- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ
- عربى - نصوص الآيات : يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ۚ إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب
- عربى - التفسير الميسر : يا داود إنا استخلفناك في الأرض وملَّكناك فيها، فاحكم بين الناس بالعدل والإنصاف، ولا تتبع الهوى في الأحكام، فيُضلك ذلك عن دين الله وشرعه، إن الذين يَضِلُّون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار؛ بغفلتهم عن يوم الجزاء والحساب. وفي هذا توصية لولاة الأمر أن يحكموا بالحق المنزل من الله، تبارك وتعالى، ولا يعدلوا عنه، فيضلوا عن سبيله.
- السعدى : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ } تنفذ فيها القضايا الدينية والدنيوية، { فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ } أي: العدل، وهذا لا يتمكن منه، إلا بعلم بالواجب، وعلم بالواقع، وقدرة على تنفيذ الحق، { وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى } فتميل مع أحد، لقرابة أو صداقة أو محبة، أو بغض للآخر { فَيُضِلَّكَ } الهوى { عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } ويخرجك عن الصراط المستقيم، { إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } خصوصا المتعمدين منهم، { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } فلو ذكروه ووقع خوفه في قلوبهم، لم يميلوا مع الهوى الفاتن.
- الوسيط لطنطاوي : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
ثم ختم - سبحانه - هذه القصة ، بتلك التوجيهات الحكيمة ، والآداب القويمة ، التى وجهها - سبحانه - إلى كل حاكم فى شخص داود - عليه السلام - فقال : ( ياداوود إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض . . ) والخليقة : هو من يخلف غيره وينوب منابه ، فهو فعيل بمعنى فاعل . والتاء فيه للمبالغة . أى : يا داود إنا جعلناك - بفضلنا ومنتنا - خليفة ونائبا عنا فى الأرض ، لتتولى سياسة الناس ، ولترشدهم إلى الصراط المستقيم .
والجملة الكريمة مقولة لقول محذوف معطوفة على ما سبقتها . أى : فغفرنا له ذلك وقلنا له يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض . ويصح أن تكون مستأنفة لبيان مظاهر الزلفى والمكانة الحسنة التى وهبها - سبحانه - لداود؟ حيث جعله خليفة فى الأرض .
والفاء فى قوله - تعالى - : ( فاحكم بَيْنَ الناس بالحق وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى . . ) للتفريع ، أو هى جواب لشرط مقدر . والهوى : ميل النفس إلى رغباتها بدون تحر للعدل والصواب .
أى : إذا كان الأمر كما أخبرناك فاحكم - يا داود - بين الناس بالحكم الحق الذى أرشدك الله - تعالى - إليه ، وواظب على ذلك فى جميع الأزمان والأحوال : ولا تتبع هوى النفس وشهواتها ، فإن النفس أمارة بالسوء .
وقوله - سبحانه - ( فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله . . . ) بيان للمصير السيئ الذى يؤدى إليه اتباع الهوى فى الأقوال والأحكام .
وقوله ( فَيُضِلَّكَ ) منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية ، على أنه جواب للنهى السابق . أى : ولا تتبع الهوى ، فإن اتباعك له ، يؤدى بك إلى الضلال عن طريق الحق ، وعن مخالفة شرع الله - تعالى - ودينه .
ثم بين - سبحانه - عاقبة الذين يضلون عن سبيله فقال : ( إِنَّ الذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الحساب ) .
أى : إن الذين يضلون عن دين الله وعن طريقه وشريعته ، بسبب اتباعهم للهوى ، لهم عذاب شديد لا يعلم مقداره إلا الله - تعالى - لأنهم تركوا الاستعداد ليوم الحساب ، وما فيه من ثواب وعقاب .
هذا ، ومن الأحكام والآداب التى أخذها العلماء من هذه الآيات ما يأتى :
1 - سمو منزلة داود - عليه السلام - عند ربه ، فقد افتتحت هذه الآيات ، بأن أمر الله - تعالى - رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتذكر ما حدث لأخيه داود . ليكون هذا التذكير تسلية له عما أصابه من المشركين وعونا له على الثبات والصبر .
ثم وصف - سبحانه - عبده داود بأنه كان قويا فى دينه ، ورجاعا إلى ما يرضى ربه ، وأنه - سبحانه - قد وهبه نعما عظيمة ، وآتاه الحكمة وفصل الخطاب .
ثم ختمت هذه الآيات - أيضا - بالثناء على داود - عليه السلام - حيث قال - سبحانه - : ( وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى وَحُسْنَ مَآبٍ ) . وببيان أنه - تعالى - قد جعله خليفة فى الأرض .
ومن الأحاديث التى وردت فى فضله - عليه السلام - ما أخرجه البخاري فى تاريخه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر داود ، وحدث عنه قال : " كان أعبد البشر " .
وأخرجه الديلمى عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ينبغى لأحد أن يقول إنى أعبد من داود " .
2 - أن قصة الخصمين اللذين تسورا على داود المحراب ، قصة حقيقية ، وأن الخصومة كانت بين اثنين من الناس فى شأن غنم لهما ، وأنهما حين دخلا عليه بتلك الطريقة الغريبة التى حكاها القرآن الكريم ، فزع منهما داود - عليه السلام - وظن أنهما يريدان الاعتداء عليه ، وأن الله - تعالى - يريد امتحانه وثباته أمام أمثال هذه الأحداث .
فلما تبين لداود بعد ذلك أن الخصمين لا يريدان الاعتداء عليه ، وإنما يريدان التحاكم إليه فى مسألة معينة ، استغفر ربه من ذلك الظن السابق - أى ظن الاعتداء عليه فغفر الله - تعالى - له . .
والذى يتدبر الآيات الكريمة يراها واضحة وضوحا جليا فى تأييد هذا المعنى .
قال أبو حيان ما ملخصه - بعد أن ذكر جملة من الآراء - : والذى أذهب إليه ما دل عليه ظاهر الآية من أن المتسورين للمحراب كانوا من الإِنس ، دخلوا عليه من غير المدخل ، وفى غير وقت جلوسه للحكم وأنه فزع منهم ظانا أنهم يغتالونه ، إذ كان منفردا فى محرابه لعبادة ربه ، فلما اتضح له أنهم جاءوا فى حكومته ، وبرز منهم اثنان للتحاكم . . . وأن ما ظنه غير واقع ، استغفر من ذلك الظن ، حيث اختلف ولم يقع مظنونة ، وخر ساجدا منيبا إلى الله - تعالى - فغفر الله له ذلك الظن ، ولذلك أشار بقوله : ( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ ) ولم يتقدم سوى قوله - تعالى - : ( وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ) ويعلم قطعا أن الأنبياء معصومون من الخطايا ، ولا يمكن وقوعهم فى شئ منها ، ضرورة أننا لو جوزنا عليهم شيئا من ذلك لبطلت الشرائع ، ولم نثق بشئ مما يذكرون أنه أوحى الله به إليهم ، فما حكى الله - تعالى - فى كتابه . يمر على ما أراده - تعالى - ، وما حكى القصاص مما فيه غض من منصب النبوة ، طرحناه .
2 - ومع أن ما ذكرناه سابقا ، وما نقلناه عن الإِمام أبى حيان ، هو المعنى الظاهر من الآيات ، وهو الذى تطمئن إليه النفس ، لأنه يتناسب مع مكانة داود - عليه السلام - ، ومع ثناء الله - تعالى - عليه وتكريمه له .
أقول مع كل ذلك ، إلا أنا وجدنا كثيرا من المفسرين عند حديثهم عن قصة الخصوم الذين تسوروا على داود المحراب ، يذكرون قصصا فى نهاية النكارة ، وأقوالا فى غاية البطلان والفساد .
فمثلا نرى ابن جرير وغيره يذكرون قصة مكذوبة ملخصها : " أن داود - عليه السلام - كان يصلى فى محرابه . . . ثم تطلع من نافذة المكان الذى كان يصلى فيه ، فرأى امرأة جميلة فأرسل إليها فجاءته ، فسألها عن زوجها فأخبرته بأن زوجها ، اسمه " أوريا " وأنه خرج مع الجيش الذى يحارب الأعداء . . فأمر داود - عليه السلام - قائد الجيش أن يجعله فى المقدمة لكى يكون عرضة للقتل .
. وبعد قتله تزوج داود بتلك المرأة . .
ونرى صاحب الكشاف بعد أن يذكر هذه القصة ، ثم يعلق عليها بقوله : "
فهذا ونحوه مما يقبح أن يُحَدَّثَ به عن بعض المتسمين بالصلاح من أبناء المسلمين ، فضلا عن بعض أعلام الأنبياء . . " نراه يذكر معها قصصا أخرى ملخصها : أن داود - عليه السلام - لم يعمل على قتل " أوريا " وإنما سأله أن يتنازل له عن امرأته ، فانصاع لأمره وتنازل له عنها . . أو أنه خطبها بعد أن خطبها " أوريا " فآثر أهلها داود على " أوريا " .قال صاحب الكشاف : كان أهل زمان داود - عليه السلام - يسأل بعضهم بعضا أن ينزل له عن امرأته ، فيتزوجها إذا أعجبته ، وكان لهم عادة فى المواساة بذلك قد اعتادوهها . . فاتفق أن عين داود وقعت على امرأة رجل يقال له "
أوريا " فأحبها ، فسأله النزول عنها ، فاستحيا أن يرده ، ففعل ، فتزوجها ، وهى أم سليمان - عليه السلام - وقيل : خطبها " أوريا " ثم خطبها داود فآثر أهلها داود على أوريا . .والذى نراه أن هذه الأقوال وما يشبهها عارية عن الصحة ، وينكرها النقل والعقل ، ولا يليق بمؤمن أن يقبل شيئا منها . .
ينكرها النقل : لأنها لم تثبت من طريق يعتد به ، بل الثابت أنها مكذوبة .
قال ابن كثير : قد ذكر المفسرون ها هنا قصة ، أكثرها مأخوذ من الإِسرائيليات ، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ، ولكن روى ابن أبى حاتم حديثا لا يصح سنده ، لأنه من رواية يزيد الرقاشى ، عن أنس - ويزيد وإن كان من الصالحين - لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة . .
وقال السيوطى : القصة التى يحكونها فى شأن المرأة وأنها أعجبته ، وأنه أرسل زوجها مع البعث حتى قتل ، أخرجها ابن أبى حاتم من حديث أنس مرفوعا ، وفى إسناده ابن لهيعة ، وحاله معروف - عن ابن صخر ، عن زيد الرقاشى ، وهو ضعيف . .
وقال البقاعى : وتلك القصة وأمثالها من كذب اليهود - وقد أخبرنى بعض من أسلم منهم أنهم يتعمدون ذلك فى حق داود - عليه السلام - لأن عيسى - عليه السلام - من ذريته ، ليجدوا سبيلا إلى الطعن فيه .
إذا فهذه القصص وتلك الأقوال غير صحيحة من ناحية النقل ، لأن رواتها معروفون بالضعف . وبالنقل عن الإِسرائيليات .
ويروى أن الإِمام عليا - رضى الله عنه - قال : "
من حدث بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدته مائة وستين جلدة ، وهو حد الفرية على الأنبياء " .وهى غير صحيحة من ناحية العقل ، لأنه ليس من المعقول أن يمدح الله - تعالى - نبيه داود هذا المدح فى أول الآيات وفى آخرها كما سبق أن أشرنا ، ثم نرى بعد ذلك من يتهمه بأنه أعجب بامرأة ، ثم تزوجها بعد أن احتال لقتل زوجها ، بغير حق .
أو طلب منه التنازل له عنها ، أو خطبها على خطبته .
إن هذه الأفعال يتنزه عنها كثير من الناس الذين ليسوا بأنبياء ، فكيف يفعلها واحد من أعلام الأنبياء . هو داود - عليه السلام - الذى مدحه الله - تعالى - بالقوة فى دينه . وبكثرة الرجوع إلى ما يرضى الله - تعالى - ، وبأنه - سبحانه - آتاه الحكمة وفصل الخطاب . وبأن له عند ربه ( لزلفى وَحُسْنَ مَآبٍ ) .
والخلاصة : أن كل ما قيل عند تفسير هذه الآيات ، مما يتصل بزواج داود بتلك المرأة أو بزوجها لا أساس له من الصحة . لأنه لم يقم عليه دليل أو ما يشبه الدليل . بل قام الدليل على عدم صحته إطلاقا . لأنه يتنافى مع عصمة الأنبياء . الذين صانهم الله - تعالى - من ارتكاب ما يخدش الشرف والمروءة قبل النبوة وبعدها .
قال الإِمام ابن حزم ما ملخصه : "
ما حكاه الله - تعالى - عن داود قول صادق صحيح . لا يدل على شئ مما قاله المستهزئون الكاذبون المتعلقون بخرافات ولَّدها اليهود .وإنما كان ذلك الخصم قوما من بنى آدم بلا شك . مختصيمن فى نعاج من الغنم .
ومن قال إنهم كانوا ملائكة معرضين بأمر النساء . فقد كذب الله - تعالى - ما لم يقل ، وزاد فى القرآن ما ليس فيه . . لأن الله - تعالى - يقول : ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخصم ) فقال لهو : لم يكونوا خصمين . ولا بغى بعهضم على بعض . ولا كان لأحدهما تسع وتسعون نعجة . ولا كان للآخر نعجة واحدة ولا قال له : ( أَكْفِلْنِيهَا . . ) .
4 - هذا : وهناك أقوال أخرى ذكرها المفسرون عند تفسيرهم لهذه الآيات . منها : أن استغفار داود - عليه السلام - إنما كان سببه أنه قضى لأحد الخصمين قبل أن يسمع حجة الآخر .
قال الإِمام الرازى ما ملخصه : لم لا يجوز أن يقال إن تلك الزالة التى جعلت داود يستغفر ربه - إنما حصلت لأنه قضى لأحد الخصمين ، قبل أن يسمع كلام الخصم الآخر ، فإنه لما قال له : ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ . . ) فحكم عليه بكونه ظالما بمجرد دعوى الخصم بغير بينة لكون هذا الخصم مخالفا للصواب ، فعند هذا اشتغل داود بالاستغفار والتوبة ، إلا أن هذا من باب ترك الأولى والأفضل .
والذى نراه أن هذا القول بعيد عن الصواب ، ولا يتناسب مع منزلة داود - عليه السلام - الذى آتاه الله الحكمة وفصل الخطاب ، وذلك لأن من أصول القضاء وأولياته ، أن لا يحكم القاضى بين الخصمين أو الخصوم إلا بعد سماع حججهم جميعا ، فكيف يقال بعد ذلك أن داود قضى لأحد الخصمين قبل أن يستمع إلى كلام آخر .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : كيف سارع داود إلى تصديق أحد الخصمين ، حتى ظلم الآخر قبل استماع كلامه؟ .
قلت : ما قال داود ذلك إلا بعد اعتراف صاحبه ، ولكنه لم يحك فى القرآن لأنه معلوم ، ويروى أنه قال : أريد أخذها منه وأكمل نعانجى مائة فقال داود : إن رمت ذلك ضربنا منك هذا وهذا . وأشار إلى طرف الأنف والجبهة . .
ومنهم من يرى ، أن استغفار داود - عليه السلام - كان سببه : أن قوما من الأعداء أرادوا قتله ، فتسوروا عليه المحراب ، فلما دخلوا عليه لقصد قتله وجدوا عنده أقواما . فلم يستطيعوا تنفيذ ما قصدوه ، وتصنعوا هذه الخصومة فعلم داود قصدهم ، وعزم على الانتقام منهم ، ثم عفا عنهم ، واستغفر ربه مما كان قد عزم عليه ، لأنه كان يرى أن الأليق به العفو لا الانتقام .
وهذا القول - وإن كان لا بأس به من حيث المعنى - إلا ان الرأى الذى سقناه سابقا ، والذى ذهب إليه الإِمام أبو حيان ، أرجح وأقرب إلى ما هو ظاهر من معنى الآيات .
وملخصه : أن الخصومة حقيقية بين اثنتين من البشر ، واستغفار داود - عليه السلام - سببه أنه ظن أنهم جاءوا لاغتياله ولإِيذائه ، وأن هذا ابتلاء من الله - تعالى - ابتلاه به ، ثم تبين له بعد ذلك أنهم ما جاءوا للاعتداء عليه وإنما جاءوا ليقضى بينهم فى خصومة ، فاستغفر ربه من ذلك الظن . فغفر الله - تعالى - له .
ولعلنا بهذا البيان نكون قد وفقنا للصواب ، فى تفسير هذه الآيات الكريمة ، التى ذكر بعض المفسرين عند تفسيرها أقوالا وقصصا لا يؤيدها عقل أو نقل ، ولا يليق بمسلم أن يصدقها ، لأنها تتنافى مع عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - الذين اختارهم الله - تعالى - لتبليغ دعوته ، وحمل رسالته . وإرشاد الناس إلى إخلاص العبادة له - سبحانه - وإلى مكارم الأخلاق ، وحميد الخصال .
- البغوى : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
قوله تعالى : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) تدبر أمور العباد بأمرنا ، ( فاحكم بين الناس بالحق ) بالعدل ، ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) أي بأن تركوا الإيمان بيوم الحساب . وقال الزجاج : بتركهم العمل لذلك اليوم .
وقال عكرمة والسدي : في الآية تقديم وتأخير ، تقديره : لهم عذاب شديد يوم الحساب بما نسوا ، أي : تركوا القضاء بالعدل .
- ابن كثير : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
هذه وصية من الله - عز وجل - لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله وقد توعد [ الله ] تعالى من ضل عن سبيله ، وتناسى يوم الحساب ، بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا هشام بن خالد حدثنا الوليد ، حدثنا مروان بن جناح ، حدثني إبراهيم أبو زرعة - وكان قد قرأ الكتاب - أن الوليد بن عبد الملك قال له : أيحاسب الخليفة فإنك قد قرأت الكتاب الأول ، وقرأت القرآن وفقهت ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين أقول ؟ قال : قل في أمان . قلت يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أو داود ؟ إن الله - عز وجل - جمع له النبوة والخلافة ثم توعده في كتابه فقال : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون ) الآية .
وقال عكرمة : ( لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) هذا من المقدم والمؤخر لهم عذاب شديد يوم الحساب بما نسوا .
وقال السدي : لهم عذاب شديد بما تركوا أن يعملوا ليوم الحساب .
وهذا القول أمشى على ظاهر الآية فالله أعلم .
- القرطبى : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
قوله تعالى : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب .
فيه خمس مسائل : الأولى : قوله تعالى : إنا جعلناك خليفة في الأرض أي ملكناك لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، فتخلف من كان قبلك من الأنبياء والأئمة الصالحين . وقد مضى في [ البقرة ] القول في الخليفة وأحكامه مستوفى ، والحمد لله .
الثانية : قوله تعالى : فاحكم بين الناس بالحق أي بالعدل ، وهو أمر على الوجوب ، وقد ارتبط هذا بما قبله ، وذلك أن الذي عوتب عليه داود طلبه المرأة من زوجها وليس ذلك بعدل . فقيل له بعد هذا : فاحكم بين الناس بالعدل ولا تتبع الهوى أي لا تقتد بهواك المخالف لأمر الله . فيضلك عن سبيل الله أي عن طريق الجنة . إن الذين يضلون عن سبيل الله أي يحيدون عنها ويتركونها لهم عذاب شديد في النار بما نسوا يوم الحساب أي بما تركوا من سلوك طريق الله ، فقوله : نسوا أي : تركوا الإيمان به ، أو تركوا العمل به فصاروا كالناسين . ثم قيل : هذا لداود لما أكرمه الله بالنبوة . وقيل : بعد أن تاب عليه وغفر خطيئته .
الثالثة : الأصل في الأقضية قوله تعالى : ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق وقوله : وأن احكم بينهم بما أنزل الله وقوله تعالى : لتحكم بين الناس بما أراك الله وقوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط الآية . وقد تقدم الكلام فيه .
الرابعة : قال ابن عباس في قوله تعالى : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله قال : إن ارتفع لك الخصمان فكان لك في أحدهما هوى ، فلا تشته في نفسك الحق له ليفلج على صاحبه ، فإن فعلت محوت اسمك من نبوتي ، ثم لا تكون خليفتي ولا أهل كرامتي . فدل هذا على بيان وجوب الحكم بالحق ، وألا يميل إلى أحد الخصمين لقرابة أو رجاء نفع ، أو سبب يقتضي الميل من صحبة أوصداقة ، أو غيرهما . وقال ابن عباس : إنما ابتلي سليمان بن داود عليه السلام ; لأنه تقدم إليه خصمان فهوي أن يكون الحق لأحدهما . وقال عبد العزيز بن أبي رواد : بلغني أن قاضيا كان في زمن بني إسرائيل ، بلغ من اجتهاده أن طلب إلى ربه أن يجعل بينه وبينه علما ، إذا هو قضى بالحق عرف ذلك ، وإذا هو قصر عرف ذلك ، فقيل له : ادخل منزلك ، ثم مد يدك في جدارك ، ثم انظر حيث تبلغ أصابعك من الجدار فاخطط عندها خطا ، فإذا أنت قمت من مجلس القضاء ، فارجع إلى ذلك الخط فامدد يدك إليه ، فإنك متى ما كنت على الحق فإنك ستبلغه ، وإن قصرت عن الحق قصر بك ، فكان يغدو إلى القضاء وهو مجتهد فكان لا يقضي إلا بحق ، وإذا قام من مجلسه وفرغ لم يذق طعاما ولا شرابا ، ولم يفض إلى أهله بشيء من الأمور حتى يأتي ذلك الخط ، فإذا بلغه حمد الله وأفضى إلى كل ما أحل الله له من أهل أو مطعم أو مشرب . فلما كان ذات يوم وهو في مجلس القضاء ، أقبل إليه رجلان يريدانه : فوقع في نفسه أنهما يريدان أن يختصما إليه ، وكان أحدهما له صديقا وخدنا ، فتحرك قلبه عليه محبة أن يكون الحق له فيقضي له ، فلما أن تكلما دار الحق على صاحبه فقضى عليه ، فلما قام من مجلسه ذهب إلى خطه كما كان يذهب كل يوم ، فمد يده إلى الخط فإذا الخط قد ذهب وتشمر إلى السقف ، وإذا هو لا يبلغه ، فخر ساجدا وهو يقول : يا رب شيئا لم أتعمده ولم أرده ، فبينه لي . فقيل له : أتحسبن أن الله تعالى لم يطلع على خيانة قلبك ، حيث أحببت أن يكون الحق لصديقك لتقضي له به ، قد أردته وأحببته ، ولكن الله قد رد الحق إلى أهله وأنت كاره . وعن ليث قال : تقدم إلى عمر بن الخطاب خصمان فأقامهما ، ثم عادا فأقامهما ، ثم عادا ففصل بينهما ، فقيل له في ذلك ، فقال : تقدما إلي فوجدت لأحدهما ما لم أجد لصاحبه ، فكرهت أن أفصل بينهما على ذلك ، ثم عادا فوجدت بعض ذلك له ، ثم عادا وقد ذهب ذلك ففصلت بينهما . وقال الشعبي : كان بين عمر وأبي خصومة ، فتقاضيا إلى زيد بن ثابت ، فلما دخلا عليه أشار لعمر إلى وسادته ، فقال عمر : هذا أول جورك ، أجلسني وإياه مجلسا واحدا ، فجلسا بين يديه .
الخامسة : هذه الآية تمنع من حكم الحاكم بعلمه ; لأن الحكام لو مكنوا أن يحكموا بعلمهم لم يشأ أحدهم إذا أراد أن يحفظ وليه ويهلك عدوه إلا ادعى علمه فيما حكم به . ونحو ذلك روي عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر ، قال : لو رأيت رجلا على حد من حدود الله ، ما أخذته حتى يشهد على ذلك غيري . وروي أن امرأة جاءت إلى عمر فقالت له : احكم لي على فلان بكذا ، فإنك تعلم ما لي عنده . فقال لها : إن أردت أن أشهد لك فنعم ، وأما الحكم فلا . وفي صحيح مسلم عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بيمين وشاهد ، وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه اشترى فرسا فجحده البائع ، فلم يحكم عليه بعلمه وقال : من يشهد لي ؟ فقام خزيمة فشهد فحكم . خرج الحديث أبو داود وغيره ، وقد مضى في [ البقرة ] .
- الطبرى : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
وقوله ( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ ) يقول تعالى ذكره: وقلنا لداود: يا داود إنا استخلفناك في الأرض من بعد من كان قبلك من رسلنا حكما ببن أهلها.
كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً ) ملَّكه في الأرض ( فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) يعني: بالعدل والإنصاف ( وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى ) يقول: ولا تؤثر هواك في قضائك بينهم على الحق والعدل فيه, فتجور عن الحقّ( فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) يقول: فيميل بك اتباعك هواك في قضائك على العدل والعمل بالحقّ عن طريق الله الذي جعله لأهل الإيمان فيه, فتكون من الهالكين بضلالك عن سبيل الله.
وقوله ( إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) يقول تعالى ذكره: إن الذين يميلون عن سبيل الله, وذلك الحقّ الذي شرعه لعباده, وأمرهم بالعمل به, فيجورون عنه في الدنيا, لهم في الآخرة يوم الحساب عذاب شديد على ضلالهم عن سبيل الله بما نسوا أمر الله, يقول: بما تركوا القضاء بالعدل, والعمل بطاعة الله ( يَوْمِ الْحِسَابِ ) من صلة العذاب الشديد.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك, قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا هشيم, قال: أخبرنا العوّام, عن عكرمة, في قوله ( عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) قال: هذا من التقديم والتأخير, يقول: لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قوله ( بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) قال: نُسوا: تركوا.
- ابن عاشور : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)
مقول قول محذوف معطوف على { فغفرنا له ذلك } [ ص : 25 ] أي صفَحنا عنه وذكرناه بنعمة المُلك ووعظناه ، فجمع له بهذا تنويهاً بشأنه وإرشاداً للواجب . وافتتاح الخطاب بالنداء لاسترعاء وَعْيه واهتمامه بما سيقال له .
والخليفة : الذي يخلف غيره في عمللٍ ، أي يقوم مقامه فيه ، فإن كان مع وجود المخلوف عنه قيل : هو خليفة فُلان ، وإن كان بعدما مضى المخلوف قيل : هو خليفة مِن فلان . والمراد هنا : المعنى الأول بقرينة قوله : { فاحكم بين الناس بالحق } .
فالمعنى : أنه خليفة الله في إنفاذ شرائعه للأمة المجعول لها خليفة مما يوحي به إليه ومما سبق من الشريعة التي أوحي إليه العمل بها . وخليفةٌ عن موسى عليه السلام وعن أحبار بني إسرائيل الأولين المدعوين بالقُضاة ، أو خليفة عمن تقدمه في الملك وهو شاول .
و { الأرض } : أرض مملكته المعهودة ، أي جعلناك خليفة في أرض إسرائيل . ويجوز أن يجعل الأرض مراداً به جميع الأرض فإن داود كان في زمنه أعظم ملوك الأرض فهو متصرف في مملكته ويَخاف بأسَه ملوكُ الأرض فهو خليفة الله في الأرض إذ لا ينفلت شيء من قبضته ، وهذا قريب من الخلافة في قوله تعالى : { ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم } [ يونس : 14 ] وقوله : { ويجعلكم خلفاء الأرض } [ النمل : 62 ] .
وهذا المعنى خلاف معنى قوله تعالى : { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } [ البقرة : 30 ] فإن الأرض هنالك هي هذه الكرة الأرضية . قال ابن عطية : ولا يقال خليفة الله إلا لرسوله صلى الله عليه وسلم وأما الخلفاء فكل واحد منهم خليفةُ الذي قبلَه ، ألاَ ترى أن الصحابة رضي الله عنهم حرّروا هذا المعنى فقالوا لأبي بكر رضي الله عنه : يا خليفة رسول الله ، وبهذا كان يدعى بذلك مدة حياته ، فلما ولي عمر قالوا : يا خليفةَ خليفة رسول الله فطال ورأوْا أنه سيطول أكثر في المستقبل إذا ولي خليفة بعد عمر فدعوا عُمر أميرَ المؤمنين ، وقصر هذا على الخلفاء ، وما يجيء في الشعر من دعاء أحد الخلفاء خليفة الله فذلك تجوّز كما قال ابنُ قيسسِ الرقياتِ :
خليفة الله في بريته ... جَفَّت بذاك الأقلام والكتب
وفُرع على جعله خليفة أمرُه بأن يحكم بين الناس بالحق للدلالة على أن ذلك واجبه وأنه أحق الناس بالحكم بالعدل ، ذلك لأنه هو المرجع للمظلومين والذي تُرفع إليه مظالم الظلمة من الولاة فإذا كان عادلاً خشيهُ الولاة والأمراء لأنه ألف العدل وكره الظلم فلا يُقر ما يجري منه في رعيته كلما بلغه فيكون الناس في حذر من أن يصدر عنهم ما عسى أن يرفع إلى الخليفة فيقتص من الظالم ، وأمّا إن كان الخليفة يظلم في حكمه فإنه يألف الظلم فلا يُغضبه إذا رفعت إليه مظلمة شخص ولا يحرص على إنصاف المظلوم .
وفي «الكشاف» : أن بعض خلفاء بني أمية قال لعمر بن عبد العزيز أو للزهري : هل سمعتَ ما بلغَنا؟ قال : وما هو؟ قال : بلغنا أن الخليفة لا يجري عليه القلم ولا تُكتب له معصية ، فقال : يا أمير المؤمنين ، الخلفاء أفضل أم الأنبياء ، ثم تلا هذه الآية . والمراد ب { النَّاسِ } ناس مملكته فالتعريف للعهد أو هو للاستغراق العرفي .
والحق : هو ما يقتضيه العدل الشرعي من معاملة الناس بعضهم بعضاً وتصرفاتهم في خاصّتهم وعامّتهم ويتعين الحق بتعيين الشريعة . والباء في { بالحَقِّ } باء المجازية ، جعل الحق كالآلة التي يعمل بها العامل في قولك : قطعه بالسكين ، وضربه بالعصا .
وقوله : { ولا تَتَّبِععِ الهوى } معطوف على التفريع ، ولعله المقصود من التفريع . وإنما تقدم عليه أمره بالحكم بالحق ليكون توطئة للنهي عن اتباع الهوى سَدًّا لذريعة الوقوع في خطأ الحق فإن داود ممن حكم بالحق فأمره به باعتبار المستقبل . والتعريف في { الهوى } تعريف الجنس المفيد للاستغراق ، فالنهي يعمّ كل ما هو هوى ، سواء كان هوى المخاطب أو هوى غيره مثل هوى زوجه وولده وسيده ، وصديقه ، أو هوى الجمهور : { قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون } [ الأعراف : 138 ] .
ومعنى الهوى : المحبة ، وأطلق على الشيء المحبوب مبالغة ، أي ولو كان هوى شديداً تعلقُ النفس به . والهوى : كناية عن الباطل والجور والظلم لِما هو متعارف من الملازمة بين هذه الأمور وبين هوى النفوس ، فإن العدل والإنصاف ثقيل على النفوس فلا تهواه غالباً ، ومن صارت له محبة الحق سجية فقد أوتي العلم والحكمة وأيّد بالحِفظ أو العصمة .
والنهي عن اتباع الهوى تحذير له وإيقاظ ليحذّر من جراء الهوى ويتّهم هوى نفسه ويتعقبه فلا ينقاد إليه فيما يدعوه إليه إلا بعد التأمل والتثبت ، وقد قال سهل بن حُنيْف رضي الله عنه : «اتهموا الرَّأي» ، ذلك أن هوى النفس يكون في الأمور السهلة عليها الرائقة عندها ومعظم الكمالات صعبة على النفس لأنها ترجع إلى تهذيب النفس والارتقاء بها عن حضيض الحيوانية إلى أوج المَلكية ، ففي جميعها أو معظمها صرف للنفس عما لاصَقَها من الرغائب الجسمانية الراجع أكثرها إلى طبع الحيوانية لأنها إما مدعوة لِداعي الشهوة أو داعي الغضب فالاسترسال في اتباعها وقوع في الرذائل في الغالب ، ولهذا جُعل هنا الضلال عن سبيل الله مسبباً على اتباع الهوى ، وهو تسبب أغلبي عرفي ، فشبه الهوى بسائرٍ في طريق مهلكة على طريقة المكنية ورمز إليه بلازم ذلك وهو الإضلال عن طريق الرشاد المعبر عنه بسبيل الله ، فإن الذي يتبع سائراً غيرَ عَارف بطريق المنازل النافعة لا يلبث أن يجد نفسه وإياه في مهلكة أو مَقطعة طريق .
واتّباع الهوى قد يكون اختياراً ، وقد يكون كرهاً . والنهي عن اتباعه يقتضي النهي عن جميع أنواعه؛ فأما الاتّباع الاختياري فالحذر منه ظاهر ، وأما الاتباع الاضطراري فالتخلص منه بالانسحاب عما جرّه إلى الإِكراه ، ولذلك اشترط العلماء في الخليفة شروطاً كلّها تحوم حول الحيلولة بينه وبين اتباع الهوى وما يوازيه من الوقوع في الباطل ، وهي : التكليف ، والحُرّية ، والعدالة ، والذكورة ، وأما شرط كونه من قريش عند الجمهور فلئلا يضعف أمام القبائل بغضاضة .
وانتصب { فَيُضِلَّكَ } بعد فاء السببية في جواب النهي . ومعنى جواب النهي جواب المنهي عنه فهو السبب في الضلال وليس النهي سبباً في الضلال . وهذا بخلاف طريقة الجزم في جواب النهي .
و { سبيل الله } : الأعمال التي تحصُل منها مرضاته وهي الأعمال التي أمر الله بها ووعد بالجزاء عليها ، شُبّهت بالطريق الموصل إلى الله ، أي إلى مرضاته . وجملة : { إنَّ الذين يضلون عن سبيل الله } إلى آخرها يظهر أنها مما خاطب الله به داود ، وهي عند أصحاب العدد آية واحدة من قوله : { ياداود إنَّا جعلناك خليفة في الأرض } إلى { يومَ الحِسَابِ } ، فهي في موقع العلة للنهي ، فكانت ( إنّ ) مغنية عن فاء التسبب والترتب ، فالشيء الذي يفضي إلى العذاب الشديد خليق بأن يُنهى عنه ، وإن كانت الجملة كلاماً منفصلاً عن خطاب داود كانت معترضة ومستأنفة استئنافاً بيانياً لبيان خطر الضلال عن سبيل الله .
والعموم الذي في قوله { الذين يضلون عن سبيل الله } يُكسب الجملة وصف التذييل أيضاً وكلا الاعتبارين موجب لعدم عطفها . وجيء بالموصول للإِيماء إلى أن الصلة علة لاستحقاق العذاب . واللام في { لهُم عَذَابٌ } للاختصاص ، والباء في { بِما نسُوا يومَ الحِسَابِ } سببية .
و ( ما ) مصدرية ، أي بسبب نسيانهم يوم الحساب ، وتتعلق الباء بالاستقرار الذي ناب عنه المجرور في قوله : { لَهُم عَذَابٌ } .
والنسيان : مستعار للإِعراض الشديد لأنه يشبه نسيان المعرض عنه كما في قوله تعالى : { نسوا الله فنسيهم } [ التوبة : 67 ] ، وهو مراتب أشدها إنكار البعث والجزاء ، قال تعالى : { فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم } [ السجدة : 14 ] . ودونه مراتب كثيرة تكون على وفق مراتب العذاب لأنه إذا كان السبب ذا مراتب كانت المسببات تبعاً لذلك .
والمراد ب { يَوْمَ الحسابِ } ما يقع فيه من الجزاء على الخير والشر ، فهو في المعنى على تقدير مضاف ، أي جزاء يوم الحساب على حدّ قوله تعالى : { ونسي ما قدمت يداه } [ الكهف : 57 ] ، أي لم يفكر في عاقبة ما يقدمه من الأعمال . وفي جعل الضلال عن سبيل الله ونسيان يوم الحساب سببين لاستحقاق العذاب الشديد تنبيه على تلازمهما فإن الضلال عن سبيل الله يفضي إلى الإِعراض عن مراقبة الجزاء . وترجمة داود تقدمت عند قوله تعالى : { ومن ذريته داود } في [ الأنعام : 84 ] وقوله : { وآتينا داود زبوراً } في [ النساء : 163 ] .
- إعراب القرآن : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
«يا داوُدُ» يا حرف نداء ومنادى مفرد علم مبني على الضم وجملة النداء ابتدائية لا محل لها «إِنَّا» إن واسمها «جَعَلْناكَ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة خبر إن «خَلِيفَةً» مفعوله الثاني «فِي الْأَرْضِ» جار ومجرور صفة لخليفة «فَاحْكُمْ» الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر «بَيْنَ» ظرف مكان والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها «النَّاسِ» مضاف إليه «بِالْحَقِّ» متعلقان بمحذوف حال «وَلا» حرف عطف ولا ناهية «تَتَّبِعِ» مضارع مجزوم بلا وفاعله مستتر «الْهَوى » مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها «فَيُضِلَّكَ» الفاء فاء السببية ومضارع منصوب بأن مضمرة والكاف مفعوله والفاعل مستتر «عَنْ سَبِيلِ» متعلقان بيضلك «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «إِنَّ الَّذِينَ» إن واسمها «يَضِلُّونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة «عَنْ سَبِيلِ» متعلقان بيضلون «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «لَهُمْ» جار ومجرور خبر مقدم «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر والجملة في محل رفع خبر إن «شَدِيدٌ» صفة «بِما» الباء حرف جر وما مصدرية والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالباء وهما متعلقان بعذاب «نَسُوا» ماض وفاعله «يَوْمَ» ظرف زمان «الْحِسابِ» مضاف إليه.
- English - Sahih International : [We said] "O David indeed We have made you a successor upon the earth so judge between the people in truth and do not follow [your own] desire as it will lead you astray from the way of Allah" Indeed those who go astray from the way of Allah will have a severe punishment for having forgotten the Day of Account
- English - Tafheem -Maududi : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(38:26) (We said to him): 'O David, We have appointed you vicegerent on earth. Therefore, rule among people with justice and do not follow (your) desire lest it should lead you astray from Allah's Path. Allah's severe chastisement awaits those who stray away from Allah's Path, for they had forgotten the Day of Reckoning. *28
- Français - Hamidullah : O David Nous avons fait de toi un calife sur la terre Juge donc en toute équité parmi les gens et ne suis pas la passion sinon elle t'égarera du sentier d'Allah Car ceux qui s'égarent du sentier d'Allah auront un dur châtiment pour avoir oublié le Jour des Comptes
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O Dawud Wir haben dich zu einem Statthalter auf der Erde gemacht So richte zwischen den Menschen der Wahrheit entsprechend und folge nicht der Neigung auf daß sie dich nicht von Allahs Weg abirren läßt denn für diejenigen die von Allahs Weg abirren wird es strenge Strafe dafür geben daß sie den Tag der Abrechnung vergessen haben
- Spanish - Cortes : ¡David Te hemos hecho sucesor en la tierra ¡Decide pues entre los hombres según justicia ¡No sigas la pasión Si no te extraviará del camino de Alá Quienes se extravíen del camino de Alá tendrán un severo castigo Por haber olvidado el día de la Cuenta
- Português - El Hayek : Ó Davi em verdade designamoste como legatário na terra Julga pois entre os humanos com eqüidade e não teentregues à concupiscência para que não te desvies da senda de Deus Sabei que aqueles que se desviam da senda de Deussofrerão um severo castigo por terem esquecido o Dia da Rendição de Contas
- Россию - Кулиев : О Давуд Давид Воистину Мы назначили тебя наместником на земле Суди же людей по справедливости и не потакай порочным желаниям а не то они собьют тебя с пути Аллаха Воистину тем кто сбивается с пути Аллаха уготованы тяжкие мучения за то что они предали забвению День расчета
- Кулиев -ас-Саади : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
О Давуд (Давид)! Воистину, Мы назначили тебя наместником на земле. Суди же людей по справедливости и не потакай порочным желаниям, а не то они собьют тебя с пути Аллаха. Воистину, тем, кто сбивается с пути Аллаха, уготованы тяжкие мучения за то, что они предали забвению День расчета.Мы наделили тебя правом выносить решения по мирским и религиозным вопросам. Так суди же среди людей по справедливости и не поддавайся чувствам. Для того чтобы вершить справедливый суд, ты должен знать законы Всевышнего Господа, знать истинное положение вещей и иметь возможность претворить в жизнь справедливое решение. Соблюдай эти правила и не поддавайся чувствам, то есть не склоняйся на сторону одного из тяжущихся из-за родственных связей, дружбы, любви или ненависти. Предвзятое отношение к тяжущимся не позволит тебе следовать прямым путем, а ведь грешникам, которые сбиваются с прямого пути, особенно, если они делают это сознательно, уготовано суровое наказание за то, что они запамятовали о Дне расплаты. Если бы они помнили о Судном дне, то их сердца наполнились бы страхом перед Аллахом и они не уступили бы своим порочным желаниям.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey Davud Seni şüphesiz yeryüzünde hükümran kıldık o halde insanlar arasında adaletle hükmet hevese uyma yoksa seni Allah'ın yolundan saptırır Doğrusu Allah'ın yolundan sapanlara onlara hesap gününü unutmalarına karşılık çetin azap vardır
- Italiano - Piccardo : “O Davide abbiamo fatto di te un vicario sulla terra giudica con equità tra gli uomini e non inclinare alle tue passioni ché esse ti travieranno dal sentiero di Allah” In verità coloro che si allontanano dal sentiero di Allah subiranno un severo castigo per aver dimenticato il Giorno del Rendiconto
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی داود بهڕاستی ئێمه تۆمان کردۆته جێنشین لهم وڵاتهدا فهرمانڕهوایی له نێوان خهڵکدا لهسهر بنچینهی حهق و ڕاستی ئهنجام بده ههرگیز شوێنی ئارهزوو مهکهوه تا نهبێته هۆی گومڕاکردن و لادانت له ڕێبازی خوا چونکه بێگومان ئهوانهی له ڕێبازی خوا لادهدهن سزای به ئێش و پڕ ئازار بۆیان ئامادهیه بههۆی فهرامۆشکردنی ڕۆژی لێپرسینهوه
- اردو - جالندربرى : اے داود ہم نے تم کو زمین میں بادشاہ بنایا ہے تو لوگوں میں انصاف کے فیصلے کیا کرو اور خواہش کی پیروی نہ کرنا کہ وہ تمہیں خدا کے رستے سے بھٹکا دے گی۔ جو لوگ خدا کے رستے سے بھٹکتے ہیں ان کے لئے سخت عذاب تیار ہے کہ انہوں نے حساب کے دن کو بھلا دیا
- Bosanski - Korkut : O Davude Mi smo te namjesnikom na Zemlji učinili zato sudi ljudima po pravdi i ne povodi se za strašću da te ne odvede s Allahova puta; one koji skreću s Allahova puta čeka teška patnja na onome svijetu zato što su zaboravljali na Dan u kome će se račun polagati
- Swedish - Bernström : [Och Vi sade] "David Vi har gett dig makt och myndighet på jorden Döm därför mellan människor med sanning och rättvisa och låt dig inte påverkas av känslor [för eller emot en part]; då kan du lockas att överge Guds väg Och ett strängt straff väntar dem som avviker från Guds väg och glömmer Räkenskapens dag"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai Daud sesungguhnya Kami menjadikan kamu khalifah penguasa di muka bumi maka berilah keputusan perkara di antara manusia dengan adil dan janganlah kamu mengikuti hawa nafsu karena ia akan menyesatkan kamu dari jalan Allah Sesungguhnya orangorang yang sesat darin jalan Allah akan mendapat azab yang berat karena mereka melupakan hari perhitungan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
(Hai Daud, sesungguhnya Kami menjadikan kamu khalifah penguasa di muka bumi) yaitu sebagai penguasa yang mengatur perkara manusia (maka berilah keputusan perkara di antara manusia dengan adil dan janganlah kamu mengikuti hawa nafsu) kemauan hawa nafsu (karena ia akan menyesatkan kamu dari jalan Allah) dari bukti-bukti yang menunjukkan keesaan-Nya. (Sesungguhnya orang-orang yang sesat dari jalan Allah) dari iman kepada Allah (mereka akan mendapat siksa yang berat karena mereka melupakan) artinya, disebabkan mereka lupa akan (hari perhitungan) hal ini ditunjukkan oleh sikap mereka yang tidak mau beriman, seandainya mereka beriman dengan adanya hari perhitungan itu, niscaya mereka akan beriman kepada Allah sewaktu mereka di dunia.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে দাউদ আমি তোমাকে পৃথিবীতে প্রতিনিধি করেছি অতএব তুমি মানুষের মাঝে ন্যায়সঙ্গতভাবে রাজত্ব কর এবং খেয়ালখুশীর অনুসরণ করো না। তা তোমাকে আল্লাহর পথ থেকে বিচ্যুত করে দেবে। নিশ্চয় যারা আল্লাহর পথ থেকে বিচ্যুত হয় তাদের জন্যে রয়েছে কঠোর শাস্তি এ কারণে যে তারা হিসাবদিবসকে ভূলে যায়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நாம் அவரிடம் கூறினோம்; "தாவூதே நிச்சயமாக நாம் உம்மை பூமியில் பின்தோன்றலாக ஆக்கினோம்; ஆகவே மனிதர்களிடையே சத்தியத்தைக் கொண்டு நீதமாகத் தீர்ப்புச் செய்யும்; அன்றியும் அனோ இச்சையைப் பின் பற்றாதீர்; ஏனெனில் அது உம்மை அல்லாஹ்வின் பாதையை விட்டும் வழி கெடுத்து விடும் நிச்சயமாக எவர் அல்லாஹ்வின் பாதையை விட்டு வழிகெடுக்கிறாரோ அவர்களுக்குக் கேள்வி கணக்குக் கேட்கப்படும் நாளை மறந்து விட்டமைக்காக மிகக்கொடிய வேதனையுண்டு
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้ดาวู๊ดเอ๋ย เราได้แต่งตั้งเจ้าให้เป็นตัวแทนในแผ่นดินนี้ ดังนั้น เจ้าจงตัดสินคดีต่าง ๆ ระหว่างมนุษย์ด้วยความยุติธรรม และอย่าปฏิบัติตามอารมณ์ใฝ่ต่ำ มันจะทำให้เจ้าหลงไปจากทางของอัลลอฮฺ แท้จริงบรรดาผู้ที่หลงไปจากทางของอัลลอฮฺนั้น สำหรับพวกเขาจะได้รับการลงโทษอย่างสาหัส เนื่องด้วยพวกเขาลืมวันแห่งการชำระบัญชี
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй Довуд албатта Биз сени ер юзида халифа қилдик Бас одамлар орасида ҳақ ила ҳукм юрит Ҳавои нафсга эргашма Яна у сени Аллоҳнинг йўлидан адаштирмасин Албатта Аллоҳнинг йўлидан адашадиганларга унутганлари учун ҳисоб кунида шиддатли азоб бордир
- 中国语文 - Ma Jian : 达五德啊!我确已任命你为大地的代治者,你当替人民秉公判决,不要顺从私欲,以免私欲使你叛离真主的大道;叛离真主的大道者,将因忘却清算之日而受严厉的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Wahai Daud sesungguhnya Kami telah menjadikanmu khalifah di bumi maka jalankanlah hukum di antara manusia dengan hukum syariat yang benar yang diwahyukan kepadamu; dan janganlah engkau menurut hawa nafsu kerana yang demikian itu akan menyesatkanmu dari jalan Allah Sesungguhnya orangorang yang sesat dari jalan Allah akan beroleh azab yang berat pada hari hitungan amal disebabkan mereka melupakan jalan Allah itu
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu yidhi Daa'uudow annagaa kaa yeeley khaliifka dhulka ee dadka kukala xikun xaqa hana raacin hawada xun oo kolkaas uu kaa dhumiyo jidka Eebe kuwa ka dhuma jidka Eebe waxaa u sugnaaday cadaabdaran halmaankoodii Maalinta xisaabta Qiyaamada darteed
- Hausa - Gumi : Yã Dãwũda Lalle Mũ Mun sanya ka Halĩfa a cikin ƙasã To ka yi hukunci tsakãnin mutãne da gaskiya kuma kada ka biye wa son zũciyar har ya ɓatar dakai daga hanyar Allah Lalle waɗanda ke ɓacẽwa daga hanyar Allah sunã da wata azãba mai tsanani dõmin abin da suka manta a rãnar hisãbi
- Swahili - Al-Barwani : Ewe Daudi Hakika Sisi tumekufanya wewe uwe Khalifa katika nchi Basi wahukumu watu kwa haki wala usifuate matamanio yakakupoteza kwenye Njia ya Mwenyezi Mungu Hakika wanao ipotea Njia ya Mwenyezi Mungu wakaiacha watapata adhabu kali kwa sababu ya kusahau kwao Siku ya Hisabu
- Shqiptar - Efendi Nahi : O Daud Ne të kemi bërë sundimtar në tokë prandaj gjyko ndërmjet njerëzve me të drejtë dhe mos shko pas pasionit tënd se ai pasioni të largon nga rruga e Perëndisë Me të vërtetë për ata që largohen nga rruga e Perëndisë ka dënim të ashpër ngase e kanë harruar Ditën e llogarisë
- فارسى - آیتی : اى داود، ما تو را خليفه روى زمين گردانيديم. در ميان مردم به حق داورى كن و از پى هواى نفس مرو كه تو را از راه خدا منحرف سازد. آنان كه از راه خدا منحرف شوند، بدان سبب كه روز حساب را از ياد بردهاند، به عذابى شديد گرفتار مىشوند.
- tajeki - Оятӣ : Эй Довуд, Мо туро халифаи рӯи замин гардонидем. Дар миёни мардум ба ҳақ довари кун ва аз паи ҳавои нафс марав, ки туро аз роҳи Худо бероҳ созад. Онон, ки аз роҳи Худо каҷрав шаванд, ба он сабаб, ки рӯзи ҳисобро аз ёд бурдаанд, ба азобе сахт гирифтор мешаванд.
- Uyghur - محمد صالح : ئى داۋۇد! سېنى بىز ھەقىقەتەن يەر يۈزىدە خەلىپە قىلدۇق، كىشىلەرنىڭ ئارىسىدا ئادىللىق بىلەن ھۆكۈم چىقارغىن، نەپسى خاھىشقا ئەگەشمىگىنكى، ئۇ سېنى اﷲ نىڭ يولىدىن ئازدۇرىدۇ، اﷲ نىڭ يولىدىن ئازغانلار ھېساب كۈنى (يەنى قىيامەت كۈنى) نى ئۇنتۇغانلىقلىرى ئۈچۈن ھەقىقەتەن قاتتىق ئازابقا دۇچار بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു പറഞ്ഞു: "അല്ലയോ ദാവൂദ്, നിശ്ചയമായും നിന്നെ നാം ഭൂമിയില് നമ്മുടെ പ്രതിനിധിയാക്കിയിരിക്കുന്നു. അതിനാല് ജനങ്ങള്ക്കിടയില് നീതിപൂര്വം ഭരണം നടത്തുക. തന്നിഷ്ടത്തെ പിന്പറ്റരുത്. അത് നിന്നെ അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് നിന്ന് തെറ്റിക്കും. അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില്നിന്ന് തെറ്റിപ്പോകുന്നവര്ക്ക് കഠിനമായ ശിക്ഷയുണ്ട്. അവര് വിചാരണ നാളിനെ മറന്നു കളഞ്ഞതിനാലാണിത്."
- عربى - التفسير الميسر : يا داود انا استخلفناك في الارض وملكناك فيها فاحكم بين الناس بالعدل والانصاف ولا تتبع الهوى في الاحكام فيضلك ذلك عن دين الله وشرعه ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب اليم في النار بغفلتهم عن يوم الجزاء والحساب وفي هذا توصيه لولاه الامر ان يحكموا بالحق المنزل من الله تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيله
*28) This is the warning that AIlah gave the Prophet David on accepting his repentance along with giving him the good news of exalting his rank. This by itself shows that the error that he had committed contained an clement of the desires of the flesh; it also pertained to the abuse of power and authority; and it was an act which was unworthy of a just and fair-minded ruler.
We are confronted with three questions here:
(1) What was the error that the Prophet David committed?
(2) Why has Allah made only tacit allusions to it instead of mentioning it openly and directly?
(3) What is its relevance to the present context?
The people who have studied the Bible (the Holy Book of the Jews and Christians) are not unaware that in this Book the Prophet David has been accused clearly of committing adultery with the wife of Uriah the Hittite and then marrying her after having Uriah intentionally slain in a battle. It has also been alleged that this same woman, who had surrendered herself to the Prophet David, while being another man's wife, was the mother of the Prophet Solomon. This story is found with all its details in chapters 11 and 12 of the Second Book of Samuel in the Old Testament. It had been included in it centuries before the revelation of the Qur'an. Any Jew or Christian who read his Holy Book anywhere in the world, or heard it read, was not only aware of this story but also believed in it as true. It spread through them, and even in the present time no book is written in the West on the history of the Israelites and the Hebrew religion, in which this charge against the Prophet David is not repeated. This well known story also contains the following:
And the Lord sent Nathan onto David. And he came unto him, and said unto him, There were two men in one city; the one rich, and the other poor. The rich man had exceeding many flocks and herds: But the poor man had nothing, save one little ewe Iamb, which he had bought and nourished up: and it grew up together with him, and with his children; it did eat of his own meat, and drank of his own cup, and lay in his bosom, and was unto him as a daughter. And there Came a traveller Unto the rich man, and he spared to take of his own flock and of his own herd, to dress for the wayfaring man that was comc unto him; but took the poor man' Iamb, and dressed it for the man that was comc to him. And David's anger was greatly kindled against the man; and he said to Nathan, As the Lord liveth, the man that hath done this thing shall surely die: And he shall restore the lamb fourfold, because he did this thing, and because he had no pity. And Nathan said to David, Thou art the man. Thus saith the Lord God of Israel, I anointed thee king over Israel, and I delivered thee out of the hand of Saul; And I gavc thee thy master's house, and thy master's wives into thy bosom, and gavc thee the house of Israel and of Judah; and if that had been too little, I would moreover have given unto thee such and such things. Wherefore hast thou despised the canmandment of the Lord, to do evil in his sight? Thou hast killed Uriah the Hittite with the sword, and hast taken his wife to be thy wife, and hast slain him with the sword of the children of Ammon." (2 Samuel, ch 12: 1-9).
When this story was so well known among the people there was no need that a detailed account of it should have been given in the Qur'an, nor is it the way of Allah to mention such things openly in His Holy Book. That is why only tacit allusions have been made to it here as well as pointed out what the actual event was and what the people of the Book have turned it into. The actual event as one clearly understands from the aforesaid statement of the Qur'an was:
The Prophet David peace be upon him) had only expressed this desire before Uriah (or whatever be the name of the man) that he should divorce his wife; as this desire had been expressed not by a common man but by an illustrious king and a great Prophet before a member of the public, the man was finding himself constrained to yield to it even in the absence of any compulsion. On this occasion, before the man could act as the Prophet David had desired, two righteous men of the nation suddenly made their appearance before David and presented before him this matter in the form of an imaginary case. At first, the Prophet David thought it was a real case, and so gave his decision after hearing it. But as soon as he uttered the words of the decision, his conscience gave the warning that the parable precisely applied to the case between him and the person, and that the act which he was describing as an injustice had issued forth from his own person. As soon as he realized this, he fell down prostrate, repented and reversed his decision. "
The question, as to how this event took the ugly shape as related in the Bible, also becomes obvious after a little consideration. It appears that the Prophet David had come to know of the unique qualities of the woman through some means and had started thinking that she should be the queen of the country instead of being the wife of an ordinary officer, Overwhelmed by the thought he expressed the desire before her husband that he should divorce her. He did not see any harm in it because it was not looked upon as anything improper among the Israelites. It was an ordinary thing among them that if a person happened to like the wife of another, he would freely request him to give her up for him. Nobody minded such a request, and often it so happened that friends would divorce their wives for each other's sake of their own accord, so that the other may marry her. However, when the Prophet David expressed this desire, he did not realize that the expression of such a desire could be without compulsion and coercion when expressed by a common Tnan, but it could never be so when expressed by a king. When his attention was drawn to this aspect of the matter through a parable, he gave up his desire immediately, and the thing was forgotten. But afterwards when, without any desire or planning on his part, the woman's husband fell martyr on the battlefield, and he married her, the evil genius of the Jews started concocting stories and this mischievous mentality became even more acute after a section of the Israelites turned hostile to the Prophet . Solomon. (Please see E. N . 56 of An-Naml). Under these motives the story was invented that the Prophet David, God forbid, had seen Uriah's wife washing herself from the roof of his palace. He had her called to his house and committed adultery with her and she had conceived. Then he had sent Uriah on the battle-front to fight the children of Ammon, and had commanded Joab, the army commander, to appoint him in the forefront of the battle where he should be killed. And when he was killed, he married his widow, and from the same woman the Prophet Solomon (peace be upon him) was born. The wicked people described all these false accusations in their "Holy Book", so that they should go on reading it generation after generation and slandering the two most illustrious men of their community, who were their greatest benefactors after the Prophet Moses.
A section of the commentators of the Qur'an has almost entirely accepted these tales that have reached them through the Israelites. They have dropped only that pan of these traditions in which mention has been made of the accusation of adultery against the Prophet David and the woman's having conceived. The rest of the story. as found in the traditions reproduced by them is the same as it was well known among the Israelites. Another group of the commentators has altogether denied that any such act was ever committed by the Prophet David, which bore any resemblance with the case of the ewes. Instead of this, they have put forward such interpretations of this story as are wholly baseless, unauthentic and without relevance to the context of the Qur'an itself. But among the Muslim commentators themselves there are some who have accepted the truth and the facts of the story through the clear references made to it in the Qur'an. Here are, for instance, some of their views:
Both Masruq and Said bin Jubair have related this saying of Hadrat 'Abdullah bin 'abbas. "The only thing that the Prophet David did was that he expressed his desire before the woman' husband that he should give up his wife for him. " lbn Jarir).
'Allama Zamakhshari writes in his commentary Al-Kashshaf. 'The way Allah has narrated the story of the Prophet David indicates that he had only expressed his desire before the man that he should leave his wife for him. "
'Allama Abu Bakr al-Jassas has expressed the opinion that the woman was not the other man's wedded wife but was only his betrothed. The Prophet David had also asked for the same woman's hand in marriage. This earned him Allah's displeasure, for he had asked for her hand in spite of the fact that another Muslim had already asked for her hand, and the Prophet David had several wives already with him in his house. (Ahkam al-Qur an). Some other commentators also have expressed the same opinion, but this dces not entirely conform to what the Qur'an has said. The words of the suitor as related in the Qur'an are to the effect: "I have only one ewe; he says: Give this ewe also in my charge." The Prophet David also said the same thing in his decision: "This person has certainly wronged you in demanding your ewe to be added to his ewes." This parable could apply to the case between the Prophet David and Uriah only in case the woman was the latter's wife. Had it been the cast of asking for the woman's hand when another Muslim had already asked for her hand, the parable would have been like this: "I desired to have an ewe, ard this man said: Icave this also for me."
Qadi Abu Bakr Ibn al-'Arabi has discussed this question in detail in his Ahkam al-Qur an and concluded: "What actually happened was just that the Prophet David asked one of his men to Icave his wife for him and made this demand seriously ...The Qur'an does not say that the man gave up his wife on this demand and the Prophet David then married her and the Prophet Solomon was born of her womb . . . W hat displeased Allah was that he asked the woman's husband to leave her for him. This act, even if otherwise lawful, was unworthy of the office of Prophethood; that is why he earned Allah's displeasure and was admonished. "
This commentary fits in well with the context in which this story has been told. A little consideration of the context shows that it has been related in the Qur'an on this occasion for two objects. The first object is to exhort the Holy Prophet to patience, and for this purpose he has been addressed and told: 'Have patience on what these people say against you, and remember Our servant David." That is, 'You are being accused only of sorcery and lying, but Our servant David was even accused of adultery and having a person killed wilfully, by the wicked people: therefore, bear up against what you may have to hear from these people." The other object is to warn the disbelievers to the effect: 'You are committing all sorts of excesses in the world with impunity, but the God in Whose Godhead you are committing these misdeeds dces not spare anyone from being called to account. Even if a favourite and beloved servant of His happens to commit but a minor error, He calls him to strict accountability. For this very object the Holy Prophet has been asked: 'Tell them the story of Our servant David, who was a man of high character, but when he happened to commit sin, We did not even spare him but condemned him severely' . "
In this regard, there is another misunderstanding which mast also be removed. The suitor in his parable said that his brother had 99 ewes and he had only one ewe, which he was demanding from him. From this one gets the idea that perhaps the Prophet David had 99 wives, and by having another he wanted to make their number 100. But, in fact, it is not necessary that every minor part of the parable should be literally applicable to the case between the Prophet David and Uriah the Hittite. In common idiom the numbers ten, twenty, fifty, etc. are mentioned to express plurality and not to indicate the exact number of something. When a man tells another that he has told him something ten times over, he only means to stress that he has been told that thing over and over again. The same is also true here. By means of the parable the suitor wanted the Prophet David to realize that he already had several wives with him, and even then he desired to have the only wife of the other man. This same thing has been cited by the commentator Nisaburi from Hadrat Hasan Basri: `The Prophet David did not have 99 wives: this is only a parable." (For a detailed and well-reasoned discussion of this story, see our book Tafhimat, vol. II, pp. 29.44).