- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰٓ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِۦ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ
- عربى - نصوص الآيات : ولا تزر وازرة وزر أخرى ۚ وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ۗ إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ۚ ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ۚ وإلى الله المصير
- عربى - التفسير الميسر : ولا تحمل نفس مذنبة ذنب نفس أخرى، وإن تَسْأل نفسٌ مثقَلَة بالخطايا مَن يحمل عنها من ذنوبها لم تجد من يَحمل عنها شيئًا، ولو كان الذي سألتْه ذا قرابة منها من أب أو أخ ونحوهما. إنما تحذِّر -أيها الرسول- الذين يخافون عذاب ربهم بالغيب، وأدَّوا الصلاة حق أدائها. ومن تطهر من الشرك وغيره من المعاصي فإنما يتطهر لنفسه. وإلى الله سبحانه مآل الخلائق ومصيرهم، فيجازي كلا بما يستحق.
- السعدى : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
ويدل على المعنى الأخير، ما ذكره بعده في قوله: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } أي: في يوم القيامة كل أحد يجازى بعمله، ولا يحمل أحد ذنب أحد. { وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ } أي: نفس مثقلة بالخطايا والذنوب، تستغيث بمن يحمل عنها بعض أوزارها { لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } فإنه لا يحمل عن قريب، فليست حال الآخرة بمنزلة حال الدنيا، يساعد الحميم حميمه، والصديق صديقه، بل يوم القيامة، يتمنى العبد أن يكون له حق على أحد، ولو على والديه وأقاربه.
{ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ } أي: هؤلاء الذين يقبلون النذارة وينتفعون بها، أهل الخشية للّه بالغيب، أي: الذين يخشونه في حال السر والعلانية، والمشهد والمغيب، وأهل إقامة الصلاة، بحدودها وشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها، لأن الخشية للّه تستدعي من العبد العمل بما يخشى من تضييعه العقاب، والهرب مما يخشى من ارتكابه العذاب، والصلاة تدعو إلى الخير، وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
{ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ } أي: ومن زكى نفسه بالتنقِّي من العيوب، كالرياء والكبر، والكذب والغش، والمكر والخداع والنفاق، ونحو ذلك من الأخلاق الرذيلة، وتحلَّى بالأخلاق الجميلة، من الصدق، والإخلاص، والتواضع، ولين الجانب، والنصح للعباد، وسلامة الصدر من الحقد والحسد وغيرهما من مساوئ الأخلاق، فإن تزكيته يعود نفعها إليه، ويصل مقصودها إليه، ليس يضيع من عمله شيء.
{ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } فيجازي الخلائق على ما أسلفوه، ويحاسبهم على ما قدموه وعملوه، ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
ثم بين - سبحانه - أن كل نفس تتحمل نتائج أعمالها وحدها فقال : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ) .
وقوله : ( تَزِرُ ) من الوزر بمعنى الحمل . يقال : فلان وزر هذا الشئ إذا حمله . وفعله من باب " وعد " ، وأكثر ما يكون استعمالاً فى حمل الآثم .
وقوله ( وَازِرَةٌ ) : صفة لموصوف محذوف . أى : ولا تحمل نفس آثمة ، إثم نفس أخرى ، وإنما كل نفس مسئولة وحدها عن أفعالها وأقوالها التى باشرتها ، أو تسببت فيها .
وقوله : ( وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إلى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قربى ) مؤكد لضممون ما قبله ، من مسئولية كل نفس عن أفعالها .
وقوله : ( مُثْقَلَةٌ ) صفة لموصوف محذوف ، والمفعول محذوف - أيضاً - للعلم به .
وقوله ( حِمْلِهَا ) أى : ما تحمله من الذنوب والآثام ، إذ الحمل - بكسر الحاء - ما يحمله الإِنسان من أمتعة على ظهره أو رأسه أو كتفه .
والمعنى : لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى ، وإن تنطلب نفس مثقلة بالذنوب من نفس أخرى ، أن تحمل عنها شيئاً من ذنوبها التى أثقلتها ، لا تجد استجابة منها ، ولو كانت تلك النفس الأخرى من أقربائها وذوى رحمها .
قال - تعالى - : ( ياأيها الناس اتقوا رَبَّكُمْ واخشوا يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً . . . ) .
وقال - سبحانه - : ( يَوْمَ يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وصاحبته وَبَنِيهِ لِكُلِّ امرىء مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) قال صاحب الكشاف : فإن قلت : هلا قيل : ولا تزر نفس وزر أخرى؟ قلت : لأن المعنى أن النفوس الوازرات لا ترى واحدة منهن إلا حاملة وزرها ، ولا وزر غيرها .
فإن قلت : كيف توفق بين هذا ، وبين قوله : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ) قلت : تلك الآية فى الضالين المضلين ، وأنهم يحملون أثقال إضلالهم لغيرهم ، مع أثقالهم ، وذلك كله أوزارهم ، ما فيها شئ من وزر غيرهم .
فإن قلت : فما الفرق بين معنى ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ) وبين معنى : ( وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إلى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ . . ) ؟
قلت : الأول فى الدلالة على عدل الله - تعالى - فى حكمه ، وأنه - تعالى - لا يؤاخذ نفساً بغير ذنبها .
والثانى : فى أنه لا غياث يومئذ لمن استغاث . . وإن كان المستغاث به بعض قرابتها من أب أو ولد أو أخ . . فإن قلت : إلام أسند كان فى قوله ( وَلَوْ كَانَ ذَا قربى ) ؟ قلت : إلى المدعو المفهوم من قوله : ( وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ ) .
فإن قلت : فلم ترك ذكر المدعو؟ قلت : " ليعم ويشمل كل مدعو " .
وقوله - تعالى - : ( إِنَّمَا تُنذِرُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بالغيب وَأَقَامُواْ الصلاة ) .
كلام مستأنف مسوق لبيان من هم أهل للاتعاظ والاستجابة للحق .
أى : أنت - أيها الرسول الكريم - إنما ينفع وعظك وإنذارك . أولئك العقلاء الذين يخشون ربهم - عز وجل - دون أن يروه ، أو يروا عذابه ، والذين يؤدون الصلاة فى مواقيتها بإخلاص وخشوع واطمئنان .
ثم حض - سبحانه - على تزكية النفوس وتطهيرها فقال : ( وَمَن تزكى فَإِنَّمَا يتزكى لِنَفْسِهِ وَإِلَى الله المصير ) أى : ومن تظهر من دنس الكفر والفسوق والعصيان . وحض نفسه بالإِيمان ، والعمل الصالح ، والتوبة النصوح ، فإن ثمرة تطهره إنما تعود إلى نفسه وحدها ، وإليها يرجع الأجر والثواب ، والله - تعالى - إليه وحده مصير العباد لا إلى غيره .
فالجملة الكريمة دعوة من الله - تعالى - للناس ، إلى تزيكة النفوس وتطهيرها من كل سوء ، بعد بيان أن كل نفس مسئولية وحدها عن نتائج أفعالها ، وأن أحداً لن يبلى طلب غيره فى أن يحمل شيئاً عنه من أوزاره .
- البغوى : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
( ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة ) أي : نفس مثقلة بذنوبها غيرها ( إلى حملها ) أي : إلى حمل ما عليه من الذنوب ( لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) أي : ولو كان المدعو ذا قرابة له؛ ابنه أو أباه أو أمه أو أخاه . قال ابن عباس : يلقى الأب والأم ابنه فيقول : يا بني احمل عني بعض ذنوبي . فيقول : لا أستطيع حسبي ما علي .
( إنما تنذر الذين يخشون ) يخافون ( ربهم بالغيب ) ولم يروه . وقال الأخفش : تأويله أي : إنذارك إنما ينفع الذين يخشون ربهم بالغيب ( وأقاموا الصلاة ومن تزكى ) صلح وعمل خيرا ( فإنما يتزكى لنفسه ) لها ثوابه ( وإلى الله المصير )
- ابن كثير : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
وقوله : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) أي : يوم القيامة ، ( وإن تدع مثقلة إلى حملها ) أي : وإن تدع نفس مثقلة بأوزارها إلى أن تساعد على حمل ما عليها من الأوزار أو بعضه ، ( لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) ، أي : ولو كان قريبا إليها ، حتى ولو كان أباها أو ابنها ، كل مشغول بنفسه وحاله ، [ كما قال تعالى : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) ] [ عبس : 34 - 37 ] .
قال عكرمة في قوله : ( وإن تدع مثقلة إلى حملها ) الآية ، قال : هو الجار يتعلق بجاره يوم القيامة ، فيقول : يا رب ، سل هذا : لم كان يغلق بابه دوني . وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة ، فيقول له : يا مؤمن ، إن لي عندك يدا ، قد عرفت كيف كنت لك في الدنيا ؟ وقد احتجت إليك اليوم ، فلا يزال المؤمن يشفع له عند ربه حتى يرده إلى [ منزل دون ] منزله ، وهو في النار . وإن الوالد ليتعلق بولده يوم القيامة ، فيقول : يا بني ، أي والد كنت لك ؟ فيثني خيرا ، فيقول له : يا بني إني قد احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى . فيقول له ولده : يا أبت ، ما أيسر ما طلبت ، ولكني أتخوف مثل ما تتخوف ، فلا أستطيع أن أعطيك شيئا ، ثم يتعلق بزوجته فيقول : يا فلانة - أو : يا هذه - أي زوج كنت لك ؟ فتثني خيرا ، فيقول لها : إني أطلب إليك حسنة واحدة تهبينها لي ، لعلي أنجو بها مما ترين . قال : فتقول : ما أيسر ما طلبت . ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا ، إني أتخوف مثل الذي تتخوف ، يقول الله : ( وإن تدع مثقلة إلى حملها ) الآية ، ويقول الله : ( لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) [ لقمان : 33 ] ، ويقول تعالى : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) رواه ابن أبي حاتم رحمه الله ، عن أبي عبد الله الطهراني ، عن حفص بن عمر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، به .
ثم قال : ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ) أي : إنما يتعظ بما جئت به أولو البصائر والنهى ، الخائفون من ربهم ، الفاعلون ما أمرهم به ، ( ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه ) أي : ومن عمل صالحا فإنما يعود نفعه على نفسه ، ( وإلى الله المصير ) أي : وإليه المرجع والمآب ، وهو سريع الحساب ، وسيجزي كل عامل بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
- القرطبى : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
تقدم الكلام فيه ، وهو مقطوع مما قبله . والأصل ( توزر ) حذفت الواو اتباعا ليزر . ( وازرة ) نعت لمحذوف ، أي نفس وازرة . وكذا وإن تدع مثقلة إلى حملها قال الفراء : أي نفس مثقلة أو دابة . قال : وهذا يقع للمذكر والمؤنث . قال الأخفش : أي وإن تدع مثقلة إنسانا إلى حملها وهو ذنوبها . والحمل ما كان على الظهر ، والحمل حمل المرأة وحمل النخلة ; حكاهما الكسائي بالفتح لا غير . وحكى ابن السكيت أن حمل النخلة يفتح ويكسر . لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى التقدير على قول الأخفش : ولو كان الإنسان المدعو ذا قربى . وأجاز الفراء ولو كان ذو قربى . وهذا جائز عند سيبويه ، ومثله وإن كان ذو عسرة فتكون كان بمعنى وقع ، أو يكون الخبر محذوفا ; أي وإن كان فيمن تطالبون ذو عسرة . وحكى سيبويه : الناس مجزيون بأعمالهم إن خير فخير ; على هذا . وخيرا فخير ; على الأول .
وروي عن عكرمة أنه قال : بلغني أن اليهودي والنصراني يرى الرجل المسلم يوم القيامة فيقول له : ألم أكن قد أسديت إليك يدا ، ألم أكن قد أحسنت إليك ؟ فيقول بلى . فيقول : انفعني ; فلا يزال المسلم يسأل الله تعالى حتى ينقص من عذابه . وأن الرجل ليأتي إلى أبيه يوم القيامة فيقول : ألم أكن بك بارا ، وعليك مشفقا ، وإليك محسنا ، وأنت ترى ما أنا فيه ، فهب لي حسنة من حسناتك ، أو احمل عني سيئة ; فيقول : إن الذي سألتني يسير ; ولكني أخاف مثل ما تخاف . وأن الأب ليقول لابنه مثل ذلك فيرد عليه نحوا من هذا . وأن الرجل ليقول لزوجته : ألم أكن أحسن العشرة لك ، فاحملي عني خطيئة لعلي أنجو ; فتقول : إن ذلك ليسير ولكني أخاف مما تخاف منه . ثم تلا عكرمة : وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى . وقال الفضيل بن عياض : هي المرأة تلقى ولدها فتقول : يا ولدي ، ألم يكن بطني لك وعاء ، ألم يكن ثديي لك سقاء ، ألم يكن حجري لك وطاء ; يقول : بلى يا أماه ; فتقول : يا بني ، قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني منها ذنبا واحدا ; فيقول : إليك عني يا أماه ، فإني بذنبي عنك مشغول .
قوله تعالى : إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب أي إنما يقبل إنذارك من يخشى عقاب الله تعالى ، وهو كقوله تعالى : إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب .
قوله تعالى : ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه أي من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه . وقرئ : ( ومن ازكى فإنما يزكى لنفسه ) . وإلى الله المصير أي إليه مرجع جميع الخلق .
- الطبرى : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
وقوله ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) يقول تعالى ذكره: ولا تحمل آثمة إثم أخرى غيرها(وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) يقول تعالى: وإن تسأل ذاتُ ثِقَل من الذنوب من يحمل عنها ذنوبها وتطلب ذلك لم تجد من يحمل عنها شيئًا منها ولو كان الذي سألته ذا قرابة من أب أو أخ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) يقول: يكون عليه وزر لا يجد أحدًا يحمل عنه من وزره شيئًا.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد ( وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ ) كنحو (لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا) إلى ذنوبها(لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) أي: قريب القرابة منها، لايحمل من ذنوبها شيئًا، ولا تحمل على غيرها من ذنوبها شيئا(وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ، ونصب " ذَا قُرْبَى " على تمام " كان " لأن معنى الكلام: ولو كان الذي تسأله أن يحمل عنها ذنوبها ذا قربى لها. وأنثت " مثقلة " لأنه ذهب بالكلام إلى النفس، كأنه قيل: وإن تدع نفس مثقلة من الذنوب إلى حمل ذنوبها، وإنما قيل كذلك لأن النفس تؤدي عن الذكر والأنثى كما قيل: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ يعني بذلك: كل ذكر وأنثى.
وقوله ( إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: إنما تنذر يا محمد الذين يخافون عقاب الله يوم القيامة من غير معاينة منهم لذلك، ولكن لإيمانهم بما أتيتهم به، وتصديقهم لك فيما أنبأتهم عن الله، فهؤلاء الذين ينفعهم إنذارك ويتعظون بمواعظك، لا الذين طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قول: ( إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ ) أي: يخشون النار.
وقوله (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) يقول: وأدوا الصلاة المفروضة بحدودها على ما فرضها الله عليهم.
وقوله (وَمَنْ تَزَكَّى فإِنَّمَا يَتَزكَّى لِنَفْسِهِ) يقول تعالى ذكره: ومن يتطهر من دنس الكفر والذنوب بالتوبة إلى الله، والإيمان به، والعمل بطاعته. فإنما يتطهر لنفسه، وذلك أنه يثيبها به رضا الله، والفوز بجنانه، والنجاة من عقابه الذي أعده لأهل الكفر به.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ ) أي: من يعمل صالحًا فإنما يعمله لنفسه.
وقوله (وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) يقول: وإلى الله مصير كل عامل منكم أيها الناس، مؤمنكم وكافركم، وبركم وفاجركم، وهو مجازٍ جميعكم بما قدم من خير وشر على ما أهل منه.
- ابن عاشور : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)
{ الله بِعَزِيزٍ * وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ } .
لما كان ما قبل هذه الآية مسوقاً في غرض التهديد وكان الخطاب للناس أريدت طمْأنة المسلمين من عواقب التهديد ، فعقب بأن من لم يأت وزراً لا يناله جزاء الوَازر في الآخرة قال تعالى : { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً } [ مريم : 72 ] . وقد يكون وعداً بالإِنجاء من عذاب الدنيا إذا نزل بالمهدَّدين الإِذهابُ والإِهلاكُ مثلما أهلك فريقَ الكفار يوم بدر وأنجى فريق المؤمنين ، فيكون هذا وعداً خاصاً لا يعارضه قوله تعالى : { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } [ الأنفال : 25 ] وما ورد في حديث أمّ سلمة قالت : « يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم إذا كثر الخُبْث » .
فموقع قوله : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } كموقع قوله تعالى : { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين } [ يوسف : 110 ] . ولهذا فالظاهر أن هذا تأمين للمسلمين من الاستئصال كقوله تعالى : { وما كان اللَّه معذبهم وهم يستغفرون } [ الأنفال : 33 ] بقرينة قوله عقبه { إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب } وهو تأمين من تعميم العقاب في الآخرة بطريق الأوْلى ويجوز أن يكون المراد : ولا تزر وازرة وزر أخرى يوم القيامة ، أي إن يشأ يذهبكم جميعاً ولا يعذب المؤمنين في الآخرة ، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم « ثم يحشرون على نياتهم » .
والوجه الأول أعم وأحسن . وأيَّامًّا كان فإن قضية { ولا تزر وازرة وزر أخرى } كلية عامة فكيف وقد قال الله تعالى : { وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم } في سورة العنكبوت ( 13 ) ، فالجمع بين الآيتين أن هذه الآية نفَت أن يحمل أحد وزر آخر لا مشاركةَ له للحامل على اقتراف الوزر ، وأما آية سورة العنكبوت فموردها في زعماء المشركين الذين موّهوا الضلالة وثبتوا عليها ، فإن أول تلك الآية { وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتَّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم } [ العنكبوت : 12 ] ، وكانوا يقولون ذلك لكل من يستروحون منه الإِقبال على الإِيمان بالأحرى .
وأصل الوِزر بكسر الواو : هو الوِقْر بوزنه ومعناه . وهو الحِمل بكسر الحاء ، أي ما يحمل ، ويقال : وَزَر إذا حمل . فالمعنى : ولا تحمل حاملة حِمل أخرى ، أي لا يحمل الله نفساً حملاً جعله لنفس أخرى عدلاً منه تعالى لأن الله يحب العدل وقد نفى عن شأنه الظلم وإن كان تصرفه إنما هو في مخلوقاته .
وجرى وصف الوازرة على التأنيث لأنه أريد به النفس .
ووجه اختيار الإِسناد إلى المؤنث بتأويل النفس دون أن يجري الإِضمار على التذكير بتأويل الشخص ، لأن معنى النفس هو المتبادر للأذهان عند ذكر الاكتساب كما في قوله تعالى : { ولا تكسب كل نفس إلا عليها }
في سورة الأنعام ( 164 ) ، وقوله : { كل نفس بما كسبت رهينة } في سورة المدثر ( 38 ) ، وغير ذلك من الآيات .
ثم نبّه على أن هذا الحكم العادل مطرد مستمر حتى لو استغاثت نفس مثقلة بالأوزار مَن ينتدب لحمل أوزارها أو بعضها لم تجد من يحمل عنها شيئاً ، لئلا يقيس الناس الذين في الدنيا أحوال الآخرة على ما تعارفوه ، فإن العرب تعارفوا النجدة إذا استنجدوا ولو كان لأمر يُضر بالمنجد . ومن أمثالهم لو دُعي الكريم إلى حتفه لأجاب ، وقال ودّاك بن ثُمَيْل المازني
: ... إذا استُنْجدوا لم يَسألوا من دَعاهُم
لأَيَّة حرب أم بأي مكان ... ولذلك سمي طلب الحمل هنا دعاء لأن في الدعاء معنى الاستغاثة .
وحذف مفعول تدع } لقصْد العموم . والتقدير : وإن تدع مثقلة أيَّ مدعوّ .
وقوله : { إلى حملها } متعلق ب { تدع } ، وجعل الدعاء إلى الحمل لأن الحمل سبب الدعاء وعلته . فالتقدير : وإن تدع مثقلة أحداً إليها لأجل أن يَحمل عنها حملها ، فحذف أحدُ متعلقي الفعل المجرور باللام لدلالة الفعل ومتعلقه المذكور على المحذوف .
وهذا إشارة إلى ما سيكون في الآخرة ، أي لو استصرخت نفس مَن يحمل عنها شيئاً من أوزارها ، كما كانوا يزعمون أن أصنامهم تشفع لهم أو غيرهم ، لا تجد من يجيبها لذلك .
وقوله : { ولو كان ذا قربى } في موضع الحال من { مثقلة } . و { لو } وصلية كالتي في قوله تعالى : { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به } في سورة آل عمران ( 91 ) .
والضمير المستتر في كان } عائد إلى مفعول { تدع } المحذوف ، إذ تقديره : وإن تدع مثقلة أحداً إلى حِملها كما ذكرنا . فيصير التقدير : ولو كان المدعوّ ذَا قربى ، فإن العموم الشمولي الذي اقتضته النكرة في سياق الشرط يصير في سياق الإِثبات عموماً بَدَليًّا .
ووجه ما اقتضته المبالغة من { لو } الوصلية أن ذا القربى أرق وَأشفق على قريبه ، فقد يُظن أنه يغني عنه في الآخرة بأن يقاسمه الثقل الذي يؤدي به إلى العذاب فيخف عنه العذاب بالاقتسام .
والإِطلاق في القربى يشمل قريب القرابة كالأبوين والزوجين كما قال تعالى : { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه } [ عبس : 34 ، 35 ] .
وهذا إبطال لاعتقاد الغَناء الذاتي بالتضامن والتحامل فقد كان المشركون يقيسون أمور الآخرة على أمور الدنيا فيعلّلون أنفسهم إذا هُدّدوا بالبعث بأنه إن صح فإن لهم يومئذٍ شفعاء وأنصاراً ، فهذا سياق توجيه هذا إلى المشركين ثم هو بعمومه ينسحب حكمهُ على جميع أهل المحشر ، فلا يحمل أحد عن أحد إثمه . وهذا لا ينافي الشفاعة الواردة في الحديث ، كما تقدم في سورة سبأ ، فإنها إنما تكون بإذن الله تعالى إظهاراً لكرامة نبيئه محمد صلى الله عليه وسلم ولا ينافي ما جعله الله للمؤمنين من مكفّرات للذنوب كما ورد أن أفراط المؤمنين يشفعون لأمهاتهم ، فتلك شفاعة جعلية جعلها الله كرامة للأمهات المصابة من المؤمنات .
{ ذَا قربى إِنَّمَا تُنذِرُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بالغيب وَأَقَامُواْ الصلاة وَمَن تزكى فَإِنَّمَا يتزكى لِنَفْسِهِ وَإِلَى } .
استئناف بياني لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطر في نفسه التعجب من عدم تأثر أكثر المشركين بإنذاره فأجيب بإن إنذاره ينتفع به المؤمنون ومن تهيّأوا للإِيمان .
وإيراد هذه الآية عقب التي قبلها يؤكد أن المقصد الأول من التي قبلها موعظة المشركين وتخويفهم ، وإبلاغ الحقيقة إليهم لاقتلاع مزاعمهم وأوهامهم في أمر البعث والحساب والجزاء . فأقبل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بالخطاب ليشعر بأن تلك المواعظ لم تُجْدِ فيهم وأنها إنما ينتفع بها المسلمون ، وهو أيضاً يؤكد ما في الآية الأولى من التعريض بتأمين المسلمين بما اقتضاه عموم الإِنذار والوعيد .
وأطلق الإِنذار هنا على حصول أثره ، وهو الانكفاف أو التصديق به ، وليس المراد حقيقة الإِنذار ، وهو الإِخبار عن توقع مكروه لأن القرينة صادقة عن المعنى الحقيقي وهي قرينةُ تكرر الإِنذار للمشركين الفيْنَة بعد الفيْنة وما هو ببعيد عن هذه الآية ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أنذر المشركين طول مدة دعوته ، فتعين أن تعلق الفعل المقصور عليه ب { الذين يخشون ربهم بالغيب } تعلّقٌ على معنى حصول أثر الفعل .
فالمقصود من القصر أنه قصر قلب لأن المقصود التنبيه على أن لا يظُنّ النبي صلى الله عليه وسلم انتفاع الذين لا يؤمنون بنذارته ، وإن كانت صيغة القصر صالحة لِمعنى القصر الحقيقي لكن اعتبار المقام يعين اعتبار القصر الإِضافي . ونظير هذه الآية قوله في سورة يس ( 11 ) { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب } وقوله : { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } في سورة ق ( 45 ) ، مع أن التذكير بالقرآن يعم الناس كلهم .
والغيب : ما غاب عنك ، أي الذين يخشون ربهم في خلواتهم وعند غيبتهم عن العيان ، أي الذين آمنوا حقاً غير مرائين أحداً .
وأقاموا الصلاة } أي لم يفرطوا في صلاة كما يؤذن به فعل الإِقامة كما تقدم في أول سورة البقرة .
ولما كانت هاتان الصفتان من خصائص المسلمين صار المعنى : إنما تنذر المؤمنين ، فعُدل عن استحضارهم بأشهر ألقابهم مع ما فيه من الإِيجاز إلى استحضارهم بصلتين مع ما فيهما من الإِطناب ، تذرعاً بذكر هاتين الصّلتين إلى الثناء عليهم بإخلاص الإِيمان في الاعتقاد والعمل .
وجملة { ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه } تذييل جار مجرى المثل . وذكر التذييل عقب المذيل يؤذن بأن ما تضمنه المذيَّل داخل في التذييل بادىء ذي بدء مثل دخول سبب العام في عمومه من أول وهلة دون أن يُخص العام به ، فالمعنى : أن الذين خَشُوا ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة هم ممّن تزكى فانتفعوا بتزكيتهم ، فالمعنى : إنما ينتفع بالنذارة الذين يخشون ربهم بالغيب فأولئك تزكوا بها ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه .
والمقصود من القصر في قوله : { فإنما يتزكى لنفسه } أن قبولهم النذارة كان لفائدة أنفسهم ، ففيه تعريض بأن الذين لم يعبأوا بنذارته تركوا تزكية أنفسهم بها فكان تركهم ضراً على أنفسهم .
وجملة { وإلى الله المصير } تكميل للتذييل ، والتعريف في { المصير } للجنس ، أي المصير كله إلى الله سواء فيه مصير المتزكّي ومصير غير المتزكي ، أي وكل يُجازَى بما يناسبه .
وتقديم المجرور في قوله : { وإلى الله المصير } للاهتمام للتنبيه على أنه مصير إلى من اقتضى اسمه الجليل الصفات المناسبة لإِقامة العدل وإفاضة الفضل مع الرعاية على الفاصلة .
- إعراب القرآن : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
«وَلا» الواو عاطفة ولا نافية «تَزِرُ» مضارع مرفوع «وازِرَةٌ» فاعل مرفوع «وِزْرَ» مفعول به «أُخْرى » مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر والجملة معطوفة والمعنى لا تحمل نفس مذنبة ذنب نفس أخرى «وَإِنْ» الواو عاطفة وإن شرطية جازمة «تَدْعُ مُثْقَلَةٌ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة ومثقلة فاعله والمثقلة أي ذات الذنوب «إِلى حِمْلِها» متعلقان بتدع «لا» نافية «يُحْمَلْ» مضارع مبني للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم يقترن بالفاء ولا إذا الفجائية «مِنْهُ» متعلقان بمحذوف حال «شَيْ ءٌ» نائب فاعل «وَلَوْ» الواو واو الحال ولو حرف شرط غير جازم «كانَ ذا» كان ، وخبرها واسمها محذوف «قُرْبى » مضاف إليه مجرور بالكسرة نيابة عن الفتحة للتعذر والجملة حالية «إِنَّما» كافة مكفوفة «تُنْذِرُ الَّذِينَ» مضارع واسم الموصول مفعوله وفاعله مستتر والجملة مستأنفة «يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ» مضارع والواو فاعله وربهم مفعوله والهاء مضاف إليه والجملة صلة لا محل لها «بِالْغَيْبِ» متعلقان بمحذوف حال «وَأَقامُوا الصَّلاةَ» الواو عاطفة وماض وفاعله ومفعوله «وَمَنْ» من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ والجملة اعتراضية «تَزَكَّى» ماض فاعله مستتر والجملة فعل الشرط «فَإِنَّما» الفاء رابطة للجواب وإنما كافة مكفوفة «يَتَزَكَّى» مضارع فاعله هو ، جواب الشرط والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط لم يقترن بالفاء «لِنَفْسِهِ» متعلقان بالفعل قبلهما «وَإِلَى اللَّهِ» لفظ الجلالة في محل جر بإلى ومتعلقان بمحذوف خبر مقدم «الْمَصِيرُ» مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة.
- English - Sahih International : And no bearer of burdens will bear the burden of another And if a heavily laden soul calls [another] to [carry some of] its load nothing of it will be carried even if he should be a close relative You can only warn those who fear their Lord unseen and have established prayer And whoever purifies himself only purifies himself for [the benefit of] his soul And to Allah is the [final] destination
- English - Tafheem -Maududi : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(35:18) No one can bear another's burden. *39 If a heavily laden one should call another to carry his load, none of it shall be carried by the other, even though he be a near of kin. *40 (O Prophet), you can warn only those who fear their Lord without seeing Him and establish Prayer. *41 Whoever purifies himself does so to his own good. To Allah is the final return.
- Français - Hamidullah : Or personne ne portera le fardeau d'autrui Et si une âme surchargée [de péchés] appelle à l'aide rien de sa charge ne sera supporté par une autre même si c'est un proche parent Tu n'avertis en fait que ceux qui craignent leur Seigneur malgré qu'ils ne Le voient pas et qui accomplissent la Salât Et quiconque se purifie ne se purifie que pour lui-même et vers Allah est la destination
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Keine lasttragende Seele nimmt die Last einer anderen auf sich Und wenn eine Schwerbeladene zum Mittragen ihrer Last aufruft wird nichts davon für sie getragen und handelte es sich dabei um einen Verwandten Du kannst nur diejenigen warnen die ihren Herrn im Verborgenen fürchten und das Gebet verrichten Und wer sich läutert läutert sich nur zu seinem eigenen Vorteil Und zu Allah ist der Ausgang
- Spanish - Cortes : Nadie cargará con la carga ajena Y si alguien abrumado por su carga pide ayuda a otro no se le ayudará nada aunque sea pariente Tú sólo debes advertir a los que tienen miedo de su Señor en secreto y hacen la azalá Quien se purifica se purifica en realidad en provecho propio ¡Es Alá el fin de todo
- Português - El Hayek : E nenhum pecador arcará com culpa alheia; e se uma alma sobrecarregada suplicar a outra a que lhe alivie a carga estanão lhe será aliviada no mínimo que seja ainda que por um parente Admoestarás tãosomente aqueles que temem seuSenhor na intimidade e observam a oração E quem se purificar será em seu próprio benefício porque a Deus será oretorno
- Россию - Кулиев : Ни одна душа не понесет чужого бремени и если обремененная душа взмолится о том чтобы ей помогли понести ее ношу ничто не будет взято из нее даже если просящий окажется близким родственником Ты предостерегаешь только тех которые боятся своего Господа не видя Его воочию и совершают намаз Кто очищается тот очищается во благо себе и к Аллаху предстоит прибытие
- Кулиев -ас-Саади : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
Ни одна душа не понесет чужого бремени, и если обремененная душа взмолится о том, чтобы ей помогли понести ее ношу, ничто не будет взято из нее, даже если просящий окажется близким родственником. Ты предостерегаешь только тех, которые боятся своего Господа, не видя Его воочию, и совершают намаз. Кто очищается, тот очищается во благо себе, и к Аллаху предстоит прибытие.Это откровение свидетельствует в пользу последнего толкования предыдущих аятов, потому что в нем говорится о Дне воскресения, когда каждый человек будет отвечать только за совершенные им деяния и не захочет взвалить на себя бремя чужих грехов. Даже если обремененная своими преступлениями и грехами душа попросит близкого родственника облегчить ее участь и взять на себя часть ее грехов, то ей все равно будет отказано в помощи. Последняя жизнь будет не похожа на земной мир, где друг помогает другу, а родственник заступается за родственника. В этот страшный день каждый человек пожелает избавиться от наказания любой ценой, даже за счет своей матери и своих родственников. О Мухаммад! Ты можешь только увещевать тех, которые боятся своего Господа и совершают намаз. Только они прислушиваются к твоим увещеваниям и извлекают из них полезные уроки. Они боятся своего Господа, несмотря на то, что не видят Его воочию. Они боятся Его, когда остаются наедине с собой и когда находятся в обществе других людей. Они совершают намаз, выполняя его условия, а также обязательные и необязательные предписания. А во время молитв их сердца переполняются трепетным страхом и смирением перед Господом. Благодаря этим прекрасным чувствам они помнят о наказании Аллаха и исправно совершают молитвы, и эти молитвы подталкивают их на совершение добрых дел и удерживают их от мерзостей и предосудительного. Человек, который стремится избавиться от пороков, показухи, высокомерия, лжи, предательства, коварства, лицемерия и многих других скверных качеств, а также горит желанием стать благонравным, правдивым, искренним, скромным, мягким, кротким, доброжелательным, независтливым и незлобным верующим, такой человек непременно добьется своей цели и очистит свою душу от скверны и пороков, и его деяния не пропадут даром. Все в конце концов возвратится к Аллаху, который воздаст своим творениям за все совершенные ими деяния. Он не оставит без внимания ни малые, ни большие деяния Своих рабов и призовет их к ответу.
- Turkish - Diyanet Isleri : Günahkar kimse diğerinin günahını çekmez Günah yükü ağır olan kimse onun taşınmasını istese yakını olsa bile yükünden birşey taşınmaz Sen ancak görmediği halde Rablerinden korkanları namazı kılanları uyarırsın Kim arınırsa ancak kendisi için arınmış olur; dönüş ancak Allah'adır
- Italiano - Piccardo : Nessuno porterà il peso di un altro Se qualcuno pesantemente gravato chiederà aiuto per il carico che porta nessuno potrà alleggerirlo quand'anche fosse uno dei suoi parenti Tu devi avvertire solo coloro che temono il loro Signore in ciò che non è visibile e assolvono all'orazione Chi si purifica è solo per se stesso che lo fa e la meta è in Allah
- كوردى - برهان محمد أمين : هیچ گوناهبارێکیش گوناهی کهسانی تر ههڵناگرێت له قیامهتیشدائهگهر بارگرانێک گوناهبارێک هاوار له کهسێک بکات تا باری سهرشانی سووک بکات هیچ باری سووک ناکات ههتا ئهگهر خزمیشی بێت جا تۆ ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم تهنها ئهوانه بێدار دهکهیتهوه که له پهروهردگاریان دهترسن لهغهیب و پهنهانیدا و نوێژهکانیان بهچاکی ئهنجام دهدهن ئهوسا ئهوهی دڵ و دهروون و گوفتارو کردهوهی خۆی پاك بکاتهوه ئهوه بهڕاستی سوودهکهی بۆ خزمهتی گهڕانهوه و سهرئهنجامیش بۆ لای خوای گهورهیه
- اردو - جالندربرى : اور کوئی اٹھانے والا دوسرے کا بوجھ نہ اٹھائے گا۔ اور کوئی بوجھ میں دبا ہوا اپنا بوجھ بٹانے کو کسی کو بلائے تو کوئی اس میں سے کچھ نہ اٹھائے گا اگرچہ قرابت دار ہی ہو۔ اے پیغمبر تم انہی لوگوں کو نصیحت کرسکتے ہو جو بن دیکھے اپنے پروردگار سے ڈرتے اور نماز بالالتزام پڑھتے ہیں۔ اور جو شخص پاک ہوتا ہے اپنے ہی لئے پاک ہوتا ہے۔ اور سب کو خدا ہی کی طرف لوٹ کر جانا ہے
- Bosanski - Korkut : I nijedan grješnik neće grijehove drugog nositi; ako grijehovima pretovarenī pozove da mu se ponesu niko mu ih neće ponijeti pa ni rođak A ti ćeš opomenuti samo one koji se Gospodara svoga boje iako ih niko ne vidi i koji obavljaju molitvu – onaj ko se očisti očistio se za svoje dobro – a Allahu se sve vraća
- Swedish - Bernström : PÅ INGEN bärare av bördor skall läggas en annans börda; och om den som bär en tung börda ropar på hjälp att bära den skall ingen del av [denna börda] lyftas från hans [rygg] även om den [han ropar till] är en av hans närmaste Du kan inte varna andra än dem som fruktar sin Herre trots att de inte kan se eller förnimma Honom och som förrättar bönen Och den som vill rena sin [själ] är den ende som har gott av det Gud är färdens mål
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orang yang berdosa tidak akan memikul dosa orang lain Dan jika seseorang yang berat dosanya memanggil orang lain untuk memikul dosanya itu tiadalah akan dipikulkan untuknya sedikitpun meskipun yang dipanggilnya itu kaum kerabatnya Sesungguhnya yang dapat kamu beri peringatan hanya orangorang yang takut kepada azab Tuhannya sekalipun mereka tidak melihatNya dan mereka mendirikan sembahyang Dan barangsiapa yang mensucikan dirinya sesungguhnya ia mensucikan diri untuk kebaikan dirinya sendiri Dan kepada Allahlah kembalimu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
(Dan tidaklah menanggung) setiap diri (Yang telah berbuat dosa) yakni ia tidak akan menanggung (dosa) diri (orang lain. Dan jika memanggil) seseorang yang (diberati) oleh dosanya (untuk memikul dosa itu) yaitu memanggil orang lain untuk ikut memikul sebagian dari dosanya (tiadalah akan dipikul untuknya sedikit pun) orang yang dipanggil itu tidak akan mau memikulnya walau sedikit pun (meskipun -yang dipanggil itu- kaum kerabatnya) seperti ayah dan anaknya; tidak adanya penanggungan dosa dari kedua belah pihak ini berdasarkan keputusan dari Allah. (Sesungguhnya yang dapat kamu beri peringatan hanya orang-orang yang takut kepada azab Rabbnya -sekalipun mereka tidak melihat-Nya) mereka tetap takut kepada-Nya sekalipun mereka tidak melihat-Nya, sebab hanya merekalah orang-orang yang dapat mengambil manfaat dari adanya peringatan itu (dan mereka mendirikan salat) mereka melestarikannya (Dan barang siapa yang menyucikan dirinya) dari kemusyrikan dan dosa-dosa lainnya (sesungguhnya ia menyucikan diri untuk kebaikan dirinya) karena kemaslahatannya akan kembali kepada dirinya sendiri. (Dan kepada Allahlah kembali kalian) kelak di alam akhirat Dia akan membalas amal perbuatan kalian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : কেউ অপরের বোঝা বহন করবে না। কেউ যদি তার গুরুতর ভার বহন করতে অন্যকে আহবান করে কেউ তা বহন করবে নাযদি সে নিকটবর্তী আত্নীয়ও হয়। আপনি কেবল তাদেরকে সতর্ক করেন যারা তাদের পালনকর্তাকে না দেখেও ভয় করে এবং নামায কায়েম করে। যে কেউ নিজের সংশোধন করে সে সংশোধন করে স্বীয় কল্যাণের জন্যেই আল্লাহর নিকটই সকলের প্রত্যাবর্তন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மறுமை நாளில் தன் சுமையைக் சுமக்கும் ஒருவன் வேறொருவனுடைய சுமையைச் சுமக்க மாட்டான்; அன்றியும் பளுவான சுமையைச் சுமப்பவன் அதில் சிறிதேனும் சுமந்து கொள்ளும்படி வேறொருவனை அடைத்தாலும் அவன் சொந்தக்காரனாக இருந்தபோதிலும் அதில் சிறிதளவு கூட அவ்வாறு சுமந்து கொள்ளப்படாது எவர் மறைவிலும் தங்கள் இறைவனை அஞ்சி தொழுகையையும் நிலைநாட்டி வருகின்றார்களோ அவர்களையே நீர் எச்சரிக்கை செய்வீர் எவர் பரிசுத்தமாயிருக்கிறாரோ அவர் தம் நன்மைக்காகவே பரிசுத்தமாக இருக்கின்றார்; அல்லாஹ்விடமே யாவும் மீண்டு செல்லவேண்டியுள்ளது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และไม่มีผู้แบกภาระคนใดที่จะแบกภาระของผู้อื่นได้ และ ถ้าผู้ที่แบกภาระหนักอยู่แล้วขอร้อง ผู้อื่น ให้ช่วยแบกมัน ก็จะไม่มีสิ่งใดถูกแบกออกจากเขา ถึงแม้ว่าเขาจะเป็นญาติสนิทก็ตาม แท้จริงเจ้าเป็นเพียงผู้ตักเตือนบรรดาผู้เกรงกลัวพระเจ้าของพวกเขาในสิ่งเร้นลับ และพวกเขาดำรงไว้ซึ่งการละหมาดและผู้ใดขัดเกลาตนเอง แท้จริง เขาก็ขัดเกลาเพื่อตัวของเขาเอง และยังอัลลอฮฺเท่านั้นคือการกลับไป
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўзи юкли жон ўзга жоннинг юкини кўтара олмас Юки оғир жон ўз юкига бошқани чақирсада ундан ҳеч бир нарса кўтарилмас Гарчи чақирилган қариндош бўлса ҳам Сен фақат ғайбдаги Роббиларидан қўрқадиган ва намозни тўкис адо этганларни огоҳлантирурсан Ким покланса Ўзи учун покланур Қайтиш Аллоҳгадир Қиёмат кунида гуноҳи кўп жон уни енгиллатиш мақсадида энг яқин қариндошини ёрдамга чақирса ҳам унинг гуноҳидан бирор нарса кўтарилмайди Чунки яқин қариндошнинг ўзи юкини кўтара олмай хуноб бўлаётган бўлади Кофир ҳам мўмин ҳам фақат Аллоҳга қайтади Бошқага эмас Ана ўшанда Аллоҳ таоло ўзи билиб ҳисобкитоб қилади Кофир ва осий жазосини мўминмусулмон мукофотини олади
- 中国语文 - Ma Jian : 一个负罪者,不再负别人的罪;一个负重罪者,如果叫别人来替他负罪,那末,别人虽是他的近亲,也不能替他担负一丝毫。你只能警告在秘密中敬畏主,且谨守拜功者。洗涤身心者,只为自己而洗涤。真主是唯一的归宿。
- Melayu - Basmeih : Dan ketahuilah seseorang pemikul tldak akan memikul dosa perbuatan orang lain; dan jika seseorang yang berat tanggungnya dengan dosa memanggil orang lain untuk menolong memikul sama bebanan itu tidak akan dapat dipikul sedikitpun daripadanya walaupun orang yang diminta pertolongannya itu dari kerabatnya sendiri Sesungguhnya engkau wahai Muhammad hanyalah memberi peringatan kepada orangorang yang takut melanggar hukumhukum Tuhan semasa mereka tidak dilihat orang dan semasa mereka tidak melihat azab Tuhan serta mereka mendirikan sembahyang Dan sesiapa yang membersihkan dirinya dari segala yang dilarang maka sesungguhnya ia melakukan pembersihan itu untuk kebaikan dirinya sendiri dan ingatlah kepada Allah jualah tempat kembali
- Somali - Abduh : Nafna naf kale dambigeed ma qaado haddii looguyeedho Naf culusoo dambaabday inay xambaarto danbi naf kale lagama xambaaro waxba haba noqoto qaraabanee waxaad uun digi kuwa ka yaabi Eebe iyagoo maqan oo ooga salaadda ruuxii isdaahiriyana wuxuu uun isudaahiriyay naftiisa xaga Eebe unbaana loo ahaan geeri dabadeed
- Hausa - Gumi : Kuma wani rai mai ɗaukar nauyi bai ɗaukar nauyin wani rai Kuma idan ran da aka nauyaya wa kãya ya yi kira ga wani mataimaki zuwa ga kãyansa bã zã a dauki kõme ba daga gare shi kuma kõ dã wanda ake kiran yã kasance makusancin zumunta ne Kanã gargaɗi kawai ne ga waɗanda ke tsoron Ubangijinsu a fake kuma suka tsayar da salla Kuma wanda ya tsarkake to yanã tsarkaka ne dõmin kansa Kuma zuwa ga Allah kawai makõma take
- Swahili - Al-Barwani : Na mbebaji habebi mzigo wa mwingine Na aliye topewa na mzigo wake akiomba uchukuliwe hautachukuliwa hata kidogo na angamwomba jamaa yake Hakika wewe unawaonya wale wanao mcha Mola wao Mlezi kwa ghaibu na wanashika Sala Na anaye jitakasa basi anajitakasa kwa ajili ya nafsi yake Na marejeo ni kwa Mwenyezi Mungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe asnjë mëkatarë nuk do ta bartë mëkatin e tjetrit En ëse i ngarkuari me mëkate madje i thirruri qoftë edhe i afërt E ti i paralajmëron vetëm ata që i druajnë Zotit të tyre edhe në fshehtësi dhe që bëjnë namazin E ai që pastrohet nga mëkatet ai është pastruar për dobi të vet – e kthimi është te Perëndia
- فارسى - آیتی : هيچ كس بار گناه ديگرى را بر دوش نكشد. و اگر گرانبارى كسى را به حملكردن بار خود فرا خواند، هر چند خويشاوند او باشد، از حمل آن سرباز زند. تو فقط كسانى را مىترسانى كه از پروردگارشان، ناديده، بيمناكند و نماز مىگزارند. و هر كه پاك شود براى خود پاك شده. و سرانجام همه به سوى خداست.
- tajeki - Оятӣ : Ҳеҷ кас бори гуноҳи дигареро бар дӯш накашад. Ва агар гаронборе касеро ба бардоштани бори худ фарёд кунад, ҳарчанд хешованди ӯ бошад, аз бардоштани он рӯй гардонад. Ту фақат касонеро метарсонӣ, ки аз Парвардигорашон нодида бимноканд ва намоз мегузоранд. Ва ҳар кӣ пок шавад, барои худ пок шуда. Ва бозгашти ҳама ба сӯӣ Худост!
- Uyghur - محمد صالح : ھېچبىر گۇناھكار ئادەم بىراۋنىڭ گۇناھىنى ئۈستىگە ئالالمايدۇ، گۇناھى ئېغىر بىر ئادەم باشقا بىراۋنى ئۆز گۇناھىنى ئۈستىگە ئېلىۋېلىشقا چاقىرسا، ئۇ يېقىن تۇغقىنى بولغان تەقدىردىمۇ، ئۇنىڭ گۇناھىدىن ئازراق نەرسىنى ئۈستىگە ئېلىۋالالمايدۇ، سەن پەقەت پەرۋەردىگارىنى كۆرمەي تۇرۇپ ئۇنىڭدىن قورقىدىغانلارنى، نامازنى ئادا قىلىدىغانلارنى ئاگاھلاندۇرىسەن، كىمكى (گۇناھلاردىن) پاكلىنىدىكەن، ئۇ ئۆزى ئۈچۈن پاكلانغان بولىدۇ. ئاخىر قايتىدىغان جاي اﷲ نىڭ دەرگاھىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പാപഭാരം പേറുന്ന ആരും അപരന്റെ ഭാരം വഹിക്കുകയില്ല. ഭാരത്താല് ഞെരുങ്ങുന്നവന് തന്റെ ചുമട് വഹിക്കാനാരെയെങ്കിലും വിളിച്ചാല് അതില്നിന്ന് ഒന്നുംതന്നെ ആരും ഏറ്റെടുക്കുകയില്ല. അതാവശ്യപ്പെടുന്നത് അടുത്ത ബന്ധുവായാല്പ്പോലും. നിന്റെ മുന്നറിയിപ്പ് ഉപകരിക്കുക തങ്ങളുടെ നാഥനെ നേരില് കാണാതെതന്നെ ഭയപ്പെടുകയും നമസ്കാരം നിഷ്ഠയോടെ നിര്വഹിക്കുകയും ചെയ്യുന്നവര്ക്കു മാത്രമാണ്. വല്ലവനും വിശുദ്ധി വരിക്കുന്നുവെങ്കില് അത് തന്റെ സ്വന്തം നന്മക്കുവേണ്ടി തന്നെയാണ്. എല്ലാവരുടെയും മടക്കം അല്ലാഹുവിങ്കലേക്കാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ولا تحمل نفس مذنبه ذنب نفس اخرى وان تسال نفس مثقله بالخطايا من يحمل عنها من ذنوبها لم تجد من يحمل عنها شيئا ولو كان الذي سالته ذا قرابه منها من اب او اخ ونحوهما انما تحذر ايها الرسول الذين يخافون عذاب ربهم بالغيب وادوا الصلاه حق ادائها ومن تطهر من الشرك وغيره من المعاصي فانما يتطهر لنفسه والى الله سبحانه مال الخلائق ومصيرهم فيجازي كلا بما يستحق
*39) "Burden": the burden of the responsibilities of actions. It means: In the sight of Allah every one is responsible for his own actions and for no one else's. There is no possibility that AIlah will place the burden of one man's responsibility upon the other, nor is there the possibility that a person will take the burden of another's responsibility upon himself and get himself seized for the crime committed by the other. This thing has been said here because the polytheist kinsmen and relatives of the people who were embracing Islam in Makkah, used to urge them, saying, 'Give up Islam and return to your ancestral faith. We take the responsibility of any punishment etc. on ourselves."
*40) In the preceding sentence, Allah's law of justice has been enunciated, according to which He will not seize any person for the sin committed by another, but will hold everyone responsible for his own sin. In this sentence the Muslims have been told: `Those who urge you to give up faith and commit evil on the assurance that they will take on themselves the burden of your sins on the Day of Resurrection, are in fact giving you a false hope. When Resurrection comes and the people see what fate they are going to meet in consequence of their misdeed, everyone will be concerned only about himself. Brother will turn away from brother and father from son, and no one will be prepared to take even an atom's weight of another's burden on himself."
*41) In other words, "Your warnings cannot have any effect on obstinate and stubborn people. Your admonitions can bring only such people to the right path, who have fear of God in their hearts, and who are inclined to bow before their real Master."