- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَالُواْ يَٰوَيْلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ۜ ۗ هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون
- عربى - التفسير الميسر : قال المكذبون بالبعث نادمين: يا هلاكنا مَن أخرجنا مِن قبورنا؟ فيجابون ويقال لهم: هذا ما وعد به الرحمن، وأخبر عنه المرسلون الصادقون.
- السعدى : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
ويقولون: { يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } أي: من رقدتنا في القبور، لأنه ورد في بعض الأحاديث، أن لأهل القبور رقدة قبيل النفخ في الصور، فيجابون، فيقال [لهم:] { هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } أي: هذا الذي وعدكم اللّه به، ووعدتكم به الرسل، فظهر صدقهم رَأْيَ عين.
ولا تحسب أن ذكر الرحمن في هذا الموضع، لمجرد الخبر عن وعده، وإنما ذلك للإخبار بأنه في ذلك اليوم العظيم، سيرون من رحمته ما لا يخطر على الظنون، ولا حسب به الحاسبون، كقوله: { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ } { وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ } ونحو ذلك، مما يذكر اسمه الرحمن، في هذا.
- الوسيط لطنطاوي : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
( قَالُواْ ) بعد خروجهم من قبورهم بسرعة وفزع ( ياويلنا ) أى : يا هلاكنا احضر فهذا أوان حضورك .
ثم يقولون بفزع أشد : ( مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ) أى من أثارَنا من رقادنا ، وكأنهم لهول ما شاهدوا قد اختلطت عقولهم ، وأصيبت بالهول ، فتوهموا أنهم كانوا نياما .
قال ابن كثير - رحمه الله - ( قَالُواْ ياويلنا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ) يعنون قبورهم التى كانوا يعتقدون فى الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها ، فلما عاينوا ما كذبوه فى محشرهم قالوا : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ، وهذا لاينفى عذابهم فى قبورهم ، لأنه بالنسبة إلى ما بعده فى الشدة كالرقاد .
وقوله : ( هَذَا مَا وَعَدَ الرحمن وَصَدَقَ المرسلون ) رد من الملائكة أو من المؤمنين عليهم ، أو هو حكاية لكلام الكفرة فى رد بعضهم على بعض على سبيل الحسرة واليأس .
و " ما " موصولة والعائد محذوف ، أى : هذا الذى وعده الرحمن والذى صدّقه المرسلون .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : إذا جعلت " ما " مصدرية ، كان المعنى : هذا وعد الرحمن ، وصدق المرسلين ، على تسمية الموعود والمصدق فيه بالوعد والصدق ، فما وجه قوله : ( وَصَدَقَ المرسلون ) ؟ إذا جعلتها موصولة؟
قلت : تقديره : هذا الذى وعده الرحمن ، والذى صدقه المرسلون ، بمعنى : والذى صدق فيه المرسلون ، من قولهم : صدقوهم الحديث والقتال . . .
- البغوى : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
( قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا ) قال أبي بن كعب ، وابن عباس ، وقتادة : إنما يقولون هذا ؛ لأن الله - تعالى - يرفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون فإذا بعثوا بعد النفخة الأخيرة وعاينوا القيامة دعوا بالويل .
وقال أهل المعاني : إن الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار عذاب القبر في جنبها كالنوم ، فقالوا : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ؟ ثم قالوا : ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) أقروا حين لم ينفعهم الإقرار . وقيل : قالت الملائكة لهم : " هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون " .
قال مجاهد : يقول الكفار : " من بعثنا من مرقدنا " ؟ فيقول المؤمنون : " هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون " . )
- ابن كثير : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ) ؟ يعنون : [ من ] قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها ، فلما عاينوا ما كذبوه في محشرهم ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ) ، وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم ; لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد .
وقال أبي بن كعب ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة : ينامون نومة قبل البعث .
قال قتادة : وذلك بين النفختين .
فلذلك يقولون : ( من بعثنا من مرقدنا ) ، فإذا قالوا ذلك أجابهم المؤمنون - قاله غير واحد من السلف - : ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) . وقال الحسن : إنما يجيبهم بذلك الملائكة .
ولا منافاة إذ الجمع ممكن ، والله أعلم .
وقال عبد الرحمن بن زيد : الجميع من قول الكفار : ( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) .
نقله ابن جرير ، واختار الأول ، وهو أصح ، وذلك كقوله تعالى في الصافات : ( وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون ) [ الصافات : 20 ، 21 ] ، وقال [ الله ] تعالى : ( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ) [ الروم : 55 ، 56 ] .
- القرطبى : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
قوله تعالى : " قالوا يا ويلنا " قال ابن الأنباري : " يا ويلنا " وقف حسن ، ثم تبتدئ " من بعثنا " وروي عن بعض القراء " يا ويلنا من بعثنا " بكسر من والثاء من البعث . روي ذلك عن علي - رضي الله عنه - ، فعلى هذا المذهب لا يحسن الوقف على قوله : " يا ويلنا " حتى يقول : " من مرقدنا " . وفي قراءة أبي بن كعب " من هبنا " بالوصل " من مرقدنا " فهذا دليل على صحة مذهب العامة . قال المهدوي : قرأ ابن أبي ليلى : " قالوا يا ويلتنا " بزيادة تاء وهو تأنيث الويل ، ومثله : يا ويلتى أألد وأنا عجوز وقرأ علي - رضي الله عنه - : " يا ويلتا من بعثنا " ف " من " متعلقة بالويل ، أو حال من " ويلتا " فتتعلق بمحذوف ; كأنه قال : يا ويلتا كائنا من بعثنا ; وكما يجوز أن يكون خبرا عنه كذلك يجوز أن يكون حالا منه . و " من " من قوله : " من مرقدنا " متعلقة بنفس البعث . ثم قيل : كيف قالوا هذا وهم من المعذبين في قبورهم ؟
فالجواب أن أبي بن كعب قال : ينامون نومة . وفي رواية فيقولون : يا ويلتا من أهبنا من مرقدنا . قال أبو بكر الأنباري : لا يحمل هذا الحديث على أن " أهبنا " من لفظ القرآن كما قاله من طعن في القرآن ، ولكنه تفسير " بعثنا " أو معبر عن بعض معانيه . قال أبو بكر : وكذا حفظته " من هبنا " بغير ألف في أهبنا مع تسكين نون " من " . والصواب فيه على طريق اللغة " من اهبنا " بفتح النون على أن فتحة همزة أهب ألقيت على نون " من " وأسقطت الهمزة ; كما قالت العرب : من اخبرك من اعلمك ؟ وهم يريدون من أخبرك . ويقال : أهببت النائم فهب النائم . أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي :
وعاذلة هبت بليل تلومني ولم يعتمرني قبل ذاك عذول
وقال أبو صالح : إذا نفخ النفخة الأولى رفع العذاب عن أهل القبور وهجعوا هجعة إلى النفخة الثانية وبينهما أربعون سنة ، فذلك قولهم : من بعثنا من مرقدنا وقاله ابن عباس وقتادة . وقال أهل المعاني : إن الكفار إذا عاينوا جهنم وما فيها من أنواع العذاب صار ما عذبوا به في قبورهم إلى جنب عذابها كالنوم . قال مجاهد : فقال لهم المؤمنون : هذا ما وعد الرحمن . قال قتادة : فقال لهم من هدى الله : هذا ما وعد الرحمن . وقال الفراء : فقالت لهم الملائكة : هذا ما وعد الرحمن . النحاس : وهذه الأقوال متفقة ، لأن الملائكة من المؤمنين وممن هدى الله عز وجل . وعلى هذا يتأول قول الله - عز وجل - : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية وكذا الحديث : المؤمن عند الله خير من كل ما خلق . ويجوز أن تكون الملائكة وغيرهم من المؤمنين قالوا لهم : هذا ما وعد الرحمن . وقيل : إن الكفار لما قال بعضهم لبعض : من بعثنا من مرقدنا صدقوا الرسل لما عاينوا ما أخبروهم به ، ثم قالوا : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون فكذبنا به ، أقروا حين لم ينفعهم الإقرار . وكان حفص يقف على من مرقدنا ثم يبتدئ فيقول : هذا . قال أبو بكر بن الأنباري : من بعثنا من مرقدنا وقف حسن ، ثم تبتدئ : " هذا ما وعد الرحمن " ويجوز أن تقف على " مرقدنا هذا " فتخفض هذا على الإتباع للمرقد ، وتبتدئ : " ما وعد الرحمن " على معنى : بعثكم ما وعد الرحمن ، أي : بعثكم وعد الرحمن . النحاس : التمام على " من مرقدنا " و " هذا " في موضع رفع بالابتداء وخبره " ما وعد الرحمن " . ويجوز أن يكون في موضع خفض على النعت ل " مرقدنا " فيكون التمام " من مرقدنا هذا " . " ما وعد الرحمن " في موضع رفع من ثلاث جهات . ذكر أبو إسحاق منها اثنتين قال : يكون بإضمار " هذا " ، والجهة الثانية : أن يكون بمعنى حق ما وعد الرحمن بعثكم ، والجهة الثالثة : أن يكون بمعنى : بعثكم ما وعد الرحمن .
- الطبرى : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
وقوله ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء المشركون لما نفخ في الصور نفخة البعث لموقف القيامة فردت أرواحهم إلى أجسامهم، وذلك بعد نومة ناموها( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) وقد قيل: إن ذلك نومة بين النفختين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن الحسن، عن أُبي بن كعب، في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ناموا نومة قبل البعث .
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن رجل يقال له خيثمة في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ينامون نومة قبل البعث .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) هذا قول أهل الضلالة. والرَّقدة: ما بين النفختين.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) قال: الكافرون يقولونه .
ويعني بقوله ( مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) من أيقظنا من منامنا، وهو من قولهم: بعث فلان ناقته فانبعثت، إذا أثارها فثارت. وقد ذُكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود: (مِنْ أّهَبَّنَاِ مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا) .. وفي قوله (هَذَا) وجهان: أحدهما: أن تكون إشارة إلى " ما "، ويكون ذلك كلاما مبتدأ بعد تناهي الخبر الأول بقوله ( مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) فتكون " ما " حينئذ مرفوعة بهذا، ويكون معنى الكلام: هذا وعد الرحمن وصدق المرسلون. والوجه الآخر: أن تكون من صفة المرقد، وتكون خفضا وردا على المرقد، وعند تمام الخبر عن الأول، فيكون معنى الكلام: من بعثنا من مرقدنا هذا، ثم يبتدىء الكلام فيقال: ما وعد الرحمن، بمعنى: بعثكم وعد الرحمن، فتكون " ما " حينئذ رفعا على هذا المعنى.
وقد اختلف أهل التأويل في الذي يقول حينئذ: هذا ما وعد الرحمن، &; 20-533 &; فقال بعضهم: يقول ذلك أهل الإيمان بالله.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ ) مما سر المؤمنون يقولون هذا حين البعث .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) قال: قال أهل الهدى: هذا ما وعد الرَّحْمَنُ وصدق المرسلون .
وقال آخرون: بل كلا القولين، أعني ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) : من قول الكفار.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) ثم قال بعضهم لبعض ( هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) كانوا أخبرونا أنا نبعث بعد الموت، ونُحاسب ونُجازَى .
والقول الأول أشبه بظاهر التنـزيل، وهو أن يكون من كلام المؤمنين، لأن الكفار في قيلهم ( مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) دليل على أنهم كانوا بمن بعثهم من مَرْقَدهم جُهَّالا ولذلك من جهلهم استثبتوا، ومحال أن يكونوا استثبتوا ذلك إلا من غيرهم، ممن خالفت صفته صفتهم في ذلك.
- ابن عاشور : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)
استئناف بياني لأن وصف هذه الحال بعد حكاية إنكارهم البعث وإحالتهم إياه يثير سؤال من يسأل عن مقالهم حينما يرون حقية البعث .
و { يا وَيْلَنَا } كلمة يقولها الواقع في مصيبة أو المُتحسِّر . والويل : سوء الحال ، وإنما قالوا ذلك لأنهم رأوا ما أُعدّ لهم من العذاب عندما بعثوا . وقد تقدم عند قوله تعالى : { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم } في سورة البقرة ( 79 ) .
وحكي قولهم بصيغة الماضي اتباعاً لحكاية ما قبله بصيغة المضيّ لتحقيق الوقوع .
وحرف النداء الداخل على { ويلنا } للتنبيه وتنزيل الويل منزلة من يسمع فيُنادَى ليحضر ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { قالت يا ويلتى } في سورة هود ( 72 ) .
و { مَن } استفهام عن فاعل البعث مستعمل في التعجّب والتحسّر من حصول البعث . ولما كان البعث عندهم محالاً كنّوا عن التعجب من حصوله بالتعجب من فاعله لأن الأفعال الغريبة تتوجه العقول إلى معرفة فاعلها لأنهم لما بُعثوا وأزْجي بهم إلى العذاب علموا أنه بعثٌ فعَله من أراد تعذيبهم .
والمَرْقَد : مكان الرقاد . وحقيقة الرقاد : النوم . وأطلقوا الرقاد على الموت والاضطجاععِ في القبور تشبيهاً بحالة الراقد .
ثم لم يلبثوا أن استحضرت نفوسهم ما كانوا يُنذرون به في الدنيا فاستأنفوا عن تعجبهم قولهم : { هذا ما وَعَدَ الرحمن وصَدَقَ المُرْسَلُونَ } . وهذا الكلام خبر مستعمل في لازم الفائدة وهو أنهم علموا سبب ما تعجبوا منه فبطل العجب ، فيجوز أن يكونوا يقولون ذلك كما يتكلم المتحسّر بينه وبين نفسه ، وأن يقوله بعضهم لبعض كل يظن أن صاحبه لم يتفطن للسبب فيريد أن يعلمه به .
وأتوا في التعبير عن اسم الجلالة بصفة الرحمان إكمالاً للتحسر على تكذيبهم بالبعث بذكر ما كان مقارناً للبعث في تكذيبهم وهو إنكار هذا الاسم كما قال تعالى : { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان قالوا وما الرحمان } [ الفرقان : 60 ] .
والإِشارة بقوله : { هذا } إشارة إلى الحالة المرْئية لِجميعهم وهي حالة خروجهم من الأرض .
وجملة { وصَدَقَ المُرْسَلُونَ } عطف على جملة { هذا ما وعَدَ الرحمن } وهو مستعمل في التحسّر على أن كذبوا الرسل .
وجَمع المرسلين مع أن المحكي كلامُ المشركين الذين يقولون { متى هذا الوعد } [ يس : 48 ] إمّا لأنهم استحضروا أن تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم كان باعثَه إحالتُهم أن يكون الله يرسل بَشراً رسولاً ، فكان ذلك لأنهم لا يصدقون أحداً يأتي برسالة من الله كما حكى عنهم قوله تعالى : { وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] فلما تحسروا على خطئهم ذكَروه بما يشمله ويشمل سبَبَه كقوله تعالى : { كذبت قوم نوح المرسلين } من سورة الشعراء ( 105 ) ، وقوله في سورة الفرقان ( 37 ) { وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم } ، وإما لأن ذلك القول صدر عن جميع الكفار المبعوثين من جميع الأمم فعلِمت كل أمة خطأها في تكذيب رسولها وخطأ غيرها في تكذيب رسلهم فنطقوا جميعاً بما يفصح عن الخطأيْن ، وقد مضى أن ضمير { فَإذَا هُم جَمِيعٌ } [ يس : 53 ] يجوز أن يعود على جميع الناس .
ومن المفسرين من جعل قوله : { هذا ما وعد الرحمن وصَدَقَ المُرْسَلُونَ } من كلام الملائكة يجيبون به قول الكفار { مَنْ بعَثَنا مِن مَرْقَدِنا } فهذا جواب يتضمن بيان مَن بعثهم مع تنديمهم على تكذيبهم به في الحياة الدنيا حين أبلغهم الرسل ذلك عن الله تعالى . واسم { الرحمن } حينئذٍ من كلام الملائكة لزيادة توبيخ الكفار على تجاهلهم به في الدنيا .
- إعراب القرآن : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
«قالُوا» فعل ماض وفاعل والجملة استئنافية لا محل لها «يا وَيْلَنا» يا أداة نداء ويلنا منادى مضاف «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ «بَعَثَنا» ماض وفاعله والجملة خبر «مِنْ مَرْقَدِنا» متعلقان ببعثنا «هذا» مبتدأ «ما» خبر والجملة مقول القول لقول محذوف «وَعَدَ» ماض «الرَّحْمنُ» فاعل «وَصَدَقَ» الواو حرف عطف صدق ماض «الْمُرْسَلُونَ» فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها.
- English - Sahih International : They will say "O woe to us Who has raised us up from our sleeping place" [The reply will be] "This is what the Most Merciful had promised and the messengers told the truth"
- English - Tafheem -Maududi : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ(36:52) (nervously) exclaiming. 'Alas for us! Who roused us out of our sleeping-place?' *48 'This is what the Merciful One had promised, and what (His) Messengers had said was true.' *49
- Français - Hamidullah : en disant Malheur à nous Qui nous a ressuscités de là où nous dormions C'est ce que le Tout Miséricordieux avait promis; et les Messagers avaient dit vrai
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sie sagen "O wehe uns Wer hat uns von unserer Schlafstätte auferweckt Das ist was der Allerbarmer versprochen hat und die Gesandten haben die Wahrheit gesagt"
- Spanish - Cortes : Dirán ¡Ay de nosotros ¿Quién nos ; ha despertado de nuestro lecho Esto es aquello con que el Compasivo nos había amenazado Los enviados decían la verdad
- Português - El Hayek : Dirão Ai de nós Quem nos despertou do nosso repouso Serlhesá respondido Isto foi o que prometeu o Clemente eos mensageiros disseram a verdade
- Россию - Кулиев : Они скажут О горе нам Кто поднял нас с места где мы спали Это - то что обещал Милостивый и посланники говорили правду
- Кулиев -ас-Саади : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
Они скажут: «О горе нам! Кто поднял нас с места, где мы спали?» Это - то, что обещал Милостивый, и посланники говорили правду».Существует несколько хадисов, в которых сообщается о том, что обитатели могил после первого дуновения в Рог впадут в короткий сон. Когда же они будут воскрешены и признаются в собственном несчастье, ангелы скажут им: «Это было обещано вам Аллахом, и об этом вас предупреждали посланники. Сегодня вы воочию убедились в правдивости их слов». Аллах не случайно нарек Себя в этом аяте Милостивым. Дело в том, что в этот великий день люди увидят такие проявления божественной милости, которые даже не приходили им в голову. Всевышний сказал: «В тот день власть будет истинной и будет принадлежать Милостивому» (25:26); «В тот день они последуют за глашатаем, и им не удастся уклониться от этого. Их голоса перед Милостивым будут смиренны, и ты услышишь только тихие звуки» (20:108). Существуют и другие священные тексты о Дне воскресения, в которых упоминается это прекрасное имя Аллаха.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Vah halimize Yattığımız yerden bizi kim kaldırdı" derler Onlara "İşte Rahman olan Allah'ın vadettiği budur peygamberler doğru söylemişlerdi" denir
- Italiano - Piccardo : dicendo “Guai a noi Chi ci ha destato dalle nostre tombe È quello che il Compassionevole aveva promesso gli inviati avevano detto il vero”
- كوردى - برهان محمد أمين : به سهرسامیهکی زۆرهوه دهڵێن ئهی هاوار ئهوه کێ ئێمهی زیندوو کردهوه کێ ئێمهی له شوێنی ڕاکشانمان له گۆڕهکانمان دهرهێنا ئهوسا ئیمانداران یان فریشتهکان یان خوای گهوره خۆی دهفهرموێت ئائهمه بهڵێنی خوای میهرهبانه و پێغهمبهرانیش له ههوڵدانی ئهو ڕۆژه ڕاستیان کردووه
- اردو - جالندربرى : کہیں گے اے ہے ہمیں ہماری خوابگاہوں سے کس نے جگا اٹھایا یہ وہی تو ہے جس کا خدا نے وعدہ کیا تھا اور پیغمبروں نے سچ کہا تھا
- Bosanski - Korkut : govoreći "Teško nama Ko nas iz naših grobova oživi" – "Eto ostvaruje se prijetnja Milostivog poslanici su istinu govorili"
- Swedish - Bernström : och de skall jämra sig och ropa "Vem har väckt oss ur vår djupa sömn" [Och änglarna skall svara] "Detta är vad den Nåderike har lovat budbärarna sade sanningen"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Mereka berkata "Aduhai celakalah kami Siapakah yang membangkitkan kami dari tempattidur kami kubur" Inilah yang dijanjikan Tuhan Yang Maha Pemurah dan benarlah RasulrasulNya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
(Mereka berkata) orang-orang kafir di antara manusia, ("Aduhai!) Ya di sini menunjukkan makna Tanbih (celakalah kami) binasalah kami lafal Wailun adalah Mashdar yang tidak mempunyai Fi'il dari lafalnya. (Siapakah yang membangkitkan kami dari tempat tidur kami -kubur-?") karena mereka seolah-olah dalam keadaan tidur di antara kedua tiupan itu, maksudnya mereka tidak diazab. (Inilah) kebangkitan ini (yang) telah (dijanjikan yang Maha Pemurah dan benarlah) mengenainya (Rasul-rasul-Nya) mereka mengakui atas kebenaran yang telah dikatakan oleh para rasul, tetapi pengakuan mereka tidak bermanfaat lagi. Menurut pendapat yang lain, bahwa kalimat tersebut dikatakan kepada mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তারা বলবে হায় আমাদের দুর্ভোগ কে আমাদেরকে নিদ্রাস্থল থেকে উখিত করল রহমান আল্লাহ তো এরই ওয়াদা দিয়েছিলেন এবং রসূলগণ সত্য বলেছিলেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "எங்களுடைய துக்கமே எங்கள் தூங்குமிடங்களிலிருந்து எங்களை எழுப்பியவர் யார்" என்று அவர்கள் கேட்பார்கள்; அர்ரஹ்மான் வாக்களித்ததும் அவனுடைய தூதர்கள் உண்மையெனக் கூறியதும் இதுதான்" என்று அவர்களுக்குக் கூறப்படும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พวกเขากล่าวว่า “โอ้ความหายนะที่ประสบแก่เรา ใครเล่าที่ให้เราฟื้นขึ้นจากที่นอนของเรา กุบูร” จะมีเสียงกล่าวขึ้นว่า ”นี่แหละคือสิ่งที่พระผู้ทรงกรุณาปรานีได้ทรงสัญญาไว้ และบรรดาร่อซูลได้กล่าวสมจริงแล้ว“
- Uzbek - Мухаммад Содик : Улар Воҳ шўримиз қурисин Бизни ётган жойимиздан ким қўзғотди Бу Роҳман ваъда қилган ва юборилган Пайғамбарлар тасдиқлаган нарсаку дерлар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们将说:伤哉我们!谁将我们从我们的卧处唤醒?这是至仁主所应许我们的,使者们已说实话了。
- Melayu - Basmeih : Pada ketika itu orangorang yang tidak percayakan hidup semula berkata Aduhai celakanya kami Siapakah yang membangkitkan kami dari kubur tempat tidur kami Lalu dikatakan kepada mereka " Inilah dia yang telah dijanjikan oleh Allah Yang Maha Pemurah dan benarlah berita yang disampaikan oleh Rasulrasul
- Somali - Abduh : Iyagooy dhihi gaaladu waan khasaarnaye yaa naga soobixiyey meeshaan jiifnay qabrigii taasina waa wixii Eebaha Raxmaan ah yaboohay Rasuulladuna ku run sheegeen
- Hausa - Gumi : Suka ce "Yã bonenmu Wãne ne ya tãyar da mu daga barcinmu" "Wannan shi ne abin da Mai rahama ya yi wa'adi da shi kuma Manzanni sun yi gaskiya"
- Swahili - Al-Barwani : Watasema Ole wetu Nani aliye tufufua kwenye malazi yetu Haya ndiyo aliyo yaahidi Mwingi wa Rehema na wakasema kweli Mitume
- Shqiptar - Efendi Nahi : duke thënë “Kuku për ne kush na ngjalli çoi prej shtretërve tanë” Ju thuhet “Ja kjo është ajo që e ka premtuar Mëshiruesi i Madh e pejgamberët e kanë thënë të vërtetën
- فارسى - آیتی : مىگويند: واى بر ما، چه كسى ما را از خوابگاههايمان برانگيخت؟ اين همان وعده خداى رحمان است و پيامبران راست گفته بودند.
- tajeki - Оятӣ : Мегӯянд: «Вой бар мо, чӣ касе моро аз хобгоҳҳоямон бархезонд? Ин ҳамон ваъдаи Худои раҳмон аст ва паёмбарон рост гуфта буданд!»
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار: «ۋاي ئىسىت! بىزنى ئۇخلاۋاتقان يېرىمىزدىن (يەنى قەبرىمىزدىن) كىم ئويغاتتى؟» دەيدۇ (چۈنكى ئۇلار ئىككى سۇر ئارىسىدا ئۇيقۇدا بولۇپ ئازابتىن خالى بولىدۇ)، (پەرىشتىلەر يا مۆمىنلەر ئۇنىڭغا جاۋابەن) «مېھرىبان اﷲ نىڭ ۋەدە قىلغىنى مۇشۇ (كۈن)، پەيغەمبەرلەر راست ئېيتقان» دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവര് പറയും: "നമ്മുടെ നാശമേ, നമ്മുടെ ഉറക്കത്തില് നിന്ന് നമ്മെ ഉണര്ത്തി എഴുന്നേല്പിച്ചത് ആരാണ്? ഇത് ആ പരമ കാരുണികന് വാഗ്ദാനം ചെയ്തതാണല്ലോ. ദൈവദൂതന്മാര് പറഞ്ഞത് സത്യംതന്നെ."
- عربى - التفسير الميسر : قال المكذبون بالبعث نادمين يا هلاكنا من اخرجنا من قبورنا فيجابون ويقال لهم هذا ما وعد به الرحمن واخبر عنه المرسلون الصادقون
*48) That is, "At that time they will not realize that they had been dead and had been raised back to life after a long period, but they will be thinking that they had fallen asleep, and had been woken up suddenly by some terrible catastrophe, and were running away from it." (For further explanation, sec Ta Ha: 103, AI-Hajj: 1-2).
*49) Here, it is not clear as to who will give this answer. It may be that they themselves would realize after some time to their horror that it was the same thing of which the Messengers of God used to inform them and they used to belie them. It may also be that the believers will remove their misunderstanding and tell them that it was not waking up from sleep but the second life after death. And it may also be that they will understand this from the general conditions prevailing on the Day of Resurrection ar the angels might tell them this.