- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ۚ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ۗ وكان الله غفورا رحيما
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن؛ لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن؛ ذلك أقرب أن يميَّزن بالستر والصيانة، فلا يُتعَرَّض لهن بمكروه أو أذى. وكان الله غفورًا رحيمًا حيث غفر لكم ما سلف، ورحمكم بما أوضح لكم من الحلال والحرام.
- السعدى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
هذه الآية، التي تسمى آية الحجاب، فأمر اللّه نبيه، أن يأمر النساء عمومًا، ويبدأ بزوجاته وبناته، لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر [لغيره] ينبغي أن يبدأ بأهله، قبل غيرهم كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا }
أن { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ } وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه، أي: يغطين بها، وجوههن وصدورهن.
ثم ذكر حكمة ذلك، فقال: { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ } دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك، لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض، فيؤذيهن، وربما استهين بهن، وظن أنهن إماء، فتهاون بهن من يريد الشر. فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن.
{ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } حيث غفر لكم ما سلف، ورحمكم، بأن بين لكم الأحكام، وأوضح الحلال والحرام، فهذا سد للباب من جهتهن.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
ثم أمر الله - تعالى - رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين عامة ، بالاحتشام والتستر فى ملابسهن فقال - تعالى - ( ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ) .
قال الآلوسى : روى عن غير واحد أنه كانت الحرة والأمة ، تخرجان ليلا لقضاء الحاجة فى الغيطان وبين النخيل ، من غير تمييز بين الحرائر والإِماء ، وكان فى المدينة فساق يتعرضون للإِماء ، وربما تعرضوا للحرائر ، فإذا قيل لهم قالوا : حسبناهن إماء ، فأمرت الحرائر أن يخالفن الإِماء فى الزى والتستر فلا يطمع فيهن . .
وقوله : ( يُدْنِينَ ) من الإِدناه بمعنى التقريب ، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعلى . وهو جواب الأمر ، كما فى قوله - تعالى - : ( قُل لِّعِبَادِيَ الذين آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصلاة . . . . ) .
والجلابيب : جمع جلباب ، وهو ثوب يستر جميع البدن ، تلبسه المرأة ، فوق ثيابها .
والمعنى : يأيها النبى قل لأزواجك اللائى فى عصمتك ، وقل لبناتك اللائى هن من نسلك ، وقل لنساء المؤمنين كافة ، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن ، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن ، حتى يسترن أجسامهن سترا تاما ، من رءوسهن إلى أقدامهن ، زيادة فى التستر والاحتشام ، وبعدا عن مكان التهمة والريبة .
قالت أم سلمة - رضى الله عنها - : لما نزلت هذه الآية ، خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها .
وقوله : ( ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ ) بيان للحكمة من الأمر بالتستر والاحتشام .
أى : لك التستر والاحتشام والإِدناء عليهن من جلابيبهن يجعلهن أدنى وأقرب إلى أن يعرفن ويميزن عن غيرهن من الإِماء ، فلا يؤذين من جهة من فى قلوبهم مرض .
قال بعض العلماء : وقد يقال إن تأويل الآية على هذا الوجه ، وصرها على ال حرائر ، قد يفهم منه أن الشارع قد أهمل أمر الإِماء ، ولم يبال بما ينالهن من الإِيذاء من ضعف إيمانهم ، مع أن فى ذلك من الفتنة ما فيه ، فهلا كان التصون والتستر عاما فى جميع النساء؟
والجواب ، أن الإِماء بطبيعة عملهن يكثر خروهجن وترددهن فى الأسواق ، فإذا كلفن أن يتقنعن ويلبسن الجلباب السابغ كلما خرجن ، كان فى ذلك حرج ومشقة عليهن ، وليس كذلك الحرائر فإنهن مأمورات بعدم الخروج من البيوت إلا لضرورة ومع ذلك فإن القرآن الكريم قد نهى عن إيذاء المؤمنين والمؤمنات جميعا - سواء الحرائر والإِماء ، وتوعد المؤذين بالعذاب المهين .
. والشارع - أيضا - لم يخطر على الإِمام التستر والتقنع ، ولكنه لم يكلفهن بذلك فدعا للحرج والعسر ، فللأمة أن تلبس الجلباب السابغ متى تيسر لها ذلك . .
هذا ، ويرى الإِمام أبو حيان أن الأرجح أن المراد بنساء المؤمنين ، ما يشمل الحرائر والإِماء وأن الأمر بالتستر يشمل الجميع ، وأن الحكمة من وراء هذا الأمر باسدال الجلابيب عليهن ، درء التعرض لهن بسوء من ضعاف الايمان .
فقد قال - رحمه الله - : والظاهر أن قوله : ( وَنِسَآءِ المؤمنين ) يشمل الحرائر والإِماء ، والفتنة بالإِماء أكثر لكثرة تصرفهن ، بخلاف الحرائر ، فيحتاج إخراجهن من عموم النساء إلى دليل واضح . . ( ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ ) لتسترهن بالعفة فلا يتعرض لهن ، ولا يليقين بما يكرهن ، لأن المرأة إذا كانت فى غاية التستر والانضمام لم يقدم عليها بخلاف المتبرجة فإنها مطموع فيها .
ويبدو لنا أن هذا الرأى الذى اتجه أبو حيان - رحمه الله - أولى بالقبول من غيره ، لتمشية مع شريعة الإِسلام التى تدعو جميع النساء إلى التستر والعفاف .
ثم ختم - سبحانه - الآية بقوله : ( وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً ) أى : وكان الله - تعالى - وما زال واسع المغفرة والرحمة لمن تاب إليه توبة صادقة مما وقع فيه من أخطاء وسيئات .
- البغوى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء فقال جل ذكره : ( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) جمع الجلباب ، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار .
وقال ابن عباس وأبو عبيدة : أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤسهن ووجوههن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهن حرائر .
( ذلك أدنى أن يعرفن ) أنهن حرائر ( فلا يؤذين ) فلا يتعرض لهن ( وكان الله غفورا رحيما ) قال أنس : مرت بعمر بن الخطاب جارية متقنعة فعلاها بالدرة ، وقال يالكاع أتتشبهين بالحرائر ، ألقي القناع .
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
يقول تعالى آمرا رسوله ، صلى الله عليه وسلم تسليما ، أن يأمر النساء المؤمنات - خاصة أزواجه وبناته لشرفهن - بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ، ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء . والجلباب هو : الرداء فوق الخمار . قاله ابن مسعود ، وعبيدة ، وقتادة ، والحسن البصري ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، وعطاء الخراساني ، وغير واحد . وهو بمنزلة الإزار اليوم .
قاله الجوهري : الجلباب : الملحفة ، قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها :
تمشي النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ، ويبدين عينا واحدة .
وقال محمد بن سيرين : سألت عبيدة السلماني عن قول الله تعالى : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) ، فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى .
وقال عكرمة : تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها .
وقال ابن أبي حاتم : أخبرنا أبو عبد الله الظهراني فيما كتب إلي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابن خثيم ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية : ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) ، خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة ، وعليهن أكسية سود يلبسنها .
وقال ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو صالح ، حدثني الليث ، حدثنا يونس بن يزيد قال : وسألناه يعني : الزهري - : هل على الوليدة خمار متزوجة أو غير متزوجة ؟ قال : عليها الخمار إن كانت متزوجة ، وتنهى عن الجلباب لأنه يكره لهن أن يتشبهن بالحرائر إلا محصنات . وقد قال الله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) .
وروي عن سفيان الثوري أنه قال : لا بأس بالنظر إلى زينة نساء أهل الذمة ، إنما ينهى عن ذلك لخوف الفتنة; لا لحرمتهن ، واستدل بقوله تعالى : ( ونساء المؤمنين ) .
وقوله : ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) أي : إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر ، لسن بإماء ولا عواهر ، قال السدي في قوله تعالى : ( [ يا أيها النبي ] قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) قال : كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلط الظلام إلى طرق المدينة ، يتعرضون للنساء ، وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة ، فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن ، فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن ، فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا : هذه حرة ، كفوا عنها . وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب ، قالوا : هذه أمة . فوثبوا إليها .
وقال مجاهد : يتجلببن فيعلم أنهن حرائر ، فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة .
وقوله : ( وكان الله غفورا رحيما ) أي : لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
قوله تعالى : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما .
فيه ست مسائل :
الأولى : قل لأزواجك وبناتك قد مضى الكلام في تفصيل أزواجه واحدة واحدة . قال قتادة : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع . خمس من قريش : عائشة ، وحفصة ، وأم حبيبة ، وسودة ، وأم سلمة . وثلاث من سائر العرب : ميمونة ، وزينب بنت جحش ، وجويرية . وواحدة من بني هارون : صفية . وأما أولاده فكان للنبي صلى الله عليه وسلم أولاد ذكور وإناث ; فالذكور من أولاده : القاسم ، أمه خديجة ، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم ، وهو أول من مات من أولاده ، وعاش سنتين . وقال عروة : ولدت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم القاسم والطاهر وعبد الله
والطيب . وقال أبو بكر البرقي : ويقال إن الطاهر هو الطيب وهو عبد الله . وإبراهيم أمه مارية القبطية ، ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة ، وتوفي ابن ستة عشر شهرا . وقيل ثمانية عشر ; ذكره الدارقطني . ودفن بالبقيع . وقال صلى الله عليه وسلم : إن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة . وجميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة سوى إبراهيم . وكل أولاده ماتوا في حياته غير فاطمة .
وأما الإناث من أولاده فمنهن : فاطمة الزهراء بنت خديجة ، ولدتها وقريش تبني البيت قبل النبوة بخمس سنين ، وهي أصغر بناته ، وتزوجها علي رضي الله عنهما في السنة الثانية من الهجرة في رمضان ، وبنى بها في ذي الحجة . وقيل : تزوجها في رجب ، وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير ، وهي أول من لحقه من أهل بيته . رضي الله عنها .
ومنهن : زينب - أمها خديجة - تزوجها ابن خالتها أبو العاصي بن الربيع ، وكانت أم العاصي هالة بنت خويلد أخت خديجة . واسم أبي العاصي لقيط . وقيل هاشم . وقيل هشيم . وقيل مقسم . وكانت أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفيت سنة ثمان من الهجرة ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها .
ومنهن : رقية - أمها خديجة - تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه : تبت يدا أبي لهب قال أبو لهب لابنه : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ; ففارقها ولم يكن بنى بها . وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء ، وتزوجها عثمان بن عفان ، وكانت نساء قريش يقلن حين تزوجها عثمان :
أحسن شخصين رأى إنسان رقية وبعلها عثمان
وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين ، وكانت قد أسقطت من عثمان سقطا ، ثم ولدت بعد ذلك عبد الله ، وكان عثمان يكنى به في الإسلام ، وبلغ ست سنين فنقره ديك في وجهه فمات ، ولم تلد له شيئا بعد ذلك . وهاجرت إلى المدينة ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى بدر فخلف عثمان عليها ، فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر ، على رأس سبعة عشر شهرا من الهجرة . وقدم زيد بن حارثة بشيرا من بدر ، فدخل المدينة حين سوي التراب على رقية . ولم يشهد دفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومنهن : أم كلثوم - أمها خديجة - تزوجها عتيبة بن أبي لهب - أخو عتبة - قبل النبوة ، وأمره أبوه أن يفارقها للسبب المذكور في أمر رقية ، ولم يكن دخل بها ، فلم تزل بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت حين أسلمت أمها ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أخواتها حين بايعه النساء ، وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما توفيت رقية تزوجها عثمان ، وبذلك سمي ذا النورين . وتوفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة تسع من الهجرة . وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرها ، ونزل في حفرتها علي والفضل وأسامة . وذكر الزبير بن بكار أن أكبر ولد النبي صلى الله عليه وسلم : القاسم ، ثم زينب ، ثم عبد الله ، وكان يقال له الطيب والطاهر ، وولد بعد النبوة ومات صغيرا ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، ثم رقية . فمات القاسم بمكة ثم مات عبد الله .
لما كانت عادة العربيات التبذل ، وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء ، وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن ، وتشعب الفكرة فيهن ، أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن ، وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف - فيقع الفرق بينهن وبين الإماء ، فتعرف الحرائر بسترهن ، فيكف عن معارضتهن من كان عزبا أو شابا . وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة ، فتصيح به فيذهب ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت الآية بسبب ذلك . قال معناه الحسن وغيره .
الثالثة : من جلابيبهن الجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب أكبر من الخمار . وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء . وقد قيل : إنه القناع . والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن . وفي صحيح مسلم عن أم عطية : قلت : يا رسول الله . إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : لتلبسها أختها من جلبابها .
الرابعة : واختلف الناس في صورة إرخائه ; فقال ابن عباس وعبيدة السلماني : ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها . وقال ابن عباس أيضا وقتادة : ذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده ، ثم تعطفه على الأنف ، وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه . وقال الحسن : تغطي نصف وجهها .
الخامسة : أمر الله سبحانه جميع النساء بالستر ، وإن ذلك لا يكون إلا بما لا يصف جلدها ، إلا إذا كانت مع زوجها فلها أن تلبس ما شاءت ; لأن له أن يستمتع بها كيف شاء . ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة فقال : سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن من يوقظ صواحب الحجر رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة . وروي أن دحية الكلبي لما رجع من عند هرقل فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قبطية ; فقال : اجعل صديعا لك قميصا وأعط صاحبتك صديعا تختمر به . والصديع النصف . ثم قال له : مرها تجعل تحتها شيئا لئلا يصف . وذكر أبو هريرة رقة الثياب للنساء فقال : الكاسيات العاريات الناعمات الشقيات . ودخل نسوة من بني تميم على عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق ، فقالت عائشة : إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات ، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعنه . وأدخلت امرأة عروس على عائشة رضي الله عنها وعليها خمار قبطي معصفر ، فلما رأتها قالت : لم تؤمن بسورة ( النور ) امرأة تلبس هذا . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن مثل أسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . وقال عمر رضي الله عنه : ما يمنع المرأة المسلمة إذ كانت لها حاجة أن تخرج في أطمارها أو أطمار جارتها مستخفية ، لا يعلم بها أحد حتى ترجع إلى بيتها .
السادسة : قوله تعالى : ذلك أدنى أن يعرفن أي الحرائر ، حتى لا يختلطن بالإماء ; فإذا عرفن لم يقابلن بأدنى من المعارضة مراقبة لرتبة الحرية ، فتنقطع الأطماع عنهن . وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى تعلم من هي . وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أمة قد تقنعت ضربها بالدرة ، محافظة على زي الحرائر . وقد قيل : إنه يجب الستر والتقنع الآن في حق الجميع من الحرائر والإماء . وهذا كما أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا النساء المساجد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قوله : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله حتى قالت عائشة رضي الله عنها : لو عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا لمنعهن من الخروج إلى المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل . وكان الله غفورا رحيما تأنيس للنساء في ترك الجلابيب قبل هذا الأمر المشروع .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
القول في تأويل قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين: لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فكشفن شعورهن ووجوههن. ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهنّ؛ لئلا يعرض لهن فاسق، إذا علم أنهن حرائر، بأذى من قول.
ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس، قوله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.
حدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد عن عبيدة في قوله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ &; 20-325 &; جَلابِيبِهِنَّ ) فلبسها عندنا ابن عون قال: ولبسها عندنا محمد قال محمد: ولبسها عندي عبيدة قال ابن عون بردائه فتقنع به، فغطى أنفه وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب.
حدثني يعقوب قال ثنا هشيم قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن قوله ( قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) قال: فقال بثوبه، فغطى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه.
وقال آخرون: بل أمرن أن يشددن جلابيبهن على جباههن.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد قال ثني أَبي قال ثني عمي قال: ثني أَبي عن أبيه عن ابن عباس، قوله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ...) إلى قوله (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) قال: كانت الحرة تلبس لباس الأمة فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن. وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ) أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَينَ) وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله (يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة.
حدثنا ابن حميد قال ثنا حكام عن عنبسة عمَّن حدثه عن أَبي صالح، قال: قدم النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم المدينة على غير منـزل، فكان نساء النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن. وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل. فأنـزل الله ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) يقنعن بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة.
وقوله ( ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) يقول تعالى ذكره: إدناؤهن جلابيبهن إذا أدنينها عليهن أقرب وأحرى أن يعرفن ممن مررن به، ويعلموا أنهن لسن بإماء فيتنكبوا عن أذاهن بقول مكروه، أو تعرض بريبة (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا) لما سلف منهن من تركهن إدناءهن الجلابيب عليهن (رَحِيمًا) بهن أن يعاقبهن بعد توبتهن بإدناء الجلابيب عليهن.
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)
أتبع النهي عن أذى المؤمنات بأن أمرن باتقاء أسباب الأذى لأن من شأن المطالب السعي في تذليل وسائلها كما قال تعالى : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها } [ الإسراء : 19 ] وقال أبو الأسود :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
وهذا يرجع إلى قاعدة التعاون على إقامة المصالح وإماتة المفاسد . وفي الحديث : « رحم الله والداً أعان ولده على بره » . وهذا الحديث ضعيف السند لكنه صحيح المعنى لأن بر الوالدين مطلوب ، فالإِعانة عليه إعانة على وجود المعروف والخير .
وابتدىء بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته لأنهن أكمل النساء ، فذكرهن من ذكر بعض أفراد العام للاهتمام به .
والنساء : اسم جمع للمرأة لا مفرد له من لفظه ، وقد تقدم آنفاً عند قوله تعالى : { ولا نسائهن } [ الأحزاب : 55 ] . فليس المراد بالنساء هنا أزواج المؤمنين بل المراد الإِناث المؤمنات ، وإضافته إلى المؤمنين على معنى ( من ) أي النساء من المؤمنين .
والجلابيب : جمع جلباب وهو ثوب أصغر من الرداء وأكبر من الخمار والقِناع ، تضعه المرأة على رأسها فيتدلى جانباه على عذارَيْها وينسدل سائره على كتفها وظهرها ، تلبسه عند الخروج والسفر .
وهيئات لبس الجلابيب مختلفة باختلاف أحوال النساء تبينها العادات . والمقصود هو ما دل عليه قوله تعالى : { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } .
والإِدناء : التقريب ، وهو كناية عن اللبس والوضع ، أي يضعن عليهن جلابيبهن ، قال بشار :
ليلةٌ تَلبَس البياض من الشهر ... وأخرى تُدني جلابيبَ سودا
فقابل ب ( تُدني ) ( تلبَس ) فالإِدناء هنا اللبس .
وكان لبس الجلباب من شعار الحرائر فكانت الإِماء لا يلبسن الجلابيب . وكانت الحرائر يلبسن الجلابيب عند الخروج إلى الزيارات ونحوها فكُنَّ لا يلبسْنَها في الليل وعند الخروج إلى المناصع ، وما كنّ يخرجن إليها إلا ليلاً فأمرن بلبس الجلابيب في كل خروج ليعرف أنهن حرائر فلا يتعرض إليهن شباب الدُّعّار يحسبهن إماء أو يتعرض إليهن المنافقون استخفافاً بهن بالأقوال التي تخجلهن فيتأذيْنَ من ذلك وربما يسببْن الذين يؤذونهن فيحصل أذى من الجانبين . فهذا من سدّ الذريعة .
والإِشارة ب { ذلك } إلى الإدناء المفهوم من { يدنين } ، أي ذلك اللباس أقرب إلى أن يُعرف أنهن حرائر بشعار الحرائر فيتجنب الرجال إيذاءهن فيسلموا وتسلمن . وكان عمر بن الخطاب مدة خلافته يمنع الإِماء من التقنع كي لا يلتبسن بالحرائر ويضرب من تتقنّع منهن بالدّرة ثم زال ذلك بعده ، فذلك قول كثير :
هنّ الحرائر لا ربات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسور
والتذييل بقوله : { وكان الله غفوراً رحيماً } صفح عما سبق من أذى الحرائر قبل تنبيه الناس إلى هذا الأدب الإِسلامي ، والتذييل يقتضي انتهاء الغرض .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
«يا» أداة نداء «أَيُّهَا» منادى والها للتنبيه «النَّبِيُّ» بدل «قُلْ» الجملة مستأنفة «لِأَزْواجِكَ» متعلقان بقل «وَبَناتِكَ» معطوف «وَنِساءِ» معطوف «الْمُؤْمِنِينَ» مضاف إليه «يُدْنِينَ» مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل وهو جواب الطلب والجملة مقول القول «عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ» كلاهما متعلقان
بيدنين «ذلِكَ» اسم الإشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب «أَدْنى » خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة مستأنفة «أَنْ» ناصبة «يُعْرَفْنَ» مضارع مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل ، وأن وما بعدها منصوب بنزع الخافض «فَلا» الفاء عاطفة ولا نافية «يُؤْذَيْنَ» إعرابها مثل إعراب يعرفن والجملة معطوفة «وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً» كان ولفظ الجلالة اسمها وخبراها والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : O Prophet tell your wives and your daughters and the women of the believers to bring down over themselves [part] of their outer garments That is more suitable that they will be known and not be abused And ever is Allah Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(33:59) O Prophet, enjoin your wives and your daughters and the believing women, to draw a part of their outer coverings around them. *110 It is likelier that they will be recognised and not molested. *111 Allah is Most Forgiving, Most Merciful. *112
- Français - Hamidullah : O Prophète Dis à tes épouses à tes filles et aux femmes des croyants de ramener sur elles leurs grands voiles elles en seront plus vite reconnues et éviteront d'être offensées Allah est Pardonneur et Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O Prophet sag deinen Gattinnen und deinen Töchtern und den Frauen der Gläubigen sie sollen etwas von ihrem Überwurf über sich herunterziehen Das ist eher geeignet daß sie erkannt und so nicht belästigt werden Und Allah ist Allver gebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : ¡Profeta Di a tus esposas a tus hijas y a las mujeres de los creyentes que se cubran con el manto Es lo mejor para que se las distinga y no sean molestadas Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Ó Profeta dize a tuas esposas tuas filhas e às mulheres dos fiéis que quando saírem se cubram com as suas mantas; isso é mais conveniente para que distingam das demais e não sejam molestadas; sabei que Deus é Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : О Пророк Скажи твоим женам твоим дочерям и женщинам верующих мужчин чтобы они опускали на себя или сближали на себе свои покрывала Так их будут легче узнавать отличать от рабынь и блудниц и не подвергнут оскорблениям Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
О Пророк! Скажи твоим женам, твоим дочерям и женщинам верующих мужчин, чтобы они опускали на себя (или сближали на себе) свои покрывала. Так их будут легче узнавать (отличать от рабынь и блудниц) и не подвергнут оскорблениям. Аллах - Прощающий, Милосердный.Этот аят получил название аята о покрывале. Покрывалом называется накидка, платок или шаль, которую женщина надевает поверх верхней одежды для того, чтобы прикрыть голову и грудь. Аллах повелел Своему пророку призвать верующих женщин закрывать головы и груди покрывалом и начать со своих жен и дочерей, потому что на них лежала большая ответственность, чем на остальных мусульманках. Человек, который призывает окружающих к добрым делам, всегда должен в первую очередь проповедовать добро среди своих родных и близких, потому что Всевышний сказал: «О те, которые уверовали! Оберегайте себя и свои семьи от Огня, растопкой которого будут люди и камни» (66:6). Всевышний также сообщил о смысле этого предписания. Если женщина не носит покрывала, то люди, сердца которых поражены недугом, могут принять их за блудниц и подвергнуть оскорблениям. Кроме того, их могут принять за рабынь, и тогда злые языки будут насмехаться над ними. А женщина, которая носит покрывало, не дает повода дурным людям претворить в жизнь свои скверные помыслы. Воистину, Аллах - Прощающий, Милосердный. Он простил правоверным мусульманам то, что они совершили до того, как им открылась истина, и смилостивился над ними, разъяснив им разрешенное и запрещенное и прочие мудрые предписания религии.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey Peygamber Eşlerine kızlarına ve müminlerin kadınlarına dışarı çıkarken üstlerine örtü almalarını söyle; bu onların hür ve namuslu bilinmelerini ve bundan dolayı incitilmemelerini daha iyi sağlar Allah bağışlar ve merhamet eder
- Italiano - Piccardo : O Profeta di' alle tue spose alle tue figlie e alle donne dei credenti di coprirsi dei loro veli così da essere riconosciute e non essere molestate Allah è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه و سلم به هاوسهرانت و کچهکانت و ئافرهتانی ئیماندار بڵێ که به پۆشاکی باڵا پۆش خۆیان داپۆشن ئهوه لهبارترین شته که پێی بناسرێن تا ئازار نهدرێن و توشی گیروگرفت نهبن ههمیشهو بهردهوام خوا لێخۆشبوو میهرهبانه له کهم و کووڕی ڕابوردووتان خۆش دهبێت
- اردو - جالندربرى : اے پیغمبر اپنی بیویوں اور بیٹیوں اور مسلمانوں کی عورتوں سے کہہ دو کہ باہر نکلا کریں تو اپنے مونہوں پر چادر لٹکا کر گھونگھٹ نکال لیا کریں۔ یہ امر ان کے لئے موجب شناخت وامتیاز ہوگا تو کوئی ان کو ایذا نہ دے گا۔ اور خدا بخشنے والا مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : O Vjerovjesniče reci ženama svojim i kćerima svojim i ženama vjernika neka spuste haljine svoje niza se Tako će se najlakše prepoznati pa neće napastvovane biti A Allah prašta i samilostan je
- Swedish - Bernström : Profet Säg till dina hustrur och dina döttrar och till [alla] troende kvinnor att de [utanför hemmet] noga sveper om sig sina ytterplagg; på så sätt blir de lättare igenkända [som anständiga kvinnor] och undgår att bli ofredade Gud är ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai Nabi katakanlah kepada isteriisterimu anakanak perempuanmu dan isteriisteri orang mukmin "Hendaklah mereka mengulurkan jilbabnya ke seluruh tubuh mereka" Yang demikian itu supaya mereka lebih mudah untuk dikenal karena itu mereka tidak di ganggu Dan Allah adalah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
(Hai Nabi! Katakanlah kepada istri-istrimu, anak-anak perempuanmu dan istri-istri orang Mukmin, "Hendaklah mereka mengulurkan jilbabnya ke seluruh tubuh mereka") lafal Jalaabiib adalah bentuk jamak dari lafal Jilbaab, yaitu kain yang dipakai oleh seorang wanita untuk menutupi seluruh tubuhnya. Maksudnya hendaknya mereka mengulurkan sebagian daripada kain jilbabnya itu untuk menutupi muka mereka, jika mereka hendak keluar karena suatu keperluan, kecuali hanya bagian yang cukup untuk satu mata. (Yang demikian itu supaya mereka lebih mudah) lebih gampang (untuk dikenal) bahwasanya mereka adalah wanita-wanita yang merdeka (karena itu mereka tidak diganggu) maksudnya tidak ada orang yang berani mengganggunya, berbeda halnya dengan hamba sahaya wanita, mereka tidak diperintahkan untuk menutupi mukanya, sehingga orang-orang munafik selalu mengganggu mereka. (Dan adalah Allah Maha Pengampun) terhadap hal-hal yang telah lalu pada kaum wanita Mukmin yang merdeka, yaitu tidak menutupi wajah mereka (lagi Maha Penyayang) kepada mereka jika mereka mau menutupinya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে নবী আপনি আপনার পত্নীগণকে ও কন্যাগণকে এবং মুমিনদের স্ত্রীগণকে বলুন তারা যেন তাদের চাদরের কিয়দংশ নিজেদের উপর টেনে নেয়। এতে তাদেরকে চেনা সহজ হবে। ফলে তাদেরকে উত্যক্ত করা হবে না। আল্লাহ ক্ষমাশীল পরম দয়ালু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே நீர் உம் மனைவிகளுக்கும் உம் பெண்மக்களுக்கும் ஈமான் கொண்டவர்களின் பெண்களுக்கும் அவர்கள் தங்கள் தலைமுன்றானைகளைத் தாழ்த்திக் கொள்ளுமாறு கூறுவீராக அவர்கள் கண்ணியமானவர்கள் என அறியப்பட்டு நோவினை செய்யப்படாமலிருக்க இது சுலபமான வழியாகும் மேலும் அல்லாஹ் மிக மன்னிப்பவன்; மிக்க அன்புடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้นะบีเอ๋ย จงกล่าวแก่บรรดาภริยาของเจ้า และบุตรสาวของเจ้า และบรรดาหญิงของบรรดาผู้ศรัทธา ให้พวกนางดึงเสื้อคลุมของพวกนางลงมาปิดตัวของพวกนาง นั่น เป็นการเหมาะสมกว่าที่นางจะเป็นที่รู้จัก เพื่อที่พวกนางจะไม่ถูกรบกวน และอัลลอฮฺทรงเป็นผู้อภัยผู้ทรงเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй Набий жуфтларингга қизларингга ва мўминларнинг аёлларига айт жилбобларини ўзларига яқин қилсинлар Ана ўша уларнинг танилмоқлари ва озорга учрамасликлари учун яқинроқдир Аллоҳ ўта мағфиратли ва раҳмли зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 先知啊!你应当对你的妻子、你的女儿和信士们的妇女说:她们应当用外衣蒙着自己的身体。这样做最容易使人认识她们,而不受侵犯。真主是至赦的,是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Wahai Nabi suruhlah isteriisterimu dan anakanak perempuanmu serta perempuanperempuan yang beriman supaya melabuhkan pakaiannya bagi menutup seluruh tubuhnya semasa mereka keluar; cara yang demikian lebih sesuai untuk mereka dikenal sebagai perempuan yang baikbaik maka dengan itu mereka tidak diganggu Dan ingatlah Allah adalah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Nabiyow ku dheh Haweenkaaga iyo Gabdhahaada iyo Haweenka Mu'miniinta isku dada Shukadiinna taasaa idiinku dhaw in laydin aqoonsado oon laydin dhibine Eebana waa dambi dhaafe Naxariista ah
- Hausa - Gumi : Yã kai Annabi Ka ce wa mãtan aurenka da 'yã'yanka da mãtan mũminai su kusantar da ƙasã daga manyan tufãfin da ke a kansu Wancan ya fi sauƙi ga a gane su dõmin kada a cũce su Kuma Allah Yã kasance Mai gãfara Mai Jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Ewe Nabii Waambie wake zako na binti zako na wake za Waumini wajiteremshie nguo zao Hivyo ni karibu zaidi kuweza kutambulikana wasiudhiwe Na Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : O Pejgamber thuaju grave tuaja dhe vajzave tuaja dhe grave të muslimanëve që ta veshin pelerinën e vet Kështu është më së lehti që të njihen ato që janë të ndershme për të mos u ngacmuar Me të vërtetë Perëndia është falës dhe mëshirues
- فارسى - آیتی : اى پيامبر، به زنان و دختران خود و زنان مؤمنان بگو كه چادر خود را بر خود فرو پوشند. اين مناسبتر است، تا شناخته شوند و مورد آزار واقع نگردند. و خدا آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Эй паёмбар, ба занону духтарони худ ва занони мӯъминон бигӯ, ки чодари худро бар худ пушанд. Ин муносибтар аст, то шинохта шаванд ва мавриди озор воқеъ нагарданд. Ва Худо бахшояндаву меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : ئى پەيغەمبەر! ئاياللىرىڭغا، قىزلىرىڭغا ۋە مۆمىنلەرنىڭ ئاياللىرىغا ئېيتقىنكى، پۈركەنجى بىلەن بەدىنىنى ئورىۋالسۇن، بۇنداق قىلغاندا ئۇلارنىڭ (ھۈر ئاياللار ئىكەنلىكى) ئەڭ ئوڭاي تونۇلىدۇ - دە، باشقىلار ئۇلارغا چېقىلمايدۇ. اﷲ (بەندىلىرىگە) ناھايىتى مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നബിയേ, നിന്റെ പത്നിമാര്, പുത്രിമാര്, വിശ്വാസികളുടെ സ്ത്രീകള് ഇവരോടെല്ലാം തങ്ങളുടെ മൂടുപടങ്ങള് ശരീരത്തില് താഴ്ത്തിയിടാന് നിര്ദേശിക്കുക. അവരെ തിരിച്ചറിയാന് ഏറ്റം പറ്റിയ മാര്ഗമതാണ്; ശല്യം ചെയ്യപ്പെടാതിരിക്കാനും. അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും പരമദയാലുവുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المومنين يرخين على رووسهن ووجوههن من ارديتهن وملاحفهن لستر وجوههن وصدورهن ورووسهن ذلك اقرب ان يميزن بالستر والصيانه فلا يتعرض لهن بمكروه او اذى وكان الله غفورا رحيما حيث غفر لكم ما سلف ورحمكم بما اوضح لكم من الحلال والحرام
*110) Jilbab is a large sheet and idna' is to draw close and wrap up, but when this word is used with the associating particle ala, it gives the meaning of letting something down from above. Some modern translators, under the influence of the West, have translated this word "to wrap up" so as to avoid somehow the Command about covering of the face. But if Allah had meant what these gentlemen want to consture, He would have said: yudnina ilai-hinna and not yudnina alai-hinna. Anyone who knows Arabic knows that yudnina 'alai-hinna cannot merely mean "wrapping up. " Moreover, the words min jalabib-i hinna also do not permit of this meaning. It is obvious that the preposition min here signifies a part of the sheet, and also that wrapping up is done by means of a whole sheet and not merely by a part of it. The verse, therefore, clearly means : The women should wrap themselves up well in their sheets, and should draw and let down a part of the sheet in front of the face.
This same meaning was understood by the major commentators who lived close to the time of the Holy Prophet. Ibn Jarir and Ibn al-Mundhir have related that Muhammad bin Sirin asked Hadrat `Ubaidah as-Salmani the meaning of this verse. (This Hadrat `Ubaidah had become a Muslim in the time of the Holy Prophet but had not been able to visit him. He came to Madinah in the time of Hadrat 'Umar and settled down there. He was recognized as equal in rank with Qadi Shuraih in jurisprudence and judicial matters). Instead of giving a verbal reply Hadrat 'Ubaidah put on his sheet and gave a practical demonstration by covering his head and forehead and face and an eye, leaving only the other eye uncovered. Ibn 'Abbas also has made almost the same commentary. In his statements which have been reported by Ibn Abi Hatim and Ibn Marduyah, he says: "Allah has commanded the women that when they move .out of their houses for an outdoor duty, they should conceal their faces by drawing and letting down aver themselves a part of their sheets, keeping only the eyes uncovered. " The same explanation of this verse has been given by Qatadah and Suddi.
All the great commentators who have passed after the period of the Companions and their immediate followers have given the same meaning of this verse. Imam Ibn Jarir Tabari, in his commentary of this verse, says: "The respectable women should not look like the slave-girls from their dress when they move out of their houses, with uncovered faces and loose hair; they should rather draw and Iet down over them a part of their sheets or outer-garments so that no evil person may dare molest them." (Jami'al Bayan, vol. XXII, p. 33).
'Allama Abu Bakr al-Jassas says: "This verse points out that the young woman has been commanded to conceal her face from the other men; when moving out of the house she should cover herself up well to express chastity and purity of character so that people of doubtful character do not cherish any false hope when they see her. " (Ahkam al-Qur'an, vol. III, p. 458).
'Allama Zamakhshari says: "It means that they should Iet down a part of their sheet over themselves, and should cover their faces and wrap up their sides well." (AI-Kashshaf, vol. II, p. 221). 'Allama Nizamuddin Nishapuri says: "That is, they should Iet down a part of the sheet over them: in this verse, the women have been commanded to cover the head and face. " (Ghara'ib al-Qur an, vol. XXII, p. 32).
Imam Razi says: "What is mean is that the people may know that they are not promiscuous women. For the woman who covers her face, though the face is not included in the satar, cannot be expected to uncover her satar, which is obligatory to cover before the other man. Thus, everyone will know that they are modest and virtuous women who cannot be expected to do anything indecent." (Tafsir Kabir. vol. VI, p 591)
Incidentally, another thing that is proved by this verse is that the Holy Prophet had several daughters, for Allah Himself says: "O Prophet, enjoin your wives and daughters." These words absolutely refute the assertion of those people who without any fear of God make the claim that the Holy Prophet had only one daughter, Hadrat Fatimah, and the other daughters were not froth his own loins but by the former husbands. These people are so blinded by prejudice that they do not even bother to consider what crime they arc committing by denying the parentage of the children of the Holy Prophet, and what severe punishment will await them in the Hereafter. AII authentic traditions concur that from Hadrat Khadijah the Holy Prophet had not one daughter, Hadrat Fatimah, but three other daughters as well. The Holy Prophet's earliest biographer, Muhammad bin Ishaq, after mentioning his marriage with Hadrat Khadijah, says; "She was the mother of aII the Holy Prophet's children except Ibrahim, namely Qasim and Tahir and Tayyib and Zainab and Ruqayyah and Umm Kulthum and Fatimah." (Ibn Hisham, vol. I, p. 202).
The famous genealogist, Hashim bin Muhammad bin as-Sa'ib al-Kalbi, states: 'The first born child to the, Messenger. of Allah before his call to Prophethood was Qasim; then Zainab was born to him, then Ruqayyah, then Umm Kulthum." (Tabaqat Ibn Sa'd, vol. I, p. 133). Ibn Hazam writes in Jawami' asSirah that from Hadrat Khadijah the Holy Prophet had four daughters, the eldest being Zainab, then Ruqayyah, then Fatimah and then Umm Kulthum (pp. 38-39). Tabari, Ibn Sa'd, Abu Ja'far Muhammad bin Habib (author of Kitab al-Muhabbar) and Ibn 'Abd al-Bart (author of Kitab al-lsti'ab) state on the strength of authentic sources that before her marriage with the Holy Prophet Hadrat Khadijah had two husbands, Abu Halah Tamimi by whom she had a son named Hind bin Abu Halah, and 'Atiq bin 'A'idh Makhzumi, by whom she had a daughter named Hind. Then she was married to the Holy Prophet and aII the genealogists agree that from his loins she had the four daughters as stated above. (See Tabari, vol. ll, p. 411: tabaqat Ibn Sa'd, vol. VIII, pp. 14-16; Kitab al-Muhabbar, pp. 78, 79, 452; .9l-Isti'ab, vol. II, p. 718). AII these statements are authenticated by the Qur'anic declaration that the Holy Prophet had not one but several daughters.
*111) "... will thus be recognized": will be recognized to be noble and chaste women from their simple and modest dress, and not w omen of iII repute from whom some wicked person could cherish evil hopes. ''.. are not molested": will not be teased but Iet alone.
Let us pause here for a while and try to understand what spirit of the social law of Islam is being expressed by this Qur'anic Command and what is its object which Allah Himself has stated. Before this in Surah An-Nur: 31, the women have been forbidden to display their adornments before others except such and such men and women, and "also that they should not stamp their feet on the ground lest their hidden decoration (ornaments) should be known." If that Command is read with this verse of AI-Ahzab it becomes obvious that the intention of the Command for the woman to cover herself well with the sheet here is to conceal her adornments from others. And, evidently, this purpose can be fulfilled only if the sheet or the outer-garment itself is simple; otherwise wrapping up oneself with a decorated and attractive sheet will defeat the purpose itself. Besides, Allah does not onlv command the woman to conceal her adornment by covering herself with the sheet, but also enjoins that she should Iet down a pan of the sheet over herself. No sensible person can take any other meaning of this Command than that it requires to conceal the face along with the concealment of the adonunents of the body and dress. Then, Allah Himself states the reason for enjoining the Command, saying: "This is an appropriate way by adopting which the Muslim women will be recognized and will remain safe from trouble." Evidently, this instruction is being given to those women who regard flirtation and stares and evil advances by men as annoying and troublesome and not as enjoyable, who do not want to be counted among ill-reputed, immodest societygirls, but wish to be known as chaste and modest domestic women. To such noble and pious women Allah says: 'If you really wish to be known as good women, and the men's lustful attention is not pleasurable but embarrassing for you, then you should not come out of your houses in full make-up like the newly-wed brides so as to display your beauty and physical charms before the greedy eyes of the people, but the best way for this would be that you should come out in a simple sheet fully concealing your adormments and covering your face and walking in a manner that even the jingle of your ornaments does not attract attention. The woman who applies herself to make-up and does not step out of the house until she has fully embellished and decorated herself with every adornment cannot have any other intention that to become the center of attention of aII the men, whom she herself allures. After this if she complains that the greedy looks of the people cause embarrassment to her, and she dces not wish to be known as a "society woman" and a "popular lady", but wants to live as a chaste house-wife, it will be nothing but a fraud. It is not the word of the mouth of a person that determines his intention, but his real intention is manifested in his act and mode of behavior. Therefore, the act of the woman who appears before the other then attractively itself shows what motivates her behaviour. That is why the mischievous people cherish the same hopes from her as can be cherished from such a woman. The Qur'an tells the women: "You cannot be chaste women and society women at one and the same time. If you want to live as modest, chaste women, you will have to give up the ways that are conducive to becoming society women only, and adopt the way of life that can be helpful in becoming chaste women. "
Whether a man's personal opinion is according to the Qur'an or opposed to it, and whether he wants to accept the Qur'anic guidance as a practical guide for himself or not, in any case if he does not wish to be intellectually dishonest in interpreting the Qur'an, he cannot fail to understand its real intention. If he is not a hypocrite he will frankly admit that the Qur'an's intention is what has been stated above. After this if he violates any Command, he will do so with the realization that he is violating the Qur'anic Command, or regards the Qur'anic guidance as wrong.
*112) That is, "Allah will forgive the errors and mistakes that were committed in the pre-Islamic days of ignorance, provided that you reform yourselves now when you have received clear guidance, and do not violate it intentionally. "