- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلْخَٰشِعِينَ وَٱلْخَٰشِعَٰتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما
- عربى - التفسير الميسر : إن المنقادين لأوامر الله والمنقادات، والمصَدِّقين والمصدِّقات والمطيعين لله ورسوله والمطيعات، والصادقين في أقوالهم والصادقات، والصابرين عن الشهوات وعلى الطاعات وعلى المكاره والصابرات، والخائفين من الله والخائفات، والمتصدقين بالفرض والنَّفْل والمتصدقات، والصائمين في الفرض والنَّفْل والصائمات، والحافظين فروجهم عن الزنى ومقدماته، وعن كشف العورات والحافظات، والذاكرين الله كثيرًا بقلوبهم وألسنتهم والذاكرات، أعدَّ الله لهؤلاء مغفرة لذنوبهم وثوابًا عظيمًا، وهو الجنة.
- السعدى : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
لما ذكر تعالى ثواب زوجات الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وعقابهن [لو قدر عدم الامتثال] وأنه ليس مثلهن أحد من النساء، ذكر بقية النساء غيرهن.
ولما كان حكمهن والرجال واحدًا، جعل الحكم مشتركًا، فقال: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ } وهذا في الشرائع الظاهرة، إذا كانوا قائمين بها. { وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } وهذا في الأمور الباطنة، من عقائد القلب وأعماله.
{ وَالْقَانِتِينَ } أي: المطيعين للّه ولرسوله { وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ } في مقالهم وفعالهم { وَالصَّادِقَاتِ } { وَالصَّابِرِينَ } على الشدائد والمصائب { وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ } في جميع أحوالهم،خصوصًا في عباداتهم، خصوصًا في صلواتهم، { وَالْخَاشِعَاتِ } { وَالْمُتَصَدِّقِينَ } فرضًا ونفلاً { وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ } شمل ذلك، الفرض والنفل. { وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ } عن الزنا ومقدماته، { وَالْحَافِظَاتِ } { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ [كَثِيرًا } أي:] في أكثر الأوقات، خصوصًا أوقات الأوراد المقيدة، كالصباح والمساء، وأدبار الصلوات المكتوبات { وَالذَّاكِرَاتِ }
{ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ } أي: لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة، والمناقب الجليلة، التي هي، ما بين اعتقادات، وأعمال قلوب، وأعمال جوارح، وأقوال لسان، ونفع متعد وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشر، الذي من قام بهن، فقد قام بالدين كله، ظاهره وباطنه، بالإسلام والإيمان والإحسان.
فجازاهم على عملهم { بِالْمَغْفِرَةً } لذنوبهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات. { وَأَجْرًا عَظِيمًا } لا يقدر قدره، إلا الذي أعطاه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل اللّه أن يجعلنا منهم.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
وبعد هذه التوجيهات الحكيم لأمهات المؤمنين ، ساق - سبحانه - توجيها جامعا لأمهات الفضائل ، وبشر المتصفين بهذه الفضائل بالمغفرة والأجر العظيم فقال - تعالى - : ( إِنَّ المسلمين والمسلمات ) .
ورد فى سبب نزول هذه الآية روايات منها : ما أخرجه الإِمام أحمد والنسائى وغيرهما ، عن أم سلمة - رضى الله عنها - قالت : قلت للنبى صلى الله عليه وسلم ما لنا لا نذكر فى القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت : فلم يرعنى منه صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلا نداؤه على المنبر ، وهو يتلو هذه الآية : ( إِنَّ المسلمين والمسلمات . . . ) .
وأخرج الترمذى وغيره عن أم عمارة الأنصارية أنها أنت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : ما أرى كل شئ إلا للرجال ، وما أرى النساء يذكرون بشئ ، فنلت هذه الآية .
وأخرجه ابن جرير عن قتادة قال : دخل نساء على أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فقلن : قد ذكركن الله - تعالى - فى القرآن ، وما يذكرنا بشئ أما فينا ما يذكر ، فأنزل الله - تعالى - هذه الآية .
والمعنى : ( إِنَّ المسلمين والمسلمات ) والإِسلام : الانقياد لأمر الله - تعالى - وإسلام الوجه له - سبحانه - وتفويض الأمر إليه وحده .
( والمؤمنين والمؤمنات ) والإِيمان : هو التصديق القلبى ، والإِذعان الباطنى ، لما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم .
( والقانتين والقانتات ) والقنوت : هو المواظبة على فعل الطاعات عن رضا واختيار .
( والصادقين والصادقات ) والصدق : والصدق : هو النطف بما يطاب الواقع ، والبعد عن الكذب والقول الباطل . .
( والصابرين والصابرات ) والصبر : هو توطين النفس على احتمال المكاره والمشاق فى سبيل الحق ، وحسب النفس عن الشهوات .
( والخاشعين والخاشعات ) والخشوع : صفة تجعل القلب والجوارح فى حالة انقياد تام لله - تعالى - ومراقبة له ، واستشعار لجلاله وهيبته .
( والمتصدقين والمتصدقات ) والتصدق : تقديم الخير إلى الغير بإخلاص ، فدعا لحاجته ، وعملا على عونه ومساعدته .
( والصائمين والصائمات ) والصوم : هو تقرب إلى الله - تعالى - واستعلاء على مطالب الحياة ولذائذها ، من أجل التقرب إليه - سبحانه - بما يرضيه .
( والحافظين فُرُوجَهُمْ والحافظات ) وحفظ الفرج : كناية عن التعفف والتطهر والتصون عن أن يضع الإِنسان شهوته فى غير الموضع الذى أحله الله - تعالى - .
( والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات ) وذكر الله - تعالى - يتمثل فى النطق بما يرضيه كقراءة القرآن الكريم ، والإِكثار من تسبيحه - عز وجل - وتحميده وتكبيره . .
وفى شهور النفس فى كل لحظة مراقبته - سبحانه - .
هؤلاء الذين اصتفوا بهذه الصفات من الرجال والنساء ( أَعَدَّ الله ) - تعالى - ( لَهُم مَّغْفِرَةً ) واسعة لذنوبهم ( وَأَجْراً عَظِيماً ) لا يعلم مقداره إلا هو - عز وجل - .
وهكذا نجد القرآن الكريم يسوق الصفات الكريمة ، التى من شأن الرجل والمرأة إذا ما اتصفا بها ، أن يسعدا فى دنياهما وفى أخراهما ، وأن يسعد بهما المجتمع الذى يعيشان فيه . .
نها صفات نظمت علاقة الإِنسان بربه ، وبنفسه ، وبغيره ، تنظيما حكيما ، يهدى الى الرشد ، ويوصل إلى الظفر والنجاح .
- البغوى : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
قوله - عز وجل - : ( إن المسلمين والمسلمات ) الآية . وذلك أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قلن : يا رسول الله ذكر الله الرجال في القرآن ولم يذكر النساء بخير ، فما فينا خير نذكر به ، إنا نخاف أن لا يقبل الله منا طاعة ، فأنزل الله هذه الآية .
قال مقاتل : قالت أم سلمة بنت أبي أمية ونيسة بنت كعب الأنصارية للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ما بال ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء في شيء من كتابه ، نخشى أن لا يكون فيهن خير ؟ فنزلت هذه الآية .
وروي أن أسماء بنت عميس رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن ؟ قلن : لا . فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار ، قال : ومم ذاك ؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال ، فأنزل الله هذه الآية : ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين ) المطيعين ( والقانتات والصادقين ) في إيمانهم وفيما ساءهم وسرهم ( والصادقات والصابرين ) على ما أمر الله به ( والصابرات والخاشعين ) المتواضعين ( والخاشعات ) وقيل : أراد به الخشوع في الصلاة ، ومن الخشوع أن لا يلتفت ( والمتصدقين ) مما رزقهم الله ( والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم ) عما لا يحل ( والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ) قال مجاهد : لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا .
وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " قد سبق المفردون " ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " .
قال عطاء بن أبي رباح : من فوض أمره إلى الله - عز وجل - فهو داخل في قوله : " إن المسلمين والمسلمات " ، ومن أقر بأن الله ربه ومحمدا رسوله ، ولم يخالف قلبه لسانه ، فهو داخل في قوله : " والمؤمنين والمؤمنات " ، ومن أطاع الله في الفرض ، والرسول في السنة : فهو داخل في قوله : " والقانتين والقانتات ومن صان قوله عن الكذب فهو داخل في قوله : " والصادقين والصادقات " ، ومن صبر على الطاعة ، وعن المعصية ، وعلى الرزية : فهو داخل في قوله : " والصابرين والصابرات " ، ومن صلى ولم يعرف من عن يمينه وعن يساره فهو داخل في قوله : " والخاشعين والخاشعات " ، ومن تصدق في كل أسبوع بدرهم فهو داخل في قوله : " والمتصدقين والمتصدقات " ، ومن صام في كل شهر أيام البيض : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر ، فهو داخل في قوله : " والصائمين والصائمات " ، ومن حفظ فرجه عما لا يحل فهو داخل في قوله : " والحافظين فروجهم والحافظات " ، ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قوله : " والذاكرين الله كثيرا والذاكرات " . ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )
- ابن كثير : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا عثمان بن حكيم ، حدثنا عبد الرحمن بن شيبة ، سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال ؟ قالت : فلم يرعني منه ذات يوم إلا ونداؤه على المنبر ، قالت ، وأنا أسرح شعري ، فلففت شعري ، ثم خرجت إلى حجرة من حجر بيتي ، فجعلت سمعي عند الجريد ، فإذا هو يقول عند المنبر : " يا أيها الناس ، إن الله يقول : ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات " إلى آخر الآية
وهكذا رواه النسائي وابن جرير ، من حديث عبد الواحد بن زياد ، به مثله
طريق أخرى عنها : قال النسائي أيضا : حدثنا محمد بن حاتم ، حدثنا سويد ، أخبرنا عبد الله بن شريك ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أم سلمة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ، ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن ، والنساء لا يذكرن ؟ فأنزل الله ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات )
وقد رواه ابن جرير ، عن أبي كريب ، عن أبي معاوية ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة : أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، حدثه عن أم سلمة ، رضي الله عنها ، قالت : قلت : يا رسول الله ، أيذكر الرجال في كل شيء ولا نذكر ؟ فأنزل الله : ( إن المسلمين والمسلمات ) الآية
طريق أخرى : قال سفيان الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله ، يذكر الرجال ولا نذكر ؟ فأنزل الله : ( إن المسلمين والمسلمات ) الآية
حديث آخر : قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا سيار بن مظاهر العنزي حدثنا أبو كدينة يحيى بن المهلب ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم : ما له يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات ؟ فأنزل الله : ( إن المسلمين والمسلمات ) الآية وحدثنا بشر حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ; عن قتادة قال : دخل نساء على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلن : قد ذكركن الله في القرآن ، ولم نذكر بشيء ، أما فينا ما يذكر ؟ فأنزل الله عز وجل : ( إن المسلمين والمسلمات ) الآية
فقوله : ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ) دليل على أن الإيمان غير الإسلام ، وهو أخص منه ، لقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) [ الحجرات : 14 ] وفي الصحيحين : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " فيسلبه الإيمان ، ولا يلزم من ذلك كفره بإجماع المسلمين ، فدل على أنه أخص منه كما قررناه في أول شرح البخاري
[ وقوله ] : ( والقانتين والقانتات ) القنوت : هو الطاعة في سكون ، ( أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) [ الزمر : 9 ] ، وقال تعالى : ( وله من في السماوات والأرض كل له قانتون ) [ الروم : 26 ] ، ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) [ آل عمران : 43 ] ، ( وقوموا لله قانتين ) [ البقرة : 238 ] فالإسلام بعده مرتبة يرتقي إليها ، ثم القنوت ناشئ عنهما
( والصادقين والصادقات ) : هذا في الأقوال ، فإن الصدق خصلة محمودة; ولهذا كان بعض الصحابة لم تجرب عليه كذبة لا في الجاهلية ولا في الإسلام ، وهو علامة على الإيمان ، كما أن الكذب أمارة على النفاق ، ومن صدق نجا ، " عليكم بالصدق; فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة وإياكم والكذب; فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " والأحاديث فيه كثيرة جدا
( والصابرين والصابرات ) : هذه سجية الأثبات ، وهي الصبر على المصائب ، والعلم بأن المقدور كائن لا محالة ، وتلقي ذلك بالصبر والثبات ، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى ، أي : أصعبه في أول وهلة ، ثم ما بعده أسهل منه ، وهو صدق السجية وثباتها
( والخاشعين والخاشعات ) الخشوع : السكون والطمأنينة ، والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته ، [ كما في الحديث ] : " اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
( والمتصدقين والمتصدقات ) : الصدقة : هي الإحسان إلى الناس المحاويج الضعفاء ، الذين لا كسب لهم ولا كاسب ، يعطون من فضول الأموال طاعة لله ، وإحسانا إلى خلقه ، وقد ثبت في الصحيحين : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " فذكر منهم : " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " وفي الحديث الآخر : " والصدقة تطفئ الخطيئة ، كما يطفئ الماء النار "
[ وفي الترمذي عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء "
وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ، ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه ، فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم منه ، فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
وفي حديث أبي ذر أنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي العبد من النار ؟ قال : " الإيمان بالله " قلت : يا نبي الله ، مع الإيمان عمل ؟ قال : " ترضخ مما خولك الله " ، أو " ترضخ مما رزقك الله " ; ولهذا لما خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد قال في خطبته : " يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار " وكأنه حثهن ورغبهن على ما يفدين به أنفسهن من النار ، وقال عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه : ذكر لي أن الأعمال تتباهى ، فتقول الصدقة : أنا أفضلكم
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال : ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل البخيل والمتصدق ، كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد ، أو جنتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما ، فجعل المتصدق ، كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه ، حتى تغشى أنامله ، وتعفو أثره ، وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت ، وأخذت كل حلقة مكانها قال أبو هريرة : فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه هكذا في جيبه فلو رأيته يوسعها ولا يتسع وقد قال تعالى : ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) [ التغابن : 16 ] فجود الرجل يحببه إلى أضداده ، وبخله يبغضه إلى أولاده كما قيل :
ويظهر عيب المرء في الناس بخله وتستره عنهم جميعا سخاؤه تغط بأثواب السخاء فإنني
أرى كل عيب والسخاء غطاؤه ]
والأحاديث في الحث عليها كثيرة جدا ، له موضع بذاته
( والصائمين والصائمات ) : في الحديث الذي رواه ابن ماجه : " والصوم زكاة البدن " أي : تزكيه وتطهره وتنقيه من الأخلاط الرديئة طبعا وشرعا
قال سعيد بن جبير : من صام رمضان وثلاثة أيام من كل شهر ، دخل في قوله : ( والصائمين والصائمات )
ولما كان الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباء فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " - ناسب أن يذكر بعده : ( والحافظين فروجهم والحافظات ) أي : عن المحارم والمآثم إلا عن المباح ، كما قال تعالى : ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) [ المؤمنون : 5 - 7 ]
وقوله : ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ) قال ابن أبي حاتم :
حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عبيد الله ، حدثنا محمد بن جابر ، عن علي بن الأقمر ، عن الأغر أبي مسلم ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل ، فصليا ركعتين ، كتبا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات "
وقد رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث الأعمش ، [ عن علي بن الأقمر ] ، عن الأغر أبي مسلم ، عن أبي سعيد وأبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بمثله
وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، أنه قال : قلت : يا رسول الله ، أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات "
قال : قلت : يا رسول الله ، ومن الغازي في سبيل الله ؟ قال : " لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه "
وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة ، فأتى على جمدان فقال : " هذا جمدان ، سيروا فقد سبق المفردون " قالوا : وما المفردون ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا " ثم قال : " اللهم اغفر للمحلقين " قالوا : والمقصرين ؟ قال : " اللهم ، اغفر للمحلقين " قالوا : والمقصرين ؟ قال : " والمقصرين "
تفرد به من هذا الوجه ، ورواه مسلم دون آخره
وقال الإمام أحمد : حدثنا حجين بن المثنى ، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن زياد بن أبي زياد - مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة - أنه بلغه عن معاذ بن جبل ، رضي الله عنه ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله " وقال معاذ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة ، ومن أن تلقوا عدوكم غدا فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم " ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : " ذكر الله عز وجل "
وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا زبان بن فائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن رجلا سأله فقال : أي المجاهدين أعظم أجرا يا رسول الله ؟ فقال : " أكثرهم لله ذكرا " قال : فأي الصائمين أكثر أجرا ؟ قال : " أكثرهم لله ذكرا " ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة ، كل ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثرهم لله ذكرا " فقال أبو بكر لعمر ، رضي الله عنهما : ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجل "
وسنذكر بقية الأحاديث الواردة في كثرة الذكر عند قوله تعالى في هذه السورة : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) الآية [ الأحزاب : 41 ، 42 ] ، إن شاء الله تعالى
وقوله : ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) أي : هيأ لهم منه لذنوبهم مغفرة وأجرا عظيما وهو الجنة
- القرطبى : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
قوله تعالى : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما .
فيه مسألتان :
الأولى : روى الترمذي عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ما أرى كل شيء إلا للرجال ، وما أرى النساء يذكرن بشيء ! فنزلت هذه الآية : إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الآية . هذا حديث حسن غريب . و ( المسلمين ) اسم إن . ( والمسلمات ) عطف عليه . ويجوز رفعهن عند البصريين ، فأما الفراء فلا يجوز عنده إلا فيما لا يتبين فيه الإعراب .
الثانية : بدأ تعالى في هذه الآية بذكر الإسلام الذي يعم الإيمان وعمل الجوارح ، ثم ذكر الإيمان تخصيصا له وتنبيها على أنه عظم الإسلام ودعامته . والقانت : العابد المطيع . والصادق : معناه فيما عوهد عليه أن يفي به . والصابر عن الشهوات وعلى الطاعات في المكره والمنشط . والخاشع : الخائف لله . والمتصدق بالفرض والنفل . وقيل . بالفرض خاصة ، والأول أمدح . والصائم كذلك . والحافظين فروجهم والحافظات أي عما لا يحل من الزنى وغيره . وفي قوله : ( والحافظات ) حذف يدل عليه المتقدم ، تقديره : والحافظاتها ، فاكتفي بما تقدم . وفي ( الذاكرات ) أيضا مثله ، ونظيره قول الشاعر :
وكمتا مدماة كأن متونها جرى فوقها واستشعرت لون مذهب
وروى سيبويه : لون مذهب بالنصب . وإنما يجوز الرفع على حذف الهاء ، كأنه قال : واستشعرته ، فيمن رفع لونا . والذاكر قيل في أدبار الصلوات وغدوا وعشيا ، وفي المضاجع وعند الانتباه من النوم . وقد تقدم هذا كله مفصلا في مواضعه ، وما يترتب عليه من الفوائد والأحكام ، فأغنى عن الإعادة . والحمد لله رب العالمين . قال مجاهد : لا يكون ذاكرا لله تعالى كثيرا حتى يذكره قائما وجالسا ومضطجعا . وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : من أيقظ أهله بالليل وصليا أربع ركعات كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .
- الطبرى : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
يقول تعالى ذكره: إن المتذللين لله بالطاعة والمتذللات، والمصدقين والمصدقات رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فيما أتاهم به من عند الله، والقانتين والقانتات لله، والمطيعين لله والمطيعات له فيما أمرهم ونهاهم، والصادقين لله فيما عاهدوه عليه والصادقات فيه، والصابرين لله في البأساء والضراء على الثبات على دينه وحين البأس والصابرات، والخاشعة قلوبهم لله وجلا منه ومن عقابه &; 20-269 &; والخاشعات، والمتصدقين والمتصدقات وهم المؤدون حقوق الله من أموالهم والمؤديات، والصائمين شهر رمضان الذي فرض الله صومه عليهم والصائمات ذلك، والحافظين فروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم والحافظات ذلك إلا على أزواجهن إن كن حرائر أو من ملكهن إن كن إماء، والذاكرين الله بقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم والذاكرات، كذلك أعد الله لهم مغفرة لذنوبهم، وأجرًا عظيمًا: يعني ثوابًا في الآخرة على ذلك من أعمالهم عظيمًا، وذلك الجنة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: دخل نساء على نساء النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، فقلن: قد ذكركن الله في القرآن، ولم نذكر بشيء، أما فينا ما يذكر؟ فأنـزل الله تبارك وتعالى (إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ) : أي: المطيعين والمطيعات، (وَالخَاشِعِينَ وَالخَاشِعَاتِ) أي: الخائفين والخائفات (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً) لذنوبهم (وَأَجْرًا عَظِيمًا) في الجنة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (وَأَجْرًا عَظِيمًا) قال: الجنة، وفي قوله (وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ) قال: المطيعين والمطيعات.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن عامر قال: القانتات: المطيعات.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مؤمل، قال: سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله يذكر الرجال ولا نُذكر؛ فنـزلت (إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ).
حدثنا أَبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية، عن محمد بن عمرو، عن أَبي سلمة، أن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب حدثه أن أم سلمة قالت: قلت: &; 20-270 &; يا رسول الله أيذكر الرجال في كل شيء ولا نذكر؟ فأنـزل الله (إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ .....) الآية.
حدثنا أَبو كريب، قال: ثنا سيار بن مظاهر العنـزي، قال: ثنا أَبو كدينة يحيى بن مهلب، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال نساء النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ماله يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات؟ فأنـزل الله (إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ....) الآية.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله (إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ) قال: قالت أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما للنساء لا يذكرن مع الرجال في الصلاح؟ فأنـزل الله هذه الآية.
حدثني محمد بن المعمر، قال: ثنا أَبو هشام، قال: ثنا عبد الواحد، قال: ثنا عثمان بن حكيم، قال: ثنا عبد الرحمن بن شيبة، قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تقول: قلت للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا رسول الله ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني ذات يوم ظهرًا إلا نداؤه على المنبر وأنا أسرح رأسي، فلففت شعري ثم خرجت إلى حجرة من حجرهن، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول على المنبر: يا أيها الناس إن الله يقول في كتابه: (إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ....) إلى قوله (أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
- ابن عاشور : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
يجوز أن تكون هذه الجملة استئنافاً بيانياً لأن قوله : { ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين } [ الأحزاب : 31 ] بعدَ قوله : { لستن كأحد من النساء } [ الأحزاب : 32 ] يثير في نفوس المسلمات أن يسألَنْ : أَهُنَّ مأجورات على ما يعملن من الحسنات ، وأهنّ مأمورات بمثل ما أمرت به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أم تلك خصائص لنساء النبي عليه الصلاة والسلام ، فكان في هذه الآية ما هو جواب لهذا السؤال على عادة القرآن فيما إذا ذكر مأمورات يُعقبها بالتذكير بحال أمثالها أو بحال أضدادها . ويجوز أن تكون استئنافاً ابتدائياً ورد بمناسبة ما ذكر من فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
روى ابن جرير والواحدي عن قتادة : أن نساءً دخلْنَ على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلن : قد ذَكَرَكُنّ الله في القرآن ولم يذكرنا بشيء ، ولو كان فينا خير لذكرنا فأنزل الله هذه الآية .
وروى النسائي وأحمد : أن أم سلمة قالت للنبيء صلى الله عليه وسلم ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال فأنزل الله تعالى هذه الآية .
وروى الترمذي والطبراني : «أن أم عُمارة الأنصارية أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : ما أرى النساء يُذْكَرن بشيء» فنزلت هذه الآية .
وقال الواحدي : «قال مقاتل : بلغني أن أسماء بنت عُميس لما رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على نساء النبي فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قيل : لا ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار . قال : ومم ذلِك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بالخير كما يذكر الرجال فأنزل الله هذه الآية» .
فالمقصود من أصحاب هذه الأوصاف المذكورة النساءُ ، وأما ذِكْر الرجال فللإِشارة إلى أن الصنفين في هذه الشرائع سواء ليعلموا أن الشريعة لا تختص بالرجال لا كما كان معظم شريعة التوراة خاصاً بالرجال إلا الأحكام التي لا تتصور في غير النساء ، فشريعة الإِسلام بعكس ذلك الأصل في شرائعها أن تعم الرجال والنساء إلا ما نُصّ على تخصيصه بأحد الصنفين ، ولعل بهذه الآية وأمثالها تقرر أصل التسوية فأَغنى عن التنبيه عليه في معظم أقوال القرآن والسنة ، ولعل هذا هو وجه تعداد الصفات المذكورة في هذه الآية لئلا يتوهم التسوية في خصوص صفة واحدة .
وسُلك مسلك الإِطناب في تعداد الأوصاف لأن المقام لزيادة البيان لاختلاف أفهام الناس في ذلك ، على أن في هذا التعداد إيماء إلى أصول التشريع كما سنبينه في آخر تفسير هذه الآية .
وبهذه الآثار يظهر اتصال هذه الآيات بالتي قبلها . وبه يظهر وجه تأكيد هذا الخبر بحرف { إنَّ } لدفع شك من شك في هذا الحكم من النساء .
والمراد ب { المسلمين والمسلمات } من اتصف بهذا المعنى المعروف شرعاً . والإِسلام بالمعنى الشرعي هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامُ الصلاة وإيتاء الزكاة وصومُ رمضان وحج البيت ، ولا يعتبر إسلاماً إلا مع الإيمان . وذكرُ { المؤمنين والمؤمنات بعده للتنبيه على أن الإِيمان هو الأصل ، وقد تقدم الكلام عليه عند قوله تعالى : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } في البقرة ( 132 ) .
والمراد { بالمؤمنين والمؤمنات } الذين آمنوا . والإِيمان : أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويؤمن بالقَدر خيرِه وشره . وتقدم الكلام على الإِيمان في أوائل سورة البقرة .
و { والقانتين والقانتات } : أصحاب القنوت وهو الطاعة لله وعبادته ، وتقدم آنفا { ومن يقنت منكن لله ورسوله } [ الأحزاب : 31 ] و { الصادقين والصادقات } من حصَل منهم صدق القول وهو ضد الكذب ، والصدق كله حسن ، والكذب لا خير فيه إلا لضرورة . وشمل ذلك الوفاءَ بما يُلتزم به من أمور الديانة كالوفاء بالعهد والوفاء بالنذر ، وتقدم عند قوله تعالى : { أولئك الذين صدقوا } في سورة البقرة ( 177 ) .
{ وبالصابرين والصابرات } : أهل الصبر والصبر محمود في ذاته لدلالته على قوة العزيمة ، ولكن المقصود هنا هو تحمل المشاق في أمور الدين ، وتحمُّل المكاره في الذبّ عن الحوزة الإسلامية ، وتقدم مستوفى عند قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا } آخر سورة آل عمران ( 200 ) .
و { بالخاشعين والخاشعات } : أهلُ الخشوع ، وهو الخضوع للَّه والخوفُ منه ، وهو يرجع إلى معنى الإِخلاص بالقلب فيما يعمله المكلف ، ومطابقة ذلك لما يَظهر من آثاره على صاحبه . والمراد : الخشوع للَّه بالقلب والجوارح ، وتقدم في قوله تعالى : { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين } في سورة البقرة ( 45 ) .
و { بالمتصدقين والمتصدقات } : من يبذل الصدقة من ماله للفقراء ، وتقدم في قوله تعالى : { إلا من أمر بصدقة } في سورة النساء ( 114 ) . وفائدة ذلك للأمة عظيمة .
وأما ( الصائمون والصائمات ) فظاهرٌ ما في الصيام من تخلق برياضة النفس لطاعة الله ، إذ يترك المرء ما هو جبلي من الشهوة تقرباً إلى الله ، أي برهاناً على أن رضى الله عنه ألذُّ عنده من أشد اللذات ملازمة له .
وأما حفظ الفروج فلأن شهوة الفرج شهوة جبلية ، وهي في الرجل أشد ، وقد أثنى الله على الأنبياء بذلك فقال في يحيى { وحَصوراً } [ آل عمران : 39 ] وقال في مريم { والتي أحصنت فرجها } [ الأنبياء : 91 ] ، وهذا الحفظ له حدود سنتها الشريعة ، فالمراد : حفظ الفروج عن أن تستعمل فيما نهي عنه شرعاً ، وليس المراد : حفظها عن الاستعمال أصلاً وهو الرهبنة ، فإن الرهبنة مدحوضة في الإسلام بأدلة متواترة المعنى .
وأما ( الذاكرون والذاكرات ) فهو وصف صالح لأن يَكون من الذِّكر بكسر الذال وهو ذكر اللسان كالذي في قوله : { فاذكروني أذكُرْكُم } [ البقرة : 152 ] وقوله في الحديث : « ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي » ومن الذُّكر بضمها كما تقدم آنفاً في قوله : { واذكرن ما يتلى في بيوتكن }
[ الأحزاب : 34 ] ، والذي في قوله : { ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } [ آل عمران : 135 ] .
ومفعول و { الحافظات } محذوف دل عليه ما قبله من قوله : { والحافظين فروجهم } ، وكذلك مفعول و { الذاكرات } .
وقد اشتملت هذه الخصال العشر على جوامع فصول الشريعة كلها .
فالإِسلام : يجمع قواعد الدين الخمس المفروضةَ التي هي أعمال ، والإِيمان يجمع الاعتقادات القلبية المفروضة وهو شرط أعمال الإِسلام كلها ، قال تعالى : { ثم كان من الذين آمنوا } [ البلد : 17 ] .
والقنوت : يجمع الطاعات كلّها مفروضَها ومسنُونها ، وتركَ المنهيات والإقلاع عنها ممن هو مرتكبها ، وهو معنى التوبة ، فالقنوت هو تمام الطاعة ، فهو مساوٍ للتقوى . فهذه جوامع شرائع المكلفين في أنفسهم .
والصدق : يجمع كلّ عمل هو من موافقة القول والفعل للواقع في القضاء والشهادة والعقود والالتزامات وفي المعاملات بالوفاء بها وترك الخيانة ، ومطابقة الظاهر للباطن في المراتب كلّها . ومن الصدق صدق الأفعال .
والصبر : جامع لما يختص بتحمل المشاقّ من الأعمال كالجهاد والحسبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصحة المسلمين وتحمل الأذى في الله ، وهو خلق عظيم هو مفتاح أبواب محامد الأخلاق والآداب والإِنصاف من النفس .
والخشوع : الإخلاص بالقلب والظاهر ، وهو الانقياد وتجنب المعاصي ، ويدخل فيه الإِحسان وهو المفسر في حديث جبريل «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» . ويدخل تحت ذلك جميع القُرَب النوافل فإنها من آثار الخشوع ، ويدخل فيه التوبة مما اقترفه المرء من الكبائر إذ لا يتحقق الخشوع بدونها .
والتصدق : يحتوي جميع أنواع الصدقات والعطيات وبذل المعروف والإِرفاق .
والصوم : عبادة عظيمة ، فلذلك خُصصت بالذكر مع أن الفرض منه مشمول للإِسلام في قوله : { إن المسلمين والمسلمات } ويفي صوم النافلة ، فالتصريح بذكر الصوم تنويه به . وفي الحديث " قال الله تعالى : الصوم لي وأنا أجزي به " . وحفظ الفروج : أريد به حفظها عما ورد الشرع بحفظها عنه ، وقد اندرج في هذا جميع أحكام النكاح وما يتفرع عنها وما هو وسيلة لها .
وذكرُ اللَّه كما علمت له محملان :
أحدهما : ذكرهُ اللساني فيدخل فيه قراءة القرآن وطلب العلم ودراسته .
قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيَتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده " ففي قوله : «وذكرهم اللَّه» إيماء إلى أن الجزاء من جنس عملهم فدل على أنهم كانوا في شيء من ذِكر الله وقد قال تعالى : { فاذكروني أذكرْكُم } [ البقرة : 152 ] وقال فيما أخبر عنه رسولُه صلى الله عليه وسلم " وإن ذكرني في مَلأَ ذكرته في ملأ خير منهم " . وشمل ما يذكر عقب الصلوات ونحو ذلك من الأذكار .
والمحمل الثاني : الذكر القلبي وهو ذكر الله عند أمره ونهيه كما قال عمر بن الخطاب : أفضل من ذكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه ، وهو الذي في قوله تعالى :
{ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } [ آل عمران : 135 ] فدخل فيه التوبة ودخل فيها الارتداع عن المظالم كلها من القتل وأخذ أموال الناس والحِرابة والإِضرار بالناس في المعاملات . ومما يوضح شموله لهذه الشرائع كلها تقييده ب { كثيراً } لأن المرء إذا ذَكَر الله كثيراً فقد استغرق ذكره على المحملين جميعَ ما يُذكر الله عنده .
ويراعى في الاتصاف بهذه الصفات أن تكون جارية على ما حدده الشرع في تفاصيلها .
والمغفرة : عدم المؤاخذة بما فَرَط من الذنوب ، وقد تقدمت في قوله تعالى : { وإن لم تغفر لنا وترحمنا لكونن من الخاسرين } في سورة الأعراف ( 23 ) . واعلم أن عطف الصفات بالواو المفيد مجرد التشريك في الحكم دون حرفي الترتيب : الفاءِ وثم ، شأنه أن يكون الحكم المذكور معه ثابتاً لكل واحد اتصف بوصف من الأوصاف المشتق منها موصوفُه لأن أصل العطف بالواو أن يدل على مغايرة المعطوفات في الذات ، فإذا قلت : وجدت فيهم الكريم والشجاع والشاعر كان المعنى : أنك وجدتَ فيهم ثلاثة أُناس كل واحد منهم موصوف بصفة من المذكورات . وفي الحديث : فإن منهم المريض والضعيف وذا الحاجة أي أصحاب المرض والضعف والحاجة ، بخلاف العطف بالفاء كقوله تعالى : { والصافات صفاً فالزاجرات زجراً فالتاليات ذكراً } [ الصافات : 1 3 ] فإن الأوصاف المذكورة في تلك الآية ثابتة لموصوف واحد . ولهذا فحقّ جملة { أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً } أن تكون خبراً في المعنى عن كل واحد من المتعاطفات فكأنه قيل : إن المسلمين أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ، إن المسلمات أعدّ الله لهن مغفرة وأجراً عظيماً ، وهكذا . والفعل الواقع في جملة الخبر وهو فعل { أعد } قد تعدى إلى مفعول ومعطوف على المفعول فصحة الإِخبار به عن كل واحد من الموصوفات المتعاطفات باعتبار المعطوف على مفعوله واضحة لأن الأجر العظيم يصلح لأن يُعطى لكل واحد ويقبل التفاوت فيكون لكل من أصحاب تلك الأوصاف أجره على اتصافه به ويكون أجر بعضهم أوفر من أجر بعض آخر .
وأما صحة الإِخبار بفعل { أعد } عن كل واحد من المتعاطفات باعتبار المفعول وهو { مغفرة } فيمنع منه ما جاء من دلائل الكتاب والسنة الدالة على أن الذنوب الكبيرة التي فرطت لا يضمن غفرانها للمذنبين إلا بشرط التوبة من المُذنِب وعداً من الله بقوله : { كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم } [ الأنعام : 54 ] . وألحَقَت السنة بموجبات المغفرة الحجّ المبرور والجهاد في سبيل الله وأشياء أخرى .
والوجه في تفسير ذلك عندي : أن تُحمل كل صفة من هذه الصفات على عدم ما يعارضها مما يوجب التبعة ، أي سلامته من التلبس بالكبائر حملاً أُراعي فيه الجري على سَنَن القرآن في مثل مقام الثناء والتنويه بالمسلمين من اعتبار حال كمال الإِسلام كقوله :
{ أولئك هم المؤمنون حقاً } [ الأنفال : 4 ] فإنا لا نجد التفصيل بين أحوال المسلمين إلا في مقام التحذير من الذنوب .
والمرجع في هذا المحمل إلى بيان الإِجمال بالجمع بين أدلة الشريعة . وقد سكت جمهور المفسرين عن التصدّي لبيان مفاد هذا الوعد ولم يعرّج عليه فيما رأيت سوى صاحب «الكشاف» فجعل معنى قوله : { أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً } : أن الجامعين والجامعات لهذه الطاعات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ، وجعل واو العطف بمعنى المعية ، وجعل العطف على اعتبار المغايرة بين المتعاطفات في الأوصاف لا المغايرة بالذوات ، وهذا تكلّف وصنع باليد ، وتبعه البيضاوي وكثير . ويعكّر عليه أن جمع تلك الصفات لا يوجب المغفرة لأن الكبائر لا تسقطها عن صاحبها إلا التوبة ، إلا أن يضم إلى كلامه ضميمة وهي حمل { والذاكرين الله والذاكرات } على معنى المتصفين بالذكر اللساني والقلبي ، فيكون الذكر القلبي شاملاً للتوبة كما في قوله تعالى : { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللَّه فاستغفروا لذنوبهم } [ آل عمران : 135 ] فيكون الذين جمعوا هذه الخصال العشر قد حصلت لهم التوبة ، غير أن هذا الاعتذار عن الزمخشري لا يتجاوز هذه الآية ، فإن في القرآن آيات كثيرة مثلها يضيق عنها نطاق هذا الاعتذار ، منها قوله تعالى : { وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هوناً } إلى قوله : { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا } الآية في سورة الفرقان ( 63 ، 75 ) .
- إعراب القرآن : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
«إِنَّ الْمُسْلِمِينَ» إن واسمها المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة مستأنفة «وَالْمُسْلِماتِ» معطوفة «وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ» كل هذه الأسماء معطوفة على ما قبلها «فُرُوجَهُمْ» مفعول به للحافظين «وَالْحافِظاتِ» معطوف منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم «وَالذَّاكِرِينَ» معطوف «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به للذاكرين «كَثِيراً» صفة مفعول مطلق «وَالذَّاكِراتِ» معطوفة «أَعَدَّ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة خبر إن «لَهُمْ» متعلقان بأعد «مَغْفِرَةً» مفعول به «وَأَجْراً» معطوف «عَظِيماً» صفة.
- English - Sahih International : Indeed the Muslim men and Muslim women the believing men and believing women the obedient men and obedient women the truthful men and truthful women the patient men and patient women the humble men and humble women the charitable men and charitable women the fasting men and fasting women the men who guard their private parts and the women who do so and the men who remember Allah often and the women who do so - for them Allah has prepared forgiveness and a great reward
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(33:35) Surely *53 the men who submit (to Allah) and the women who submit (to Allah), *54 the men who have faith and the women who have faith, *55 the men who are obedient and the women who are obedient, *56 the men who are truthful and the women who are truthful; *57 the men who are steadfast and the women who are steadfast, *58 the men who humble themselves (to Allah) and the women who humble themselves (to Allah), *59 the men who give alms and the women who give alms, *60 the men who fast and the women who fast, *61 the men who guard their chastity and the women who guard their chastity, *62 the men who remember Allah much and the women who remember Allah much: *63 for them has Allah prepared forgiveness and a mighty reward. *64
- Français - Hamidullah : Les Musulmans et Musulmanes croyants et croyantes obéissants et obéissantes loyaux et loyales endurants et endurantes craignants et craignantes donneurs et donneuses d'aumône jeûnants et jeûnantes gardiens de leur chasteté et gardiennes invocateurs souvent d'Allah et invocatrices Allah a préparé pour eux un pardon et une énorme récompense
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß muslimische Männer und muslimische Frauen gläubige Männer und gläubige Frauen ergebene Männer und ergebene Frauen wahrhaftige Männer und wahrhaftige Frauen standhafte Männer und standhafte Frauen demütige Männer und demütige Frauen Almosen gebende Männer und Almosen gebende Frauen fa stende Männer und fastende Frauen Männer die ihre Scham hüten und Frauen die ihre Scham hüten und Allahs viel gedenkende Männer und gedenkende Frauen für all sie hat Allah Vergebung und großartigen Lohn bereitet
- Spanish - Cortes : Alá ha preparado perdón y magnífica recompensa para los musulmanes y las musulmanas los creyentes y las creyentes los devotos y las devotas los sinceros y las sinceras los pacientes y las pacientes los humildes y las humildes los que y las que dan limosna los que y las que ayunan los castos y las castas los que y las que recuerdan mucho a Alá
- Português - El Hayek : Quanto aos muçulmanos e às muçulmanas aos fiéis e às fiéis aos consagrados e às consagradas aos verazes e àsverazes aos perseverantes e às perseverantes aos humildes e às humildes aos caritativos e às caritativas aos jejuadores eàs jejuadoras aos recatados e às recatadas aos que se recordam muito de Deus e às que se recordam d'Ele saibam queDeus lhes tem destinado a indulgência e uma magnífica recompensa
- Россию - Кулиев : Воистину для мусульман и мусульманок верующих мужчин и верующих женщин покорных мужчин и покорных женщин правдивых мужчин и правдивых женщин терпеливых мужчин и терпеливых женщин смиренных мужчин и смиренных женщин подающих милостыню мужчин и подающих милостыню женщин постящихся мужчин и постящихся женщин хранящих целомудрие мужчин и хранящих целомудрие женщин и часто поминающих Аллаха мужчин и женщин Аллах уготовил прощение и великую награду
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
Воистину, для мусульман и мусульманок, верующих мужчин и верующих женщин, покорных мужчин и покорных женщин, правдивых мужчин и правдивых женщин, терпеливых мужчин и терпеливых женщин, смиренных мужчин и смиренных женщин, подающих милостыню мужчин и подающих милостыню женщин, постящихся мужчин и постящихся женщин, хранящих целомудрие мужчин и хранящих целомудрие женщин и часто поминающих Аллаха мужчин и женщин, Аллах уготовил прощение и великую награду.После того как упоминания о том, что супруги посланника Аллаха не похожи на остальных женщин и что их вознаграждение или наказание будет умножено, Всевышний Аллах упомянул о судьбе остальных верующих женщин и подчеркнул, что они получат вознаграждение наряду с мужчинами. Это вознаграждение уготовлено мусульманам и мусульманкам, которые душой и телом придерживаются законов Всевышнего, имеют правильные религиозные убеждения, выполняют повеления Аллаха и Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует, говорят правдивые речи и совершают праведные дела, терпеливо встречают трудности и несчастья, проявляют смирение и покорность перед Аллахом во время молитв и во всех других начинаниях, раздают обязательные и необязательные пожертвования, избегают прелюбодеяния и всех приводящих к нему грехов, а также часто поминают Аллаха, особенно перед восходом и закатом солнца и после обязательных намазов. А кто обладает прекрасными качествами, имеет правильные исламские убеждения, говорит правдивые слова, совершает праведные дела, приносит пользу себе и окружающим и избегает злых и скверных деяний, тот душой и телом придерживается всех предписаний религии и является добродетельным и верующим мусульманином. Такие люди своими хорошими деяниями искупают совершенные ими грехи, благодаря чему заслуживают прощения Господа. Однако наряду с прощением им также уготовано то, чего не видывал взор, чего не слышали уши, о чем даже не помышляла человеческая душа. Это - великое вознаграждение, обо всех прелестях которого не известно никому, кроме Всевышнего Дарителя. Господи, сделай нас в числе этих праведников!
- Turkish - Diyanet Isleri : Doğrusu erkek ve kadın müslümanlar erkek ve kadın müminler boyun eğen erkekler ve kadınlar doğru sözlü erkekler ve kadınlar sabırlı erkekler ve kadınlar gönülden bağlanan erkekler ve kadınlar sadaka veren erkekler ve kadınlar oruç tutan erkekler ve kadınlar iffetlerini koruyan erkekler ve kadınlar Allah'ı çok anan erkekler ve kadınlar işte Allah bunların hepsine mağfiret ve büyük ecir hazırlamıştır
- Italiano - Piccardo : In verità i musulmani e le musulmane i credenti e le credenti i devoti e le devote i leali e le leali i perseveranti e le perseveranti i timorati e le timorate quelli che fanno l'elemosina e quelle che fanno l'elemosina i digiunatori e le digiunatrici i casti e le caste quelli che spesso ricordano Allah e quelle che spesso ricordano Allah sono coloro per i quali Allah ha disposto perdono ed enorme ricompensa
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی پیاوان و ئافرهتانی موسوڵمان پیاوان و ئافرهتانی ئیمان دار پیاوان و ئافرهتانی ملکهچ و فهرمانبهردار پیاوان و ئافرهتانی ڕاستگۆ پیاوان و ئافرهتانی خۆگر پیاوان و ئافرهتانی لهخوا ترس پیاوان و ئافرهتانی بهخشهنده پیاوان و ئافرهتانی ڕۆژووان پیاوان و ئافرهتانی داوێن پاك و ئهو پیاو و ئافرهتانهی که زۆر یادی خوا دهکهن بهخشین و لێ بوردهیی و پاداشتی زۆر مهزن و بێ سنووریان لهلایهن خوای گهورهوه بۆ ئامادهکراوه ههر که دنیایان بهجێهێشت پێی شاد دهبن
- اردو - جالندربرى : جو لوگ خدا کے اگے سر اطاعت خم کرنے والے ہیں یعنی مسلمان مرد اور مسلمان عورتیں اور مومن مرد اور مومن عورتیں اور فرماں بردار مرد اور فرماں بردار عورتیں اور راست باز مرد اور راست باز عورتیں اور صبر کرنے والے مرد اور صبر کرنے والی عورتیں اور فروتنی کرنے والے مرد اور فروتنی کرنے والی عورتیں اور خیرات کرنے والے مرد اور اور خیرات کرنے والی عورتیں اور روزے رکھنے والے مرد اور روزے رکھنے والی عورتیں اور اپنی شرمگاہوں کی حفاظت کرنے والے مرد اور حفاظت کرنے والی عورتیں اور خدا کو کثرت سے یاد کرنے والے مرد اور کثرت سے یاد کرنے والی عورتیں۔ کچھ شک نہیں کہ ان کے لئے خدا نے بخشش اور اجر عظیم تیار کر رکھا ہے
- Bosanski - Korkut : Muslimanima i muslimankama i vjernicima i vjernicama i poslušnim muškarcima i poslušnim ženama i iskrenim muškarcima i iskrenim ženama i strpljivim muškarcima i strpljivim ženama i poniznim muškarcima i poniznim ženama i muškarcima koji dijele zekat i ženama koje dijele zekat i muškarcima koji poste i ženama koje poste i muškarcima koji o svojim stidnim mjestima vode brigu i ženama koje o svojim stidnim mjestima vode brigu i muškarcima koji često spominju Allaha i ženama koje često spominju Allaha – Allah je doista za sve njih oprost i veliku nagradu pripremio
- Swedish - Bernström : FÖR DE män och de kvinnor som har underkastat sig Guds vilja de troende männen och de troende kvinnorna de män och de kvinnor som visar sann fromhet de män och de kvinnor som älskar sanningen de män och de kvinnor som tåligt uthärdar motgång de män och de kvinnor som visar ödmjukhet de män och de kvinnor som ger åt de fattiga de män och de kvinnor som fastar de män och de kvinnor som lägger band på sin sinnlighet de män och de kvinnor som alltid har Gud i tankarna [för dem alla] har Gud i beredskap förlåtelse för deras synder och en rik belöning
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya lakilaki dan perempuan yang muslim lakilaki dan perempuan yang mukmin lakilaki dan perempuan yang tetap dalam ketaatannya lakilaki dan perempuan yang benar lakilaki dan perempuan yang sabar lakilaki dan perempuan yang khusyu' lakilaki dan perempuan yang bersedekah lakilaki dan perempuan yang berpuasa lakilaki dan perempuan yang memelihara kehormatannya lakilaki dan perempuan yang banyak menyebut nama Allah Allah telah menyediakan untuk mereka ampunan dan pahala yang besar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
(Sesungguhnya laki-laki dan perempuan yang muslim, laki-laki dan perempuan yang mukmin, laki-laki dan perempuan yang tetap dalam ketaatannya) (laki-laki dan perempuan yang benar) dalam keimanannya (laki-laki dan perempuan yang sabar) di dalam menjalankan ketaatan (laki-laki yang khusyuk) yang merendahkan diri (dan perempuan yang khusyuk, laki-laki dan perempuan yang bersedekah, laki-laki dan perempuan yang berpuasa, laki-laki dan perempuan yang memelihara kehormatannya) dari hal-hal yang diharamkan (laki-laki dan perempuan yang banyak menyebut nama Allah, Allah telah menyediakan untuk mereka ampunan) dari perbuatan-perbuatan maksiat yang pernah mereka lakukan (dan pahala yang besar) bagi amal ketaatan mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিশ্চয় মুসলমান পুরুষ মুসলমান নারী ঈমানদার পুরুষ ঈমানদার নারী অনুগত পুরুষ অনুগত নারী সত্যবাদী পুরুষ সত্যবাদী নারী ধৈর্য্যশীল পুরুষ ধৈর্য্যশীল নারী বিনীত পুরুষ বিনীত নারী দানশীল পুরুষ দানশীল নারী রোযা পালণকারী পুরুষ রোযা পালনকারী নারী যৌনাঙ্গ হেফাযতকারী পুরুষ যৌনাঙ্গ হেফাযতকারী নারী আল্লাহর অধিক যিকরকারী পুরুষ ও যিকরকারী নারীতাদের জন্য আল্লাহ প্রস্তুত রেখেছেন ক্ষমা ও মহাপুরষ্কার।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக முஸ்லிம்களான ஆண்களும் பெண்களும்; நன்னம்பிக்கை கொண்ட ஆண்களும் பெண்களும்; இறைவழிபாடுள்ள ஆண்களும் பெண்களும்; உண்மையே பேசும் ஆண்களும் பெண்களும்; பொறுமையுள்ள ஆண்களும் பெண்களும்; அல்லாஹ்விடம் உள்ளச்சத்துடன் இருக்கும் ஆண்களும் பெண்களும்; தர்மம் செய்யும் ஆண்களும் பெண்களும்; நோன்பு நோற்கும் ஆண்களும் பெண்களும்; தங்கள் வெட்கத்தலங்களை கற்பைக் காத்துக் கொள்ளும் ஆண்களும் பெண்களும்; அல்லாஹ்வை அதிகமதிகம் தியானம் செய்யும் ஆண்களும் பெண்களும் ஆகிய இவர்களுக்கு அல்லாஹ் மன்னிப்பையும் மகத்தான நற்கூலியையும் சித்தப்படுத்தியிருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริง บรรดาผู้นอบน้อมชายและหญิง บรรดาผู้ศรัทธาชายและหญิง บรรดาผู้ภักดีชายและหญิง บรรดาผู้สัตย์จริงชายและหญิง บรรดาผู้อดทนชายและหญิง บรรดาผู้ถ่อมตัวชายและหญิง บรรดาผู้บริจาคทานชายและหญิงบรรดาผู้ถือศีลอดชายและหญิง บรรดาผู้รักษาอวัยวะเพศของพวกเขาที่เป็นชายและหญิง บรรดาผู้รำลึกถึงอัลลอฮฺอย่างมากที่เป็นชายและหญิงนั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта муслимлар ва муслималар мўминлар ва мўминалар давомли итоаткор эркаклар ва давомли итоаткор аёллар садоқатли эркаклар ва садоқатли аёллар сабрли эркаклар ва сабрли аёллар тавозуъли эркаклар ва тавозуъли аёллар садақа қилгувчи эркаклар ва садақа қилгувчи аёллар рўза тутгувчи эркаклар ва рўза тутгувчи аёллар фаржларини сақловчи эркаклар ва фаржларини сақловчи аёллар Аллоҳни кўп зикр қилгувчи эркаклар ва Аллоҳни кўп зикр қилгувчи аёллар–ўшаларга Аллоҳ мағфиратни ва улуғ ажрни тайёрлаб қўйгандир
- 中国语文 - Ma Jian : 顺服的男女、信道的男女、服从的男女、诚实的男女、坚忍的男女、恭敬的男女、好施的男女、斋戒的男女、保守贞操的男女、常念真主的男女,真主已为他们预备了赦宥和重大的报酬。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya orangorang lelaki yang Islam serta orangorang perempuan yang Islam dan orangorang lelaki yang beriman serta orangorang perempuan yang beriman dan orangorang lelaki yang taat serta orangorang perempuan yang taat dan orangorang lelaki yang benar serta orangorang perempuan yang benar dan orangorang lelaki yang sabar serta orangorang perempuan yang sabar dan orangorang lelaki yang merendah diri kepada Allah serta orangorang perempuan yang merendah diri kepada Allah dan orangorang lelaki yang bersedekah serta orangorang perempuan yang bersedekah dan orangorang lelaki yang berpuasa serta orangorang perempuan yang berpuasa dan orangorang lelaki yang memelihara kehormatannya serta orangorang perempuan yang memelihara kehormatannya dan orangorang lelaki yang menyebut nama Allah banyakbanyak serta orangorang perempuan yang menyebut nama Allah banyakbanyak Allah telah menyediakan bagi mereka semuanya keampunan dan pahala yang besar
- Somali - Abduh : Raga Muslimiinta ah iyo Haweenka Muslimaadka ah Ragga Mu'miniinta ah iyo Haweenka Mu'minaadka ah Ragga Eebe adeeca iyo Haweenka adeeca Ragga Runlowga ah iyo Haweenka Runlowga ah Ragga Samra iyo Haweenka Samra Ragga u khushuuca Eebe iyo Haweenka u kushuuca Ragga Sadaqaysta iyo Haweenka Sadaqaysta Ragga Sooma iyo Haweenka Sooma Ragga isdhawra iyo Haweenka isdhawra iyo Ragga imbadan Eebe xusa iyo Haweenka inbadan xusa wuxuu Eebe u darbay Dambi dhaaf iyo ajir weyn
- Hausa - Gumi : Lalle Musulmi maza da Musulmi mãtã da muminai maza da muminai mãtã da mãsu tawãli'u maza da mãsu tawãlĩu mãtãda mãsu gaskiya maza da mãsu gaskiya mãtã da mãsu haƙuri maza da mãsu haƙuri mãtã da mãsu tsõron Allah maza da mãsu tsõron Allah mãtã da mãsu sadaka maza da mãsu sadaka mãtã da mãsu azumi maza da mãsu azumi mãtã da mãsu tsare farjõjinsu maza da mãsu tsare farjõjinsu mãtã da mãsu ambaton Allah da yawa maza da mãsu ambatonsa mãtã Allah Ya yi musu tattalin wata gãfara da wani sakamako mai girma
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Waislamu wanaume na Waislamu wanawake na Waumini wanaume na Waumini wanawake na wat'iifu wanaume na wat'iifu wanawake na wasemao kweli wanaume na wanawake na wanao subiri wanaume na wanawake na wanyenyekevu wanaume na wanawake na watoao sadaka wanaume na wanawake na wanao funga wanaume na wanawake na wanao jihifadhi tupu zao wanaume na wanawake na wanao mdhukuru Mwenyezi Mungu kwa wingi wanaume na wanawake Mwenyezi Mungu amewaandalia msamaha na ujira mkubwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë muslimanëve dhe muslimaneve dhe besimtarëve dhe besimtareve dhe të dëgjueshmëve dhe të dëshuteshmeve dhe të sinqertëve dhe të sinqertave dhe të durueshmëve dhe të durueshmeve dhe të përulurëve dhe të përulurave dhe atyre që japin lëmoshë dhe ato që japin lëmoshë dhe atyre që agjërojnë dhe ato që agjërojnë dhe ata që i ruajnë organet e tyre gjenitale dhe ato që i ruajnë organet e tyre gjenitale dhe të cilët e përmendin shpesh Perëndinë dhe të cilat e përmendin Perëndinë me të vërtetë për të gjithë këta Perëndia ka përgatitur falje dhe shpërblim të madh
- فارسى - آیتی : خدا براى مردان مسلمان و زنان مسلمان و مردان مؤمن و زنان مؤمن و مردان اهل طاعت و زنان اهل طاعت و مردان راستگوى و زنان راستگوى و مردان شكيبا و زنان شكيبا و مردان خداى ترس و زنان خداىترس و مردان صدقهدهنده و زنان صدقهدهنده و مردان روزهدار و زنان روزهدار و مردانى كه شرمگاه خود حفظ مىكنند و زنانى كه شرمگاه خود حفظ مىكنند و مردانى كه خدا را فراوان ياد مىكنند و زنانى كه خدا را فراوان ياد مىكنند، آمرزش و مزدى بزرگ آماده كرده است.
- tajeki - Оятӣ : Худо барои, мардони мусалмон ва занони мусалмон ва мардони мӯъмину занони мӯъмин ва мардони аҳли тоъату занони аҳли тоъат ва мардони ростгӯву занони ростгӯй ва мардони босабру занони босабр ва мардони худотарсу занони худотарс ва мардони садақадиҳандаву занони садақадиҳанда ва мардони рӯзадору занони рӯзадор ва мардоне, ки шармгоҳи худ ҳифз мекунанд ва заноне, ки шармгоҳи худ ҳифз мекунанд ва мардоне, ки Худоро фаровон. ёд мекунанд ва заноне ки Худоро фаровон ёд мекунанд, бахшоиш ва музде бузург омода кардааст!
- Uyghur - محمد صالح : مۇسۇلمان ئەرلەر ۋە مۇسۇلمان ئاياللارغا، مۆمىن ئەرلەر ۋە مۆمىن ئاياللارغا، تائەت - ئىبادەت قىلغۇچى ئەرلەر ۋە تائەت - ئىبادەت قىلغۇچى ئاياللارغا، راستچىل ئەرلەر ۋە راستچىل ئاياللارغا، سەۋر قىلغۇچى ئەرلەر ۋە سەۋر قىلغۇچى ئاياللارغا، خۇدادىن قورققۇچى ئەرلەر ۋە خۇدادىن قورققۇچى ئاياللارغا، سەدىقە بەرگۈچى ئەرلەر ۋە سەدىقە بەرگۈچى ئاياللارغا، روزا تۇتقۇچى ئەرلەر ۋە روزا تۇتقۇچى ئاياللارغا، نەپسىلىرىنى ھارامدىن ساقلىغۇچى ئەرلەر ۋە نەپسىلىرىنى ھارامدىن ساقلىغۇچى ئاياللارغا، اﷲ نى كۆپ زىكرى قىلغۇچى ئەرلەر ۋە اﷲ نى كۆپ زىكرى قىلغۇچى ئاياللارغا اﷲ مەغپىرەت ۋە كاتتا ساۋاب تەييارلىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിലുള്ള സമര്പ്പണം, സത്യവിശ്വാസം, ഭയഭക്തി, സത്യസന്ധത, ക്ഷമാശീലം, വിനയം, ദാനശീലം, വ്രതാനുഷ്ഠാനം, ലൈംഗിക വിശുദ്ധി എന്നിവ ഉള്ക്കൊള്ളുന്നവരും അല്ലാഹുവെ ധാരാളമായി സ്മരിക്കുന്നവരുമായ സ്ത്രീപുരുഷന്മാര്ക്ക് അവന് പാപമോചനവും മഹത്തായ പ്രതിഫലവും ഒരുക്കിവെച്ചിട്ടുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ان المنقادين لاوامر الله والمنقادات والمصدقين والمصدقات والمطيعين لله ورسوله والمطيعات والصادقين في اقوالهم والصادقات والصابرين عن الشهوات وعلى الطاعات وعلى المكاره والصابرات والخائفين من الله والخائفات والمتصدقين بالفرض والنفل والمتصدقات والصائمين في الفرض والنفل والصائمات والحافظين فروجهم عن الزنى ومقدماته وعن كشف العورات والحافظات والذاكرين الله كثيرا بقلوبهم والسنتهم والذاكرات اعد الله لهولاء مغفره لذنوبهم وثوابا عظيما وهو الجنه
*53) Presentation of this theme immediately after the foregoing paragraph contains a subtle allusion to the faet that the -instructions given above to the Holy Prophet's wives are not exclusively meant for them but the Muslim society as a whole should reform itself in accordance with them.
*54) "Who have surrendered themselves to Allah : Who have accepted Islam as a code of life for themselves, and have decided to follow it in their lives, and who have no wish to resist the Islamic way of life and thought, but have adopted the way of obedience and submission to it.
*55) "Who are believing": Whose obedience is not merely outward nor unwilling but who sincerely regard the guidance given by Islam as based on the truth whose faith is that the way shown by the Qur'an and the Holy Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) is the only right and straight way in following which alone lies their true success. That which has been declared as wrong by Allah and His Prophet is certainly wrong even according to their judgement and that which has been declared as right by AIlah and His Prophet is certainly right even according to their thinking and sense. Psychologically and intellectually also they do not regard as improper any injunction that has been enjoined by the Qur'an and Sunnah, and do not remain on the lookout to change it somehow to suit their own desire or mould it according to the current trends of the world, avoiding at the same time the blame that they have effected a change in the Command given by AIlah and His Prophet. The Holy Prophet has described the true state of faith in a Hadith in these words: "He who reconciled himself to Allah as his Lord and to Islam as his Way of Life and to Muhammad as his Messenger, has the true taste of Faith." (Muslim) In another Hadith, he has explained it thus: "None of you becomes a believer until the desires of his self become subordinate to what I have brought." (Sharh as-Sunnah)
*56) That is, "They do not rest content with mere belief but are obedient practically also. They are not the sort of the people who would honestly believe that what Allah and His Messenger have commanded was true but would violate it in practice: that they would sincerely regard what Allah and His Messenger have forbidden as bad but would go on following the same in practical life."
*57) That is, "They are truthful in their speech and honest in thou dealings. They do not deal in lies, deceptions, frauds and forgeries. They utter with their tongues only what their conscience approves as true. They practise and perfom only what they honestly find to be in accordance with righteousness and truth, and they arc honest in all their dealings with others."
*58) That is, "They patiently and steadfastly bear and face all the obstacles, dangers, difficulties and losses that they might have to encounter in following the right way taught by Allah and His Messenger and in establishing Allah's Religion in the world; no fear and no temptation and no lust of the self can succeed in diverting them from the right way."
*59) That is, "They arc free from pride, vanity and haughtiness: they havc full understanding of the reality that they arc servants and they havc no other position than that of servitude. Therefore, their hearts as well as their bodies remain bowed before Allah, dominated by fear of Him. They never display the attitude which is the hall-mark of the lives of those who are fearless of God and arc involved in arrogance. " From the sequence it appears that the mention of Khushu' (expression of humility) in particular along with the general attitude of the fear of God implies the Prayer, for the mention of the practice of charity and fast has been made just after it.
*60) This does not only imply payment of the obligatory Zakat, but it also includes general charity. It means to say that they spend their wealth freely in the way of Allah and they are not at aII niggardly in the matter of helping the servants of Allah as much as they can. No orphan and no sick or afflicted person, no weak or disabled person, no poor and needy one remains deprived of their support in their dwelling; and if there arises the need for monetary help for promoting the cause of Allah's Religion, they arc never miserly in expending their wealth for that purpose.
*61) This includes both the obligarory and the voluntary fasts.
*62) This has two meanings: (1) They refrain from adultery; and (2) they avoid nudity. One should also note that nudity dces not only mean being naked but it is also nudity to put on a thin dress which shows the body, or is so tight-fitting that it reveals aII the outlines of the body.
*63) "Remember Allah much" means that one should mention Allah's name in one way or other at aII times in every business of life. Man cannot develop such a state of the mind unless the thought of God becomes deeply embedded in his heart. When this idea has passed beyond his conscious mind and settled deep in his subconscious and unconscious mind, then only he will remember and mention God's name in whatever he does and in whatever he says. He will begin with bismillah when he eats and say al-hamdu lillah when he finishes; he will remember Allah when he goes to bed, and mention Allah's name when he gets up. In his conversation also he will again and again pronounce bismillah, al-hamdu-lillalh, insha-Allah, ma sha Allah, etc. and ask for Allah's help in every matter, and thank Him for every blessing. He will seek His mercy in every affliction, and turn to Him in every trouble. He will fear Him on encountering every evil, and ask for His forgiveness when he happens to havc committed an error and will pray to Him for fulfilment of every need. In short, in every state and in every business of life his function will be to remember Allah.
This. In fact, is the essence of the Islamic life. For all other acts of worship there is a prescribed time when they are performed, and one is free when one has performed them. But this is the worship which has no special time; it has to be performed constantly so that it links up the man's life with Allah and His service permanently. The other worships and religious acts themselves also become meaningful only when the heart of man remains inclined to Allah not only at the time when the act is actually being carried out but at aII times when the tongue is uttering Allah's name constantly. In such a state as this worship and religious acts develop and flourish in a man's life precisely in the same manner as a plant grows in a congenial climate and environment. Contrary to this, the example of the religious services and worships which are carried out only on special times and occasions in the life which is devoid of this constant remembrance of Allah is of the plant which has been planted in an un-congenial climate, and which is growing only due to the special attention and care of the gardener. This very thing has been explained by the Holy Prophet in a Hadith, thus:
"Mu'adh bin Anas Juhani relates that a person asked the Holy Prophet of Allah. who among those who fight in the way of AIlah will get the highest reward? He replied: The one who remembers Allah the most. The man asked: Who among the observers of the fast will get the highest reward? He replied: The one who remembers Allah the most. The man then asked the same question about the offerer of the Prayer, the payer of the Zakat and charities and the performer of Hajj and the Holy Prophet in every case gave the same answer, saying: He who remembers Allah the most." (Musnad Ahmad)
*64) This verse plainly tells what qualities and characteristics are of real worth in the sight of AIlah. These are the basic values of Islam which have been compressed into one sentence. As regards these, there is no difference between the man and woman. However, as for their life-activity, the two sexes have separate spheres to function. The males have to function in some particular spheres and the females in some others. But if they possess these qualities and characteristics equally, Allah will raise them to equal ranks and bless them with equal rewards. It will in no way affect their rank and reward if one carried out household chores and the other performed the duties of caliphate and enforced the Shari'ah injunctions; one reared children in the house and the other went to the battlefield and fought for the sake of Allah and His religion.