- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
- عربى - نصوص الآيات : ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد
- عربى - التفسير الميسر : ويعلم الذين أُعطوا العلم أن القرآن الذي أُنزل إليك من ربك هو الحق، ويرشد إلى طريق الله، العزيز الذي لا يغالَب ولا يمانع، بل قهر كل شيء وغلبه، المحمود في أقواله وأفعاله وشرعه.
- السعدى : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
لما ذكر تعالى إنكار من أنكر البعث, وأنهم يرون ما أنزل على رسوله ليس بحق، ذكر حالة الموفقين من العباد, وهم أهل العلم, وأنهم يرون ما أنزل اللّه على رسوله من الكتاب, وما اشتمل عليه من الأخبار, هو الحق, أي: الحق منحصر فيه, وما خالفه وناقضه, فإنه باطل, لأنهم وصلوا من العلم إلى درجة اليقين.
ويرون أيضا أنه في أوامره ونواهيه { يَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } وذلك أنهم جزموا بصدق ما أخبر به من وجوه كثيرة: من جهة علمهم بصدق من أخبر به، ومن جهة موافقته للأمور الواقعة, والكتب السابقة، ومن جهة ما يشاهدون من أخبارها, التي تقع عيانا، ومن جهة ما يشاهدون من الآيات العظيمة الدالة عليها في الآفاق وفي أنفسهم ومن جهة موافقتها, لما دلت عليه أسماؤه تعالى وأوصافه.
ويرون في الأوامر والنواهي, أنها تهدي إلى الصراط المستقيم, المتضمن للأمر بكل صفة تزكي النفس، وتنمي الأجر، وتفيد العامل وغيره، كالصدق والإخلاص وبر الوالدين, وصلة الأرحام, والإحسان إلى عموم الخلق, ونحو ذلك. وتنهى عن كل صفة قبيحة, تدنس النفس, وتحبط الأجر, وتوجب الإثم والوزر, من الشرك, والزنا, والربا, والظلم في الدماء والأموال, والأعراض.
وهذه منقبة لأهل العلم وفضيلة, وعلامة لهم, وأنه كلما كان العبد أعظم علما وتصديقا بأخبار ما جاء به الرسول, وأعظم معرفة بحكم أوامره ونواهيه, كان من أهل العلم الذين جعلهم اللّه حجة على ما جاء به الرسول, احتج اللّه بهم على المكذبين المعاندين, كما في هذه الآية وغيرها.
- الوسيط لطنطاوي : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
ثم بين - سبحانه - موقف أهل العلم النافع مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند ربه ، وموقف الكافرين من ذلك ، ورد - سبحانه - على هؤلاء الكافرين بما يثبت ضلالهم وجهلهم ، فقال - تعالى - : ( وَيَرَى الذين أُوتُواْ العلم . . . لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ ) .
والمراد بالرؤية فى قوله - تعالى - : ( وَيَرَى الذين أُوتُواْ العلم ) المعرفة والعلم واليقين . والمراد بالذين أوتوا العلم : المؤمنون الصادقون الذين اتبعوا النبى صلى الله عليه وسلم فى كل ما جاءهم به من عند ربه ، سواء أكانوا من العرب أم من غيرهم ، كمؤمنى أهل الكتاب من اليهود والنصارى .
والجملة الكريمة مستأنفة لمدح هؤلاء العلماء العقلاء على إيمانهم بالحق ، أو معطوف على يجزى فى قوله - تعالى - قبل ذلك : ( لِّيَجْزِيَ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ) والمراد ب ( الذي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) القرآن الكريم .
والمعنى : لا تحزن - أيها الرسول الكريم - لما يقوله الكافرون بشأنك ولما يفعلونه لإِبطال دعوتك ، فإن الذين أوتوا العلم وهم أتباعك الصادقون ، يعلمون ويعتقدون أن ما أنزل إليك من ربك هو الحق الذى لا يحوم حوله باطل ، وهو الصدق الذى لا يشوبه كذب ، وهو الكتاب الذى يهدى من اتبعه وأطاع توجيهاته إلى دين الله - تعالى - ، العزيز ، الذى يقهر ولا يقهر ( الحميد ) أى المحمود فى جيمع شئونه .
والمفعول الأول ليرى قوله : ( الذي أُنزِلَ ) . . والمفعول الثانى " الحق " و " هو " ضمير فصل متوسط بين المفعولين و " يهدى " معطوف على المفعول الثانى من باب عطف الفعل على الاسم لتأويله به ، أى : يرونه حقا وهاديا .
وعبر - سبحانه - عن إيمان أهل العلم بما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( وَيَرَى ) ، للإِشعار بأنهم قد آمنوا هذا الإِيمان الجازم عن إدراك ومشاهدة ويقين ، وأنهم قد صاروا لا يشكون فى كون هذا المُنَزَّل عليه من ربه ، هو الحق الهادى إلى الصراط المستقيم .
وفى وصفهم بقوله : ( أُوتُواْ العلم ) ثناء عظيم عليهم ، لأنهم انتفعوا بعلمهم وسخروه لخدمة الحق ، وللشهادة له بأنه حق ، ويهدى إلى السعادة الدينية والدنيوية والأخروية .
وهكذا العلماء العاملون بمقتضى علمهم النافع . يكونون أنصارا للحق والهدى فى كل زمان ومكان .
- البغوى : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
( ويرى الذين ) أي : ويرى الذين ( أوتوا العلم ) يعني : مؤمني أهل الكتاب : عبد الله بن سلام وأصحابه . وقال قتادة : هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ( الذي أنزل إليك من ربك ) يعني : القرآن ( هو الحق ) يعني : أنه من عند الله ) ( ويهدي ) يعني : القرآن ( إلى صراط العزيز الحميد ) وهو الإسلام .
- ابن كثير : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
وقوله : ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ) . هذه حكمة أخرى معطوفة على التي قبلها ، وهي أن المؤمنين بما أنزل على الرسل إذا شاهدوا قيام الساعة ومجازاة الأبرار والفجار بالذي كانوا قد علموه من كتب الله في الدنيا رأوه حينئذ عين اليقين ، ويقولون يومئذ أيضا : ( لقد جاءت رسل ربنا بالحق ) [ الأعراف : 43 ] ، ويقال أيضا : ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) [ يس : 52 ] ، ( لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ) [ الروم : 56 ] ، ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ) . العزيز هو : المنيع الجناب ، الذي لا يغالب ولا يمانع ، بل قد قهر كل شيء ، الحميد في جميع أقواله وأفعاله وشرعه ، وقدره ، وهو المحمود في ذلك كله .
- القرطبى : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
قوله تعالى : ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد .
لما ذكر الذين سعوا في إبطال النبوة بين أن الذين أوتوا العلم يرون أن القرآن حق . قال مقاتل : الذين أوتوا العلم هم مؤمنو أهل الكتاب . وقال ابن عباس : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل جميع المسلمين ، وهو أصح لعمومه . والرؤية بمعنى العلم ، وهو في موضع نصب عطفا على ليجزي أي ليجزي وليرى ، قاله الزجاج والفراء . وفيه نظر ؛ لأن قوله : ليجزي متعلق بقوله : لتأتينكم الساعة ، ولا يقال : لتأتينكم الساعة ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق ، فإنهم يرون القرآن حقا وإن لم تأتهم الساعة . والصحيح أنه رفع على الاستئناف ، ذكره القشيري .
قلت : وإذا كان ( ليجزي ) متعلقا بمعنى أثبت ذلك في كتاب مبين ، فيحسن عطف ( ويرى ) عليه ، أي وأثبت أيضا ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق . ويجوز أن يكون مستأنفا . ( الذي ) في موضع نصب على أنه مفعول أول ل ( يرى ) ، ( هو الحق ) مفعول ثان ، و ( هو ) فاصلة . والكوفيون يقولون ( هو ) عماد . ويجوز الرفع على أنه مبتدأ . والحق خبره ، والجملة في موضع نصب على المفعول الثاني ، والنصب أكثر فيما كانت فيه الألف واللام عند جميع النحويين ، وكذا ما كان نكرة لا يدخله الألف واللام فيشبه المعرفة . فإن كان الخبر اسما معروفا نحو قولك : كان أخوك هو زيد ، فزعم الفراء أن الاختيار فيه الرفع . وكذا كان محمد هو عمرو . وعلته في اختياره الرفع أنه لما لم تكن فيه الألف واللام أشبه النكرة في قولك : كان زيد هو جالس ؛ لأن هذا لا يجوز فيه إلا الرفع . ويهدي إلى صراط العزيز الحميد أي يهدي القرآن إلى طريق الإسلام الذي هو دين الله . ودل بقوله : العزيز على أنه لا يغالب . وبقوله : الحميد على أنه لا يليق به صفة العجز .
- الطبرى : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
القول في تأويل قوله تعالى : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)
يقول تعالى ذكره: أثبت ذلك في كتاب مبين ليجزي الذين آمنوا والذين سعوا في آياتنا ما قد بين لهم، وليرى الذين أوتوا العلم، فيرى في موضع نصب عطفًا به على قوله: يجزي في قوله لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وعنى بالذين أوتوا العلم مسلمة أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، ونظرائه الذين قد قرءوا كتب الله التي أنـزلت قبل الفرقان، فقال تعالى ذكره: وليرى هؤلاء الذين أوتوا العلم بكتاب الله الذي هو التوراة الكتاب الذي أنـزل إليك يا محمد من ربك هو الحق.
وقيل: عنى بالذين أوتوا العلم: أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة ( وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ) قال: أصحاب محمد.
وقوله ( وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) يقول: ويرشد من اتبعه وعمل بما فيه إلى سبيل الله العزيز في انتقامه من أعدائه الحميد عند خلقه، فأياديه عندهم ونعمه لديهم. وإنما يعني أن الكتاب الذي أنـزل على محمد يهدي إلى الإسلام.
- ابن عاشور : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)
عطف على { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات } [ سبأ : 4 ] وهو مقابل جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فالمراد بالذين سَعوا في الآيات الذين كفروا ، عدل عن جعل صلة اسم الموصول { كفروا } [ سبأ : 3 ] لتصلح الجملة أن تكون تمهيداً لإِبطال قول المشركين في الرسول صلى الله عليه وسلم { أفترى على الله كذباً أم به جنة } [ سبأ : 8 ] ، لأن قولهم ذلك كناية عن بطلان ما جاءهم به من القرآن في زعمهم فكان جديراً بأن يمهد لإِبطاله بشهادة أهل العلم بأن ما جاء به الرسول هو الحق دون غيره من باطل أهل الشرك الجاهلين ، فعطف هذه الجملة من عطف الأغراض ، وهذه طريقة في إبطال شُبَه أهل الضلالة والملاحدة بأن يقدم قبل ذكر الشبهة ما يقابلها من إبطالها ، وربما سلك أهل الجدل طريقة أخرى هي تقديم الشبهة ثم الكرور عليها بالإِبطال وهي طريقة عضد الدين في كتاب «المواقف» ، وقد كان بعض أشياخنا يحكي انتقاد كثير من أهل العلم طريقته فلذلك خالفها التفتزاني في كتاب «المقاصد» .
والحق أن الطريقتين جادّتان وقد سُلكتا في القرآن .
ويجوز أن تكون جملة { ويرى الذين أوتوا العلم } عطفاً على جملة { والذين سعوا في آياتنا معاجزين } [ سبأ : 5 ] فبعد أن أوردت جملة { والذين سعوا } لمقابلة جملة { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات } [ سبأ : 4 ] الخ اعتبرت مقصوداً من جهة أخرى فكانت بحاجة إلى رد مضمونها بجملة { ويرى الذين أوتوا العلم } للإِشارة إلى أن الذين سعوا في الآيات أهل جهالة فيكون ذكرها بعدها تعقيباً للشبهة بما يبطلها وهي الطريقة الأخرى .
والرؤية علمية . واختير فعل الرؤية هنا دون ( ويعلم ) للتنبيه على أنه علم يقيني بمنزلة العِلم بالمرئيات التي علمها ضروري ، ومفعولا ( يرى ) { الذي أنزل } و { الحق } . وضمير { هو } فصل يفيد حصر الحق في القرآن حصراً إضافياً ، أي لا ما يقوله المشركون مما يعارضون به القرآن ، ويجوز أيضاً أن يفيد قصراً حقيقياً ادعائياً ، أي قصر الحقِّيَّة المحض عليه لأن غيره من الكتب خلط حقها بباطل .
و { الذين أوتوا العلم } فسره بعض المفسرين بأنهم علماء أهل الكتاب من اليهود والنصارى فيكون هذا إخباراً عما في قلوبهم كما في قوله تعالى في شأن الرهبان { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق } [ المائدة : 83 ] ، فهذا تحدَ للمشركين وتسلية للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وليس احتجاجاً بأهل الكتاب لأنهم لم يعلنوا به ولا آمن أكثرهم ، أو هو احتجاج بسكوتهم على إبطاله في أوائل الإسلام قبل أن يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم ويحتج عليهم ببشائر رسلهم وأنبيائهم به فعاند أكثرهم حينئذٍ تبعاً لعامتهم .
وبهذا تتبين أن إرادة علماء أهل الكتاب من هذه الآية لا يقتضي أن تكون نازلة بالمدينة حتى يتوهم الذين توهموا أن هذه الآية مستثناة من مكيات السورة كما تقدم .
والأظهر أن المراد من { الذين أوتوا العلم } مَن آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهل مكة لأنهم أوتوا القرآن . وفيه علم عظيم هم عالموه على تفاضلهم في فهمه والاستنباط منه ، فقد كان الواحد من أهل مكة يكون فظًّا غليظاً حتى إذا أسلم رقّ قلبه وامتلأ صدره بالحكمة وانشرح لشرائع الإِسلام واهتدى إلى الحق وإلى الطريق المستقيم . وأول مثال لهؤلاء وأشهره وأفضله هو عمر بن الخطاب للبون البعيد بين حالتيه في الجاهلية والإِسلام . وهذا ما أعرب عنه قول أبي خراش الهذلي خالطاً فيه الجد بالهزل
: ... وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل
سوى العدل شيئاً فاستراح العواذل ... فإنهم كانوا إذا لقوا النبي صلى الله عليه وسلم أشرقت عليهم أنوار النبوءة فملأتهم حكمة وتقْوَى . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه : « لو كنتم في بيوتكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة بأجنحتها » . وبفضل ذلك ساسوا الأمة وافتتحوا الممالك وأقاموا العدل بين الناس مسلمهم وذمِّيهم ومُعَاهَدِهم وملأوا أعين ملوك الأرض مهابة . وعلى هذا المحمل حمل { الذين أوتوا العلم } في سورة الحج ( 54 ) ويؤيده قوله تعالى : { وقال الذين أوتوا العلم والإيمان } في سورة الروم ( 56 ) .
وجملة ويهدي إلى صراط العزيز الحميد } في موضع المعطوف على المفعول الثاني ل { يَرَى } . والمعنى : يرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هادياً إلى العزيز الحميد ، وهو من عطف الفعل على الاسم الذي فيه مادة الاشتقاق وهو { الحق } فإن المصدر في قوة الفعل لأنه إما مشتق أو هو أصل الاشتقاق . والعدول عن الوصف إلى صيغة المضارع لإِشعارها بتجدد الهداية وتكررها . وإيثار وصفي { العزيز الحميد } هنا دون بقية الأسماء الحسنى إيماء إلى أن المؤمنين حين يؤمنون بأن القرآن هو الحق والهداية استشعروا من الإِيمان أنه صراط يبلغ به إلى العزة قال تعالى : { ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين } [ المنافقون : 8 ] ، ويبلغ إلى الحمد ، أي الخصال الموجبة للحمد ، وهي الكمالات من الفضائل والفواضل .
- إعراب القرآن : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
«وَيَرَى» الواو استئنافية ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر «الَّذِينَ» اسم موصول فاعل والجملة مستأنفة «أُوتُوا الْعِلْمَ» ماض وفاعله والواو نائب فاعل ومفعوله والجملة صلة «الَّذِي» اسم الموصول مفعول به أول ليرى والحق مفعوله الثاني لأن يرى القلبية تنصب مفعولين «أُنْزِلَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر «إِلَيْكَ» متعلقان بأنزل «مِنْ رَبِّكَ» متعلقان بأنزل «هُوَ» ضمير فصل لا محل له من الإعراب «الْحَقَّ» مفعول يرى الثاني «وَيَهْدِي» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والجملة معطوفة «إِلى صِراطِ» متعلقان بالفعل قبلهما «الْعَزِيزِ» مضاف إليه «الْحَمِيدِ» صفة.
- English - Sahih International : And those who have been given knowledge see that what is revealed to you from your Lord is the truth and it guides to the path of the Exalted in Might the Praiseworthy
- English - Tafheem -Maududi : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(34:6) (O Prophet), those who have knowledge see clearly that what has been revealed to you from your Lord is the Truth and directs to the Way of the Most Mighty, the Immensely Praiseworthy Lord. *9
- Français - Hamidullah : Et ceux à qui le savoir a été donné voient que ce qu'on t'a fait descendre de la part de ton Seigneur est la vérité qui guide au chemin du Tout Puissant du Digne de Louange
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenigen denen das Wissen gegeben worden ist sehen daß das was zu dir von deinem Herrn als Offenbarung herabgesandt worden ist die Wahrheit ist und zum Weg des Allmächtigen und Lobenswürdigen führt
- Spanish - Cortes : Quienes han recibido la Ciencia ven que lo que tu Señor te ha revelado es la Verdad y dirige a la vía del Poderoso del Digno de Alabanza
- Português - El Hayek : E os que foram agraciados com a sabedoria sabem que o que te foi revelado por teu Senhor é a verdade e que issoconduz à senda do Poderoso Laudabilíssimo
- Россию - Кулиев : Те которым даровано знание видят что ниспосланное тебе от твоего Господа есть истина которая ведет к пути Могущественного Достохвального
- Кулиев -ас-Саади : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
Те, которым даровано знание, видят, что ниспосланное тебе от твоего Господа есть истина, которая ведет к пути Могущественного, Достохвального.Всевышний упомянул о рабах, которых Он наставил на прямой путь. Им даровано ясное знание, благодаря которому они не сомневаются в истинности ниспосланных Аллахом Писания и мудрости. Они знают, что все противоречащее божественному откровению является ложью и измышлением, потому что их знание переросло в твердую убежденность. Они верят в то, что предписания религии ведут людей на путь Аллаха, Могущественного, Достохвального. Их вера подкрепляется многочисленными факторами. Во-первых, они имеют твердые знания и не сомневаются в правдивости откровений своего Господа. Во-вторых, они видят, что эти откровения совпадают с происходящими событиями и предыдущими Писаниями. В-третьих, они являются свидетелями того, как сбываются пророчества последнего Небесного Писания. В-четвертых, они видят многочисленные знамения Аллаха, разбросанные по странам и имеющиеся в самих людях. В-пятых, они убеждаются в том, что эти знамения свидетельствуют об именах и качествах Всевышнего Аллаха. Благодаря этому они осознают, что повеления и запреты Аллаха ведут людей к прямому пути, побуждают их делать добро родителям, родственникам и всем остальным творениям, помогают им избавиться от скверных качеств, которые оскверняют душу, лишают человека вознаграждения, позволяют ему без угрызений совести покушаться на жизнь, имущество и честь окружающих, подталкивают его к многобожию, прелюбодеянию, лихоимству и многим другим грехам. Таким образом, в этом аяте Всевышний подчеркнул превосходство и достоинства мусульман, обладающих глубокими знаниями о повелениях и запретах своего Господа и крепкой верой в ниспосланное Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, сокровенное знание. Они свидетельствуют об истинности принесенной Пророком, да благословит его Аллах и приветствует, религии и доносят ясное знание до всех упорствующих и неверующих.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kendilerine ilim verilenler sana Rabbinden indirilenin hak olduğunu güçlü ve hamde layık olanın yolunu gösterdiğini bilirler
- Italiano - Piccardo : Coloro cui è stata data la scienza vedono che quel che ti è stato rivelato da parte del tuo Signore è verità e guida sulla via dell'Eccelso del Degno di lode
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی که زانستی و زانیاریان ههیه چ زانستییه ئایینیهکان وهك گاوڕو جوو یان ئهوانهی ڕۆدهچن لهزانستیه مادییهکانا چاك دهزانن که ئهوهی لهلایهن پهروهردگارتهوه بۆت ڕهوانهکراوه حهق و ڕاستهقینهیه هیدایهتبهخشهو ڕێنمونی بهخشه بۆ ڕێبازی پهروهردگاری خاوهن دهسهڵات و شایهستهی سوپاس و ستایش
- اردو - جالندربرى : اور جن لوگوں کو علم دیا گیا ہے وہ جانتے ہیں کہ جو قران تمہارے پروردگار کی طرف سے تم پر نازل ہوا ہے وہ حق ہے۔ اور خدائے غالب اور سزاوار تعریف کا رستہ بتاتا ہے
- Bosanski - Korkut : Oni kojima je dato znanje dobro znaju da je ono što ti se objavljuje od Gospodara tvoga istina i da vodi na put Silnoga i Hvaljenoga
- Swedish - Bernström : DE SOM har fått [verklig] kunskap inser att det som din Herre har uppenbarat för dig är sanningen och att den leder till vägen [som bär] till den Allsmäktige Den som allt lov och pris tillkommer
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orangorang yang diberi ilmu Ahli Kitab berpendapat bahwa wahyu yang diturunkan kepadamu dari Tuhanmu itulah yang benar dan menunjuki manusia kepada jalan Tuhan Yang Maha Perkasa lagi Maha Terpuji
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
(Dan berpendapat) yakni telah mengetahui (orang-orang yang diberi ilmu) yang dimaksud adalah orang-orang yang beriman dari kalangan ahli kitab, seperti Abdullah bin Salam dan teman-temannya (bahwa wahyu yang diturunkan kepadamu dari Rabbmu) yakni Alquran (itulah) keputusan (yang benar dan menunjuki manusia kepada jalan) tuntunan (Tuhan Yang Maha Perkasa lagi Maha Terpuji) Allah yang memiliki keperkasaan lagi terpuji.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা জ্ঞানপ্রাপ্ত তারা আপনার পালনকর্তার নিকট থেকে অবর্তীর্ণ কোরআনকে সত্য জ্ঞান করে এবং এটা মানুষকে পরাক্রমশালী প্রশংসার্হ আল্লাহর পথ প্রদর্শন করে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவர்களுக்குக் கல்வி ஞானம் அளிக்கப்பட்டுள்ளதோ அவர்கள் உமக்கு உம்முடைய இறைவனிடமிருந்து அருளப்பெற்ற இவ்வேதத்தை உண்மை என்பதையும் அது வல்லமை மிக்க புகழுக்குரியவனான நாயனின் நேர்வழியில் சேர்க்கிறது என்பதையும் காண்கிறார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ตระหนักดีว่า สิ่งที่ได้ถูกประทานแก่เจ้าจากพระเจ้าของเจ้านั้นเป็นสัจธรรม และจะชี้นำไปสู่แนวทางแห่งพระผู้ทรงอำนาจ ผู้ทรงได้รับการสรรเสริญ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Илм берилганлар сенга Роббингдан нозил қилинган нарсани айни ҳақ деб ва азиз ва мақталган зотнинг йўлига ҳидоят қилур деб билурлар Барча ҳақиқий илм соҳиблари сенга эй Пайғамбар Роббингдан нозил қилинган Қуръон ҳамманинг устидан ғолиб ва ҳамма томондан мақталган зотнинг–Аллоҳ таолонинг йўлига ҳидоят қилади деб биладилар
- 中国语文 - Ma Jian : 有学识的人们,知道从你的主降示你的经典,确是真理,能指示(世人走上)万能的、可颂的主的大道。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang yang diberi ilmu pengetahuan mengetahui dengan yakin bahawa keteranganketerangan yang diturunkan kepadamu dari Tuhanmu mengenai hari kiamat dan lainlainnya itulah yang benar serta yang memimpin ke jalan Allah Yang Maha Kuasa lagi Maha Terpuji
- Somali - Abduh : Waxey arki kuwii cilmiga la siiyeyna mu'miniinta in waxa laga soo dajiyey xagga Eebe xaq yahey kuna hanuunin jidka Eebaha adkaada ee la mahdiyo
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda aka bai wa ilmi sunã ganin abin nan da aka saukar zuwa gare ka daga Ubangijinka shi ne gaskiya kuma yanã shiryarwa zuwa ga hanyar Mabuwãyi Gõdadde
- Swahili - Al-Barwani : Na walio pewa ilimu wanaona ya kuwa ulio teremshiwa kutoka kwa Mola wako Mlezi ni haki nayo huongoa kwendea njia ya Mwenye nguvu Mwenye kusifiwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata të cilëve u është dhënë dijenia shohin se çka të është zbritur ty nga Zoti yt ajo është e vërteta Kur’ani i cili të udhëzon në rrugën e të Plotëfuqishmit dhe të Falenderuarit
- فارسى - آیتی : آنان كه از دانش برخوردارى يافتهاند مىدانند كه آنچه از جانب پروردگارت بر تو نازل شده است حق است و به راه خداى پيروزمند ستودنى راه مىنمايد.
- tajeki - Оятӣ : Онон, ки аз дониш баҳрамандӣ ёфтаанд, медонанд, ки он чӣ аз ҷониби Парвардигорат бар ту нозил шуда аст, ҳақ аст ва ба роҳи Худои ғолибу сутуданӣ роҳ менамояд.
- Uyghur - محمد صالح : ئىلىم بېرىلگەنلەر (يەنى ساھابىلەر ۋە كېيىنكى ئەمەل قىلغۇچى ئۆلىمالار) ساڭا پەرۋەردىگارىڭ تەرىپىدىن نازىل قىلىنغان قۇرئاننىڭ شۈبھىسىز ھەق ئىكەنلىكىنى، (ئىنسانلارنى) غالىب، ھەمدۇساناغا لايىق اﷲ نىڭ يولىغا باشلايدىغانلىقىنى بىلىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അറിവുള്ളവര് കണ്ടു മനസ്സിലാക്കുന്നു, നിന്റെ നാഥനില് നിന്ന് നിനക്കിറക്കിക്കിട്ടിയതുതന്നെയാണ് സത്യമെന്ന്. അത് പ്രതാപിയും സ്തുത്യര്ഹനുമായ അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തിലേക്ക് നയിക്കുന്നതാണെന്നും.
- عربى - التفسير الميسر : ويعلم الذين اعطوا العلم ان القران الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويرشد الى طريق الله العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع بل قهر كل شيء وغلبه المحمود في اقواله وافعاله وشرعه
*9) That is, "These antagonists cannot succeed in their object to prove the truth presented by you false, however hard they may try, for they can only delude and misguide the ignorant people by their designs. Those possessed of knowledge cannot be deceived by them. "