- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَجَعَلْنَا مِنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَٰهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون
- عربى - التفسير الميسر : وجعلنا من أمام الكافرين سدًّا ومن ورائهم سدًّا، فهم بمنزلة من سُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه، فأعمينا أبصارهم؛ بسبب كفرهم واستكبارهم، فهم لا يبصرون رشدًا، ولا يهتدون. وكل من قابل دعوة الإسلام بالإعراض والعناد، فهو حقيق بهذا العقاب.
- السعدى : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
{ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا } أي: حاجزا يحجزهم عن الإيمان، { فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ } قد غمرهم الجهل والشقاء من جميع جوانبهم، فلم تفد فيهم النذارة.
- الوسيط لطنطاوي : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
ثم أكد - سبحانه - هذا الإِصرار من الكافرين على كفرهم فقال : ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) أى : إننا لم نكتف بجعل الأغلال فى أعناقهم ، بل أضفنا إلى ذلك أننا جعلنا من أمامهم حاجزا عظيما ومن خلقهم كذلك حاجزا عظيما . ( فأغشيناهم ) أى : فجلعنا على أبصارهم غشاوة وأغطية تمنعهم من الرؤية ( فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) شيئا بسبب احتجاب الرؤية عنهم .
فالآية الكريمة تمثيل آخر لتصميمهم على كفرهم ، حيث شبههم - سبحانه - بحال من أحاطت بهم الحواجز من كل جانب ، فمنعتهم من الرؤية والإِبصار .
ولذا قال صاحب الكشاف عند تفسيره لهاتين الآيتين : ثم مثل تصميمهم على الكفر ، وأنه لا سبيل على ارعوائهم ، بأن جعلهم كالمغلولين المقمحين فى أنهم لا يلتفتون إلى الحق ، ولا يعطفون أعناقهم نحوه ، ولا يطأطئون رءوسهم له ، وكالحاصلين بين سدين لا يبصرون ما قدامهم ولا ما خلفهم فى أن لا تأمل ولا تبصر ، وأنهم متعاملون عن النظر فى آيات الله .
وقد ذكروا فى سبب نزول هاتين الآيتين روايات منها ما أخرجه ابن جرير عن عكرمة ، أن أبا جهل قال : لئن رأيت محمدا لأفعلن ولأفعلن ، فأنزل الله - تعالى - قوله : ( إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً . . . ) فكانوا يقولن لأبى جهل : هذا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول : أين هو؟ ولا يبصره .
- البغوى : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ) : قرأ حمزة والكسائي وحفص : " سدا " بفتح السين ، وقرأ الآخرون بضمها . ) ( فأغشيناهم ) فأعميناهم ، من التغشية وهي التغطية ، ( فهم لا يبصرون ) سبيل الهدى .
- ابن كثير : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
وقوله : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ) : قال مجاهد : عن الحق ، ( ومن خلفهم سدا ) قال مجاهد : عن الحق ، فهم يترددون . وقال قتادة : في الضلالات .
وقوله : ( فأغشيناهم ) أي : أغشينا أبصارهم عن الحق ، ( فهم لا يبصرون ) أي : لا ينتفعون بخير ولا يهتدون إليه .
قال ابن جرير : وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ : " فأعشيناهم " بالعين المهملة ، من العشا وهو داء في العين .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : جعل الله هذا السد بينهم وبين الإسلام والإيمان ، فهم لا يخلصون إليه ، وقرأ : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] ثم قال : من منعه الله لا يستطيع .
وقال عكرمة : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا لأفعلن ولأفعلن ، فأنزلت : ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) إلى قوله : ( [ فهم ] لا يبصرون ) ، قال : وكانوا يقولون : هذا محمد . فيقول : أين هو أين هو ؟ لا يبصره . رواه ابن جرير .
وقال محمد بن إسحاق : حدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب قال : قال أبو جهل وهم جلوس : إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكا ، فإذا متم بعثتم بعد موتكم ، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه ذبح ، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون بها . وخرج [ عليهم ] رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ، وفي يده حفنة من تراب ، وقد أخذ الله على أعينهم دونه ، فجعل يذرها على رءوسهم ، ويقرأ : ( يس والقرآن الحكيم ) حتى انتهى إلى قوله : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) ، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته ، وباتوا رصداء على بابه ، حتى خرج عليهم بعد ذلك خارج من الدار ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : ننتظر محمدا . قال قد خرج عليكم ، فما بقي منكم من رجل إلا [ قد ] وضع على رأسه ترابا ، ثم ذهب لحاجته . فجعل كل رجل منهم ينفض ما على رأسه من التراب . قال : وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قول أبي جهل فقال : " وأنا أقول ذلك : إن لهم مني لذبحا ، وإنه أحدهم " .
- القرطبى : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
قوله تعالى : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا قال مقاتل : لما عاد أبو جهل إلى أصحابه ، ولم يصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسقط الحجر من يده ، أخذ الحجر رجل آخر من بني مخزوم وقال : أقتله بهذا الحجر . فلما دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - طمس الله على بصره فلم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه ، فهذا معنى الآية . وقال محمد بن إسحاق في روايته : جلس عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو جهل وأمية بن خلف ، يرصدون النبي - صلى الله عليه وسلم - ليبلغوا من أذاه ، فخرج عليهم - عليه السلام - وهو يقرأ ( يس ) وفي يده تراب فرماهم به وقرأ : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأطرقوا حتى مر عليهم عليه السلام . وقد مضى هذا في سورة ( سبحان ) ومضى في ( الكهف ) الكلام في " سدا " بضم السين وفتحها ، وهما لغتان . وقال الضحاك : وجعلنا من بين أيديهم سدا أي : الدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : الآخرة ، أي : عموا عن البعث وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا ، قال الله تعالى : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم أي : زينوا لهم الدنيا ودعوهم إلى التكذيب بالآخرة . وقيل : على هذا من بين أيديهم سدا أي : غرورا بالدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : تكذيبا بالآخرة . وقيل : من بين أيديهم الآخرة ومن خلفهم الدنيا . فأغشيناهم أي : غطينا أبصارهم ، وقد مضى في أول [ البقرة ] .
وقرأ ابن عباس وعكرمة ويحيى بن يعمر " فأعشيناهم " بالعين غير معجمة ، من العشاء في العين ، وهو ضعف بصرها حتى لا تبصر بالليل . قال :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
وقال تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن الآية . والمعنى متقارب ، والمعنى أعميناهم ، كما قال :
ومن الحوادث لا أبا لك أنني ضربت علي الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لموضع تلعة بين العذيب وبين أرض مراد
فهم لا يبصرون أي الهدى ، قاله قتادة . وقيل : محمد حين ائتمروا على قتله ، قاله السدي . وقال الضحاك : وجعلنا من بين أيديهم سدا أي : الدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : الآخرة . أي عموا عن البعث وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا ، قال الله تعالى : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم أي : زينوا لهم الدنيا ودعوهم إلى التكذيب بالآخرة . وقيل : على هذا من بين أيديهم سدا أي : غرورا بالدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : تكذيبا بالآخرة . وقيل : من بين أيديهم الآخرة ومن خلفهم الدنيا .
- الطبرى : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
وقوله ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ) يقول تعالى ذكره: وجعلنا من بين أيدي هؤلاء المشركين سدًّا، وهو الحاجز بين الشيئين؛ إذا فتح كان من فعل بني آدم، وإذا كان من فعل الله كان بالضم. وبالضم قرأ ذلك قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين. وقرأه بعض المكيين وعامة قراء الكوفيين بفتح السين ( سَدًّا) في الحرفين كلاهما؛ والضم أعجب القراءتين إليّ في ذلك، وإن كانت الأخرى جائزة صحيحة.
وعنى بقوله ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) أنه زين لهم سوء أعمالهم فهم يَعْمَهُونَ، ولا يبصرون رشدًا، ولا يتنبهون حقًّا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد، في قوله ( مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) قال: عن الحق .
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) عن الحق فهم يترددون .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) قال: ضلالات .
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) قال: جعل هذا سدًّا بينهم وبين الإسلام والإيمان، فهم لا يخلصون إليه، وقرأ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وقرأ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ... الآية كلها، وقال: من منعه الله لا يستطيع .
وقوله ( فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) يقول: فأغشينا أبصار هؤلاء أي: جعلنا عليها غشاوة ؛ فهم لا يبصرون هدى ولا ينتفعون به.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) هدى، ولا ينتفعون به .
وذُكر أن هذه الآية نـزلت في أبي جهل بن هشام حين حلف أن يقتله أو يشدخ رأسه بصخرة.
* ذكر الرواية بذلك:
حدثني عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: ثنا عُمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا لأفعلن ولأفعلن، فأنـزلت ( إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا ) .. إلى قوله ( فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) قال: فكانوا يقولون: هذا محمد، فيقول أين هو، أين هو؟ لا يبصره . وقد رُوي عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك: (فَأَعْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) بالعين بمعنى : أعشيناهم عنه، وذلك أن العَشَا هو أن يمشي بالليل ولا يبصر.
- ابن عاشور : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)
{ فَهُم مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فأغشيناهم } .
هذا ارتقاء في حرمانهم من الاهتداء لو أرادوا تأملاً بأنّ فظاظة قلوبهم لا تقبل الاستنتاج من الأدلة والحجج بحيث لا يتحولون عما هم فيه ، فمُثّلت حالهم بحالة من جُعلوا بين سدَّيْن ، أي جدارين : سداً أمامهم ، وسداً خلفهم ، فلو راموا تحوّلاً عن مكانهم وسعيهم إلى مرادهم لما استطاعوه كقوله تعالى : { فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون } [ يس : 67 ] ، وقول أبي الشيص :
وقف الهوى بي حيث أنتتِ فليس لي ... متأخَّر عنه ولا مُتَقَدَّم
وقد صرح بذلك في قول . . . :
ومن الحوادث لا أبالك أنني ... ضربتُ على الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لموضع تَلْعة ... بين العُذيب وبين أرض مُراد
وتقدم السدّ في سورة الكهف .
وفي «مفاتيح الغيب» : مانع الإِيمان : إما أن يكون في النفس ، وإما أن يكون خارجاً عنها . ولهم المانعان جميعاً : أما في النفس فالغُلّ ، وأما من الخارج فالسد فلا يقع نظرهم على أنفسهم فيروا الآيات التي في أنفسهم لأن المُقْمَح لا يرى نفسه ولا يقع نظرهم على الآفاق لأن مَن بين السدّين لا يبصرون الآفاق فلا تتبين لهم الآيات كما قال تعالى : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم } [ فصلت : 53 ] .
وإعادة فعل { وجعلنا } على الوجه الأول في معنى قوله : { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } [ يس : 8 ] الآية ، تأكيد لهذا الجعل ، وأما على الوجه الثاني في معنى { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } فإعادة فعل { وجعلنا } لأنه جَعْل حاصل في الدُّنيا فهو مغاير للجعل الحاصل يوم القيامة .
وقرأ الجمهور { سداً } بالضم وهو اسم الجدار الذي يَسُدّ بين داخل وخارج .
وقرأ حمزة والكسائي وحفص وخلف بالفتح وهو مصدر سمي به ما يُسد به .
{ خَلْفِهِمْ سَدّاً فأغشيناهم فَهُمْ } .
تفريع على كلا الفعلين { جعلنا في أعناقهم أغلالاً } [ يس : 8 ] و { جعلنا من بين أيديهم سُدّاً ومن خلفهم سداً } لأن في كلا الفعلين مانعاً من أحوال النظر .
وفي الكلام اكتفاء عن ذكر ما يتفرع ثانياً على تمثيلهم بمن جعلوا بين سُدين من عدم استطاعة التحول عمّا هم عليه .
والإِغشاء : وضع الغشاء . وهو ما يغطي الشيء . والمراد : أغشينا أبصارهم ، ففي الكلام حذف مضاف دلّ عليه السياق وأكّده التفريع بقوله : { فهم لا يبصرون } . وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي لإِفادة تقوي الحكم ، أي تحقيق عدم إبصارهم .
- إعراب القرآن : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
«وَجَعَلْنا» ماض وفاعله والجملة معطوفة «مِنْ بَيْنِ» في موقع المفعول الثاني لجعلنا «أَيْدِيهِمْ» مضاف إليه والهاء مضاف إليه ثان «سَدًّا» مفعول به أول لجعلنا «وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا» معطوف على ما سبق «فَأَغْشَيْناهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة «فَهُمْ» الفاء تعليلية وهم مبتدأ والجملة تعليلية لا محل لها «لا» نافية «يُبْصِرُونَ» مضارع وفاعله والجملة خبر
- English - Sahih International : And We have put before them a barrier and behind them a barrier and covered them so they do not see
- English - Tafheem -Maududi : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ(36:9) and We have put a barrier before them and a barrier behind them, and have covered them up, so they are unable to see. *7
- Français - Hamidullah : et Nous mettrons une barrière devant eux et une barrière derrière eux; Nous les recouvrirons d'un voile et voilà qu'ils ne pourront rien voir
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir haben vor ihnen eine Sperrmauer errichtet und hinter ihnen eine Sperrmauer und sie so überdeckt daß sie nicht sehen können
- Spanish - Cortes : Les hemos puesto una barrera por delante y otra por detrás cubriéndoles de tal modo que no pueden ver
- Português - El Hayek : E lhes colocaremos uma barreira pela frente e uma barreira por trás e lhes ofuscaremos os olhos para que não possamver
- Россию - Кулиев : Мы установили преграду перед ними и преграду позади них и накрыли их покрывалом и они не видят
- Кулиев -ас-Саади : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
Мы установили преграду перед ними и преграду позади них и накрыли их покрывалом, и они не видят.Аллах воздвиг перед ними и позади них преграду, которая отделяет их от правой веры. Но это не все! Неверующие лишены возможности прозреть, потому что на их глаза наброшено покрывало. Невежество и несчастье окружает их со всех сторон, и поэтому увещевания не приносят им никакой пользы.
- Turkish - Diyanet Isleri : Önlerine ve arkalarına sed çekmişizdir Gözlerini perdelediğimizden artık göremezler
- Italiano - Piccardo : E metteremo una barriera davanti a loro e una barriera dietro di loro poi li avvilupperemo affinché non vedano niente
- كوردى - برهان محمد أمين : ههروهها بهربهستمان له بهردهمیانهوه و له پشتیانهوه داناوه پهردهشمان هێناوه بهسهر چاویاندا مهبهست ئهو بهربهستانهشه که له دهروونیاندا ههیه و نایهڵێت ڕێگهی ڕاست بدۆزنهوه ئیتر ئهوانه حهق و ڕاستی نابینن
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے ان کے اگے بھی دیوار بنا دی اور ان کے پیچھے بھی۔ پھر ان پر پردہ ڈال دیا تو یہ دیکھ نہیں سکتے
- Bosanski - Korkut : i kao oni ispred kojih i iza kojih smo pregradu metnuli i na oči im koprenu stavili – zato oni ne vide
- Swedish - Bernström : och Vi har satt ett hinder framför dem och ett hinder bakom dem och Vi har täckt över deras [ansikten] så att de inte kan se
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan Kami adakan di hadapan mereka dinding dan di belakang mereka dinding pula dan Kami tutup mata mereka sehingga mereka tidak dapat melihat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ
(Dan Kami adakan di hadapan mereka dinding dan di belakang mereka dinding) lafal Saddan dalam dua tempat tadi boleh dibaca Suddan (dan Kami tutup -mata- mereka sehingga mereka tidak dapat melihat.) Ini merupakan tamtsil yang menggambarkan tertutupnya jalan iman bagi mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি তাদের সামনে ও পিছনে প্রাচীর স্থাপন করেছি অতঃপর তাদেরকে আবৃত করে দিয়েছি ফলে তারা দেখে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் நாம் அவர்களுக்கு முன்னே ஒரு தடுப்பையும் அவர்களுக்குப் பின்னே ஒரு தடுப்பையும் ஏற்படுத்தியுள்ளோம்; இவ்வாறாக அவர்களை மூடிவிட்டோம் ஆகையால் அவர்கள் பார்க்க முடியாது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเราได้ทำเครื่องกีดขวางไว้ข้างหน้าพวกเขา และเครื่องกีดขวางไว้ข้างหลังพวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва Биз уларнинг олдиларидан ҳам тўсиқ қилдик орқаларидан ҳам тўсиқ қилдик кўзларига парда тортдик Бас улар кўрмаслар Бўйнига қўлини қўшиб кишанланган кўзи юмуқ ҳолда осмонга қаратиб ғўдайтириб қўйилган одамнинг бирор нарсани кўрмаслиги учун олдидан ҳам ортидан ҳам тўсиқ қўйилган Камига яна кўзига ҳам парда қўйилган Шундай ҳолатдаги одамнинг бирор нарсани кўра олишига умид бўлмаганидек ҳалиги кофирларнинг ҳам иймонга келишидан умид йўқ
- 中国语文 - Ma Jian : 我在他们的前面安置一个障碍,在他们的后面安置一个障碍,蒙蔽了他们,所以他们看不见。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami jadikan sifat tamak dan gila mereka kepada harta benda dan pangkat itu sebagai sekatan yang menghalang mereka daripada memandang kepada keburukan dan kesingkatan masa dunia yang ada di hadapan mereka dan sekatan yang menghalang mereka daripada memikirkan azab yang ada di belakang mereka pada hari kiamat lalu Kami tutup pandangan mereka; maka dengan itu mereka tidak dapat melihat jalan yang benar
- Somali - Abduh : Waxaana yeelay hortooda jidaar gadaashoodana jidaar waana indha tiray waxna ma arkaan
- Hausa - Gumi : Kuma Muka sanya wata tõshiya a gaba gare su da wata tõshiya a bãyansu sabõda haka Muka rufe su sai suka zama bã su gani
- Swahili - Al-Barwani : Tumeweka kizuizi mbele yao na kizuizi nyuma yao na tumewafunika macho yao; kwa hivyo hawaoni
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe Ne vumë perde para tyre dhe perde pas tyre e i mbuluam e ata nuk shohin
- فارسى - آیتی : در برابرشان ديوارى كشيديم و در پشت سرشان ديوارى. و بر چشمانشان نيز پردهاى افكنديم تا نتوانند ديد.
- tajeki - Оятӣ : Дар баробарашон деворе кашидем ва дар пушти сарашон деворе. Ва бар чашмонашон низ пардае афкандем, то натавонанд дид.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنىڭ ئالدىدا بىر توسۇق، كەينىدە بىر توسۇق قىلدۇق، ئۇلارنىڭ كۆزلىرىنى پەردىلىدۇق، شۇنىڭ ئۈچۈن ئۇلار (ئىماننىڭ يوللىرى توسۇلۇپ كەتكەنلىكى ئۈچۈن) ھېچ نەرسىنى كۆرەلمەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം അവരുടെ മുന്നിലൊരു മതില്ക്കെട്ടുയര്ത്തിയിട്ടുണ്ട്. അവരുടെ പിന്നിലും മതില്ക്കെട്ടുണ്ട്. അങ്ങനെ നാമവരെ മൂടിക്കളഞ്ഞു. അതിനാലവര്ക്കൊന്നും കാണാനാവില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : وجعلنا من امام الكافرين سدا ومن ورائهم سدا فهم بمنزله من سد طريقه من بين يديه ومن خلفه فاعمينا ابصارهم بسبب كفرهم واستكبارهم فهم لا يبصرون رشدا ولا يهتدون وكل من قابل دعوه الاسلام بالاعراض والعناد فهو حقيق بهذا العقاب
*7) Set a barrier before them and a barrier behind them" means that the natural result of their stubbornness and pride is that they neither learn any lesson from their past history nor ever consider the consequences of the fixture. Their prejudices have so covered them from every side and their misconceptions have so blinded them that they cannot see even those glaring realities which are visible to every right-thinking and unbiased person.