- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَٰتٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ
- عربى - نصوص الآيات : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ۖ فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ۖ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ۚ إن الله عليم بما يصنعون
- عربى - التفسير الميسر : أفمن حسَّن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان فرآه حسنًا جميلا كمَن هداه الله تعالى، فرأى الحسن حسنًا والسيئ سيئًا؟ فإن الله يضل من يشاء من عباده، ويهدي من يشاء، فلا تُهْلك نفسك حزنًا على كفر هؤلاء الضالين، إن الله عليم بقبائحهم وسيجازيهم عليها أسوأ الجزاء.
- السعدى : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
يقول تعالى: { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ } عمله السيئ، القبيح، زينه له الشيطان، وحسنه في عينه.
{ فَرَآهُ حَسَنًا } أي: كمن هداه اللّه إلى الصراط المستقيم والدين القويم، فهل يستوي هذا وهذا؟
فالأول: عمل السيئ، ورأى الحق باطلا، والباطل حقا.
والثاني: عمل الحسن، ورأى الحق حقا، والباطل باطلا، ولكن الهداية والإضلال بيد اللّه تعالى، { فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ } أي: على الضالين الذين زين لهم سوء أعمالهم، وصدهم الشيطان عن الحق { حَسَرَاتٍ } فليس عليك إلا البلاغ، وليس عليك من هداهم شيء، والله [هو] الذي يجازيهم بأعمالهم. { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
- الوسيط لطنطاوي : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
ثم بين - سبحانه - الفرق الشاسع بين المؤمن والكافر ، والمطيع ، والعاصى ، فقال : ( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً . . . ) .
والاستفهام للإِنكار . و " من " موصولة فى مضوع رفع على الابتداء . والجملة بعدها صلنها ، والخبر محذوف لدلالة الكلام عليه ، و ( زُيِّنَ ) من التزيين بمعنى التحسين . وقوله ( سواء عَمَلِهِ ) أى : عمله السيئ . فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف .
والمعنى : أفمن زين له الشيطان عمله السيئ ، فرآه حسنا ، كمن ليس كذلك؟ كلا إنهما لا يستويان فى عرف أى عاقل ، فإن الشخص الذى ارتكب الأفعال القبيحة التى زينها له الشيطان ، أو نفسه الأمارة بالسوء ، أو هواه . . . مصيره إلى الشقاء والتعاسة .
أما الشخص الذى خالف الشيطان ، والنفس الأمارة بالسوء ، والهوى المردى . . فمصيره إلى السعادة والفلاح .
وقد صرح - سبحانه - بالأمرين فى آيات منها قوله - تعالى - ( أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ واتبعوا أَهْوَاءَهُمْ ) وجملة ( فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ ) تعليل لسببية التزيين لرؤية القبيح حسنا . .
أى : هؤلاء الذين يعملون الأعمال السيئة ، وهم يحسبون أنهم يسحنون صنعا ، لا قدرة لك على هدايتهم - أيها الرسول الكريم - فإن الله - تعالى - وحده ، هو الذى يضل من يشاء إضلاله ، ويهدى من يشاء هدايته .
والفاء فى قوله - تعالى - : ( فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) لتفريع . والحسرات جمعه حسرة ، وهى أشد ما يعترى الإِنسان من ندم على أمر قد مضى وانتهى والجار والمجرور " عليهم " متعلق بقوله " حسرات " .
أى : إذا كان الأمر كما أخبرناك - أيها الرسول الكريم - فامض فى طريقك وبلغ رسالة ربك ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، ولا تهلك نفسك هما وغما وحزنا من اجل هؤلاء الذين أعرضوا عن الحق ، واعتنقوا الباطل ، وظنوا أنهم بذلك يحسنون صنعا . .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بما يزيد فى تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم فقال - تعالى - : ( إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) .
أى : إن الله - تعالى - لا يخفى عليه شئ مما يفعله هؤلاء الجاهلون من أفعاله قبيحة ، وسيجازيهم يوم القيامة بما يستحقونه من عقاب .
وشبيه هذه الآية قوله - تعالى - : ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) وقوله - سبحانه - : ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ على آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بهذا الحديث أَسَفاً ) وبعد هذه التسلية من الله - تعالى - لرسوله صلى الله عليه وسلم وبعد هذا التحذير من وسوسة اشليطان ومن خداعه ، وبعد هذا البيان لسوء عاقبة الكافرين ، وحسن عاقبة المؤمنين .
- البغوى : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
قوله تعالى : ( أفمن زين له سوء عمله ) قال ابن عباس : نزلت في أبي جهل ومشركي مكة .
وقال سعيد بن جبير : نزلت في أصحاب الأهواء والبدع .
وقال قتادة : منهم الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ، فأما أهل الكبائر فليسوا منهم ، لأنهم لا يستحلون الكبائر .
( أفمن زين ) شبه وموه عليه وحسن ( له سوء عمله ) أي : قبيح عمله ( فرآه حسنا ) زين له الشيطان ذلك بالوسواس .
وفي الآية حذف مجازه : أفمن زين له سوء عمله فرأى الباطل حقا كمن هداه الله فرأى الحق حقا والباطل باطلا ؟ ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء )
وقيل : جوابه تحت قوله ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) فيكون معناه : أفمن زين له سوء عمله فأضله الله ذهبت نفسك عليه حسرة ، أي : تتحسر عليه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات .
وقال الحسين بن الفضل : فيه تقديم وتأخير مجازه : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، والحسرة شدة الحزن على ما فات من الأمر ، ومعنى الآية : لا تغتم بكفرهم وهلاكهم إن لم يؤمنوا .
وقرأ أبو جعفر : " فلا تذهب " بضم التاء وكسر الهاء " نفسك " نصب ( إن الله عليم بما يصنعون )
- ابن كثير : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
ثم قال : ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ) يعني : كالكفار والفجار ، يعملون أعمالا سيئة ، وهم في ذلك يعتقدون ويحسون أنهم يحسنون صنعا ، أي : أفمن كان هكذا قد أضله الله ، ألك فيه حيلة ؟ لا حيلة لك فيه ، ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) أي : بقدره كان ذلك ، ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) أي : لا تأسف على ذلك فإن الله حكيم في قدره ، إنما يضل من يضل ويهدي من يهدي ، لما له في ذلك من الحجة البالغة ، والعلم التام; ولهذا قال : ( إن الله عليم بما يصنعون ) .
وقال ابن أبي حاتم عند هذه الآية : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني - أو : ربيعة - عن عبد الله بن الديلمي قال : أتيت عبد الله بن عمرو ، وهو في حائط بالطائف يقال له : الوهط ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من نوره يومئذ فقد اهتدى ، ومن أخطأه منه ضل ، فلذلك أقول : جف القلم على ما علم الله عز وجل " .
ثم قال : حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ، حدثنا حسان بن حسان البصري ، حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يحيى بن معين حدثنا إبراهيم القرشي ، عن سعد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ، ويلبس الضلالة على من أحب " .
وهذا أيضا حديث غريب جدا .
- القرطبى : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
قوله تعالى : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون .
قوله تعالى : أفمن زين له سوء عمله ( من ) في موضع رفع بالابتداء ، وخبره محذوف . قال الكسائي : والذي يدل عليه قوله تعالى : فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فالمعنى : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ذهبت نفسك عليهم حسرات . قال : وهذا كلام عربي طريف لا يعرفه إلا قليل . وذكره الزمخشري عن الزجاج . قال النحاس : والذي قاله الكسائي أحسن ما قيل في الآية ، لما ذكره من الدلالة على المحذوف ، والمعنى أن الله جل وعز نهى نبيه عن شدة الاغتمام بهم والحزن عليهم ، كما قال جل وعز : ( فلعلك باخع نفسك ) قال أهل التفسير : قاتل . قال نصر بن علي : سألت الأصمعي عن قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل اليمن : هم أرق قلوبا وأبخع طاعة ما معنى أبخع ؟ فقال : أنصح . فقلت له : إن أهل التفسير مجاهدا وغيره يقولون في قول الله عز وجل : لعلك باخع نفسك : معناه قاتل نفسك . فقال : هو من ذاك بعينه ، كأنه من شدة النصح لهم قاتل نفسه . وقال الحسين بن الفضل : فيه تقديم وتأخير ; مجازه : أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء . وقيل : الجواب محذوف ; المعنى أفمن زين له سوء عمله كمن هدي ، ويكون يدل على هذا المحذوف ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) . وقرأ يزيد بن القعقاع : ( فلا تذهب نفسك ) ، وفي أفمن زين له سوء عمله أربعة أقوال ، أحدها : أنهم اليهود والنصارى والمجوس ; قاله أبو قلابة . ويكون ( سوء عمله ) معاندة الرسول عليه الصلاة والسلام . الثاني : أنهم الخوارج ; رواه عمر بن القاسم . فيكون ( سوء عمله ) تحريف التأويل . الثالث : الشيطان ; قاله الحسن . ويكون ( سوء عمله الإغواء ) . الرابع : كفار قريش ; قاله الكلبي . ويكون ( سوء عمله الشرك ) . وقال : إنها نزلت في العاص بن وائل السهمي والأسود بن المطلب . وقال غيره : نزلت في أبي جهل بن هشام . فرآه حسنا أي صوابا ; قاله الكلبي . وقال : جميلا .
قلت : والقول بأن المراد كفار قريش أظهر الأقوال ; لقوله تعالى : ليس عليك هداهم ، وقوله : ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ، وقوله : فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ، وقوله : لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ، وقوله في هذه الآية : فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون وهذا ظاهر بين ، أي لا ينفع تأسفك على مقامهم على كفرهم ، فإن الله أضلهم . وهذه الآية ترد على القدرية قولهم على ما تقدم ; أي أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا تريد أن تهديه ، وإنما ذلك إلى الله لا إليك ، والذي إليك هو التبليغ . وقرأ أبو جعفر وشيبة وابن محيصن : ( فلا تذهب ) بضم التاء وكسر الهاء ( نفسك ) نصبا على المفعول ، والمعنيان متقاربان . ( حسرات ) منصوب مفعول من أجله ; أي فلا تذهب نفسك للحسرات . و ( عليهم ) صلة تذهب ، كما تقول : هلك عليه حبا ومات عليه حزنا . وهو بيان للمتحسر عليه . ولا يجوز أن يتعلق بالحسرات ; لأن المصدر لا يتقدم عليه صلته . ويجوز أن يكون حالا كأن صارت ( حسرات ) لفرط التحسر ; كما قال جرير :
مشق الهواجر لحمهن مع السرى حتى ذهبن كلاكلا وصدورا
يريد : رجعن كلاكلا وصدورا ; أي لم يبق إلا كلاكلها وصدورها . ومنه قول الآخر :
فعلى إثرهم تساقط نفسي حسرات وذكرهم لي سقام
أو مصدرا . إن الله عليم بما يصنعون .
- الطبرى : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)
يقول تعالى ذكره: أفمن حسَّن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر به، وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان، فرآه حسنًا فحسب سيئ ذلك حسنًا، وظن أن قبحه جميل، لتزيين الشيطان ذلك له. ذهبت نفسك عليهم حسرات، وحذف من الكلام: ذهبت نفسك عليهم حسرات اكتفاء بدلالة قوله (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) منه، وقوله (فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) يقول: فإن الله يخذل من يشاء عن الإيمان به واتباعك وتصديقك، فيضله عن الرشاد إلى الحق في ذلك، ويهدي من يشاء، يقول: ويوفق من يشاء للإيمان به واتباعك والقبول منك، فتهديه إلى سبيل الرشاد ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) يقول: فلا تهلك نفسك حزنًا على ضلالتهم وكفرهم بالله وتكذيبهم لك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) قال قتادة والحسن: الشيطان زيَّن لهم ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) أي: لا يحزنك ذلك عليهم؛ فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) قال: الحسرات الحزن، وقرأ قول الله يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ووقع قوله ( فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) موضع الجواب، وإنما هو منبع الجواب، لأن الجواب هو المتروك الذي ذكرت، فاكتفى به من الجواب لدلالته على الجواب ومعنى الكلام.
واختلفت القراء في قراءة قوله ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) فقرأته قراء الأمصار سوى أَبي جعفر المدني (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ) بفتح التاء من " تذهب " و " نفسك " برفعها. وقرأ ذلك أَبو جعفر (فَلا تُذْهِبَ) بضم التاء من " تذهب " و " نفسك " بنصبها، بمعنى: لا تذهب أنت يا محمد نفسك.
والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراء الأمصار؛ لإجماع الحجة من القراء عليه.
وقوله ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) يقول تعالى ذكره: إن الله يا محمد ذو علم بما يصنع هؤلاء الذين زين لهم الشيطان سوء أعمالهم، وهو محصيه عليهم، ومجازيهم به جزاءهم.
- ابن عاشور : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)
لما جرى تحذير الناس من غرور الشيطان وإيقاظهم إلى عداوته للنوع الإِنساني ، وتقسيم الناس إلى فريقين : فريق انطلت عليه مكائد الشيطان واغتروا بغروره ولم يناصبوه العداء ، وفريق أخذوا حذرهم منه واحترسوا من كيده وتجنبوا السير في مسالكه ، ثم تقسيمُهم إلى كافر معذب ومؤمن صالح مُنعم عليه ، أعقب ذلك بالإِيماء إلى استحقاق حزب الشيطان عذاب السعير ، وبتسلية النبي صلى الله عليه وسلم على من لم يَخلُصوا من حبائل الشيطان من أمة دعوته بأسلوب الملاطفة في التسلية ففُرع على جميع ما تقدم قولُه : { أفمن زين له سوء عمله فراءه حسناً } إلى قوله : { بما يصنعون } فابتداؤه بفاء التفريع ربط له بما تقدم ليعود الذهن إلى ما حكي من أحوالهم ، فالتفريع على قوله : { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } [ فاطر : 6 ] ، ثم بإبراز الكلام المفرّع في صورة الاستفهام الإِنكاري ، واجتلاب الموصول الذي تومىء صلته إلى علة الخَبَر المقصود ، فأشير إلى أن وقوعه في هذه الحالة ناشىء من تزيين الشيطان له سوء عمله ، فالمزيِّن للأعمال السيئة هو الشيطان قال تعالى : { وزين لهم الشيطان أعمالهم } [ النمل : 24 ] فرأوا أعمالهم السيئة حسنة فعكفوا عليها ولم يقبلوا فيها نصيحة ناصح ، ولا رسالة مرسَل .
و { مَنْ } موصولة صادقة على جمع من الناس كما دل عليه قوله في آخر الكلام { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } بل ودل عليه تفريع هذا على قوله { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير } [ فاطر : 6 ] و { مَن } في موضع رفع الابتداء والخبر عنه محذوف إيجازاً لدلالة ما قبله عليه وهو قوله : { الذين كفروا لهم عذاب شديد } [ فاطر : 7 ] عَقِب قوله : { إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير . فتقديره بالنسبة لما استحقه حزب الشيطان من العذاب : أفأنت تَهدي من زيّن له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء .
وتقديره بالنسبة إلى تسلية النبي : لا يحزنك مصيره فإن الله مطلع عليه .
وفرع عليه : فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء }
. وفرع على هذا قوله : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } أي فلا تفعل ذلك ، أي لا ينبغي لك ذلك فإنهم أوقعوا أنفسهم في تلك الحالة بتزيين الشيطان لهم ورؤيتهم ذلك حسناً وهو من فعل أنفسهم فلماذا تتحسر عليهم .وهذا الخبر مما دلت عليه المقابلة في قوله : { الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير } [ فاطر : 7 ] فقد دل ذلك على أن الكفر سوء وأن الإِيمان حسن ، فيكون «من زين له سوء عمله» هو الكافر ، ويكون ضده هو المؤمن ، ونظير هذا التركيب قوله تعالى : { أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار } في سورة الزمر ( 19 ) ، وتقدم عند قوله تعالى :
{ أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } في سورة الرعد ( 33 ) .
والتزيين : تحسين ما ليس بحسن بعضه أو كله . وقد صرح هنا بضده في قوله : سوء عمله } ، أي صورت لهم أعمالهم السيِئة بصورة حسنة ليُقْدِموا عليها بشرَه وتقدم في أوائل سورة النمل .
وجملة { فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء } مفرّعة ، وهي تقرير للتسلية وتأييس من اهتداء من لم يخلق الله فيه أسباب الاهتداء إلى الحق من صحيح النظر وإنصاف المجادلة .
وإسناد الإِضلال والهداية إلى الله إسناد بواسطة أنه خالق أسباب الضلال والاهتداء ، وذلك من تصرفه تعالى بالخلق وهو سر من الحكمة عظيم لا يدرك غوره وله أصول وضوابط سأبينها في «رسالة القضاء والقدر» إن شاء الله تعالى .
وجملة { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } مفرعة على المفرع على جملة { أفمن زين له سوء عمله } الخ فتؤول إلى التفريع على الجملتين فيؤول إلى أن يكون النظم هكذا : أفتتحسر على من زُيّن لهم سوء أعمالهم فرأوها حسناتتٍ واختاروا لأنفسهم طريق الضلال فإن الله أضلهم باختيارهم وهو قد تصرف بمشيئته فهو أضلهم وهدى غيرهم بمشيئته وإرادته التي شاء بها إيجاد الموجودات لا بأمره ورضاه الذي دعا به الناس إلى الرشاد ، فلا تذهبْ نفسك عليهم حسرات وإنما حسرتهم على أنفسهم إذ رضوا لها باتباع الشيطان ونبذوا اتباع إرشاد الله كما دلّ على ذلك قوله : { إن الله عليم بما يصنعون } تسجيلاً عليهم أنهم ورطوا أنفسهم فيما أوقعوها فيه بصنعهم .
فالله أرشدهم بإرسال رسوله ليهديهم إلى ما يرضيه ، والله أضلهم بتكوين نفوسهم نافرة عن الهدى تكويناً متسلسلاً من كائنات جمّة لا يحيط بها إلا علمه وكلها من مظاهر حكمته ولو شاء لجعل سلاسل الكائنات على غير هذا النظام فلهَدَى الناس جميعاً ، وكلّهم ميسّر بتيْسيره إلى ما يعلم منهم فعدل عن النظم المألوف إلى هذا النظم العجيب . وصيغ بالاستفهام الإِنكاري والنهي التثبيتي ، ونظير هذه الآية في هذا الأسلوب قوله تعالى : { أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار } في سورة الزمر ( 19 ) ، فإن أصل نظمها : أفمن حق عليه كلمة العذاب أنت تنقذه من النار ، أفأنت تنقذ الذين في النار . إلا أن هذه الآية زادت بالاعتراض وكان المفرع الأخير فيها نهياً والأخرى عَريت عن الاعتراض وكان المفرع الأخير فيها استفهاماً إنكارياً .
والنهي موجه إلى نفس الرسول أن تذهب حسرات على الضالّين ولم يوجه إليه بأن يقال : فلا تذهب عليهم حسرات ، والرسول ونفسه متحدان فتوجيه النهي إلى نفسه دون أن يقال فلا تذهب عليهم حسرات للإِشارة إلى أن الذهاب مستعار إلى التلف والانعدام كما يقال : طارت نفسه شعاعاً ، ومثله في كلامهم كثير كقول الأعرابي من شعراء الحماسة
: ... أقول للنفس تأْساءٍ وتعْزية
إحدى يديّ أصابتْني ولم تُرِد ... لتحصل فائدة توزيع النهي والخطاب على شيئين في ظاهر الأمر فهو تكرير الخطاب والنهي لكليهما .
وهي طريقة التجريد المعدود في المحسنات ، وفائدة التكرير الموجب تقرير الجملة في النفس . وقد تقدم قريب من هذا عند قوله تعالى : { وما يخادعون إلا أنفسهم } في سورة البقرة ( 9 ) .
والحسرة تقدمت في قوله تعالى : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر } من سورة مريم ( 39 ) .
وانتصب حسرات } على المفعول لأجله ، أي لا تَتْلِفْ نفسك لأجل الحسرة عليهم ، وهو كقوله : { لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين } [ الشعراء : 3 ] ، وقوله : { وابيضت عيناه من الحزن } [ يوسف : 84 ] أي من حُزن نفسه لا من حزن العينين .
وجُمعت الحسرات مع أن اسم الجنس صالح للدلالة على تكرار الأفراد قصداً للتنبيه على إرادة أفراد كثيرة من جنس الحسرة لأن تلف النفس يكون عند تعاقب الحسرات الواحدة تلوَ الأخرى لدوام المتحسّر منه فكل تحسر يترك حزازة وكمداً في النفس حتى يبلغ إلى الحد الذي لا تطيقه النفس فينفطر له القلب فإنه قد علم في الطب أن الموت من شدة الألم كالضرب المبرح وقطع الأعضاء سببه اختلال حركة القلب من توارد الآلام عليه .
وقرأ الجمهور { فلا تذهب نفسك } بفتح الفوقية والهاء ورفع { نفسك } على أنه نهي لنفسه وهو كناية ظاهرة عن نهيه . وقرأه أبو جعفر بضم الفوقية وكسر الهاء ونصب { نفسَك } على أنه نهي الرسول أن يذهب نفسَه .
وقد اشتملت هذه الآية على فاآت أربع كلها للسببية والتفريع وهي التي بلغ بها نظم الآية إلى هذا الإِيجاز البالغ حد الإِعجاز وفي اجتماعها محسن جمع النظائر .
وجملة { إن الله عليم بما يصنعون } تصلح لإفادة التصبر والتحلم ، أي أن الله عليم بصنعهم في المخالفة عن أمره فكما أنه لحلمه لم يعجل بمؤاخذتهم فكن أنت مؤتسياً بالله ومتخلقاً بما تستطيعه من صفاته وفي ضمن هذا كناية عن عدم إفلاتهم من العذاب على سوء عملهم ، وليس في هذه الجملة معنى التعليل لِجملة { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } لأن كَمَد نفس الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن لأجل تأخير عقابهم ولكن لأجل عدم اهتدائهم .
وتأكيد الخبر ب { إنَّ } إما تمثيل لحال الرسول صلى الله عليه وسلم بحال من أغفله التحسر عليهم عن التأمل في إمهال الله إياهم فأكد له الخبر ب { إن الله عليم بما يصنعون } ، وإمّا لجعل التأكيد لمجرد الاهتمام بالخبر لتكون { إنّ } مغنية غناء فاء التفريع فتتمخض الجملة لتقرير التسلية والتعريض بالجزاء عن ذلك .
وعبر ب { يصنعون } دون : يعملون ، للإِشارة إلى أنهم يدبرون مكائد للنبيء صلى الله عليه وسلم وللمسلمين فيكون هذا الكلام إيذاناً بوجود باعث آخر على النزع عن الحسرة عليهم . وعن ابن عباس : أن المراد به أبو جهل وحزبه .
- إعراب القرآن : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
«أَفَمَنْ» الهمزة للاستفهام ومن اسم موصول مبتدأ خبره محذوف «زُيِّنَ» ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الظاهر على آخره «لَهُ» متعلقان بزين «سُوءُ» نائب فاعل «عَمَلِهِ» مضاف إليه والهاء مضاف إليه والجملة صلة «فَرَآهُ» الفاء عاطفة ورآه ماض ومفعوله وفاعله مستتر «حَسَناً» مفعول به ثان لرآه «فَإِنَّ اللَّهَ» الفاء رابطة للجواب وإن ولفظ الجلالة اسمها «يُضِلُّ» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر «مَنْ» اسم الموصول في محل نصب مفعول به «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ» الجملة معطوفة على ما قبلها «فَلا» الفاء الفصيحة ولا ناهية «تَذْهَبْ نَفْسُكَ» مضارع مجزوم ونفسك فاعله والجملة لا محل لها لأنها وقعت جواب شرط غير جازم «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل قبلهما «حَسَراتٍ» مفعول لأجله أو حال «إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ» إن واسمها وخبرها والجملة مستأنفة «بِما» الباء حرف جر وما موصولية ومتعلقان بيصنعون «يَصْنَعُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة لا محل لها
- English - Sahih International : Then is one to whom the evil of his deed has been made attractive so he considers it good [like one rightly guided] For indeed Allah sends astray whom He wills and guides whom He wills So do not let yourself perish over them in regret Indeed Allah is Knowing of what they do
- English - Tafheem -Maududi : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(35:8) (How *15 awful is the straying of the person) for whom his evil deed has been embellished so that it looks fair to him? *16 The fact is that Allah causes whomsoever He will to fall into error and shows the Right Way to whomsoever He will. So, (O Prophet), let not your life go to waste sorrowing over them. *17 Allah is well aware of all that they do. *18
- Français - Hamidullah : Eh quoi Celui à qui on a enjolivé sa mauvaise action au point qu'il la voit belle - Mais Allah égare qui Il veut et guide qui Il veut - Que ton âme ne se répande donc pas en regrets pour eux Allah est Parfaitement Savant de ce qu'ils fabriquent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Soll denn derjenige dem sein böses Tun ausgeschmückt wird und der es dann für schön befindet wie jemand sein der rechtgeleitet ist Allah läßt in die Irre gehen wen Er will und Er leitet recht wen Er will Darum soll deine Seele nicht über sie in Bedauern zergehen denn Allah weiß Bescheid über das was sie machen
- Spanish - Cortes : ¿Es que aquél cuya mala conducta ha sido engalanada y la ve como buena Alá extravía a quien Él quiere y dirige a quien Él quiere ¡No te consumas por ellos de pesar Alá sabe bien lo que hacen
- Português - El Hayek : Acaso aquele cujas más ações lhe foram abrilhantadas e as vê como boas poderá ser equiparado ao encaminhado Certamente Deus deixa desviarse quem quer e encaminha quem Lhe apraz Não te mortifiques pois em vão por seu desvio porque Deus é Sabedor de tudo quanto fazem
- Россию - Кулиев : Разве тот кому его злодеяние представлено прекрасным и кто считает его благом равен тому кто следует прямым путем Воистину Аллах вводит в заблуждение того кого пожелает и ведет прямым путем того кого пожелает Не изводи себя скорбью по ним Воистину Аллах знает о том что они творят
- Кулиев -ас-Саади : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
Разве тот, кому его злодеяние представлено прекрасным и кто считает его благом, равен тому, кто следует прямым путем? Воистину, Аллах вводит в заблуждение того, кого пожелает, и ведет прямым путем того, кого пожелает. Не изводи себя скорбью по ним. Воистину, Аллах знает о том, что они творят.Всевышний поведал о том, что сатана представляет людям их скверные деяния в приукрашенном виде, в результате чего грешники начинают верить в то, что поступают справедливо и правильно. Но разве они равны с теми, кого Аллах наставил на прямой путь и научил истинной религии? Конечно же, они не равны, ибо одни из них совершают скверные поступки и считают истину ложью, а ложь - истиной, в то время как другие творят добро и умеют правильно отличать истину ото лжи. Но как бы сильно не отличался прямой путь от заблуждения, только Всевышний Аллах может помочь Своим рабам найти прямой путь либо ввергнуть их в глубокое заблуждение. О Мухаммад! Аллах сводит с пути того, кого пожелает, и ведет прямым путем, кого пожелает. Посему не печалься о заблудших грешниках, которых сатана сбил с прямого пути и обольстил их собственными отвратительными деяниями. Помни, что ты должен только увещевать людей и не в силах наставить их на прямой путь. Только Аллах будет судить их за совершенные ими деяния. Воистину, Аллаху ведомо то, что они вершат. Благодаря своему совершенному знанию Он воздаст каждому человеку за все, что тот совершил на земле.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kötü işi kendisine güzel gösterilip de onu güzel gören kimse kötülüğü hiç işlemeyene benzer mi Şüphesiz Allah dilediğini saptırır dilediğini de doğru yola eriştirir Artık onlara üzülerek kendini harabetme; Allah onların yaptıklarını şüphesiz bilir
- Italiano - Piccardo : [Cosa ne sarà di] colui al quale è stata edulcorata la nefandezza della sua azione al punto che la considera buona Ma Allah svia chi vuole e guida chi vuole Quindi non ti affliggere per causa loro Allah ben conosce quello che hanno operato
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا ئهو کهسهی که کردهوه ناشیرینهکانی بۆ ڕازێنراوهتهوه و به جوان و چاک دهیبینێت وهک ئهو کهسه وایه که پێوهری خوایی پێیه بۆ چاکه و خارپه بهڕاستی خوا بیهوێت ههر کهس گومڕا بکات دهیکات ههر کهسێکیش هیدایهت بدات دهیدات ئهڵبهته نهک بهشێوهی ههڕهمهکی کهواته تۆ به خهفهرتیانهوه خۆت مهفهوتێنه چونکه بهڕاستی خوا ئاگاو زانایه بهو کاروکردهوانهی ئهنجامی دهدهن
- اردو - جالندربرى : بھلا جس شخص کو اس کے اعمال بد اراستہ کرکے دکھائے جائیں اور وہ ان کو عمدہ سمجھنے لگے تو کیا وہ نیکوکار ادمی جیسا ہوسکتا ہے ۔ بےشک خدا جس کو چاہتا ہے گمراہ کرتا ہے اور جس کو چاہتا ہے ہدایت دیتا ہے۔ تو ان لوگوں پر افسوس کرکے تمہارا دم نہ نکل جائے۔ یہ جو کچھ کرتے ہیں خدا اس سے واقف ہے
- Bosanski - Korkut : Kako mogu biti isti onaj kome su njegova ružna djela prikazana lijepim a i on ih smatra lijepim… Allah u zabludi ostavlja onoga koga hoće a na Pravi put ukazuje onome kome hoće pa ne izgaraj od žalosti za njima; Allah doista dobro zna sve što oni rade
- Swedish - Bernström : Kan den vars onda handlingar utmålats för honom i ljusa färger så att han tror att han handlar rätt [jämföras med den som följer trons väg] Nej Gud låter den gå vilse som vill [gå vilse] och Han vägleder den som söker [vägledning] Sörj därför inte [Muhammad] över dem [som vägrar att anta tron]; Gud vet vad de företar sig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka apakah orang yang dijadikan syaitan menganggap baik pekerjaannya yang buruk lalu dia meyakini pekerjaan itu baik sama dengan orang yang tidak ditipu oleh syaitan Maka sesungguhnya Allah menyesatkan siapa yang dikehendakiNya dan menunjuki siapa yang dikehendakiNya; maka janganlah dirimu binasa karena kesedihan terhadap mereka Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui apa yang mereka perbuat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
Ayat ini diturunkan berkenaan dengan Abu Jahal dan orang-orang sepertinya. (Maka apakah orang yang dihiasi pekerjaannya yang buruk) karena setan telah menyulapnya (lalu ia menganggapnya baik?) lafal Man adalah Mubtada, sedangkan Khabarnya ialah, sebagaimana orang yang mendapat petunjuk dari Allah. Tentu saja tidak sama. Khabar ini disimpulkan dari ayat selanjutnya, yaitu, (Maka sesungguhnya Allah menyesatkan siapa yang dikehendaki-Nya dan menunjuki siapa yang dikehendaki-Nya; maka janganlah dirimu binasa sebab ulah mereka itu) yaitu atas orang-orang yang menganggap baik perbuatannya yang buruk itu (karena kesedihan) yaitu kamu merasa sedih karena mereka tidak mau beriman (Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui apa yang mereka perbuat) kelak Dia akan membalasnya kepada mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যাকে মন্দকর্ম শোভনীয় করে দেখানো হয় সে তাকে উত্তম মনে করে সে কি সমান যে মন্দকে মন্দ মনে করে। নিশ্চয় আল্লাহ যাকে ইচ্ছা পথভ্রষ্ট করেন এবং যাকে ইচছা সৎপথ প্রদর্শন করেন। সুতরাং আপনি তাদের জন্যে অনুতাপ করে নিজেকে ধ্বংস করবেন না। নিশ্চয়ই আল্লাহ জানেন তারা যা করে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவனுக்கு அவனுடைய செயலின் கெடுதியும் அழகாகக் காண்பிக்கப்பட்டு அவனும் அதைஅழகாகக் காண்கிறானோ அவன் நேர்வழி பெற்றவனைப் போலாவானா அன்றியும் நிச்சயமாக அல்லாஹ் தான் நாடியவரை வழிதவறச் செய்கிறான்; மேலும் தான் நாடியவரை நேர்வழியில் சேர்க்கிறான்; ஆகவே அவர்களுக்காக உம்முடைய உயிர் போகும் அளவுக்கு நீர் விசாரப்பட வேண்டாம் நிச்சயமாக அல்லாஹ் அவர்கள் செய்வதை நன்கறிபவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้น ผู้ที่ความชั่วแห่งการงานของเขาได้ถูกนำให้เพริศแพร้วแก่เขา แล้วเขาเห็นว่ามันเป็นสิ่งดีกระนั้นหรือ แท้จริง อัลลอฮฺจะทรงทำให้หลงผิดแก่ผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์และจะทรงชี้แนะแนวทางที่ถูกต้องแก่ผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์ ดังนั้น เจ้าอย่าทำให้จิตใจของเจ้ากลับกลายเป็นระทมทุกข์ เนื่องเพราะพวกเขา แท้จริง อัลลอฮฺนั้นเป็นผู้ทรงรอบรู้สิ่งที่พวกเขากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ахир қилган ёмон амали ўзига зийнатлаб кўрсатилиб уни гўзал деб билган одам Албатта Аллоҳ хоҳлаган кимсани залолатга кетказур хоҳлаган кимсани ҳидоятга солур Бас уларга жонинг ҳасратла ачинмасин Албатта Аллоҳ нима қилаётганларини яхши билгувчидир Шайтоннинг малайига айланган одамга ўзининг ҳар бир ёмон иши зийнатли кўринади У ўзидан ўзи ажабланиб қилган иши ўзига зўр кўринган сари ҳаддан ошиб бораверади
- 中国语文 - Ma Jian : 为自己的恶行所迷惑,因而认恶为善者,象真主所引导的人吗?真主必使他所意欲者误入迷途,必使他所意欲者遵循正道,所以你不要为哀悼他们而丧生,真主确是全知他们的行为的。
- Melayu - Basmeih : Maka fikirkanlah adakah orang yang diperelokkan kepadanya amal buruknya oleh Syaitan lalu ia memandangnya dan mempercayainya baik bolehkah disifatkan sebagai orang yang menjalankan peraturan yang ditetapkan Allah untuk memberi hidayah kepadanya atau sebaliknya Kerana sesungguhnya Allah menyesatkan sesiapa yang dikehendakiNya dan Ia juga memberi hidayah petunjuk kepada sesiapa yang dikehendakiNya Oleh itu janganlah engkau membinasakan dirimu wahai Muhammad kerana menanggung dukacita terhadap kesesatan mereka Sesungguhnya Allah Maha Mengetahui akan apa yang mereka kerjakan
- Somali - Abduh : Ruuxse loo qurxiyay camalkiisa xun oo u arkay inuu fiicanyahay ma lamid baa kaan saas falin Eebe cidduu doono yuu dhumiyaa Ruuxuu doonana wuu Hanuuniyaa ee yeyna Naftaadu ku tagan walbahaarkooda Eebe waa ogyahay waxay samayne
- Hausa - Gumi : Shin to wanda aka ƙawãta masa aikinsa har ya gan shi mai kyau yanã daidai da waninsa Sabõda haka lalle Allah Yanã ɓatar da wanda Yake so kuma Yanã shiryar da wanda Yake so sabõda haka kada ranka ya halaka a kansu dômin baƙin ciki Lalle Allah Masani ne ga abin da suke sanã'antawa
- Swahili - Al-Barwani : Je Yule aliye pambiwa a'mali zake mbaya na akaziona ni njema basi hakika Mwenyezi Mungu humwacha akapotea amtakaye na humwongoa amtakaye Basi nafsi yako isijihiliki kwa kuwasikitikia Hakika Mwenyezi Mungu anajua wanayo yafanya
- Shqiptar - Efendi Nahi : E vallë a është ai që iu kanë zbukuruar veprat e tij të këqia dhe i duken ato të mira si ai që është i i udhëzuar në rrugë të drejtë Me të vërtetë Perëndia e shpie në humbje kë të dojë dhe e udhëzon në rrugë të drejtë kë të dojë E mos u shkatërro ti për humbjen e tyre Perëndia me të vërtetë është i Gjithëdijshëm për atë që punojnë ata
- فارسى - آیتی : آيا آن كه كردار بدش در نظرش آراسته شده، چنانكه نيكويش پنداشت، همانند كسى است كه چنين نيست؟ پس خدا هر كه را خواهد گمراه مىكند و هر كه را خواهد هدايت مىكند. نبايد كه جان تو به خاطر آنها دچار اندوه شود. زيرا خدا به كارهايى كه مىكنند آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Оё он ки кирдори бадаш дар назараш ороста шуда, чунон ки некӯяш пиндошт, монанди касест, ки чунин нест? Пас Худо ҳар киро хоҳад, гумроҳ мекунад ва ҳар киро хоҳад, ҳидоят мекунад. Набояд, ки ҷони ту ба хотири онҳо дучори андӯҳ, шавад. Зеро Худо ба корҳое, ки мекунанд, огоҳ аст.
- Uyghur - محمد صالح : ئۆزىنىڭ يامان ئەمەلى چىرايلىق كۆرسىتىلگەن، شۇنىڭ بىلەن ئۇنى چىرايلىق ھېسابلىغان كىشى (ھىدايەت تاپقان كىشى بىلەن ئوخشاشمۇ؟) اﷲ ھەقىقەتەن خالىغان كىشىنى گۇمراھ قىلىدۇ (خالىغان كىشىنى ھىدايەت قىلىدۇ). شۇڭا سەن ئۇلار ئۈچۈن (يەنى ئىمان ئېيتمىغانلىقلىرى ئۈچۈن) قايغۇرۇپ ئۆزۈڭنى ھالاك قىلىۋالمىغىن، اﷲ ھەقىقەتەن ئۇلارنىڭ قىلمىشلىرىنى بىلىپ تۇرغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : എന്നാല് തന്റെ ചീത്തപ്രവൃത്തി ചേതോഹരമായി തോന്നുകയും അങ്ങനെ അതു നല്ലതായി കാണുകയും ചെയ്തവന്റെ സ്ഥിതിയോ? സംശയമില്ല; അല്ലാഹു അവനിച്ഛിക്കുന്നവരെ വഴികേടിലാക്കുന്നു. അവനിച്ഛിക്കുന്നവരെ നേര്വഴിയിലുമാക്കുന്നു. അതിനാല് അവരെക്കുറിച്ചോര്ത്ത് കൊടും ദുഃഖത്താല് നീ നിന്റെ ജീവന് കളയേണ്ടതില്ല. അവര് പ്രവര്ത്തിക്കുന്നതിനെപ്പറ്റി നന്നായറിയുന്നവനാണ് അല്ലാഹു.
- عربى - التفسير الميسر : افمن حسن له الشيطان اعماله السيئه من معاصي الله والكفر وعباده ما دونه من الالهه والاوثان فراه حسنا جميلا كمن هداه الله تعالى فراى الحسن حسنا والسيئ سيئا فان الله يضل من يشاء من عباده ويهدي من يشاء فلا تهلك نفسك حزنا على كفر هولاء الضالين ان الله عليم بقبائحهم وسيجازيهم عليها اسوا الجزاء
*15) Verses 3-7 were addressed to the common people. In this paragraph mention has been made of the standard-bearers of error and deviation, who were exerting their utmost to frustrate and defeat the mission of the Holy Prophet.
*16) That is, one kind of perverted person is he who commits evil but knows and understands that he is committing evil. Such a person can be reformed by counsel and advice, and sometimes his own conscience also pricks and brings him to the right path, for his habits only are perverted, not hIS mind But there is another kind of a person whose mentality has been perverted, who has lost the discrimination between good and evil, far whom the life of sin has become alluring and lustrous, who abhors good and takes evil for civilization and culture, who regards goodness and piety as things of the past, and sinfulness and wickedness as progressiveness, and for whom guidance becomes error and error guidance. Such a person is not amenable to any advice, any admonition. He neither takes warning from his own follies, nor listens to a well-wisher. It is useless to waste ones tube and energy for the reformation of such a person Instead, the inviter to the truth should turn his attention towards those whose consciences may still be alive and who may still be inclined to listen to the truth.
*17) The insertion of the words "Allah lends astray whomsoever He pleases and shows the Right Way to whomsoever He pleases", between the preceding and this sentence, clearly gives the meaning that Allah deprives, of the grace of guidance, those who become so perverted mentally, and leaves them to wander aimlessly in the ways in which they themselves wish to remain lost. After making the Holy Prophet realize this fact Allah exhorts him to the effect: "It is not within your power to bring such people to the right path; therefore, have patience in their regard. Just as Allah is indifferent about them, so should you also avoid being unduly anxious about their reformation."
Here, one should bear in mind two things very clearly. First, the people being mentioned here were not the conunon people, but the chiefs of Makkah. who were employing every falsehood, every fraud and every trick to defeat the mission of the Holy Prophet. These people were in fact not involved in any misunderstanding about the Holy Prophet. They knew full well what he was calling theta to and what were the evils and moral weaknesses which they themselves were striving to maintain. After knowing and understanding All this they had firmly resolved not to Iet him succeed in his object, and for this purpose they did not feel any hesitation in using any mean or petty device. Now, evidently the people who deliberately and after annual consultation invent a new falsehood every next day and spread it against a person, can deceive the whole world but as for themselves they know that they are the liars and that the person whom they have accused is free of every blame. Then, if the person against whom the false propaganda is being made also does not react and respond in a way opposed to truth and righteousness, the unjust people also cannot help realizing that their opponent is a truthful and honest man. If in spite of this the people do not feel ashamed of their misconduct and continue to oppose and resist the truth with falsehood. their conduct itself testifies that they are under Allah's curse and they can no longer discriminate between good and evil.
Secondly, if Allah had only meant to make His Prophet understand the supreme truth, He could have secretly made him aware of this. There was no need to proclaim it openly in the Revelation. To mention it in the Qur'an and to proclaim it to the world was in fact meant to warn the conunon people that the leaders and the religious guides whom they were following blindly were the people of perverted mentality. whose mean conduct was itself an evidence that they were under the curse of Allah.
*18) This sentence in itself contains the threat that a time is coming when Allah will punish them for their misdeeds. When a ruler says that he is fully aware of the misdeeds of a culprit, it does not only mean that the ruler has the knowledge of his misconduct, but it necessarily contains the warning that he will also punish him for this certainly.