- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلْءَاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرًا
- عربى - نصوص الآيات : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
- عربى - التفسير الميسر : لقد كان لكم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها، فالزموا سنته، فإنما يسلكها ويتأسى بها مَن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأكثرَ مِن ذكر الله واستغفاره، وشكره في كل حال.
- السعدى : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } حيث حضر الهيجاء بنفسه الكريمة، وباشر موقف الحرب، وهو الشريف الكامل، والبطل الباسل، فكيف تشحون بأنفسكم، عن أمر جاد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، بنفسه فيه؟"
فَتأَسَّوْا به في هذا الأمر وغيره.
واستدل الأصوليون في هذه الآية، على الاحتجاج بأفعال الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وأن الأصل، أن أمته أسوته في الأحكام، إلا ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به.
فالأسوة نوعان: أسوة حسنة، وأسوة سيئة.
فالأسوة الحسنة، في الرسول صلى اللّه عليه وسلم، فإن المتأسِّي به، سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم.
وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه، فهو الأسوة السيئة، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي ]بهم[ { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ }
وهذه الأسوة الحسنة، إنما يسلكها ويوفق لها، من كان يرجو اللّه، واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف اللّه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على التأسي بالرسول صلى اللّه عليه وسلم.
- الوسيط لطنطاوي : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
لنستمع إلى القرآن الكريم وهو يصور لنا موقف المؤمنين فى غزوة الأحزاب ، كما يحكى جانبا من فضل الله عليهم ، ومن لطفه بهم فيقول - سبحانه - : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ . . . كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ) .
قال القرطبى : قوله - تعالى - : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) أى : كان لكم قدوة فى النبى صلى الله عليه وسلم حيث بذلك نفسه لنصرة دين الله ، فى خروجه إلى الخندق . والأسوة : القدوة . وقرأ عاصم ( أُسوة ) بضم الهمزة . والباقون بكسرها . والجمع أسىً وإسِّى - بضم الهمزة وكسرها .
يقال : فلان ائتسى بفلان ، إذا اقتدى به ، وسار على نهجه وطريقته .
وقال الإِمام ابن كثير : هذه الآية الكريمة أصل كبير فى الأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى أقواله وأفعاله وأحواله ولهذا أمر الناس بالتأسى بالنبى صلى الله عليه وسلم كان فى هذه الغزوة بصفة خاصة ، وفى غيرها بصفة عامة القدوة الحسنة الطيبة فى كل أقواله وأفعاله وأحواله صلى الله عليه وسلم .
لقد شارك أصحابه فى حفر الخندق ، وفى الضرب بالفأس . وفى حمل التراب بل وشاركهم فى أراجيزهم وأناشديهم ، وهم يقومون بهذا العمل الشاق المتعب .
وشاركهم فى تحمل آلام الجوع ، وآلام السهر . . بل كان صلى الله عليه وسلم هو القائد الحازم الرحيم ، الذى يلجأ إليه أصحابه عندما يعجزون عن إزالة عقبة صادفتهم خلال حفرهم للخندق .
قال ابن إسحاق ما ملخصه : وعمل المسلمون فيه - أى فى الخندق - حتى أحكموه ، وارتجزوا فيه برجل من الملسمين يقال له " جُعَيلٌ " سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عَمْراً ، فقالوا :
سماه من بعد جعيل عمرا ... وكان للبائس يما ظهيرا
فإذا مروا بعمرو ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عمرا " وإذا بظهر قال : " ظهرا " .
ثم قال ابن إسحاق : وكان فى حفر الخندق أحاديث بلغتنى فيها تحقيق نبوته صلى الله عليه وسلم فكان فيما بلغنى أن جابر بن عبد الله كان يحدث ، أنهم اشتدت عليهم فى بعض الخندق كُدْيَةٌ - أى صخرة عظيمة - ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بإناء من ماء فتفل فيه ، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به ، ثم نضخ ذلك الماء على تلك الكدية ، فيقول من حضرها : فوالذى بعثه بالحق نبيا لانهالت - أى : لتفتت - حتى عادت كالكثيب - أى كالرمل المتجمع - لا ترد فأسا ولا مسحاة .
وهذه الآية الكريمة وإن كان نزولها فى غزوة الأحزاب ، إلا أن المقصود بها وجوب الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فى جميع أقواله وأفعاله ، كما قال - تعالى - : ( وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا ) والجار والمجرور فى قوله - سبحانه - : ( لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله واليوم الآخر ) متعلق بمحذوف صفة لقوله ( حَسَنَةٌ ) ، أو بهذا اللفظ نفسه وهو ( حَسَنَةٌ ) .
والمراد بمن كان يرجو الله واليوم الآخر : المؤمنون الصادقون الذين وفو بعهودهم .
أى : لقد كان لكم - أيها الناس - قدوة حسنة فى نبيكم صلى الله عليه وسلم ، وهذه القدوة الحسنة كائنة وثابتة للمؤمنين حق الإِيمان . الذين يرجون ثواب الله - تعالى - ، ويؤملون رحمته يوم القيامة ، إذ هم المنتفعون بالتأسى برسولهم صلى الله عليه وسلم وقوله : ( وَذَكَرَ الله كَثِيراً ) معطوف على ( كَانَ ) ، أى : هذه الأسوة الحسنة بالرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ، ولمن ذكر الله - تعالى - ذكرا كثيرا ، لأن الملازمة لذكر الله - تعالى - توصل إلى طاعته والخوف منه - سبحانه - .
وجمع - سبحانه - بين الرجاء والإِكثار من ذكره ، لأن التأسى التام بالرسول صلى الله عليه وسلم لا يتحقق إلا بهما .
- البغوى : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
قوله - عز وجل - : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) قرأ عاصم : " أسوة " حيث كان ، بضم الهمزة ، والباقون بكسرها ، وهم لغتان ، أي : قدوة صالحة ، وهي فعلة من الائتساء كالقدوة من الاقتداء ، اسم وضع موضع المصدر ، أي : به اقتداء حسن إن تنصروا دين الله وتؤازروا الرسول ولا تتخلفوا عنه ، وتصبروا على ما يصيبكم كما فعل هو إذ كسرت رباعيته وجرح وجهه ، وقتل عمه وأوذي بضروب من الأذى ، فواساكم مع ذلك بنفسه ، فافعلوا أنتم كذلك أيضا واستنوا بسنته ( لمن كان يرجو الله ) بدل من قوله : " لكم " وهو تخصيص بعد تعميم للمؤمنين ، يعني : أن الأسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن كان يرجو الله ، قال ابن عباس : يرجو ثواب الله . وقال مقاتل : يخشى الله ) ( واليوم الآخر ) أي : يخشى يوم البعث الذي فيه جزاء الأعمال ( وذكر الله كثيرا ) في جميع المواطن على السراء والضراء .
- ابن كثير : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ; ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه ، عز وجل ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين; ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) أي : هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله ؟ ولهذا قال : ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) .
- القرطبى : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
قوله تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا .
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة هذا عتاب للمتخلفين عن القتال ; أي كان لكم قدوة في النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث بذل نفسه لنصرة دين الله في خروجه إلى الخندق . والأسوة : القدوة . وقرأ عاصم ( أسوة ) بضم الهمزة . الباقون بالكسر ; وهما لغتان . والجمع فيهما واحد عند الفراء . والعلة عنده في الضم على لغة من كسر في الواحدة : الفرق بين ذوات الواو وذوات الياء ; فيقولون كسوة وكسا ، ولحية ولحى . الجوهري : والأسوة والإسوة بالضم والكسر لغتان . والجمع أسى وإسى . وروى عقبة بن حسان الهجري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قال : في جوع النبي صلى الله عليه وسلم ; ذكره الخطيب أبو بكر أحمد وقال : تفرد به عقبة بن حسان عن مالك ، ولم أكتبه إلا بهذا الإسناد .
الثانية : قوله تعالى : ( أسوة ) الأسوة القدوة . والأسوة ما يتأسى به ; أي يتعزى به . فيقتدى به في جميع أفعاله ويتعزى به في جميع أحواله ; فلقد شج وجهه ، وكسرت رباعيته ، وقتل عمه حمزة ، وجاع بطنه ، ولم يلف إلا صابرا محتسبا ، وشاكرا راضيا . وعن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ; فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين . خرجه أبو عيسى الترمذي وقال فيه : حديث غريب . وقال صلى الله عليه وسلم لما شج : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وقد تقدم . لمن كان يرجو الله واليوم الآخر قال سعيد بن جبير : المعنى لمن كان يرجو لقاء الله بإيمانه ويصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأفعال . وقيل : أي لمن كان يرجو ثواب الله في اليوم الآخر . ولا يجوز عند الحذاق من النحويين أن يكتب يرجو إلا بغير ألف إذا كان لواحد ; لأن العلة التي في الجمع ليست في الواحد . وذكر الله كثيرا خوفا من عقابه ، ورجاء لثوابه . وقيل : إن لمن بدل من قوله : لكم ، ولا يجيزه البصريون ; لأن الغائب لا يبدل من المخاطب ، وإنما اللام من لمن متعلقة ب ( حسنة ) ، و ( أسوة ) اسم كان و ( لكم ) الخبر . واختلف فيمن أريد بهذا الخطاب على قولين : أحدهما : المنافقون ; عطفا على ما تقدم من خطابهم . الثاني : المؤمنون ; لقوله : لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .
واختلف في هذه الأسوة بالرسول عليه السلام ، هل هي على الإيجاب أو على الاستحباب ; على قولين : أحدهما : على الإيجاب حتى يقوم دليل على الاستحباب . الثاني : على الاستحباب حتى يقوم دليل على الإيجاب . ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين ، وعلى الاستحباب في أمور الدنيا .
- الطبرى : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
القول في تأويل قوله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: (أُسْوَةٌ) فقرأ ذلك عامة قرّاء الأمصار: (إِسْوَةٌ) بكسر الألف، خلا عاصم بن أبي النجود، فإنه قرأه بالضمّ(أُسوة)، وكان يحيى بن وثاب يقرأ هذه بالكسر، ويقرأ قوله: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ بالضم وهما لغتان.
وذُكر أن الكسر في أهل الحجاز، والضمّ في قيس، يقولون: أُسوة، وأُخوة، وهذا عتاب من الله للمتخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعسكره بالمدينة، من المؤمنين به، يقول لهم جلّ ثناؤه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة): أن تتأسوا به وتكونوا معه حيث كان، ولا تتخلَّفوا عنه (لِمَنْ كانَ يَرْجُو اللَّهَ) يقول: فإن من يرجو ثواب الله ورحمته في الآخرة لا يرغب بنفسه، ولكنه تكون له به أُسوة في أن يكون معه حيث يكون هو.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثني يزيد بن رومان، قال: ثم أقبل على المؤمنين، فقال: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ) ألا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، ولا عن مكان هو به (وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) يقول: وأكثر ذكر الله في الخوف والشدّة والرخاء.
- ابن عاشور : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
بعد توبيخ المنافقين والذين في قلوبهم مرض أقبل الكلام على خطاب المؤمنين في عموم جماعتهم ثناء على ثباتهم وتأسّيهم بالرسول صلى الله عليه وسلم على تفاوت درجاتهم في ذلك الائتساء ، فالكلام خبر ولكن اقترانه بحرفي التوكيد في { لقد يومىء إلى تعريض بالتوبيخ للذين لم ينتفعوا بالإسوة الحسنة من المنافقين والذين في قلوبهم مرض فلذلك أتي بالضمير مجملاً ابتداء من قوله لكم ، } ثم فُصِّل بالبدل منه بقوله { لمن كان يرجو الله واليومَ الآخر وذكر الله كثيراً ، } أي : بخلاف لمن لم يكن كأولئك ، فاللام في قوله : { لمن كان يرجو الله } توكيد لللام التي في المبدل منه مثل قوله تعالى { تكون لنا عيدا لأوّلنا وآخرنا } [ المائدة : 114 ] ، فمعنى هذه الآية قريبٌ من معنى قوله تعالى في سورة براءة في قصة تبوك : { رَضُوا بأن يكونوا مع الخوالف وطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم } [ التوبة : 87 ، 88 ] الآية .
والإسوة بكسر الهمزة وضمها اسم لما يُؤتَسَى به ، أي : يُقتدى به ويُعمل مثل عمله . وحق الأسوة أن يكون المؤتسى به هو القدوة ولذلك فحرف { في } جاء على أسلوب ما يسمى بالتجريد المفيد للمبالغة إذ يجرد من الموصوف بصفة موصوف مثله ليكون كذاتين ، كقول أبي خالد الخارجي :
وفي الرحمان للضعفاء كَاف ... أي الرحمان كاففٍ . فالأصل : رسولُ الله إسوة ، فقيل : في رسول الله إسوة . وجعل متعلقُ الائتساء ذاتَ الرسول دون وصف خاص ليشمل الائتساء به في أقواله بامتثال أوامره واجتناب ما ينهَى عنه ، والائتساءَ بأفعاله من الصبر والشجاعة والثبات . وقرأ الجمهور { إسوة } بكسر الهمزة . وقرأ عاصم بضم الهمزة وهما لغتان .
و { لمن كان يرجو الله } بدل من الضمير في { لكم } بدل بعض من كل أو شبه الاشتمال لأن المخاطبين بضمير { لكم } يشتملون على من يرجون الله واليوم الآخر ، أو هو بدل مطابق إن كان المراد بضمير { لكم } خصوص المؤمنين ، وفي إعادة اللام في البدل تكثير للمعاني المذكورة بكثرة الاحتمالات وكل يأخذ حظه منها .
فالذين ائتسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم يومئذ ثبت لهم أنهم ممن يرجون الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً . وفيه تعريض بفريق من الذين صدّهم عن الائتساء به ممن كانوا منافقين أو في قلوبهم مرض من الشك في الدين .
وفي الآية دلالة على فضل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه الإسوة الحسنة لا محالة ولكن ليس فيها تفصيل وتحديد لمراتب الائتساء والواجب منه والمستحب وتفصيله في أصول الفقه . واصطلاحُ أهل الأصول على جعل التأسّي لقبَاً لاتِّباع الرسول في أعماله التي لم يطالب بها الأمة على وجه التشريع . وذكر القرطبي عن الخطيب البغدادي أنه روي عن عقبة بن حسان الهَجَري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } قال : في جوع النبي .
- إعراب القرآن : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
«لَقَدْ» اللام واقعة في جواب القسم المحذوف «قد» حرف تحقيق «كانَ» ماض ناقص «لَكُمْ» خبره المقدم «فِي رَسُولِ» متعلقان بمحذوف حال «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «أُسْوَةٌ» اسم كان المؤخر «حَسَنَةٌ» صفة أسوة والجملة جواب القسم المقدر لا محل لها «لِمَنْ» جار ومجرور بدل من لكم «كانَ» ماض ناقص اسمه مستتر «يَرْجُوا» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر كان «اللَّهِ» لفظ الجلالة مفعول به وجملة كان .. صلة الموصول لا محل لها «وَالْيَوْمَ» معطوف على لفظ الجلالة «الْآخِرَ» صفة اليوم. «وَذَكَرَ» الواو حرف عطف وماض فاعله مستتر «اللَّهِ» لفظ الجلالة مفعول به «كَثِيراً» صفة مفعول مطلق محذوف والجملة معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : There has certainly been for you in the Messenger of Allah an excellent pattern for anyone whose hope is in Allah and the Last Day and [who] remembers Allah often
- English - Tafheem -Maududi : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(33:21) Surely there was a good example for you in the Messenger of Allah, *34 for all those who look forward to Allah and the Last Day and remember Allah much. *35
- Français - Hamidullah : En effet vous avez dans le Messager d'Allah un excellent modèle [à suivre] pour quiconque espère en Allah et au Jour dernier et invoque Allah fréquemment
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ihr habt ja im Gesandten Allahs ein schönes Vorbild und zwar für einen jeden der auf Allah und den Jüngsten Tag hofft und Allahs viel gedenkt
- Spanish - Cortes : En el Enviado de Alá tenéis ciertamente un bello modelo para quien cuenta con Alá y con el último Día y que recuerda mucho a Alá
- Português - El Hayek : Realmente tendes no Mensageiro de Deus um excelente exemplo para aqueles que esperam contemplar Deus depararsecom o Dia do Juízo Final e invocam Deus freqüentemente
- Россию - Кулиев : В Посланнике Аллаха был прекрасный пример для вас для тех кто надеется на Аллаха и Последний день и премного поминает Аллаха
- Кулиев -ас-Саади : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
В посланнике Аллаха был прекрасный пример для вас, для тех, кто надеется на Аллаха и Последний день и премного поминает Аллаха.Этот славный Посланник, обладающий самыми совершенными человеческими качествами, лично принимал участие в кровавых сражениях и тяжелых битвах и проявил себя отважным воином и доблестным бойцом. Как же вы можете трусливо избегать участия в джихаде, если сам посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, готов был пожертвовать своей жизнью на этом поприще?! Вы обязаны брать с него пример как в этом, так и во всех остальных начинаниях. Опираясь на этот аят, богословы пришли к заключению, что все предписания исламской религии распространяются как на Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, так и на его последователей, если только в священных текстах не сообщается, что какое-то из предписаний касается только Пророка, да благословит его Аллах и приветствует. Как известно, пример может быть не только прекрасным, но и дурным. Посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, был прекрасным примером для человечества, потому что его верные последователи следуют по прямому пути и сумеют обрести благоволение Аллаха. А что касается людей, которые противятся дороге Пророка, да благословит его Аллах и приветствует, то их пример является дурным. Достаточно вспомнить о том, как многобожники отвергали Божьих посланников, которые предлагали им последовать за ними. Они говорили им: «Воистину, мы нашли своих отцов на этом пути, и мы верно следуем по их стопам» (43:22). Этот дурной пример заблудших отцов совершенно непохож на прекрасный пример посланника Аллаха. Его путем следуют только те, кто уверовал и возлагает надежды на Аллаха и на Судный день. В их сердцах нашли место страх перед наказанием Аллаха и надежда на Его вознаграждение, и именно эти два чувства побуждают их во всем брать пример только с посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar And olsun ki sizin için Allah'a ve ahiret gününe kavuşmayı umanlar ve Allah'ı çok anan kimseler için Resulullah Allah'ın Elçisi en güzel örnektir
- Italiano - Piccardo : Avete nel Messaggero di Allah un bell'esempio per voi per chi spera in Allah e nell'Ultimo Giorno e ricorda Allah frequentemente
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بهخوا بهڕاستی لهپێغهمبهری خوادا چاکترین نموونهی تهواو ڕێك پێك ههیهتا چوی لێ بکهن و شوێنی بکهون بهتایبهت بۆ ئهو کهسانهی ڕهزامهندی خوایان مهبهسته سهرفرازی قیامهت ئاواتیانه ههمیشه و بهردهوام یادی خوا به زۆری ئهنجام دهدهن و زمانیان پاراوه بهیادی ئهو
- اردو - جالندربرى : تم کو پیغمبر خدا کی پیروی کرنی بہتر ہے یعنی اس شخص کو جسے خدا سے ملنے اور روز قیامت کے انے کی امید ہو اور وہ خدا کا ذکر کثرت سے کرتا ہو
- Bosanski - Korkut : Vi u Allahovom Poslaniku imate divan uzor za onoga koji se nada Allahovoj milosti i nagradi na onome svijetu i koji često Allaha spominje
- Swedish - Bernström : I GUDS Sändebud har ni ett gott föredöme för alla som [med bävan och hopp] ser fram mot [mötet med] Gud och den Yttersta dagen och som ständigt har Gud för ögonen
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya telah ada pada diri Rasulullah itu suri teladan yang baik bagimu yaitu bagi orang yang mengharap rahmat Allah dan kedatangan hari kiamat dan dia banyak menyebut Allah
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
(Sesungguhnya telah ada pada diri Rasulullah itu suri teladan bagi kalian) dapat dibaca iswatun dan uswatun (yang baik) untuk diikuti dalam hal berperang dan keteguhan serta kesabarannya, yang masing-masing diterapkan pada tempat-tempatnya (bagi orang) lafal ayat ini berkedudukan menjadi badal dari lafal lakum (yang mengharap rahmat Allah) yakni takut kepada-Nya (dan hari kiamat dan dia banyak menyebut Allah) berbeda halnya dengan orang-orang yang selain mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা আল্লাহ ও শেষ দিবসের আশা রাখে এবং আল্লাহকে অধিক স্মরণ করে তাদের জন্যে রসূলুল্লাহর মধ্যে উত্তম নমুনা রয়েছে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ்வின் மீதும் இறுதி நாளின் மீதும் ஆதரவு வைத்து அல்லாஹ்வை அதிகம் தியானிப்போருக்கு நிச்சயமாக அல்லாஹ்வின் தூதரிடம் ஓர் அழகிய முன்மாதிரி உங்களுக்கு இருக்கிறது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โดยแน่นอน ในร่อซูลของอัลลอฮฺมีแบบฉบับอันดีงามสำหรับพวกเจ้าแล้ว สำหรับผู้ที่หวัง จะพบ อัลลอฮฺและวันปรโลกและรำลึกถึงอัลลอฮฺอย่างมาก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ сизлар учун–Аллоҳдан ва охират кунидан умидвор бўлганлар учун ва Аллоҳни кўп зикр қилганлар учун Расулуллоҳда гўзал ўрнак бор эди Пайғамбаримиз с а в аҳзоб урушида ҳам одатдагидек энг гўзал намуналарни кўрсатдилар Хавфхатар тасвирлаб бўлмайдиган даражада катта эканига қарамай заррача қўрқмасдан Мадинани ҳимоя қилишга чиқдилар Салмони Форсийнинг р а фикрларини қабул этиб ҳандақ қазишни бошладилар У зот с а в шундай хатарли ва нозик бир пайтда мўминмусулмонлар учун ишонч орзуумид хотиржамлик тимсолига айландилар
- 中国语文 - Ma Jian : 希望真主和末日,并且多多记念真主者,你们有使者可以作你们的优良模范。
- Melayu - Basmeih : Demi sesungguhnya adalah bagi kamu pada diri Rasulullah itu contoh ikutan yang baik iaitu bagi orang yang sentiasa mengharapkan keredaan Allah dan balasan baik hari akhirat serta ia pula menyebut dan mengingati Allah banyakbanyak dalam masa susah dan senang
- Somali - Abduh : waxaa idinku sugan Rasuulka Eebe Kudayasho wanaagsan ruuxii rajayn Eebe iyo Maalinta Aakhiro Eebana xusa in Badan
- Hausa - Gumi : Lalle abin kõyi mai kyau ya kasance gare ku daga Manzon Allah ga wanda ya kasanee yanã fãtan rahamar Allah da Rãnar Lãhira kuma ya ambaci Allah da yawa
- Swahili - Al-Barwani : Hakika nyinyi mnayo ruwaza njema kwa Mtume wa Mwenyezi Mungu kwa anaye mtaraji Mwenyezi Mungu na Siku ya Mwisho na akamkumbuka Mwenyezi Mungu sana
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ju me të vërtetë Pejgamberin e Perëndisë e keni shembull të mrekullueshëm për atë që i druan Perëndisë dhe Ditës së Kijametit dhe i cili e përmend shumë Perëndinë
- فارسى - آیتی : براى شما اگر به خدا و روز قيامت اميد مىداريد و خدا را فراوان ياد مىكنيد، شخص رسول اللّه مقتداى پسنديدهاى است.
- tajeki - Оятӣ : Барои шумо агар ба Худо ва рӯзи қиёмат умед медоред ва Худоро фаровон ёд мекунед, дар симои расулуллоҳ муқтадои (пешвои) писандидаест, мебинед.
- Uyghur - محمد صالح : سىلەرگە - اﷲ نى، ئاخىرەت كۈنىنى ئۈمىد قىلغان ۋە اﷲ نى كۆپ ياد ئەتكەنلەرگە - رەسۇلۇللاھ ئەلۋەتتە ياخشى ئۈلگىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സംശയമില്ല; നിങ്ങള്ക്ക് അല്ലാഹുവിന്റെ ദൂതനില് മികച്ച മാതൃകയുണ്ട്. അല്ലാഹുവിലും അന്ത്യദിനത്തിലും പ്രതീക്ഷയര്പ്പിച്ചവര്ക്കാണിത്. അല്ലാഹുവെ ധാരാളമായി ഓര്ക്കുന്നവര്ക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : لقد كان لكم ايها المومنون في اقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وافعاله واحواله قدوه حسنه تتاسون بها فالزموا سنته فانما يسلكها ويتاسى بها من كان يرجو الله واليوم الاخر واكثر من ذكر الله واستغفاره وشكره في كل حال
*34) In view of the context in which this verse occurs, the object of presenting the Holy Prophet's conduct and way of life as a model was to teach a lesson to the people, who had been motivated by considerations of selfish interests and personal safety on the occasion of the Battle of the Trench. They are being addressed, as if to say: "You claimed to be the believers and Muslims and followers of the Holy Messenger. You should have seen how the Messenger whose followers you claimed to be conducted himself on the occasion. If the leader of a group is himself a seeker of personal security, is lazy and indolent, gives preference to personal interests to everything else, and is ever ready to flee danger, it would be reasonable to expect manifestation of such weakness from his followers. But here the case was different. The Holy Prophet endured along with others every toil and labour that he asked others to endure, and endured better than others; there was no trouble which others might have experienced and he himself did. not. He was among those who dug the trench, and endured hunger and other afflictions just as the common Muslims did. He did not leave the battlefront even for a moment during the siege nor retreated an inch. After the betrayal of the Bani Quraizah his own family had also been exposed to danger even as the families of the other Muslims were. He did not make any special arrangement for his own and his family's protection, which did not exist for others. He was always in the forefront to offer maximum sacrifices for the great objectives for which he was constantly asking others to make sacrifices. Therefore, whoever made a claim of being his follower should have followed the practical example set by the leader.
This is the meaning of the verse in the context here. But its words are general and there is no reason why it should be confined to these meanings only. AIlah dces not. say that only in this respect His Messenger's life is a model for the Muslims to follow, but has regarded it as a model absolutely. Therefore, the verse demands that the Muslims should take the Holy Prophet's life as a model for themselves in every affair of life and should mould their character and personality according to it.
*35) That is, "The Prophet's life is no model for the person who is forgetful of God, but it certainly is a model for him who remembers Allah much and consistently and not only occasionally just by chance. Likewise, this life is no model for him who has no hope from Allah and does not expect Resurrection to take place, but it is most surely a model for the person who is hopeful of Allah's grace and His favors, and who is also mindful that the Day of Judgement will come when his well-being will wholly depend on how closely his conduct resembled the conduct and character of the Messenger of Allah in this world. "