- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍۢ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍۢ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَٰجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِۦ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍۢ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ
- عربى - نصوص الآيات : والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا ۚ وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ۚ وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ۚ إن ذلك على الله يسير
- عربى - التفسير الميسر : واللهُ خلق أباكم آدم من تراب، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم جعلكم رجالا ونساءً. وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه، وما يعمَّر من مُعَمَّر، فيطول عمره، ولا يُنْقَص من عمره إلا في كتاب عنده، وهو اللوح المحفوظ، قبل أن تحمل به أمُّه وقبل أن تضعه. قد أحصى الله ذلك كله، وعلمه قبل أن يخلقه، لا يُزاد فيما كتب له ولا يُنْقَص. إن خَلْقكم وعِلْم أحوالكم وكتابتها في اللوح المحفوظ سهل يسير على الله.
- السعدى : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
يذكر تعالى خلقه الآدمي، وتنقله في هذه الأطوار، من تراب إلى نطفة وما بعدها.
{ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا } أي: لم يزل ينقلكم، طورا بعد طور، حتى أوصلكم إلى أن كنتم أزواجا، ذكرا يتزوج أنثى، ويراد بالزواج، الذرية والأولاد، فهو وإن كان النكاح من الأسباب فيه، فإنه مقترن بقضاء اللّه وقدره، وعلمه، { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ } وكذلك أطوار الآدمي، كلها بعلمه وقضائه.
{ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } أي: عمر الذي كان معمرا عمرا طويلا { إِلَّا } بعلمه تعالى، أو ما ينقص من عمر الإنسان الذي هو بصدد أن يصل إليه، لولا ما سلكه من أسباب قصر العمر، كالزنا، وعقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، ونحو ذلك مما ذكر أنها من أسباب قصر العمر.
والمعنى: أن طول العمر وقصره، بسبب وبغير سبب كله بعلمه تعالى، وقد أثبت ذلك { فِي كِتَابٍ } حوى ما يجري على العبد، في جميع أوقاته وأيام حياته.
{ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } أي: إحاطة علمه بتلك المعلومات الكثيرة، وإحاطة كتابه فيها، فهذه ثلاثة أدلة من أدلة البعث والنشور، كلها عقلية، نبه اللّه عليها في هذه الآيات: إحياء الأرض بعد موتها، وأن الذي أحياها سيحيي الموتى، وتنقل الآدمي في تلك الأطوار.
فالذي أوجده ونقله، طبقا بعد طبق، وحالا بعد حال، حتى بلغ ما قدر له، فهو على إعادته وإنشائه النشأة الأخرى أقدر، وهو أهون عليه، وإحاطة علمه بجميع أجزاء العالم، العلوي والسفلي، دقيقها وجليلها، الذي في القلوب، والأجنة التي في البطون، وزيادة الأعمار ونقصها، وإثبات ذلك كله في كتاب. فالذي كان هذا [نعته] يسيرا عليه، فإعادته للأموات أيسر وأيسر. فتبارك من كثر خيره، ونبه عباده على ما فيه صلاحهم، في معاشهم ومعادهم.
- الوسيط لطنطاوي : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك دليلا آخر على صحة البعث والنشور ، وعلى كمال قدرته - تعالى - فقال : ( والله خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ) أى : خلقكم ابتداء فى ضمن خلق أبيكم آدم من تراب ( ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ) وأصلها الماء الصافى أو الماء القليل الذى يبقى فى الدلو أو القربة ، وجمعها : نطف ونطاف . يقال : نطفت القربة إذا قطرت .
والمراد بها هنا : المنى الذى هو مادة التلقيح من الرجل للمرأة .
( ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً ) أى : أصنافا ذكرانا وإناثا ، كما قال - تعالى - : ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً ) أو المراد : ثم جعلكم تتزاوجون ، فالرجل يتزوج المرأة ، والمرأة تتزوج الرجل . ( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ) أى : لا يحصل من الأنثى حمل ، كما لا يحصل منها وضع لما فى بطنها ، إلا والله - تعالى - عالم به علما تاما لأنه - سبحانه - لا يخفى عليه شئ .
( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ ) والمراد بالمعمر الشخص الذى يطيل الله - تعالى - عمره .
والضمير فى قوله ( مِنْ عُمُرِهِ ) يعود إلى شخص آخر ، فيكون المعنى : ما يمد - سبحانه - فى عمر أحد من الناس ، ولا ينقص من عمر أحد آخر ، إلا وكل ذلك كائن وثابت فى كتاب عنده - تعالى - وهذا الكتاب هو اللوح المحفوظ ، أو صحائف أعمال العباد أو علم الله الأزلى .
ومنهم من يرى أن الضمير فى قوله ( مِنْ عُمُرِهِ ) يعود إلى الشخص ذاته وهو المعمر فيكون المعنى : وما يمد الله - تعالى - فى عمر إنسان ، ولا ينقص من عمره بمضى أيام حياته ، إلا وكل ذلك ثابت فى علمه - سبحانه - .
قال بعض العلماء : وقد أطال بعضهم الكلام فى ذلك ومحصله : أنه اختلف فى معنى ( مُّعَمَّرٍ ) فقيل : هو المزاد عمره بدليل ما يقابله من قوله ولا ينقص ، وقيل : المراد بقوله ( مُّعَمَّرٍ ) من يجعل له عمر . وهل هو شخص واحد أو شخصان؟
فعلى رأى من قال بان المعمر ، هو من يجعل له عمر يكون شخصا واحدا بمعنى انه يكتب عمره مائة سنة - مثلا - ، ثم يكتب تحته مضى يوم ، مضى يومان ، وهكذا فكتابة الأصل هى التعمير . . والكتابة بعد ذلك هو النقص كما قيل :
حياتك أنفاس تُعَدّ فكلما ... مضى نفس منها انتقصَت به جزءا
والضمير حينئذ راجع إلى المذكور . والمعمر على هذا هو الذى جعل الله - تعالى - له عمرا طال هذا العمر أو قصر .
وعلى رأى من قال بأن المعمر هو من يزاد فى عمره ، يكون من ينقص فى عمره غير الذى يزاد فى عمره فهما شخصان . والضمير فى " عمره " على هذا الرأى يعود إلى شخص آخر ، إذ لا يكون المزيد فى عمره منقوصا من عمره . .
وقد رجح ابن جرير - رحمه - الله الرأى الأول وهو أن الضمير فى قوله ( مِنْ عُمُرِهِ ) يعود إلى شخص آخر - فقال : وأولى التأويلين فى ذلك عندى بالصواب ، التأويل الأول ، وذلك أن ذلك هو أظهر معنييه ، وأشبههما بظاهر التنزيل .
واسم الإِشارة فى قوله ( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ ) يعود إلى الخلق من تراب وما بعده .
أى : إن ذلك الذى ذكرناه لكم من خلقكم من تراب ، ثم من نطفة . . يسيروهن على الله - تعالى - لأنه - سبحانه - لا يعجزه شئ على الإِطلاق .
- البغوى : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
قوله - عز وجل - : ( والله خلقكم من تراب ) أي : آدم ( ثم من نطفة ) يعني : نسله ( ثم جعلكم أزواجا ) ذكرانا وإناثا ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ) لا يطول عمره ( ولا ينقص من عمره ) يعني : من عمر آخر ، كما يقال لفلان عندي درهم ونصفه أي : نصف درهم آخر ( إلا في كتاب ) وقيل : قوله : " ولا ينقص من عمره " منصرف إلى الأول ، قال سعيد بن جبير : مكتوب في أم الكتاب عمر فلان كذا وكذا سنة ثم يكتب أسفل من ذلك ذهب يوم ذهب يومان ذهب ثلاثة أيام حين ينقطع عمره .
وقال كعب الأحبار حين حضر عمر رضي الله عنه الوفاة : والله لو دعا عمر ربه أن يؤخر أجله لأخر ، فقيل له إن الله - عز وجل - يقول : " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " ( الأعراف - 34 ) فقال : هذا إذا حضر الأجل فأما قبل ذلك فيجوز أن يزاد وينقص ، وقرأ هذه الآية ( إن ذلك على الله يسير ) أي : كتابة الآجال والأعمال على الله هين .
- ابن كثير : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
وقوله : ( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ) أي : ابتدأ خلق أبيكم آدم من تراب ، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ، ( ثم جعلكم أزواجا ) أي : ذكرا وأنثى ، لطفا منه ورحمة أن جعل لكم أزواجا من جنسكم ، لتسكنوا إليها .
وقوله : ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) أي : هو عالم بذلك ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ، بل ( ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) [ الأنعام : 59 ] . وقد تقدم الكلام على قوله تعالى : ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام [ وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير ] المتعال ) [ الرعد : 8 ، 9 ] .
وقوله : ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) أي : ما يعطى بعض النطف من العمر الطويل يعلمه ، وهو عنده في الكتاب الأول ، ( ولا ينقص من عمره ) الضمير عائد على الجنس ، لا على العين; لأن العين الطويل للعمر في الكتاب وفي علم الله لا ينقص من عمره ، وإنما عاد الضمير على الجنس .
قال ابن جرير : وهذا كقولهم : " عندي ثوب ونصفه " أي : ونصف آخر .
وروي من طريق العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ) ، يقول : ليس أحد قضيت له طول عمر وحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر وقد قضيت ذلك له ، فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت لا يزاد عليه ، وليس أحد قضيت له أنه قصير العمر والحياة ببالغ للعمر ، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له ، فذلك قوله : ( ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير ) ، يقول : كل ذلك في كتاب عنده .
وهكذا قال الضحاك بن مزاحم .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه : ( ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) قال : ما لفظت الأرحام من الأولاد من غير تمام .
وقال عبد الرحمن في تفسيرها : ألا ترى الناس ، يعيش الإنسان مائة سنة ، وآخر يموت حين يولد فهذا هذا .
وقال قتادة : والذي ينقص من عمره : فالذي يموت قبل ستين سنة .
وقال مجاهد : ( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب ) أي : في بطن أمه يكتب له ذلك ، لم يخلق الخلق على عمر واحد ، بل لهذا عمر ، ولهذا عمر هو أنقص من عمره ، وكل ذلك مكتوب لصاحبه ، بالغ ما بلغ .
وقال بعضهم : بل معناه : ( وما يعمر من معمر ) أي : ما يكتب من الأجل ( ولا ينقص من عمره ) ، وهو ذهابه قليلا قليلا الجميع معلوم عند الله سنة بعد سنة ، وشهرا بعد شهر ، وجمعة بعد جمعة ، ويوما بعد يوم ، وساعة بعد ساعة ، الجميع مكتوب عند الله في كتاب .
نقله ابن جرير عن أبي مالك ، وإليه ذهب السدي ، وعطاء الخراساني . واختار ابن جرير [ القول ] الأول ، وهو كما قال .
وقال النسائي عند تفسير هذه الآية الكريمة : حدثنا أحمد بن يحيى بن أبي زيد بن سليمان ، سمعت ابن وهب يقول : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سره أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أجله فليصل رحمه " .
وقد رواه البخاري ومسلم وأبو داود ، من حديث يونس بن يزيد الأيلي ، به .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا الوليد بن عبد الملك بن عبيد الله أبو مسرح ، حدثنا عثمان بن عطاء ، عن مسلمة بن عبد الله ، عن عمه أبي مشجعة بن ربعي ، عن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، قال : ذكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها ، وإنما زيادة العمر بالذرية الصالحة يرزقها العبد ، فيدعون له من بعده ، فيلحقه دعاؤهم في قبره ، فذلك زيادة العمر " .
وقوله : ( إن ذلك على الله يسير ) أي : سهل عليه ، يسير لديه علمه بذلك وبتفصيله في جميع مخلوقاته ، فإن علمه شامل لجميع ذلك لا يخفى منه عليه شيء .
- القرطبى : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
قوله تعالى : والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير .
قوله تعالى : والله خلقكم من تراب ثم من نطفة قال سعيد عن قتادة قال : يعني آدم عليه السلام ، والتقدير على هذا : خلق أصلكم من تراب . ثم من نطفة قال : أي التي أخرجها من ظهور آبائكم . ثم جعلكم أزواجا قال : أي زوج بعضكم بعضا ، فالذكر زوج الأنثى ليتم البقاء في الدنيا إلى انقضاء مدتها . وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه أي جعلكم أزواجا فيتزوج الذكر بالأنثى فيتناسلان بعلم الله ، فلا يكون حمل ولا وضع إلا والله عالم به ، فلا يخرج شيء عن تدبيره . وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب سماه معمرا بما هو صائر إليه . قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : وما يعمر من معمر إلا كتب عمره ، كم هو سنة كم هو شهرا كم هو يوما كم هو ساعة ثم يكتب في كتاب آخر : نقص من عمره يوم ، نقص شهر ، نقص سنة ، حتى يستوفي أجله . وقاله سعيد بن جبير أيضا ، قال : فما مضى من أجله فهو النقصان ، وما يستقبل فهو الذي يعمره ; فالهاء على هذا للمعمر . وعن سعيد أيضا : يكتب عمره كذا وكذا سنة ، ثم يكتب في أسفل ذلك : ذهب يوم ، ذهب يومان ، حتى يأتي على آخره . وعن قتادة : المعمر من بلغ ستين سنة ، والمنقوص من عمره من يموت قبل ستين سنة . ومذهب الفراء في معنى وما يعمر من معمر أي ما يكون من عمره ولا ينقص من عمره بمعنى معمر آخر ، أي ولا ينقص الآخر من عمره إلا في كتاب . فالكناية في عمره ترجع إلى آخر غير الأول . وكنى عنه بالهاء كأنه الأول ، ومثله قولك : عندي درهم ونصفه ، أي نصف آخر . وقيل : إن الله كتب عمر الإنسان مائة سنة إن أطاع ، وتسعين إن عصى ، فأيهما بلغ فهو في كتاب . وهذا مثل قوله عليه الصلاة والسلام : من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه أي أنه يكتب في اللوح المحفوظ : عمر فلان كذا سنة ، فإن وصل رحمه زيد في عمره كذا سنة . فبين ذلك في موضع آخر من اللوح المحفوظ ، أنه سيصل رحمه فمن اطلع على الأول دون الثاني ظن أنه زيادة أو نقصان وقد مضى هذا المعنى عند قوله تعالى : يمحو الله ما يشاء ويثبت والكناية على هذا ترجع إلى العمر .
وقيل : المعنى ( وما يعمر من معمر ) أي هرم ، ولا ينقص آخر من عمر الهرم ( إلا في كتاب ) ; أي بقضاء من الله جل وعز . روي معناه عن الضحاك واختاره النحاس ، قال : وهو أشبهها بظاهر التنزيل . وروي نحوه عن ابن عباس . فالهاء على هذا يجوز أن تكون للمعمر ، ويجوز أن تكون لغير المعمر . إن ذلك على الله يسير أي كتابة الأعمال والآجال غير متعذر عليه . وقراءة العامة ينقص بضم الياء وفتح القاف وقرأت فرقة منهم يعقوب ( ينقص ) بفتح الياء وضم القاف ، أي لا ينقص من عمره شيء . يقال ، نقص الشيء بنفسه ونقصه غيره ، وزاد بنفسه وزاده غيره ، متعد ولازم . وقرأ الأعرج والزهري ( من عمره ) بتخفيف الميم ، وضمها الباقون . وهما لغتان مثل السحق والسحق . و ( يسير ) أي إحصاء طويل الأعمار وقصيرها لا يتعذر عليه شيء منها ولا يعزب . والفعل منه : يسر ولو سميت به إنسانا انصرف ; لأنه فعيل .
- الطبرى : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)
يقول تعالى ذكره: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ) أيها الناس (مِنْ تُرَابٍ) يعني بذلك أنه خلق أباهم آدم من تراب؛ فجعل خلق أبيهم منه لهم خلقًا(ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) يقول: ثم خلقكم من نطفة الرجل والمرأة (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا) يعني أنه زوج منهم الأنثى من الذكر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) يعني آدم (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) يعني ذريته (ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا) فزوج بعضكم بعضًا.
وقوله ( وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ ) يقول تعالى ذكره: وما تحمل من أنثى منكم أيها الناس من حمل ولا نطفة إلا وهو عالم بحملها إياه ووضعها وما هو؟ ذكر أو أنثى؟ لا يخفى عليه شيء من ذلك.
وقوله ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛ فقال بعضهم: معناه: وما يعمر من معمر فيطول عمره، ولا ينقص من عمر آخر غيره عن عمر هذا الذي عمر عمرًا طويلا(إِلا فِي كِتَابٍ) عنده مكتوب قبل أن تحمل به أمه، وقبل أن تضعه، قد أحصى ذلك كله وعلمه قبل أن يخلقه، لا يزاد فيما كتب له ولا ينقص.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ ...) إلى (يَسِير) يقول: ليس أحد قضيت له طول العمر والحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر، وقد قضيت ذلك له، وإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه، وليس أحد قضيت له أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه فذلك قوله ( وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ ) يقول: كل ذلك في كتاب عنده.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: من قضيت له أن يعمر حتى يدركه الكبر، أو يعمر أنقص من ذلك، فكل بالغ أجله الذي قد قضى له، كل ذلك في كتاب.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ ) قال: ألا ترى الناس؛ الإنسان يعيش مائة سنة، وآخر يموت حين يولد؟ فهذا هذا، فالهاء التي في قوله (ولا يُنْقَصُ مِنْ عُمْرِهِ) على هذا التأويل، وإن كانت في الظاهر أنها كناية عن اسم المعمر الأول، فهي كناية اسم آخر غيره، وإنما حسن ذلك لأن صاحبها لو أظهر لظهر بلفظ الأول، وذلك كقولهم: عندي ثوب ونصفه، والمعنى: ونصف الآخر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما يعمر من معمَّر ولا ينقص من عمره بفناء ما فني من أيام حياته، فذلك هو نقصان عمره، والهاء على هذا التأويل للمعمر الأول، لأن معنى الكلام: ما يطول عمر أحد، ولا يذهب من عمره شيء، فيُنقَص إلا وهو في كتاب عند الله مكتوب، قد أحصاه وعلمه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني أَبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس قال: ثنا عبثر قال: ثنا حصين عن أَبي مالك في هذه الآية ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ ) قال: ما يقضي من أيامه التي عددت له إلا في كتاب.
وأولى التأويلين في ذلك عندي الصواب التأويل الأول، وذلك أن ذلك &; 20-449 &; هو أظهر معنييه، وأشبههما بظاهر التنـزيل.
وقوله (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) يقول تعالى ذكره: إن إحصاء أعمار خلقه عليه يسير سهل، طويل ذلك وقصيره، لا يتعذر عليه شيء منه.
- ابن عاشور : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)
{ هُوَ يَبُورُ * والله خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أزواجا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ } .
هذا عود إلى سوق دلائل الوحدانية بدلالة عليها من أنفس الناس بعد أن قدم لهم ما هو من دلالة الآفاق بقوله : { والله الذي أرسل الرياح } [ فاطر : 9 ] . فهذا كقوله : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } [ فصلت : 53 ] وقوله : { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } [ الذاريات : 21 ] فابتدأهم بتذكيرهم بأصل التكوين الأول من تراب وهو ما تقرر علمُه لدى جميع البشر من أن أصلهم وهو البشر الأول ، خلق من طين فصار ذلك حقيقة مقررة في علم البشر وهي مما يعبر عنه في المنطق «بالأصول الموضوعة» القائمة مقام المحسوسات .
ثم استدرجهم إلى التكوين الثاني بدلالة خلق النسل من نطفة وذلك علم مستقر في النفوس بمشاهدة الحاضر وقياس الغائب على المشاهد ، فكما يجزم المرء بأن نسله خلق من نطفته يجزم بأنه خلق من نطفة أبوية ، وهكذا يصعد إلى تخلق أبناء آدم وحواء .
والنطفة تقدمت عند قوله تعالى : { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة } في سورة الكهف ( 37 ) .
وقوله : ثم جعلكم أزواجاً } يشير إلى حالة في التكوين الثاني وهو شرطه من الازدواج . ف { ثم } عاطفة الجملةَ فهي دالة على الترتيب الرتبي الذي هو أهمّ في الغرض أعني دلالة التكوين على بديع صنع الخالق سبحانه فذلك موزع على مضمون قوله : { ثم من نطفة } .
والمعنى : ثم من نطفة وقد جعلكم أزواجاً لتركيب تلك النطفة ، فالاستدلال بدقة صنع النوع الإِنساني من أعظم الدلائل على وحدانية الصانع . وفيها غُنية عن النظر في تأمل صنع بقية الحيوان .
والأزواج : جمع زوج وهو الذي يصير بانضمام الفرد إليه زوجاً ، أي شفعاً ، وقد شاع إطلاقه على صنف الذكور مع صنف الإِناث لاحتياج الفرد الذكر من كل صنف إلى أنثاه من صنفه والعكس .
{ جَعَلَكُمْ أزواجا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلاَ تَضَعُ } .
بعد الاستدلال بما في بدء التكوين الثاني من التلاقح بين النطفتين استدل بما ينشأ عن ذلك من الأطوار العارضة للنطفة في الرحم وهو أطوار الحمل من أوله إلى الوضع .
وأدمج في ذلك دليل التنبيه على إحاطة علم الله بالكائنات الخفية والظاهرة ، ولكون العلم بالخفيّات أعلى قُدّم ذكر الحمل على ذكر الوضع ، والمقصود من عطف الوضع أن يدفع توهم وقوف العلم عند الخفيّات التي هي من الغيب دون الظواهر بأن يشتغل عنها بتدبير خفيّاتها كما هو شأن عظماء العلماء من الخلق ، لظهور استحالة توجه إرادة الخلق نحو مجهول عند مُريده .
والاستثناء مفرغ من عموم الأحوال . والباء للملابسة . والمجرور في موضع الحال .
{ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِى كتاب إِنَّ ذَلِكَ عَلَى } .
لا جرم أن الحديث عن التكوين يستتبع ذكر الموت المكتوب على كل بشر فجاء بذكر علمه الآجال والأعمار للتنبيه على سعة العلم الإِلهي .
والتعمير : جعل الإِنسان عامراً ، أي باقياً في الحياة ، فإن العَمر هو مدة الحياة يقال : عَمِر فلان كفرح ونصر وضرب ، إذا بقي زماناً ، فمعْنى عمّره بالتضعيف : جعله باقياً مدة زائدة على المدة المتعارفة في أعمار الأجيال ، ولذلك قوبل بالنقص من العمر ، ولذلك لا يوصف بالتعمير صاحبه إلا بالمبني للمجهول فيقال : عُمِّر فلان فهو معمَّر . وقد غلب في هذه الأجيال أن يكون الموت بين الستين والسبعين فما بينهما ، فهو عُمر متعارف ، والمعمّر الذي يزيد عمره على السبعين ، والمنقوص عمره الذي يموت دون الستين . ولذلك كان أرجح الأقوال في تعمير المفقود عند فقهاء المالكية هو الإِبلاغ به سبعين سنة من تاريخ ولادته ووقع القضاء في تونس بأنه ما تجاوز ثمانين سنة ، قالوا : لأن الذين يعيشون إلى ثمانين سنة غير قليل فلا ينبغي الحكم باعتبار المفقود ميتاً إلا بعد ذلك لأنه يترتب عليه الميراث ولا ميراث بشك ، ولأنه بعد الحكم باعتباره ميتاً تزوج امرأته ، وشرط صحة التزوج أن تكون المرأة خليةً من عصمة ، ولا يصح إعمال الشرط مع الشك فيه . وهو تخريج فيه نظر .
وضمير { من عمره } عائداً إلى { معمر } على تأويل { معمَّر } ب ( أحد ) كأنه قيل : وما يُعَمَّر من أحد ولا ينقص من عمره ، أي عمر أحد وآخر . وهذا كلام جار على التسامح في مثله في الاستعمال واعتماداً على أن السامعين يفهمون المراد كقوله تعالى : { وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها أو دين } [ النساء : 12 ] لظهور أنه لا ينقلب الميت وارثاً لمن قد ورثه ولا وارث ميتاً موروثاً لوارثه .
والكتاب كناية عن علم الله تعالى الذي لا يغيب عنه معلوم كما أن الشيء المكتوب لا يزاد فيه ولا ينقص ، ويجوز أن يجعل الله موجودات هي كالكتب تسطر فيها الآجال مفصلة وذلك يسير في مخلوقات الله تعالى . ولذلك قال : { إن ذلك على الله يسير } أي لا يلحقه من هذا الضبط عُسر ولا كدّ .
وقد ورد هنا الإِشكال العام الناشىء عن التعارض بين أدلة جريان كل شيء على ما هو سابق في علم الله في الأزل ، وبين إضافة الأشياء إلى أسباب وطلب اكتساب المرغوب من تلك الأسباب واجتناب المكروه منها فكيف يثبت في هذه الآية للأعمار زيادة ونقص مع كونها في كتاب وعلم لا يقبل التغيير ، وكيف يرغَّب في الصدقة مثلاً بأنها تزيد في العمر ، وأن صلة الرحم تزيد في العمر .
والمَخْلص من هذا ونحوه هو القاعدة الأصلية الفارقة بين كون الشيء معلوماً لله تعالى وبين كونه مراداً ، فإن العلم يتعلق بالأشياء الموجودة والمعدومة ، والإرادة تتعلق بإيجاد الأشياء على وفق العلم بأنها توجد ، فالناس مخاطبون بالسعي لما تتعلق به الإِرادة فإذا تعلقت الإِرادة بالشيء علمنا أن الله علم وقوعه ، وما تصرفات الناس ومساعيهم إلا أمارات على ما علمه الله لهم ، فصدقة المتصدق أمارة على أن الله علم تعميره ، والله تعالى يظهر معلوماته في مظاهر تكريم أو تحقير ليتم النظام الذي أسس الله عليه هذا العالم ويلتئم جميع ما أراده الله من هذا التكوين على وجوه لا يخلّ بعضها ببعض وكل ذلك مقتضى الحكمة العالية . ولا مَخلص من هذا الإِشكال إلا هذا الجواب وجميع ما سواه وإن أقنعَ ابتداءً فمآله إلى حيث ابتدأ الإِشكال .
- إعراب القرآن : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
«وَاللَّهُ» الواو عاطفة ولفظ الجلالة مبتدأ والجملة معطوفة على ما سبق «خَلَقَكُمْ» ماض والكاف مفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر المبتدأ «مِنْ تُرابٍ» متعلقان بالفعل قبلهما «ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ» معطوف «ثُمَّ» عاطفة «جَعَلَكُمْ أَزْواجاً» ماض ومفعولاه وفاعله مستتر والجملة معطوفة «وَما» الواو عاطفة وما نافية «تَحْمِلُ» مضارع مرفوع «مِنْ» حرف جر زائد «أُنْثى » اسم مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل «وَلا تَضَعُ» معطوف على ما قبله «إِلَّا» أداة حصر «بِعِلْمِهِ» متعلقان بمحذوف حال والهاء مضاف إليه «وَما» الواو عاطفة وما نافية «يُعَمَّرُ» مضارع مبني للمجهول «مِنْ» حرف جر زائد «مُعَمَّرٍ» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا نائب فاعل «وَلا يُنْقَصُ» معطوف على ما قبله «مِن ليه «إِلَّا» أداة حصر «فِي كِتابٍ» متعلقان بمحذوف حال «إِنَّ ذلِكَ» إن واسم الإشارة في محل نصب اسمها «عَلَى اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بعلى ومتعلقان بالخبر بيسير «يَسِيرٌ» خبر إن المرفوع
- English - Sahih International : And Allah created you from dust then from a sperm-drop; then He made you mates And no female conceives nor does she give birth except with His knowledge And no aged person is granted [additional] life nor is his lifespan lessened but that it is in a register Indeed that for Allah is easy
- English - Tafheem -Maududi : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(35:11) Allah *23 created you from dust, then from a drop of sperm, *24 then He made you into pairs. No female conceives, nor delivers (a child) except with His knowledge. None is given a long life nor is any diminished in his life but it is written in a Book. *25 Surely that is quite easy for Allah. *26
- Français - Hamidullah : Et Allah vous a créés de terre puis d'une goutte de sperme Il vous a ensuite établis en couples Nulle femelle ne porte ni ne met bas sans qu'Il le sache Et aucune existence n'est prolongée ou abrégée sans que cela soit consigné dans un livre Cela est vraiment facile pour Allah
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Allah hat euch aus Erde hierauf aus einem Samentropfen erschaffen und euch hierauf zu Paaren gemacht Nicht schwanger wird ein weibliches Wesen noch kommt es nieder außer mit Seinem Wissen Und keinem dem ein langes Leben gewährt wird wird das Altwerden oder eine Verkürzung seiner Lebenszeit zuteil ohne daß es in einem Buch verzeichnet wäre Gewiß dies ist Allah ein leichtes
- Spanish - Cortes : Alá os ha creado de tierra; luego de una gota; luego hizo de vosotros parejas Ninguna hembra concibe o pare sin que Él lo sepa Nadie muere a edad avanzada o prematura que no esté eso en una Escritura Es cosa fácil para Alá
- Português - El Hayek : E Deus vos criou do pó; então de esperma; depois vos dividiu em pares E nenhuma fêmea concebe ou gera sem o Seuconhecimento Não se prolonga nem se abrevia a vida de ninguém sem que isso esteja registrado no Livro porque isso éfácil a Deus
- Россию - Кулиев : Аллах создал вас из земли затем - из капли а затем сделал вас парами Самка может зачать или родить только с Его ведома Даруется долгожителю долгая жизнь или укорачивается его жизнь все это есть в Писании Хранимой скрижали Воистину это для Аллаха легко
- Кулиев -ас-Саади : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
Аллах создал вас из земли, затем - из капли, а затем сделал вас парами. Самка может зачать или родить только с Его ведома. Даруется долгожителю долгая жизнь или укорачивается его жизнь, все это есть в Писании (Хранимой скрижали). Воистину, это для Аллаха легко.Аллах напомнил Своим рабам о том, как Он сотворил Адама из праха, а затем - его потомство из капли. Он продолжает творить людей из такой же капли, которая проходит различные стадии и, наконец, превращается в зрелого мужчину или женщину. Затем они женятся, и у них появляются дети и внуки. Брак - это законный способ продолжения человеческого рода, который тесно связан с предопределением Аллаха и Его совершенным знанием. Самка может забеременеть или разрешиться от бремени только с Его ведома. Зачатие и все, что происходит с человеческим зародышем или самим человеком после этого, подчинено предопределению Аллаха и Его божественному знанию. Всевышний знает, кому из Его рабов отведена долгая жизнь, а кому - короткая. Он также знает, что некоторые из Его рабов совершают деяния, которые укорачивают их жизнь, например, совершают прелюбодеяния, проявляют неуважение к родителям, разрывают родственные связи и т.п. Он знает о том, какой срок отведен каждому человеку и какие совершенные ими деяния увеличат или укоротят их жизнь. Все это записано в Хранимой скрижали - Писании, в котором хранится знание обо всем, что произойдет с рабами Аллаха на земле и на небесах. Воистину, это не представляет для Аллаха труда. Он изначально знал обо всем сущем и записал все это в Хранимой скрижали, и все это не составило для Него труда. Знания, которые Аллах открыл Своим рабам в этих аятах, являются убедительными логическими доводами в пользу правдивости воскрешения. Господь оживляет иссохшую и безжизненную землю, а это означает, что Он в состоянии воскресить умерших людей. Он создал человека, превращая его из одного творения в другое в соответствии со Своим предопределением, а это означает, что для Него не составит труда воссоздать человека еще раз. Он знает все малое и великое, что происходит на небесах и на земле, что кроется в человеческих сердцах и что происходит с зародышем в чреве матери. Он знает о том, что Его рабы совершают деяния, которые увеличивают или укорачивают срок их жизни на земле. Более того, Он изначально записал все это в Хранимой скрижали, и это для Него не составило труда. Что же тогда говорить о воскрешении после смерти, которое намного легче всего перечисленного?! Хвала Аллаху за то, что Он одарил Своих рабов благами и научил их всему, что может помочь им обрести счастье при жизни на земле и после смерти!
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah sizi topraktan sonra nutfeden yaratmış sonra da sizi çiftler halinde varetmiştir Dişinin gebe kalması ve doğurması ancak O'nun bilgisiyledir Ömrü uzun olanın çok yaşaması ve ömürlerin azalması şüphesiz Kitap'dadır Doğrusu bu Allah'a kolaydır
- Italiano - Piccardo : Allah vi ha creati dalla terra e poi da una goccia di sperma e quindi vi ha disposti a coppie Non c'è femmina che sia gravida o partorisca a Sua insaputa A nessuno sarà prolungata o abbreviata la vita senza che ciò non sia [scritto] in un Libro In verità ciò è facile per Allah
- كوردى - برهان محمد أمين : خوا ئێوهی له خاک دروستکردووه لهوهودواش له نوتفهیهک که بریتیه له بهیهکگهیشتنی سهرهمێکوتهیهک لهگهڵ هیلکۆکهیهکدا لهوهودوا کردوونی به جووت به نێرو مێ هیچ مێننهیهک ئاوس نابێت و نازێت و سکهکهی دانانێت تهنها به ئاگاداری ئهو زاته نهبێت هیچ تهمهن درێژێک تهمهنی درێژ نابێت و له تهمهنی کهم نابێتهوه بێ ئهوهی له زانستی خوادا یاداشت نهکرابێت بێگومان ئهو شته لهسهر خوا ئاسانه
- اردو - جالندربرى : اور خدا ہی نے تم کو مٹی سے پیدا کیا پھر نطفے سے پھر تم کو جوڑا جوڑا بنا دیا۔ اور کوئی عورت نہ حاملہ ہوتی ہے اور نہ جنتی ہے مگر اس کے علم سے۔ اور نہ کسی بڑی عمر والے کو عمر زیادہ دی جاتی ہے اور نہ اس کی عمر کم کی جاتی ہے مگر سب کچھ کتاب میں لکھا ہوا ہے۔ بےشک یہ خدا کو اسان ہے
- Bosanski - Korkut : Allah vas stvara od zemlje zatim od kapi sjemena i najzad vas čini muškarcima i ženama I nijedna žena ne zanese niti rodi a da to On ne zna I ničiji život se ne produži niti skrati a da to nije zabilježeno u Knjizi; to je Allahu uistinu lahko
- Swedish - Bernström : Gud har skapat er av jord; därefter [skapar Han er] av en droppe säd och därefter formar Han er till man eller kvinna Och ingen varelse av honkön blir havande inte heller föder hon utan Hans vetskap Och ingen som uppnår hög ålder har fått sitt liv förlängt och ingen har fått dö i unga år utan att dessa beslut [har förts in] i [Guds öppna] bok Detta är lätt för Gud
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Allah menciptakan kamu dari tanah kemudian dari air mani kemudian Dia menjadikan kamu berpasangan lakilaki dan perempuan Dan tidak ada seorang perempuanpun mengandung dan tidak pula melahirkan melainkan dengan sepengetahuanNya Dan sekalikali tidak dipanjangkan umur seorang yang berumur panjang dan tidak pula dikurangi umurnya melainkan sudah ditetapkan dalam Kitab Lauh Mahfuzh Sesungguhnya yang demikian itu bagi Allah adalah mudah
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
(Dan Allah menciptakan kalian dari tanah) yaitu menciptakan Adam dari tanah liat (kemudian dari air mani) lalu Dia menciptakan anak cucunya dari air mani (kemudian Dia menjadikan kalian berpasang-pasang) terdiri dari kaum pria dan wanita. (Dan tidak ada seorang perempuan pun mengandung dan tidak pula melahirkan melainkan dengan sepengetahuan-Nya) lafal Bi'ilmihi berkedudukan menjadi Hal atau kata keterangan keadaan, yakni telah diketahui oleh-Nya. (Dan sekali-kali tidak dipanjangkan umur seorang yang berumur panjang) tidak diperpanjang (dan tidak pula dikurangi umurnya) yakni orang yang diberi umur panjang itu (melainkan tercatat dalam Kitab) di Lohmahfuz (Sesungguhnya yang demikian itu bagi Allah adalah mudah) amat gampang.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ তোমাদেরকে সৃষ্টি করেছেন মাটি থেকে অতঃপর বীর্য থেকে তারপর করেছেন তোমাদেরকে যুগল। কোন নারী গর্ভধারণ করে না এবং সন্তান প্রসব করে না; কিন্তু তাঁর জ্ঞাতসারে। কোন বয়স্ক ব্যক্তি বয়স পায় না। এবং তার বয়স হ্রাস পায় না; কিন্তু তা লিখিত আছে কিতাবে। নিশ্চয় এটা আল্লাহর পক্ষে সহজ।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அன்றியும் அல்லாஹ்தான் உங்களை முதலில் மண்ணால் படைத்தான்; பின்னர் ஒரு துளி இந்திரியத்திலிருந்து பின் உங்களை ஆண் பெண் ஜோடியாக அவன் ஆக்கினான் அவன் அறியாமல் எந்தப் பெண்ணும் கர்ப்பம் தரிப்பதுமில்லை பிரசவிப்பதுமில்லை இவ்வாறே ஒருவருடைய வயது அதிகமாக்கப்படுவதும் அவருடைய வயதிலிருந்து குறைப்பதும் லவ்ஹுல் மஹ்ஃபூள் என்னும் ஏட்டில் இல்லாமலில்லை நிச்சயமாக இது அல்லாஹ்வுக்கு எளிதானதேயாகும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และอัลลอฮฺทรงบังเกิดพวกเจ้ามาจากฝุ่นดิน แล้วก็มาจากเชื้ออสุจิ แล้วทรงทำให้พวกเจ้าเป็นคู่สามีภริยา และจะไม่มีหญิงใดตั้งครรภ์และนางจะไม่คลอด เว้นแต่ด้วยความรอบรู้ของพระองค์ และไม่มีผู้สูงอายุคนใดจะถูกยืดอายุออกไป และอายุของเขาก็จะไม่ถูกตัดทอน เว้นแต่อยู่ในบันทึก ของพระองค์ แท้จริง นั่นเป็นการง่ายดายสำหรับอัลลอฮฺ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ сизларни тупроқдан сўнгра нутфадан яратиб кейин жуфтжуфт қилиб қўйди Қайси бир урғочи нимага ҳомиладор бўлса нимани туғса фақат Унинг илми билан бўлур Ҳар бир умр кўргувчига умр берилиши ёки унинг умрининг қисқартилиши албатта китобда бордир Албатта бу Аллоҳга осондир Жон ҳаёт деб номланган бу нарсанинг асли қандай моҳияти нима билиб бўлмайди Буни фақат Аллоҳ таолонинг Ўзи билади Ушбу ҳақиқатни инсоф билан тааммул қилган ҳар бир инсон Аллоҳга иймон келтириши керак
- 中国语文 - Ma Jian : 真主创造你们,先用泥土,继用精液,然后,使你们成为配偶。任何女人的怀孕和分娩,无一件不是他所知道的;增加长命者的寿数,减少短命者的年龄,无一件不记录在天经中;那对真主是容易的。
- Melayu - Basmeih : Dan Allah menciptakan kamu dari tanah kemudian dari setitis air benih kemudian Ia menjadikan kamu berpasangan lelaki dan perempuan Dan tiada mengandung seseorang perempuan juga seekor betina dan tidak pula satusatunya melahirkan anak yang dikandungnya melainkan dengan keadaan yang diketahui Allah Dan tidak diberikan seseorang berumur panjang juga tidak dijadikan seseorang pendek umurnya melainkan ada kadarnya di dalam Kitab Ilahi Sesungguhnya yang demikian itu mudah sahaja kepada Allah
- Somali - Abduh : Eebe waa kan idinka abuuray Carro hadana dhibic markaas Lab iyo dhadig haweenayna wax uurka kuma qaado mana dajiso ogaansho Eebe mooyee ruuxii cimri dhe iyo ruuxii cimri gaabanba waxay ku sugan yihiin kitaabka Eebe waana u fudud yahay
- Hausa - Gumi : Kuma Allah ne Ya halitta ku daga turɓãya sa'an nan daga ɗigon maniyyi sa'an nan Ya sanya ku surkin maza da mãtã Kuma wata mace bã ta yin ciki kuma bã ta haihuwa fãce da saninSa kuma bã zã a rãyar da wanda ake rãyarwa ba kuma bã zã a rage tsawon ransa ba fãce yanã a cikin Littãfi Lalle wancan mai sauki ne ga Allah
- Swahili - Al-Barwani : Na Mwenyezi Mungu amekuumbeni kutokana na udongo Kisha kwa tone la manii Kisha akakufanyeni mwanamume na mwanamke Na mwanamke yeyote hachukui mimba wala hazai ila kwa ilimu yake Na wala hapewi umri mwenye umri mrefu wala hapunguziwi katika umri wake ila yamo hayo katika Kitabu Hakika hayo ni mepesi kwa Mwenyezi Mungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia u ka krijuar së pari prej dheut pastaj nga pika e ujit farës – spermës dhe më në fund u ka bërë çifte meshkuj e femra Dhe asnjë femër nuk mbetet shtatëzënë e as nuk lind pa dijeninë e tij Dhe jeta e askujt – as nuk zgjatet as nuk shkurtohet e që të mos jetë e shënuar në Libër Me të vërtetë kjo për Perëndinë është lehtë
- فارسى - آیتی : خدا شما را از خاك و سپس از نطفه بيافريد. آنگاه جفتهاى يكديگرتان قرار داد. هيچ زنى آبستن نمىشود و نمىزايد مگر به علم او. و عمر هيچ سالخوردهاى به درازا نكشد و از عمر كسى كاسته نگردد، جز آنكه همه در كتابى نوشته شده است. و اين كارها بر خدا آسان است.
- tajeki - Оятӣ : Худо шуморо аз хок ва сипас аз нутфа биёфарид. Он гоҳ ҷуфтҳои якдигаратон қарор дод. Ҳеҷ зане ҳомиладор намешавад ва намезояд магар ба илми Ӯ. Ва умри ҳар солхурдае ба дарозо кашад ва аз умри касе кам гардад, албатта ҳама дар китобе навишта шудааст. Ва ин корҳо бар Худо осон аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرنى (يەنى ئەسلىڭلار ئادەم ئەلەيھىسسالامنى) تۇپراقتىن ياراتتى. ئاندىن ئابىمەنىيدىن پەيدا قىلدى. ئاندىن سىلەرنى (ئەر - ئايالدىن ئىبارەت) بىر جۈپ قىلدى، ھەر قانداق ئايالنىڭ ھامىلدار بولۇشى ۋە تۇغۇشى اﷲ نىڭ ئىلمىنىڭ سىرتىدا ئەمەس، ھەرقانداق ئادەمنىڭ ئۆمرىنىڭ ئۇزۇن ياكى قىسقا بولۇشى لەۋھۇلمەھپۇزدا يېزىلغان، بۇ ھەقىقەتەن اﷲ قا ئاسان
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു നിങ്ങളെ മണ്ണില്നിന്ന് സൃഷ്ടിച്ചു. പിന്നെ ബീജകണത്തില്നിന്നും. അതിനുശേഷം അവന് നിങ്ങളെ ഇണകളാക്കി. അവന്റെ അറിവോടെയല്ലാതെ ഒരു സ്ത്രീയും ഗര്ഭം ചുമക്കുന്നില്ല. പ്രസവിക്കുന്നുമില്ല. ഒരു ഗ്രന്ഥത്തില് രേഖപ്പെടുത്തിവെച്ചിട്ടല്ലാതെ ഒരു വൃദ്ധനും ആയുസ്സ് നീട്ടിക്കൊടുക്കുന്നില്ല; ആരുടെയും ആയുസ്സില് കുറവു വരുത്തുന്നുമില്ല. അല്ലാഹുവിന് ഇതൊക്കെയും വളരെ എളുപ്പമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : والله خلق اباكم ادم من تراب ثم جعل نسله من سلاله من ماء مهين ثم جعلكم رجالا ونساء وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر فيطول عمره ولا ينقص من عمره الا في كتاب عنده وهو اللوح المحفوظ قبل ان تحمل به امه وقبل ان تضعه قد احصى الله ذلك كله وعلمه قبل ان يخلقه لا يزاد فيما كتب له ولا ينقص ان خلقكم وعلم احوالكم وكتابتها في اللوح المحفوظ سهل يسير على الله
*23) From here again the discourse is directed to the common people.
*24) That is, man in the first instance was created from the dust directly, then his race was perpetuated through the sperm-drop.
*25) That is, "It is pre-ordained for everyone who is born in this world how long he will live. If a person lives a long life, he dces so by Allah's decree, and if another one lives a short life, he too lives so by Allah's decree. Some ignorant people give the argument that in the past the death-rate of the newly-born children used to be high, and now it has been checked by the advancement of the medical science; and the people used to live short lives in the past, now due to better medical facilities the life-span has increased. But this argument could be presented in refutation of the Qur'anic argument only when it could be ascertained that Allah, for instance, had pre-ordained a two-year life for a certain person, and the modern medical facilities have enhanced it by a day. If a person has no such knowledge, he cannot refine this Qur'anic statement on any rational grounds. Only on the basis of the statistics that the death-rate among children has fallen, or that the people now. are living longer lives, it cannot be argued that man has now become able to change the decrees of Allah. Rationally it is not impossible that Allah might have fixed different life-spans for the people born in different periods, and this might also be Allah Almighty's decree that man in such and such an age would be granted curative power to treat such and such diseases, and in such and such a period man would be given greater means for longevity.
*26) That is, "It is not at all difficult for AIlah to give commands and pass judgements about each individual of His countless creations when He possesses detailed and perfect knowledge about them."