- عربي - نصوص الآيات عثماني : هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ۚ وكان بالمؤمنين رحيما
- عربى - التفسير الميسر : هو الذي يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته؛ ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإسلام، وكان بالمؤمنين رحيمًا في الدنيا والآخرة، لا يعذبهم ما داموا مطيعين مخلصين له.
- السعدى : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
أي: من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم، أن جعل من صلاته عليهم، وثنائه، وصلاة ملائكته ودعائهم، ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل، إلى نور الإيمان، والتوفيق، والعلم، والعمل، فهذه أعظم نعمة، أنعم بها على العباد الطائعين، تستدعي منهم شكرها، والإكثار من ذكر اللّه، الذي لطف بهم ورحمهم، وجعل حملة عرشه، أفضل الملائكة، ومن حوله، يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا فيقولون: { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُم وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِي السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
فهذه رحمته ونعمته عليهم في الدنيا.
- الوسيط لطنطاوي : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
وقوله - سبحانه - : ( هُوَ الذي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ . . ) استئناف جار مجرى التعليل لما قبله ، من الأمر بالإِكثار من الذكر ومن التسبيح .
والصلاة من الله - تعالى - على عباده معناها : الرحمة بهم ، والثناء عليهم ، كما أن الصلاة من الملائكة على الناس معناها : الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة .
قال القرطبى : قوله - تعالى - : ( هُوَ الذي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ ) . . قال ابن عباس : لما نزل : ( إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي . . ) قال المهاجرون والأنصار : هذا لك يا رسول الله خاصة ، وليس لنا فيه شئ ، فأنزل الله هذه الآية .
ثم قال القرطبى : قلت : وهذه نعمة من الله - تعالى على هذه الأمة من أكبر النعم ، ودليل على فضلها على سائر الأمم . وقد قال : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) والصلاة من الله على العبد هى رحمته له ، وبركته لديه . وصلاة الملائكة : دعاؤهم وللمؤمنين استغفارهم لهم ، كما قال - تعالى - : ( الذين يَحْمِلُونَ العرش وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ) وقوله : ( لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور ) متعلق بقوله : ( يُصَلِّي ) أى : يرحمكم - سبحانه - برحمته الواسعة ، ويسخر ملائكته للدعاء لكم ، لكى يخرجكم بفضله ومنته ، من ظلمات الظلال والكفر إلى النور والهداية والإِيمان .
( وَكَانَ ) - سبحانه - وما زال ( بالمؤمنين رَحِيماً ) رحمة عظيمة واسعة ، تشمل الدنيا والآخرة .
أما رحمته لهم فى الدنيا فمن مظاهرها : هدايته إياهم إلى الصراط المستقيم .
وأما رحمته - سبحانه - لهم فى الآخرة فمن مظاهرها : أنهم يأمنون من الفزع الأكبر .
وفى صحيح البخارى عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبى قد أخذت صبيا لها فألصقته إلى صدرها وأضعته فقال : " أترون هذه تلقى ولدها فى النار وهى تقدر على ذلك؟ قالوا : لا . قال : فوالله لله أرحم بعباده من هذه لولدها " " .
- البغوى : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) فالصلاة من الله : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار للمؤمنين .
قال السدي قالت بنو إسرائيل لموسى : أيصلي ربنا ؟ فكبر هذا الكلام على موسى ، فأوحى الله إليه : أن قل لهم : إني أصلي ، وإن صلاتي رحمتي ، وقد وسعت رحمتي كل شيء .
وقيل : الصلاة من الله على العبد هي إشاعة الذكر الجميل له في عباده . وقيل : الثناء عليه .
قال أنس : لما نزلت : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) قال أبو بكر : ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أشركنا فيه ، فأنزل الله هذه الآية .
قوله : ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) أي : من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان يعني : أنه برحمته وهدايته ودعاء الملائكة لكم أخرجكم من ظلمة الكفر إلى النور ( وكان بالمؤمنين رحيما )
- ابن كثير : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
وقوله : ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) : هذا تهييج إلى الذكر ، أي : إنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم ، كقوله تعالى : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) [ البقرة : 151 ، 152 ] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم "
والصلاة من الله ثناؤه على العبد عند الملائكة ، حكاه البخاري عن أبي العالية . ورواه أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عنه .
وقال غيره : الصلاة من الله : الرحمة [ ورد بقوله : ( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ) ]
وقد يقال : لا منافاة بين القولين والله أعلم .
وأما الصلاة من الملائكة ، فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار ، كقوله : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ) الآية . [ غافر : 7 - 9 ] .
وقوله : ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) أي : بسبب رحمته بكم وثنائه عليكم ، ودعاء ملائكته لكم ، يخرجكم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهدى واليقين . ( وكان بالمؤمنين رحيما ) أي : في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا : فإنه هداهم إلى الحق الذي جهله غيرهم ، وبصرهم الطريق الذي ضل عنه وحاد عنه من سواهم من الدعاة إلى الكفر أو البدعة وأشياعهم من الطغام . وأما رحمته بهم في الآخرة : فآمنهم من الفزع الأكبر ، وأمر ملائكته يتلقونهم بالبشارة بالفوز بالجنة والنجاة من النار ، وما ذاك إلا لمحبته لهم ورأفته بهم .
قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن حميد ، عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق ، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ ، فأقبلت تسعى وتقول : ابني ابني ، وسعت فأخذته ، فقال القوم : يا رسول الله ، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار . قال : فخفضهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " ولا الله ، لا يلقي حبيبه في النار " .
إسناده على شرط الصحيحين ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، ولكن في صحيح الإمام البخاري ، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي قد أخذت صبيا لها ، فألصقته إلى صدرها ، وأرضعته فقال : " أترون هذه تلقي ولدها في النار وهي تقدر على ذلك ؟ " قالوا : لا . قال : " فوالله ، لله أرحم بعباده من هذه بولدها " .
- القرطبى : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
قوله تعالى : هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما .
قوله تعالى : هو الذي يصلي عليكم قال ابن عباس : لما نزل إن الله وملائكته يصلون على النبي قال المهاجرون والأنصار : هذا لك يا رسول الله خاصة ، وليس لنا فيه شيء ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
قلت : وهذه نعمة من الله تعالى على هذه الأمة من أكبر النعم ، ودليل على فضلها على سائر الأمم . وقد قال : كنتم خير أمة أخرجت للناس . والصلاة من الله على العبد هي رحمته له وبركته لديه . وصلاة الملائكة : دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم ، كما قال : ويستغفرون للذين آمنوا وسيأتي . وفي الحديث : أن بني إسرائيل سألوا موسى عليه السلام : أيصلي ربك جل وعز ؟ فأعظم ذلك ، فأوحى الله جل وعز : ( إن صلاتي بأن رحمتي سبقت غضبي ) ذكره النحاس . وقال ابن عطية : وروت فرقة أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : يا رسول الله ، كيف صلاة الله على عباده . قال : ( سبوح قدوس - رحمتي سبقت غضبي ) . واختلف في تأويل هذا القول ، فقيل : إنه كلمة من كلام الله تعالى وهي صلاته على عباده . وقيل سبوح قدوس من كلام محمد صلى الله عليه وسلم وقدمه بين يدي نطقه باللفظ الذي هو صلاة الله وهو ( رحمتي سبقت غضبي ) من حيث فهم من السائل أنه توهم في صلاة الله على عباده وجها لا يليق بالله عز وجل ، فقدم التنزيه والتعظيم بين يدي إخباره .
قوله تعالى : ليخرجكم من الظلمات إلى النور أي من الضلالة إلى الهدى . ومعنى هذا التثبيت على الهداية ، لأنهم كانوا في وقت الخطاب على الهداية . وكان بالمؤمنين رحيما .
- الطبرى : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
وقوله ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) يقول تعالى ذكره: ربكم الذي تذكرونه الذكر الكثير وتسبحونه بكرة وأصيلا إذا أنتم فعلتم ذلك، الذي يرحمكم، ويثني عليكم هو ويدعو لكم ملائكته . وقيل: إن معنى قوله ( يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ): يشيع عنكم الذكر الجميل في عباد الله. وقوله ( لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) يقول: تدعو ملائكة الله لكم؛ فيخرجكم الله من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله ( اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ) يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله، قال فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ بالليل والنهار في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال. وقال: ( وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ) فإذا فعلتم ذلك؛ صلى عليكم هو وملائكته، قال الله عز وجل: ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ) صلاة الغداة، وصلاة العصر.
وقوله ( لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) أي: من الضلالات إلى الهدى.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) قال: من الضلالة إلى الهدى، قال: والضلالة الظلمات والنور: الهدى.
وقوله ( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) يقول تعالى ذكره: وكان بالمؤمنين به ورسوله ذا رحمة أن يعذبهم وهم له مطيعون، ولأمره متبعون.
- ابن عاشور : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)
تعليل للأمر بذكر الله وتسبيحه بِأن ذلك مجلبةٌ لانتفاع المؤمنين بجزاء الله على ذلك بأفضل منه من جنسه وهو صلاته وصلاة ملائكته . والمعنى : أنه يصلي عليكم وملائكته إذا ذكرتموه ذكراً بُكرة وأصيلاً .
وتقديم المسند إليه على الخير الفعلي في قوله : { هو الذي يصلي عليكم } لإِفادة التقوِّي وتحقيق الحكم . والمقصود تحقيق ما تعلق بفعل { يصلي } من قول { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } .
والصلاة : الدعاء والذكر بخير ، وهي من الله الثناء . وأمره بتوجيه رحمته في الدنيا والآخرة ، أي اذكروه ليذكركم كقوله : { فاذكروني أذكركم } [ البقرة : 152 ] وقوله في الحديث القدسي : « فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي وإن ذكَرَنِي في ملإِ ذكرتُه في ملإِ خيرٍ منهم » . وصلاة الملائكة : دعاؤهم للمؤمنين فيكون دعاؤهم مستجاباً عند الله فيزيد الذاكرين على ما أعطاهم بصلاته تعالى عليهم . ففِعل { يصلي } مسند إلى الله وإلى ملائكته لأن حرف العطف يفيد تشريك المعطوف والمعطوف عليه في العامل ، فهو عامل واحد له معمولان فهو مستعمل في القدر المشترك الصالح لصلاة الله تعالى وصلاة الملائكة الصادق في كلَ بما يليق به بحسب لوازم معنى الصلاة التي تتكيّف بالكيفية المناسبة لمن أسندت إليه .
ولا حاجة إلى دعوى استعمال المشترك في معنييه على أنه لا مانع منه على الأصح ، ولا إلى دعوى عموم المجاز . واجتلاب { يصلي } بصيغة المضارع لإِفادة تكرر الصلاة وتجددها كلما تجدد الذكر والتسبيح ، أو إفادة تجددها بحسب أسباب أخرى من أعمال المؤمنين وملاحظة إيمانهم .
وفي إيراد الموصول إشارة إلى أنه تعالى معروف عندهم بمضمون الصلة بحسب غالب الاستعمال : فإمّا لأن المسلمين يعلمون على وجه الإِجمال أنهم لا يأتيهم خير إلاّ من جانب الله تعالى ، فكل تفصيل لذلك الإجمال دخل في علمهم ، ومنه أنه يصلي عليهم ويأمر ملائكته بذلك ، وإمّا أن يكون قد سبق لهم علم بذلك تفصيلاً من قبل : فبعض آيات القرآن كقوله تعالى : { والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض } [ الشورى : 5 ] فقد علم المسلمون أن استغفار الملائكة للمؤمنين بأمر من الله تعالى لقوله تعالى : { ما من شفيع إلا من بعد إذنه } [ يونس : 3 ] ، والدعاء لأحد من الشفاعة له ، على أن من جملة صلة الموصول أن ملائكته يصلُّون على المؤمنين . وذلك معلوم من آيات كثيرة ، وقد يكون ذلك بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين فيما قبل نزول هذه الآية ، ويؤيد هذا المعنى قوله بعده { وكان بالمؤمنين رحيماً } كما يأتي قريباً .
واللام في قوله : { ليخرجكم } متعلقة ب { يصلي } . فعلم أن هذه الصلاة جزاء عاجل حاصل وقت ذكرهم وتسبيحهم .
والمراد ب { الظلمات } : الضلالة ، وبالنور : الهُدى ، وبإخراجهم من الظلمات : دوام ذلك والاستزادَة منه لأنهم لما كانوا مؤمنين كانوا قد خرجوا من الظلمات إلى النور { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } [ مريم : 76 ] .
وجملة { وكان بالمؤمنين رحيماً } تذييل .
ودلّ الإِخبار عن رحمته بالمؤمنين بإقحام فعل { كان } وخبرها لما تقتضيه { كان } من ثبوت ذلك الخبر له تعالى وتحققه وأنه شأن من شؤونه المعروف بها في آيات كثيرة .
ورحمته بالمؤمنين أعمّ من صلاته عليهم لأنها تشمل إسداء النفع إليهم وإيصال الخير لهم بالأقوال والأفعال والأَلطاف .
- إعراب القرآن : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
«هُوَ» ضمير منفصل مبتدأ «الَّذِي» خبر والجملة مستأنفة «يُصَلِّي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر والجملة صلة «عَلَيْكُمْ» متعلقان بيصلي «وَمَلائِكَتُهُ» معطوف على ما سبق «لِيُخْرِجَكُمْ» اللام لام التعليل والمضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وفاعله مستتر والكاف مفعول به «مِنَ الظُّلُماتِ» متعلقان بالفعل «إِلَى النُّورِ» متعلقان بالفعل أيضا «وَكانَ» كان والجملة معطوفة «بِالْمُؤْمِنِينَ» متعلقان بخبر كان المؤخر «رَحِيماً» خبر
- English - Sahih International : It is He who confers blessing upon you and His angels [ask Him to do so] that He may bring you out from darknesses into the light And ever is He to the believers Merciful
- English - Tafheem -Maududi : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(33:43) It is He Who lavishes His blessings on you and His angels invoke blessings on you that He may lead you out of darkness into light. He is Most Compassionate to the believers. *79
- Français - Hamidullah : C'est lui qui prie sur vous - ainsi que Ses Anges - afin qu'Il vous fasse sortir des ténèbres à la lumière; et Il est Miséricordieux envers les croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er ist es Der über euch den Segen spricht - und auch Seine Engel - damit Er euch aus den Finsternissen ins Licht hinausbringt; und Er ist zu den Gläubigen Barmherzig
- Spanish - Cortes : Él es Quien con Sus ángeles os a bendice para sacaros de las tinieblas a la luz Es misericordioso con los creyentes
- Português - El Hayek : Ele é Quem vos abençoa assim como fazem Seus anjos para tirarvos das trevas e levarvos para a luz; sabei que Eleé Misericordioso para com os fiéis
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто благословляет вас и Его ангелы также благословляют вас чтобы вывести вас из мраков к свету Он милосерден к верующим
- Кулиев -ас-Саади : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
Он - Тот, Кто благословляет вас, и Его ангелы также благословляют вас, чтобы вывести вас из мраков к свету. Он милосерден к верующим.- Turkish - Diyanet Isleri : Karanlıklardan aydınlığa çıkarmak için size rahmet ve istiğfar eden Allah ve melekleridir İnananlara merhamet eden O'dur
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che effonde le Sue benedizioni su di voi assieme ai Suoi angeli per trarvi dalle tenebre alla luce Egli è misericordioso per i credenti
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر ئهو زاته خۆی صلوات و ڕهحمهتی خۆیتان ههمیشهو بهردهوام بهسهردا دهبارێنێت ههروهها فریشتهکانیشی داوای لێخۆشبونتان بۆ دهکهن بۆ ئهوهی له تاریکستانهکان دهرتان بکات و ڕزگارتان بکات وه بتانخاته ناو نوورو ڕووناکی دینداریهوه له دنیادا وه بهههشتی بهرینی له قیامهتدا جا ئهو پهروهردگاره ههمیشهو بهردهوام بۆ ئیمانداران بهڕهحم و میهرهبان و دلۆڤانه
- اردو - جالندربرى : وہی تو ہے جو تم پر رحمت بھیجتا ہے اور اس کے فرشتے بھی۔ تاکہ تم کو اندھیروں سے نکال کر روشنی کی طرف لے جائے۔ اور خدا مومنوں پر مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : On vas blagosilja a i meleki Njegovi da bi vas iz tmina na svjetlo izveo – On je prema vjernicima samilostan –
- Swedish - Bernström : Det är Han och Hans änglar som välsignar er för att leda er ut ur mörkret till ljuset; och Hans barmhärtighet omsluter de troende
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dialah yang memberi rahmat kepadamu dan malaikatNya memohonkan ampunan untukmu supaya Dia mengeluarkan kamu dari kegelapan kepada cahaya yang terang Dan adalah Dia Maha Penyayang kepada orangorang yang beriman
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
(Dialah Yang memberi rahmat kepada kalian) yang membelaskasihani kalian (dan malaikat-Nya) memohonkan ampunan buat kalian (supaya Dia mengeluarkan kalian) supaya Dia terus menerus mengeluarkan kalian (dari kegelapan) yakni kekafiran (kepada cahaya) yaitu keimanan. (Dan adalah Dia Maha Penyayang kepada orang-orang yang beriman).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনিই তোমাদের প্রতি রহমত করেন এবং তাঁর ফেরেশতাগণও রহমতের দোয়া করেনঅন্ধকার থেকে তোমাদেরকে আলোকে বের করার জন্য। তিনি মুমিনদের প্রতি পরম দয়ালু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்களை இருளிலிருந்து வெளியேற்றி ஒளியின் பால் கொண்டுவருவதற்காக உங்கள் மீது அருள்புரிகிறவன் அவனே இன்னும் அவனுடைய மலக்குகளும் அவ்வாறே பிரார்த்திக்கின்றனர் மேலும் அவன் முஃமின்களிடம் மிக்க இரக்கமுடையவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระองค์คือผู้ทรงประทานความเมตตาให้แก่พวกเจ้า และมะลาอิกะฮฺของพระองค์ด้วย เพื่อพระองค์จะทรงนำพวกเจ้าออกจากความมืดทึบทั้งหลายสู่ความสว่าง และพระองค์ทรงเมตตาต่อบรรดาผู้ศรัทธาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : У сизларни зулматлардан нурга чиқариш учун Ўзи ҳам фаришталари ҳам саловот айтадир У мўминларга ўта меҳрибон бўлган зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 他怜悯你们,他的天神们为你们祈祷,以便他将你们从重重黑暗引入光明,他是怜悯信士的。
- Melayu - Basmeih : Dia lah yang memberi rahmat kepada kamu dan malaikatNya pula berdoa bagi kamu untuk mengeluarkan kamu dari gelapgelita kufur dan maksiat kepada cahaya yang terangbenderang iman dari taat; dan adalah Ia sentiasa Melimpahlimpah rahmatNya kepada orangorang yang beriman di dunia dan di akhirat
- Somali - Abduh : Eebana waa kan idiin naxariista Malaa'igtiisuna idiin ducayso si uu idiin ka bixiyo Nuurka waana kan u Naxariista Mu'miniinta
- Hausa - Gumi : Allah Shĩ ne Wanda ke tsarkake ku da mala'ikunSa sunã yi muku addu'a dõmin Ya fitar da ku daga duffai zuwa ga haske Kuma Allah Yã kasance Mai Jĩn ƙai ga mũminai
- Swahili - Al-Barwani : Yeye na Malaika wake ndio wanakurehemuni ili kukutoeni gizani mwende kwenye nuru Naye ni Mwenye kuwarehemu Waumini
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai është që ju mëshiron e – edhe engjëjt e Tij luten për ju që t’ju nxjerrin nga errësira në dritë Ai është mëshirues ndaj besimtarëve
- فارسى - آیتی : اوست كه خود و فرشتگانش بر شما درود مىفرستند تا شما را از تاريكى به روشنى برد، زيرا خداوند با مؤمنان مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Ӯст, ки Худ ва фариштагонаш бар шумо дурӯғ мефиристанд, то шуморо аз торикӣ ба равшанӣ барад, зеро Худованд ба мӯъминон меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرنى قاراڭغۇلۇقتىن نۇرغا (يەنى گۇمراھلىقتىن ھىدايەتكە) چىقىرىش ئۈچۈن، سىلەرگە رەھمەت قىلىپ تۇرىدۇ، ئۇنىڭ پەرىشتىلىرى سىلەرگە مەغپىرەت تەلەپ قىلىپ تۇرىدۇ، اﷲ مۆمىنلەرگە ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവനാണ് നിങ്ങള്ക്ക് കാരുണ്യമേകുന്നത്. അവന്റെ മലക്കുകള് നിങ്ങള്ക്ക് കാരുണ്യത്തിനായി അര്ഥിക്കുന്നു. നിങ്ങളെ ഇരുളില് നിന്ന് വെളിച്ചത്തിലേക്കു നയിക്കാനാണിത്. അല്ലാഹു സത്യവിശ്വാസികളോട് ഏറെ കരുണയുള്ളവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : هو الذي يرحمكم ويثني عليكم وتدعو لكم ملائكته ليخرجكم من ظلمات الجهل والضلال الى نور الاسلام وكان بالمومنين رحيما في الدنيا والاخره لا يعذبهم ما داموا مطيعين مخلصين له
*79) This is meant to make the Muslims realize this: 'The jealousy and malice of the disbelievers and hypocrites towards you is only due to the mercy that Allah has shown you through His Messenger. It is through him that you have been blessed with the faith, that you have come out from the darkness of unbelief and ignorance into the light of Islam, that you have developed the high moral and social qualities by virtue of which you stand distinguished above others. It is this which has filled the jealous people with malice and rage against the Messenger of Allah. However, in this state you should not adopt any unbecoming attitude which might alienate you from the mercy of Allah." The word Salat when used with the preposition 'ala by Allah in respect of the servants, it means mercy and kindness and compassion and when used by the angels in respect of the human beings, it means the prayer for mercy. That is, the angels pray to Allah to bless the human beings with His bounty and favours. Another meaning of yusalli 'alaikum is: "Allah biasses you with renown among the people and exalts you to a high rank so that the people begin to praise you and the angels begin to eulogize you."