- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَعْمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٍۢ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍۢ رَّاسِيَٰتٍ ۚ ٱعْمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ
- عربى - نصوص الآيات : يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ۚ اعملوا آل داوود شكرا ۚ وقليل من عبادي الشكور
- عربى - التفسير الميسر : يعمل الجن لسليمان ما يشاء من مساجد للعبادة، وصور من نحاس وزجاج، وقِصَاع كبيرة كالأحواض التي يجتمع فيها الماء، وقدور ثابتات لا تتحرك من أماكنها لعظمهن، وقلنا يا آل داود: اعملوا شكرًا لله على ما أعطاكم، وذلك بطاعته وامتثال أمره، وقليل من عبادي من يشكر الله كثيرًا، وكان داود وآله من القليل.
- السعدى : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
{ مِنْ مَحَارِيبَ } وهو كل بناء يعقد, وتحكم به الأبنية, فهذا فيه ذكر الأبنية الفخمة، { وَتَمَاثِيلَ } أي: صور الحيوانات والجمادات, من إتقان صنعتهم, وقدرتهم على ذلك وعملهم لسليمان { وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ } أي: كالبرك الكبار, يعملونها لسليمان للطعام, لأنه يحتاج إلى ما لا يحتاج إليه غيره ، " و " يعملون له قدورا راسيات لا تزول عن أماكنها, من عظمها.
فلما ذكر منته عليهم, أمرهم بشكرها فقال: { اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ } وهم داود, وأولاده, وأهله, لأن المنة على الجميع, وكثير من هذه المصالح عائد لكلهم. { شُكْرًا } للّه على ما أعطاهم, ومقابلة لما أولاهم. { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } فأكثرهم, لم يشكروا اللّه تعالى على ما أولاهم من نعمه, ودفع عنهم من النقم.
والشكر: اعتراف القلب بمنة اللّه تعالى, وتلقيها افتقارا إليها, وصرفها في طاعة اللّه تعالى, وصونها عن صرفها في المعصية.
- الوسيط لطنطاوي : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
ثم بين - سبحانه - بعض الأشياء التى كان الجن يعملونها لسليمان - عليه السلام - فقال : ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كالجواب وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ) .
المحاريب : جمع محراب . وهو كل مكان مرتفع ، ويطلق على المكان الذى يقف فيه الإِمام فى المسجد ، كما يطلق على الغرفة التى يصعد إليها ، وعلى أشرف أماكن البيوت .
قالوا والمراد بها : اماكن العبادة ، والقصور المرتفعة .
والتماثيل : جمع تمثال وقد يكون من حجر أو خشب أو نحاس أو غير ذلك .
قال القرطبى ما ملخصه : والتماثيل جمع تمثال . وهو كل ما صور على مثل صورة حيوان أو غير حيوان . وقيل : كانت من زجاج ونحاس ورخام ، تماثيل أشياء ليست بحيوان .
وذكر أنها صورة الأنبياء والعلماء ، وكانت تصور فى المساجد ليراها الناس . فيزدادوا عبادة واجتهادا .
وهذا يدل على أن ذلك كان مباحا فى زمانهم ، ونسخ ذلك بشرع محمد صلى الله عليه وسلم .
والجِفان : جمع جَفْنَة . وهى الآنية الكبيرة . والجَوَاب : جمع جابية ، وهى لاحوض الكبير الذى يحبى فيه الماء ويجمع لتشرب منه الدواب .
والقدور : جمع قدر . وهو الآنية التى يطبخ فيها الطعام من نحاس أو فخار أو غيرهما .
وراسيات : جمع راسية بمعنى ثابتة لاتتحرك .
أى : أن الجن يعملون لسليمان - عليه السلام - ما يشاء من مساجد وقصور ، ومن صور متنوعة ، ومن قصاع كبار تشبه الأحواض الضخمة ، ومن قدور ثابتات على قواعدها ، بحيث لا تحرك لضخامتها وعظمها .
وقوله - سبحانه - : ( اعملوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشكور ) مقول لقول محذوف .
أى : أعطينا سليمان كل هذه النعم ، وقلنا له ولأهله : اعملوا يا آل دواد عملا صالحا ، شكرا لله - تعالى - على فضله وعطائه ، وقليل من عبادى هو الذى يشكرنى شكراخ الصا على نعمى وفضلى وإحسانى .
وقوله ( شُكْراً ) يجوز أن يكون مفعولا لأجله . أى : اعملوا من أجل الشكر ، أو مصدرا واقعا موقع الحال . أى : اعملوا شاكرين .
و ( قَلِيلٌ ) خبر مقدم .
و ( مِّنْ عِبَادِيَ ) صفة له . و ( الشكور ) مبتدأ مؤخر . وهكذا يختم القرآن هذه النعم بهذا التغيب الذى يكشف عن طبيعة الناس فى كل زمان ومكان ، حتى يحملهم على أن يخالفوا أهواءهم ونفوسهم ، ويكثروا من ذلك الله - تعالى - وشكره .
وحقيقة الشكر : الاعتراف بالنعمة للمنعم ، والثناء عليه لإِنعامه ، واستعمال نعمه - سبحانه - فيما خلقت له .
والانسان الشكور : هو المتوفر على أداء الشكر ، الباذل قصارى جهده فى ذلك ، عن طريق قلبه ولسانه وجوارحه .
- البغوى : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
( يعملون له ما يشاء من محاريب ) أي : مساجد ، والأبنية المرتفعة ، وكان مما عملوا له بيت المقدس ابتدأه داود ورفعه قدر قامة رجل ، فأوحى الله إليه إني لم أقض ذلك على يدك ولكن ابن لك أملكه بعدك اسمه سليمان أقضي تمامه على يده ، فلما توفاه الله استخلف سليمان فأحب إتمام بناء بيت المقدس ، فجمع الجن والشياطين وقسم عليهم الأعمال فخص كل طائفة منهم بعمل يستخلصها له ، فأرسل الجن والشياطين في تحصيل الرخام والمها الأبيض من معادنه ، وأمر ببناء المدينة بالرخام والصفاح ، وجعلها اثني عشر ربضا ، وأنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط ، وكانوا اثني عشر سبطا ، فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد فوجه الشياطين فرقا فرقا يستخرجون الذهب والفضة والياقوت من معادنها والدر الصافي من البحر ، وفرقا يقلعون الجواهر والحجارة من أماكنها ، وفرقا يأتونه بالمسك والعنبر وسائر الطيب من أماكنها ، فأتى من ذلك بشيء لا يحصيه إلا الله - عز وجل - ، ثم أحضر الصناعين وأمرهم بنحت تلك الحجارة المرتفعة وتصييرها ألواحا وإصلاح تلك الجواهر وثقب اليواقيت واللآلىء ، فبنى المسجد بالرخام الأبيض والأصفر والأخضر وعمده بأساطين المها الصافي وسقفه بألواح الجواهر الثمينة وفصص سقوفه وحيطانه باللآلىء واليواقيت وسائر الجواهر ، وبسط أرضه بألواح الفيروز فلم يكن يومئذ في الأرض بيت أبهى ولا أنور من ذلك المسجد ، وكان يضيء في الظلمة كالقمر ليلة البدر ، فلما فرغ منه جمع إليه أحبار بني إسرائيل فأعلمهم أنه بناه لله - عز وجل - ، وأن كل شيء فيه خالص لله ، واتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا .
وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل ربه ثلاثا فأعطاه اثنين ، وأنا أرجو أن يكون أعطاه الثالثة ، سأل حكما يصادف حكمه ، فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده ، فأعطاه إياه ، وسأله أن لا يأتي هذا البيت أحد يصلي فيه ركعتين إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وأنا أرجو أن يكون . قد أعطاه ذلك " . .
قالوا : فلم يزل بيت المقدس على ما بناه سليمان حتى غزاه بختنصر فخرب المدينة وهدمها ونقض المسجد ، وأخذ ما كان في سقوفه وحيطانه من الذهب والفضة والدر والياقوت وسائر الجواهر ، فحمله إلى دار مملكته من أرض العراق ، وبنى الشياطين لسليمان باليمن حصونا كثيرة [ عجيبة ] من الصخر .
قوله - عز وجل - : ) ( وتماثيل ) أي : كانوا يعملون له تماثيل ، أي : صورا من نحاس وصفر وشبة وزجاج ورخام . وقيل : كانوا يصورون السباع والطيور . وقيل : كانوا يتخذون صور الملائكة والأنبياء والصالحين في المساجد ليراها الناس فيزدادوا عبادة ، ولعلها كانت مباحة في شريعتهم ، كما أن عيسى كان يتخذ صورا من الطين فينفخ فيها فتكون طيرا [ بإذن الله .
) ( وجفان ) أي : قصاع واحدتها جفنة ) ( كالجواب ) كالحياض التي يجبى فيها الماء ، أي : يجمع ، واحدتها جابية ، يقال : كان يقعد على الجفنة الواحدة ألف رجل يأكلون منها ( وقدور راسيات ) ثابتات لها قوائم لا يحركن عن أماكنها لعظمهن ، ولا ينزلن ولا يعطلن ، وكان يصعد عليها بالسلالم ، وكانت باليمن .
( اعملوا آل داود شكرا ) أي : وقلنا اعملوا آل داود شكرا ، مجازه : اعملوا يا آل داود بطاعة الله شكرا له على نعمه .
( وقليل من عبادي الشكور ) أي : العامل بطاعتي شكرا لنعمتي .
قيل : المراد من " آل داود " هو داود نفسه . وقيل : داود وسليمان وأهل بيته .
وقال جعفر بن سليمان : سمعت ثابتا يقول : كان داود نبي الله عليه السلام قد جزأ ساعات الليل والنهار على أهله فلم تكن تأتي ساعة من ساعات الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي .
- ابن كثير : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
وقوله : ( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل ) : أما المحاريب فهي البناء الحسن ، وهو أشرف شيء في المسكن وصدره .
وقال مجاهد : المحاريب بنيان دون القصور . وقال الضحاك : هي المساجد . وقال قتادة : هي المساجد والقصور ، وقال ابن زيد : هي المساكن . وأما التماثيل فقال عطية العوفي ، والضحاك والسدي : التماثيل : الصور . قال مجاهد : وكانت من نحاس . وقال قتادة : من طين وزجاج .
وقوله : ( وجفان كالجواب وقدور راسيات ) الجواب : جمع جابية ، وهي الحوض الذي يجبى فيه الماء ، كما قال الأعشى ميمون بن قيس :
تروح على آل المحلق جفنة كجابية الشيخ العراقي تفهق
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( كالجواب ) أي : كالجوبة من الأرض .
وقال العوفي ، عنه : كالحياض . وكذا قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك وغيرهم .
والقدور الراسيات : أي الثابتات ، في أماكنها لا تتحول ولا تتحرك عن أماكنها لعظمها . كذا قال مجاهد ، والضحاك ، وغيرهما .
وقال عكرمة : أثافيها منها .
وقوله : ( اعملوا آل داود شكرا ) أي : وقلنا لهم اعملوا شكرا على ما أنعم به عليكم في الدنيا والدين .
وشكرا : مصدر من غير الفعل ، أو أنه مفعول له ، وعلى التقديرين فيه دلالة على أن الشكر يكون بالفعل كما يكون بالقول وبالنية ، كما قال :
أفادتكم النعماء مني ثلاثة : يدي ، ولساني ، والضمير المحجبا
قال أبو عبد الرحمن الحبلي : الصلاة شكر ، والصيام شكر ، وكل خير تعمله لله شكر . وأفضل الشكر الحمد . رواه ابن جرير .
وروى هو وابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب القرظي قال : الشكر تقوى الله والعمل الصالح .
وهذا يقال لمن هو متلبس بالفعل ، وقد كان آل داود ، عليه السلام ، كذلك قائمين بشكر الله قولا وعملا .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر ، حدثنا جعفر - يعني : ابن سليمان - عن ثابت البناني قال : كان داود ، عليه السلام ، قد جزأ على أهله وولده ونسائه الصلاة ، فكان لا تأتي عليهم ساعة من الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي ، فغمرتهم هذه الآية : ( اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) .
وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ، وأحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما . ولا يفر إذا لاقى " .
وقد روى أبو عبد الله بن ماجه من حديث سنيد بن داود ، حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قالت أم سليمان بن داود لسليمان : يا بني ، لا تكثر النوم بالليل ، فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيرا يوم القيامة " .
وروى ابن أبي حاتم عن داود ، عليه السلام ، هاهنا أثرا غريبا مطولا جدا ، وقال أيضا :
حدثنا أبي ، حدثنا عمران بن موسى ، حدثنا أبو يزيد فيض بن إسحاق الرقي قال : قال فضيل في قوله تعالى : ( اعملوا آل داود شكرا ) . فقال داود : يا رب ، كيف أشكرك ، والشكر نعمة منك ؟ قال : " الآن شكرتني حين علمت أن النعمة مني " .
وقوله : ( وقليل من عبادي الشكور ) إخبار عن الواقع .
- القرطبى : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
قوله تعالى : يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور .
فيه ثماني مسائل :
الأولى : قوله تعالى : من محاريب المحراب في اللغة : كل موضع مرتفع . وقيل للذي يصلى فيه : محراب ; لأنه يجب أن يرفع ويعظم . وقال الضحاك : من محاريب أي من مساجد . وكذا قال قتادة . وقال مجاهد : المحاريب دون القصور . وقال أبو عبيدة : المحراب أشرف بيوت الدار . قال [ امرؤ القيس ] :
وماذا عليه أن ذكرت أوانسا كغزلان رمل في محاريب أقيال
وقال عدي بن زيد :
كدمى العاج في المحاريب أو كال بيض في الروض زهره مستنير
وقيل : هو ما يرقى إليه بالدرج كالغرفة الحسنة ; كما قال : إذ تسوروا المحراب وقوله : فخرج على قومه من المحراب أي أشرف عليهم . وفي الخبر ( أنه أمر أن يعمل حول كرسيه ألف محراب فيها ألف رجل عليهم المسوح يصرخون إلى الله دائبا ، وهو على الكرسي في موكبه والمحاريب حوله ، ويقول لجنوده إذا ركب : سبحوا الله إلى ذلك العلم ، فإذا بلغوه قال : هللوه إلى ذلك العلم فإذا بلغوه قال : كبروه إلى ذلك العلم الآخر ، فتلج الجنود بالتسبيح والتهليل لجة واحدة ) .
الثانية : قوله تعالى : وتماثيل جمع تمثال . وهو كل ما صور على مثل صورة من حيوان أو غير حيوان . وقيل : كانت من زجاج ونحاس ورخام تماثيل أشياء ليست بحيوان . وذكر أنها صور الأنبياء والعلماء ، وكانت تصور في المساجد ليراها الناس فيزدادوا عبادة واجتهادا ، قال صلى الله عليه وسلم : إن أولئك كان إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور . أي ليتذكروا عبادتهم فيجتهدوا في العبادة . وهذا يدل على أن التصوير كان مباحا في ذلك الزمان ، ونسخ ذلك بشرع محمد صلى الله عليه وسلم . وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة ( نوح ) عليه السلام . وقيل : التماثيل طلسمات كان يعملها ، ويحرم على كل مصور أن يتجاوزها فلا يتجاوزها ، فيعمل تمثالا للذباب أو للبعوض أو للتماسيح في مكان ، ويأمرهم ألا يتجاوزوه فلا يتجاوزه واحد أبدا ما دام ذلك التمثال قائما . وواحد التماثيل تمثال بكسر التاء . قال [ امرؤ القيس ] :
ويا رب يوم قد لهوت وليلة بآنسة كأنها خط تمثال
وقيل : إن هذه التماثيل رجال اتخذهم من نحاس وسأل ربه أن ينفخ فيها الروح ليقاتلوا في سبيل الله ولا يحيك فيهم السلاح . ويقال : إن إسفنديار كان منهم ; والله أعلم . وروي أنهم عملوا له أسدين في أسفل كرسيه ونسرين فوقه ، فإذا أراد أن يصعد بسط الأسدان له ذراعيهما ، وإذا قعد أطلق النسران أجنحتهما .
الثالثة : حكى مكي في الهداية له : أن فرقة تجوز التصوير ، وتحتج بهذه الآية . قال ابن عطية : وذلك خطأ ، وما أحفظ عن أحد من أئمة العلم من يجوزه .
قلت : ما حكاه مكي ذكره النحاس قبله ، قال النحاس : قال قوم عمل الصور جائز لهذه الآية ، ولما أخبر الله عز وجل عن المسيح . وقال قوم : قد صح النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم عنها والتوعد لمن عملها أو اتخذها ، فنسخ الله عز وجل بهذا ما كان مباحا قبله ، وكانت الحكمة في ذلك لأنه بعث عليه السلام والصور تعبد ، فكان الأصلح إزالتها .
الرابعة : التمثال على قسمين : حيوان وموات . والموات على قسمين : جماد ونام ; وقد كانت الجن تصنع لسليمان جميعه ; لعموم قوله : ( وتماثيل ) . وفي الإسرائيليات : أن التماثيل من الطير كانت على كرسي سليمان . فإن قيل : لا عموم لقوله : ( وتماثيل ) فإنه إثبات في نكرة ، والإثبات في النكرة لا عموم له ، إنما العموم في النفي في النكرة . قلنا : كذلك هو ، بيد أنه قد اقترن بهذا الإثبات في النكرة ما يقتضي حمله على العموم ، وهو قوله : ( ما يشاء ) فاقتران المشيئة به يقتضي العموم له . فإن قيل : كيف استجاز الصور المنهي عنها ؟ قلنا : كان ذلك جائزا في شرعه ونسخ ذلك بشرعنا كما بينا ، والله أعلم . وعن أبي العالية : لم يكن اتخاذ الصور إذ ذاك محرما .
الخامسة : مقتضى الأحاديث يدل أن الصور ممنوعة ، ثم جاء ( إلا ما كان رقما في ثوب ) فخص من جملة الصور ، ثم ثبتت الكراهية فيه بقوله عليه السلام لعائشة في الثوب : أخريه عني فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا . ثم بهتكه الثوب المصور على عائشة منع منه ، ثم بقطعها له وسادتين تغيرت الصورة وخرجت عن هيئتها ، فإن جواز ذلك إذا لم تكن الصورة فيه متصلة الهيئة ، ولو كانت متصلة الهيئة لم يجز ، لقولها في النمرقة المصورة : اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها ، فمنع منه وتوعد عليه . وتبين بحديث الصلاة إلى الصور أن ذلك جائز في الرقم في الثوب ثم نسخه المنع منه . فهكذا استقر الأمر فيه والله أعلم ; قاله ابن العربي .
السادسة : روى مسلم عن عائشة قالت : كان لنا ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل إذا دخل استقبله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا . قالت : وكانت لنا قطيفة كنا نقول علمها حرير ، فكنا نلبسها . وعنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مستترة بقرام فيه صورة ، فتلون وجهه ، ثم تناول الستر فهتكه ، ثم قال : إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز وجل . وعنها : أنه كان لها ثوب فيه تصاوير ممدود إلى سهوة ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه فقال : أخريه عني قالت : فأخرته فجعلته وسادتين . قال بعض العلماء : ويمكن أن يكون تهتيكه عليه السلام الثوب وأمره بتأخيره ورعا ; لأن محل النبوة والرسالة الكمال . فتأمله .
السابعة قال المزني عن الشافعي : إن دعي رجل إلى عرس فرأى صورة ذات روح أو صورا ذات أرواح ، لم يدخل إن كانت منصوبة . وإن كانت توطأ فلا بأس ، وإن كانت صور الشجر . ولم يختلفوا أن التصاوير في الستور المعلقة مكروهة غير محرمة . وكذلك عندهم ما كان خرطا أو نقشا في البناء . واستثنى بعضهم ما كان رقما في ثوب ، لحديث سهل بن حنيف .
قلت : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصورين ولم يستثن . وقوله : إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ولم يستثن . وفي الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول : إني وكلت بثلاث : بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب صحيح . وفي البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود . قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون . يدل على المنع من تصوير شيء ، أي شيء كان . وقد قال جل وعز : ما كان لكم أن تنبتوا شجرها على ما تقدم بيانه فاعلمه .
الثامنة : وقد استثني من هذا الباب لعب البنات ، لما ثبت ، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين ، وزفت إليه وهي بنت تسع ولعبها معها ، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة . وعنها أيضا قالت : كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي خرجهما مسلم . قال العلماء : وذلك للضرورة إلى ذلك وحاجة البنات حتى يتدربن على تربية أولادهن . ثم إنه لا بقاء لذلك ، وكذلك ما يصنع من الحلاوة أو من العجين لا بقاء له ، فرخص في ذلك ، والله أعلم .
قوله تعالى : وجفان كالجواب قال ابن عرفة : الجوابي جمع الجابية ، وهي حفيرة كالحوض . وقال : كحياض الإبل . وقال ابن القاسم عن مالك : كالجوبة من الأرض ، والمعنى متقارب . وكان يقعد على الجفنة الواحدة ألف رجل . النحاس : وجفان كالجواب الأولى أن تكون بالياء ، ومن حذف الياء قال سبيل الألف واللام أن تدخل على النكرة فلا يغيرها عن حالها ، فلما كان يقال ( جواب ) ودخلت الألف واللام أقر على حاله فحذف الياء . وواحد الجوابي جابية ، وهي القدر العظيمة ، والحوض العظيم الكبير الذي يجبى فيه الشيء أي يجمع ; ومنه جبيت الخراج ، وجبيت الجراد ; أي جعلت الكساء فجمعته فيه . إلا أن ليثا روى عن مجاهد قال : الجوابي جمع جوبة ، والجوبة الحفرة الكبيرة تكون في الجبل فيها ماء المطر . وقال الكسائي : جبوت الماء في الحوض وجبيته أي جمعته ، والجابية : الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل ، قال :
تروح على آل المحلق جفنة كجابية الشيخ العراقي تفهق
ويروى أيضا :
نفى الذم عن آل المحلق جفنة كجابية السيح . .
ذكره النحاس .
قوله تعالى : وقدور راسيات قال سعيد بن جبير : هي قدور النحاس تكون بفارس . وقال الضحاك : هي قدور تعمل من الجبال . غيره : قد نحتت من الجبال الصم مما عملت له الشياطين ، أثافيها منها منحوتة هكذا من الجبال . ومعنى ( راسيات ) ثوابت ، لا تحمل ولا تحرك لعظمها . قال ابن العربي : وكذلك كانت قدور عبد الله بن جدعان ، يصعد إليها في الجاهلية بسلم . وعنها عبر طرفة بن العبد بقوله :
كالجوابي لا تني مترعة لقرى الأضياف أو للمحتضر
قال ابن العربي : ورأيت برباط أبي سعيد قدور الصوفية على نحو ذلك ، فإنهم يطبخون جميعا ويأكلون جميعا من غير استئثار واحد منهم على أحد .
قوله تعالى : اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور قد مضى معنى الشكر في ( البقرة ) وغيرها . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فتلا هذه الآية ثم قال : ( ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود ) قال فقلنا : ما هن ؟ . فقال : العدل في الرضا والغضب . والقصد في الفقر والغنى . وخشية الله في السر والعلانية . خرجه الترمذي الحكيم أبو عبد الله عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة . وروي أن داود عليه السلام قال : ( يا رب كيف أطيق شكرك على نعمك . وإلهامي وقدرتي على شكرك نعمة لك ) فقال : ( يا داود الآن عرفتني ) . وقد مضى هذا المعنى في سورة ( إبراهيم ) . وأن الشكر حقيقته الاعتراف بالنعمة للمنعم واستعمالها في طاعته ، والكفران استعمالها في المعصية . وقليل من يفعل ذلك ; لأن الخير أقل من الشر ، والطاعة أقل من المعصية ، بحسب سابق التقدير . وقال مجاهد : لما قال الله تعالى اعملوا آل داود شكرا قال داود لسليمان : إن الله عز وجل قد ذكر الشكر فاكفني صلاة النهار أكفك صلاة الليل ، قال : لا أقدر ، قال : فاكفني - قال الفاريابي ، أراه قال إلى صلاة الظهر - قال نعم ، فكفاه . وقال الزهري : اعملوا آل داود شكرا أي قولوا الحمد لله . و ( شكرا ) نصب على جهة المفعول ; أي اعملوا عملا هو الشكر . وكأن الصلاة والصيام والعبادات كلها هي في نفسها الشكر إذ سدت مسده ، ويبين هذا قوله تعالى : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وهو المراد بقوله وقليل من عبادي الشكور . وقد قال سفيان بن عيينة في تأويل قوله تعالى أن اشكر لي أن المراد بالشكر الصلوات الخمس . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تفطر قدماه ; فقالت له عائشة رضي الله عنها : أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا . انفرد بإخراجه مسلم . فظاهر القرآن والسنة أن الشكر بعمل الأبدان دون الاقتصار على عمل اللسان ; فالشكر بالأفعال عمل الأركان ، والشكر بالأقوال عمل اللسان . والله أعلم .
قوله تعالى : وقليل من عبادي الشكور يحتمل أن يكون مخاطبة لآل داود ، ويحتمل أن يكون مخاطبة لمحمد صلى الله عليه وسلم . قال ابن عطية : وعلى كل وجه ففيه تنبيه وتحريض . وسمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا يقول : اللهم اجعلني من القليل ; فقال عمر : ما هذا الدعاء ؟ فقال الرجل : أردت قوله تعالى وقليل من عبادي الشكور . فقال عمر رضي الله عنه : كل الناس أعلم منك يا عمر ! وروي أن سليمان عليه السلام كان يأكل الشعير ويطعم أهله الخشكار ويطعم المساكين الدرمك . وقد قيل : إنه كان يأكل الرماد ويتوسده ، والأول أصح ، إذ الرماد ليس بقوت . وروي أنه ما شبع قط ، فقيل له في ذلك فقال : أخاف إن شبعت أن أنسى الجياع . وهذا من الشكر ومن القليل ، فتأمله ، والله أعلم .
- الطبرى : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
القول في تأويل قوله تعالى : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)
يقول تعالى ذكره: يعمل الجن لسليمان ما يشاء من محاريب وهي جمع محراب، والمحراب: مقدم كل مسجد وبيت ومصلى، ومنه قول عدي بن زيد:
كـدُمَي العـاجِ فـي المحاريبِ أو كال
بيـضِ فـي الـرَّوضِ زَهـرُهُ مُسْتَنِيرُ (7)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله (مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ) قال: بنيان دون القصور.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ) وقصور ومساجد.
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ) قال: المحاريب: المساكن، وقرأ قول الله فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ .
حدثني عمرو بن عبد الحميد الآملي قال ثنا مروان بن معاوية عن جويبر عن الضحاك (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ) قال: المحاريب: المساجد.
وقوله (وَتَمَاثِيلَ) يعني أنهم يعملون له تماثيل من نحاس وزجاج.
كما حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد (وَتَمَاثِيلَ) قال: من نحاس.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة (وَتَمَاثِيلَ) قال: من زجاج وشبهه.
حدثنا عمرو بن عبد الحميد قال ثنا مروان عن جويبر عن الضحاك في قول الله (وَتَمَاثِيلَ) قال: الصور.
قوله (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) يقول: وينحتون له ما يشاء من جفان كالجواب، وهي جمع جابية والجابية: الحوض الذي يجبى فيه الماء، كما قال الأعشى ميمون بن قيس:
تـروحُ عـلَى نَـادِي المُحَـلَّقِ جَفْنَـةٌ
كَجَابِيــةِ الشَّــيخِ العِـرَاقِي تَفْهَـقُ (8)
وكما قال الآخر:
فَصَبَّحْـــتُ جَابِيَــةً صُهَارِجــا
كأنَّهــا جِــلْدُ السَّــمَاءِ خارِجــا (9)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني علي قال ثنا أَبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) يقول: كالجوبة من الأرض.
حدثني محمد بن سعد قال ثني أَبي قال ثني عمي قال ثنى أَبي عن أبيه عن ابن عباس قوله (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) يعني بالجواب: الحياض.
وحدثني يعقوب قال ثنا ابن علية عن أَبي رجاء عن الحسن (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) قال: كالحياض.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) قال: حياض الإبل.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) قال: جفان كجوبة الأرض من العظم، والجوبة من الأرض: يستنقع فيها الماء.
حدثت عن الحسين بن الفرج، قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) كالحياض.
حدثنا عمرو قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا جويبر عن الضحاك (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) قال: كحياض الإبل من العظم.
وقوله (وَقُدُورٍ رَاسيَاتٍ) يقول: وقدور ثابتات لا يحركن عن أماكنهن، ولا تحول لعظمهن.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد قوله (وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ) قال: عظام.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة (وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ) قال: عظام ثابتات الأرض لا يزلن عن أمكنتهن.
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله (وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ) قال: مثال الجبال من عِظمها، يعمل فيها الطعام من الكبر والعظم، لا تحرك ولا تنقل، كما قال للجبال: راسيات.
وقوله (اعْمَلُوا آلَ دَاودَ شُكْرًا) يقول تعالى ذكره: وقلنا لهم اعملوا بطاعة الله يا آل داود شكرًا له على ما أنعم عليكم من النعم التي خصكم بها عن سائر خلقه مع الشكر له على سائر نعمه التي عمكم بها مع سائر خلقه، وتُرك ذكر: " وقلنا لهم " اكتفاء بدلالة الكلام على ما ترك منه، وأخرج قوله (شُكْرًا) مصدرا من قوله (اعْمَلُوا آلَ دَاودَ) لأن معنى قوله (اعْمَلُوا) اشكروا ربكم بطاعتكم إياه، وأن العمل بالذي رضي الله، لله شكر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد قال: ثنا يحيى بن واضح، قال ثنا موسى بن عبادة عن محمد بن كعب قوله (اعْمَلُوا آلَ دَاودَ شُكْرًا) قال: الشكر تقوى الله والعمل بطاعته.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: أخبرني حيوة عن زهرة بن معبد أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي (10) يقول: (اعْمَلُوا آلَ دَاودَ شُكْرًا) وأفضل الشكر الحمد.
قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: (اعْمَلُوا آلَ دَاودَ شُكْرًا) قال: أعطاكم وعلمكم وسخر لكم ما لم يسخر لغيركم، وعلمكم منطق الطير، اشكروا له يا آل داود قال: الحمد طرف من الشكر.
وقوله (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) يقول تعالى ذكره: وقليل من عبادي المخلصو توحيدي والمفردو طاعتي وشكري على نعمتي عليهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني علي قال ثنا أَبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) يقول: قليل من عبادي الموحدون توحيدهم.
--------------------
الهوامش :
(7) البيت لعدي بن زيد العبادي كما قال المؤلف، وكما في شعراء النصرانية القسم الرابع 455 وقد استشهد به المؤلف في (3 / 2464) من هذا التفسير، على أن المحاريب جمع محراب، وهو مقدم موضع العبادة. فراجعه ثمة.
(8) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة (ديوانه طبعة القاهرة 225) وروايته:
نَفَـى الـذَّمَّ عَـنْ آلِ المحـلقِ جَفْنَـةُ
كَجابِيَــةِ السِّــيح العِـرَاقيِّ تَفْهَـقُ
وهي رواية مشهورة كالرواية التي أوردها المؤلف. يصف المحلق بالكرم وأن جفنته تروح على ناديه مفعمة لحما وشحما، وهي من كبير الجفان، مثل جابية الماء التي يجمع فيها الشيخ العراقي أيام يفيض النهر، لينفق منه في أيام قلة الماء، فهي جابية كبيرة. وأما من رواه السيح، بالسين والحاء والمهملتين، فهو ما يفيض من الماء ويسيح عن الزيادة بالنهر وقد ذكر في المبرد "الكتاب الكامل" هاتين الروايتين (انظر طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده 1 : 7) قال في تخريج رواية الشيخ: كذا ينشده أهل البصرة. وتأويله عندهم أن العراقي إذا تمكن من الماء، ملأ جابيته، لأنه حضري ، فلا يعرف مواقع الماء ولا محاله. قال أَبو العباسي: وسمعت أعرابية تنشد: (وهي أم الهيثم الكلابية من ولد المحلق، وهي رواية أهل الكوفة): "كجابية المسيح"، تريد: النهر يجري على جانبيه، فماؤها لا ينقطع، لأن النهر يمده. ا .هـ. وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن: (الورقة : 198) (وجفان كالجواب): واحدها: جابية وهو الحوض الذي يجبى فيه الماء. وقال الفراء في معاني القرآن الورقة 261 : (وجفان): وهي القصاع الكبار. (كالجواب) الحياض التي للإبل. وفي (اللسان: جبى): الجابية الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل. والجابية: الحوض الضخم وأورد البيت كرواية المؤلف، ثم قال: خص العراقي، لجهله بالمياه، لأنه حضري، فإن وجدها ملأ جابية: وأعدها، ولم يدر متى يجد المياه.
(9) هذان بيتان من مشطور الرجز. روى أولهما صاحب (اللسان: صهرج) عن الأزهري. قال: وحوض صهارج: مطلي بالصاروخ: (النورة) والصهارج بالضم مثل الصهرج. وأنشد الأزهري فصبحت جابية صحارجا وقد صهرجوا صهريجا. وفاعل صحبت ضمير يعود على ما قبله، ولعله ذكر الإبل. والرجز غير منسوب. وقوله "كأنها جلد ..." البيت: يشبه لون الجابية أو ماءها بلون السماء في الزرقة. وهذا البيت كالذي قبله شاهد على أن معنى الجابية الحوض الكبير الذي يجمع فيه الماء، وهو الصهارج والصهريج أيضا. شبه جفنة المحلق بالحوض الكبير، لكرمه.
(10) الحبلي: بسكون الباء وضمها: منسوب إلى بني الحبلى، بطن من الأنصار، ثقة، توفي سنة مائة. (عن التاج).
- ابن عاشور : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)
و { يعملون له ما يشاء } جملة مبينة لجملة { يعمل بين يديه } [ سبأ : 12 ] .
و { من محاريب } بيان ل { ما يشاء } .
والمحاريب : جمع محراب ، وهو الحصن الذي يحارب منه العدوُّ والمهاجِم للمدينة ، أو لأنه يرمى من شرفاته بالحِراب ، ثم أطلق على القصر الحصين . وقد سمَّوْا قصور غُمدان في اليمن محاريبَ غُمدانَ . وهذا المعنى هو المراد في هذه الآية . ثم أطلق المحراب على الذي يُخْتَلَى فيه للعبادة فهو بمنزلة المسجد الخاص ، قال تعالى : { فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب } وتقدم في سورة آل عمران ( 39 ) . وكان لداود محراب يجلس فيه للعبادة قال تعالى : { وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب } في سورة ص ( 21 ) .
وأما إطلاق المحراب على الموضع من المسجد الذي يقف فيه الإِمامُ الذي يؤمّ الناس ، يُجعل مثل كوة غير نافذة واصلة إلى أرض المسجد في حائط القبلة يقف الإِمام تحته ، فتسمية ذلك محراباً تسمية حديثة ولم أقف على تعيين الزمن الذي ابتدىء فيه إطلاق اسم المحراب على هذا الموقف . واتخاذ المحاريب في المساجد حدث في المائة الثانية ، والمظنون أنه حدث في أولها في حياة أنس بن مالك لأنه روي عنه أنه تنزه عن الجلوس في المحاريب وكانوا يسمونه الطاقَ أو الطاقَة ، وربما سموه المذبح ، ولم أر أنهم سموه أيامئذ محراباً ، وإنما كانوا يسمون بالمحراب موضع ذبح القربان في الكنيسة ، قال عُمر بن أبي ربيعة :
دُمية عند راهب قسيس ... صوَروها في مذابح المحراب
والمذبح والمحراب مقتبسة من اليهود لما لا يخفى من تفرع النصرانية عن دين اليهودية .
وما حكي عن أنس بن مالك إن صحّ فإنما يُعنى به بيت للصلاة خاص . ورأيت إطلاق المحراب على الطاقة التي في المسجد في كلام الفَراء ، أي في منتصف القرن الثاني ، نقل الجوهري عنه أنه قال : المحاريب صدور المجالس ومنه سمي محرابُ المسجد ، لأن المحراب لم يبق حينئذٍ مطلقاً على مكان العبادة .
ومن الغلط أن جعلوا في المسجد النبوي في الموضع الذي يقرَّب أن يكون النبي يصلي فيه صورَة محراب منفصل يسمونه محراب النبي وإنما هو علامة على تحري موقفه .
والذي يظهر أن المسلمين ابتدأوا فجعلوا طاقات صغيرة علامة على القبلة لئلا يضل الداخل إلى المسجد يريد الصلاة فإن ذلك يقع كثيراً ، ثم وسعوها شيئاً فشيئاً حتى صيروها في صورة نصف دهليز صغير في جدار القبلة يسع موقف الإِمام ، وأحسب أن أول وضعه كان عند بناء المسجد الأموي في دمشق ، ثم إن الخليفة الوليد بن عبد الملك أمر بجعله في المسجد النبوي حين وسّعه وأعاد بناءه ، وذلك في مدة إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة حسبما ذكر السمهودي في كتاب خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى } .
والتماثيل : جمع تِمثال بكسر التاء ، ووزنه تِفعال لأن التاء مزيدة وهو أحد أسماء معدودة جاءت على وزن تِفعال بكسر التاء ، وأما قياس هذا الباب وأكثرُه فهو بفتح التاء . والأسماء التي جاءت على هذا الوزن منها مصادر ومنها أسماء ، فأما المصادر فأكثرها بفتح التاء إلا مصدرين : تبيان ، وتلقاء بمعنى اللقاء . وأما الأسماء فورد منها على الكسر نحو من أربعة عشر اسماً منها : تِمثال ، أحصاها ابن دريد ، وزاد ابن العربي في «أحكام القرآن» عن شيخه الخطيب التبريزي تسعة فصارت خمسة وعشرين . والتمثال هو الصورة الممثلة ، أي المجسمة مثل شيء من الأجسام فكان النحاتون يعملون لسليمان صوراً مختلفة كصور موهومة للملائكة وللحيوان مثل الأسود ، فقد كان كرسي سليمان محفوفاً بتماثيل أُسود أربعة عشر كما وصف في الإِصحاح العاشر من سفر الملوك الأول . وكان قد جَعل في الهيكل جابية عظيمة من نحاس مصقول مرفوعة على اثنتي عشرة صورة ثور من نحاس .
ولم تكن التماثيل المجسمة محرَّمَة الاستعمال في الشرائع السابقة ، وقد حرمها الإِسلام لأن الإِسلام أمعن في قطع دَابر الإِشراك لشدة تمكن الإِشراك من نفوس العرب وغيرهم . وكان معظم الأصنام تماثيل فحرّم الإِسلام اتخاذها لذلك ، ولم يكن تحريمها لأجل اشتمالها على مفسدة في ذاتها ولكن لكونها كانت ذريعة للإِشراك . واتفق الفقهاء على تحريم اتخاذ ما له ظلّ من تماثيل ذوات الروح إذا كانت مستكملة الأعضاء التي لا يعيش ذو الروح بدونها وعلى كراهة ما عدا ذلك مثل التماثيل المنصفة ومثل الصور التي على الجدران وعلى الأوراق والرقم في الثوب ولا ما يجلس عليه ويداس . وحكم صنعها يتبع اتخاذها . ووقعت الرخصة في اتخاذ صور تلعب بها البنات لفائدة اعتيادهن العمل بأمور البيت .
والجفان : جمع جفنة ، وهي القصعة العظيمة التي يجفن فيها الماء . وقدرت الجفنة في التوراة بأنها تسع أربعين بَثَّا ( بالمثلثة ) ولم نعرف مقدار البث عندهم ولا شك أنه مكيال . وشبهت الجفان في عظمتها وسعتها بالجوابي . وهي جمع : جابية وهي الحوض العظيم الواسع العميق الذي يجمع فيه الماء لسقي الأشجار والزروع ، قال الأعشى :
نفي الذم عن رهط المحلَّق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تَفْهَق
أي الجفنة في سعتها كجابية الرجل العراقي ، وأهل العراق أهل كروم وغروس فكانوا يجمعون الماء للسقي .
وكانت الجفان المذكورة في الهيكل المعروف عندنا بيت المقدس لأجل وضع الماء ليغلسوا فيها ما يقربونه من المحرَقات كما في الإِصحاح الرابع من سفر الأيام الثاني .
وكتب في المصحف { كالجواب } بدون ياء بعد الموحدة . وقرأه الجمهور بدون ياء في حالي الوصل والوقف . وقرأه ابن كثير بإثبات الياء في الحالين . وقرأ ورش عن نافع وأبو عمرو بإثبات الياء في حال الوصل وبحذفها في حال الوقف .
والقدور : جمع قِدر وهي إناء يوضع فيه الطعام ليطبخ من لحم وزيت وأدهان وتوابل .
قال النابغة في النعمان بن الحارث الجُلاحي :
له بِفناء البيت سوداء فخمة ... تلقَّم أوصال الجَزور العُراعر
بقية قِدر من قُدور تُورثت ... لآل الجلاح كابراً بعد كابر
أي تَسَع قوائم البعير إذا وضعت فيه لتطبخ مَرقاً ونحوه .
وهذه القدور هي التي يطبخ فيها لجند سليمان ولسدنة الهيكل ولخدمه وأتباعه وقد ورد ذكر القدور إجمالاً في الفقرة السادسة عشرة من الإصحاح الرابع من سفر الأيام الثاني .
والراسيات : الثابتات في الأرض التي لا تُنزل من فوق أثافيها لتداول الطبخ فيها صباحَ مساءَ .
وجملة { اعملوا آل داود شكراً } مقول قول محذوف ، أي قلنا : اعملوا يا آل داود ، ومفعول { اعملوا } محذوف دل عليه قوله : { شكراً } . وتقديره : اعملوا صالحاً ، كما تقدم آنفاً ، عملاً لشكر الله تعالى ، فانتصب { شكراً } على المفعول لأجله . والخطاب لسليمان وآله .
وذُيل بقوله : { وقليل من عبادي الشكور } فهو من تمام المقول ، وفيه حثّ على الاهتمام بالعمل الصالح . ويجوز أن يكون هذا التذييل كلاماً جديداً جاء في القرآن ، أي قلنا ذلك لآل داود فعَمل منهم قليل ولم يعمل كثير وكان سليمان من أول الفئة القليلة .
و { الشكور } : الكثيرُ الشكر . وإذْ كان العمل شكراً أفاد أن العاملين قليل .
- إعراب القرآن : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
«يَعْمَلُونَ» مضارع وفاعله والجملة بدل من فعل يعمل المتقدم «لَهُ» متعلقان بالفعل قبلهما «ما» اسم موصول مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «مِنْ مَحارِيبَ» متعلقان بمحذوف حال «وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ» معطوف على محاريب «كَالْجَوابِ» متعلقان بمحذوف صفة لجفان والجفنة ما يوضع فيه الطعام والجواب الواسعة وتتسع لطعام ألف من الناس «وَقُدُورٍ» معطوف «راسِياتٍ» صفة «اعْمَلُوا» أمر وفاعله والجملة مستأنفة «آلَ» منادى بأداة نداء محذوفة التقدير يا آل «داوُدَ» منادى «شُكْراً» مفعول لأجله أو صفة لمفعول مطلق «وَقَلِيلٌ» الواو حالية وخبر مقدم «مِنْ عِبادِيَ» متعلقان بالخبر والياء مضاف إليه «الشَّكُورُ» مبتدأ مؤخر
- English - Sahih International : They made for him what he willed of elevated chambers statues bowls like reservoirs and stationary kettles [We said] "Work O family of David in gratitude" And few of My servants are grateful
- English - Tafheem -Maududi : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ(34:13) They made for him whatever he would desire: stately buildings, images, *20 basins like water-troughs and huge, built-in-cauldrons: *21 'Work, O house of David, in thankfulness (to your Lord). *22 Few of My servants are truly thankful.'
- Français - Hamidullah : Ils exécutaient pour lui ce qu'il voulait sanctuaires statues plateaux comme des bassins et marmites bien ancrées - O famille de David œuvrez par gratitude alors qu'il y a eu peu de Mes serviteurs qui sont reconnaissants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie machten ihm was er wollte an Gebetsräumen Bildwerken Schüsseln wie Wasserbecken und feststehenden Kesseln - "Verrichtet ihr Sippe Dawuds eure Arbeit in Dankbarkeit" denn nur wenige von Meinen Dienern sind wirklich dankbar
- Spanish - Cortes : Le hacían todo lo que él quería palacios estatuas calderos grandes como cisternas firmes marmitas ¡Familiares de David sed agradecidos Pero pocos de Mis siervos son muy agradecidos
- Português - El Hayek : Executaram para ele tudo quanto desejava arcos estátuas grandes vasilhas como reservatórios e resistentes caldeirasde cobre E dissemos Trabalhai ó familiares de Davi com agradecimento Quão pouco são os agradecidos entre osMeus servos
- Россию - Кулиев : Они создавали прекрасные строения изваяния миски подобные водоемам и неподвижные котлы О род Давуда Давида Трудитесь в знак благодарности Но среди Моих рабов мало благодарных
- Кулиев -ас-Саади : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
Они создавали прекрасные строения, изваяния, миски, подобные водоемам, и неподвижные котлы. О род Давуда (Давида)! Трудитесь в знак благодарности. Но среди Моих рабов мало благодарных.Они создавали величественные горницы - строения с прекрасными сводами, делали искусные изваяния животных и различных предметов, изготавливали чаши огромных размеров, похожие на водоемы, и огромные прочно стоящие котлы, которые не сдвигались со своих мест. Эти чаши и котлы использовались для приготовления еды, потому что потребности Сулеймана превышали потребности остальных людей. Затем Всевышний напомнил Давуду и его роду о Своей щедрости и добродетели и повелел им благодарить Его. Род Давуда - это сам пророк Давуд, его дети и супруги. Все они пользовались большинством из тех многочисленных благ, которыми Аллах почтил двух своих благородных посланников. Но большинство людей не благодарит Аллаха за то, что Он одаряет их Своими милостями и оберегает их от бед и напастей. Благодарность - это сердечное признание милостей и щедрот Всевышнего, признание собственной слабости и нужды в Его благодеяниях и расходование дарованных милостей в угоду Аллаху, а не на различные греховные цели.
- Turkish - Diyanet Isleri : Süleyman için o ne dilerse mabedler heykeller büyük havuzlara benzer çanaklar ve taşınması güç kazanlar yaparlardı "Ey Davud ailesi şükredin Kullarımdan şükredenler pek azdır"
- Italiano - Piccardo : Costruivano per lui quel che voleva templi e statue vassoi [grandi] come abbeveratoi e caldaie ben stabili “O famiglia di Davide lavorate con gratitudine” E invece sono ben pochi i Miei servi riconoscenti
- كوردى - برهان محمد أمين : سولهیمان ههرچی بویستایه پهرییهکان بۆیان دروست دهکرد له شوێنی خوا پهرستی و پهیکهرو حهوزو مهنجهڵی گهورهی بهجۆرێك که له جێگهی خۆی دامهزراوهو ناجوڵێت ئهی نهوهو شوێنکهوتوانی داوود ئێوه به کردارو گوفتار سوپاسگوزاربن ههرچهنده کهمێك له بهندهکانم سوپاسگوزارن
- اردو - جالندربرى : وہ جو چاہتے یہ ان کے لئے بناتے یعنی قلعے اور مجسمے اور بڑے بڑے لگن جیسے تالاب اور دیگیں جو ایک ہی جگہ رکھی رہیں۔ اے داود کی اولاد میرا شکر کرو اور میرے بندوں میں شکرگزار تھوڑے ہیں
- Bosanski - Korkut : Oni su mu izrađivali što god je htio hramove i spomenike i zdjele kao čatrnje i kotlove nepokretne "Trudite se i budite zahvalni o čeljadi Davudova" – A malo je zahvalnih među robovima Mojim
- Swedish - Bernström : De gjorde för honom vad han begärde skönt smyckade valvgångar statyer skålar [stora] som bassänger och väldiga grytor som inte kunde rubbas från sin plats [Vi sade] "Arbeta ni män av Davids hus och var tacksamma" Men få är de bland Mina tjänare som känner tacksamhet
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Para jin itu membuat untuk Sulaiman apa yang dikehendakinya dari gedunggedung yang tinggi dan patungpatung dan piringpiring yang besarnya seperti kolam dan periuk yang tetap berada di atas tungku Bekerjalah hai keluarga Daud untuk bersyukur kepada Allah Dan sedikit sekali dari hambahambaKu yang berterima kasih
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
(Para jin itu membuat untuk Sulaiman apa yang dikehendakinya dari gedung-gedung yang tinggi) bangunan-bangunan tinggi yang memakai tangga untuk orang yang mau memasukinya (dan patung-patung) lafal Tamaatsiil adalah bentuk jamak dari lafal Timtsaalun, yaitu segala sesuatu yang dibuat menurut gambaran objek yang dipahatnya. Maksudnya adalah patung-patung yang terbuat dari tembaga, ada pula yang terbuat dari kaca serta batu pualam. Perlu diketahui bahwa membuat patung atau gambar tidak diharamkan menurut syariat Nabi Sulaiman (dan piring-piring besar) lafal Jifaanin bentuk jamak dari lafal Jafnah (yang besarnya seperti kolam) lafal Jawaabii bentuk jamak dari lafal Jaabiyah artinya kolam yang besar; piring besar itu dapat dipakai untuk makan seribu orang (dan periuk yang tetap) berada di atas tungkunya serta tidak bergerak dari tempatnya karena saking besarnya. Periuk tersebut terbuat dari bukit negeri Yaman dan bagi orang yang memasak harus menaiki tangga, demikian pula bagi orang yang mau mengambil makanan daripadanya. Dan Kami berfirman, ("Bekerjalah kalian) hai (keluarga Daud) untuk taat kepada Allah (sebagai tanda syukur) kepada-Nya atas apa yang telah Dia limpahkan kepada kalian berupa nikmat-nikmat. (Dan sedikit sekali dari hamba-hamba-Ku yang berterima kasih.") yang mau bekerja untuk taat kepada-Ku sebagai ungkapan rasa syukurnya kepada-Ku atas nikmat-nikmat yang telah Kuberikan kepadanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা সোলায়মানের ইচ্ছানুযায়ী দুর্গ ভাস্কর্য হাউযসদৃশ বৃহদাকার পাত্র এবং চুল্লির উপর স্থাপিত বিশাল ডেগ নির্মাণ করত। হে দাউদ পরিবার কৃতজ্ঞতা সহকারে তোমরা কাজ করে যাও। আমার বান্দাদের মধ্যে অল্পসংখ্যকই কৃতজ্ঞ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவை ஸுலைமான் விரும்பிய மிஹ்ராபுகளையும் சிற்பங்களையும் தடாகங்கள் போன்ற பெருங் கொப்பரைகளையும் நகர்த்த முடியா பெரும் பாத்திரங்களையும் செய்து கொண்டிருந்தன "தாவூதின் சந்ததியினரே நன்றி செய்யுங்கள் மேலும் என் அடியார்களில் நின்றும் நன்றி செலுத்துவோர் சொற்பமானவர்களே" என்று கூறினோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขา ญิน ทำงานให้เขา สุลัยมาน ตามที่เขาต้องการ เช่นสร้าง ปราสาทหลายแห่งที่สูงตระหง่าน และบรรดาหุ่นจำลอง และบรรดาโคมใส่อาหารมีขนาดเท่าบ่อน้ำและบรรดาหม้อสำหรับหุงอาหารตั้งอยู่กับที่ พวกเจ้าจงทำงานเถิด วงศ์วานของดาวู๊ดเอ๋ย ด้วยการขอบคุณ และส่วนน้อยแห่งปวงบ่าวของเราที่เป็นผู้ขอบคุณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ужинлар унга меҳроблар ҳайкаллар ҳовузлар каби лаганлар ва собит қозонлардан хоҳлаганини қилиб беришар эди Эй Оли Довуд шукр қилинглар Бандаларимдан шукр қилгувчилари оздир
- 中国语文 - Ma Jian : 他们为他修建他所欲修建的宫殿、雕像、水池般的大盘、固定的大锅。(我说):达五德的家属啊!你们应当感谢。我的仆人中,感谢者是很少的。
- Melayu - Basmeih : Golongan jin itu membuat untuk Nabi Sulaiman apa yang ia kehendaki dari bangunanbangunan yang tinggi dan patungpatung dan pingganpinggan hidangan yang besar seperti kolam serta periukperiuk besar yang tetap di atas tukunya Setelah itu Kami perintahkan "Beramalah kamu wahai keluarga Daud untuk bersyukur" Dan sememangnya sedikit sekali di antara hambahambaKu yang bersyukur
- Somali - Abduh : Waxay u sameyn suleymaan wuxuu doono oo mixraabyo Fooqaq iyo suurooyin iyo xeedhooyin dar oo kale ah iyo dharyo sugan waxaana ku nidhi fala ehelka Daawuudow mahadnaq waxaana yar adoomadayda shugriga badan
- Hausa - Gumi : Sunã aikata masa abin da yake so na masallatai da mutummutumai da akussa kamar kududdufai da tukwãne kafaffu Ku aikata gõdiya yã ɗiyan Dãwũda kuma kaɗan ne mai gõdiya daga bãyĩNa
- Swahili - Al-Barwani : Walikuwa wakimfanyia alipendalo kama mihrabu na masanamu na madeste makubwa kama mahodhi na masufuria makubwa yasiyo ondolewa mahala pake Enyi watu wa Daudi Fanyeni kazi kwa kushukuru Ni wachache katika waja wangu wanao shukuru
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata i punonin atij ç’dëshironte tempuj dhe përmendore enë të gjera si rezervoar dhe qypa të mëdhenj – të palëvizshëm për shkak të madhësisë “O familje e Davudit Punoni duke falenderuar Perëndinë” – E pak nga robërit e Mi janë falenderues
- فارسى - آیتی : براى وى هر چه مىخواست از بناهاى بلند و تنديسها و كاسههايى چون حوض و ديگهاى محكم بر جاى، مىساختند. اى خاندان داود، براى سپاسگزارى كارى كنيد و اندكى از بندگان من سپاسگزارند.
- tajeki - Оятӣ : Барои вай ҳар чӣ мехост, аз биноҳои баланд ва суратҳо ва косаҳое чун ҳавз ва дегҳои маҳками барҷой, месохтанд. Эй хонадони Довуд, барои шукр гузорӣ коре кунед ва андаке аз бандагони Ман шукргузоранд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار سۇلەيمانغا ئۇ خالىغان كاتتا سارايلارنى، (مىستىن - ئەينەكتىن ئاجايىپ) ھەيكەللەرنى، كۆلدەك چوڭ لېگەنلەرنى، (چوڭلۇقتىن) مىدىرلىمايدىغان قازانلارنى ياسايتتى، (ئېيتتۇقكى) «ئى داۋۇد ئائىلىسىدىكىلەر! (اﷲ نىڭ بۇ چوڭ نېمەتلىرىگە) شۈكۈر قىلىڭلار»، مېنىڭ بەندىلىرىمدىن (اﷲ نىڭ نېمەتلىرىگە) شۈكۈر قىلغۇچى بەك ئاز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് അദ്ദേഹമാഗ്രഹിക്കുന്നതൊക്കെ ഉണ്ടാക്കിക്കൊടുത്തു. കൂറ്റന് കെട്ടിടങ്ങള്, കൌതുകകരമായ പ്രതിമകള്, തടാകങ്ങള് പോലുള്ള തളികകള്, വെച്ചിടത്തുനിന്നിളകാത്ത കനത്ത പാചകപ്പാത്രങ്ങള്; എല്ലാം. ദാവൂദ് കുടുംബമേ! നിങ്ങള് നന്ദിപൂര്വം പ്രവര്ത്തിക്കുക. എന്റെ ദാസന്മാരില് നന്ദിയുള്ളവര് വളരെ വിരളമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : يعمل الجن لسليمان ما يشاء من مساجد للعباده وصور من نحاس وزجاج وقصاع كبيره كالاحواض التي يجتمع فيها الماء وقدور ثابتات لا تتحرك من اماكنها لعظمهن وقلنا يا ال داود اعملوا شكرا لله على ما اعطاكم وذلك بطاعته وامتثال امره وقليل من عبادي من يشكر الله كثيرا وكان داود واله من القليل
*20) The word tamathil in the Text is the plural of timthal, which in Arabic is used for every such thing as is made to resemble a natural thing, whether it is a human being, an animal, a tree, a flower, a river, or some inanimate object. Timthal is the name of every artificial thing which may have been made to resemble something made by God. " (Lisan al- Arab). "Timthal is every such picture which may have been made to resemble the likeness of something else, whether living or dead." (The Commentary, Al-Kashshaf). On this basis the statement of the Qur'an does not necessarily imply that the "images" made for the Prophet Solomon were the pictures or images of human beings and animals. They might have been floral designs or natural landscape or different kinds of decorations with which the Prophet Solomon might have decorated his buildings and works.
The misunderstanding has been created by some commentators who have stated that the Prophet Solomon had got the pictures of the Prophets and the angels made for himself. They took such things from the Israelite traditions and then explained them saying that in the former Shari'ahs it was not forbidden to make the pictures. But while accepting and citing these traditions without question, these scholars did not keep in mind the fact that the Prophet Solomon was a follower of the Mosaic Law and in that Law also making of the pictures and images of human beings and animals was forbidden as it is in the Shari'ah of Muhammad (upon whom be Allah's peace). And they also did not remember that because of the enmity which a section of the Israelites bore against the Prophet Solomon they have accused him of crimes like polytheism, idolatry, sorcery and adultery. Therefore. one should not place reliance on the Israelite traditions and accept anything about this great Prophet, which might contradict any Shari'ah enjoined by God. Everyone knows that all the Prophets who came after the Prophet Moses till the Prophet Jesus among the Israelites were the followers of the Torah, and none of them had brought forth a new law, which might have abrogated the Law of the Torah. Now the Torah clearly enjoins repeatedly that making of the pictures and images of human beings and animals is absolutely forbidden.
"Thou shalt not make unto thee any graven image, or any likeness of any thing that is in the heaven above, or that is in the earth beneath, or that is in the water under the earth." (Exod., 20: 4) "Ye shall make you no idols nor graven image, nor rear you up a standing image, neither shall ye set up any image of stone in your land, to bow down unto it." (Levit., 26: 1)
'Lest ye corrupt yourselves, and make you a graven image, the similitude of any figure, the likeness of male or female. The likeness of any beast that is on the earth, the likeness of any winged fowl that flieth in the air. The likeness of any thing that creepeth on the ground, the likeness of any fish that is in the waters beneath the earth." (Deut., 4: 16-18).
"Cursed be the man that maketh any graven or molten image, an abomination unto the Lord, the work of the hands of the craftsman, and putteth it in a secret place." (Deut., 27: 15).
In the face of these clear and express injunctions how can it be accepted that the Prophet Solomon might have employed the jinns to make pictures and images of the Prophets and the angels for him? And how can this thing be admitted on the authority of the statements of the Jews who accuse the Prophet Solomon of idolatry due to his love for polytheistic wives? (t Kings, oh., 11).
However, the Muslim commentators, while citing the Israelite traditions, had made it clear that in the Shari'ah of Muhammad (upon whom be Allah's peace) this thing is forbidden; therefore, it is no more lawful for anybody to make pictures and images in imitation of the Prophct Solomon. But some people of the modern time, who want to make photography and carving of idols lawful in imitation of the West, took this verse of the Qur'an as an argument for themselves. They argue like this: "When a Prophet of Allah has done this and Allah Himself has mentioned this act of the Prophet in His Book, and has expressed no disapproval of it either, it must be lawful . "
This argument of these followers of the West is wrong for two reasons. First, the word tamathil that has been used in the Qur'an, dces not explicitly give the meaning of the human and animal pictures, but it applies to the pictures of lifeless things as well. Therefore, only on the basis of this word, it cannot be concluded that it is lawful to make the human and animal pictures according to the Qur'an. Secondly, it is established by a large number of the Ahadith, which have been reported through authentic chains of transmitters, and commonly reported by many authorities, that the Holy Prophct absolutely forbade the making and keeping of the pictures of the living things. In this connection, we reproduce below the authentic Traditions of the Holy, Prophet and the verdicts given by the eminent Companions:
(1) Mother of the faithful Hadrat `A'ishah has reported that Hadrat Umm Habibah and Hadrat Umm Salamah had seen a church in Habash, which had pictures in it. When they mentioned this before the Holy Prophet, he said: "The custom among those people was that when a pious man from among them died, they would build a house of worship at his grave and would make his pictures in it. On the Day of Resurrection, these people will be among the most wretched creatures in the sight of Allah." (Bukhari: Kitab as-Salat,' Muslim: Kitab al-Masajid; Nasa`i: Kitab al-Masajid).
(2) Abu Hujaifah has reported that the messenger of Allah has cursed the maker of pictures. (Bukhari Kitab al-Buyu', Kitab at-Talaq, Kitab alLibas).
(3) Abu Zur'ah says, "Once when I entered a house along with Hadrat Abu Hurairah I saw that a painter was making pictures at the top. Thereupon, Hadrat Abu Hurairah said, 'I have heard the Holy Prophet say: Allah says who could be more wicked than the one who tries to create a thing like My creation? Let them, if they can, create a seed or an ant'." (Bukhari: Kitab al-Libas; Musnad Ahmad. According to the tradition in Muslim, this was the house of Marwan).
(4) Abu Muhammad Hudhali has reported on the authority of Hadrat `Ali: The Holy Prophet was present at a funeral prayer when he said: Who from among you would go to Madinah and demolish every idol that he sees, and level down every grave that he sees, and blot out every picture that he sees. A man said that he would go. So he went but came back without carrying out the task due to fear of the people of Madinah. Then Hadrat `Ali submitted that he would go, and the Holy Prophet allowed him to go. Hadrat `Ali went, then came back and said: I have demolished every idol and leveled down every grave and blotted out every picture. Thereupon the Holy Prophet said: "Now if any one made any of these things, he would be denying the teaching sent down on Muhammad (upon whom be Allah's peace)." (Musnad Ahmad; Muslim: Kitab al-Jana 'iz; Nasa' i (Kitab al-Jan 'iz) also contain a Tradition on the same subject).
(5) Ibn `Abbas has reported: ".....And he who made a picture would be chastised and compelled to breathe the soul into it, which he will not be able to do." (Bukhari: Kitab al-Ta 'bir, Tirmidhi: Abwab al Libas; Nasa`i: Kitab az-Zinah; Musnad Ahmad).
(6) Said bin al-Hasan says: "I was sitting with Ibn `Abbas when a man came and said: O Ibn `Abbas, I am a man who earns his living with his hand, and my profession is to make these pictures. Ibn `Abbas replied: I shall say to you the same that I have heard from the Holy Prophet. I have heard this from him that Allah will chastise the one who makes pictures, and . will not leave him till he breathes the saul into it, and he will never be able to breathe the soul into it. At this the man was much upset and his face turned pale. Ibn `Abbas said: Well, if you have to make the pictures, make of this tree, or of something which is lifeless. " (Bukhari: Kitab al-Buyu'; Muslim: Kitab al-Libas; Nasa`i; Kitab al-Zinah; Musnad Ahmad).
(7) "Abdullah bin Mas'ud has reported that the Holy Prophet said: "On the Day of Resurrection the ones to be most severely punished by Allah would be the painters of the pictures. "(Bukhari: Kitab al-Libas; Muslim: Kitab al-Libas; Nasa`i; Kitab al-Zinah; Musnad Ahmad).
(8) 'Abdullah bin `Umar has reported that the Holy Prophet said: Those who paint the pictures will be punished on the Day of Resurrection. They will be asked to put life into what they have made. (Bukhari: Kitab al-Libas; Muslim: Kitab al-Libas; Nasa`i; Kitab al-Zinah; Musnad Ahmad).
(9) Hadrat 'A'ishah says that she bought a cushion in which pictures had been painted. Then the Holy Prophet came and stood at the door and did not enter. I said: "I repent before God of any sin that I may have committed." The Holy Prophet asked: "What is this cushion for?" I said: "This is here so that you may sit and may recline on it." He said: "The painters of these pictures will be chastised on the Day of Resurrection: they will be asked to put life into what they have made; and the angels (i. e. the angels of mercy) do not enter a house which has pictures in it. "(Bukhari; : Kitab al-Libas; Muslim: Kitab al-Libas; Nasa`i: Kitab az-Zinah; Ibn Majah: Kitab at-Tajarat; Mu`watta': Kitab al-Istidhan).
(10) Hadrat `A'ishah says: Once the Holy Prophet came to my house, and I had hung a curtain which had pictures on it. The colour of his face changed. Then he took hold of the curtain and tore it and said: "Those who try to create like the creation of Allah will be among, those who will be severely punished by Allah on the Day of Resurrection." (Muslim: Kitab al-Libas; Bukhari: Kitab al-Libas; Nasa`i: Kitab az -Zinah).
(11) Hadrat `A'ishah says: Once the Holy Prophet came back; from a journey and I had hung a curtain at my door, which had the pictures of winged horses on it. The Holy Prophet commanded me to remove it and I removed it. (Muslim: Kitab al-Libas, Nasa'i: Kitab al-Zinah). (12) Jabir bin `Abdullah says: The Holy Prophet prohibited keeping of the pictures in the house and also forbade that somebody should make pictures. (Tirmidhi: Abwab al-Libas).
(13) Ibn `Abbas has related on the authority of Abu Talhah Ansari: The Holy Prophet said that the angels (i.e. of mercy) do not enter a house where there is a dog, nor where there is a picture. (Bukhari: Kitab al-Libas).
(14) 'Abdullah bin `Umar says: Once Gabriel promised to pay the Holy Prophet a visit, but the time passed and he did not come. The Holy Prophet felt troubled and came out of his house and met him. When he complained to him, he (Gabriel) replied: "We do not enter a house where there is a dog or a picture. " (Bukhari: Kitab a/-Libas. Several Traditions on this subject have been related by Bukhari, Muslim, Abu Da`ud, Tirmidhi, Nasa'i, Ibn Majah, Imam Malik and Imam Ahmad on the authority of several Companions).
As against these, there are some other Traditions which allow some exceptions regarding the pictures. For example, according to a tradition of Abu Talhah Ansari, it is permissible to hang the curtain of a cloth which has pictures embroidered on it. (Bukhari: Kitab al-Libas); and according to Hadrat 'A'ishah's tradition, when she tore a cloth having pictures on it and made a cushion from it to be spread on the floor, the Holy Prophet did not forbid it. (Muslim: Kitab al-Libas); and Salim bin `Abdullah bin `Umar's tradition that the prohibition is of the picture which is displayed and installed prominently and not of the one which is used as a carpet: (Musnad Ahmad). But none of these traditions contradicts the Traditions which have been cited above. None of these sanctions the making and painting of the pictures. They only tell that if a person has got a piece of cloth having pictures on it, how he should use it. In this regard, the tradition of Abu Talhah Ansari cannot at all be accepted because it contradicts many, other authentic Traditions in which the Holy Prophet not only forbade use of cloth having pictures on it as a curtain but even tore it into pieces. Moreover, Hadrat Abu Talhah Ansari's own practice that has been reported in Tirmidhi and Mu'watta', in this regard, was that he did not even like to use a piece of cloth which had pictures on it, as a carpet, not to speak of hanging it as a curtain.
As for the traditions related by Hadrat `A'ishah and Salim bin `Abdullah. they only permit that if a picture is not placed prominently out of respect and esteem but is used as a carpet disrespectfully and is trodden under the feet, it could be tolerable. After all, how can these Traditions be cited for obtaining sanction for the culture which regards the art of painting and portrait making and sculpture as an enviable achievement of the human civilization, and wants to popularize it among the Muslims?
The code of practice that the Holy Prophet left for his Ummah with regard to the pictures, Can be seen from the conduct and practice of the eminent Companions, which they adopted in this regard. The admitted principle of law in Islam is that the authentic and reliable Islamic Law is that which the Holy Prophet enjoined during the latter part of his life after it had passed through gradual and preliminary injunctions and exceptions. And after the Holy Prophet the eminent Companions' practice and persistence on a particular way is a proof that he left the Ummah on that way. Now Iet us sec how these holy and pious people treated and regarded the picntres.
Hadrat 'Umar said to the Christians: "We do not enter your churches because there are pictures in them. " (Bukhari: Kitab as -Salat).
Ibn 'Abbas would sometimes offer his Prayer in the church, but not in a church which had pictures in it. (Bukhari; : Kitab as-Salam).
Abu al-Hayyaj al-Asadi says: Hadrat 'Ali said to me: "Should I not send yon on the same mission on which the Holy Prophet had sent me? And it is this that you should not leave any idol that you should not break, and you should not Ieave any grave that you should not level down, and you should not leave any picture that you should not blot out." (Muslim: Kitab al-Jana'iz; Nasa'i: Kitab al .lane 'iz).
Hanash al-Kinani says: Hadrat 'AIi said to his chief of the police: "Do you know on what mission I am going to send you?-on the mission on which the Holy Prophet had sent me, that you should blot out every picture and level down every grave.' (Musnad Ahmad).
This very established Law of Islam has been accepted and acknowledged by the jurists of Islam and regarded as an article of the Islamic Law. Thus, 'Allama Badruddin 'Aini writes with reference to Tauhid.'
"Our elders (i. e. the Hanifite jurists) and other jurists say that making the pictures of a living thing is not only unlawful but strictly forbidden and a major sin, whether the maker has made it for a purpose where it would be held with contempt or for some other use and purpose. The making and painting of the picture anyway is unlawful, because it is an attempt to create like the creation of Allah. Likewise. the making of pictures whether in the cloth, or in the carpet, or nn a coin, or in a utensil, or in a wall, is in any case unlawful. However, making the pictures of something else, for instance, of a tree, etc., is not forbidden. Whether the picture casts a shadow or not is immaterial.
The same is the opinion of Imam Malik, Sufyan Thauri, Imam Abu Hanifah, and other scholars. Qadi Iyad says that the dolls of girls are an exception, but Imam Malik; disapproved of even buying them." (`Umdat al-Qari vol. XXII p. 70). Imam Nawawi has elucidated this same view in greater detail in his commentary of Muslim. Please refer to Sharh Nawawi, Egyptian Ed., vol. XIV, pp. 81-82).
This is then the injunction about the making of pictures. As regards the use of the pictures made by others, `Allama Ibn Hajar has cited the views of the jurists of Islam as follows: "Ibn 'Arabi, the Malikite jurist, says that the consensus of opinion is that the picture that casts a shadow is unlawful, whether it is regarded with contempt or not. Only the dolls of girls are an exception .. .. Ibn 'Arab; also says that the picture which does not cast a shadow but which persists (as in the printed form, unlike the reflection of a mirror) is also unlawful, whether it is regarded with contempt or not. However, if its head is cut off, or its limbs or parts are separated, it may be used. ... Imam al-Harmayn has cited a verdict according to which a curtain or a cushion having pictures on it may be used, but the picture hung on the wall or ceiling is forbidden, for it would show respect and esteem for it, while the picture on the curtain or cushion, on the contrary, would be held with contempt. ... Ibn Abi Shaibah has related on the authority of 'Ikrimah that the scholars among the immediate followers of the Companions held the opinion that the picture's being in the carpet or cushion is disgraceful for it; they also opined that the picture hung prominently is unlawful, but the one trodden under the feet is permissible. The same opinion has been cited from Ibn Sirin, Salim bin 'Abdullah, 'Ikrimah bin Khalid and Said bin Jubair." (Fath al-Bari, vol. X, p. 300).
The details given above clearly show that the forbiddence of the pictures is not a controversial or doubtful matter in Islam, but it is an established article of the law according to the express instructions of the Holy Prophet, the practice of the Companions and the unanimous verdicts of the jurists of Islam, which cannot be changed by the hairsplitting of the people influenced by the alien cultures.
In this connection, certain other things should also be understood so that there remains no misunderstanding in this regard.
Some people try to make a distinction Between a photograph and a painting, whereas the Shari ah forbids the picture itself and not any process or method of making pictures. There is no difference between a photograph and a painting: they are both pictures. Whatever difference is there between them is due to the method of making them, and in this regard the Shari'ah injunctions make no difference between them.
Some people give the argument that the picture was forbidden in Islam 'in order to put an end to idol-worship. As there is no such danger now, this injunction should be annulled. But this argument is absolutely wrong. In the first place, nowhere in the Traditions has it been said that the pictures have been made unlawful in order to avoid 'the danger of shirk and idol-worship. Secondly, the assertion that shirk and idol-worship have been eradicated from the world is also baseless. Today in the Indo-Pak sub-continent itself there are millions of idolworshippers and polytheists. Shirk is being practised in different regions of the world in different ways. The Christian people of the Book also are worshipping the images and portraits of the Prophet Jesus and Mary and other saints; so much so that even a large number of the Muslims also are involved in the evil of worshipping others than God.
Some people say that only those pictures which are polytheistic in nature should be forbidden, i. e. , pictures and images of those persons who have been made gods. As for the other pictures and images there is no reason why they should be forbidden. But the people who argue like this, in fact, become their own law-givers instead of deriving law from the Commandments and instructions of the Law-Giver, They do not know that the picture does not become the cause of polytheism and idol-worship only but has become the cause of. many other mischiefs in the world, and is becoming so even today. The picture is one of those major means by which the aura of greatness of the kings, dictators and political Ieaders has been impressed upon the minds of the common people. The picture also has been used extensively for spreading obscenity and today this mischief has touched heights unknown to previous history. Pictures have also been used for sowing discord and hatred and for creating mischief between the nations and for misleading the masses in different ways. Therefore, the view that the Law-Giver forbade the picture only in order to eradicate idol-worship is basically wrong. The Law-Giver has absolutely forbidden pictures of the living things. If we are not our own law-givers but are the followers of the-Law-Giver, we should desist from this accordingly. It is not at alI lawful for us that we should propose from ourselves a basis for a particular injunction and then, on the basis of it, should declare some pictures lawful and some as unlawful.
Some people refer to some apparently "harmless' kinds of pictures and say that there could be no danger from these: they could not cause the mischiefs of shirk, obscenity, political propaganda or other evils; therefore, they should not be forbidden. Here again the people commit the same error: they first propose a cause and a basis for an injunction, and then argue that when the cause is not found in a particular forbidden thing, it should not be forbidden. Furthermore, these people also do not understand the rule of the Islamic Shari ah that it dces not make vague and ambiguous boundaries between the lawful and the unlawful from which a man may not be able to judge when he is within the bounds and when he has crossed them; but it draws a clear line of demarcation which every person can see like the broad daylight. The demarcation in respect of the picture is absolutely clear: pictures of living things are unlawful and of the lifeless things lawful. This line of demarcation does not admit any ambiguity. The one who has to follow the injunctions can clearly know what is permissible for him and what is not. But, if some pictures of the living things had been declared lawful and some unlawful, no list of the two kinds of the pictures however extensive, would have made the boundary between the lawful and the unlawful clear, and the case of many pictures would still have remained ambiguous as to whether they were within the bounds of lawfulness or outside them. This is similar to the Islamic injunction about wine that one should completely abstain from it, and this marks a clear limit, Hut, if it had been said that one should abstain from such a quantity of wine as intoxicates, it would be impossible to demarcate between the lawful and the unlawful , and no one would have been able to decide what quantity of wine he could drink; and where he had to stop. (For a further discussion, see Rasa 'iI-o-Masa'il, Part 1, pp. 152-155).
*21) This gives an idea of the generous and large scale hospitality practised by the Prophet Solomon. Big bowls like troughs had been arranged to serve as containers of food for the guests and heavy cooking pots were meant for cooking food for thousands of the people at one and the same time.
*22) "Work gratefully": work like grateful servants. The mere verbal thankfulness of a person who acknowledges only verbally the favours done by the benefactor but uses them against his will is meaningless. The truly grateful person is he who acknowledges the favours with the tongue as well as uses and employs the favours according to the will of the benefactor.