- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَبَٰرَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰٓ إِسْحَٰقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِۦ مُبِينٌ
- عربى - نصوص الآيات : وباركنا عليه وعلى إسحاق ۚ ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين
- عربى - التفسير الميسر : وأنزلنا عليهما البركة. ومِن ذريتهما من هو مطيع لربه، محسن لنفسه، ومَن هو ظالم لها ظلمًا بيِّنًا بكفره ومعصيته.
- السعدى : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
{ وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ } أي: أنزلنا عليهما البركة، التي هي النمو والزيادة في علمهما وعملهما وذريتهما، فنشر اللّه من ذريتهما ثلاث أمم عظيمة: أمة العرب من ذرية إسماعيل، وأمة بني إسرائيل، وأمة الروم من ذرية إسحاق. { وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ } أي: منهم الصالح والطالح، والعادل والظالم الذي تبين ظلمه، بكفره وشركه، ولعل هذا من باب دفع الإيهام، فإنه لما قال: { وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وعلى إسحاق } اقتضى ذلك البركة في ذريتهما، وأن من تمام البركة، أن تكون الذرية كلهم محسنين، فأخبر اللّه تعالى أن منهم محسنا وظالما، واللّه أعلم.
- الوسيط لطنطاوي : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
ثم بين - سبحانه - مظهرا آخر من مظاهر فضله على نبيه إبراهيم فقال : ( وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصالحين . وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وعلى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ )
أى : ومن مظاهر تكريمنا لإبراهيم ، أننا بشرناه بولد آخر هو إسحاق ، الذى جعلناه نبيا من أنبيائنا الصالحين لحمل رسالتنا ، وأفضنا على إبراهيم وعلى إسحاق الكثير من بركاتنا الدينية والدنيوية ، بأن جعلنا عدداً كبيراً من الأنبياء من نسلهما .
ومع ذلك فقد اقتضت حكمتنا أن نجعل من ذريتهما من هو محسن فى قوله وعمله ، ومن هو ظالم لنفسه بالكفر والمعاصى ظلما واضحا بينا ، وسنجازى كل فريق بما يستحقه من ثواب أو عقاب .
هذا ومن الأحكام والآداب التى أخذها العلماء من هذه الآيات ما يأتى :
1 - أن الرسل جميعا قد جاءوا من عند الله - تعالى - بدين واحد فى أصوله ، وأن كل واحد منهم قد سار على نهج سابقه فى الدعوة إلى وحدانية الله ، وإلى مكارم الأخلاق ، وقد بين - سبحانه - فى مطلق هذه القصة ، أن إبراهيم كان من شيعة نوح - عليه السلام - أى : من أتباعه الذين ساروا على سنته فى دعوة الناس إلى عبادة الله وحده .
وقد أمر - عز وجل - نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقتدى بإخوانه السابقين من الأنبياء ، فقال : ( أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُدَاهُمُ اقتده ) 2 - أن تعاطى الحيل الشرعية من أجل إزالة المنكر ، أمر مشروع ، فإن إبراهيم - عليه السلام - لكى يقضى على الأصنام ، اعتذر لقومه عن الخروج معهم فى يوم عيدهم ، وقال لهم : إنى سقيم - بعد أن نظر فى النجوم .
وكان مقصده من وراء ذلك ، أن يختلى بالأصنام ليحطمها ، ويثبت لقومه أنها لا تصلح للألوهية .
3 - أن سنة الله - تعالى - قد اقتضت أن يراعى - بفضله وكرمه - عباده المخلصين ، وأن ينصرهم على أعدائهم ، الذين يبيتون لهم الشرور والسوء .
ونرى ذلك جليا فى هذه القصة ، فقد أضمر الكافرون لإِبراهيم الكيد والإِهلاك . فأنجاه الله - تعالى - من مكرهم ، كما قال - تعالى - : ( فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الأسفلين ) .
4 - أن على المؤمن إذا لم يتمكن من نشر دعوة الحق فى مكان معين أن ينتقل منه إلى مكان آخر متى كان قادرا على ذلك .
وهذا ما فعله إبراهيم - عليه السلام - فقد قال لقومه بعد أن يئس من صلاحهم ، وبعد أن نجاه الله من كيدهم : ( إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) .
5 - أن الدعاء متى صدر من نفس عامرة بالإِيمان والتقوى ، ومن قلب سليم من الهوى . . كان جديراً بالإِجابة .
فلقد تضرع إبراهيم إلى ربه أن يرزقه الذرية الصالحة ، فأجاب الله دعاءه .
كما حكى - سبحانه - ذلك فى قوله : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين . فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ )
ثم قال - سبحانه - بعد ذلك : ( وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصالحين ) .
6 - أن إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - قد ضربا أروع الأمثال فى صدق الإِيمان ، وفى الاستسلام لأمر الله - تعالى - وفى الرضاء بقضائه .
فكافأهما - عز وجل - على ذلك مكافأة جزيلة ، بأن جعل الذكر الحسن باقيا لإِبراهيم إلى يوم القيامة ، وبأن افتدى الذبيح بذبح عظيم .
قال - تعالى - : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ . وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين . سَلاَمٌ على إِبْرَاهِيمَ . كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين ) .
7 - أن الذبيح الذى ورد ذكره فى هذه القصة ، والذى افتداه الله - تعالى - بذبح عظيم ، هو إسماعيل - عليه السلام - وعلى ذلك سار جمهورالعلماء ، وم أدلتهم على ما ذهبوا إليه ما يأتى :
( أ ) أن سياق القصة يدل دلالة واضحة على أن الذبيح إسماعيل ، لأن الله - تعالى - حكى عن إبراهيم أنه تضرع إليه - تعالى -بقوله : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين ) فبشره - سبحانه - ( بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ ) ، وهذا الغلام عندما بلغ السن التى يمكنه معها مساعدة أبيه فى أعماله .
قال له أبوه : ( يابني إني أرى فِي المنام أَنِّي أَذْبَحُكَ فانظر مَاذَا ترى ) ثم افتدى الله - تعالى - هذا الغلام بذبح عظيم .
ثم قال - تعالى - بعد كل ذلك : ( وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصالحين ) .
وهذا يدل على أن المبشر به الأول وهو إسماعيل ، غير المبشر به الثانى وهو إسحاق .
( ب ) أن البشارة بمولد إسحاق - عليه السلام - قد جاء الحديث عنها مفصلا فى سورة هود . وظروف هذه البشارة وملابساتها ، تختلف عن الظروف والملابسات التى وردت هنا فى سورة الصافات ، وقد أشار إلى ذلك الإِمام السيوطى فقال :
وتأملت القرآن فوجدت فيه ما يقتضى القطع - أو ما يقرب منه - على أن الذبيح إسماعيل ، وذلك لأن البشارة وقعت مرتين :
مرة فى قوله - تعالى - ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحين . فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ . فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السعي قَالَ يابني إني أرى فِي المنام أَنِّي أَذْبَحُكَ . . ) .
فهذه الآية قاطعة فى أن المبشر به هو الذبيح .
ومرة فى قوله - فى سورة هود - ( وامرأته قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ ) فقد صرح فيها بأن المبشر به إٍسحاق ، ولم يكن بسؤال من إبراهيم ، بل قالت امرأته إنها عجوز ، وأنه شيخ ، وكان ذلك فى بلاد الشام ، لما جاءت الملائكة إليه ، بسبب قوم لوط ، وكان إبراهيم فى آخره عمره .
أما البشارة الأولى فكانت حين انتقل من العراق إلى الشام ، وحين كان سنه لا يستغرب فيه الولد ، ولذلك سأله ، فعلمنا بذلك أنهما بشارتان فى وقتين بغلامين ، أحدهما بغير سؤال وهو إسحاق ، والثانية قبل ذلك بسؤال وهو غيره ، فقطعنا بأنه إسماعيل وهو الذبيح .
ج - أن القول بأن الذبيح إسماعيل قد ورد - كما قال الإِمام ابن القيم - عن كثير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم . وأما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها .
ثم قال الإِمام ابن القيم : وسمعت شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله - يقول : هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب ، مع أنه باطل بنص كتابهم فإن فيه : إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه " بكره " وفى لفظ " وحيده " ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاد إبراهيم .
ومن العلماء الذين فصلوا القول فى هذه المسألة ، الإِمام ابن كثير ، فقد قال رحمه الله : " وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق ، وحكى ذلك عن طائفة من السلف ، حتى نقل عن بعض الصحابة - أيضاً - وليس ذلك فى كتاب ولا سنة ، وما أظن ذلك تُلُقَّى إلا عن أحبار أهل الكتاب ، وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل ، فإنه ذكر البشارة بالغلام الحليم ، وذكر أنه الذبيح ، ثم قال بعد ذلك : ( وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصالحين ) .
ولما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا ( إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ) وقال - تعالى - : ( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) أى : يولد له فى حياتهما ولد يسمى يعقوب ، فيكون من ذريته عقب ونسل .
وقد قدمنا أنه لا يجوز بعد ذلك أن يؤمر بذبحه وهو صغير ، لأن الله قد وعدهما بأنه سيعقب ، ويكون له نسل ، فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيراً ، وإسماعيل وصف هنا بالحلم ، لأنه مناسب لهذا المقام .
قال الآلوسى - رحمه الله - بعد أن ساق أقوال العلماء فى ذلك بالتفصيل : "
والذى أميل إليه أنه - أى الذبيح - إسماعيل - عليه السلام - ، بناء على أن ظاهر الآية يقتضيه ، وأنه المروى عن كثير من أئمة أهل البيت ، ولم أتيقن صحة حديث مرفوع يقتضى خلاف ذلك ، وحال أهل الكتاب لا يخفى على ذوى الألباب " .هذه بعض الأحكام والآداب التى يمكن أن نأخذها من هذه القصة ، التى حكاها - سبحانه - عن نبيه إبراهيم - عليه السلام - فى هذه السورة الكريمة ، وهناك أحكام وآداب أخرى يستطيع أن يستخلصها المتدبر فى هذه الآيات الكريمة .
- البغوى : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
( وباركنا عليه ) يعني : على إبراهيم في أولاده ، ( وعلى إسحاق ) بكون أكثر الأنبياء من نسله ، ( ومن ذريتهما محسن ) أي : مؤمن ، ) ( وظالم لنفسه ) أي : كافر ، ) ( مبين ) ظاهر .
- ابن كثير : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
وقوله : ( وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ) كقوله تعالى : ( قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ) [ هود : 48 ] .
- القرطبى : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
وباركنا عليه وعلى إسحاق أي ثنينا عليهما النعمة ، وقيل كثرنا ولدهما ، أي : باركنا على إبراهيم وعلى أولاده ، وعلى إسحاق حين أخرج أنبياء بني إسرائيل من صلبه . وقد قيل : إن الكناية في " عليه " تعود على إسماعيل وأنه هو الذبيح . قال المفضل : الصحيح الذي يدل عليه القرآن أنه إسماعيل ، وذلك أنه قص قصة الذبيح ، فلما قال في آخر القصة : وفديناه بذبح عظيم ثم قال : سلام على إبراهيم . كذلك نجزي المحسنين قال : وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين . وباركنا عليه أي : على إسماعيل " وعلى إسحاق " كنى عنه ; لأنه قد تقدم ذكره . ثم قال : " ومن ذريتهما " فدل على أنها ذرية إسماعيل وإسحاق ، وليس تختلف الرواة في أن إسماعيل كان أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة .
قلت : قد ذكرنا أولا ما يدل على أن إسحاق أكبر من إسماعيل ، وأن المبشر به هو إسحاق بنص التنزيل ، فإذا كانت البشارة بإسحاق نصا فالذبيح لا شك هو إسحاق ، وبشر به إبراهيم مرتين ، الأولى بولادته والثانية بنبوته ، كما قال ابن عباس . ولا تكون النبوة إلا في حال الكبر و " نبيا " نصب على الحال ، والهاء في عليه عائدة إلى إبراهيم وليس لإسماعيل في الآية ذكر حتى ترجع الكناية إليه . وأما ما روي من طريق معاوية قال : سمعت رجلا يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم - : يا ابن الذبيحين ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم . ثم قال معاوية : إن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم ، نذر لله إن سهل عليه أمرها ليذبحن أحد ولده لله ، فسهل الله عليه أمرها ، فوقع السهم على عبد الله ، فمنعه أخواله بنو مخزوم ، وقالوا : افد ابنك ، ففداه بمائة من الإبل وهو الذبيح ، وإسماعيل هو الذبيح الثاني فلا حجة فيه ; لأن سنده لا يثبت على ما ذكرناه في كتاب الأعلام في معرفة مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ولأن العرب تجعل العم أبا ، قال الله تعالى : قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وقال تعالى : ورفع أبويه على العرش وهما أبوه وخالته . وكذلك ما روي عن الشاعر الفرزدق عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لو صح إسناده ، فكيف وفي الفرزدق نفسه مقال .
قوله تعالى : ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين لما ذكر البركة في الذرية والكثرة قال : منهم محسن ومنهم مسيء ، وإن المسيء لا تنفعه بنوة النبوة ، فاليهود والنصارى ، وإن كانوا من ولد إسحاق ، والعرب وإن كانوا من ولد إسماعيل ، فلا بد من الفرق بين المحسن والمسيء والمؤمن والكافر ، وفي التنزيل : وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه الآية ، أي : أبناء رسل الله ، فرأوا لأنفسهم فضلا . وقد تقدم
- الطبرى : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
وقوله ( وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ ) يقول تعالى ذكره: وباركنا على إبراهيم وعلى إسحاق ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ ) يعني بالمحسن: المؤمن المطيع لله، المحسن في طاعته إياه ( وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ) ويعني بالظالم لنفسه: الكافر بالله، الجالب على نفسه بكفره عذاب الله وأليم عقابه ( مبين ) : يعني الذي قد أبان ظلمه نفسه بكفره بالله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله ( مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ) قال: المحسن: المطيع لله، والظالم لنفسه: العاصي لله.
- ابن عاشور : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)
وقوله : { وبركات عليك } في سورة [ هود : 48 ] .
و { على } للاستعلاء المجازي ، أي تمكُّن البركةِ من الإِحاطة بهما .
ولما ذكر ما أعطاهما نقل الكلام إلى ذريتهما فقال : { ومن ذُريتهما مُحسنٌ } ، أي عامل بالعمل الحسن ، { وظالِمٌ لنفسهِ } أي مشرك غير مستقيم للإِشارة إلى أن ذريتهما ليس جميعها كحالهما بل هم مختلفون؛ فمن ذرية إبراهيم أنبياء وصالحون ومؤمنون ومن ذرية إسحاق مثلهم ، ومن ذرية إبراهيم من حادوا عن سنن أبيهم مثل مشركي العرب ، ومن ذرية إسحاق كذلك مثل من كفر من اليهود بالمسيح وبمحمد صلّى الله عليهما ، ونظيره قوله تعالى :
{ قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين } في سورة [ البقرة : 124 ] .
وفيه تنبيه على أن الخبيث والطيّب لا يجري أمرهما على العِرق والعنصر فقد يلد البَرُّ الفاجرَ والفاجر البَّر ، وعلى أن فساد الأعقاب لا يُعدّ غضاضة على الآباء ، وأن مناط الفضل هو خصال الذات وما اكتسب المرء من الصالحات ، وأما كرامة الآباء فتكملة للكمال وباعث على الاتّسام بفضائل الخِلال ، فكان في هذه التكملة إبطال غرور المشركين بأنهم من ذرية إبراهيم ، وإنهّا مزية لكن لا يعادلها الدخول في الإِسلام وأنهم الأوْلى بالمسجد الحرام . قال أبو طالب في خطبة خديجة للنبيء صلى الله عليه وسلم «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وجعلنا رجال حرمه وسَدنة بيته» فكان ذلك قبل الإِسلام وقال الله تعالى لهم بعد الإِسلام : { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللَّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللَّه لا يستوون عند اللَّه } [ التوبة : 19 ] . وقال تعالى : { وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون } [ الأنفال : 34 ] وقال : { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا } [ آل عمران : 68 ] .
وقد ضرب الله هذه القصة مثلاً لحال النبي صلى الله عليه وسلم في ثباته على إبطال الشرك وفيما لقي من المشركين وإيماءً إلى أنه يهاجر من أرض الشرك وأن الله يهديه في هجرته ويهَب له أمّة عظيمة كما وهب إبراهيم أتباعاً ، فقال : { إن إبراهيم كان أمة } [ النحل : 120 ] .
وفي قوله تعالى : { ومن ذريتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبينٌ } مَثَل لحال النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه من أهل مكة ولحال المشركين من أهل مكة .
- إعراب القرآن : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
«وَبارَكْنا» الواو حرف عطف وماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها «عَلَيْهِ» متعلقان بباركنا «وَعَلى إِسْحاقَ» عطف على الجار والمجرور السابقين «وَمِنْ» الواو حرف استئناف ومن حرف جر «مِنْ ذُرِّيَّتِهِما» متعلقان بخبر مقدم «مُحْسِنٌ» مبتدأ مؤخر «وَظالِمٌ» معطوف على محسن «لِنَفْسِهِ» متعلقان بظالم «مُبِينٌ» صفة ظالم والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها
- English - Sahih International : And We blessed him and Isaac But among their descendants is the doer of good and the clearly unjust to himself
- English - Tafheem -Maududi : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ(37:113) And We blessed him and Isaac. Among the offspring of the two some did good and some plainly wronged themselves.
- Français - Hamidullah : Et Nous le bénîmes ainsi que Isaac Parmi leurs descendances il y a [l'homme] de bien et celui qui est manifestement injuste envers lui-même
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir segneten ihn und Ishaq Unter ihrer Nachkommenschaft gibt es manche die Gutes tun und manche die sich selbst offenkundig Unrecht zufügen
- Spanish - Cortes : Les bendijimos a él y a Isaac Y entre sus descendientes unos hicieron el bien pero otros fueron claramente injustos consigo mismos
- Português - El Hayek : E o abençoamos a ele e a Isaac Mas entre os seus descendentes há benfeitores e outros que são verdadeiros iníquospara consigo mesmos
- Россию - Кулиев : Мы благословили его и Исхака Исаака Среди их потомства есть творящие добро и поступающие явно несправедливо к самим себе
- Кулиев -ас-Саади : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
Мы благословили его и Исхака (Исаака). Среди их потомства есть творящие добро и поступающие явно несправедливо к самим себе.Мы приумножили их знания, праведные деяния и потомство. Благодаря этому Ибрахим стал отцом трех великих народов: арабов, израильтян и римлян. Арабы являются потомками пророка Исмаила, израильтяне - Йакуба, а римляне - Исхака. Среди них есть праведники и грешники, справедливые люди и несправедливые тираны, правоверные и неверующие многобожники. Очевидно, Всевышний Аллах сообщил об этом для того, чтобы люди не заблуждались относительно потомков Ибрахима. Когда Аллах благословляет человека, то это благословение распространяется и на его потомков, однако это не означает, что все потомки Ибрахима обязательно должны быть праведными и добродетельными. Именно поэтому Всевышний Аллах подчеркнул, что в роду Ибрахима есть и добропорядочные мужи, и грешники. Аллаху же об этом известно лучше всего.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kendisini ve İshak'ı mübarek kıldık; ikisinin soyundan iyi olan da vardır açıktan açığa kendisine yazık eden de vardır
- Italiano - Piccardo : Elargimmo su di lui e su Isacco [la pienezza della benedizione] Tra i loro discendenti c'è il virtuoso e colui che è palesemente ingiusto nei suoi stessi confronti
- كوردى - برهان محمد أمين : خێرو بهرهکهتمان ڕژاند بهسهر ئیبراهیم و بهسهرئیسحاقدا و لهنهوهی ههردووکیان واته ئیسماعلیل و ئیسحاق چاکان و پاکان ههروهها ئهو کهسانهش پهیدادهبن بهروونی ستهم له خۆیان دهکهن
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے ان پر اور اسحاق پر برکتیں نازل کی تھیں۔ اور ان دونوں اولاد کی میں سے نیکوکار بھی ہیں اور اپنے اپ پر صریح ظلم کرنے والے یعنی گنہگار بھی ہیں
- Bosanski - Korkut : i blagoslovili smo i njega i Ishaka; a među potomcima njihovim ima vjernika i nevjernika očitih
- Swedish - Bernström : Och Vi välsignade honom och Isak bland deras efterkommande finns såväl den som gör det goda och det rätta och den som begår uppenbar orätt till skada för sig själv
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kami limpahkan keberkatan atasnya dan atas Ishaq Dan diantara anak cucunya ada yang berbuat baik dan ada pula yang Zalim terhadap dirinya sendiri dengan nyata
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ
(Kami limpahkan keberkatan atasnya) dengan diperbanyak anak cucunya (dan atas Ishak) anak Nabi Ibrahim, yaitu Kami menjadikan kebanyakan para nabi dari keturunannya. (Dan di antara anak cucunya ada yang berbuat baik) maksudnya, yang beriman (dan ada pula yang lalim terhadap dirinya sendiri) yang kafir (dengan nyata) nyata kekafirannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাকে এবং ইসহাককে আমি বরকত দান করেছি। তাদের বংশধরদের মধ্যে কতক সৎকর্মী এবং কতক নিজেদের উপর স্পষ্ট জুলুমকারী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் நாம் அவர் மீதும் இஸ்ஹாக் மீதும் பாக்கியங்கள் பொழிந்தோம்; மேலும் அவ்விருவருடைய சந்ததியரில் நன்மை செய்பவர்களும் இருக்கின்றார்கள்; அன்றியும் தமக்குத் தாமே பகிரங்கமாக அநியாயம் செய்து கொள்வோரும் இருக்கின்றனர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเราได้ให้ความจำเริญแก่เขาและแก่อิสฮาก และในหมู่ลูกหลานของเขาทั้งสองนั้นมีผู้ทำความดีและมีผู้อธรรมแก่ตัวของเขาเองอย่างชัดแจ้ง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва унга ҳам Исҳоққа ҳам барака бердик Икковларининг зурриётидан гўзал амал қилгувчи ҳам ўзига очиқойдин зулм қилгувчи ҳам бўлур Иброҳимга ҳам Исҳоққа ҳам барака бердик Уларнинг наслидан Пайғамбарлар чиқадиган қилиб қўйдик Ким ўша Пайғамбарларга эргашса гўзал иш қилган бўлади Ким эргашмаса ўзига ўзи зулм қилган бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 我降福于他和易司哈格。他们俩的子孙中,将有行善者和公然自暴自弃者。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami limpahi berkat kepadanya dan kepada anaknya Ishak; dan di antara zuriat keturunan keduanya ada yang mengerjakan kebaikan dan ada pula yang berlaku zalim dengan nyata terhadap dirinya sendiri
- Somali - Abduh : Waana barakaynay Ibraahim iyo Isxaaqba waxaana ka mid ah faracooda mid samagala iyo mid naftiisa si cad u dulmiya
- Hausa - Gumi : Kuma Muka yi albarka a gare shi kuma ga Is'hãka Kuma daga cikin zurriyarsu akwai mai kyautatãwa da kuma maizãlunci dõmin kansa mai bayyanãwa ga zãluncin
- Swahili - Al-Barwani : Na tukambarikia yeye na Ishaqa Na miongoni mwa dhuriya zao walitokea wema na wenye kudhulumu nafsi zao waziwazi
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe Ne e bekuam atë dhe Is’hakun por në mesin e pasardhësve të tyre ka besimtarë dhe zullumqarë të hapët për veten e vet
- فارسى - آیتی : او و اسحاق را بركت داديم. و از فرزندانشان بعضى نيكوكار هستند و بعضى به آشكارا بر خود ستمكار.
- tajeki - Оятӣ : Ӯ на Исҳоқро баракат додем. Ва аз фарзандонашон баъзе некӯкор ҳастанд ва баъзе ба ошкоро бар худ ситамкор.
- Uyghur - محمد صالح : ئىبراھىمغا ۋە ئىسھاققا (دىننىڭ ۋە دۇنيانىڭ) بەرىكەتلىرىنى ئاتا قىلدۇق، ئۇلارنىڭ نەسلىدىن ياخشى ئىش قىلغۇچىلارمۇ، (گۇناھ ۋە كۇفرى بىلەن) ئۆزىگە ئاشكارا زۇلۇم قىلغۇچىلارمۇ چىقىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അദ്ദേഹത്തെയും ഇസ്ഹാഖിനെയും നാം അനുഗ്രഹിച്ചു. അവരിരുവരുടെയും സന്താനങ്ങളില് നല്ലവരുണ്ട്. തന്നോടുതന്നെ വ്യക്തമായ അതിക്രമം ചെയ്യുന്നവരുമുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : وانزلنا عليهما البركه ومن ذريتهما من هو مطيع لربه محسن لنفسه ومن هو ظالم لها ظلما بينا بكفره ومعصيته