- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَلَا بِٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ لَوْلَآ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
- عربى - نصوص الآيات : وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ۗ ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين
- عربى - التفسير الميسر : وقال الذين كفروا: لن نصدِّق بهذا القرآن ولا بالذي تَقَدَّمَه من التوراة والإنجيل والزبور، فقد كذَّبوا بجميع كتب الله. ولو ترى -أيها الرسول- إذ الظالمون محبوسون عند ربهم للحساب، يتراجعون الكلام فيما بينهم، كل يُلْقي بالعتاب على الآخر، لرأيت شيئًا فظيعا، يقول المستضعفون للذين استكبروا -وهم القادة والرؤساء الضالون المضلون-: لولا أنتم أضللتمونا عن الهدى لكنا مؤمنين بالله ورسوله.
- السعدى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
لما ذكر تعالى أن ميعاد المستعجلين بالعذاب, لا بد من وقوعه عند حلول أجله، ذكر هنا حالهم في ذلك اليوم, وأنك لو رأيت حالهم إذا وقفوا عند ربهم, واجتمع الرؤساء والأتباع في الكفر والضلال, لرأيت أمرا عظيما وهولا جسيما، ورأيت كيف يتراجع, ويرجع بعضهم إلى بعض القول، فـ { يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا } وهم الأتباع { لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا } وهم القادة: { لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } ولكنكم حُلْتُم بيننا وبين الإيمان, وزينتم لنا الكفر[ان], فتبعناكم على ذلك، ومقصودهم بذلك أن يكون العذاب على الرؤساء دونهم.
- الوسيط لطنطاوي : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
ثم حكى - سبحانه - بعض الأقوال الباطلة التى قالها المشركون فى شأن القرآن الكريم ، وصور أحوالهم السيئة يوم العرض والحساب ، وكيف أن كل فريق منهم صار يلقى التبعة على غيره ، قال - تعالى - : ( وَقَالَ الذين كَفَرُواْ . . . هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) .
والمراد بالذى بين يديه فى قوله - تعالى - : ( وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بهذا القرآن وَلاَ بالذي بَيْنَ يَدَيْهِ ) الكتب السماوية السابقة كالتوراة والإِنجيل .
قالوا : وذلك لأن المشركين سألوا بعض أهل الكتاب ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبروهم بأن صفاته فى التوراة والإِنجيل ، فغضبوا وقالوا ما قالوا . .
أى : وقال الذين كفروا بإصرار وعناد وجحود لكل ما هو حق : قالوا لن نؤمن بهذا القرآن الذى جئت به يا محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربك ، ولا نؤمن - أيضا - بالكتب السماوية الأخرى التى تؤيد أنك رسول من عند الله - تعالى - فالآية الكريمة تحكى ما جبل عليه هؤلاء الكافرون من تصميم على الباطل ، ومن نبذ للحق مهما تعددت مصادره .
قال الإِمام الرازى : لما بين - سبحانه - الأمور الثلاثة ، من التوحيد والرسالة والحشر ، وكانوا بالكل كافرين ، بيَّن كفرهم العام بقوله : ( وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بهذا القرآن وَلاَ بالذي بَيْنَ يَدَيْهِ ) وقوله : ( وَلاَ بالذي بَيْنَ يَدَيْهِ ) المشهور أنه التوراة والإِنجيل ، وعلى هذا فالمراد بالذين كفروا ، المشركون المنكرون للنبوات والحشر .
ويحتمل أن يكون المعنى ، لن نؤمن بهذا القرآن ولا بما فيه من الأخبار والآيات والدلائل فيكون المراد بالذى بين يديه ما اشتمل عليه من أخبار وأحكام - ويكون المراد بالذين كفروا عموم الكافرين بما فيهم أهل الكتاب لأن الجميع لا يؤمن بالقرآن ولا بما اشتمل عليه .
وقوله - تعالى - : ( وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ القول ) بيان لأحواله السيئة يوم القيامة ، ولإِصرارهم على الكفر .
و ( لَوْ ) شرطية ، وجوابها محذوف كما أن مفعول ( ترى ) محذوف أيضا و ( مَوْقُوفُونَ ) أى محبوسون للحساب يوم القيامة .
يقال : وقفت الرجل عن فعل هذا الشئ ، إذا منعته وحجزته عن فعله .
أى : ولو ترى - أيها المخاطب - حال الظالمين وقت احتباسهم عند ربهم يوم القيامة ، وهم يتحاورون ويتجادلون فيما بينهم بالأقوال السيئة وكل فريق ، يلقى التبعة على غيره .
لو ترى ذلك لرأيت أمرا عجيبا ، وحالا فظيعة ، تنفطر لها القلوب ، وترتعد من هولها النفوس .
والتعبير بقوله - سبحانه - : ( مَوْقُوفُونَ ) يشعر بذلتهم وبؤسهم ، فهم محبوسون للحاسب على غير إرادة منهم ، كما يحبس المجرم فى سجنه انتظارا لمصيره السيئ .
وقوله : ( عِندَ رَبِّهِمْ ) تبكيت وتوبيخ لهم ، على ما كانوا يفعلونه فى الدنيا من إنكار لليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب وحساب .
وقوله - سبحانه - : ( يَقُولُ الذين استضعفوا لِلَّذِينَ استكبروا لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ) تفصيل لجانب من محارواتهم فيما بينهم ، ولما كانوا يراجعون فيه القول بعضهم مع بعض .
والمراد بالذين استضعفوا : الأتباع والعامة من الناس ، والمراد بالذين استكبروا : الزعماء والقادة والرؤساء .
أى : يقول الأتباع من الكافرين لقادتهم ورؤسائهم بغيظ وحسرة ، لولا أنتم منعتمونا عن اتباع الحق لكنا مؤمنين به ، ومتبعين لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
إنهم يقولون لهم فى موقف الحساب يوم القيامة ، ما كانوا عاجزين عن قوله فى الدنيا . عندما كانوا مستذلين لهم ، وخاضعين لسلطانهم .
- البغوى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ) يعني : التوراة والإنجيل ) ( ولو ترى ) يا محمد ( إذ الظالمون موقوفون ) محبوسون ( عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول ) يرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال ( يقول الذين استضعفوا ) استحقروا وهم الأتباع ( للذين استكبروا ) وهم القادة والأشراف ( لولا أنتم لكنا مؤمنين ) أي : أنتم منعتمونا عن الإيمان بالله ورسوله .
- ابن كثير : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
يخبر تعالى عن تمادي الكفار في طغيانهم وعنادهم وإصرارهم على عدم الإيمان بالقرآن وما أخبر به من أمر المعاد; ولهذا قال : ( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ) . قال الله تعالى متهددا لهم ومتوعدا ، ومخبرا عن مواقفهم الذليلة بين يديه في حال تخاصمهم وتحاجهم : ( يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا ) منهم وهم الأتباع ( للذين استكبروا ) وهم قادتهم وسادتهم : ( لولا أنتم لكنا مؤمنين ) أي : لولا أنتم تصدونا ، لكنا اتبعنا الرسل وآمنا بما جاءونا به .
- القرطبى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
قوله تعالى : وقال الذين كفروا يريد كفار قريش . لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه قال سعيد عن قتادة : ولا بالذي بين يديه من الكتب والأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وقيل من الآخرة . وقال ابن جريج : قائل ذلك أبو جهل بن هشام . وقيل : إن أهل الكتاب قالوا للمشركين صفة محمد في كتابنا فسلوه ، فلما سألوه فوافق ما قال أهل الكتاب قال المشركون : لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي أنزل قبله من التوراة والإنجيل بل نكفر بالجميع ; وكانوا قبل ذلك يراجعون أهل الكتاب ويحتجون بقولهم ، فظهر بهذا تناقضهم وقلة علمهم . ثم أخبر الله تبارك وتعالى عن حالهم فيما لهم فقال ولو ترى يا محمد إذ الظالمون موقوفون عند ربهم أي محبوسون في موقف الحساب ، يتراجعون الكلام فيما بينهم باللوم والعتاب بعد أن كانوا في الدنيا أخلاء متناصرين . وجواب لو محذوف ; أي لرأيت أمرا هائلا فظيعا . ثم ذكر أي شيء يرجع من القول بينهم قال : يقول الذين استضعفوا في الدنيا من الكافرين للذين استكبروا وهم القادة والرؤساء لولا أنتم لكنا مؤمنين أي أنتم أغويتمونا وأضللتمونا . واللغة الفصيحة لولا أنتم ومن العرب من يقول ( لولاكم ) حكاها سيبويه ; تكون ( لولا ) تخفض المضمر ويرتفع المظهر بعدها بالابتداء ويحذف خبره . ومحمد بن يزيد يقول : لا يجوز ( لولاكم ) لأن المضمر عقيب المظهر ، فلما كان المظهر مرفوعا بالإجماع وجب أن يكون المضمر أيضا مرفوعا .
- الطبرى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31)
يقول تعالى ذكره: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من مشركي العرب (لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ) الذي جاءنا به محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا بالكتاب الذي جاء به غيره من بين يديه.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) قال: قال المشركون: لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه من الكتب والأنبياء.
وقوله ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) يتلاومون، يحاور بعضهم بعضًا؛ يقول المستضعفون، كانوا في الدنيا، للذين كانوا عليهم فيها يستكبرون: لولا أنتم أيها الرؤساء والكبراء في الدنيا لكنا مؤمنين بالله وآياته.
- ابن عاشور : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31)
{ وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ * وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بهذا القرءان وَلاَ بالذى } .
كان المشركون لما فاجأتهم دعوة الإِسلام وأخَذ أمره في الظهور قد سلكوا طرائق مختلفة لقمع تلك الدعوة ، وقد كانوا قبل ظهور الإِسلام لاَهِينَ عن الخوض فيما سلف من الشرائع فلما قرعت أسماعهم دعوة الإِسلام اضطربت أقوالهم : فقالوا : { ما أنزل الله على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] ، وقالوا غيرَ ذلك ، فمن ذلك أنهم لجأَوا إلى أهل الكتاب وهم على مقربة منهم بالمدينة وخيبر وقريظة ليَتَلقَّوا منهم ملقَّنَات يفحمون بها النبي صلى الله عليه وسلم فكان أهل الكتب يُمْلُون عليهم كلما لَقُوهم ما عساهم أن يُمَوِّهُوا على الناس عدم صحة الرسالة المحمدية ، فمرة يقولون : { لولا أوتي مثل ما أوتي موسى } [ القصص : 48 ] ، ومرة يقولون : { لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه } [ الإسراء : 93 ] ، وكثيراً ما كانوا يحسبون مساواته للناس في الأحوال البشرية منافية لكونه رسولاً إليهم مختاراً من عند الله فقالوا : { ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } [ الفرقان : 17 ] وإلى قوله : { هل كنت إلا بشراً رسولاً } [ الإسراء : 93 ] ، وهم لا يُحاجُّون بذلك عن اعتقاد بصحة رسالة موسى عليه السلام ولكنهم يجعلونه وسيلة لإِبطال رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلما دمغتهم حجج القرآن العديدة الناطقة بأن محمداً ما هو بِدْعٌ من الرسل وأنه جاء بمثل ما جاءت به الرسل فحاجَّهم بقوله : { قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين } [ القصص : 49 ] الآية . فلما لما يجدوا سبيلاً للمكابرة في مساواة حاله بحال الرسل الأولين وأوَوْا إلى مأْوى الشرك الصريح فلجأُوا إلى إنكار رسالة الرسل كلهم حتى لا تنهض عليهم الحجة بمساواة أحوال الرسول وأحوال الرسل الأقدمين فكان من مستقر أمرهم أن قالوا : { لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه } .
وقد كان القرآن حاجَّهم بأنهم كفروا { بما أوتي موسى من قبل } كما في سورة القصص ( 48 ) ، أي كفر أمثالهم من عَبدة الأصنام وهم قِبط مصر بما أوتي موسى وهو من الاستدلال بقياس المساواة والتمثيل .
فهذا وجه قولهم : ولا بالذي بين يديه } لأنهم لم يكونوا مدْعُوِّين لا يؤمنوا بكتاب آخر غير القرآن ولكن جرى ذلك في مجاري الجدال والمناظرة فعدم إيمانهم بالقرآن مشهور معلوم وإنما أرادوا قطع وسائل الإِلزام الجدلي .
وهذه الآية انتقال إلى ذكر طعن المشركين في القرآن وهي معطوفة على جملة { ويقولون متى هذا الوعد } [ سبأ : 29 ] .
والاقتصار على حكاية مقالتهم دون تعقيب بما يبطلها إيماء إلى أن بطلانها بادٍ لكل مَنْ يسمعها حيث جمعت التكذيب بجميع الكتب والشرائع وهذا بهتان واضح .
وحكاية مقالتهم هذه بصيغة الماضي تؤذن بأنهم أقلعوا عنها .
وجيء بحرف { لن } لتأكيد نفي إيمانهم بالكتب المنزلة على التأبيد تأييساً للنبيء صلى الله عليه وسلم والمسلمين من الطمع في إيمانهم به .
واسم الإِشارة مشار به إلى حاضر في الأذهان لأن الخوض في القرآن شائع بين الناس من مؤيد ومنكر فكأنه مشاهدَ . وليس في اسم الإِشارة معنى التحقير لأنهم ما كانوا ينبزون القرآن بالنقصان ، أَلا ترى إلى قول الوليد بن المغيرة : «إن أعلاه لمُثْمِر وإن أسفله لَمُغْدق» ، وقول عبد الله بن أُبيّ بعد ذلك : «لاَ أحسن مما تقول أيها المرء» ، وأن عتبة بن ربيعة لما قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وقال له : " هل ترى بما أقول بأساً؟ " فقال : «لا والدِّماء» . وكيف وقد تحداهم الإِتيان بسورة مثله فلم يفعلوا ، ولو كانوا ينبزونه بنقص أو سخَف لقالوا : نحن نترفع عن معالجة الإِتيان بمثله .
ومعنى { بين يديه } القريب منه سواء كان سابقاً كقوله تعالى : { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } [ سبأ : 46 ] وقول النبي صلى الله عليه وسلم " بعثت بين يدي الساعة " أم كان جائياً بعده كما حكى الله عن عيسى عليه السّلام " ومصدقاً لما بين يدي من التوراة " في سورة آل عمران ( 50 ) . وليس مراداً هنا لأنه غير مفروض ولا مدّعى .
بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إلى } .
أُردفت حكايات أقوالهم وكفرانهم بعد استيفاء أصنافها بذكر جزائهم وتصوير فظاعته بما في قوله : { ولو ترى إذ الظالمون } الآية من الإِبهام المفيد للتهويل . والمناسبة ما تقدم من قوله : { ويقولون متى هذا الوعد } [ سبأ : 29 ] فإنه بعد أن ألقمهم الحجر بقوله : { قل لكم ميعاد يوم } [ سبأ : 30 ] الخ أتبعَه بتصوير حالهم فيه .
والخطاب في { ولو ترى } لكل من يصلح لتلقي الخطاب ممّن تبلغه هذه الآية ، أي ولو يرى الرائي هذا الوقت .
وجواب { لو } محذوف للتهويل وهو حذف شائع . وتقديره : لرأيت أمراً عجباً .
و { إذْ } ظرف متعلق ب { ترى } أي لو ترى في الزمان الذي يوقف فيه الظالمون بين يدي ربهم .
و { الظالمون } : المشركون ، قال تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم } [ لقمان : 13 ] وتقدم قريب منه قوله تعالى : { ولو ترى إذ وقفوا على النار } في سورة الأنعام ( 27 ) ، وقد وقع التصريح بأنه إيقاف جمَع بين المشركين والذين دَعَوْهم إلى الإِشراك في قوله تعالى : { ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون } الآية في سورة يونس ( 28 ) .
والإِتيان بالجملة التي أضيف إليها الظرف إسمية هنا لإِفادة طول وقوفهم بين يدي الله طولاً يستوجب الضجر ويَملأ القلوب رعباً وهو ما أشار له حديث أنس وحديث أبي هريرة في شفاعة النبي لأهل المحشر : تدنو الشمس من رؤوس الخلائق فيشتدّ عليهم حرها فيقولون : لو استشفعنا إلى ربّنا حتى يُرِيحَنا من مكاننا الحديث .
وجملة يرجع بعضهم إلى بعض القول } في موضع الحال من { الظالمون } أو من ضمير { موقوفون } .
وجيء بالمضارع في قوله : { يرجع بعضهم إلى بعض القول } لاستحضار الحالة كقوله تعالى : { يجادلنا في قوم لوط } [ هود : 74 ] .
ورجْع القولِ : الجواب ، ورجْع البعضضِ إلى البعض : المجاوبة والمحاورة . وهي أن يقول بعضهم كلاماً ويجيبه الآخر عنه وهكذا؛ شبه الجواب عن القول بإرجاع القول كأنَّ المجيب أرجع إلى المتكلم كلامه بعينه إذ كان قد خاطبه بكِفائه وعدْلِه ، قال بشار
: ... وكأنَّ رجْعَ حديثها
قِطَع الرياض كُسِينَ زَهْرا ... أي كأنَّ جوابها حيث تجيبه ، ومنه قيل للجواب : ردّ . ورجَعْ الرشق في الرمي : ما تَرُدّ عليه من التراشق .
{ بَعْضٍ القول يَقُولُ الذين استضعفوا لِلَّذِينَ استكبروا لَوْلاَ أَنتُمْ } .
هذه الجملة وما ذكر بعدها من الجمل المحكية بأفعال القول بيان لجملة { يرجع بعضهم إلى بعض القول } . وجيء بالمضارع فيها على نحو ما جيء في قوله : { يرجع بعضهم إلى بعض القول } ليكون البيان كالمبيَّن بها لاستحضار حالة القول لأنها حالة غريبة لما فيها من جرأة المستضعفين على المستكبِرين ومن تنبه هؤلاء من غفلتهم عما كان المستكبرون يغرُّونهم به حتى أوقعوهم في هذا المأزق .
والسين والتاء في { استضعفوا } للعدّ والحسبان ، أي الذين يعدّهم الناس ضعفاء لا يؤبه بهم وإنما يعدُّهم الناس كذلك لأنهم كذلك ويُعلم أنهم يستضعفون أنفسهم بالأولى لأنهم أعلم بما في أنفسهم .
والضعف هنا الضعف المجازي وهو حالة الاحتياج في المهمات إلى من يضطلع بشؤونهم ويَذُّب عنهم ويصرّفهم كيف يشاء .
ومن مشمولاته الضعة والضراعة ولذلك قوبل ب «الذين استكبروا» ، أي عدُّوا أنفسهم كبراءَ وهم ما عدُّوا أنفسهم كبراء إلا لما يقتضي استكبارهم لأنهم لو لم يكونوا كذلك لوُصِفوا بالغرور والإِعجاب الكاذب . ولهذا عبّر في جانب الذين استضعفوا بالفعل المبنيّ للمجهول وفي جانب الذين استكبروا بالفعل المبني للمعلوم ، وقد تقدم في سورة هود .
و { لولا } حرف امتناع لوجود ، أي حرف يدل على امتناع جواب ( أي انتفائه ) لأجل وُجود شرطه فعلم أنها حرف شرط ولكنهم اختصروا العبارة ، ومعنى : لأجل وجود شرطه ، أي حصوله في الوجود ، وهو حرف من الحروف الملازمة الدخول على الجملة الإسمية فيلزم إيلاؤه اسماً هو مبتدأ . وقد كثر حذف خبر ذلك المبتدأ في الكلام غالباً بحيث يبقى من شرطها اسم واحد وذلك اختصار لأن حرف { لولا } يؤذن بتعليق حصول جَوابه على وجود شرطه . فلما كان الاسم بعدها في معنى شيء موجود حذفوا الخبر اختصاراً . ويعلم من المقام أن التعليق في الحقيقة على حالة خاصة من الأحوال التي يكون عليها الوجود مفهومةٍ من السياق لأنه لا يكون الوجود المجردُ لشيءٍ سبباً في وجود غيره وإنما يؤخذ أخصّ أحواله الملازمة لوجوده .
وهذا المعنى عبر عنه النحويُّون بالوجود المطلق وهي عبارة غير متقنة ومرادهم أعلق أحوال الوجود به وإلا فإن الوجود المطلق ، أي المجرد لا يصلح لأن يعلق عليه شرط .
وقد جاء في هذه الآية ربط التعليق بضمير «الذين استكبروا» فاقتضى أن المستضعفين ادَّعَوا أن وجود المستكبرين مانع لهم أن يكونوا مؤمنين . فاقتضى أن جميع أحوال المستكبرين كانت تدندن حول منعهم من الإِيمان فكَأنَّ وجودهم لا أثر له إلا في ذلك مِن انقطاعهم للسعي في ذلك المنع وهو ما دلّ عليه قولهم فيما بعد { بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله } [ سبأ : 33 ] من فرط إلحاحهم عليهم بذلك وتكريره في معظم الأوقات ، فكأنه استغرق وجودهم ، لأن الوجود كونٌ في أزمنة فكَانَ قولهم هنا { لولا أنتم } مبالغةً في شدة حرصهم على كفرهم . وهذا وجه وجيه في الاعتبار البلاغي فمقتضى الحال من هذه الآية هو حذف المشبه .
واعلم أن المراد بقولهم : { مؤمنين } بالمعنى اللقبيّ الذي اشتهر به المسلمون فكذلك لا يقدر لِ { مؤمنين } متعلِّق .
- إعراب القرآن : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
«قُلْ» الجملة مستأنفة «لَكُمْ» متعلقان بخبر مقدم «مِيعادُ» مبتدأ مؤخر «يَوْمٍ» مضاف إليه والجملة مقول القول «لا تَسْتَأْخِرُونَ» لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة صفة ليوم «عَنْهُ» الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما «ساعَةً» ظرف زمان متعلق بالفعل قبله «وَلا تَسْتَقْدِمُونَ» الجملة معطوفة على سابقتها وإعرابها مثل إعرابها
«وَقالَ الَّذِينَ» ماض واسم الموصول فاعله والجملة معطوفة «كَفَرُوا» الجملة صلة «لَنْ» ناصبة «نُؤْمِنَ» مضارع فاعله مستتر «بِهذَا» اسم الإشارة في محل جر بالباء ومتعلقان بالفعل والجملة مقول القول «الْقُرْآنِ» بدل من هذا «وَلا بِالَّذِي» عطف على ما سبق «بَيْنَ» ظرف متعلق بمحذوف صلة «يَدَيْهِ» مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى والهاء مضاف إليه «وَلَوْ» حرف شرط غير جازم «تَرى » مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله مستتر «إِذِ» ظرف زمان «الظَّالِمُونَ» مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم «مَوْقُوفُونَ» خبر مرفوع بالواو لأنه جمع
مذكر سالم والجملة مضاف إليه «يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ» مضارع وفاعله والهاء مضاف إليه «إِلى بَعْضٍ» متعلقان بالفعل قبلهما «الْقَوْلَ» مفعول به والجملة حالية «يَقُولُ الَّذِينَ» مضارع وفاعله والجملة مفسرة «اسْتُضْعِفُوا» ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة «لِلَّذِينَ» اسم الموصول مجرور باللام ومتعلقان بيقول «اسْتَكْبَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «لَوْ لا» حرف شرط غير جازم «أَنْتُمْ» مبتدأ خبره محذوف وجوبا «لَكُنَّا» اللام رابطة لجواب الشرط وكان واسمها «مُؤْمِنِينَ» خبر كنا والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.
- English - Sahih International : And those who disbelieve say "We will never believe in this Qur'an nor in that before it" But if you could see when the wrongdoers are made to stand before their Lord refuting each other's words Those who were oppressed will say to those who were arrogant "If not for you we would have been believers"
- English - Tafheem -Maududi : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ(34:31) The unbelievers say: 'We shall never believe in this Qur'an, nor in any Scripture before it.' *50 If you could only see the wrong-doers arrayed before their Lord, each bandying charges against the other. Those who were suppressed will say to those who waxed arrogant: 'Had it not been for you, we would have been believers.' *51
- Français - Hamidullah : Et ceux qui avaient mécru dirent Jamais nous ne croirons à ce Coran ni à ce qui l'a précédé Et si tu pouvais voir quand les injustes seront debout devant leur Seigneur se renvoyant la parole les uns aux autres Ceux que l'on considérait comme faibles diront à ceux qui s'enorgueillissaient Sans vous nous aurions certes été croyants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenigen die ungläubig sind sagen "Wir werden nicht an diesen Qur'an glauben und auch nicht an das was an Offenbarungen vor ihm da war" Könntest du nur sehen wenn die Ungerechten vor ihren Herrn gestellt werden und untereinander die Worte wechseln Diejenigen die unterdrückt wurden sagen zu denjenigen die sich hochmütig verhielten "Wenn ihr nicht gewesen wäret so wären wir wahrlich gläubig gewesen"
- Spanish - Cortes : Los infieles dicen No creemos en este Corán ni en sus precedentes Si pudieras ver a los impíos de pie ante su Señor recriminándose unos a otros Los que fueron débiles dirán a los que fueron altivos Si no llega a ser por vosotros habríamos creído
- Português - El Hayek : Os incrédulos dizem Jamais creremos neste Alcorão tampouco nos Livros que o precederam Ah se pudesses ver osiníquos reprovaremse reciprocamente quando compararem ante seu Senhor Os seguidores dirão aos que seensoberbeceram Se não fosse por vós teríamos sido fiéis
- Россию - Кулиев : Неверующие сказали Мы никогда не уверуем ни в этот Коран ни в то что было до него Если бы ты видел беззаконников когда они будут стоять перед их Господом отвечая друг другу словами Те которые были слабыми скажут тем которые превозносились Если бы не вы то мы стали бы верующими
- Кулиев -ас-Саади : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
Неверующие сказали: «Мы никогда не уверуем ни в этот Коран, ни в то, что было до него». Если бы ты видел беззаконников, когда они будут стоять перед их Господом, отвечая друг другу словами. Те, которые были слабыми, скажут тем, которые превозносились: «Если бы не вы, то мы стали бы верующими».После упоминания о неизбежности предопределенного дня Аллах поведал о том, что же ожидает неверующих в этот страшный день. Если бы людям на земле было дано увидеть, как предводители неверия и их последователи будут препираться на ристалище Судного дня, то они стали бы свидетелями ужасного и невообразимого зрелища. В этот день неверующие будут упрекать друг друга, и обездоленные скажут предводителям, которые сбили их с истинного пути: «Вы помешали нам обрести веру и приукрасили в наших глазах неверие, а мы лишь следовали по вашим стопам. Сегодня только вы должны быть наказаны, ибо мы не заслуживаем мучительного наказания».
- Turkish - Diyanet Isleri : İnkar edenler "Bu Kuran'a ve ondan öncekilere inanmayacağız" dediler Sen bu zalimleri Rablerinin huzurunda dikilmiş oldukları zaman suçu birbirine atıp dururken bir görsen Güçsüz sayılanlar büyüklük taslayanlara "Siz olmasaydınız biz inanmış olacaktık" derler
- Italiano - Piccardo : I miscredenti dicono “Non crederemo mai in questo Corano e neppure a ciò che lo precede” Se potessi vedere quando gli ingiusti saranno davanti al loro Signore immobili s'interpelleranno gli uni con gli altri E coloro che erano considerati deboli diranno a quelli che erano tronfi d'orgoglio “Se non fosse stato per voi certamente avremmo creduto”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی که بێبڕوان دهڵێن ههرگیز باوهڕ بهم قورئانهو بهو کتێبانهش ناکهین که پێش ئهم ڕهوانه کراوه خۆ ئهگهر دهبینی له ڕۆژی قیامهتدا چۆن ستهمکاران وهستێنراون لهبهردهم دادگای پهروهردگاریاندا قسه دهڵێن به یهکترو یهکتری تاوانبار دهکهن لاوازکراوهکان به زۆردارو دهسهڵاتدارهکان دهڵێن ئهگهر ئێوه نهبوونایه ئێمه باوهڕدار دهبووین
- اردو - جالندربرى : اور جو کافر ہیں وہ کہتے ہیں کہ ہم نہ تو اس قران کو مانیں گے اور نہ ان کتابوں کو جو ان سے پہلے کی ہیں اور کاش ان ظالموں کو تم اس وقت دیکھو جب یہ اپنے پروردگار کے سامنے کھڑے ہوں گے اور ایک دوسرے سے ردوکد کر رہے ہوں گے۔ جو لوگ کمزور سمجھے جاتے تھے وہ بڑے لوگوں سے کہیں گے کہ اگر تم نہ ہوتے تو ہم ضرور مومن ہوجاتے
- Bosanski - Korkut : A oni koji ne vjeruju govore "Mi nećemo vjerovati u ovaj Kur'an niti u one prije njega" A kada bi samo vidio kad onī koji su učinili zlo pred Gospodarom svojim budu zadržani i kad stanu među sobom razgovarati "Da vâs nije bilo sigurno bismo bili vjernici" – reći će oni koji su tlačeni bili onima koji su bili oholi
- Swedish - Bernström : Och de som förnekar sanningen säger "Vi kommer aldrig att tro på denna Koran eller på det som ännu består av äldre tiders uppenbarelser" Om du kunde se hur de orättfärdiga när de [på Domens dag] förs inför sin Herre kastar skulden på varandra och de svagare säger till dem som ansåg sig stå över de andra "Om ni inte [hade vilselett oss] skulle vi säkert ha blivit troende"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orangorang kafir berkata "Kami sekalikali tidak akan beriman kepada Al Quran ini dan tidak pula kepada kitab yang sebelumnya" Dan alangkah hebatnya kalau kamu lihat ketika orangorang yang zalim itu dihadapkan kepada Tuhannya sebahagian dari mereka menghadap kan perkataan kepada sebagian yang lain; orangorang yang dianggap lemah berkata kepada orangorang yang menyombongkan diri "Kalau tidaklah karena kamu tentulah kami menjadi orangorang yang beriman"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ
(Dan orang-orang kafir berkata) yakni sebagian dari penduduk Mekah ("Kami sekali-kali tidak akan beriman kepada Alquran ini dan tidak pula kepada kitab sebelumnya") kitab-kitab yang telah mendahuluinya, seperti kitab Taurat dan Injil yang di dalam kedua kitab tersebut disebutkan tentang adanya hari berbangkit, demikian itu karena mereka ingkar kepada Alquran. Lalu Allah berfirman mengenai mereka itu, ("Dan kalau kamu lihat) hai Muhammad ketika orang-orang yang lalim itu) yakni orang-orang yang kafir (dihadapkan kepada Rabbnya, sebagian dari mereka menghadapkan perkataan kepada sebagian yang lain. Orang-orang yang dianggap lemah berkata) yaitu para pengikut dari mereka (kepada orang-orang yang menyombongkan diri) yakni para pemimpinnya, ('Kalau tidak karena kalian) maksudnya seandainya kalian tidak menghalang-halangi kami untuk beriman (tentulah kami menjadi orang-orang yang beriman') kepada Nabi saw.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কাফেররা বলে আমরা কখনও এ কোরআনে বিশ্বাস করব না এবং এর পূর্ববর্তী কিতাবেও নয়। আপনি যদি পাপিষ্ঠদেরকে দেখতেন যখন তাদেরকে তাদের পালনকর্তার সামনে দাঁড় করানো হবে তখন তারা পরস্পর কথা কাটাকাটি করবে। যাদেরকে দুর্বল মনে করা হত তারা অহংকারীদেরকে বলবে তোমরা না থাকলে আমরা অবশ্যই মুমিন হতাম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "இந்தக் குர்ஆனையும் இதற்கு முன்னுள்ளதையும் நிச்சயமாக நாங்கள் நம்பமாட்டோம்" என்று காஃபிரானவர்கள் கூறுகிறார்கள் இந்த அநியாயக் காரர்கள் தங்கள் இறைவனிடம் நிறுத்தப்படும் போது நீர் பார்ப்பீரானால் அவர்களில் சிலர் சிலர் மீது பேச்சைத் திருப்பி பலஹீனர்களாகக் கருதப்பட்டவர்கள் பெருமையைத் தேடிக் கொண்டிருந்தோரை நோக்கி "நீங்கள் இல்லாதிருப்பின் நிச்சயமாக நாங்கள் முஃமின்களாகியிருப்போம்" என்று கூறுவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธากล่าวว่า “เราจะไม่ศรัทธาต่ออัลกุรอานนี้ และต่อสิ่งที่มีมาก่อนอัลกุรอาน” และหากเจ้า มุฮัมมัดได้เห็น เมื่อบรรดาผู้อธรรมจะถูกให้หยุดยืนต่อหน้าพระเจ้าของพวกเขา บางคนในพวกเขาจะกล่าวชัดถ้อยคำแก่อีกคนหนึ่ง บรรดาผู้อ่อนแอกว่า ลูกน้อง กล่าวแก่บรรดาผู้หยิ่งยะโสหัวหน้า ว่า “หากมิใช่พวกท่านแล้ว แน่นอน พวกเราคงได้เป็นผู้ศรัทธากันแล้ว”
- Uzbek - Мухаммад Содик : Куфр келтирганлар Ушбу Қуръонга ҳам ундан олдинги нарсага ҳам ҳеч иймон келтирмаймиз дедилар Агар сен ўша золимларни Роббилари ҳузурида турғазиб қўйилганларида бирбирларига гап қайтараётганларини кўрсанг эди Ўшанда заиф саналганлар мутакаббирлик қилганларга Сиз бўлмаганингизда албатта биз мўмин бўлар эдик дерлар Қуръонга ҳам ундан олдинги китобларга ҳам ҳеч қачон иймон келтирмаймиз деган ўша золимларни қиёмат куни маҳшаргоҳда Роббилари ҳузурида турғазиб қўйилганларида ҳар бири ўзини оқлаш учун бирбирига гап қайтараётганларини кўрсанг эди Ажойиб бир ҳолатни яъни бу дунёдаги мутакаббирлик манманлик ва туғёндан асар ҳам қолмаганини кўрар эдинг Улар иккига бўлиниб олиб бирбирларига айб ағдаришларини кўрар эдинг Айб сизларда сизларнинг гапингизга кириб биз ҳам кофир бўлдик мана оқибат нима бўлди дейдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 不信道的人们说:我们决不信这《古兰经》,也不信以前的经典。假若你得见不义的人们被拘留在他们的主那里的时候,他们互相辩驳,被欺负的人们将对骄傲的人们说:假若没有你们,我们必定是信道的。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang yang kafir berkata Kami tidak akan beriman sama sekali kepada AlQuran ini dan tidak juga kepada Kitabkitab ugama yang terdahulu daripadanya" Dan sungguh ngeri kalau engkau melihat ketika orangorang yang zalim itu dibawa berdiri di hadapan Tuhan mereka untuk dihisab masingmasing tuduh menuduh antara satu dengan yang lain Orangorang yang tertindas berkata kepada orangorang yang sombong takbur yang menjadi ketuanya "Kalaulah tidak kerana kamu menindas dan memperdayakan kami tentulah kami sudah menjadi orang yang beriman"
- Somali - Abduh : Waxay dheheenna kuwii galoobay rumeynmayno quraankan iyo kuwii ka horreeyey midna hadaad arki labayd daalimiinta oo taagan Eebe agtiisa qiyaamada oo qaarkood qaarka kale hadal u celin ooy ku dhihi kuwii raaciyadda ahaa kuwii madaxda ahaa ee isla wayna hadaydaan jirin waxaan ahaan laheyn Mu'miniin waxaad arki laheyd arin weyn oo lala yaabo
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suka kãfirta suka ce "Bã zã mu yi ĩmanida wannan Alƙur'ãni ba kuma bã zã mu yi ĩmani da abin da yakea gabãninsa ba na waɗansu littattafan sama" Kuma dã kã gani a lõkacin da azzãlumai suke abin tsayarwa wurin Ubangijinka sashensu na mayar wa sãshe maganar maraunana mabiya suke cẽwa makangara shũgabanni "Ba dõminku ba lalle dã mun kasance mũminai"
- Swahili - Al-Barwani : Na walisema walio kufuru Hatutaiamini Qur'ani hii wala yaliyo kuwa kabla yake Na ungeli waona madhaalimu watapo simamishwa mbele ya Mola wao Mlezi wakirudishiana maneno wao kwa wao Wanyonge wakiwaambia walio takabari Lau kuwa si nyinyi bila ya shaka tungeli kuwa Waumini sisi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ata që nuk besojnë thonë “Na nuk do të besojmë kurrësesi në këtë Kur’an as në ato që kanë qenë para tij Kur’anit” E sikur t’i shihje zullumqarët kur të ndalen para Zotit të tyre dhe kur t’i shkëmbejnë fjalët me njëritjetrin do t’u thonë ata që konsideroheshin të dobët – atyre që madhështoheshin “Sikur të mos kishit qenë ju na do të ishim muslimanë”
- فارسى - آیتی : و كافران گفتند: ما نه به اين قرآن ايمان مىآوريم و نه به كتابهاى پيش از آن. اگر ببينى، آن روز كه ستمكاران را به پيشگاه پروردگارشان نگه دارند، هر كس گناه خود به گردن ديگرى اندازد. زبونشدگان به قدرتمندان گويند: اگر شما نبوديد، ما ايمان آورده بوديم.
- tajeki - Оятӣ : Ва кофирон гуфтанд: «Мо на ба ин Қуръон имон меоварем ва на ба китобҳои пеш аз он!» Агар бубинӣ он рӯз, ки ситамкоронро ба пешгоҳи Парвардигорашон нигоҳ доранд, ҳар кас гуноҳи худ ба гардани дигаре андозад. Забуншудагон пайравон ба қудратмандон (сардорон) гӯянд: «Агар шумо набудед, мо имон оварда будем».
- Uyghur - محمد صالح : كاپىرلار: «بۇ قۇرئانغا ۋە ئۇنىڭدىن ئىلگىرىكى كىتابلارغا ھەرگىز ئىشەنمەيمىز» دەيدۇ. ئەگەر زالىملارنى پەرۋەردىگارىڭنىڭ دەرگاھىدا توختىتىپ قويۇلغان چاغدا بەزىسى بەزىسى بىلەن جېدەللىشىۋاتقاندا كۆرسەڭ ئىدىڭ (ئەلۋەتتە قورقۇنچلۇق ھالنى كۆرەتتىڭ)، بوزەك قىلىنغانلار چوڭچىلىق قىلغانلارغا: «ئەگەر سىلەر بولمىساڭلار بىز چوقۇم ئىمان ئېيتاتتۇق» دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യനിഷേധികള് പറയുന്നു: "ഞങ്ങള് ഈ ഖുര്ആനിലൊരിക്കലും വിശ്വസിക്കില്ല. അതിനു മുമ്പുള്ള വേദങ്ങളിലും വിശ്വസിക്കില്ല." ഈ അതിക്രമികളെ അവരുടെ നാഥന്റെ അടുത്തു നിര്ത്തുന്നത് നീ കണ്ടിരുന്നെങ്കില്! അന്നേരമവര് പരസ്പരം കുറ്റാരോപണം നടത്തിക്കൊണ്ടിരിക്കും. ഇഹലോകത്ത് മര്ദിച്ചൊതുക്കപ്പെട്ടിരുന്നവര് അഹന്ത നടിച്ചിരുന്നവരോടു പറയും: "നിങ്ങളില്ലായിരുന്നെങ്കില് ഞങ്ങള് വിശ്വാസികളായിരുന്നേനെ."
- عربى - التفسير الميسر : وقال الذين كفروا لن نصدق بهذا القران ولا بالذي تقدمه من التوراه والانجيل والزبور فقد كذبوا بجميع كتب الله ولو ترى ايها الرسول اذ الظالمون محبوسون عند ربهم للحساب يتراجعون الكلام فيما بينهم كل يلقي بالعتاب على الاخر لرايت شيئا فظيعا يقول المستضعفون للذين استكبروا وهم القاده والروساء الضالون المضلون لولا انتم اضللتمونا عن الهدى لكنا مومنين بالله ورسوله
*50) The allusion is to the pagans of Arabia, who did not believe in any Divine Book.
*51) That is, "The common people who are following their leaders, chiefs, saints and rulers blindly, and are not prepared to listen to any word of advice from a well-wisher against them. When the same people will sec the actual reality and will also remember how their religious leaders used to misrepresent things, and when they will realize what doom they are going to meet on account of following their leaders, they will turn on them, and say, "O wretched people, you led us astray: you are responsible for all our afflictions. Had you not misguided us, we would have listened to the Messengers of AIlah and believed in what they said."