- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين يؤذون الله بالشرك أو غيره من المعاصي، ويؤذون رسول الله بالأقوال أو الأفعال، أبعدهم الله وطردهم مِن كل خير في الدنيا والآخرة، وأعدَّ لهم في الآخرة عذابًا يذلهم ويهينهم.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
لما أمر تعالى بتعظيم رسوله صلى اللّه عليه وسلم، والصلاة والسلام عليه، نهى عن أذيته، وتوعد عليها فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } وهذا يشمل كل أذية، قولية أو فعلية، من سب وشتم، أو تنقص له، أو لدينه، أو ما يعود إليه بالأذى. { لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا } أي: أبعدهم وطردهم، ومن لعنهم [في الدنيا] أنه يحتم قتل من شتم الرسول، وآذاه.
{ وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } جزاء له على أذاه، أن يؤذى بالعذاب الأليم، فأذية الرسول، ليست كأذية غيره، لأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يؤمن العبد باللّه، حتى يؤمن برسوله صلى اللّه عليه وسلم. وله من التعظيم، الذي هو من لوازم الإيمان، ما يقتضي ذلك، أن لا يكون مثل غيره.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
ثم توعد - سبحانه - الذين يسيئون إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بأى لون من ألوان الإِساءة فقال : ( إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدنيا والآخرة وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ) .
والمراد بأذى الله ورسوله : ارتكاب ما يبغضان ويكرهان من الكفر والفسوق والعصيان ، ويشمل ذلك ما قاله اليهود : عزير ابن الله ، ويد الله مغلولة ، وما قاله النصارى : من أن المسيح ابن الله ، كما يشمل ما قاله الكافرون فى الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه كاهن أو ساحر أو شاعر . .
وقيل : إن المقصود بالآية هنا : إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة ، وذكر الله - تعالى - معه للتشريف ، وللإِشارة إلى أن ما يؤذى الرسول يؤذى الله - تعالى - ، كما جعلت طاعة الرسول ، طاعة لله .
قال ابن كثير : والظهر أن الآية عامة فى كل من آذى الرسول صلى الله عليه وسلم بشئ ، فإن من آذاه فقد آذى الله ، ومن أطاعه فقد اطاع الله ، ففى الحديث الشريف : " الله الله فى أصحابى ، لاتتخذوهم غرضا بعدى ، فمن أحبهم فبحبى أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذانى ، ومن آذانى فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه " .
أى : إن الذين يؤذون الله - تعالى - ورسوله صلى الله عليه وسلم ، بارتكاب ما لا يراضه من كفر أو شرك أو فسوق أو عصيان . .
( لَعَنَهُمُ الله فِي الدنيا والآخرة ) أى : طرد الله - تعالى - هؤلاء الذين ارتبوا الأذى من رحمته ، وأبعدهم من رضاه فى الدنيا والآخرة .
( وَأَعَدَّ لَهُمْ ) - سبحانه - فى الآخرة ( عَذَاباً مُّهِيناً ) أى : عذابا يهينهم ويجعلهم محل الاحتقار والإِزدراء من غيرهم .
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
قوله - عز وجل - : ) ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) قال ابن عباس : هم اليهود والنصارى والمشركون . فأما اليهود فقالوا : عزير ابن الله ، ويد الله مغلولة ، وقالوا : إن الله فقير ، وأما النصارى فقالوا : المسيح ابن الله ، وثالث ثلاثة ، وأما المشركون فقالوا : الملائكة بنات الله ، والأصنام شركاؤه .
وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " يقول الله سبحانه وتعالى : شتمني عبدي ، يقول : اتخذ الله ولدا ، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد .
وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تعالى : "
يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " .وقيل : معنى "
يؤذون الله " يلحدون في أسمائه وصفاته .وقال عكرمة : هم أصحاب التصاوير .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا محمد بن العلاء ، أخبرنا ابن فضيل ، عن عمارة ، عن أبي زرعة ، سمع أبا هريرة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "
قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة " .وقال بعضهم : "
يؤذون الله " أي : يؤذون أولياء الله ، كقوله تعالى : " واسئل القرية " ( يوسف - 82 ) ، أي : أهل القرية .وروينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : قال الله تعالى : "
من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وقال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة " .ومعنى الأذى : هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه ، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم ، والله - عز وجل - منزه عن أن يلحقه أذى من أحد ، وإيذاء الرسول ، قال ابن عباس : هو أنه شج في وجهه وكسرت رباعيته . وقيل : شاعر ، ساحر ، معلم ، مجنون .
- ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
قول تعالى : متهددا ومتوعدا من آذاه ، بمخالفة أوامره وارتكاب زواجره وإصراره على ذلك ، وأذى رسوله بعيب أو تنقص ، عياذا بالله من ذلك .
قال عكرمة في قوله : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله ) : نزلت في المصورين .
وفي الصحيحين ، من حديث سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله ، عز وجل : يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، أقلب ليله ونهاره " .
ومعنى هذا : أن الجاهلية كانوا يقولون : يا خيبة الدهر ، فعل بنا كذا وكذا . فيسندون أفعال الله تعالى إلى الدهر ، ويسبونه ، وإنما الفاعل لذلك هو الله ، عز وجل ، فنهى عن ذلك . هكذا قرره الشافعي وأبو عبيد وغيرهما من العلماء ، رحمهم الله .
وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( يؤذون الله ورسوله ) : نزلت في الذين طعنوا [ على النبي صلى الله عليه وسلم ] في تزويجه صفية بنت حيي بن أخطب .
والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشيء ، ومن آذاه فقد آذى الله ، ومن أطاعه فقد أطاع الله ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا يونس ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن عبيدة بن أبي رائطة الحذاء التميمي ، عن عبد الرحمن [ بن زياد ] ، عن عبد الله بن المغفل المزني قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه " .
وقد رواه الترمذي من حديث عبيدة بن أبي رائطة ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن عبد الله بن المغفل ، به . ثم قال : وهذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
قوله تعالى : إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا .
فيه خمس مسائل :
الأولى : اختلف العلماء في أذية الله بماذا تكون ؟ فقال الجمهور من العلماء : معناه بالكفر ونسبة الصاحبة والولد والشريك إليه ، ووصفه بما لا يليق به ، كقول اليهود لعنهم الله : وقالت اليهود : يد الله مغلولة . والنصارى : المسيح ابن الله . والمشركون : الملائكة بنات الله والأصنام شركاؤه . وفي صحيح البخاري قال الله تعالى : ( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك . . ) الحديث . وقد تقدم في سورة ( مريم ) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال الله تبارك وتعالى : ( يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما ) . هكذا جاء هذا الحديث موقوفا على أبي هريرة في هذه الرواية . وقد جاء مرفوعا عنه ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ) أخرجه أيضا مسلم . وقال عكرمة : معناه بالتصوير والتعرض لفعل ما لا يفعله إلا الله بنحت الصور وغيرها ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لعن الله المصورين .
قلت : وهذا مما يقوي قول مجاهد في المنع من تصوير الشجر وغيرها ; إذ كل ذلك صفة اختراع وتشبه بفعل الله الذي انفرد به سبحانه وتعالى . وقد تقدم هذا في سورة ( النمل ) والحمد لله . وقالت فرقة : ذلك على حذف مضاف ، تقديره : يؤذون أولياء الله . وأما أذية رسوله صلى الله عليه وسلم فهي كل ما يؤذيه من الأقوال في غير معنى واحد ، ومن الأفعال أيضا . أما قولهم : ( فساحر . شاعر . كاهن . مجنون ) . وأما فعلهم : ( فكسر رباعيته وشج وجهه يوم أحد ، وبمكة إلقاء السلى على ظهره وهو ساجد ) إلى غير ذلك . وقال ابن عباس : نزلت في الذين طعنوا عليه حين اتخذ صفية بنت أبي حيي . وأطلق إيذاء الله ورسوله وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات ؛ لأن إيذاء الله ورسوله لا يكون إلا بغير حق أبدا . وأما إيذاء المؤمنين والمؤمنات فمنه ، ومنه :
الثانية : قال علماؤنا : والطعن في تأمير أسامة بن زيد أذية له عليه السلام . روى الصحيح عن ابن عمر قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمرته ; فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده . وهذا البعث - والله أعلم - هو الذي جهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أسامة وأمره عليهم وأمره أن يغزو ( أبنى ) وهي القرية التي عند مؤتة ، الموضع الذي قتل فيه زيد أبوه مع جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة . فأمره أن يأخذ بثأر أبيه فطعن من في قلبه ريب في إمرته ; من حيث إنه كان من الموالي ، ومن حيث إنه كان صغير السن ; لأنه كان إذ ذاك ابن ثماني عشرة سنة ; فمات النبي صلى الله عليه وسلم وقد برز هذا البعث عن المدينة ولم ينفصل بعد عنها ; فنفذه أبو بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثالثة : في هذا الحديث أوضح دليل على جواز إمامة المولى والمفضول على غيرهما ما عدا الإمامة الكبرى . وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم سالما مولى أبي حذيفة على الصلاة بقباء ، فكان يؤمهم وفيهم أبو بكر وعمر وغيرهم من كبراء قريش . وروى الصحيح عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان ، وكان عمر يستعمله على مكة فقال : من استعملت على هذا الوادي ؟ قال : ابن أبزى . قال : ومن ابن أبزى ؟ قال : مولى من موالينا . قال :
فاستخلفت عليهم مولى ! قال : إنه لقارئ لكتاب الله وإنه لعالم بالفرائض - قال - أما إن نبيكم قد قال : إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين .
الرابعة : كان أسامة رضي الله عنه الحب ابن الحب وبذلك كان يدعى ، وكان أسود شديد السواد ، وكان زيد أبوه أبيض من القطن . هكذا ذكره أبو داود عن أحمد بن صالح . وقال غير أحمد : كان زيد أزهر اللون وكان أسامة شديد الأدمة . ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسن أسامة وهو صغير ويمسح مخاطه ، وينقي أنفه ويقول : ( لو كان أسامة جارية لزيناه وجهزناه وحببناه إلى الأزواج ) . وقد ذكر أن سبب ارتداد العرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه لما كان عليه السلام في حجة الوداع بجبل عرفة عشية عرفة عند النفر ، احتبس النبي صلى الله عليه وسلم قليلا بسبب أسامة إلى أن أتاه ; فقالوا : ما احتبس إلا لأجل هذا ! تحقيرا له . فكان قولهم هذا سبب ارتدادهم . ذكره البخاري في التاريخ بمعناه . والله أعلم .
الخامسة : كان عمر رضي الله عنه يفرض لأسامة في العطاء خمسة آلاف ، ولابنه عبد الله ألفين ; فقال له عبد الله : فضلت علي أسامة وقد شهدت ما لم يشهد ! فقال : إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ، وأباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك ، ففضل رضي الله عنه محبوب رسول الله صلى الله عليه وسلم على محبوبه . وهكذا يجب أن يحب ما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغض من أبغض . وقد قابل مروان هذا الحب بنقيضه ; وذلك أنه مر بأسامة بن زيد وهو يصلي عند باب بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال له مروان : إنما أردنا أن نرى مكانك ، فقد رأينا مكانك ، فعل الله بك ! وقال قولا قبيحا . فقال له أسامة : إنك آذيتني ، وإنك فاحش متفحش ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله تعالى يبغض الفاحش المتفحش . فانظر ما بين الفعلين وقس ما بين الرجلين ، فقد آذى بنو أمية النبي صلى الله عليه وسلم في أحبابه ، وناقضوه في محابه .
قوله تعالى : ( لعنهم الله ) معناه أبعدوا من كل خير . واللعن في اللغة : الإبعاد ، ومنه اللعان . وأعد لهم عذابا مهينا تقدم معناه في غير موضع . والحمد لله رب العالمين .
- الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
يقول تعالى ذكره: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ) إن الذين يؤذون ربهم بمعصيتهم إياه، وركوبهم ما حرم عليهم، وقد قيل: إنه عنى بذلك أصحاب التصاوير؛ وذلك أنهم يرومون تكوين خلق مثل خلق الله.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد القرشي، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سلمة بن الحجاج، عن عكرمة قال: الذين يؤذون الله ورسوله هم أصحاب التصاوير.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة في قوله ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ) قال: يا سبحان الله ما زال أناس من جهلة بني آدم حتى تعاطوا أذى ربهم، وأما أذاهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فهو طعنهم عليه في نكاحه صفية بنت حيي فيما ذكر.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، &; 20-323 &; عن أبيه، عن ابن عباس في قوله ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ) قال: نـزلت في الذين طعنوا على النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حين اتخذ صفية بنت حيي بن أخطب.
وقوله (لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) يقول تعالى ذكره: أبعدهم الله من رحمته في الدنيا والآخرة وأعد لهم في الآخرة عذابًا يهينهم فيه بالخلود فيه.
- ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
لما أرشد الله المؤمنين إلى تناهي مراتب حُرمة النبي صلى الله عليه وسلم وتكريمه وحذّرهم مما قد يخفى على بعضهم من خفيّ الأذى في جانبه بقوله : { إن ذلكم كان يؤذي النبي } [ الأحزاب : 53 ] وقوله : { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله } [ الأحزاب : 53 ] وعلمهم كيف يعاملونه معاملة التوقير والتكريم بقوله : { ولا مستأنسين لحديث } [ الأحزاب : 53 ] وقوله : { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً } [ الأحزاب : 53 ] وقوله : { إن الله وملائكته يصلون على النبي } [ الأحزاب : 56 ] الآية ، وعلم أنهم قد امتثلوا أو تعلموا أردف ذلك بوعيد قوم اتسموا بسمات المؤمنين وكان من دأبهم السعي فيما يؤذي الرسول عليه الصلاة والسلام فأعلم الله المؤمنين بأن أولئك ملعونون في الدنيا والآخرة ليعلم المؤمنون أن أولئك ليسوا من الإِيمان في شيء وأنهم منافقون لأن مثل هذا الوعيد لا يعهد إلا للكافرين .
فالجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً لأنه يخطر في نفوس كثير ممن يسمع الآيات السابقة أن يتساءلوا عن حال قوم قد علم منهم قلة التحرز من أذى الرسول صلى الله عليه وسلم بما لا يليق بتوقيره .
وجيء باسم الموصول للدلالة على أنهم عرفوا بأن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم من أحوالهم المختصة بهم ، ولدلالة الصلة على أن أذى النبي صلى الله عليه وسلم هو علة لعنهم وعذابهم .
واللعن : الإِبعاد عن الرحمة وتحقير الملعون . فهم في الدنيا محقرون عند المسلمين ومحرومون من لطف الله وعنايته ، وهم في الآخرة محقرون بالإِهانة في الحشر وفي الدخول في النار .
والعذاب المهين : هو عذاب جهنم في الآخرة وهو مهين لأنه عذاب مشوب بتحقير وخزي .
والقرن بين أذى الله ورسوله للإِشارة إلى أن أذى الرسول صلى الله عليه وسلم يُغضب الله تعالى فكأنه أذى لله .
وفعل { يؤذون } معدى إلى اسم الله على معنى المجاز المرسل في اجتلاب غضب الله وتعديته إلى الرسول حقيقة . فاستعمل { يؤذون } في معنييه المجازي والحقيقي .
ومعنى هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " من آذاني فقد آذى الله " وأذى الرسول عليه الصلاة والسلام يحصل بالإِنكار عليه فيما يفعله ، وبالكيد له ، وبأذى أهله مثل المتكلمين في الإِفك ، والطاعنين أعماله ، كالطعن في إمارة زيد وأسامة ، والطعن في أخذه صفية لنفسه . وعن ابن عباس «إنها نزلت في الذين طعنوا في اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت حييّ لنفسه» .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
«إِنَّ الَّذِينَ» إن واسم والموصول اسمها «يُؤْذُونَ اللَّهَ» مضارع والواو فاعله ولفظ الجلالة مفعوله «وَرَسُولَهُ» معطوف والجملة صلة «لَعَنَهُمُ اللَّهُ» ماض والهاء مفعوله ولفظ الجلالة فاعله والجملة خبر «فِي الدُّنْيا» متعلقان بلعنهم «وَالْآخِرَةِ» معطوفة على ما سبق «وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً» ماض ومفعوله وفاعله مستتر والجار والمجرور متعلقان بأعد «مُهِيناً» صفة
- English - Sahih International : Indeed those who abuse Allah and His Messenger - Allah has cursed them in this world and the Hereafter and prepared for them a humiliating punishment
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا(33:57) Verily those who cause annoyance to Allah and His Messenger ' Allah has cursed them in this world and in the Hereafter and has prepared for them a humiliating chastisement. *108
- Français - Hamidullah : Ceux qui offensent Allah et Son messager Allah les maudit ici-bas comme dans l'au-delà et leur prépare un châtiment avilissant
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Diejenigen die Allah und Seinem Gesandten Leid zufügen verflucht Allah im Diesseits und Jenseits und für sie hat Er schmachvolle Strafe bereitet
- Spanish - Cortes : A los que molestan a Alá y a Su Enviado Alá les ha maldecido en la vida de acá y en la otra y les ha preparado un castigo humillante
- Português - El Hayek : Em verdade àqueles que molestam Deus e Seu Mensageiro Deus os amaldiçoará neste mundo e no outro e temlhespreparado um afrontoso castigo
- Россию - Кулиев : Воистину тех которые поносят Аллаха и Его Посланника Аллах проклял в этом мире и в Последней жизни и уготовил им унизительные мучения
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
Воистину, тех, которые поносят Аллаха и Его посланника, Аллах проклял в этом мире и в Последней жизни и уготовил им унизительные мучения.После ниспослания повеления восхвалять, благословлять и приветствовать Своего посланника, да благословит его Аллах и приветствует, Всевышний Аллах запретил оскорблять и поносить его и пригрозил покарать каждого, кто осмелится оскорбить посланника Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, словом или делом. Всевышний проклял каждого, кто злословит в адрес Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, пытается умалить его достоинство или оскорбляет его религию. Это проклятие означает, что Аллах лишил этих нечестивцев Своей милости в земном мире и предписал правоверным казнить их. А в Последней жизни Он уготовил для них мучительное наказание, которое будет справедливым возмездием за обиды и оскорбления, которые они нанесли посланнику Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует. Воистину, поносить его и поносить остальных людей - не одно и то же. Ни один человек не уверует в Аллаха, пока не уверует в Его посланника, да благословит его Аллах и приветствует, и почтительное отношение к нему является обязанностью каждого правоверного мусульманина. Тем не менее, оскорбление и поношение верующих также является великим грехом, и поэтому далее Аллах сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'ı ve Peygamber'ini incitenlere Allah dünyada da ahirette de lanet eder; onlara alçaltıcı bir azap hazırlar
- Italiano - Piccardo : Coloro che offendono Allah e il Suo Messaggero sono maledetti da Allah in questa vita e nell'altra [Allah] ha preparato per loro un castigo avvilente
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان ئهوانهی ئازاری خواو پێغهمبههکهی دهدهن مهبهست ئازاردانی پێغهمبهره صلی الله علیه وسلم یان ئهوانهی که هاوهڵ بۆ خوا بڕیار دهدهن و کوفر دهکهن و جوێنی پێدهدهن خوا نهفرینی لێکردوون له دونیاو قیامهتدا سزایهکی زۆر خهجاڵهتئاوهرو سهرشۆڕکهریشی بۆ ئاماده کردوون
- اردو - جالندربرى : جو لوگ خدا اور اس کے پیغمبر کو رنج پہنچاتے ہیں ان پر خدا دنیا اور اخرت میں لعنت کرتا ہے اور ان کے لئے اس نے ذلیل کرنے والا عذاب تیار کر رکھا ہے
- Bosanski - Korkut : One koji Allaha i Poslanika Njegova budu vrijeđali Allah će i na ovome i na onome svijetu prokleti i sramnu im patnju pripremiti
- Swedish - Bernström : Gud fördömer dem som smädar och sårar Honom och Hans Sändebud och Han utestänger dem från Sin nåd i detta liv och i det kommande; Han har ett förnedrande straff i beredskap för dem
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang yang menyakiti Allah dan RasulNya Allah akan melaknatinya di dunia dan di akhirat dan menyediakan baginya siksa yang menghinakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا
(Sesungguhnya orang-orang yang menyakiti Allah dan Rasul-Nya) mereka adalah orang-orang kafir, mereka mensifati Allah dengan sifat-sifat yang Dia Maha Suci daripadanya, yaitu mempunyai anak dan mempunyai sekutu, kemudian mereka mendustakan rasul-Nya. (Allah akan melaknatinya di dunia dan di akhirat) yakni menjauhkannya dari rahmat-Nya (dan menyediakan baginya siksa yang menghinakan) siksaan yang menghinakan yaitu neraka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা আল্লাহ ও তাঁর রসূলকে কষ্ট দেয় আল্লাহ তাদের প্রতি ইহকালে ও পরকালে অভিসম্পাত করেন এবং তাদের জন্যে প্রস্তুত রেখেছেন অবমাননাকর শাস্তি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவர்கள் அல்லாஹ்வையும் அவனுடைய தூதரையும் நோவினை செய்கிறார்களோ அவர்களை நிச்சயமாக அல்லாஹ் இம்மையிலும் மறுமையிலும் சபிக்கின்றான்; மேலும் அவர்களுக்கு இழிவுதரும் வேதனையைச் சித்தப்படுத்தி இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริง บรรดาผู้กล่าวร้ายแก่อัลลอฮฺและร่อซูลของพระองค์ อัลลอฮฺทรงสาปแช่งพวกเขาทั้งในโลกนี้และปรโลก และทรงเตรียมการลงโทษอันอัปยศไว้สำหรับพวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Аллоҳга ва Унинг Расулига озор берадиганларни Аллоҳ бу дунё ва охиратда лаънатлади ҳамда уларга хорловчи азобни тайёрлаб қўйди Аллоҳга озор бериш–Аллоҳга ширк келтириш унга осий бўлиш Уни Ўзига мос бўлмаган сифатлар билан сифатлаш динга Пайғамбарларига китобларига тил теккизиш Пайғамбарга с а в озор бериш ўша вақтда у зотга қарши чиқиш жисмоний ва маънавий зарба бериш шахсларига оилалари ва умматларига нисбатан ёмонлик қилиш иғво бўҳтон қилишдан иборатдир Ҳозирда ҳам худди шундай ким у кишининг шахсларига динларига шариатларига оилаларига китобларига суннатларига умматларига тил теккизса у зотга с а в озор берган бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 诽谤真主和使者的人,真主在今世和后世必弃绝他们,并为他们预备凌辱的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya orangorang yang melakukan perkara yang tidak diredai Allah dan RasulNya Allah melaknatkan mereka di dunia dan di akhirat dan menyediakan untuk mereka azab seksa yang menghina
- Somali - Abduh : kuwa dhiba Eebe iyo Rasuulkiisa wuu lacnaday Eebe Adduun iyo Aakhiroba wuxuuna u darbay cadaab wax dulleeya
- Hausa - Gumi : Lalle waɗanda ke cũtar Allah da MauzonSa Allah Yã la'ane su a cikin dũniya da Lãhira kuma Yã yi musu tattalin azãba mai wulãkantarwa
- Swahili - Al-Barwani : Hakika wanao muudhi Mwenyezi Mungu na Mtume wake Mwenyezi Mungu amewalaani duniani na Akhera na amewaandalia adhabu ya kufedhehi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë ata që e ofendojnë Perëndinë dhe Pejgamberin e Tij Perëndia i mallkon edhe në këtë botë edhe në tjetrën dhe për ta ka përgatitur ndëshkim poshtërues
- فارسى - آیتی : هر آينه كسانى را كه خدا و پيامبرش را آزار مىدهند، خدا در دنيا و آخرت لعنت كرده و برايشان عذابى خواركننده مهيا كرده است.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар оина (албатта) касонеро, ки Худо ва паёмбарашро озор медиҳанд, Худо дар дунё ва охират лаънат карда ва барояшон азобе хоркунанда муҳайё кардааст.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ نى ۋە ئۇنىڭ پەيغەمبىرىنى رەنجىتىدىغانلار (يەنى اﷲ ۋە رەسۇلۇللاھ يامان كۆرىدىغان ئىشلارنى قىلىدىغانلار) نى اﷲ دۇنيا ۋە ئاخىرەتتە رەھمىتىدىن يىراق قىلىدۇ ۋە ئۇلارغا خار قىلغۇچى ئازابنى تەييار لايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവെയും അവന്റെ ദൂതനെയും ദ്രോഹിക്കുന്നവരെ ഇഹത്തിലും പരത്തിലും അല്ലാഹു ശപിച്ചിരിക്കുന്നു. നന്നെ നിന്ദ്യമായ ശിക്ഷ അവര്ക്കായി തയ്യാറാക്കിവെച്ചിട്ടുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين يوذون الله بالشرك او غيره من المعاصي ويوذون رسول الله بالاقوال او الافعال ابعدهم الله وطردهم من كل خير في الدنيا والاخره واعد لهم في الاخره عذابا يذلهم ويهينهم
*108) "To trouble Allah" implies two things: That Allah should be disobeyed, that an attitude of disbelief and shirk and atheism be adopted with regard to Him, and that things made unlawful by Him be made lawful; and (2) that His Messenger be troubled, for just as obedience to the Messenger is obedience to Allah, so is opposition and disobedience of the Messenger opposition and disobedience of Allah.