- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَكَحْتُمُ ٱلْمُؤْمِنَٰتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍۢ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ۖ فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا عقدتم على النساء ولم تدخلوا بهن ثم طلقتموهن مِن قبل أن تجامعوهن، فما لكم عليهن مِن عدَّة تحصونها عليهن، فأعطوهن من أموالكم متعة يتمتعن بها بحسب الوسع جبرًا لخواطرهن، وخلُّوا سبيلهن مع الستر الجميل، دون أذى أو ضرر.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
يخبر تعالى المؤمنين، أنهم إذا نكحوا المؤمنات، ثم طلقوهن من قبل أن يمسوهن، فليس عليهن في ذلك، عدة يعتدها أزواجهن عليهن، وأمرهم بتمتيعهن بهذه الحالة، بشيء من متاع الدنيا، الذي يكون فيه جبر لخواطرهن، لأجل فراقهن، وأن يفارقوهن فراقًا جميلاً، من غير مخاصمة، ولا مشاتمة، ولا مطالبة، ولا غير ذلك.
ويستدل بهذه الآية، على أن الطلاق، لا يكون إلا بعد النكاح. فلو طلقها قبل أن ينكحها، أو علق طلاقها على نكاحها، لم يقع، لقوله: { إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ } فجعل الطلاق بعد النكاح، فدل على أنه قبل ذلك، لا محل له.
وإذا كان الطلاق الذي هو فرقة تامة، وتحريم تام، لا يقع قبل النكاح، فالتحريم الناقص، لظهار، أو إيلاء ونحوه، من باب أولى وأحرى، أن لا يقع قبل النكاح، كما هو أصح قَوْلي العلماء.
ويدل على جواز الطلاق، لأن اللّه أخبر به عن المؤمنين، على وجه لم يلمهم عليه، ولم يؤنبهم، مع تصدير الآية بخطاب المؤمنين.
وعلى جوازه قبل المسيس، كما قال في الآية الأخرى { لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ }
وعلى أن المطلقة قبل الدخول، لا عدة عليها، بل بمجرد طلاقها، يجوز لها التزوج، حيث لا مانع، وعلى أن عليها العدة، بعد الدخول.
وهل المراد بالدخول والمسيس، الوطء كما هو مجمع عليه؟ أو وكذلك الخلوة، ولو لم يحصل معها وطء، كما أفتى بذلك الخلفاء الراشدون، وهو الصحيح. فمن دخل عليها، وطئها، أم لا، إذا خلا بها، وجب عليها العدة.
وعلى أن المطلقة قبل المسيس، تمتع على الموسع قدره، وعلى المقتر قدره، ولكن هذا، إذا لم يفرض لها مهر، فإن كان لها مهر مفروض، فإنه إذا طلق قبل الدخول، تَنَصَّف المهر، وكفى عن المتعة، وعلى أنه ينبغي لمن فارق زوجته قبل الدخول أو بعده، أن يكون الفراق جميلاً، يحمد فيه كل منهما الآخر.
ولا يكون غير جميل، فإن في ذلك، من الشر المرتب عليه، من قدح كل منهما بالآخر، شيء كثير.
وعلى أن العدة حق للزوج، لقوله: { فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ } دل مفهومه، أنه لو طلقها بعد المسيس، كان له عليها عدة [وعلى أن المفارقة بالوفاة، تعتد مطلقًا، لقوله: { ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ } الآية]
وعلى أن من عدا غير المدخول بها، من المفارقات من الزوجات، بموت أو حياة، عليهن العدة.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
ثم عادت السورة الكريمة - بعد هذا الحديث الجامع عن وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم وعن فضله - إلى الحديث عن جانب من أحاكم الزواج والطلاق ، فقال - تعالى - : ( ياأيها الذين آمنوا إِذَا نَكَحْتُمُ . . . . ) .
والمراد بالنكاح هنا فى قوله ( إِذَا نَكَحْتُمُ ) العقد ، لأن الحديث فى حكم المرأة التى تم طلاقها قبل الدخول بها .
وهذا الحكم شامل للمؤمنات ولغيرهن كالكتابيات ، إلا أن الآية الكريمة خصت المؤمنات بالذكر ، للتنبيه على أن من ساق المؤمن أن لا ينكح إلا مؤمنة تخيرا للنطفة .
والعدة : هى الشئ المعدود . وعدة المرأة معناها : المدة التى بانقضائها يحل لها الزواج من شخص آخر ، غير الذى كان زوجا لها .
والمعنى : يا من آمنتم بالله - تعالى - حق الإِيمان ، ( إِذَا نَكَحْتُمُ المؤمنات ) أى : إذا عقدتم عليهن عقد النكاح ، ولم يبق بينكم وبينهن سوى الدخول بهن .
( ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ) أى : ثم طلقتموهن من قبل أن تجامعوهن .
قال الآلوسى : وفائدة المجئ بثم مع أن الحكم ثابت لمن تزوج امرأة وطلقها على الفور كثبوته لمن تزوجها وطلقها بعد مدة مديدة ، إزاحة ما عسى يتوهم أن تراخى الطلاق ، له دخل فى إيجاب العدة ، لاحتمال الملاقاة والجماع سرا . .
أى : أن الحكم الذى اشتملت عليه الآية الكريمة ، ثابت سواء تم الطلاق بعد عقد الزواج مباشرة ، أم بعده بمدة طويلة .
وفى التعبير عن الجماع بالمس كناية لطيفة . من شأنها أن تربى فى الإِنسان حسن الأدب ، وسلامة التعبير ، وتجنب النطق بالألفاظ التى تخدش الحياء .
وقوله : ( فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) جواب إذا ، وبيان للحكم المترتب على طلاق المرأة قبل الدخول بها .
أى : إذا طلقتموهن قبل الدخول بهن ، فلا عدة عليهن ، بل من حقهن أن يتزوجن بغيركم ، بعد طلاقكم لهن بدون التقيد بأية مدة من الزمان .
قال الجمل : وقوله : ( تَعْتَدُّونَهَا ) صفة لعدة . وتعتدونها تفتعلونها ، إما عن العد ، وإما عن الاعتداد ، أى : تحسبونها أو تستوفون عددها ، من قولك : عد فلان الدراهم فاعتدها ، أى : فاستوفى عددها . .
فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن المطلقة قبل الدخول بها لا عدة عليها إطلاقا بنص الكتاب وإجماع الأمة ، أما المطلقة بعد الدخول بها فعليها العدة إجماعا .
وقوله - سبحانه - : ( فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً ) بيان لما يجب على المؤمنين أن يفعلوه ، بالنسبة لمن طلقت قبل الدخول بها .
وأصل المتعة والمتاع ، ما ينتفع بها الإِنسان من مال أو كسوة أو غير ذلك . ثم أطلقت المتعة على ما يعطيه الرجل للمرأة من مال أو غيره عند طلاقها منه ، لتنتفع به ، جبرا لخاطرها ، وتعويضا لها عما نالها بسبب هذا الفراق .
وأصل التسريح : أن ترعى الإِبل السرح ، وهو شجر له ثمرة ، ثم أطلق على كل إرسال فى الرعى ، ثم على كل إرسال وإخراج .
والتسريح الجميل : هو الذى لا ضرر معه . وإنما معه الكلام الطيب ، والفعل الحسن .
والمعنى : إذا طلقتموهن قبل الدخول بهن ، فأعطوهن من المال ما يجبر خاطرهن ، وما يكون عوضا عن فراقهن .
. وأطلقوا سراحهن ليستأنفن حياة جديدة مع غيركم ، وساعدوهن على ذلك إن استطعتم ، فإن من شأن العقلاء ، يعاشروا أزواجهن بالمعروف ، وأن يفارقوهن - أيضا - بالمعروف .
ومن العلماء من يرى أن المتعة واجبة للمرأة على الرجل فى حال مفارقتها قبل الدخول بها ، لأن الآية الكريمة قد أمرت بذلك ، والأمر بقتضى الوجوب .
وقد بينا ذلك بالتفصيل عند تفسيرها لقوله - تعالى - فى سورة البقرة : ( لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النسآء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الموسع قَدَرُهُ وَعَلَى المقتر قَدَرُهُ مَتَاعاً بالمعروف حَقّاً عَلَى المحسنين وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَاْ الذي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح وَأَن تعفوا أَقْرَبُ للتقوى وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ومن مجموع هذه الآيات : نرى أحكم التشريعات ، وأسمى التوجيهات .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
قوله - عز وجل - : ( ياأيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ) فيه دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع لأن الله تعالى رتب الطلاق على النكاح ، حتى لو قال لامرأة أجنبية : إذا نكحتك فأنت طالق ، وقال : كل امرأة أنكحها فهي طالق ، فنكح ، لا يقع الطلاق . وهو قول علي ، وابن عباس ، وجابر ، ومعاذ ، وعائشة ، وبه قال سعيد بن المسيب ، وعروة ، وشريح وسعيد بن جبير ، والقاسم وطاوس ، والحسن ، وعكرمة ، وعطاء ، وسليمان بن يسار ، ومجاهد ، والشعبي ، وقتادة ، وأكثر أهل العلم رضي الله عنهم ، وبه قال الشافعي .
وروي عن ابن مسعود : أنه يقع الطلاق ، وهو قول إبراهيم النخعي ، وأصحاب الرأي .
وقال ربيعة ، ومالك ، والأوزاعي : إن عين امرأة يقع ، وإن عم فلا يقع .
وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال : كذبوا على ابن مسعود ، إن كان قالها فزلة من عالم في الرجل يقول : إن تزوجت فلانة فهي طالق ، يقول الله تعالى : " إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن " ، ولم يقل إذا طلقتموهن ثم نكحتموهن .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا الحسين بن محمد الديموري ، أخبرنا عمر بن أحمد بن القاسم النهاوندي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري بمكة ، أخبرنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا أيوب بن سويد ، أخبرنا ابن أبي ذئب عن عطاء ، عن جابر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا طلاق قبل النكاح " .
قوله - عز وجل - : ( من قبل أن تمسوهن ) تجامعوهن ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) تحصونها بالأقراء والأشهر ( فمتعوهن ) أي : أعطوهن ما يستمتعن به . قال ابن عباس : هذا إذا لم يكن سمى لها صداقا فلها المتعة ، فإن كان قد فرض لها صداقا فلها نصف الصداق ولا متعة لها .
وقال قتادة : هذه الآية منسوخة بقوله : " فنصف ما فرضتم " ( البقرة - 237 ) .
وقيل : هذا أمر ندب ، فالمتعة مستحبة لها مع نصف المهر .
وذهب بعضهم إلى إنها تستحق المتعة بكل حال لظاهر الآية .
( وسرحوهن سراحا جميلا ) خلوا سبيلهن بالمعروف من غير ضرار .
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
هذه الآية الكريمة فيها أحكام كثيرة . منها : إطلاق النكاح على العقد وحده ، وليس في القرآن آية أصرح في ذلك منها ، وقد اختلفوا في النكاح : هل هو - حقيقة - في العقد وحده ، أو في الوطء ، أو فيهما ؟ على ثلاثة أقوال ، واستعمال القرآن إنما هو في العقد والوطء بعده ، إلا في هذه الآية فإنه استعمل في العقد وحده; لقوله : ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) . وفيها دلالة لإباحة طلاق المرأة قبل الدخول بها .
وقوله : ( المؤمنات ) خرج مخرج الغالب; إذ لا فرق في الحكم بين المؤمنة والكتابية في ذلك بالاتفاق . وقد استدل ابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، والحسن البصري ، وعلي بن الحسين ، زين العابدين ، وجماعة من السلف بهذه الآية على أن الطلاق لا يقع إلا إذا تقدمه نكاح ; لأن الله تعالى قال : ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ) ، فعقب النكاح بالطلاق ، فدل على أنه لا يصح ولا يقع قبله . وهذا مذهب الشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وطائفة كثيرة من السلف والخلف ، رحمهم الله تعالى .
وذهب مالك وأبو حنيفة ، رحمهما الله ، إلى صحة الطلاق قبل النكاح ; فيما إذا قال : " إن تزوجت فلانة فهي طالق " . فعندهما متى تزوجها طلقت منه . واختلفا فيما إذا قال : " كل امرأة أتزوجها فهي طالق " . فقال مالك : لا تطلق حتى يعين المرأة . وقال أبو حنيفة ، رحمه الله : كل امرأة يتزوجها بعد هذا الكلام تطلق منه ، فأما الجمهور فاحتجوا على عدم وقوع الطلاق بهذه الآية .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن منصور المروزي ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا يونس - يعني ابن أبي إسحاق - سمعت آدم مولى خالد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : [ إذا قال ] : كل امرأة أتزوجها فهي طالق ، قال : ليس بشيء من أجل أن الله تعالى يقول : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ) الآية .
وحدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، حدثنا وكيع ، عن مطر ، عن الحسن بن مسلم بن يناق ، عن ابن عباس قال : إنما قال الله تعالى : ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ) ، ألا ترى أن الطلاق بعد النكاح ؟!
وهكذا روى محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال الله : ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن ) فلا طلاق [ قبل النكاح ] .
وقد ورد الحديث بذلك عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا طلاق لابن آدم فيما لا يملك " . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجه . وقال الترمذي : " هذا حديث حسن " . وهو أحسن شيء روي في هذا الباب . وهكذا روى ابن ماجه عن علي ، والمسور بن مخرمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا طلاق قبل نكاح " .
[ وفي الآية دليل على أن المسيس مطلق ، ويراد به الوطء ] .
وقوله : ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) : هذا أمر مجمع عليه بين العلماء : أن المرأة إذا طلقت قبل الدخول بها لا عدة عليها فتذهب فتتزوج في فورها من شاءت ، ولا يستثنى من هذا إلا المتوفى عنها زوجها ، فإنها تعتد منه أربعة أشهر وعشرا ، وإن لم يكن دخل بها بالإجماع أيضا .
وقوله : ( فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ) : المتعة هاهنا أعم من أن تكون نصف الصداق المسمى ، أو المتعة الخاصة إن لم يكن قد سمى لها ، قال الله تعالى : ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ) [ البقرة : 237 ] ، وقال ( لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين ) [ البقرة : 236 ] .
وفي صحيح البخاري ، عن سهل بن سعد وأبي أسيد ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أميمة بنت شراحيل ، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : إن كان سمى لها صداقا ، فليس لها إلا النصف ، وإن لم يكن سمى لها صداقا فأمتعها على قدر عسره ويسره ، وهو السراح الجميل .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا .
فيه سبع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن لما جرت قصة زيد وتطليقه زينب ، وكانت مدخولا بها ، وخطبها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها - كما بيناه - خاطب الله المؤمنين بحكم الزوجة تطلق قبل البناء ، وبين ذلك الحكم للأمة ، فالمطلقة إذا لم تكن ممسوسة لا عدة عليها بنص الكتاب وإجماع الأمة على ذلك . فإن دخل بها فعليها العدة إجماعا .
الثانية : النكاح حقيقة في الوطء ، وتسمية العقد نكاحا لملابسته له من حيث إنه طريق إليه . ونظيره تسميتهم الخمر إثما لأنه سبب في اقتراف الإثم . ولم يرد لفظ النكاح في كتاب الله إلا في معنى العقد ، لأنه في معنى الوطء ، وهو من آداب القرآن ، الكناية عنه بلفظ الملامسة والمماسة والقربان والتغشي والإتيان .
الثالثة : استدل بعض العلماء بقوله تعالى : ( ثم طلقتموهن ) وبمهلة ( ثم ) على أن الطلاق لا يكون إلا بعد نكاح وأن من طلق المرأة قبل نكاحها وإن عينها ، فإن ذلك لا يلزمه . وقال هذا نيف على ثلاثين من صاحب وتابع وإمام . سمى البخاري منهم اثنين وعشرين . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم لا طلاق قبل نكاح ومعناه : أن الطلاق لا يقع حتى يحصل النكاح . قال حبيب بن أبي ثابت : سئل علي بن الحسين رضي الله عنهما عن رجل قال لامرأة : إن تزوجتك فأنت طالق ؟ فقال : ليس بشيء ، ذكر الله عز وجل النكاح قبل الطلاق . وقالت طائفة من أهل العلم : إن طلاق المعينة الشخص أو القبيلة أو البلد لازم قبل النكاح ، منهم مالك وجميع أصحابه ، وجمع عظيم من علماء الأمة . وقد مضى في ( براءة ) الكلام فيها ودليل الفريقين . والحمد لله . فإذا قال : كل امرأة أتزوجها [ طالق ] وكل عبد أشتريه حر ، لم يلزمه شيء . وإن قال : كل امرأة أتزوجها إلى عشرين سنة ، أو إن تزوجت من بلد فلان أو من بني فلان فهي طالق ، لزمه الطلاق ما لم يخف العنت على نفسه في طول السنين ، أو يكون عمره في الغالب لا يبلغ ذلك ، فله أن يتزوج . وإنما لم يلزمه الطلاق إذا عمم لأنه ضيق على نفسه المناكح ، فلو منعناه ألا يتزوج لحرج وخيف عليه العنت . وقد قال بعض أصحابنا : إنه إن وجد ما يتسرر به لم ينكح ، وليس بشيء وذلك أن الضرورات والأعذار ترفع الأحكام ، فيصير هذا من حيث الضرورة كمن لم يحلف ، قاله ابن خويز منداد .
الرابعة : استدل داود - ومن قال بقوله - إن المطلقة الرجعية إذا راجعها زوجها قبل أن تنقضي عدتها ثم فارقها قبل أن يمسها ، أنه ليس عليها أن تتم عدتها ولا عدة مستقبلة ، لأنها مطلقة قبل الدخول بها . وقال عطاء بن أبي رباح وفرقة : تمضي في عدتها من طلاقها الأول - وهو أحد قولي الشافعي - ; لأن طلاقه لها إذا لم يمسها في حكم من طلقها في عدتها قبل أن يراجعها . ومن طلق امرأته في كل طهر مرة بنت ولم تستأنف . وقال مالك : إذا فارقها قبل أن يمسها إنها لا تبني على ما مضى من عدتها ، وإنها تنشئ من يوم طلقها عدة مستقبلة . وقد ظلم زوجها نفسه وأخطأ إن كان ارتجعها ولا حاجة له بها . وعلى هذا أكثر أهل العلم ، لأنها في حكم الزوجات المدخول بهن في النفقة والسكنى وغير ذلك ، ولذلك تستأنف العدة من يوم طلقت ، وهو قول جمهور فقهاء البصرة والكوفة ومكة والمدينة والشام . وقال الثوري : أجمع الفقهاء عندنا على ذلك .
الخامسة : فلو كانت بائنة غير مبتوتة فتزوجها في العدة ثم طلقها قبل الدخول فقد اختلفوا في ذلك أيضا ، فقال مالك والشافعي وزفر وعثمان البتي : لها نصف الصداق وتتم بقية العدة الأولى . وهو قول الحسن وعطاء وعكرمة وابن شهاب . وقال أبو حنيفة وأبو يوسف والثوري والأوزاعي ، : لها مهر كامل للنكاح الثاني وعدة مستقبلة . جعلوها في حكم المدخول بها لاعتدادها من مائه . وقال داود : لها نصف الصداق ، وليس عليها بقية العدة الأولى ولا عدة مستقبلة . والأولى ما قاله مالك والشافعي ، والله أعلم .
السادسة : هذه الآية مخصصة لقوله تعالى : والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ، ولقوله : واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر . وقد مضى في ( البقرة ) ، ومضى فيها الكلام في المتعة ، فأغنى عن الإعادة هنا . " وسرحوهن سراحا جميلا " فيه وجهان : أحدهما : أنه دفع المتعة بحسب الميسرة والعسرة ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه طلاقها طاهرا من غير جماع ، قاله قتادة . وقيل : فسرحوهن بعد الطلاق إلى أهلهن ، فلا يجتمع الرجل والمطلقة في موضع واحد .
السابعة : " فمتعوهن " قال سعيد : هي منسوخة بالآية التي في البقرة ، وهي قوله : وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم أي فلم يذكر المتعة . وقد مضى الكلام في هذا في ( البقرة ) مستوفى . وقوله ( وسرحوهن ) طلقوهن . والتسريح كناية عن الطلاق عند أبي حنيفة ، لأنه يستعمل في غيره فيحتاج إلى النية . وعند الشافعي صريح . وقد مضى في ( البقرة ) القول فيه فلا معنى للإعادة . ( جميلا ) سنة ، غير بدعة .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
القول في تأويل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا (49)
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ) يعني: من قبل أن تجامعوهن ( فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) يعني من إحصاء أقراء، ولا أشهر تحصونها عليهن؛(فَمَتِّعُوهُنَّ) يقول: أعطوهن ما يستمتعن به من عرض أو عين مال. وقوله ( وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا ) يقول: وخلوا سبيلهن تخلية بالمعروف، وهو التسريح الجميل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) فهذا في الرجل يتزوج المرأة، ثم يطلقها من قبل أن يمسها، فإذا طلقها واحدة بانت منه، ولا عدة عليها تتزوج من شاءت، ثم قرأ ( فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا ) يقول: إن كان سمى لها صداقا، فليس لها إلا النصف، فإن لم يكن سمى لها صداقا، متعها على قدر عسره ويسره، وهو السراح الجميل.
وقال بعضهم: المتعة في هذا الموضع منسوخة بقوله فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ .
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ...) إلى قوله (سَرَاحًا جَمِيلا) قال: قال سعيد بن المسيب: ثم نسخ هذا الحرف المتعة وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ .
حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، &; 20-284 &; قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب، قال: نسخت هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) قال: نسخت هذه الآية التي في البقرة .
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)
جاءت هذه الآية تشريعاً لحكم المطلقات قبل البناء بهن أن لا تلزمهن عِدَّة بمناسبة حدوث طلاق زيد بن حارثة زوجه زينب بنت جحش لتكون الآية مخصصة لآيات العدة من سورة البقرة ، فإن الأحزاب نزلت بعد البقرة ، وليخصص بها أيضاً آية العِدّة في سورة الطلاق النازلة بعدها لئلاَّ يظنّ ظانّ أن العدة من آثار العقد على المرأة سواء دخل بها الزوج أم لم يدخل . قال ابن العربي : وأجمع علماء الأمة على أن لا عدّة على المرأة إذا لم يدخل بها زوجها لهذه الآية .
والنكاح : هو العقد بين الرجل والمرأة لتكون زوجاً بواسطة وليها . وهو حقيقة في العقد لأن أصل النكاح حقيقة هو الضمّ والإِلصاق فشبه عقد الزواج بالالتصاق والضم بما فيه من اعتبار انضمام الرجل والمرأة فصارا كشيئين متّصلَيْن . وهذا كما سمي كلاهما زوجاً ، ولا يعرف في كلام العرب إطلاق النكاح على غير معنى العقد دون معنى الوطء ولذلك يقولون : نكحت المرأة فُلاناً ، أي تزوجته ، كما يقولون : نكح فلان امرأة . وزعم كثير من مدوِّني اللغة أن النكاح حقيقة في إدخال شيء في آخر . فأخذوا منه أنه حقيقة في الوطء ، ودرج على ذلك الأزهري والجوهري والزمخشري ، وهو بعيد ، وعلى ما بنوه أخطأ المتنبي في استعماله إذ قال :
أنكحتُ صم حصاها خُفّ يعملة ... تَغَشْمَرت بي إليكَ السهل والجبلا
ولا حجة في كلامه ، ولذلك تأوله أبو العلاء المعرّي في معجز أحمد بأنه أراد جمعت بين صم الحصى وخف اليعملة .
وتعليق الحكم في العِدَّة بالمؤمنات جرى على الغالب لأن نساء المؤمنين يومئذٍ لم يكنَّ إلا مؤمنات وليس فيهن كتابيات فينسحب هذا الحكم على الكتابية كما شملها حكم الاعتداد إذا وقع مسيسها بطرق القياس .
والمس والمسيس : كناية عن الوطء ، كما سمي ملامسة في قوله : { أو لامستم النساء } [ النساء : 43 ] .
والعِدّة بكسر العين : هي في الأصل اسم هيئة من العَدّ بفتح العين وهو الحساب فأطلقت العِدّة على الشيء المعدود ، يقال : جاء عِدة رجال ، وقال تعالى : { فعدة من أيام أخر } البقرة ( 184 ) . وغلب إطلاق هذا اللفظ في لسان الشرع على المدة المحددة لانتظار المرأة زواجاً ثانياً ، لأن انتظارها مدة معدودة الأزمان إما بالتعيين وإما بما يحدث فيها من طهر أو وضع حمل فصار اسمَ جنس ولذلك دخلت عليه { مِن } التي تدخل على النكرة المنفية لإِفادة العموم ، أي فما لكم عليهن من جنس العدة .
والخطاب في { لكم } للأزواج الذين نكحوا المؤمنات . وجعلت العدة لهم ، أي لأجلهم لأن المقصد منها راجع إلى نفع الأزواج بحفظ أنسابهم ولأنهم يملكون مراجعة الأزواج ما دُمْن في مدة العدّة كما أشار إليه قوله تعالى : { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً } [ الطلاق : 1 ] .
وقوله : { وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً } [ البقرة : 228 ] . ومع ذلك هي حق أوجبه الشرع ، فلو رام الزوج إسقاط العِدّة عن المطلقة لم يكن له ذلك لأن ما تتضمنه العِدّة من حفظ النسب مقصد من أصول مقاصد التشريع فلا يسقط بالإِسقاط .
ومعنى : { تعتدونها } تَعُدّونها عليهن ، أي تعدُّون أيّامها عليهن ، كما يقال : اعتدت المرأة ، إذا قضت أيام عِدّتها .
فصيغة الافتعال ليست للمطاوعة ولكنها بمعنى الفعل مثل : اضطُرّ إلى كذا . ومحاولة حمل صيغة المطاوعة على معروف معناها تكلف .
ويشبه هذا مَن راجع المعتدة في مدة عِدّتها ثم طلقها قبل أن يمَسَّها فإن المراجعة تشبه النكاح وليست عينه إذ لا تفتقر إلى إيجاب وقبول . وقد اختلف الفقهاء في اعتدادها من ذلك الطلاق ، فقال مالك والشافعي في أحد قوليه وجمهور الفقهاء : إنها تنشىء عِدة مستقبَلة من يومَ طلقها بعد المراجعة ولا تبني على عِدّتها التي كانت فيها لأن الزوج نقض تلك العدة بالمراجعة . ولعل مالكاً نظر إلى أن المسيس بعد المراجعة قد يخفى أمره بخلاف البناء بالزوجة في النكاح فلعله إنما أوجب استئناف العِدة لهذه التهمة احتياطاً للأنساب . وقال عطاء بن أبي رباح والشافعي في أحد قوليه وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي والحسن وأبو قلابة وقتادة والزهري : تبني على عدتها الأولى التي راجعها فيها لأن طلاقه بعد المراجعة ودون أن يمسها بمنزلة إرداف طلاق ثان على المرأة وهي في عدتها فإن الطلاق المردف لا اعتداد له بخصوصه . ونسب القرطبي إلى داود الظاهري أنه قال : المطلقة الرجعية إذا راجعها زوجها قبل أن تنقضي عِدّتها ثم فارقها قبل أن يمسها إنه ليس عليها أن تتمّ عدتها ولا عدةً مستقبلة لأنها مطلقة قبل الدخول بها ا ه . وهو غريب ، وكلام ابن حزم في «المحلَّى» صريح في أنها تبتدىء العِدة فلعله من قول ابن حزم وليس مذهب داود ، وكيف لو راجعها بعد يوم أو يومين من تطليقها فبماذا تعرف براءة رحمها .
وفاء التفريع في قوله : { فمتعوهن } لأن حكم التمتيع مقرّر من سورة البقرة ( 236 ) في قوله : { ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره } الخ . والمتعة : عطية يعطيها الزوج للمرأة إذا طلقها . وقد تقدم قوله تعالى : { لا جناح عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين } [ البقرة : 236 ] فلذلك جيء بالأمر بالتمتيع مفرعاً على الطلاق قبل المسيس .
وقد جعل الله التمتيع جبراً لخاطر المرأة المنكسرِ بالطلاق وتقدم في سورة البقرة أن المتعة حق للمطلقة سواء سمي لها صداق أم لم يسم بحكم آية سورة الأحزاب لأن الله أمر بالتمتيع للمطلقة قبل البناء مطلقاً فكان عمومها في الأحوال كعمومها في الذوات ، وليست آية البقرة بمعارضة لهذه الآية إذ ليس فيها تقييد بشرط يَقتضي تخصيص المتعة بالتي لم يسم لها صداق لأنها نازلةٌ في رفع الحرج عن الطلاق قبل البناء وقبل تسمية الصداق ، ثم أمرتْ بالمتعة لِتَينِك المطلقتين فالجمع بين الآيتين ممكن .
والسراح الجميل : هو الخلي عن الأذى والإِضرار ومنع الحقوق .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
«يا» أداة نداء «أَيُّهَا» منادى سبق إعرابها قريبا «الَّذِينَ» بدل أو عطف بيان «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «إِذا» ظرف زمان يتضمن معنى الشرط «نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ» ماض وفاعله والمؤمنات مفعوله والجملة مضاف إليه «ثُمَّ» عاطفة «طَلَّقْتُمُوهُنَّ» ماض والتاء فاعله والواو للإشباع والهاء مفعوله والجملة معطوفة «مِنْ قَبْلِ» متعلقان بطلقتموهن «أَنْ» أن ناصبة «تَمَسُّوهُنَّ» مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله والنون علامة جمع الإناث وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر مضاف إليه للظرف ومعنى تمسوهن أي تجامعوهن «فَما» الفاء رابطة للجواب وما نافية «لَكُمْ» متعلقان بالخبر المقدم المحذوف «عَلَيْهِنَّ» متعلقان بمحذوف حال «مِنْ» زائدة «عِدَّةٍ» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر «تَعْتَدُّونَها» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة صفة لعدة «فَمَتِّعُوهُنَّ» الفاء الفصيحة وأمر مبني على حذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله والنون علامة جمع الإناث «وَسَرِّحُوهُنَّ» معطوف على متعوهن «سَراحاً» مفعول مطلق «جَمِيلًا» صفة
- English - Sahih International : O You who have believed when you marry believing women and then divorce them before you have touched them then there is not for you any waiting period to count concerning them So provide for them and give them a gracious release
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا(33:49) Believers, when you marry believing women and then divorce them before you have touched them, *85 you may not require them to observe a waiting period that you might reckon against them. So make provision for them and release them in an honourable manner. *86
- Français - Hamidullah : O vous qui croyez Quand vous vous mariez avec des croyantes et qu'ensuite vous divorcez d'avec elles avant de les avoir touchées vous ne pouvez leur imposer un délai d'attente Donnez-leur jouissance [d'un bien] et libérez-les [par un divorce] sans préjudice
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt wenn ihr gläubige Frauen heiratet und euch hierauf von ihnen scheidet bevor ihr sie berührt habt dann dürft ihr für sie keine von euch berechnete Wartezeit aussetzen; gewährt ihnen eine Abfindung und gebt sie auf schöne Weise frei
- Spanish - Cortes : ¡Creyentes Si os casáis con mujeres creyentes y luego las repudiáis antes de haberlas tocado no tenéis por qué exigirles un período de espera ¡Proveedlas de lo necesario y dejadlas en libertad decorosamente
- Português - El Hayek : Ó fiéis se vos casardes com as fiéis e as repudiardes antes de haverdelas tocado não lhes exigias o cumprimento dotérmino estabelecido; dailhes um presente outrossim e libertaias decorosamente
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Если вы вступаете в брак с верующими женщинами а затем объявляете им развод до того как вы коснулись их то они не обязаны перед вами выжидать срок Одарите их и отпустите их красиво
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
О те, которые уверовали! Если вы вступаете в брак с верующими женщинами, а затем объявляете им развод до того, как вы коснулись их, то они не обязаны перед вами выжидать срок. Одарите их и отпустите их красиво.Всевышний сообщил верующим, что если они дают развод верующим женщинам до того, как вступили с ними в интимную близость, то разведенные жены не обязаны выдерживать срок идда до нового замужества. Для того чтобы утешить разведенных жен, Аллах повелел мужьям одаривать их мирскими благами и расставаться с ними без тяжбы, споров, брани, взаимных притязаний и тому подобного. Опираясь на этот аят, богословы утверждают, что развод считается действительным только в том случае, если он объявляется после бракосочетания. Если же муж объявил о разводе до бракосочетания, то такой развод считается недействительным. Также недействительным считается условие, которое ставит мужчина своей будущей жене, обещая развестись с ней в случае нарушения ею этого условия. А поскольку развод, подразумевающий окончательное расставание супругов, действителен только после бракосочетания, то все это в еще большей мере относится к языческому обряду расставания с женой, при котором язычники приравнивали жену к матери, и клятвенному обещанию не вступать в женой в интимную близость. И хотя между мусульманскими богословами существует разногласие по последнему вопросу, это мнение является наиболее достоверным. Этот аят также свидетельствует о том, что развод разрешается мусульманским шариатом. Обращаясь к мужьям, которые объявили развод своим женам, Всевышний назвал их верующими и не упрекнул их за подобный поступок. Развод можно объявлять до того, как муж вступил в интимную близость со своей женой. Об этом же говорится и в другом кораническом откровении: «На вас не будет греха, если вы разведетесь с женами, не коснувшись их и не установив для них обязательное вознаграждение (брачный дар)» (2:236). В этом случае разведенная жена не обязана выдерживать перед своим мужем срок идда до нового замужества и может выйти замуж сразу после того, как получит развод. Между мусульманскими богословами существует разногласие по поводу того, что же подразумевается под арабским глаголом «масса», который означает «прикасаться», «затрагивать», «познавать женщину». В русском тексте этот глагол переведен «разделить ложе». Существует мнение, что речь идет непосредственно об интимной близости. Однако многие ученые и праведные халифы говорили о том, что под этим подразумевается даже простое уединение. Последнее мнение является более достоверным, поэтому разведенная женщина обязана выдерживать срок идда до нового замужества, даже если она не вступала в интимную близость со своим мужем, а всего лишь уединилась с ним. Что касается материального обеспечения жен, разведенных до того, как муж уединился с нею, то его количество зависит от благосостояния мужа. Богатый муж должен сделать разведенной жене богатый подарок, а бедный муж должен одарить разведенную жену в соответствии со своими возможностями. Все это касается тех случаев, когда супруги еще не договорились о размере брачного дара (махра), который муж обязан выплатить жене при вступлении в брак. Если же его размер уже определен, то жене, разведенной до того, как муж уединился с нею, достается его половина. Разводящиеся супруги должны расставаться по-хорошему и говорить друг другу добрые слова, и при этом не имеет значения, уединился муж со своей женой или нет. Если же супруги не хотят расставаться по-хорошему, то это чревато скверными последствиями, взаимными оскорблениями и обидами. А что касается срока идда, в течение которого разведенная жена не имеет права выходить замуж, то это является обязанностью жены перед мужем. Об этом свидетельствуют слова Всевышнего «…то они не обязаны перед вами выжидать срок». Срок идда также обязаны выдерживать овдовевшие женщины. От этой обязанности освобождаются только разведенные жены, с которыми их мужья еще не уединились.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar Mümin kadınlarla nikahlanıp onları temasta bulunmadan boşadığınızda artık onlar için size iddet saymaya lüzum yoktur Kendilerine bağışta bulunarak onları güzellikle serbest bırakın
- Italiano - Piccardo : O credenti Quando sposate le credenti e poi divorziate da esse senza averle toccate non saranno obbligate a rispettare un periodo d'attesa Date loro qualcosa e date loro grazioso congedo
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهو کهسانهی باوهڕتان هێناوه ئهگهرئافرهتانی ئیماندارانتان مارهکرد لهوهودوا جیابوونهوهو تهڵاقدانتان پێش ئهوهی بچنه لایان ئهوه هیچ عـــدهو ماوهیهکیان ناوێ تا حیسابی بۆ بکهن و ماوهی چاوهڕوانی ناوێ بۆ ئهوهی شوو بکات به یهکێکی تر لهگهڵ ئهوهشدا ههندێك دیاریان پێشکهش بکهن و به جوانی دهستبهرداریان ببن
- اردو - جالندربرى : مومنو جب تم مومن عورتوں سے نکاح کرکے ان کو ہاتھ لگانے یعنی ان کے پاس جانے سے پہلے طلاق دے دو تو تم کو کچھ اختیار نہیں کہ ان سے عدت پوری کراو۔ ان کو کچھ فائدہ یعنی خرچ دے کر اچھی طرح سے رخصت کردو
- Bosanski - Korkut : O vjernici kad se vjernicama oženite a onda ih prije stupanja u bračni odnos pustite one nisu dužne čekati određeno vrijeme koje ćete vi brojati već ih darujte i lijepo ih otpremite
- Swedish - Bernström : TROENDE Om ni ingår äktenskap med troende kvinnor och sedan skiljer er från dem innan ni ännu rört dem skall ingen väntetid räknas för dem Ge dem då deras avskedsgåva och lös dem i godo från det äktenskapliga bandet
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang yang beriman apabila kamu menikahi perempuanperempuan yang beriman kemudian kamu ceraikan mereka sebelum kamu mencampurinya maka sekalisekali tidak wajib atas mereka 'iddah bagimu yang kamu minta menyempurnakannya Maka berilah mereka mut'ah dan lepaskanlah mereka itu dengan cara yang sebaikbaiknya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
(Hai orang-orang yang beriman! Apabila kalian menikahi perempuan-perempuan yang beriman, kemudian kalian ceraikan mereka sebelum kalian mencampurinya) menurut suatu qiraat lafal Tamassuuhunna dibaca Tumaassuuhunna, artinya sebelum kalian menyetubuhi mereka (maka sekali-kali tidak wajib atas mereka idah bagi kalian yang kalian minta menyempurnakannya) yaitu yang kalian hitung dengan quru' atau bilangan yang lainnya. (Maka berilah mereka mutah) artinya berilah mereka uang mutah sebagai pesangon dengan jumlah yang secukupnya. Demikian itu apabila pihak lelaki belum mengucapkan jumlah maharnya kepada mereka, apabila ternyata ia telah mengucapkan jumlahnya, maka uang mutah itu adalah separuh dari mahar yang telah diucapkannya. Demikianlah menurut pendapat Ibnu Abbas kemudian pendapatnya itu dijadikan pegangan oleh Imam Syafii (dan lepaskanlah mereka itu dengan cara yang sebaik-baiknya) yaitu dengan tanpa menimbulkan kemudaratan pada dirinya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মুমিনগণ তোমরা যখন মুমিন নারীদেরকে বিবাহ কর অতঃপর তাদেরকে স্পর্শ করার পূর্বে তালাক দিয়ে দাও তখন তাদেরকে ইদ্দত পালনে বাধ্য করার অধিকার তোমাদের নাই। অতঃপর তোমরা তাদেরকে কিছু দেবে এবং উত্তম পন্থায় বিদায় দেবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஈமான் கொண்டவர்களே முஃமினான பெண்களை நீங்கள் மணந்து பிறகு நீங்கள் அவர்களை தொடுவதற்கு முன்னமேயே 'தலாக்' செய்து விட்டீர்களானால் அவர்கள் விஷயத்தில் நீங்கள் கணக்கிடக் கூடிய இத்தத்தவணை ஒன்றும் உங்களுக்கு இல்லை ஆகவே அவர்களுக்குத் தக்கதாக ஏதேனும் கொடுத்து அழகான முறையில் அவர்களை விடுவித்து விடுங்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้บรรดาผู้ศรัทธาเอ๋ย เมื่อพวกเจ้าได้สมรสกับบรรดาหญิงผู้ศรัทธา แล้วพวกเจ้าได้หย่าพวกเธอก่อนที่พวกเจ้าจะแตะต้องตัวพวกเธอ คือร่วมหลับนอนกับพวกเธอ ดังนั้น สำหรับพวกเจ้าไม่มีสิทธิ์ ที่จะให้พวกเธออยู่ ในอิดดะฮฺ โดยที่พวกเจ้าจะนับเวลาการอยู่ในอิดดะฮฺ ฉะนั้น พวกเจ้าจงให้ผลประโยชน์แก่พวกเธอบ้าง แล้วปล่อยให้พวกเธอจากไปโดยดีงาม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Қачонки мўминаларни никоҳлаб олсангиз сўнгра уларни қўл теккизмай туриб талоқ қилсангиз улар зиммасида сиз учун идда ўтириш бўлмас Бас сиз уларни баҳраманд қилинг ва гўзал бўшатиш ила бўшатиб юборинг Бу ояти каримада ақди никоҳидан кейин эру хотинлик қилмай туриб бўладиган талоқ ҳақида сўз кетмоқда Бу ҳолат оз бўлсада ҳаётда учраб туради Никоҳдан сўнг қўл текизмай туриб яъни эру хотин сифатида хилватда ёлғиз қолмай туриб талоқ қилса келин идда ўтирмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 信道的人们啊!你们若娶信道的妇女,然后在交接前休了她们,那末,她们不该为你们而守限期,所以你们应当使她享受,应当让她们依礼而离去。
- Melayu - Basmeih : Wahai orangorang yang beriman apabila kamu berkahwin dengan perempuanperempuan yang beriman kemudian kamu ceraikan mereka sebelum kamu menyentuhnya maka tiadalah kamu berhak terhadap mereka mengenai sebarang idah yang kamu boleh hitungkan masanya Oleh itu berilah "mut'ah" pemberian sagu hati kepada mereka dan lepaskanlah mereka dengan cara yang sebaikbaiknya
- Somali - Abduh : Kuwa xaqa rumeeyow hadaad guursataan Haween Mu'minaad ah markaas aad furtaan taabasho horteed wax cidda ah kuma lihidin korkooda oy tirsan ee gacan mariya una siidaaya si quruxsan
- Hausa - Gumi : Yã ku waɗanda suka yi ĩmãni idan kun auri mũminai mãtã sa'an nan kuka sake su a gabãnin ku shãfe su to bã ku da wata idda da zã ku lissafa a kansu kuma ku yi musu kyautar jin dãɗi kuma ku sake su saki mai kyau
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Mkiwaoa wanawake Waumini kisha mkawapa t'alaka kabla ya kuwagusa basi hamna eda juu yao mtakayo ihisabu Basi wapeni cha kuwaliwaza na muwawache kwa kuwachana kwa wema
- Shqiptar - Efendi Nahi : O besimtarë kur të kurorëzoheni me besimtare e i lëshoni ato para se të keni marrëdhënie bashkëshortore ato nuk janë të obliguara ta presin afatin kohor që ju e numroni por dhuroni ato dhe i lëshoni në mënyrë të mirë njerëzore
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، چون زنان مؤمن را نكاح كرديد و پيش از آنكه با آنها نزديكى كنيد طلاقشان گفتيد، شما را بر آنها عدهاى نيست كه به سرآرند. پس آنان را برخوردار كنيد و به نيكوترين وجه رهايشان كنيد.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, чун занони мӯъминро никоҳ кардед, ва пеш аз он ки бо онҳо наздикӣ кунед, талоқашон гуфтед, шуморо бар онҳо иддае нест, ки бипоянд. Пас ононро ҳадя диҳед ва ба некӯтарин тарз раҳояшон кунед.
- Uyghur - محمد صالح : ئى مۆمىنلەر! سىلەر مۆمىن ئاياللارنى ئالساڭلار، ئاندىن ئۇلارغا يېقىنچىلىق قىلىشتىن بۇرۇن ئۇلارنى قويۇۋەتسەڭلار، بۇ چاغدا ئۇلار سىلەر ئۈچۈن ئىددەت تۈتماسلىقى كېرەك، ئۇلارغا ئاز - تولا نەرسە بېرىڭلار، ئۇلارنى چىرايلىقچە قويۇپ بېرىڭلار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിശ്വസിച്ചവരേ, നിങ്ങള് സത്യവിശ്വാസിനികളെ വിവാഹം കഴിക്കുകയും, പിന്നീട് അവരെ സ്പര്ശിക്കും മുമ്പായി വിവാഹമോചനം നടത്തുകയുമാണെങ്കില് നിങ്ങള്ക്കായി ഇദ്ദ ആചരിക്കേണ്ട ബാധ്യത അവര്ക്കില്ല. എന്നാല് നിങ്ങളവര്ക്ക് എന്തെങ്കിലും ജീവിതവിഭവം നല്കണം. നല്ല നിലയില് അവരെ പിരിച്ചയക്കുകയും വേണം.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اذا عقدتم على النساء ولم تدخلوا بهن ثم طلقتموهن من قبل ان تجامعوهن فما لكم عليهن من عده تحصونها عليهن فاعطوهن من اموالكم متعه يتمتعن بها بحسب الوسع جبرا لخواطرهن وخلوا سبيلهن مع الستر الجميل دون اذى او ضرر
*85) This sentence is explicit that the word nikah here has been used for the contract of marriage only. The lexicographers have greatly disputed over the real meaning of the Arabic word nikah. One section of them says that as a word it is common both for intercourse and for the contract of marriage. The second section says that in its meaning it is common for both. The third section opines that its real meaning is the contract of marriage and for intercourse it is used only figuratively. And the fourth section expresses the opinion that its real meaning is intercourse and for the contract of marriage it is used only figuratively. Each section has cited Arabic poetry in support of its view. But Raghib Isfahani has emphatically asserted this: "The real meaning of the word nikah is contract of marriage; it has been used for intercourse metaphorically. It is impossible that its real meaning be intercourse and may have been used for the contract of marriage only metaphorically." The argument he gives is that alI the words that have been actually coined for intercourse in Arabic, or in other languages of the world, arc obscene and vulgar. No gentleman would like to utter them in a civilized gathering. Therefore, it is not possible that a society should use the word which has actually been coined for this act for marriage as a metaphor. For conveying this meaning only chaste words have been used in every language of the world and not obscene words.
As far as the Qur'an and Sunnah arc concerned, nikah is a term, which either implies only contract of marriage, or intercourse after the contract of marriage; but it has nowhere been used for intercourse outside marriage. This kind of intercourse has been called zina (adultery) by the Qur'an and Sunnah and not nikah.
*86) This is a unique verse which was sent down probably in the same period respecting some case of divorce, and so inserted in this context. This shows that it was sent down after the preceding and before the following discourse. Below is given a summary of the legal injunctions that have been derived from this verse:'
(1) Although the word "believing women" has been used, which apparently may give the impression that the law enunciated in this verse is not applicable to the women of the people of the Book, yet all scholars are agreed that this very injunction is applicable to them also. That is, in case a Muslim has married such a woman, all the injunctions relating to her divorce, dower, waiting-period ('iddat) and provision at divorce are the same as of marriage with 'a believing woman. The scholars arc also agreed that Allah's mentioning the believing women here in particular is actually meant to tell the Muslims that only the believing women are suitable for them. That is, although it is permissible for them to marry Jewish and Christian women, it is not proper and commendable. In other words, the Qur'an seems to impress that Allah expects that the believers would marry only the believing women.
(2) The word mas (to touch) here has been used for intercourse by implication. Thus, the verse apparently implies that if the husband has not had intercourse with the woman, even though he has had seclusion with her and has even touched her with the hand, she will riot have to observe the waiting-term ( iddat) in case of divorce. But the jurists, for the sake of precaution, have decreed that if they have had seclusion proper (i.e. seclusion during which intercourse could be possible), waiting-period will have to be observed if divorce is pronounced after it, and the waiting-period would be annulled only in case divorce was pronounced before they have had the seclusion.
(3) The annulment of the waiting-period in case of divorce before the event of seclusion means that in this case the man forfeits his right to take the woman back as his wife, and the woman becomes entitled to marry anyone she likes immediately after the divorce. But it should be borne in mind that this applies only to the divorce which is pronounced' before the event of the seclusion. If a woman's husband dies before having had seclusion, the waiting-period that has to be observed after death will not be annulled, but she will have to pass the same waiting-period of four months and ten days as is obligatory for a married woman in normal conditions. ( 'Iddat is the waiting-period before the expiry of which a divorced woman or a widow is forbidden to remarry).
(4) The words "they do not have to fulfil a waiting-period for you", show that the waiting-period is a right of the tnan on the woman. But it dces not mean that this is only the man's right. It, in fact, includes two other rights as well: the right of the children, and the right of AIlah or of the Law. The man's right is on the ground that he has the right to take the woman back as his wife during the period, and also on the ground that the proof of the parentage of his children, which depends on the woman's being pregnant or otherwise, becomes established in the waiting-period. The reason for including the right of the children is that the proof of a child's parentage is necessary for the establishment of his legal rights and his moral status also depends on this that his parentage should not be doubtful. The reason for including the right of Allah (or the right of the Law) is that even if the people and their children become heedless of their rights, the Divine Law requires that their rights should be protected. That is why even if a man gives a warrant to a woman that after his death or after obtaining divorce from him, there will be no waiting-period binding on her from him, the Divine Law will in no case annul it.
(5) "Provide them with something and send them away with kindness"; The intention of this injunction would be fulfilled by acting in either of the two ways: If the dower had been fixed at the time of marriage, and then divorce pronounced before the event of seclusion proper, payment of half of the dower will be obligatory, as enjoined in AI-Baqarah: 237. To give more than what is obligatory is not binding but certainly commendable. For instance, it is commendable that besides paying half of the dower the man should Iet the woman retain the bridal garments, or any other articles that he had sent her for the occasion of marriage. But if no dower had been fixed at the time of marriage, it is obligatory to pay her something before scnding her away, and this "something" should be according to the status and financial means of the man, as has been enjoined in AlBaqarah: 236. One section of the scholars hold that something in any case has to be paid in case of divorce as an obligation whether dower has been fixed or not.
(6) "scnding off gracefullly" does not only mean that the woman should be provided with something on divorce but this also that separation should be adopted in a gentlemanly way, without any kind of vilification. If a man does not happen to like a woman, or there has been some other cause of complaint due to which he dces not want to keep the woman, he should divorcc her like a gentleman and send her away. He should not start mentioning her faults and relating his complaints against her before the people so as to also prejudice them against her. This instruction of the Qur'an clearly shows that annexing the enforcement of divorce to the permission of a local council or court is wholly against the wisdom and spirit of the Divine Law, for in that case there remains no chance of `sending her away gracefully", but defamation, revilement and vilification do inevitably result even if the man dces not so will. Moreover, the words of the verse also do not admit that the power of the man to divorce should be bound up with the permission of a local council or court. The verse is clearly giving the married man the power of divorce and placing on him alone the responsibility that if he wants to release the woman before touching her he must pay her half the dower as an obligation, or something else according to his means. From this the object of the verse clearly seems to be that in order to prevent divorce from being taken lightly the man should be placed under the burden of a financial responsibility so that he himself uses his power of divorce with sense, and there is no chance of an external interference in the internal affairs of the two families.
(7) Ibn 'Abbas, Said bin al-Musayyib, Hasan Basri, 'AIi bin al-Husain (Zain al-'Abidin), Imam Shafe'i and Imam Ahmad bin Hanbal have deduced from the words, 'when you marry...and then divorce ..." that divorce takes effect only when marriage has been contracted. Divorce before the contract of marriage ' is without effect. Therefore if a person says, "If I marry such and such a woman, or a woman of such and such a tribe or nation, or any other woman, she is divorced," it will be an absurd and meaningless thing; no divorce can take effect from this. The following Ahadith are presented in support of this view: "The son of Adam is not entitled to use his power of divorcc in respect of that which he dces not possess." (Ahmad, Abu Da'ud, Tirmidhi, Ibn Majah). And: "There is no divorcc before marriage." (Ibn Majah). But a great number of the jurists hold that this verse and these Ahadith apply in the case when a man says to a woman, who is not his wife, "You have divorce on you," or "I divorce you." Saying such a thing is no doubt absurd, and is of no legal consequence, but if he says, "If I marry you, you are divorced," this is not divorcing before the marriage, but the person is in fact declaring his intent that when the woman is married to him, she will stand divorced. Such a declaration cannot be absurd and without effect, but, as a matter of fact, whenever the woman is married to him, divorce will fall on her. The jurists who hold the view have further differed as to rite extent this kind of divorce will have effect.
Imam Abu Hanifah, Imam Muhammad and Imam Zufar hold that divorce will take place in any case whether a person specifics a woman or a tribe or a nation, or talks generally so as to say. 'Any woman whom I marry is divorced." Abu Bakr al-Jassas has cited the same opinion also from Hadrat 'Umar, 'Abdullah bin Mas'ud, Ibrahim Nakha'i, Mujahid and 'Umar bin 'Abdul 'Aziz (may Allah show mercy to them aII). Sufyan Thauri and 'Uthman al-Batti say that divorce will take place only in case the person says, "If I marry such and such a woman, she is divorced." Hasan bin Salih, Laith bin Sa'd and 'Amir ash-Sha'bi, say that such a divorce will take place even if something is said in general terms provided that a particular class of the people has been mentioned; for instance, if the person has said. "If I marry a woman of such and such a family, or such and such a tribe, or such and such city or country or nation, she is divorced."
Ibn Abi Laila and Imam Malik, disputing the above opinion, have added a condition that the time limit also should be determined. For example, if the man Said. " If I marry within this year or the ncxt ten years such and such a woman or a woman from such and such a class, she is divorced," divorce will take place, otherwise not. Imam Malik also adds that if the time limit is so long that the man is not expected to outlive it, Iris declaration will have no effect.