- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا يَسْتَوِى ٱلْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُۥ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّۢ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ۖ ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها ۖ وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون
- عربى - التفسير الميسر : وما يستوي البحران: هذا عذب شديد العذوبة، سَهْلٌ مروره في الحلق يزيل العطش، وهذا ملح شديد الملوحة، ومن كل من البحرين تأكلون سمكًا طريًّا شهيَّ الطَّعم، وتستخرجون زينة هي اللؤلؤ والمَرْجان تَلْبَسونها، وترى السفن فيه شاقات المياه؛ لتبتغوا من فضله من التجارة وغيرها. وفي هذا دلالة على قدرة الله ووحدانيته؛ ولعلكم تشكرون لله على هذه النعم التي أنعم بها عليكم.
- السعدى : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
هذا إخبار عن قدرته وحكمته ورحمته، أنه جعل البحرين لمصالح العالم الأرضي كلهم، وأنه لم يسوِّ بينهما، لأن المصلحة تقتضي أن تكون الأنهار عذبة فراتا، سائغا شرابها، لينتفع بها الشاربون والغارسون والزارعون، وأن يكون البحر ملحا أجاجا، لئلا يفسد الهواء المحيط بالأرض بروائح ما يموت في البحر من الحيوانات ولأنه ساكن لا يجري، فملوحته تمنعه من التغير، ولتكون حيواناته أحسن وألذ، ولهذا قال: { وَمِنْ كُلٍ } من البحر الملح والعذب { تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا } وهو السمك المتيسر صيده في البحر، { وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } من لؤلؤ ومرجان وغيرهما، مما يوجد في البحر، فهذه مصالح عظيمة للعباد.
ومن المصالح أيضا والمنافع في البحر، أن سخره اللّه تعالى يحمل الفلك من السفن والمراكب، فتراها تمخر البحر وتشقه، فتسلك من إقليم إلى إقليم آخر، ومن محل إلى محل، فتحمل السائرين وأثقالهم وتجاراتهم، فيحصل بذلك من فضل اللّه وإحسانه شيء كثير، ولهذا قال: { وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
ثم ذكر - سبحانه - نوعا آخر من أنواع بديع صنعه ، وعجيب قدرته ، فقال : ( وَمَا يَسْتَوِي البحران هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ . . . ) .
والماء العذب الفرات : هو الماء السائغ للشرب ، الذى يشعر الإِنسان عند شربه باللذة وهو ماء الأنهار . وسمى فراتا لأنه يفرت العطش ، أى : يقطعه ويزيله ويسكره .
ولاماء الملح الأجاج : هو الشديد الملوحة والمرارة وهو ماء البحار . سمى أجاجا من الأجيج وهو تهلب النار ، لأن شربه يزيد العطشان عطشا وتعبا .
قالوا : والآية الكريمة مثل للمؤمن والكافر . فالبحر العذب : مثل للمؤمن ، والبحر الملح : مثل للكافر .
فكما أن البحرين اللذين أحدهما عذب فرات سائغ شرابه . والآخر ملح أجاج . لا يتساويان فى طعمهما ومذاقهما . وإن اشتركا فى بعض الفوائد - فكذلك المؤمن والكافر ، لا يتساويان فى الخاصية العظمى التى خلقا من أجلها ، وهى إخلاص العبادة لله الواحد القهار ، وإن اشتركا فى بعض الصفات الأخرى كالسخاء والشجاعة - لأن المؤمن استجاب لفطرته فآمن بالحق ، أما الكافر فقد عاند فطرته ، فاصر على الكفر .
وقوله : ( وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً ) بيان لبعض النعم التى وهبها - سبحانه - لعباده من وجود البحرين .
أى : ومن كل واحد منهما تأكلون لحماً طريا ، أى : غضا شهيا مفيداً لأجسادكم ، عن طريق ما تصطادونه منهما من أسماء وما يشبهها .
قال بعض العلماء . وفى وصفه بالطراوة ، تنبيه إلى أن ينبغى المسارعة إلى أكله ، لأنه يسرع إليه الفاسد والتغيير . وقد أثبت الطب أن تناوله بعد ذهاب طراوته من أضر المأكولات فسبحان الخبير بشئون خلقه . .
وفيه - أيضاً - إيماء إلى كمال قدرته - تعالى- حيث أوجد هذا اللحم الطرى النافع فى الماء الملح الأجاج الذى لا يشرب .
وقد كره العلماء أكل الطافى منه على وجه الماء ، وهو الذى يموت حتف أنفه فى الماء فيطفو على وجهه ، لحديث جابر بن عبد الله ، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما نضب عنه الماء فكلوه . وما لفظ الماء فكلوه ، وما طفا - على وجه الماء -فلا تأكلوه " .
فالمراد من ميتة البحر فى حديث : " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " ما لفظه البحر لا مامات فيه من غير آفة .
وقوله - تعالى - : ( وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ) بيان لنعمة ثانية من النعم التى تصل إلى الناس عن طريق البحرين .
والحلية - بكسر الحاء - : اسم لما يتجلى به الناس ، ويتزينون بلبسه ، وجمع حلية : حِلًى وحُلًى - بسكر الحاء وضمها - يقال : تحلت المراة إذا لبست الحلى .
أى : ومن النعم التى تصل إليكم عن طريق البحرين ، استخراجكم منهما ما ينفعكم ، وما تتحلى به نساؤكم ، كاللؤلؤ والمرجان وغيرهما .
والتعبير بقوله : ( وَتَسْتَخْرِجُونَ ) يشير إلى كثرة الإِخراج . فالسين والتاء للتأكيد . كما يشير بأن من الواجب على المسلمين ، أن يباشروا بأنفسهم استخراج ما فى البحرين من كنوز نافعة ، وأن لا يتركوا ذلك لأعدائهم .
وأسند - سبحانه - لباس الحلية إلى ضمير جمع الذكرو ، فقال ( تَلْبَسُونَهَا ) على سبيل التغليب ، وإلا فإن هذه الحلية يلبسها النساء فى الأعم الأغلب من الأحوال .
قال الآلوسى ما ملخصه : وقوله : ( تَلْبَسُونَهَا ) أى : تلبسها نساؤكم وأسند الفعل إلى ضمير الرجال ، لاختلاطهم بهن ، وكونهم متبوعين ، أو لأنهم سبب لتزينهن فإن النساء يتزين - فى الغالب - ليحسن فى أعين الرجال . .
وقال بعض العلماء : وفى الآية دليل قرآن واضح على بطلان دعوى بعض العلماء من أن اللؤلؤ والمرجان ، لا يستخرجان إلا من البحر الملح خاصة .
وقوله - تعالى - ( وَتَرَى الفلك فِيهِ مَوَاخِرَ ) بيان لنعمة ثالثة من نعمه - تعالى - عن طريق وجود البحار فى الأرض .
وأصل المخر : الشق . يقال مخرت السفينة البحر إذا شقته وسارت بين أمواجه ، ومخر الماء الأرض إذا شقها .
أى : وترى - أيها العاقل - ببصرك السفن فى كل من البحرين ( مَوَاخِرَ ) أى تشق الماء بمقدوماتها ، وتسرع السير فيه من جهة إلى جهة . .
والضمير فى قوله ( فِيهِ ) يعود إلى البحر الملح ، لأن أمر الفلك فيه أعظم من أمرها فى البحر العذب ، وإن كانت السفن تجرى فى البحرين .
ويجوز أن يكون الضمير فى قوله ( فِيهِ ) يعود إلى جنس البحر . أى : وترى السفن تشق كل بحر ، لتسير فيه من مكان إلى مكان . .
واللام فى قوله - تعالى - : ( لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام السابق .
أى : أوجدنا البحرين ، وسخرناهما لمنفعتكم ، لتطلبوا أرزاقكم فيهما ، وهذه الأرزاق هى من فضل الله - تعالى - عليكم ، ومن رحمته بكم ، ولعلكم بعد ذلك تشكروننا على آلائنا ونعمنا ، فإن من شكرنا زدناه من خيرنا وعطائنا .
- البغوى : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
قوله - عز وجل - : ( وما يستوي البحران ) يعني : العذب والمالح ، ثم ذكرهما فقال : ( هذا عذب فرات ) طيب ( سائغ شرابه ) أي : جائز في الحلق هنيء ( وهذا ملح أجاج ) شديد الملوحة . وقال الضحاك : هو المر . ( ومن كل تأكلون لحما طريا ) يعني : الحيتان من العذب والمالح جميعا ( وتستخرجون حلية ) أي : من المالح دون العذب ) ( تلبسونها ) يعني اللؤلؤ . وقيل : نسب اللؤلؤ إليهما ، لأنه يكون في البحر الأجاج عيون عذبة تمتزج بالملح فيكون اللؤلؤ من بين ذلك ( وترى الفلك فيه مواخر ) جواري مقبلة ومدبرة بريح واحدة ( لتبتغوا من فضله ) بالتجارة ( ولعلكم تشكرون ) الله على نعمه .
- ابن كثير : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
يقول تعالى منبها على قدرته العظيمة في خلقه الأشياء المختلفة : وخلق البحرين العذب الزلال ، وهو هذه الأنهار السارحة بين الناس ، من كبار وصغار ، بحسب الحاجة إليها في الأقاليم والأمصار ، والعمران والبراري والقفار ، وهي عذبة سائغ شرابها لمن أراد ذلك ، ( وهذا ملح أجاج ) ، وهو البحر الساكن الذي تسير فيه السفن الكبار ، وإنما تكون مالحة زعاقا مرة ، ولهذا قال : ( وهذا ملح أجاج ) ، أي : مر .
ثم قال : ( ومن كل تأكلون لحما طريا ) يعني : السمك ، ( وتستخرجون حلية تلبسونها ) ، كما قال تعالى : ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان ) [ الرحمن : 22 ، 23 ] .
وقوله : ( وترى الفلك فيه مواخر ) أي : تمخره وتشقه بحيزومها ، وهو مقدمها المسنم الذي يشبه جؤجؤ الطير - وهو : صدره .
وقال مجاهد : تمخر الريح السفن ، ولا يمخر الريح من السفن إلا العظام .
وقوله : ( لتبتغوا من فضله ) أي : بأسفاركم بالتجارة ، من قطر إلى قطر ، وإقليم إلى إقليم ، ( ولعلكم تشكرون ) أي تشكرون ربكم على تسخيره لكم هذا الخلق العظيم ، وهو البحر ، تتصرفون فيه كيف شئتم ، وتذهبون أين أردتم ، ولا يمتنع عليكم شيء منه ، بل بقدرته قد سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض ، الجميع من فضله ومن رحمته .
- القرطبى : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
قوله تعالى : وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون .
قوله تعالى : وما يستوي البحران هذا عذب فرات فيه أربع مسائل :
الأولى : قال ابن عباس : فرات حلو ، وأجاج مر . وقرأ طلحة : ( هذا ملح أجاج ) بفتح الميم وكسر اللام بغير ألف . وأما المالح فهو الذي يجعل فيه الملح . وقرأ عيسى وابن أبي إسحاق ( سيغ شرابه ) مثل سيد وميت . ومن كل تأكلون لحما طريا لا اختلاف في أنه منهما جميعا . وقد مضى في ( النحل ) الكلام فيه .
الثانية : قوله تعالى : وتستخرجون حلية تلبسونها مذهب أبي إسحاق أن الحلية إنما تستخرج من الملح ، فقيل منهما لأنهما مختلطان . وقال غيره : إنما تستخرج الأصداف التي فيها الحلية من الدر وغيره من المواضع التي فيها العذب والملح نحو العيون ، فهو مأخوذ منهما ; لأن في البحر عيونا عذبة ، وبينهما يخرج اللؤلؤ عند التمازج . وقيل : من مطر السماء . وقال محمد بن يزيد قولا رابعا ، قال : إنما تستخرج الحلية من الملح خاصة . النحاس : وهذا أحسنها وليس هذا عنده ، لأنهما مختلطان ، ولكن جمعا ، ثم أخبر عن أحدهما كما قال جل وعز : ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله . وكما تقول : لو رأيت الحسن والحجاج لرأيت خيرا وشرا . وكما تقول : لو رأيت الأعمش وسيبويه لملأت يدك لغة ونحوا . فقد عرف معنى هذا ، وهو كلام فصيح كثير ، فكذا : ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها فاجتمعا في الأول وانفرد الملح بالثاني .
الثالثة : وفي قول : ( تلبسونها ) ، دليل على أن لباس كل شيء بحسبه ; فالخاتم يجعل في الإصبع ، والسوار في الذراع ، والقلادة في العنق ، والخلخال في الرجل . وفي البخاري والنسائي عن ابن سيرين قال قلت لعبيدة : افتراش الحرير كلبسه ؟ قال نعم . وفي ، الصحاح عن أنس فقمت على حصير لنا قد اسود من طول ما لبس . الحديث .
الرابعة : قوله تعالى : وترى الفلك فيه مواخر قال النحاس : أي ماء الملح خاصة ، ولولا ذلك لقال فيهما . وقد مخرت السفينة تمخر إذا شقت الماء . وقد مضى هذا في ( النحل ) .
لتبتغوا من فضله قال مجاهد : التجارة في الفلك إلى البلدان البعيدة : في مدة قريبة ; كما تقدم في ( البقرة ) . وقيل : ما يستخرج من حليته ويصاد من حيتانه . ولعلكم تشكرون على ما آتاكم من فضله . وقيل : على ما أنجاكم من هوله .
- الطبرى : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)
يقول تعالى ذكره: وما يعتدل البحران فيستويان؛ أحدهما عذب فرات، والفرات: هو أعذب العذب، وهذا ملح أجاج يقول: والآخر منهما ملح أجاج وذلك هو ماء البحر الأخضر، والأجاج: المر وهو أشد المياه ملوحة.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (وهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) والأجاج: المر.
وقوله ( وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا ) يقول: ومن كل البحار تأكلون لحمًا طريًّا، وذلك السمك من عذبهما الفرات وملحهما الأجاج (وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا) يعني: الدر والمرجان تستخرجونها من الملح الأجاج، وقد بيَّنا قبل وجه (تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً) وإنما يستخرج من الملح، فيما مضى بما أغنى عن إعادته.(وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ) يقول تعالى ذكره: وترى السفن في كل تلك البحار مواخر تمخر الماء بصدورها، وذلك خرقها إياه إذا مرت واحدتها ماخرة، يقال منه: مَخَرت تَمْخُر وتمخَر مخرًا، وذلك إذا شقت الماء بصدورها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا) أي: منهما جميعًا(وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا) هذا اللؤلؤ(وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ) فيه السفن مقبلة ومدبرة بريح واحدة.
حدثنا علي قال: ثنا أَبو صالح قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ) يقول: جواريَ.
وقوله (لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) يقول: لتطلبوا بركوبكم في هذه البحار في الفلك من معايشكم، ولتتصرفوا فيها في تجاراتكم، وتشكروا الله على تسخيره ذلك لكم، وما رزقكم منه من طيبات الرزق وفاخر الحلي.
- ابن عاشور : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)
انتقال من الاستدلال بالأحوال في الأجواء بين السماء والأرض على تفرد الله تعالى بالإِلهية إلى الاستدلال بما على الأرض من بحار وأنهار وما في صفاتها من دلالة زائدة على دلالة وجود أعيانها ، على عظيم مخلوقات الله تعالى ، فصيغ هذا الاستدلال على أسلوب بديع إذ اقتصر فيه على التنبيه على الحكمة الربانية في المخلوقات وهي ناموس تمايزها بخصائص مختلفة واتحاد أنواعها في خصائص متماثلة استدلالاً على دقيق صنع الله تعالى كقوله : { تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل } [ الرعد : 4 ] ويتضمن ذلك الاستدلال بخلق البحرين أنفسهما لأن ذكر اختلاف مذاقهما يستلزم تذكر تكوينهما .
فالتقدير : وخلق البحرين العذب والأُجاج على صورة واحدة وخالف بين أعراضهما ، ففي الكلام إيجاز حذف ، وإنما قدم من هذا الكلام تفاوت البحرين في المذاق واقتصر عليه لأنه المقصود من الاستدلال بأفانين الدلائل على دقيق صنع الله تعالى .
وفي «الكشاف» : ضرب البحرين العذب والمالح مثلاً للمؤمن والكافر ، ثم قال على سبيل الاستطراد في صفة البحرين وما علق بهما من نعمته وعطائه { ومن كل تأكلون لحماً طرياً } .
والبحر في كلام العرب : اسم للماء الكثير القار في سعة ، فالفرات والدجلة بَحْران عذْبان وبحر خليج العجم ملح . وتقدم ذكر البحرين عند قوله تعالى : { وهو الذي مرج البحرين } في سورة الفرقان ( 53 ) وقد اتحدا في إخراج الحيتان والحلية ، أي اللؤلؤ والمرجان ، وهما يوجد أجودُهما في بحر العجم حيث مصبّ النهرين ، ولماء النهرين العذب واختلاطه بماء البحر الملح أثر في جودة اللؤلؤ كما بيّناه فيما تقدم في سورة النحل ، فقوله : ومن كل تأكلون لحماً طرياً } كُلِّيّةٌ ، وقوله : { وتستخرجون حلية } كلُّ لاَ كلية لأن من مجموعها تستخرجون حلية . وكلمة { كل } صالحة للمعنيين ، فعطف { وتستخرجون } من استعمال المشترك في معنييه .
فالاختلاف بين البحرين بالعذوبة والملوحة دليل على دقيق صنع الله . والتخالف في بعض مستخرجاتهما والتماثل في بعضها دليل آخر على دقيق الصنع وهذا من أفانين الاستدلال .
والعذب : الحلو حلاوة مقبولة في الذوق .
والملح بكسر الميم وسكون اللام : الشيء الموصوف بالملوحة بذاته لا بإلقاء ملح فيه ، فأما الشيء الذي يلقى فيه الملح حتى يكتسب ملوحة فإنما يقال له : مَالح ، ولا يقال : ملح .
ومَعنى : { سائغ شرابه } أن شربه لا يكلف النفس كراهة ، وهو مشتق من الإِساغة وهي استطاعة ابتلاع المشروب دون غصة ولا كره . قال عبد الله بن يَعرب
: ... فساغ لي الشراب وكنت قبْلاً
أكاد أغُصّ بالماء الحميم ... والأجاج : الشديد الملوحة ، وتقدم ذكر البحر في قوله تعالى : { ويعلم ما في البر والبحر } في سورة الأنعام ( 59 ) ، وبقية الآية تقدم نظيره في أول سورة النحل .
وتقديم الظرف في قوله : فيه مواخر } على عكس آية سورة النحل ، لأن هذه الآية مسوقة مساق الاستدلال على دقيق صنع الله تعالى في المخلوقات وأُدمج فيه الامتنان بقوله : { تأكلون .
. . . وتستخرجون حلية }
وقوله : { لتبتغوا من فضله } فكان المقصد الأول من سياقها الاستدلال على عظيم الصنع فهو الأهم هنا . ولما كان طُفُو الفلك على الماء حتى لا يَغْرِق فيه أظهرَ في الاستدلال على عظيم الصنع من الذي ذكر من النعمة والامتنان قدم ما يدل عليه وهو الظرفية في البحر . والمخر في البحر آية صنع الله أيضاً بخلق وسائل ذلك والإِلهام له ، إلاّ أن خطور السفر من ذلك الوصف أو ما يتبادر إلى الفهم فأخر هنا لأنه من مستتبعات الغرض لا من مقصده فهو يستتبع نعمة تيسير الأسفار لقطع المسافات التي لو قطعت بسير القوافل لطالت مدة الأسفار .ومن هنا يلمعُ بارقُ الفرققِ بين هذه الآية وآية سورة النحل في كون فعل { لتبتغوا } غير معطوف بالواو هنا ومعطوفاً نظيره في آية النحل لأن الابتغاء علق هنا ب { مواخر } إيقافاً على الغرض من تقديم الظرف ، وفي آية النحل ذكر المخر في عداد الامتنان لأنه به تيسيرَ الأسفار ، ثم فصل بين { مواخر } وعلته بظرف { فيه } ، فصار ما يؤمىء إليه الظرفُ فصلاً بغرض أُدمج إدماجاً وهو الاستدلال على عظيم الصنع بطُفوّ الفلك على الماء ، فلما أريد الانتقال منه إلى غرض آخر وهو العود إلى الامتنان بالمخر لنعمة التجارة في البحر عطف المغاير في الغرض .
- إعراب القرآن : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
«وَما» الواو عاطفة وما نافية «يَسْتَوِي الْبَحْرانِ» مضارع وفاعله المرفوع بالألف لأنه مثنى «هذا عَذْبٌ» اسم الإشارة مبتدأ وعذب خبره والجملة حالية «فُراتٌ» صفة لعذب «سائِغٌ شَرابُهُ» سائغ خبر مقدم وشرابه مبتدأ مؤخر والهاء مضاف إليه والجملة صفة ثانية لعذب «وَهذا مِلْحٌ» مبتدأ وخبره والجملة معطوفة «أُجاجٌ» صفة للملح والأجاج هو شديد الملوحة «وَمِنْ كُلٍّ» متعلقان بالفعل بعدهما «تَأْكُلُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل «لَحْماً» مفعول به «طَرِيًّا» صفة والجملة معطوفة «وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً» الواو عاطفة ومضارع وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة «تَلْبَسُونَها» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة صفة «وَتَرَى الْفُلْكَ» مضارع ومفعوله وفاعله مستتر والجملة معطوفة «فِيهِ مَواخِرَ» الجار والمجرور متعلقان بالحال مواخر «لِتَبْتَغُوا» مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون ولام التعليل وما بعدها في محل جر ومتعلقان بمواخر «مِنْ فَضْلِهِ» متعلقان بتبتغوا والهاء مضاف إليه «وَلَعَلَّكُمْ» لعل واسمها «تَشْكُرُونَ» مضارع وفاعله والجملة خبر لعل والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : And not alike are the two bodies of water One is fresh and sweet palatable for drinking and one is salty and bitter And from each you eat tender meat and extract ornaments which you wear and you see the ships plowing through [them] that you might seek of His bounty; and perhaps you will be grateful
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(35:12) The two masses of water are not alike. *27 The one is sweet, sates thirst, and is pleasant to drink from, while the other is salt, bitter on the tongue. Yet from both you eat fresh meat, *28 and extract from it ornaments that you wear; *29 and you see ships cruising through it that you may seek of His Bounty and be thankful to Him.
- Français - Hamidullah : Les deux mers ne sont pas identiques [l'eau de] celle-ci est potable douce et agréable à boire et celle-là est salée amère Cependant de chacune vous mangez une chair fraîche et vous extrayez un ornement que vous portez Et tu vois le vaisseau fendre l'eau avec bruit pour que vous cherchiez certains [des produits] de Sa grâce Peut-être serez-vous reconnaissants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Nicht gleich sind die beiden Meere dies ist süß erfrischend und angenehm zu trinken; jenes ist salzig und auf der Zunge brennend Und aus allen beiden eßt ihr frisches Fleisch und holt Schmuck heraus den ihr anlegt Und du siehst die Schiffe wie sie es durchpflügen damit ihr nach etwas von Seiner Huld trachtet und auf daß ihr dankbar sein möget
- Spanish - Cortes : No son iguales las dos grandes masas de agua una potable dulce agradable de beber; otra salobre amarga Pero de cada una coméis una carne fresca y obtenéis adornos que os ponéis Y ves que las naves las surcan Para que busquéis Su favor Quizás así seáis agradecidos
- Português - El Hayek : Jamais se equipararão as duas águas uma doce agradável de ser bebida e a outra que é salobra e amarga; porém tantode uma como da outra comeis carne fresca e extraís ornamentos com que vos embelezais e vedes nela os navios sulcandoas ondas à procura da Sua graça para que quiçá Lhe agradeçais
- Россию - Кулиев : Не равны два моря вида воды Это - вкусное пресное приятное для питья а это - соленое горькое Из каждого из них вы едите свежее мясо и добываете украшения которые вы носите Ты видишь как корабли бороздят их чтобы вы могли искать Его милость - быть может вы будете благодарны
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
Не равны два моря (вида воды). Это - вкусное, пресное, приятное для питья, а это - соленое, горькое. Из каждого из них вы едите свежее мясо и добываете украшения, которые вы носите. Ты видишь, как корабли бороздят их, чтобы вы могли искать Его милость, - быть может, вы будете благодарны.Всевышний подчеркнул свое могущество и напомнил людям о совершенстве Своей мудрости и Своего милосердия. Он сотворил воду пресной и соленой, облагодетельствовав тем самым все обитающие на земле творения. Воду рек Аллах сделал вкусной и пресной, пригодной для питья, садоводства и земледелия, а воду морей и океанов - соленой и горькой. Несмотря на многочисленные течения в океане, морская вода менее подвижна, чем речная, и именно повышенная соленость воды не позволяет ей изменять свои качества. Благодаря этому разлагающиеся тела морских животных не отравляют атмосферу и не портят воздух на земле. Кроме того, морская вода делает мясо обитающих в ней рыб и животных более вкусным. Поэтому Господь сказал, что из обеих вод люди добывают свежее мясо и украшения. Свежее мясо - это рыба, которую люди ловят без труда, а украшения - это жемчуг, кораллы и многие другие драгоценности, добываемые из морей. Все это свидетельствует о том, что моря приносят рабам Аллаха огромную пользу, которая отнюдь не ограничивается тем, что мы уже перечислили. Всевышний покорил моря и океаны человеку и научил его плавать по ним. Корабли и пароходы бороздят морские просторы и заплывают в далекие заморские страны. Они перевозят людей и их тяжелые грузы, а купцы и торговцы приобретают благодаря этому большую прибыль и вкушают милость Щедрого Господа.
- Turkish - Diyanet Isleri : İki deniz bir değildir Birinin suyu tatlı ve kolay içimlidir; diğeri tuzlu ve acıdır Her birinden taze balık eti yersiniz; takındığınız süsler çıkarırsınız; Allah'ın lütfuyla rızık aramanız için gemilerin onu yararak gittiğini görürsün Belki artık şükredersiniz
- Italiano - Piccardo : I due mari non sono uguali uno di acqua fresca dolce da bere e l'altro di acqua salata amara eppure da entrambi mangiate una carne freschissima e traete gioielli di cui vi adornate E vedrai le navi solcarli sciabordando affinché possiate procurarvi la grazia di Allah Sarete riconoscenti
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر دوو خۆره دهریا وهکو یهک نین یهکێکیان ئاوی سازگار و خۆش ئهوی تریان سوێر و تاڵ له ههردووکیان گۆشتی ئهڕو تازه دهخۆن جۆرهها شتی گرانبهها وهک گهوههرو مرواری و یاقووت و هتد هردههێنن و لهبهری دهکهن و خۆتانی پێ دهڕازێننهوه ئینجا کهشتییهکان دهبینیت ئاوهکه لهت دهکهن و به ئاسانی پیایدا دهڕۆن تا له بهخششهکانی پهروهردگار بههرهوهر ببن بۆ ئهوهی سوپاسگوزریش بن
- اردو - جالندربرى : اور دونوں دریا مل کر یکساں نہیں ہوجاتے۔ یہ تو میٹھا ہے پیاس بجھانے والا۔ جس کا پانی خوشگوار ہے اور یہ کھاری ہے کڑوا۔ اور سب سے تم تازہ گوشت کھاتے ہو اور زیور نکالتے ہو جسے پہنتے ہو۔ اور تم دریا میں کشتیوں کو دیکھتے ہو کہ پانی کو پھاڑتی چلی اتی ہیں تاکہ تم اس کے فضل سے معاش تلاش کرو اور تاکہ شکر کرو
- Bosanski - Korkut : Ni dva mora nisu jednaka jedno je slatko i prijatno – voda mu se lahko pije a drugo je slano i gorko; vi iz svakog jedete svježe meso i vadite nakit kojim se kitite; ti vidiš lađe kako po njemu sijeku vodu da stječete iz obilja Njegova da biste bili zahvalni
- Swedish - Bernström : De två stora vattenmassorna [på jorden] är inte lika den enas [vatten] är sött det släcker törsten och är angenämt att dricka medan den andras är salt och bittert; men ni kan i båda [fånga fisk] vars färska kött ni äter och ni kan ur båda hämta ting som ni pryder er med Och på båda ser ni skeppen som plöjer vågorna så att ni [med dem] kan söka det som Han i Sin godhet [beviljar er]; kanske tackar ni [Honom]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan tiada sama antara dua laut; yang ini tawar segar sedap diminum dan yang lain asin lagi pahit Dan dari masingmasing laut itu kamu dapat memakan daging yang segar dan kamu dapat mengeluarkan perhiasan yang dapat kamu memakainya dan pada masingmasingnya kamu lihat kapalkapal berlayar membelah laut supaya kamu dapat mencari karuniaNya dan supaya kamu bersyukur
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(Dan tiada sama -antara- dua laut; yang ini tawar, segar) sangat tawar (sedap diminum) sedap rasanya (dan yang lain asin lagi pahit) karena terlalu asin. (Dan dari masing-masing) kedua laut itu (kalian dapat memakan daging yang segar) yaitu ikan (dan kalian dapat mengeluarkan) dari laut yang asin, menurut pendapat yang lain dari laut yang tawar juga (perhiasan yang dapat kalian memakainya) yaitu berupa mutiara dan batu Marjan (dan kamu lihat) kamu dapat menyaksikan (bahtera) perahu (padanya) yakni pada masing-masing dari keduanya (dapat berlayar) dapat membelah airnya karena dapat melaju di atasnya; baik maju atau pun mundur hanya dengan satu arah angin (supaya kalian dapat mencari) berupaya mencari (karunia-Nya) karunia Allah swt. melalui berniaga dengan memakai jalan laut (dan supaya kalian bersyukur) kepada Allah atas hal tersebut.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : দু’টি সমুদ্র সমান হয় নাএকটি মিঠা ও তৃষ্ণানিবারক এবং অপরটি লোনা। ঊভয়টি থেকেই তোমরা তাজা গোশত মৎস আহার কর এবং পরিধানে ব্যবহার্য গয়নাগাটি আহরণ কর। তুমি তাতে তার বুক চিরে জাহাজ চলতে দেখ যাতে তোমরা তার অনুগ্রহ অন্বেষণ কর এবং যাতে তোমরা কৃতজ্ঞতা প্রকাশ কর।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் இரண்டு கடல்கள் சமமாகா ஒன்று மிகவும் இனிமையாக தாகந்தீராக் குடிப்பதற்குச் சுவையாக இருக்கிறது மற்றொன்று உவர்ப்பாக கசப்பாக இருக்கிறது எனினும் இவை ஒவ்வொன்றிலிருந்தும் நீங்கள் சுவையான மீன் மாமிசத்தை உண்ணுகிறீர்கள் இன்னும் முத்து பவளம் போன்ற ஆபரணமாக நீங்கள் அணிவதையும் எடுத்துக் கொள்கிறீர்கள்; மேலும் அல்லாஹ்வின் அருளை நீங்கள் தேடிக்கொள்வதற்காக நீங்கள் பிரயாணம் செய்யும் போது கப்பல்கள் நீரைப்பிளந்து செல்வதையும் நீங்கள் காண்கிறீர்கள் இதற்கு நீங்கள் நன்றி செலுத்துவீர்களாக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และทะเลทั้งสองนั้นไม่เหมือนกัน อันนี้จืดสนิทอร่อยน่าดื่ม พอใจในเครื่องดื่มของมัน และอันนี้เค็มจัด และจากแต่ละทุกแห่งนั้น พวกเจ้าจะได้กินเนื้ออันอ่อนนุ่ม และพวกเจ้า เอาออกมาจาก ทะเลทั้งสอง เครื่องประดับ เพื่อใช้มันเป็นอาภรณ์ และเจ้าเห็นเรือแล่น ฝ่าผิวน้ำไป เพื่อพวกเจ้าจะได้แสวงหาความโปรดปรานของพระองค์ และเพื่อพวกเจ้าจะได้ขอบคุณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Дарёденгиз иккиси тенг бўла олмас Буниси тотли чанқоқ босар ичиш осондир Буниси эса шўр тахирдир Сиз ҳар биридан тоза гўшт ейсиз ва тақинчоқ чиқариб тақурсиз Ва Унинг фазлидан талаб қилишингиз учун усувни ёриб кетаётган кемаларни кўрурсиз Шоядки шукр қилсангиз Аллоҳнинг қудратини сув оламида ҳам яққол кўрса бўлади Дарёденгизларда Аллоҳнинг қудратига далолат қилувчи кўплаб оятбелгилар бўлиши турган гап Албатта денгиз ва дарёлар улардаги тоза гўшт тақинчоқ ва бошқа неъматлар улар узра кема билан сузиб тижорат ва бошқа мақсадлар йўлида фойдаланиш инсон учун Аллоҳнинг улуғ неъмати бўлиб уларга шукр қилиш лозим Иймонсиз эса ношукр бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 两海不一样,这海是很甜的、可口的淡水,那海是很苦的咸水。你们可吃每一海中所产的新鲜的肉,又可采你们所戴的首饰。你看船舶在海上破浪而行,以便你们寻求他的恩惠,以便你们感谢他。
- Melayu - Basmeih : Dan tidaklah sama keadaan dua laut sekalipun satu jenisnya yang satu tawar lagi memuaskan dahaga serta sesuai diminum sementara yang satu lagi masin lagi pahit Dan keduaduanya itu berfaedah kepada kamu dari tiaptiap satunya kamu dapat makan daging yang lembut hiduphidup dan dapat pula kamu mengeluarkan bendabenda perhiasan untuk kamu memakainya; selain itu engkau melihat pula kapalkapal membelah air belayar padanya; diadakan semuanya itu supaya kamu dapat mencari rezeki dari limpah kurnia Allah dan supaya kamu bersyukur
- Somali - Abduh : Ma eke labada badood taasi waa macaantahay si daran taasina waa dhanaan daran mid kastana waxaad ka cunaysaan hilib cusub waxaadna kala baxdaan Macdan aad xidhataan waxaadna arkaysaan doonta oo jiidhi si aad u dalabtaan fadliga Eebe iyo inaad ku mahadisaan
- Hausa - Gumi : Kuma kõguna biyu ba su daidaita Wannan mai ruwan dãɗi mai zãƙi mai sauƙin haɗiya kuma wannan mai ruwan gishiri mai zartsi kuma daga kõwane kunã cin wani nama sãbo kuma kunã fitar da kawa wadda kuke tufantarta kuma kanã ganin jirãge a cikinsa sunã mãsu gudãna dõmin ku nẽmo daga falalarSa kuma ɗammãninku zã ku dinga gõdẽwa
- Swahili - Al-Barwani : Na bahari mbili haziwi sawa; haya ni matamu yenye ladha mazuri kunywa Na haya ni ya chumvi machungu Na kutokana na bahari zote mnakula nyama mpya isiyo chacha Na mnatoa mapambo mnayo yavaa Na unaona ndani yake marikebu zinakata maji ili mtafute fadhila zake na ili mpate kushukuru
- Shqiptar - Efendi Nahi : As dy detet nuk janë të njëjta njëri është i ëmbël dhe i këndshëm e që uji i pihet lehtë e tjetri është i njelmët dhe i idhët Ju ushqeheni me mish të njomë prej njërit dhe tjetrit dhe prej tyre nxirrni stoli që i mbani; dhe ti i sheh anijet se nëpër të çajnë ujin për të kërkur nga dhuntitë e Tij e që të bëheni falenderues
- فارسى - آیتی : اين دو دريا يكسان نيستند: يكى آبش شيرين و گواراست و يكى شور و تلخ. از هر دو گوشت تازه مىخوريد، و از آنها چيزهايى براى آرايش تن خويش بيرون مىكشيد. و مىبينى كشتيها را كه آب را مىشكافند تا شما از فضل خدا روزى طلبيد و باشد كه سپاسگزار باشيد.
- tajeki - Оятӣ : Ин ду дарё яксон нестанд: яке обаш ширину гуворост ва яке шӯру талх. Аз ҳар ду гушти тоза мехӯред ва аз онҳо чизҳое барои ороиши тани худ берун мекашед. Ва мебинӣ киштиҳоро, ки обро мешикофанд, то шумо аз фазли Худо рӯзӣ талабед ва шояд, ки шукргузор бошед!
- Uyghur - محمد صالح : ئىككى دېڭىز (يەنى دېڭىز بىلەن دەريا) ئوخشاش ئەمەس. بۇنىڭ (يەنى دەريانىڭ) سۈيى تاتلىق، تەملىك بولۇپ (گالدىن) سىلىق ئۆتىدۇ، بۇ (يەنى دېڭىز) ناھايىتى ئاچچىق، تۇزلۇق، ئۇلارنىڭ ھەر ئىككىسىدىن يېڭى گۆشلەرنى (يەنى بېلىقلارنى) يەيسىلەر، (دېڭىزدىن) سىلەر تاقايدىغان زىننەت بۇيۇملىرى (يەنى ئۈنچە - مارجانلار) نى چىقىرىسىلەر، اﷲ نىڭ نېمىتىنى تەلەپ قىلىشڭلار ئۈچۈن، شۈكۈر قىلىشىڭلار ئۈچۈن (اﷲ نىڭ ئەمرى بىلەن يۈك - تاق، يېمەك - ئىچمەكلەر قاچىلانغان) كېمىلەرنىڭ دېڭىزدا دولقۇن يېرىپ كېتىۋاتقانلىقىنى كۆرىسەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : രണ്ടു ജലാശയങ്ങള്; അവയൊരിക്കലും ഒരേപോലെയല്ല. ഒന്ന് ശുദ്ധവും ദാഹമകറ്റുന്നതും കുടിക്കാന് രുചികരവുമാണ്. മറ്റൊന്ന് ചവര്പ്പുള്ള ഉപ്പുവെള്ളവും. എന്നാല് രണ്ടില് നിന്നും നിങ്ങള്ക്കു തിന്നാന് പുതുമാംസം ലഭിക്കുന്നു. നിങ്ങള്ക്ക് അണിയാനുള്ള ആഭരണങ്ങളും നിങ്ങളവയില്നിന്ന് പുറത്തെടുക്കുന്നു. അവ പിളര്ന്ന് കപ്പലുകള് സഞ്ചരിക്കുന്നത് നിങ്ങള്ക്കു കാണാം. അതിലൂടെ നിങ്ങള് അല്ലാഹുവിന്റെ അനുഗ്രഹം തേടാനാണത്. നിങ്ങള് നന്ദിയുള്ളവരാകാനും.
- عربى - التفسير الميسر : وما يستوي البحران هذا عذب شديد العذوبه سهل مروره في الحلق يزيل العطش وهذا ملح شديد الملوحه ومن كل من البحرين تاكلون سمكا طريا شهي الطعم وتستخرجون زينه هي اللولو والمرجان تلبسونها وترى السفن فيه شاقات المياه لتبتغوا من فضله من التجاره وغيرها وفي هذا دلاله على قدره الله ووحدانيته ولعلكم تشكرون لله على هذه النعم التي انعم بها عليكم
*27) That is, the body of water in the oceans, and the body of water in the rivers and springs and lakes.
*28) "Fresh flesh": Flesh of water animals.
*29) That is pearls and corals and, in some rivers, diamonds and gold.