- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَٱضْرِب بِّهِۦ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَٰهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ ۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ
- عربى - نصوص الآيات : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ۗ إنا وجدناه صابرا ۚ نعم العبد ۖ إنه أواب
- عربى - التفسير الميسر : وقلنا له: خذ بيدك حُزمة شماريخ، فاضرب بها زوجك إبرارًا بيمينك، فلا تحنث؛ إذ أقسم ليضربنَّها مائة جلدة إذا شفاه الله، لـمَّا غضب عليها من أمر يسير أثناء مرضه، وكانت امرأة صالحة، فرحمها الله ورحمه بهذه الفتوى. إنا وجدنا أيوب صابرًا على البلاء، نِعم العبد هو، إنه رجَّاع إلى طاعة الله.
- السعدى : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
{ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا } أي حزمة شماريخ { فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ }
قال المفسرون: وكان في مرضه وضره، قد غضب على زوجته في بعض الأمور، فحلف: لئن شفاه اللّه ليضربنها مائة جلدة، فلما شفاه اللّه، وكانت امرأته صالحة محسنة إليه، رحمها اللّه ورحمه، فأفتاه أن يضربها بضغث فيه مائة شمراخ ضربة واحدة، فيبر في يمينه.
{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ } أي: أيوب { صَابِرًا } أي: ابتليناه بالضر العظيم، فصبر لوجه اللّه تعالى. { نِعْمَ الْعَبْدُ } الذي كمل مراتب العبودية، في حال السراء والضراء، والشدة والرخاء.
{ إِنَّهُ أَوَّابٌ } أي: كثير الرجوع إلى اللّه، في مطالبه الدينية والدنيوية، كثير الذكر لربه والدعاء، والمحبة والتأله.
- الوسيط لطنطاوي : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
ثم بين - سبحانه - منة أخرى من المنن التى من بها على عبده أيوب فقال : ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضرب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ ) .
والجملة الكريمة معطوف على قوله قبل ذلك : ( اركض ) أو على ( وهبنا ) بتقدير : وقلنا له .
والضغث فى اللغة : القبضة من الحشيش اختلط فيها الرطب باليابس . وقيل : هى قبضة من عيدان مختلفة يجمعها أصل واحد .
والحنث : يطلق على الإِثم وعلى الخُلْفِ فى اليمين .
والآية الكريمة تفيد أن أيوب - عليه السلام - قد حلف أن يضرب شيئا وأن عدم الضرب يؤدى إلى حنثه فى يمينه ، أى : إلى عدم وفائه فيما حلف عليه ، فنهاه الله - تعالى - عن الحنث فى يمينه ، وأوجد له المخرج الذى يترتب عليه البر فى يمينه دون أن يتأذى المضروب بأى أذى يؤلمه .
وقد ذكروا فيمن وقع عليه الضرب وسبب هذا الضرب ، روايات لعل أقربها إلى الصواب ، أن أيوب أرسل امرأته فى حاجة له فأبطأت عليه ، فأقسم أنه إذا برئ من مرضه ليضربنها مائة ضربه ، وبعد شفائه رخص له ربه أن يأخذ حزمة صغيرة - وهى المعبر عنها بالضغث - وبها مائة عود ، ثم يضرب بها مرة واحدة ، وبذلك يكون قد جمع بين الوفاء بيمينه ، وبين الرحمة بزوجته التى كانت تحسن خدمته خلال مرضه ، وتقوم بواجبها نحوه خير قيام .
والمعنى : وهبنا له بفضلنا ورحمتنا أهله ومثلهم معهم ، وقلنا له بعد شفائه خذ بيدك حزمة صغيرة من الحشيش فيها مائة عود ، فاضرب بها من حلفت أن تضربه مائة ضربة ، وبذلك تكون غير حانث فى يمينك .
هذا وقد تكلم العلماء عن هذه الرخصة . أهى خاصة بأيوب ، أم هى عامة للناس؟ .
فقال بعضهم : إذا حلف الشخص أن يضرب فلانا مائة جلدة ، أو أن يضربه ضربا غير شديد ، فيكفيه مثل هذا الضرب المكذور الذى جاء فى الآية؛ لأن شرع من قبلنا شرع لنا .
وقال آخرون : هذه الرخصة خاصة بأيوب - عليه السلام - ولا تنسحب إلى غيره ، لأن الخطاب إليه وحده . ولأن الله - تعالى - لم يبين لنا فى الآية كيفية اليمين ، ولا من يقع عليه الضرب .
ثم بين - سبحانه - أنه جعل لعبده أيوب هذا المخرج لصبره وكثرة رجوعه إلى ما يرضيه - تعالى - فقال : ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ العبد إِنَّهُ أَوَّابٌ ) .
أى : إنا وجدنا عبدنا أيوب صابرا على ما أصبناه به من بلاء ، ونعم العبد هو . إنه كثير الرجوع إلينا فى كل أحواله .
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد ساقت لنا جانبا من فضائل أيوب - عليه السلام - ومن النعم التى أنعم الله - تعالى - بها عليه جزاء صبره وطاعته لربه .
- البغوى : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
( وخذ بيدك ضغثا ) وهو ملء الكف من الشجر أو الحشيش ، ( فاضرب به ولا تحنث ) في يمينك ، وكان قد حلف أن يضرب امرأته مائة سوط ، فأمره الله أن يأخذ ضغثا يشتمل على مائة عود صغار ، ويضربها به ضربة واحدة ، ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ) .
- ابن كثير : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
وقوله : ( وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ) وذلك أن أيوب - عليه السلام - كان قد غضب على زوجته ووجد عليها في أمر فعلته . قيل : [ إنها ] باعت ضفيرتها بخبز فأطعمته إياه فلامها على ذلك وحلف إن شفاه الله ليضربنها مائة جلدة . وقيل : لغير ذلك من الأسباب . فلما شفاه الله وعافاه ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التامة والرحمة والشفقة والإحسان أن تقابل بالضرب فأفتاه الله - عز وجل - أن يأخذ ضغثا - وهو : الشمراخ - فيه مائة قضيب فيضربها به ضربة واحدة وقد برت يمينه وخرج من حنثه ووفى بنذره وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأناب إليه ولهذا قال تعالى : ( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ) أثنى الله تعالى عليه ومدحه بأنه ( نعم العبد إنه أواب ) أي : رجاع منيب ولهذا قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) [ الطلاق : 2 ، 3 ]
وقد استدل كثير من الفقهاء بهذه الآية الكريمة على مسائل في الأيمان وغيرها وأخذوها بمقتضاها [ ومنعت طائفة أخرى من الفقهاء من ذلك ، وقالوا : لم يثبت أن الكفارة كانت مشروعة في شرع أيوب - عليه السلام - فلذلك رخص له في ذلك ، وقد أغنى الله هذه الأمة بالكفارة ]
- القرطبى : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
قوله تعالى : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب
.
فيه سبع مسائل : الأولى : كان أيوب حلف في مرضه أن يضرب امرأته مائة جلدة ، وفي سبب ذلك أربعة أقوال : [ أحدها ] ما حكاه ابن عباس أن إبليس لقيها في صورة طبيب فدعته لمداواة أيوب ، فقال : أداويه على أنه إذا برئ قال : أنت شفيتني ، لا أريد جزاء سواه . قالت : نعم ، فأشارت على أيوب بذلك فحلف ليضربنها . وقال : ويحك ذلك الشيطان . [ الثاني ] ما حكاه سعيد بن المسيب ، أنها جاءته بزيادة على ما كانت تأتيه من الخبز ، فخاف خيانتها فحلف ليضربنها . [ الثالث ] ما حكاه يحيى بن سلام وغيره : أن الشيطان أغواها أن تحمل أيوب على أن يذبح سخلة تقربا إليه وأنه يبرأ ، فذكرت ذلك له فحلف ليضربنها إن عوفي مائة . [ الرابع ] قيل : باعت ذوائبها برغيفين إذ لم تجد شيئا تحمله إلى أيوب ، وكان أيوب يتعلق بها إذا أراد القيام ، فلهذا حلف ليضربنها ، فلما شفاه الله أمره أن يأخذ ضغثا فيضرب به ، فأخذ شماريخ قدر مائة فضربها ضربة واحدة . وقيل : الضغث قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس . وقال ابن عباس : إنه إثكال النخل الجامع بشماريخه .
الثانية : تضمنت هذه الآية جواز ضرب الرجل امرأته تأديبا . وذلك أن امرأة أيوب أخطأت فحلف ليضربنها مائة ، فأمره الله تعالى أن يضربها بعثكول من عثاكيل النخل ، وهذا لا يجوز في الحدود . إنما أمره الله بذلك لئلا يضرب امرأته فوق حد الأدب . وذلك أنه ليس للزوج أن يضرب امرأته فوق حد الأدب ، ولهذا قال - عليه السلام - : واضربوهن ضربا غير مبرح على ما تقدم في [ النساء ] بيانه .
الثالثة : واختلف العلماء في هذا الحكم هل هو عام أوخاص بأيوب وحده ، فروي عن مجاهد أنه عام للناس . ذكره ابن العربي . وحكي عن القشيري أن ذلك خاص بأيوب . وحكى المهدوي عن عطاء بن أبي رباح أنه ذهب إلى أن ذلك حكم باق ، وأنه إذا ضرب بمائة قضيب ونحوه ضربة واحدة بر . وروى نحوه الشافعي . وروى نحوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المقعد الذي حملت منه الوليدة ، وأمر أن يضرب بعثكول فيه مائة شمراخ ضربة واحدة . وقال القشيري : وقيل لعطاء هل يعمل بهذا اليوم ؟ فقال : ما أنزل القرآن إلا ليعمل به ويتبع . ابن العربي : وروي عن عطاء أنها لأيوب خاصة . وكذلك روى أبو زيد عن ابن القاسم عن مالك : من حلف ليضربن عبده مائة فجمعها فضربه بها ضربة واحدة لم يبر . قال بعض علمائنا : يريد مالك قوله تعالى : لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا أي : إن ذلك منسوخ بشريعتنا . قال ابن المنذر : وقد روينا عن علي أنه جلد الوليد بن عقبة بسوط له طرفان أربعين جلدة . وأنكر مالك هذا وتلا قول الله - عز وجل - : فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة وهذا مذهب أصحاب الرأي . وقد احتج الشافعي لقوله بحديث ، وقد تكلم في إسناده ، والله أعلم .
قلت : الحديث الذي احتج به الشافعي خرجه أبو داود في سننه قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، قال حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار ، أنه اشتكى رجل منهم حتى أضنى ، فعاد جلدة على عظم ، فدخلت عليه جارية لبعضهم فهش لها فوقع عليها ، فلما دخل عليه رجال قومه يعودونه أخبرهم بذلك وقال : استفتوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإني قد وقعت على جارية دخلت علي . فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقالوا : ما رأينا بأحد من الناس من الضر مثل الذي هو به ، لو حملناه إليك لتفسخت عظامه ، ما هو إلا جلد على عظم ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذوا له مائة شمراخ فيضربوه بها ضربة واحدة . قال الشافعي : إذا حلف ليضربن فلانا مائة جلدة ، أو ضربا ولم يقل ضربا شديدا ولم ينو ذلك بقلبه يكفيه مثل هذا الضرب المذكور في الآية ولا يحنث . قال ابن المنذر : وإذا حلف الرجل ليضربن عبده مائة فضربه ضربا خفيفا فهو بار عند الشافعي وأبي ثور وأصحاب الرأي . وقال مالك : ليس الضرب إلا الضرب الذي يؤلم .
الرابعة : قوله تعالى : ولا تحنث دليل على أن الاستثناء في اليمين لا يرفع حكما إذا كان متراخيا . وقد مضى القول فيه في [ المائدة ] يقال : حنث في يمينه يحنث إذا لم يبر بها . وعند الكوفيين الواو مقحمة ، أي : فاضرب لا تحنث .
الخامسة : قال ابن العربي : قوله تعالى : فاضرب به ولا تحنث يدل على أحد وجهين : إما أن يكون أنه لم يكن في شرعهم كفارة ، وإنما كان البر والحنث . والثاني : أن يكون صدر منه نذر لا يمين ، وإذا كان النذر معينا فلا كفارة فيه عند مالك وأبي حنيفة . وقال الشافعي : في كل نذر كفارة .
قلت : قوله : إنه لم يكن في شرعهم كفارة ليس بصحيح ، فإن أيوب - عليه السلام - لما بقي في البلاء ثمان عشرة سنة ، كما في حديث ابن شهاب ، قال له صاحباه : لقد أذنبت ذنبا ما أظن أحدا بلغه . فقال أيوب - صلى الله عليه وسلم - : ما أدري ما تقولان ، غير أن ربي - عز وجل - يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتزاعمان فكل يحلف بالله ، أو على النفر يتزاعمون فأنقلب إلى أهلي ، فأكفر عن أيمانهم إرادة ألا يأثم أحد يذكره ولا يذكره إلا بحق . فنادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . وذكر الحديث . فقد أفادك هذا الحديث أن الكفارة كانت من شرع أيوب ، وأن من كفر عن غيره بغير إذنه فقد قام بالواجب عنه وسقطت عنه الكفارة .
السادسة : استدل بعض جهال المتزهدة ، وطغام المتصوفة بقوله تعالى لأيوب : اركض برجلك على جواز الرقص قال أبو الفرج ابن الجوزي : وهذا احتجاج بارد ; لأنه لو كان أمر بضرب الرجل فرحا كان لهم فيه شبهة ، وإنما أمر بضرب الرجل لينبع الماء . قال ابن عقيل : أين الدلالة في مبتلى أمر عند كشف البلاء بأن يضرب برجله الأرض لينبع الماء إعجازا من الرقص ؟ ولئن جاز قوله سبحانه لموسى : اضرب بعصاك الحجر دلالة على ضرب المحاد بالقضبان ، نعوذ بالله من التلاعب بالشرع . وقد احتج بعض قاصريهم بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي : أنت مني وأنا منك ، فحجل . وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخلقي ، فحجل . وقال لزيد : أنت أخونا ومولانا ، فحجل . ومنهم من احتج بأن الحبشة زفنت والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم . والجواب : أما الحجل فهو نوع من المشي يفعل عند الفرح ، فأين هو والرقص ؟ وكذلك زفن الحبشة نوع من المشي يفعل عند اللقاء للحرب .
السابعة : قوله تعالى : إنا وجدناه صابرا أي على البلاء . نعم العبد إنه أواب أي تواب رجاع مطيع . وسئل سفيان عن عبدين ابتلي أحدهما فصبر ، وأنعم على الآخر فشكر ، فقال : كلاهما سواء ; لأن الله تعالى أثنى على عبدين ، أحدهما صابر والآخر شاكر ثناء واحدا ، فقال في وصف أيوب : نعم العبد إنه أواب وقال في وصف سليمان : نعم العبد إنه أواب .
قلت : وقد رد هذا الكلام صاحب القوت ، واستدل بقصة أيوب في تفضيل الفقير على الغني وذكر كلاما كثيرا شيد به كلامه ، وقد ذكرناه في غير هذا الموضع من كتاب [ منهج العباد ومحجة السالكين والزهاد ] . وخفي عليه أن أيوب - عليه السلام - كان أحد الأغنياء من الأنبياء قبل البلاء وبعده ، وإنما ابتلي بذهاب ماله وولده وعظيم الداء في جسده . وكذلك الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه صبروا على ما به امتحنوا وفتنوا . فأيوب - عليه السلام - دخل في البلاء على صفة ، فخرج منه كما دخل فيه ، وما تغير منه حال ولا مقال ، فقد اجتمع مع أيوب في المعنى المقصود ، وهو عدم التغير الذي يفضل فيه بعض الناس بعضا . وبهذا الاعتبار يكون الغني الشاكر والفقير الصابر سواء . وهو كما قال سفيان . والله أعلم . وفي حديث ابن شهاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن أيوب خرج لما كان يخرج إليه من حاجته فأوحى الله إليه : اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب . فاغتسل فأعاد الله لحمه وشعره وبشره على أحسن ما كان ، ثم شرب فأذهب الله كل ما كان في جوفه من ألم أو ضعف ، وأنزل الله عليه ثوبين من السماء أبيضين فائتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ، ثم أقبل يمشي إلى منزله وراث على امرأته ، فأقبلت حتى لقيته وهي لا تعرفه ، فسلمت عليه وقالت : أي يرحمك الله ، هل رأيت هذا الرجل المبتلى ؟ قال : من هو ؟ قالت : نبي الله أيوب ، أما والله ما رأيت أحدا قط أشبه به منك إذ كان صحيحا . قال : فإني أيوب . وأخذ ضغثا فضربها به فزعم ابن شهاب أن ذلك الضغث كان ثماما . ورد الله إليه أهله ومثلهم معهم ، فأقبلت سحابة حتى سجلت في أندر قمحه ذهبا حتى امتلأ ، وأقبلت سحابة أخرى إلى أندر شعيره وقطانيه فسجلت فيه ورقا حتى امتلأ .
- الطبرى : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
وقوله ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا ) يقول: وقلنا لأيوب: خذ بيدك ضغثا, وهو ما يجمع من شيء مثل حزمة الرُّطْبة, وكملء الكفّ من الشجر أو الحشيش والشماريخ ونحو ذلك مما قام على ساق; ومنه قول عوف بن الخَرِع:
وأسْــفَل مِنِّـي نَهْـدَةٌ قَـدْ رَبَطْتُهـا
وألْقَيْـتُ ضِغْثـا مِـن خَـلا متَطَيِّـبِ (1)
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثني عبد الله بن صالح, قال: ثني معاوية عن عليّ عن ابن عباس, قوله ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا ) يقول: حُزْمة.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) قال: أمر أن يأخذ ضغثا من رطبة بقدر ما حلف عليه فيضرب به.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا ابن يمان, عن ابن جُرَيج, عن عطاء, في قوله ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا ) قال: عيدانا رطبة.
حدثنا أبو هشام الرفاعيّ, قال: ثنا يحيى, عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر, عن أبيه, عن مجاهد, عن ابن عباس ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا ) قال: هو الأثْل.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا ) .. الآية, قال: كانت امرأته قد عَرَضت له بأمر, وأرادها إبليس على شيء, فقال: لو تكلمت بكذا وكذا, وإنما حملها عليها الجزع, فحلف نبي الله: لِئن الله شفاه ليجلِدنَّها مئة جلدة; قال: فأمر بغصن فيه تسعة وتسعون قضيبا, والأصل تكملة المِئَة, فضربها ضربة واحدة, فأبرّ نبيُّ الله, وخَفَّفَ الله عن أمَتِهِ, والله رحيم.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا ) يعني: ضِغْثا من الشجر الرَّطْب, كان حلف على يمين, فأخذ من الشجر عدد ما حلف عليه, فضرب به ضَرْبة واحدة, فبرّت يمينه, وهو اليوم في الناس يمين أيوب, من أخذ بها فهو حسن.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ) قال: ضِغْثا واحدا من الكلأ فيه أكثر من مِئَة عود, فضرب به ضربة واحدة, فذلك مِئَة ضربة.
حدثني محمد بن عوف, قال: ثنا أبو المغيرة, قال: ثنا صفوان, قال: ثنا عبد الرحمن بن جُبَير ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ ) يقول: فاضرب زوجتك بالضِّغْث, لتَبرّ في يمينك التي حلفت بها عليها أن تضربها( وَلا تَحْنَثْ ) يقول: ولا تحنَثْ في يمينك.
وقوله ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ ) يقول: إنا وجدنا أيوب صابرا على البلاء, لا يحمله البلاء على الخروج عن طاعة الله, والدخول في معصيته ( نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) يقول: إنه على طاعة الله مقبل, وإلى رضاه رجَّاع.
-----------------------------
الهوامش :
(1) البيت لعوف بن الخرع (مجاز القرآن لأبى عبيدة الورقة 215 - ب) ويؤيد أنه في معجم الشعراء : عوف بن عطية بن الخرع ، وكذا في التاج . قال أبو عبيدة عند تفسير قوله تعالى :" وخذ بيدك ضعثا : وهو ملء الكف من الشجر أو الحشيش والشماريخ وما أشبه ذلك ، قال عوف بن الخرع :" واسفل منى ... البيت" . وفي اللسان : وفرس نهد جسيم مشرف وقيل النهد الضخم القوى والأنثى نهدة . والخلا : الرطب من الحشيش ( مثل البرسيم ، أو هو البرسيم ) .
- ابن عاشور : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)
{ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فاضرب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ } مقول لقول محذوف دلّت عليه صيغة الكلام ، والتقدير : وقلنا خذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ، وهو قول غيرُ القول المحذوف في قوله : { اركض برجلك } [ ص : 42 ] لأن ذلك استجابة دعوة وهذا إفتاء برخصة ، وذلك له قصته ، وهذا له قصة أخرى أشارت إليها الآية إجمالاً ولم يرد في تعيينها أثر صحيح ومجملها أن زوج أيوب حاولت عملاً ففسد عليه صبره من استعانة ببعض الناس على مواساته فلما علم بذلك غضب وأقسم ليضربنّها عدداً من الضرب ثم ندم وكان محبّاً لها ، وكانت لائذة به في مدة مرضه فلما سُرِّي عنه أشفق على امرأته من ذلك ولم يكن في دينهم كفارة اليمين فأوحى الله إليه أن يضربها بحُزمة فيها عددٌ من الأعواد بعدد الضربات التي أقسم عليها رفقاً بزوجه لأجله وحفظاً ليمينه من حنثه إذ لا يليق الحنث بمقام النبوءة . وليست هذه القضية ذات أثر في الغرض الذي سيقت لأجله قصة أيوب من الأسوة وإنما ذكرت هنا تكملة لمظهر لطف الله بأيوب جزاء على صبره .
ومعاني الآية ظاهرة في أن هذا الترخيص رفق بأيوب ، وأنه لم يكن مثله معلوماً في الدّين الذي يدين به أيوبُ إبقاء على تقواه ، وإكراماً له لحبه زوجه ، ورفقاً بزوجه لبرّها به ، فهو رخصة لا محالة في حكم الحنث في اليمين .
فجاء علماؤنا ونظروا في الأصل المقرر في المسألة المفروضة في أصول الفقه وهي : أن شرع من قبلنا هل هو شرع لنا إذا حكاه القرآن أو السنة الصحيحة ، ولم يكن في شرعنا ما ينسخه من نص أو أصل من أصول الشريعة الإسلامية . فأما الذين لم يروا أن شرع من قبلنا شرع لنا وهم أبو بكر الباقلاني من المالكية وجهورُ الشافعية وجميعُ الظاهرية فشأنهم في هذا ظاهر ، وأما الذين أثبتوا أصل الاقتداء بشرع مَن قبلنا بقيوده المذكورة وهم مالك وأبو حنيفة والشافعي فتخطَّوا للبحث في أن هذا الحكم الذي في هذه الآية هل يقرر مثلُه في فقه الإِسلام في الإِفتاء في الأيمان وهل يتعدى به إلى جعله أصلاً للقياس في كل ضَرب يتعين في الشرع له عدد إذا قام في المضروب عذر يقتضي الترخيص بعد البناء على إثبات القياس على الرخص ، وهل يتعدّى به إلى جعله أصلاً للقياس أيضاً لإِثبات أصل مماثل وهو التحيّل بوجه شرعي للتخلص من واجب تكليففٍ شرعي ، واقتحموا ذلك على ما في حكاية قصة أيوب من إجمال لا يتبصر به الناظر في صفة يمينه ولا لفظه ولا نيته إذ ليس من مقصد القصة .
فأما في الأيمان فقد كفانا الله التكلّف بأن شرع لنا كفارات الأيمان .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني فعلت الذي هو خير " ، فصار ما في شرعنا ناسخاً لما شرع لأيوب فلا حاجة إلى الخوض فيها ، ومذهب الحنفية العمل بذلك استناداً لكونه شرعاً لمن قبلنا وهو قول الشافعي .
وقال مالك : هذه خاصة بأيوب أفتى الله بها نبيئاً . وحكى القرطبي عن الشافعي أنه خصه بما إذا حلف ولم تكن له نية كأنه أخرجه مُخرج أقل ما يصدق عليه لفظ الضرب والعدد . وأما القياس على فتوى أيوب في كلّ ضرب معيّن بعدد في غير اليمين ، أي في باب الحدود والتعزيرات فهو تطوح في القياس لاختلاف الجنس بين الأصل والفرع ، ولاختلاف مقصد الشريعة من الكفارات ومقصدها من الحدود والتعزيرات ، ولترتب المفسدة على إهمال الحدود والتعزيرات دون الكفارات . ولا شك أن مثل هذا التسامح في الحدود يفضي إلى إهمالها ومصيرها عبثاً . وما وقع في «سنن أبي داود» من حديث أبي أمامة عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار «أنّ رجلاً منهم كان مريضاً مضنى فدخلت عليه جارية فهشّ لها فوقع عليها فاستفتوا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : لو حملناه إليك لتفسخت عظامه ما هو إلا جلد على عظْم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذوا له مائة شمراخ فيضربوه بها ضربةً واحدة . ورواه غير أبي داود بأسانيد مختلفة وعبارات مختلفة . وما هي إلا قصة واحدة فلا حجة فيه لأنه تطرقته احتمالات .
أولها : أن ذلك الرجل كان مريضاً مضنى ولا يُقام الحد على مثله .
الثاني : لعلّ المرض قد أخل بعقله إخلالاً أقدمه على الزنا فكان المرض شبهة تدْرأ الحدَّ عنه .
الثالث : أنه خبر آحاد لا ينقض به التواتر المعنوي الثابتُ في إقامة الحدود .
الرابع : حمله على الخصوصية . ومذهب الشافعي أنه يعمل بذلك في الحد للضرورة كالمرض وهو غريب لأن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف متضَافرة على أن المريض والحامل يُنتظران في إقامة الحد عليهما حتى يبرآ ، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تضرب الحامل بشماريخ ، فماذا يفيد هذا الضرب الذي لا يزجر مُجرماً ، ولا يدفع مأثماً ، وفي «أحكام الجصّاص» عن أبي حنيفة مثل ما للشافعي . وحكى الخطابي أن أبا حنيفة ومالكاً اتفقا على أنه لا حدّ إلا الحد المعروف . فقد اختلف النقل عن أبي حنيفة .
{ تَحْنَثْ إِنَّا وجدناه صَابِراً نِّعْمَ العبد إِنَّهُ } .
علة لجملة { اركض برجلِكَ } [ ص : 42 ] وجملة { ووهبنا له أهلهُ } [ ص : 43 ] ، أي أنعمنا عليه بجبر حاله ، لأنا وجدناه صابراً على ما أصابه فهو قدوة للمأمور بقوله : { اصبر على ما يقولون } [ المزمل : 10 ] صلى الله عليه وسلم فكانت ( إِنَّ ) مغنية عن فاء التفريع .
ومعنى { وجدناهُ } أنه ظهر في صبره ما كان في علم الله منه .
وقوله : { نِعم العبد إنَّهُ أوَّابٌ } مثل قوله في سليمان { نِعم العبد إنَّه أوَّابٌ } [ ص : 30 ] ، فكان سليمان أوَّاباً لله من فتنة الغنى والنعيم ، وأيوب أوَّاباً لله من فتنة الضرّ والاحتياج ، وكان الثناء عليهما متماثلاً لاستوائهما في الأوبة وإن اختلفت الدواعي . قال سفيان : أثنى الله على عبدين ابتليا : أحدهما صابر ، والآخر شاكر ، ثناءً واحداً . فقال لأَيوب ولسليمان { نِعْمَ العبد إنَّه أوَّابٌ } .
- إعراب القرآن : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
«وَخُذْ» الواو حرف عطف وأمر فاعله مستتر «بِيَدِكَ» متعلقان بخذ والجملة معطوفة على ما قبلها «ضِغْثاً» مفعول به «فَاضْرِبْ» الفاء حرف عطف وأمر فاعله مستتر «بِهِ» متعلقان باضرب «وَلا» الواو حرف عطف «لا» ناهية «تَحْنَثْ» مضارع مجزوم بلا «إِنَّا» إن واسمها «وَجَدْناهُ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة خبر إن والجملة الاسمية تعليل لاضرب «صابِراً» مفعول وجدنا الثاني «نِعْمَ» ماض لإنشاء المدح «الْعَبْدُ» فاعل «إِنَّهُ» إن واسمها «أَوَّابٌ» خبرها والجملة تعليلية أيضا
- English - Sahih International : [We said] "And take in your hand a bunch [of grass] and strike with it and do not break your oath" Indeed We found him patient an excellent servant Indeed he was one repeatedly turning back [to Allah]
- English - Tafheem -Maududi : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ(38:44) (and We said to him): 'Take in your hand a bundle of rushes and strike with it, and do not break your oath.' *46 Indeed We found him steadfast. How excellent a servant (of Ours) he was. Indeed he constantly turned (to his Lord). *47
- Français - Hamidullah : Et prends dans ta main un faisceau de brindilles puis frappe avec cela Et ne viole pas ton serment Oui Nous l'avons trouvé vraiment endurant Quel bon serviteur Sans cesse il se repentait
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und "Nimm in deine Hand ein Bündel dünner Zweige und schlag damit zu und sei nicht eidbrüchig" Gewiß Wir fanden ihn standhaft Welch ein trefflicher Diener Er war immer wieder umkehrbereit
- Spanish - Cortes : Y ¡Toma en tu mano un puñado de hierba golpea con él y no cometas perjurio Le encontramos paciente ¡Qué siervo tan agradable Su arrepentimiento era sincero
- Português - El Hayek : E apanha um feixe de capim e golpeia com ele; e não perjures Em verdade encontramolo perseverante que excelenteservo Ele foi contrito
- Россию - Кулиев : Возьми в руку пучок ударь им жену и не преступай клятвы Воистину Мы нашли его терпеливым Как прекрасен был этот раб Воистину он всегда обращался к Аллаху
- Кулиев -ас-Саади : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
Возьми в руку пучок, ударь им жену и не преступай клятвы». Воистину, Мы нашли его терпеливым. Как прекрасен был этот раб! Воистину, он всегда обращался к Аллаху.Многие толкователи Корана говорили, что во время болезни пророк Айюб разгневался на свою жену и поклялся после выздоровления наказать ее ста ударами прутом или лозой. Жена Айюба была праведной женщиной и в самые трудные минуты не бросала своего мужа. Поэтому, когда он оправился от болезни, Всевышний Аллах смилостивился над ней и велел Своему пророку взять пучок из ста прутьев и несильно ударить им жену. Тем самым пророк Айюб не нарушил данную им клятву. Аллах подверг Айюба великому испытанию, но он проявил терпение и продолжал надеяться на милость своего Господа. Как прекрасен был этот раб! Славный пророк заслужил эту похвалу, потому что он самым совершенным образом справлялся со своими обязанностями как при благоденствии и благополучии, так и в суровую пору испытаний. Он надеялся на помощь Аллаха во всех делах, связанных с мирской жизнью и религией. Он любил всей душой только одного Аллаха, обожествлял только Его одного, обращался с мольбой о помощи только к Нему и непрестанно поминал его самыми прекрасными словами.
- Turkish - Diyanet Isleri : "Ey Eyyub Eline bir demet sap alıp onunla vur yeminini bozma" demiştik Doğrusu Biz onu sabırlı bulmuştuk Ne iyi kuldu daima Allah'a yönelirdi
- Italiano - Piccardo : [Gli ordinammo] “Stringi nella tua mano una manciata d'erba colpisci con quella e non mancare al tuo giuramento” Lo trovammo perseverante un servo ottimo pronto al pentimento
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهیوب صلی الله علیه وسلم جارێک له خێزانهکهی دڵی ئێشا سوێندی خوارد که ئهگهر چاك بۆوه چهند دارێکی لێبدات خوای میهرهبانیش وهك ڕێزێك بۆ ئهو ئافرهته وهفاداره فهرمانی پێدا چهپکێ لاسکی ناسك بگرێت بهدهستهوه بهقهدهر ئهو ژمارهیهی که بڕیاری دابوو و بیماڵێت به هاوسهرهکهیداو فهرمووی سوێندهکهشت مهشکێنه ئێمه بینیمان بهڕاستی خۆگر و بهئارامگر بوو بهندهیهکی چاك و ڕێك و پێك بوو بێگومان ئهو تهوبهکاره و ههمیشه دڵی لای پهروهردگاره
- اردو - جالندربرى : اور اپنے ہاتھ میں جھاڑو لو اور اس سے مارو اور قسم نہ توڑو۔ بےشک ہم نے ان کو ثابت قدم پایا۔ بہت خوب بندے تھے بےشک وہ رجوع کرنے والے تھے
- Bosanski - Korkut : "I uzmi rukom svojom snop i njime udari samo zakletvu ne prekrši" Mi smo znali da je on izdržljiv; divan je rob on bio i mnogo se kajao
- Swedish - Bernström : [Och Vi sade] "Tag en näve [gräs] och slå med den och bryt inte din ed" Vi såg hans uthållighet och tålamod en sann [Guds] tjänare Han vände alltid tillbaka till Oss med ångerfullt sinne
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ambillah dengan tanganmu seikat rumput maka pukullah dengan itu dan janganlah kamu melanggar sumpah Sesungguhnya Kami dapati dia Ayyub seorang yang sabar Dialah sebaikbaik hamba Sesungguhnya dia amat taat kepada Tuhannya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ
(Dan ambillah dengan tanganmu seikat rumput) yakni seikat rumput lalang atau seikat ranting-ranting (maka pukullah dengan itu) istrimu, karena Nabi Ayub pernah bersumpah, bahwa ia sungguh akan memukul istrinya sebanyak seratus kali deraan, karena pada suatu hari ia pernah tidak menuruti perintahnya (dan janganlah kamu melanggar sumpah) dengan tidak memukulnya, lalu Nabi Ayub mengambil seratus tangkai kayu Idzkhir atau kayu lainnya, lalu ia memukulkannya sekali pukul kepada istrinya. (Sesungguhnya Kami dapati dia seorang yang sabar. Dialah sebaik-baik hamba) adalah Nabi Ayub. (Sesungguhnya dia amat taat) kepada Allah swt.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তুমি তোমার হাতে এক মুঠো তৃণশলা নাও তদ্বারা আঘাত কর এবং শপথ ভঙ্গ করো না। আমি তাকে পেলাম সবরকারী। চমৎকার বান্দা সে। নিশ্চয় সে ছিল প্রত্যাবর্তনশীল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "ஒரு பிடி புல் கற்றையை உம் கையில் எடுத்து அதைக் கொண்டு உம் மனைவியை அடிப்பீராக நீர் உம் சத்தியத்தை முறிக்கவும் வேண்டாம்" என்று கூறினோம் நிச்சயமாக நாம் அவரைப் பொறுமையுடையவராகக் கண்டோம்; அவர் சிறந்த நல்லடியார் நிச்சயமாக அவர் எதிலும் நம்மை நோக்கியவராகவே இருந்தார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงเอาเศษไม้สักกำหนึ่งแล้วฟาดด้วยมัน และอย่าถอนคำสาบาน แท้จริงเราพบว่า เขา อัยยู๊บ เป็นผู้อดทนบ่าวผู้ประเสริฐแท้จริงเขาหันหน้าเข้าสู่เราเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қўлингга бир дастани олда у билан ур Қасамингни бузма дейилди Биз уни сабрли топдик У қандай ҳам яхши банда Албатта у ўта қайтгувчидир Эй Аййуб неча марта уришни айтган бўлсанг ўшанча новдани бир даста қилиб олда у билан хотинингни ур Шунда қасамингни адо этган бўласан Қасаминг бузилмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 你当亲手拿一把草,用它去打击一下。你不要违背誓约。我确已发现他是坚忍的。那仆人真优美!他确是归依真主的。
- Melayu - Basmeih : Dan Kami perintahkan lagi kepadanya " Ambilah dengan tanganmu seikat jerami kemudian pukulah isterimu dengannya; dan janganlah engkau merosakkan sumpahmu itu " Sesungguhnya Kami mendapati Nabi Ayub itu seorang yang sabar; ia adalah sebaikbaik hamba; sesungguhnya ia sentiasa rujuk kembali kepada Kami dengan ibadatnya
- Somali - Abduh : Kuna qabo gacantaada xidhmo laamo ah kuna garaac hana jabinin dhaarta waxaana ku ognahay inuu yahay samre addoon fiican ah toobadkeenna badan
- Hausa - Gumi : Kuma ka riƙi wata ƙulla da hannunka ka yi dũka da ita kuma kada ka karya rantsuwarka Lalle Mũ Mun sãme shi mai haƙuri Madalla da bãwa shĩ Lalle shĩ mai mayar da al'amari ga Allah ne
- Swahili - Al-Barwani : Na shika kicha cha vijiti tu mkononi mwako kisha ndio upigie nacho wala usivunje kiapo Hakika tulimkuta mwenye subira mbora wa waja kwa hakika alikuwa mwingi wa kutubu
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe merr me dorën tënde një tubë thuprash e rreh me to dhe mos e shkel betimin tënd” Ne e kemi ditur atë të durueshëm ai është rob i mrekullueshëm Ai me të vërtetë i është drejtuar shumë Zotit
- فارسى - آیتی : دستهاى از چوبهاى باريك به دست گير و با آن بزن و سوگند خويش را مشكن. او را بندهاى صابر يافتيم. او كه همواره روى به درگاه ما داشت چه نيكو بندهاى بود.
- tajeki - Оятӣ : «Дастае аз чубҳои борик ба даст гир ва бо он (занатро) бизан ва савганди худро машикан». Ӯро бандае собир ёфтем, Ӯ, ки ҳамеша рӯй ба даргоҳи Мо дошт, чӣ некӯ бандае буд!
- Uyghur - محمد صالح : (ئۇنىڭغا) «قولۇڭ بىلەن بىر باغلام چۆپنى ئېلىپ، ئۇنىڭ بىلەن (ئايالىڭنى) ئۇرغىن. قەسىمىڭنى بۇزمىغىن» (دېدۇق). بىز ئەييۇبنى ھەقىقەتەن سەۋرچان بايقىدۇق، ئۇ نېمىدېگەن ئوبدان بەندە! ھەقىقەتەن ئۇ (اﷲ قا) تەۋبە بىلەن يۈزلەنگۈچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം പറഞ്ഞു: "നീ ഒരുപിടി പുല്ല് കയ്യിലെടുക്കുക. എന്നിട്ട് അതുകൊണ്ട് അടിക്കുക. അങ്ങനെ ശപഥം പാലിക്കുക." സംശയമില്ല; നാം അദ്ദേഹത്തെ അങ്ങേയറ്റം ക്ഷമാശീലനായി കണ്ടു. വളരെ നല്ല അടിമ! തീര്ച്ചയായും അദ്ദേഹം പശ്ചാത്തപിച്ചു മടങ്ങുന്നവനാകുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : وقلنا له خذ بيدك حزمه شماريخ فاضرب بها زوجك ابرارا بيمينك فلا تحنث اذ اقسم ليضربنها مائه جلده اذا شفاه الله لـما غضب عليها من امر يسير اثناء مرضه وكانت امراه صالحه فرحمها الله ورحمه بهذه الفتوى انا وجدنا ايوب صابرا على البلاء نعم العبد هو انه رجاع الى طاعه الله
*46) A careful study of these words shows that the Prophet Job during illness had been annoyed with somebody (according to traditions, his wife) and sworn to beat him or her by giving so many stripes. When AIlah restored him to health and the anger of the illness was gone, he became worried as how to fulfil the oath. For if he carried out the oath, he would be inflicting pain on an innocent person, and if he did not, he would be committing the sin of breaking the oath. Allah took him out of the difficult situation by the Command: "Take a broom ' containing as many sticks of straw as the number of the stripes you had sworn to give;then strike the person just once with the broom so as both to fulfil your oath and to avoid giving undue trouble to the person concerned. "
Some jurists hold the view that this concession was specially meant for the Prophet Job, and some others think that other people also can take advantage of it. The first view has been cited by Ibn 'Asakir from Hadrat 'Abdullah bin 'Abbas and by Abu Bakr al-Jassas from Mujahid, and Imam Malik also held the same view. The second view has been adopted by Imam Abu Hanifah, Imam Abu Yusuf, Imam Muhammad, Imam Zufar and Imam Shafe' i. They say that if a person, for instance, has sworn to give his servant ten stripes, and afterwards combines ten whips and strikes him only once in a way that some part of each whip strikes him, his oath will be fulfilled.
Several Ahadith show that the Holy Prophet, in order to inflict the prescribed punishment on a fornicator who was too iII or too weak to receive a hundred stripes, also adopted the method taught in this verse. 'Allama Abu Bakr al-Jassas has related a tradition on the authority of Hadrat Said bin Sa'd bin 'Ubadah to the effect that a person from the tribe of Bani Sa`idah happened to commit fornication, and he was a sick man and a mere skeleton. Thereupon the Holy Prophet commanded: "Take a branch of the palm tree with a hundred twigs on it and strike him therewith once and for all. " (Ahkam al Qur 'an). In Musnad Ahmad, Abu Da'ud, Nasa'i, Ibn Majah, Tabarani, 'Abdur Razzaq and other collections of Hadith also there are several Ahadith supporting it, which conclusively proves that the Holy Prophet had devised this very method for inflicting the prescribed punishment on a sick or weak person. However, the jurists lay the condition that some part of every twig or piece of straw must strike the culprit, and even if only one stroke, it must also hurt the culprit; that is, it is not enough just to touch him but he must be struck with it.
Here the question also arises that if a person has sworn to do something and afterwards he comes to know that it is improper, then what should he do? Then is a tradition from the Holy Prophet to the effect that in such a case one should do only that which is better, and the same is the atonement for the oath. Another tradition from him says that one should do something good instead of the improper thing and should atone for his oath. This verse supports this second tradition, for if keeping oneself from an improper thing had been the atonement for the oath, Allah would not have told the Prophet Job to strike the broom once and fulfil his oath, but would have said: "Do not do this improper thing, and your restraint itself is the atonement for your oath."
This verse also shows that it is not necessary to carry out immediately what one has sworn to do. The Prophet Job had sworn an oath in the state of illness, and fulfilled it after complete recovery, and not immediately even after the recovery.
Some people have regarded this verse as an argument for practising pretence under the Shari'ah. No doubt it was a pretence which the Prophet Job had been taught but it had been taught not for evading anything obligatory but for avoiding an evil. Therefore, in the Shari 'ah those pretences only are lawful, which are adopted to remove injustice and . sin and evil from one's own self or from another person, otherwise practice of pretence is highly sinful if it is employed for the purpose of making the unlawful Iawful, or evading the obligatory duties and righteous acts. For a person who practises pretence for such impious objects, in fact, tries to deceive God. For example, a person who transfers his wealth to another before the completion of a year on it, only for the purpose of evading payment of the Zakat on it, not only evades an obligatory duty, but also thinks that Allah will get deceived by this trickery and will consider him as relieved of his duty. The jurists who have mentioned such pretences in their books, do not mean that one should practise them in order to evade the Shari ah obligations, but they mean to point out that a judge or ruler cannot take to task a person who escapes the consequences of a sin under a legal cover for his affair is with Allah.
*47) The Prophet Job has been mentioned in this context to impress the reader that when the righteous servants of Allah are afflicted with hardships and calamities, they do not complain of their distress to Allah but endure the tests and trials set by Him patiently and invoke only Him for help. They do not despair of God and do not turn to others for help if their distress is not removed after making invocations to God for some time, but they believe that whatever they will get, they will get only from Allah. Therefore, they remain hopeful of His mercy, no matter how long they might have to suffer the distress. That is why they arc honoured and blessed with the favours and bounties with which the Prophet Job was honoured and blessed in his life. So much so that if they get involved in a moral dilemma due to a state of agitation, Allah shows them a way out of it- in order to save them from evil, as He showed a way to the Prophet Job.