- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَوَلَمْ يَرَ ٱلْإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَٰهُ مِن نُّطْفَةٍۢ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
- عربى - نصوص الآيات : أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين
- عربى - التفسير الميسر : أولم ير الإنسان المنكر للبعث ابتداء خلقه فيستدل به على معاده، أنا خلقناه من نطفة مرَّت بأطوار حتى كَبِر، فإذا هو كثير الخصام واضح الجدال؟
- السعدى : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
هذه الآيات الكريمات، فيها [ذكر] شبهة منكري البعث، والجواب عنها بأتم جواب وأحسنه وأوضحه، فقال تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ } المنكر للبعث و الشاك فيه، أمرا يفيده اليقين التام بوقوعه، وهو ابتداء خلقه { مِنْ نُطْفَةٍ } ثم تنقله في الأطوار شيئا فشيئا، حتى كبر وشب، وتم عقله واستتب، { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ } بعد أن كان ابتداء خلقه من نطفة، فلينظر التفاوت بين هاتين الحالتين، وليعلم أن الذي أنشأه من العدم، قادر على أن يعيده بعد ما تفرق وتمزق، من باب أولى.
- الوسيط لطنطاوي : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة ، بإقامة الأدلة الساطعة على أن البعث حق ، وعلى أن قدرته - تعالى - لا يعجزها شئ ، فقال - تعالى - :
( أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا . . . ) .
قد ذكروا فى سبب نزول هذه الآيات ، " أن أبىَّ بن خلف جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى يده عظم رميم ، وهو يفتته ويذريه فى الهواء ويقول : يا محمد ، أتزعم أن الله يبعث هذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم : نعم . يميتك الله - تعالى - ثم يبعثك ، ثم يحشرك إلى النار " ونزلت هذه الآيات إلى آخر السورة . . .
والمراد بالإِنسان : جنسه . ويدخل فيه المنكرون للبعث دخولا أوليا .
وأصل النطفة : الماء القليل الذى يبقى فى الدلو أو القربة . وجمعها نطف ونطاف . يقال : نطفت القربة ، إذا تقاطر ماؤها بقلة .
والمراد بها هنا : المنى الذى يخرج من الرجل ، إلى رحم المرأة .
والخصيم : الشديد الخصام والجدال لغيره ، والمراد به هنا : الكافر والمجادل بالباطل .
والمعنى : أبلغ الجهل بهذا الإِنسان ، أنه لم يعلم أنا خلقناه بقدرتنا ، من ذلك الماء المهين الذى يخرج من الرجل فيصيب فى رحم المرأة ، وأن من أوجده من هذا الماء قادر على أن يعيده إلى الحياة بعد الموت .
لقد كان من الواجب عليه أن يدرك ذلك ، ولكنه لغفلته وعناده ، بادر بالمبالغة فى الخصومة والجدل الباطل . وجاهر بذلك مجاهرة واضحة ، مع علمه بأصل خلقته .
قال الآلوسى ما ملخصه : وقوله - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَرَ الإنسان أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ) كلام مستأنف مسوق لبيان بطلان إنكارهم البعث ، بعد ما شاهدوا فى أنفسهم ما يوجب التصديق به . . . والهمزة للإِنكار والتعجب من أحوالهم ، وإيراد الإِنسان مورد الضمير ، لأن مدار الإِنكار متعلق بأحواله من حيث هو إنسان . والمراد بالإِنسان الجنس . والخصيم إنما هو الكافر المنكر للبعث مطلقا .
وقوله : ( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ) عطف على الجملة المنفية ، داخل فى حيز الإِنكار والتعجب كأنه قيل : أو لم ير أنا خلقناه من أخس الأشياء وأمهنها ، فأظهر الخصومة فى أمر يشهد بصحته مبدأ فطرته شهادة بينة . . .
- البغوى : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
قوله تعالى : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم ) جدل بالباطل ) ( مبين ) بين الخصومة ، يعني : أنه مخلوق من نطفة ثم يخاصم فكيف لا يتفكر في بدء خلقه حتى يدع الخصومة .نزلت في أبي بن خلف الجمحي خاصم النبي - صلى الله عليه وسلم - في إنكار البعث ، وأتاه بعظم قد بلي ففتته بيده ، وقال : أترى يحيي الله هذا بعدما رم ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " نعم ويبعثك ويدخلك النار " فأنزل الله هذه الآيات .
- ابن كثير : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
قال مجاهد ، وعكرمة ، وعروة بن الزبير ، والسدي . وقتادة : جاء أبي بن خلف [ لعنه الله ] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم وهو يفتته ويذريه في الهواء ، وهو يقول : يا محمد ، أتزعم أن الله يبعث هذا ؟ فقال : " نعم ، يميتك الله تعالى ثم يبعثك ، ثم يحشرك إلى النار " . ونزلت هذه الآيات من آخر " يس " : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ) ، إلى آخرهن .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد ، حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا عثمان بن سعيد الزيات ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته بيده ، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أيحيي الله هذا بعد ما أرى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم ، يميتك الله ثم يحييك ، ثم يدخلك جهنم " . قال : ونزلت الآيات من آخر " يس " .
ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم ، عن هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، فذكره ولم يذكر " ابن عباس " .
وروي من طريق العوفي ، عن ابن عباس قال : جاء عبد الله بن أبي بعظم ففته وذكر نحو ما تقدم .
وهذا منكر ; لأن السورة مكية ، وعبد الله بن أبي ابن سلول إنما كان بالمدينة . وعلى كل تقدير سواء كانت هذه الآيات قد نزلت في أبي بن خلف ، أو [ في ] العاص [ بن وائل ] ، أو فيهما ، فهي عامة في كل من أنكر البعث . والألف واللام في قوله : ( أولم ير الإنسان ) للجنس ، يعم كل منكر للبعث .
( أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) أي : أولم يستدل من أنكر البعث بالبدء على الإعادة ، فإن الله ابتدأ خلق الإنسان من سلالة من ماء مهين ، فخلقه من شيء حقير ضعيف مهين ، كما قال تعالى : ( ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم ) [ المرسلات : 20 - 22 ] . وقال ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) [ الإنسان : 2 ] أي : من نطفة من أخلاط متفرقة ، فالذي خلقه من هذه النطفة الضعيفة أليس بقادر على إعادته بعد موته ؟ كما قال الإمام أحمد في مسنده :
حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا حريز ، حدثني عبد الرحمن بن ميسرة ، عن جبير بن نفير ، عن بسر بن جحاش ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوما في كفه ، فوضع عليها أصبعه ، ثم قال : " قال الله تعالى : ابن آدم ، أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ، حتى إذا سويتك وعدلتك ، مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت ، حتى إذا بلغت التراقي قلت : أتصدق وأنى أوان الصدقة ؟ " .
ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يزيد بن هارون ، عن جرير بن عثمان ، به . ولهذا قال :
- القرطبى : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
قوله تعالى : أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين
قوله تعالى : أولم ير الإنسان قال ابن عباس : الإنسان هو عبد الله بن أبي . وقال سعيد بن جبير : هو العاص بن وائل السهمي . وقال الحسن : هو أبي بن خلف الجمحي . وقاله ابن إسحاق ، ورواه ابن وهب عن مالك . أنا خلقناه من نطفة وهو اليسير من الماء ، نطف إذا قطر . فإذا هو خصيم مبين أي : مجادل في الخصومة مبين للحجة . يريد بذلك أنه صار به بعد أن لم يكن شيئا مذكورا خصيما مبينا ، وذلك أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعظم حائل فقال : يا محمد ، أترى أن الله يحيي هذا بعد ما رم ؟ ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : نعم ، ويبعثك الله ويدخلك النار فنزلت هذه الآية .
- الطبرى : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
القول في تأويل قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)
يقول تعالى ذكره ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ ) واخُتلف في الإنسان الذي عُني بقوله ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ ) فقال بعضهم: عُني به أُبي بن خلف.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عُمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى عن مجاهد، في قوله ( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) قال: أُبي بن خَلَف أتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعَظْم .
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن &; 20-554 &; مجاهد، قوله ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا ) أبي بن خلف .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) : ذُكر لنا أن أُبيَّ بن خلف، أتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعظم حائل، ففتَّه، ثم ذراه في الريح، ثم قال: يا محمد من يحيي هذا وهو رميم؟ قال: " والله يحييه، ثم يميته، ثم يُدخلك النار ؛ قال: فقتله رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم أُحد .
وقال آخرون: بل عني به: العاص بن وائل السَّهمي.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، قال: جاء العاص بن وائل السهمي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعظْم حائل، ففته بين يديه، فقال: يا محمد أيبعث الله هذا حيا بعد ما أرم؟ قال: نَعَمْ يَبْعَثُ اللهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ ثُمَّ يُحْييكَ، ثُمَّ يُدْخِلُك نَار جَهَنَّم "
قال: ونـزلت الآيات ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) .. " وإلى آخر الآية .وقال آخرون: بل عُنِي به: عبد الله بن أُبي.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ ) .. إلى قوله ( وَهِيَ رَمِيمٌ ) قال: جاء عبد الله بن أبي إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعظْم حائل فكسره بيده، ثم قال: يا محمد كيف يبعث الله هذا وهو رميم؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : يَبْعَثُ اللهُ هَذَا، ويُمِيتُكَ ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ ، فقال الله ( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ) .
فتأويل الكلام إذن: أو لم ير هذا الإنسان الذي يقول ( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) أنا خلقناه من نطفة فسويناه خلقا سَوِيًّا( فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ ) يقول: فإذا هو ذو خصومة لربه، يخاصمه فيما قال له ربه إني فاعل، وذلك إخبار لله إياه أنه مُحْيي خلقه بعد مماتهم، فيقول: مَنْ يحيي هذه العظام وهي رميم؟ إنكارا منه لقُدرة الله على إحيائها.
وقوله ( مُبِينٌ ) يقول: يبين لمن سمع خُصومته وقيله ذلك أنه مخاصم ربه الذي خلقه.
- ابن عاشور : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) لما أُبطلت شبه المشركين في إشراكهم بعبادة الله وإحالتهم قدرته على البعث وتكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم في إنبائه بذلك إبطالاً كليّاً ، عطف الكلام إلى جانب تسفيه أقوال جزئية لزعماء المكذبين بالبعث توبيخاً لهم على وقاحتهم وكفرهم بنعمة ربهم وهم رجال من أهل مكة أحسب أنهم كانوا يموهون الدلائل ويزينون الجدال للناس ويأتون لهم بأقوال إقناعية جارية على وفق أفهام العامة ، فقيل أريد ب { الإِنسان } أُبيّ بن خلف . وقيل أريد به العاصي بنُ وائل ، وقيل أبو جهل ، وفي ذلك روايات بأسانيد ، ولعل ذلك تكرر مرات تولى كلُّ واحد من هؤلاء بعضها .
قالوا في الروايات : جاء أحد هؤلاء الثلاثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده عَظْم إنسان رميم ففتّه وذرَاه في الريح وقال : يا محمد أتزعم أن الله يُحيي هذا بعد ما أَرَمَّ ( أي بَلِيَ ) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم .
فالتعريف في { الإنْسانُ } تعريف العهد وهو الإِنسان المعيّن المعروف بهذه المقالة يومئذٍ . وقد تقدم في سورة مريم ( 66 ) أن قوله تعالى : { ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حياً } نزل في أحدِ هؤلاء ، وذُكر معهم الوليد بن المغيرة . ونظير هذه الآية قوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه } في سورة القيامة } ( 3 ) .
ووجه حمل التعريف هنا على التعريف العهدي أنه لا يستقيم حملها على غير ذلك لأن جعله للجنس يقتضي أن جنس الإِنسان ينكرون البعث ، كيف وفيهم المؤمنون وأهلُ الملل ، وحملها على الاستغراق أبعد إلا أن يراد الاستغراق العُرفي وليس مثل هذا المقام من مواقعه . فأما قوله تعالى في سورة النحل ( 4 ) { : { خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين } فهو تعريف الاستغراق ، أي خلق كلَّ إنسان لأن المقام مقام الاستغراق الحقيقي .
والمراد بخَصِيمٌ في تلك الآية : أنه شديد الشكيمة بعد أن كان أصله نطفة ، فالجملة معطوفة على جملة { أو لم يروا أنَّا خلقنا لهم } [ يس : 71 ] الآية . والاستفهام كالاستفهام في الجملة المعطوففِ عليها . والرؤية هنا قلبية . وجملة { أَنَّا خَلَقْناهُ } سادّة مسدّ المفعولين كما تقدم في قوله تعالى : { أو لم يروا أنَّا خلقنا لهم مما عَمِلت أيدينا أنْعاماً } [ يس : 71 ] .
و«إذا» للمفاجأة . ووجه المفاجأة أن ذلك الإِنسان خلق ليعبد الله ويعلم ما يليق به فإذا لم يجر على ذلك فكأنه فاجأ بما لم يكن مترقباً منه مع إفادة أن الخصومة في شؤون الإِلهية كانت بما بادرَ به حين عقَل .
والخصيم فعيل مبالغة في معنى مفاعل ، أي مخاصم شديد الخصام .
والمبين : من أبان بمعنى بان ، أي ظاهر في ذلك .
وضرب المثل : إيجاده ، كما يقال : ضَرب خيمة ، وضَرب ديناراً ، وتقدم بيانه عند قوله تعالى :
{ إن اللَّه لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما } في سورة البقرة } ( 26 ) .
والمَثل : تمثيل الحالة ، فالمعنى : وأظهر للناس وأتى لهم بتشبيه حال قدرتنا بحال عجز الناس إذ أحال إحياءنا العظام بعد أن أرَمَّت
- إعراب القرآن : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
«أَوَلَمْ» الهمزة حرف استفهام والواو حرف عطف ولم جازمة «يَرَ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة «الْإِنْسانُ» فاعل «أَنَّا» أن واسمها «خَلَقْناهُ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة خبر والمصدر المؤول سد مسد مفعولي ير «مِنْ نُطْفَةٍ» متعلقان بخلقناه «فَإِذا» الفاء حرف عطف وإذا فجائية «هُوَ» مبتدأ «خَصِيمٌ» خبر والجملة معطوفة على لم ير لا محل لها «مُبِينٌ» صفة.
- English - Sahih International : Does man not consider that We created him from a [mere] sperm-drop - then at once he is a clear adversary
- English - Tafheem -Maududi : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ(36:77) Does *64 man not see that We created him of a sperm drop, and lo! he is flagrantly contentious? *65
- Français - Hamidullah : L'homme ne voit-il pas que Nous l'avons créé d'une goutte de sperme Et le voilà [devenu] un adversaire déclaré
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sieht denn der Mensch nicht daß Wir ihn aus einem Samentropfen erschaffen haben und doch ist er sogleich ein deutlicher Widersacher
- Spanish - Cortes : ¿No ve el hombre que le hemos creado de una gota Pues ¡ahí le tienes porfiador declarado
- Português - El Hayek : Acaso ignora o homem que o temos criado de uma gota de esperma Contudo eilo um oponente declarado
- Россию - Кулиев : Неужели человек не видит что Мы сотворили его из капли И вот он открыто препирается
- Кулиев -ас-Саади : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
Неужели человек не видит, что Мы сотворили его из капли? И вот он открыто препирается!Разве человек, который отказывается уверовать в воскрешение и сомневается в его истинности, не задумывается над тем, как он появился на свет? Если он задумается над тем, как Аллах создает человека из крошечной капли, которая проходит через множество стадий и превращается в ребенка, из которого вырастает красивый и сознательный человек, то у него не останется сомнений в том, что для Аллаха не составляет труда воскресить человека после смерти. Если он осознает, насколько велика разница между крошечной каплей и взрослым человеком, то поймет, что создать человека из небытия намного сложнее, чем воссоздать его после того, как его тело истлеет и разложится.
- Turkish - Diyanet Isleri : İnsan kendisini bir nutfeden yarattığımızı görmez mi ki hemen apaçık bir hasım kesilir ve kendi yaratılışını unutur da; "Çürümüş kemikleri kim yaratacak" diyerek Bize misal vermeye kalkar
- Italiano - Piccardo : Non vede l'uomo che lo abbiamo creato da una goccia di sperma Ed eccolo in spudorata polemica
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا ئادهمیزاد سهرنجی نهداوه که ئێمه بێگومان دروستمان کردووه له نوتفهیهك کهچی خێرا بووهته دوژمنێکی ئاشکراو دژایهتیمان دهکات
- اردو - جالندربرى : کیا انسان نے نہیں دیکھا کہ ہم نے اس کو نطفے سے پیدا کیا۔ پھر وہ تڑاق پڑاق جھگڑنے لگا
- Bosanski - Korkut : Kako čovjek ne vidi da ga Mi od kapi sjemena stvaramo i opet je otvoreni protivnik
- Swedish - Bernström : INSER människan inte att det är Vi som skapar henne av en droppe säd Och se där står hon en tänkande varelse färdig att tvista och argumentera
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apakah manusia tidak memperhatikan bahwa Kami menciptakannya dari setitik air mani maka tibatiba ia menjadi penantang yang nyata
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
(Apakah manusia tidak memperhatikan) apakah ia tidak mengetahui, orang yang dimaksud adalah Ashi bin Wail (bahwa Kami menciptakannya dari setitik air) yakni air mani, hingga Kami jadikan ia besar dan kuat (maka tiba-tiba ia menjadi penentang) yakni sangat memusuhi Kami (yang nyata) jelas menentangnya, tidak mau percaya kepada adanya hari berbangkit.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মানুষ কি দেখে না যে আমি তাকে সৃষ্টি করেছি বীর্য থেকে অতঃপর তখনই সে হয়ে গেল প্রকাশ্য বাকবিতন্ডাকারী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மனிதனை ஒரு துளி இந்திரியத்திலிருந்து நாமே நிச்சயமாகப் படைத்தோம் என்பதை அவன் பார்க்கவில்லையா அவ்வாறிருந்தும் அவன் நமக்கு வெளிப்படையான தர்க்க வாதியாகி விடுகிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : มนุษย์มิได้พิจารณาดูดอกหรือว่าเราได้บังเกิดเขามาจากน้ำอสุจิ แล้วจงดูซิ เขาได้กลายเป็นคู่ปรปักษ์ตัวฉกาจ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Инсон Биз уни нутфадан яратганимизни билмасми Энди эса у очиқойдин хусуматчи бўлиб турибди
- 中国语文 - Ma Jian : 难道人还不知道吗?我曾用精液创造他,而他忽然变成坦白的抗辩者。
- Melayu - Basmeih : Tidakkah manusia itu melihat dan mengetahui bahawa Kami telah menciptakan dia dari setitis air benih Dalam pada itu setelah Kami sempurnakan kejadiannya dan tenaga kekuatannya maka dengan tidak semenamena menjadilah ia seorang pembantah yang terang jelas bantahannya mengenai kekuasaan Kami menghidupkan semula orangorang yang mati
- Somali - Abduh : Miyuusan arag dadku oo ogayn Inaan ka abuuray dhibic markaas uu noqday dood badane cad
- Hausa - Gumi : Ashe kuma mutum bai ga cẽwa lalle Mũ Mun halitta shi daga maniyyi ba sai gã shi mai yawan husũma mai bayyanãwar husũmar
- Swahili - Al-Barwani : Kwani mwanaadamu haoni ya kwamba Sisi tumemuumba yeye kutokana na tone la manii Kisha sasa yeye ndio amekuwa ndiye mgomvi wa dhaahiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : A nuk sheh njeriu se si Ne e krijuam atë prej pikës së ujit farës – spermës e megjithatë ai është kundërshtar i hapët
- فارسى - آیتی : آيا آدمى كه اكنون خصمى آشكار است، نمىداند كه او را از نطفهاى آفريدهايم؟
- tajeki - Оятӣ : Оё одами, ки акнун хасме ошкор аст, намедонад, ки ӯро аз нутфае офаридаем?
- Uyghur - محمد صالح : ئىنسان بىلمەمدۇكى، بىز ھەقىقەتەن ئۇنى ئابىمەنىيدىن ياراتتۇق. ئەمدى ئۇ (پەرۋەردىگارىغا) ئاشكارا خۇسۇمەتچى بولۇپ قالدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മനുഷ്യനെ നാമൊരു ബീജകണത്തില് നിന്നാണ് സൃഷ്ടിച്ചതെന്ന് അവന് മനസ്സിലാക്കിയിട്ടില്ലേ. എന്നിട്ടിപ്പോള് അവനിതാ ഒരു പ്രത്യക്ഷശത്രുവായി മാറിയിരിക്കുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : اولم ير الانسان المنكر للبعث ابتداء خلقه فيستدل به على معاده انا خلقناه من نطفه مرت باطوار حتى كبر فاذا هو كثير الخصام واضح الجدال
*64) Here the disbelievers' question cited in verse 48 above, is being answered by reason and argument. The question, "When will the threat of Resurrection be carried out?" had not been asked with a view to find out the exact date of the coming of the Hereafter. But they asked it because they thought it was impossible, rather irrational, that human beings would be raised back to life after death. That is why, in reply to their question, arguments are being given for the possibility of the Hereafter.
According to the traditions related by Ibn 'Abbas, Qatadah and Said bin Jubair, one of the chiefs of Makkah, on this occasion, came up with a rotten bone of a dead person, from the graveyard. He broke and crushed it into pieces before the Holy Prophet and acattering its particles in the air, said.-"O Muhammad, you say that the dead will be raised back to life. Tell us who will give life to these decayed and rotten bones?" The answer was given immediately in the form of these verses.
*65) That is, "We caused the sperm-drop which contained nothing but the basic germ of life to develop to an extent that it started moving and eating like the animals. Furthermore, it has developed such powers of intellect and reasoning and disputation and speech, which arc not possessed by any animal; so mu ch so that now he dares stand up as an adversary before his Creator !"