнгра улардан фитна талаб қилинса албатта уни қилурлар Ҳеч кечикмаслар Магар озгинагина Яъни ўша мунофиқ ва иймони заифларнинг устига душман Мадинанинг ҳар томонидан бостириб кириб фитнани –диндан қайтиш ва мусулмонларга қарши урушишни талаб этса дарҳол ўша ишни қилар эдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 假若这座城市被敌人四面攻破,而后敌军要求他们叛教,他们必定承诺。他们因此事只耽延片刻。
- Melayu - Basmeih : Dan kalaulah tempattempat kediaman mereka itu diserang oleh musuh dari segala penjurunya kemudian mereka diajak berpaling tadah menentang Islam sudah tentu mereka akan melakukannya dan mereka tidak bertangguh lagi tentang itu melainkan sebentar sahaja
- Somali - Abduh : Haddii loogu soo galo Magaalada dhan kasto markaas la warsado Gaalnimo way la imaan lahaayeen waxaan wax yar ahaynse kuma dhexnagaadeen
- Hausa - Gumi : Kuma dã an shige ta Madĩna a kansu daga sasanninta sa'an nan aka tambaye su fitina kãfirci lalle dã sun jẽ mata kuma dã ba su zauna a cikinta Madĩna ba fãce kaɗan
- Swahili - Al-Barwani : Na lau kuwa wangeli ingiliwa kwa pande zote kisha wakatakiwa kufanya khiana wangeli fanya na wasingeli sita ila kidogo tu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E sikur atyre t’u depërtonin nga anët e Jethribit e të kërkohet prej tyre që të bëhen idhujtarë ata do të bëheshin Por në të vetëm pak do të qëndronin
- فارسى - آیتی : و اگر از اطراف، خانههايشان را محاصره كنند و از آنها بخواهند كه مرتد شوند، مرتد خواهند شد و جز اندكى درنگ روانخواهند داشت.
- tajeki - Оятӣ : Ва агар аз атроф хонаҳояшонро муҳосира кунанд ва аз онҳо бихоханд, ки кофир шаванд, кофир хоҳанд шуд ва андаке ҳам мӯҳлат раво нахоҳанд гузаронд.
- Uyghur - محمد صالح : ئەگەر شەھەرگە تۆت تەرەپتىن ھۇجۇم قىلىپ كىرىلسە، ئاندىن ئۇلاردىن ئىمانىدىن قايتىش، مۇسۇلمانلارغا قارشى ئۇرۇش قىلىش تەلەپ قىلىنسا، ئۇلار بۇ تەلەپنى ئۈزلۈكسىز رەۋىشتە ئاز ۋاقىت ئىچىدىلا قوبۇل قىلاتتى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മദീനയുടെ നാനാഭാഗങ്ങളിലൂടെ ശത്രുക്കള് കടന്നുചെല്ലുകയും അങ്ങനെ കലാപമുണ്ടാക്കാന് അവരോട് ആവശ്യപ്പെടുകയും ചെയ്താല് അവരത് നടപ്പാക്കുമായിരുന്നു. അവരക്കാര്യത്തില് താമസം വരുത്തുകയുമില്ല; നന്നെ കുറച്ചല്ലാതെ.
- عربى - التفسير الميسر : ولو دخل جيش الاحزاب "المدينه" من جوانبها ثم سئل هولاء المنافقون الشرك بالله والرجوع عن الاسلام لاجابوا الى ذلك مبادرين وما تاخروا عن الشرك الا يسيرا
*26) "Urged to treachery": Urged by the disbelievers to join them to vanquish the Muslims after entering the city as conquerors.