- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ ۚ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ كَٰذِبٌ كَفَّارٌ
- عربى - نصوص الآيات : ألا لله الدين الخالص ۚ والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ۗ إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار
- عربى - التفسير الميسر : ألا لله وحده الطاعة التامة السالمة من الشرك، والذين أشركوا مع الله غيره واتخذوا من دونه أولياء، قالوا: ما نعبد تلك الآلهة مع الله إلا لتشفع لنا عند الله، وتقربنا عنده منزلة، فكفروا بذلك؛ لأن العبادة والشفاعة لله وحده، إن الله يفصل بين المؤمنين المخلصين والمشركين مع الله غيره يوم القيامة فيما يختلفون فيه من عبادتهم، فيجازي كلا بما يستحق. إن الله لا يوفق للهداية إلى الصراط المستقيم من هو مفترٍ على الله، كَفَّار بآياته وحججه.
- السعدى : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } هذا تقرير للأمر بالإخلاص، وبيان أنه تعالى كما أنه له الكمال كله، وله التفضل على عباده من جميع الوجوه، فكذلك له الدين الخالص الصافي من جميع الشوائب، فهو الدين الذي ارتضاه لنفسه، وارتضاه لصفوة خلقه وأمرهم به، لأنه متضمن للتأله للّه في حبه وخوفه ورجائه، وللإنابة إليه في عبوديته، والإنابة إليه في تحصيل مطالب عباده.
وذلك الذي يصلح القلوب ويزكيها ويطهرها، دون الشرك به في شيء من العبادة. فإن اللّه بريء منه، وليس للّه فيه شيء، فهو أغنى الشركاء عن الشرك، وهو مفسد للقلوب والأرواح والدنيا والآخرة، مُشْقٍ للنفوس غاية الشقاء، فلذلك لما أمر بالتوحيد والإخلاص، نهى عن الشرك به، وأخبر بذم من أشرك به فقال: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } أي: يتولونهم بعبادتهم ودعائهم، [معتذرين] عن أنفسهم وقائلين: { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } أي: لترفع حوائجنا للّه، وتشفع لنا عنده، وإلا، فنحن نعلم أنها، لا تخلق، ولا ترزق، ولا تملك من الأمر شيئا.
أي: فهؤلاء، قد تركوا ما أمر اللّه به من الإخلاص، وتجرأوا على أعظم المحرمات، وهو الشرك، وقاسوا الذي ليس كمثله شيء، الملك العظيم، بالملوك، وزعموا بعقولهم الفاسدة ورأيهم السقيم، أن الملوك كما أنه لا يوصل إليهم إلا بوجهاء، وشفعاء، ووزراء يرفعون إليهم حوائج رعاياهم، ويستعطفونهم عليهم، ويمهدون لهم الأمر في ذلك، أن اللّه تعالى كذلك.
وهذا القياس من أفسد الأقيسة، وهو يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق، مع ثبوت الفرق العظيم، عقلا ونقلا وفطرة، فإن الملوك، إنما احتاجوا للوساطة بينهم وبين رعاياهم، لأنهم لا يعلمون أحوالهم. فيحتاج من يعلمهم بأحوالهم، وربما لا يكون في قلوبهم رحمة لصاحب الحاجة، فيحتاج من يعطفهم عليه [ويسترحمه لهم] ويحتاجون إلى الشفعاء والوزراء، ويخافون منهم، فيقضون حوائج من توسطوا لهم، مراعاة لهم، ومداراة لخواطرهم، وهم أيضا فقراء، قد يمنعون لما يخشون من الفقر.
وأما الرب تعالى، فهو الذي أحاط علمه بظواهر الأمور وبواطنها، الذي لا يحتاج من يخبره بأحوال رعيته وعباده، وهو تعالى أرحم الراحمين، وأجود الأجودين، لا يحتاج إلى أحد من خلقه يجعله راحما لعباده، بل هو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم، وهو الذي يحثهم ويدعوهم إلى الأسباب التي ينالون بها رحمته، وهو يريد من مصالحهم ما لا يريدونه لأنفسهم، وهو الغني، الذي له الغنى التام المطلق، الذي لو اجتمع الخلق من أولهم وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلا منهم ما سأل وتمنى، لم ينقصوا من غناه شيئا، ولم ينقصوا مما عنده، إلا كما ينقص البحر إذا غمس فيه المخيط.
وجميع الشفعاء يخافونه، فلا يشفع منهم أحد إلا بإذنه، وله الشفاعة كلها.
فبهذه الفروق يعلم جهل المشركين به، وسفههم العظيم، وشدة جراءتهم عليه.
ويعلم أيضا الحكمة في كون الشرك لا يغفره اللّه تعالى، لأنه يتضمن القدح في اللّه تعالى، ولهذا قال حاكما بين الفريقين، المخلصين والمشركين، وفي ضمنه التهديد للمشركين-: { إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }
وقد علم أن حكمه أن المؤمنين المخلصين في جنات النعيم، ومن يشرك باللّه فقد حرم اللّه عليه الجنة، ومأواه النار. { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي } أي: لا يوفق للهداية إلى الصراط المستقيم { مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } أي: وصفه الكذب أو الكفر، بحيث تأتيه المواعظ والآيات، ولا يزول عنه ما اتصف به، ويريه اللّه الآيات، فيجحدها ويكفر بها ويكذب، فهذا أنَّى له الهدى وقد سد على نفسه الباب، وعوقب بأن طبع اللّه على قلبه، فهو لا يؤمن؟"
- الوسيط لطنطاوي : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
وجملة ( أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص ) مؤكدة ومقررة لمضمون ما قبلها من وجوب إفراد العبادة والطاعة لله - تعالى - : وزادها تأكيداً وتقريراً لما قبلها تصديرها بأداة الاستفتاح ( ألا ) واشتمالها على أسلوب القصر .
أى : ألا إن الله - تعالى - وحده - وليس لأحد سواه - الدين الخالص من شوائب الشرك والرياء . والعبادة لوجهه وحده ، والخضوع لقدرته التى لا يعجزها شئ .
ثم بين - سبحانه - ما عليه المشركون من ضلال فقال : ( والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى الله زلفى إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ . . )
فالمراد بالموصول المشركون ، ومحله الرفقع على الابتداء ، وخبره قوله - تعالى - بعد ذلك : ( إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ) وجملة ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى الله زلفى ) فى محل نصب على الحال بتقدير القول ، والاستثناء مفرغ من أعم العلل . والزلفى : اسم أقيم مقام المصدر الذى يتلاقى معه فى المعنى ، والمأخوذ من قوله ( لِيُقَرِّبُونَآ ) .
أى : لله - تعالى - وحده الدين الخالص ، والمشركون الذين اتخذوا معبودات باطلة ليعبدوها من دون الله ، كانوا يقولون فى الرد على من ينهاهم عن ذلك : إننا لا نعبد هذه المعبودات إلا من أجل أن نتوسل بها ، لكى تقربنا إلى الله قربى ، ولتكون شفيعة لنا عنده حتى يرفع عنا البلاء والمحن .
( إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ) أى : بين هؤلاء المشركون وبين غيرهم من المؤمنين الذين أخلصوا لله - تعالى -العبادة والطاعة ( فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) من أمر التوحيد والشرك ، بأن يجازى المؤمنين بحسن الثواب ، ويجازى الكافرين بسوء العقاب .
( إِنَّ الله ) - تعالى - ( لاَ يَهْدِي ) أى : لا يوفق للاهتداء للحق ( مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) .
أى : من كان دائم الكذب على دين الله ، شديد الجحود لآيات الله وبراهينه الدالة على وحدانيته ، وعلى أنه لا رب لهذا الكون سواه .
- البغوى : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
( ألا لله الدين الخالص ) قال قتادة : شهادة أن لا إله إلا الله . وقيل : لا يستحق الدين الخالص إلا الله وقيل : الدين الخالص من الشرك هو لله .
( والذين اتخذوا من دونه ) أي : من دون الله ، ) ( أولياء ) يعني : الأصنام ، ( ما نعبدهم ) أي قالوا : ما نعبدهم ، ( إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) وكذلك قرأ ابن مسعود ، وابن عباس .
قال قتادة : وذلك أنهم إذا قيل لهم : من ربكم ، ومن خلقكم ، ومن خلق السماوات والأرض ؟ قالوا : الله ، فيقال لهم : فما معنى عبادتكم الأوثان ؟ قالوا : ليقربونا إلى الله زلفى ، أي : قربى ، وهو اسم أقيم في مقام المصدر ، كأنه قال : إلا ليقربونا إلى الله تقريبا ويشفعوا لنا عند الله ، ( إن الله يحكم بينهم ) يوم القيامة ( في ما هم فيه يختلفون ) من أمر الدين ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) لا يرشد لدينه من كذب فقال : إن الآلهة تشفع وكفى باتخاذ الآلهة دونه كذبا وكفرا
- ابن كثير : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
ولهذا قال : ( ألا لله الدين الخالص ) أي : لا يقبل من العمل إلا ما أخلص فيه العامل لله ، وحده لا شريك له .
وقال قتادة في قوله : ( ألا لله الدين الخالص ) شهادة أن لا إله إلا الله . ثم أخبر تعالى عن عباد الأصنام من المشركين أنهم يقولون : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) أي : إنما يحملهم على عبادتهم لهم أنهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم ، فعبدوا تلك الصور تنزيلا لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ; ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم ورزقهم ، وما ينوبهم من أمر الدنيا ، فأما المعاد فكانوا جاحدين له كافرين به .
قال قتادة ، والسدي ، ومالك عن زيد بن أسلم ، وابن زيد : ( إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) أي : ليشفعوا لنا ، ويقربونا عنده منزلة .
ولهذا كانوا يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم : " لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك " . وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون في قديم الدهر وحديثه ، وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، بردها والنهي عنها ، والدعوة إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له ، وأن هذا شيء اخترعه المشركون من عند أنفسهم ، لم يأذن الله فيه ولا رضي به ، بل أبغضه ونهى عنه : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) [ النحل : 36 ] ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [ الأنبياء : 25 ] .
وأخبر أن الملائكة التي في السماوات من المقربين وغيرهم ، كلهم عبيد خاضعون لله ، لا يشفعون عنده إلا بإذنه لمن ارتضى ، وليسوا عنده كالأمراء عند ملوكهم ، يشفعون عندهم بغير إذنهم فيما أحبه الملوك وأبوه ، ( فلا تضربوا لله الأمثال ) [ النحل : 74 ] ، تعالى الله عن ذلك .
وقوله : ( إن الله يحكم بينهم ) أي : يوم القيامة ، ( في ما هم فيه يختلفون ) أي : سيفصل بين الخلائق يوم معادهم ، ويجزي كل عامل بعمله ، ( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) [ سبأ : 41 ، 40 ] . وقوله : ( إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) أي : لا يرشد إلى الهداية من قصده الكذب والافتراء على الله ، وقلبه كفار يجحد بآياته [ وحججه ] وبراهينه .
- القرطبى : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
ألا لله الدين الخالص أي الذي لا يشوبه شيء . وفي حديث الحسن عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله إني أتصدق بالشيء وأصنع الشيء أريد به وجه الله وثناء الناس . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفس محمد بيده لا يقبل الله شيئا شورك فيه ، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا لله الدين الخالص وقد مضى هذا المعنى في " البقرة " و [ النساء ] و [ الكهف ] مستوفى .
الثانية : قال ابن العربي : هذه الآية دليل على وجوب النية في كل عمل ، وأعظمه الوضوء الذي هو شطر الإيمان ، خلافا لأبي حنيفة والوليد بن مسلم عن مالك اللذين يقولان إن الوضوء يكفي من غير نية ، وما كان ليكون من الإيمان شطرا ولا ليخرج الخطايا من بين الأظافر والشعر بغير نية .
قوله تعالى : والذين اتخذوا من دونه أولياء يعني الأصنام ، والخبر محذوف . أي قالوا : ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى قال قتادة : كانوا إذا قيل لهم من ربكم وخالقكم ؟ ومن خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء ؟ قالوا : الله ، فيقال لهم : ما معنى عبادتكم الأصنام ؟ قالوا : ليقربونا إلى الله زلفى ، ويشفعوا لنا عنده . قال الكلبي : جواب هذا الكلام في الأحقاف فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة والزلفى القربة ، أي : ليقربونا إليه تقريبا ، فوضع زلفى في موضع المصدر . وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس ومجاهد " والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " وفي حرف أبي ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدكم إلا لتقربونا إلى الله زلفى ) ذكره النحاس . قال : والحكاية في هذا بينة .
إن الله يحكم بينهم أي بين أهل الأديان يوم القيامة فيجازي كلا بما يستحق . إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار أي من سبق له القضاء بالكفر لم يهتد ، أي : للدين الذي ارتضاه وهو دين الإسلام ، كما قال الله تعالى : ورضيت لكم الإسلام دينا وفي هذا رد على القدرية وغيرهم على ما تقدم .
- الطبرى : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
وقوله: ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) يقول تعالى ذكره: ألا لله العبادة والطاعة وحده لا شريك له, خالصة لا شرك لأحد معه فيها, فلا ينبغي ذلك لأحد, لأن كل ما دونه ملكه, وعلى المملوك طاعة مالكه لا من لا يملك منه شيئا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) شهادة أن لا إله إلا الله.
وقوله: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) يقول تعالى ذكره: والذين اتخذوا من دون الله أولياء يَتَوَلَّوْنَهُم, ويعبدونهم من دون الله, يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زُلْفَى, قربة ومنـزلة, وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا، وهي فيما ذُكر في قراءة أبي: " ما نَعْبُدُكُمْ", وفي قراءة عبد الله: ( قالوا ما نعبدهم ) وإنما حسن ذلك لأن الحكاية إذا كانت بالقول مضمرا كان أو ظاهرا, جعل الغائب أحيانا كالمخاطب, ويترك أخرى كالغائب, وقد بيَّنت ذلك في موضعه فيما مضى.
حدثنا محمد بن الحسين, قال: ثنا أحمد بن المفضل, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قال: هي في قراءة عبد الله: "قالُوا ما نَعْبُدُهُمْ".
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) قال: قريش تقوله للأوثان, ومن قبلهم يقوله للملائكة ولعيسى ابن مريم ولعزَير.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) قالوا: ما نعبد هؤلاء إلا ليقرّبونا, إلا ليشفعُوا لنا عند الله.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) قال: هي منـزلة.
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثنا معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, في قوله: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) .
وقوله: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا يقول سبحانه: لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) قال: قالوا هم شفعاؤنا عند الله, وهم الذين يقربوننا إلى الله زلفى يوم القيامة للأوثان, والزلفى: القُرَب.
وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) يقول تعالى ذكره: إن الله يفصل بين هؤلاء الأحزاب الذين اتخذوا في الدنيا من دون الله أولياء يوم القيامة, فيما هم فيه يختلفون في الدنيا من عبادتهم ما كانوا يعبدون فيها, بأن يصليهم جميعا جهنم, إلا من أخلص الدين لله, فوحده, ولم يشرك به شيئا.
يقول تعالى ذكره: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي ) إلى الحق ودينه الإسلام, والإقرار بوحدانيته, فيوفقه له ( مَنْ هُوَ كَاذِبٌ ) مفتر على الله, يتقول عليه الباطل, ويضيف إليه ما ليس من صفته, ويزعم أن له ولدا افتراء عليه, كفار لنعمه, جحودا لربوبيته.
القول في تأويل قوله تعالى : لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)
- ابن عاشور : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)
استئناف للتخلص إلى استحقاقه تعالى الإِفراد بالعبادة وهو غرض السورة وأفاد التعليل للأمر بالعبادة الخالصة لله لأنه إذا كان الدين الخالص مستحقاً لله وخاصّاً به كان الأمر بالإِخلاص له مصيباً محزّه فصار أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخلاص العبادة له مسبباً عن نعمة إنزال الكتاب إليه ومقتضَى لكونه مُستحق الإِخلاص في العبادة اقتضاء الكلية لجزئياتها . وبهذا العموم أفادت الجملة معنى التذييل فتحملت ثلاثة مواقع كلها تقتضي الفصل .
وافتتحت الجملة بأداة التنبيه تنويهاً بمضمونها لتتلقاه النفس بشَرَاشِرِها وذلك هو ما رجّح اعتبار الاستئناف فيها ، وجعل معنى التعليل حاصلاً تبعاً من ذكر إخلاص عام بعد إخلاص خاص وموردهما واحد .
واللام في { لله الدينُ الخالصالدين * أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا } لام الملك الذي هو بمعنى الاستحقاق ، أي لا يحقّ الدين الخالص ، أي الطاعة غير المشوبة إلا له على نحو { الحمد لله } [ الفاتحة : 2 ] . وتقديم المسند لإِفادة الاختصاص فأفاد قوله : { لله الدينُ الخالِصُ } أنه مستحقه وأنه مختص به .
والدين : الطاعة كما تقدم . والخالص : السالم من أن يشوبه تشريك غيره في عبادته ، فهذا هو المقصود من الآية .
ومما يتفرع على معنى الآية إخلاص المؤمن الموحد في عبادة ربه ، أي أن يعبد الله لأجله ، أي طلباً لرضاه وامتثالاً لأمره وهو آيل إلى أحوال النية في العبادة المشار إليها بقول النبي صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكِحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» .
وعرّف الغزالي الإِخلاص بأنه تجريد قصد التقرب إلى الله عن جميع الشوائب . والإِخلاص في العبادة أن يكون الداعي إلى الإِتيان بالمأمور وإلى ترك المنهي إرضاءَ الله تعالى ، وهو معنى قولهم : لوجه الله ، أي لقصد الامتثال بحيث لا يكون الحظ الدنيوي هو الباعث على العبادة مثل أن يعبد الله ليمدحه الناسُ بحيث لو تعطل المدح لترك العبادة . ولذا قيل : الرياء الشرك الأصغر ، أي إذا كان هو الباعث على العمل ، ومثل ذلك أن يقاتل لأجل الغنيمة فلو أيس منها ترك القتال؛ فأما إن كان للنفس حظ عاجل وكان حاصلاً تبعاً للعبادة وليس هو المقصودَ فهو مغتفر وخاصة إذا كان ذلك لا تخلو عنه النفوس ، أو كان مما يُعين على الاستزادة من العبادة .
وفي «جامع العتبية» في ما جاء من أن النية الصحيحة لا تبطلها الخَطرة التي لا تُملك . حدث العتبي عن عيسى بن دينار عن ابن وهب عن عطاء الخراساني أن معاذ بن جبل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس من بني سَلِمَة إلا مقاتل ، فمنهم من القتالُ طبيعته ، ومنهم من يقاتل رياء ومنهم من يقاتل احتساباً ، فأي هؤلاء الشهيد من أهل الجنة؟ فقال : يا معاذ بنَ جبل : «من قاتل على شيء من هذه الخصال أصلُ أمره أن تكون كلمة الله هي العليا فقُتل فهو شهيد من أهل الجنة» .
قال ابن رشد في «شرحه» : هذا الحديث فيه نص جليّ على أن من كان أصلُ عمله لله وعلى ذلك عقد نيته لم تضرّه الخطَرات التي تقع في القلب ولا تُملك ، على ما قاله مالك خلافَ ما ذهب إليه ربيعةُ ، وذلك أنهما سُئلا عن الرجل يُحِب أن يُلْقَى في طريق المسجد ويكره أن يلقَى في طريق السّوق فأنكر ذلك ربيعةُ ولم يعجبه أن يحب أحد أن يُرى في شيء من أعمال الخير . وقال مالك : إذا كان أولُ ذلك وأصلُه لله فلا بأس به إن شاء الله قال الله تعالى : { وألقيت عليك محبة مني } [ طه : 39 ] ، وقال : { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } [ الشعراء : 84 ] . قال مالك : وإنما هذا شيء يكون في القلب لا يُملك وذلك من وسوسة الشيطان ليمنعه من العمل فمن وجد ذلك فلا يُكْسِلْه عن التمادي على فعل الخير ولا يؤيسه من الأجر وليدفع الشيطان عن نفسه ما استطاع ( أي إذا أراد تثبيطه عن العمل ) ، ويجدد النية فإن هذا غير مؤاخذ به إن شاء الله ا ه . وذكر قبل ذلك عن مالك أنه رأى رجلاً من أهل مصر يَسأل عن ذلك ربيعة . وذكر أن ربيعة أنكر ذلك . قال مالك : فقلت له ما ترى في التهجير إلى المسجد قبل الظهر؟ قال : ما زال الصالحون يهجّرون . وفي «جامع المعيار» : سئل مالك عن الرجل يذهب إلى الغزو ومعه فضل مال ليصيب به من فضل الغنيمة ( أي ليشتري من الناس ما صحّ لهم من الغنيمة ) فأجاب لا بأس به ونزع بآية التجارة في الحج قوله : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم } [ البقرة : 198 ] وأن ذلك غير مانع ولا قادح في صحة العبادة إذا كان قصدُه بالعبادة وجهَ الله ولا يعد هذا تشريكاً في العبادة لأن الله هو الذي أباح ذلك ورفع الحرج عن فاعله مع أنه قال : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } [ الكهف : 110 ] فدلّ أن هذا التشريك ليس بداخل بلفظه ولا بمعناه تحتَ آية الكهف ا ه .
وأقول : إن القصد إلى العبادة ليتقرب إلى الله فيسأله ما فيه صلاحه في الدنيا أيضاً لا ضير فيه ، لأن تلك العبادة جعلت وسيلة للدعاء ونحوه وكل ذلك تقرب إلى الله تعالى وقد شرعت صلوات لكشف الضرّ وقضاء الحوائج مثل صلاة الاستخارة وصلاة الضرّ والحاجة ، ومن المغتفر أيضاً أن يقصد العامل من عمله أن يدعو له المسلمون ويذكروه بخير . وفي هذا المعنى قال عبد الله بن رَواحة رضي الله عنه حين خروجه إلى غزوة مؤتة ودعَا له المسلمون حين ودّعوه ولمن معه بأن يردّهم الله سالمين
: ... لكنني أسألُ الرحمان مغفرة
وضَربَةً ذاتَ فرععٍ يَقذف الزبدا ... أو طعنة من يدي حرّان مجهزةً
بحَربة تنفُذ الأحشاءَ والكبدا ... حتى يقولوا إذا مروا على حَدثي
أرشَدَك الله من غَاز وقد رَشِدا ... وقد علمت من تقييدنا الحظ بأنه حظ دنيوي أن رجاء الثواب واتقاء العقاب هو داخل في معنى الإِخلاص لأنه راجع إلى التقرب لرضى الله تعالى . وينبغي أن تعلم أن فضيلة الإِخلاص في العبادة هي قضية أخصّ من قضية صحة العبادة وإجزائها في ذاتها إذ قد تعرُو العبادة عن فضيلة الإِخلاص وهي مع ذلك صحيحة مجزئة ، فللإخلاص أثر في تحصيل ثواب العمل وزيادته ولا علاقة له بصحة العمل . وفي «مفاتيح الغيب» : وأما الإِخلاص فهو أن يكون الداعي إلى الإِتيان بالفعل أو الترك مجرد الانقياد فإن حصل معه داع آخر؛ فإمّا أن يكون جانب الداعي إلى الانقياد راجحاً على جانب الداعي المغاير ، أو معادِلاً له ، أو مرجوحاً . وأجمعوا على أن المُعادل والمرجوح ساقط ، وأمّا إذا كان الداعي إلى الطاعة راجحاً على جانب الداعي الآخر فقد اختلفوا في أنه هل يفيد أو لا ا ه .
وذكر أبو إسحاق الشاطبي : أن الغزالي أي في كتاب النية من الربع الرابع من «الإِحياء» يذهب إلى أن ما كان فيه داعي غير الطاعة مرجوحاً أنه ينافي الإِخلاص . وعلامته أن تصير الطاعة أخف على العبد بسبب ما فيها من غرض ، وأن أبا بكر بن العربي أي في كتاب «سِراج المريدين» كما نقله في «المعيار» يذهب إلى أن ذلك لا يقدح في الإِخلاص .
قال الشاطبي : وكان مجال النظر في المسألة يلتفت إلى انفكاك القصدين أو عدم انفكاكهما ، فالغزالي يلتفت إلى مجرد وجود اجتماع القصدين سواء كان القصدان مما يصح انفكاكهما أو لا ، وابن العربي يلتفت إلى وجه الانفكاك ) .
فهذه مسألة دقيقة ألحقناها بتفسير الآية لتعلقها بالإِخلاص المراد في الآية ، وللتنبيه على التشابه العارض بين المقاصد التي تقارن قصد العبادة وبين إشراك المعبود في العبادة بغيره .
{ الخالص والذين اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى الله زلفى إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِى مَا هُمْ فِيهِ } .
عطف على جملة { ألا لله الدينُ الخالِصُ } لزيادة تحقيق معنى الإِخلاص لله في العبادة وأنه خلوص كامل لا يشوبه شيء من الإِشراك ولا إشراك الذين زعموا أنهم اتخذوا أولياءَ وعبدوهم حرصاً على القرب من الله يزعمونه عذراً لهم فقولهم من فساد الوضع وقلببِ حقيقة العبادة بأن جعلوا عبادة غير الله وسيلة إلى القرب من الله فنقضوا بهذه الوسيلة مقصدها وتطلبوا القربة بما أبْعَدَها ، والوسيلة إذا أفضت إلى إبطال المقصد كان التوسل بها ضرباً من العبث .
واسم الموصول مراد به المشركون وهو في محلّ رفع على الابتداء وخبره جملة { إنَّ الله يحكم بينهم } . وجملة { ما نعبدهم } مقول لقول محذوف لأن نظمها يقتضي ذلك إذ ليس في الكلام ما يصلح لأن يعود عليه نون المتكلم ومعه غيره ، فتعين أنه ضمير عائد إلى المبتدأ ، أي هم المتكلمون به وبما يليه ، وفعل القول محذوف وهو كثير ، وهذا القول المحذوف يجوز أن يقدر بصيغة اسم الفاعل فيكون حالاً من { الذين اتخذوا } أي قائلين : ما نعبدهم ، ويجوز أن يقدر بصيغة الفعل . والتقدير : قالوا ما نعبدهم ، وتكون الجملة حينئذٍ بدل اشتمال من جملة { اتَّخذوا } فإن اتخاذهم الأولياء اشتمل على هذه المقالة .
وقوله : { إنَّ الله يحكم بينهم } وعيد لهم على قولهم ذلك فعلم منه إبطال تعللهم في قولهم : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله } لأن الواقع أنهم عبدوا الأصنام أكثر من عبادتهم لله . فضمير { بينَهُمْ } عائد إلى الذين اتخذوا أولياء . والمراد ب { ما هم فيه يختلفون } اختلاف طرائقهم في عبادة الأصنام وفي أنواعها من الأنصاب والملائكة والجنّ على اختلاف المشركين في بلاد العرب .
ومعنى الحكم بينهم أنه يبين لهم ضلالَهم جميعاً يوم القيامة إذ ليس معنى الحكم بينهم مقتضياً الحكم لفريق منهم على فريق آخر بل قد يكون الحكم بين المتخاصمين بإبطال دعوى جميعهم . ويجوز أن يكون على تقدير معطوف على { بينهم } مماثل له دلت عليه الجملة المعطوف عليها وهي { ألا لله الدين الخالص } ، لاقتضائها أن الذين أخلصوا الدين لله قد وافقوا الحق فالتقدير يحكم بينهم وبين المخلصين على حدّ قول النابغة
: ... فما كان بين الخير لو جاء سالماً
أبو حُجر إلا لياللٍ قلائلُ ... تقديره : بين الخير وبيني بدلالة سياق الرثاء والتلهف .
والاستثناء في قوله : { إلاَّ ليقربونا } استثناء من علل محذوفة ، أي ما نعبدهم لشيء إلا لعلة أن يقرّبونا إلى الله فيفيد قصراً على هذه العلة قصر قلب إضافي ، أي دون ما شنعتم علينا من أننا كفرنا نعمة خالقنا إذ عبدنا غيره . وقد قدمنا آنفاً من أنهم أرادوا به المعذرة ويكون في أداة الاستثناء استخدام لأن اللام المقدرة قبل الاستثناء لام العاقبة لا لام العلة إذ لا يكون الكفران بالخالق علة لعاقل ولكنه صائر إليه ، فالقصر لا ينافي أنهم أعدوهم لأشياء أخر إذا عدوهم شفعاء واستنجدوهم في النوائب ، واستقسموا بأزلامهم للنجاح ، كما هو ثابت في الواقع .
والزلفى : منزلة القرب ، أي ليقربونا إلى الله في منزلة القرب ، والمراد بها منزلة الكرامة والعناية في الدنيا لأنهم لا يؤمنون بمنازل الآخرة ، ويكون منصوباً بدلاً من ضمير { ليُقربونا } بدل اشتمال ، أي ليقربوا منزلتنا إلى الله . ويجوز أن يكون { زلفى } اسم مصدر فيكون مفعولاً مطلقاً ، أي قرباً شديداً .
وأفاد نظم { هُم فيه يختلفون } أمرين أن الاختلاف ثابت لهم ، وأنه متكرر متجدد ، فالأول من تقديم المسند إليه على الخبر الفعلي ، والثاني من كون المسند فعلاً مضارعاً .
{ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كاذب } .
يجوز أن يكون خبراً ثانياً عن قوله : { والذين اتخذوا من دونه أولياء } وهو كناية عن كونهم كاذبين في قولهم : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله } وعن كونهم كفّارين بسبب ذلك ، وكناية عن كونهم ضالّين .
ويجوز أن يكون استئنافاً بيانياً لأن قوله : { إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون } يثير في نفوس السامعين سؤالاً عن مصير حالهم في الدنيا من جرَّاء اتخاذهم أولياءَ من دونه ، فيجاب بأن الله لا يهدي مَن هو كاذب كفار ، أي يذرهم في ضلالهم ويمهلهم إلى يوم الجزاء بعد أن بَيّن لهم الدين فخالفوه .
والمراد ب { مَن هو كاذبٌ كفَّارٌ } الذين اتخذوا من دونه أولياء ، أي المشركين ، فكان مقتضى الظاهر الإِتيان بضميرهم ، وعدل عنه إلى الإضمار لما في الصلة من وصفهم بالكذب وقوة الكفر .
وهداية الله المنفية عنهم هي : أن يتداركهم الله بلطفه بخلق الهداية في نفوسهم ، فالهداية المنفية هي الهداية التكوينية لا الهداية بمعنى الإِرشاد والتبليغ وهو ظاهر ، فالمراد نفي عناية الله بهم ، أي العناية التي بها تيسير الهداية عليهم حتى يهتدوا ، أي لا يوفّقهم الله بل يتركهم على رأيهم غضباً عليهم . والتعبير عنهم بطريق الموصولية لما في الموصول من الصلاحية لإِفادة الإِيماء إلى علة الفعل ليفيد أن سبب حرمانهم التوفيق هو كذبهم وشدة كفرهم .
فإن الله إذا أرسل رسوله إلى الناس فبلغهم كانوا عندما يبلغهم الرسول رسالةَ ربه بمستوى متحِد عند الله بما هم عبيد مربوبون ثم يكونون أصنافاً في تلقّيهم الدعوة؛ فمنهم طالب هداية بقبول ما فهمه ويسأل عما جهله ، ويتدبر وينظر ويسأل ، فهذا بمحل الرضى من ربه فهو يعينه ويشرح صدره للخير حتى يشرق باطنه بنور الإِيمان كما قال تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً } [ الأنعام : 125 ] وقال : { ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلاً من الله ونعمة والله عليم حكيم } [ الحجرات : 7 ، 8 ] .
ولا جرم أنه كلما توغّل العبد في الكذب على الله وفي الكفر به ازداد غضب الله عليه فازداد بُعد الهداية الإلهية عنه ، كما قال تعالى : { كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حقٌّ وجَاءَهُمُ البينات والله لا يَهْدِي القومَ الظِّالِمِين } [ آل عمران : 86 ] .
والتوفيق : خلق القدرة على الطاعة فنفي هداية الله عنهم كناية عن نفي توفيقه ولطفه لأن الهداية مسببة عن التوفيق فعبر بنفي المسبب عن نفي السبب . وكذبهم هو ما اختلقوه من الكفر بتأليه الأصنام ، وما ينشأ عن ذلك من اختلاق صفات وهمية للأصنام وشرائع يدينون بها لهم .
والكَفَّار : الشديد الكفر البليغُة ، وذلك كفرهم بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم وبالقرآن بإعراضهم عن تلقّيه ، والتجرد عن الموانع للتدبر فيه . وعلم من مقارنة وصفهم بالكذب بوصفهم بالأبلغية في الكفر أنهم متبالغون في الكذب أيضاً لأن كذبهم المذموم إنما هو كذبهم في كفرياتهم فلزم من مبالغة الكفر مبالغة الكذب فيه .
- إعراب القرآن : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
«أَلا» حرف تنبيه واستفتاح «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام خبر مقدم «الدِّينُ» مبتدأ مؤخر «الْخالِصُ» صفة والجملة ابتدائية لا محل لها «وَالَّذِينَ» الواو حرف استئناف ومبتدأ «اتَّخَذُوا» ماض وفاعله والجملة الفعلية صلته «مِنْ دُونِهِ» متعلقان بمحذوف حال «أَوْلِياءَ» مفعول به «ما» نافية «نَعْبُدُهُمْ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والهاء مفعوله «أَلا» حرف حصر والجملة خبر الذين «لِيُقَرِّبُونا» اللام للتعليل ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله ونا مفعوله والمصدر المؤول في محل جر باللام وهما متعلقان بنعبدهم «إِلَى اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بإلى متعلقان بيقربونا «زُلْفى » مفعول مطلق «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها «يَحْكُمُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر «بَيْنَهُمْ» ظرف مكان والجملة خبر إن «فِي ما» متعلقان بيحكم «هُمْ» مبتدأ «فِيهِ» متعلقان بيختلفون «يَخْتَلِفُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الاسمية صلة وجملة يختلفون خبر المبتدأ «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها «لا» نافية «يَهْدِي» مضارع مرفوع فاعله مستتر وجملة يهدي خبر إن «مِنْ» موصولية مفعول به «هُوَ» مبتدأ «كاذِبٌ» خبر أول «كَفَّارٌ» خبر ثان والجملة الاسمية صلة من وجملة إن تعليل لما سبق.
- English - Sahih International : Unquestionably for Allah is the pure religion And those who take protectors besides Him [say] "We only worship them that they may bring us nearer to Allah in position" Indeed Allah will judge between them concerning that over which they differ Indeed Allah does not guide he who is a liar and [confirmed] disbeliever
- English - Tafheem -Maududi : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ(39:3) Lo, religion is exclusively devoted to Allah. *4 Your religion is entirely consecrated to Him. As for those who have taken others than Allah for their guardians, (they say): 'We worship them only that they may bring us nearer to Allah.' *5 Allah will judge between them concerning what they differ about. *6 Verily Allah does not guide anyone who is given to sheer lying, is an utter unbeliever. *7
- Français - Hamidullah : C'est à Allah qu'appartient la religion pure Tandis que ceux qui prennent des protecteurs en dehors de Lui disent Nous ne les adorons que pour qu'ils nous rapprochent davantage d'Allah En vérité Allah jugera parmi eux sur ce en quoi ils divergent Allah ne guide pas celui qui est menteur et grand ingrat
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sicherlich Allah gehört die aufrichtige Religion Diejenigen aber die sich anstatt Seiner Schutzherren nehmen sagen "Wir dienen ihnen nur damit sie uns Zutritt in Allahs Nähe verschaffen" - gewiß Allah wird zwischen ihnen richten über das worüber sie uneinig sind Gewiß Allah leitet nicht recht wer ein Lügner und be harrlicher Ungläubiger ist
- Spanish - Cortes : El culto puro ¿no se debe a Alá Los que han tomado amigos en lugar de tomarle a Él -Sólo les servimos para que nos acerquen bien a Alá- Alá decidirá entre ellos sobre aquello en que discrepaban Alá no guía al que miente al infiel pertinaz
- Português - El Hayek : Não deve porventura ser dirigida a Deus a devoção sincera Quando àqueles que adotam protetores além d'Ele dizendo Nós só os adoramos para nos aproximarem de Deus Ele os julgará a respeito de tal divergência Deus nãoencaminha o mendaz ingrato
- Россию - Кулиев : Воистину чистая вера может быть посвящена одному Аллаху А те которые взяли себе вместо Него других покровителей и помощников говорят Мы поклоняемся им только для того чтобы они приблизили нас к Аллаху как можно ближе Аллах рассудит их в том в чем они расходились во мнениях Воистину Аллах не ведет прямым путем тех кто лжет и не верует
- Кулиев -ас-Саади : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
Воистину, чистая вера может быть посвящена одному Аллаху. А те, которые взяли себе вместо Него других покровителей и помощников, говорят: «Мы поклоняемся им только для того, чтобы они приблизили нас к Аллаху как можно ближе». Аллах рассудит их в том, в чем они расходились во мнениях. Воистину, Аллах не ведет прямым путем тех, кто лжет и не верует.Уверовать искренне можно только в Аллаха. Этими словами Он подчеркнул особую важность искреннего служения одному Ему. Господь обладает самыми совершенными качествами и оказывает Своим рабам всестороннюю милость, и поэтому вера в Него должна быть искренней и чистой. Такая вера несовместима с пороками и недостатками, потому что Аллах избрал ее для Себя и для Своих избранных творений. Люди обязаны покориться Его воле, обожествлять Его одного, поклоняться Ему с любовью, страхом и надеждой, а также обращаться к Нему за помощью во всех благих начинаниях. Именно такая вера способна очистить и приукрасить человеческие души, потому что исповедующий ее человек не приравнивает к Аллаху сотоварищей и не поклоняется никому, кроме Него. А что касается религии многобожников, которые приобщают сотоварищей к Аллаху, то она не имеет ничего общего с искренней верой, потому что Он более кого бы то ни было не нуждается в сотоварищах. Многобожие губит человеческие души и сердца и обрекает людей на вечные страдания при жизни на земле и после смерти. Поэтому Аллах вначале повелел Своим рабам исповедовать религию единобожия, а затем запретил им поклоняться творениям, придумывая ложных богов. Люди, нарушающие этот запрет, униженны и презренны. Они поклоняются бессильным творениям и обращаются к ним с мольбой о помощи, а затем пытаются оправдать свое поведение, говоря: «Мы лишь просим их донести нашу мольбу до Аллаха и походатайствовать за нас перед Ним. Мы ничего не просим у них самих, потому что знаем, что они не способны творить и даровать пропитание, не способны управлять происходящим во Вселенной». Эти многобожники отказываются от искреннего служения Господу и осмеливаются совершать величайшее прегрешение. Они приобщают к Аллаху сотоварищей и приравнивают беспомощных рабов к Всемогущему и несравненному Властелину. Из-за своего больного воображения они полагают, что Всевышний Аллах похож на деспотичных правителей, до которых невозможно донести прошение без посредничества знатных вельмож, приближенных ходатаев или уважаемых министров, которые упрашивают правителей быть снисходительными и добиваются их согласия. Это является самым ужасным и самым отвратительным сравнением, потому что Творец не может быть похож на Свои творения. В пользу этого свидетельствуют разум, подсознание и многочисленные священные тексты. Императоры и правители прислушиваются к словам посредников и ходатаев, потому что они не осведомлены о положении своих подчиненных и не испытывают к ним никакого сострадания. Они прислушиваются к министрам и знатным вельможам, потому что их слова пробуждают в их сердцах милость и сострадание. Кроме того, правители опасаются недовольства знатных людей и поэтому выполняют их просьбы. Но вместе с тем они остаются простыми смертными, которые боятся бедности и нищеты и не могут удовлетворить все прошения. В отличие от них Всевышний Господь знает обо всем явном и сокровенном. Он не нуждается в советниках, которые бы сообщали Ему о положении и нуждах рабов. Он является Милосердным и Щедрым Властелином и поэтому не нуждается в ходатаях, которые бы призывали Его смилостивиться над людьми. Более того, Всевышний Аллах более сострадателен к рабам, чем они сами или их родители. Он призывает их совершать праведные дела, которые позволяют человеку заслужить Его милость. Он желает для людей больше добра, чем они желают для самих себя. Аллах богат и ни в чем не нуждается. Его богатство настолько совершенно, что если Он удовлетворит желания каждого из Своих творений и одарит их всем, что они пожелают, то Его владения от этого ничуть не оскудеют. Бесчисленные просьбы рабов не могут уменьшить богатства Всевышнего Творца, так же как вынутая из воды иголка не может уменьшить количество воды в море. Ходатаи и заступники страшатся Его гнева и заступаются перед Ним только с Его разрешения, потому что заступничество целиком и полностью находится в Его власти. Если человек осознает эту великую разницу между Всемогущим Творцом и беспомощными творениями, то ему становится ясно, насколько невежественны, глупы, безрассудны и дерзки многобожники. Ему становится ясно, что Аллах не прощает многобожников, потому что поклонение ложным богам является оскорблением в Его адрес. Однако наступит день, когда Он рассудит между правоверными и многобожниками в том, в чем они противоречат друг другу. Над этой суровой угрозой обязан призадуматься каждый неверующий многобожник, потому что Премудрый Аллах непременно вознаградит искренних верующих райской благодатью и ввергнет в Геенну каждого, кто поклонялся ложным богам. Аллах не наставляет на прямой путь лжецов и неверующих. Этим людям присущи два отвратительных качества: ложь и неверие. Они слушают проповеди и видят великие знамения, но все равно не могут избавиться от этих качеств. Когда Аллах показывает им Свои знамения, они отвергают их и продолжают увязать в неверии. Им не дано встать на прямой путь, потому что они сами закрыли перед собой двери, ведущие к вечному счастью, после чего Всевышний запечатал их сердца. Воистину, такие люди никогда не уверуют!
- Turkish - Diyanet Isleri : Dikkat edin halis din Allah'ındır; O'nu bırakıp da putlardan dostlar edinenler "Onlara bizi Allah'a yaklaştırsınlar diye kulluk ediyoruz" derler Doğrusu Allah ayrılığa düştükleri şeylerde aralarında hüküm verecektir Allah şüphesiz yalancı ve inkarcı kimseyi doğru yola eriştirmez
- Italiano - Piccardo : Non appartiene forse ad Allah il culto sincero Coloro che si prendono padroni all'infuori di Lui [si giustificano dicendo] “Li adoriamo solo perché ci avvicinano ad Allah” Giudicherà tra loro Allah in merito alle loro divergenze Allah non guida chi è bugiardo ingrato
- كوردى - برهان محمد أمين : ئاگاداربن دینی پاك و خاوێن تهنها بۆ خوایه ئهوانهش جگه لهو زاته کهسانی ترو شتی تر دهکهنه پشتیوانی خۆیان دهڵێن ئێمه ئهم بت و شتانه ناپهرستین تهنها لهبهر ئهوهی له خوا نزیکمان بخهنهوه لهکاتێکدا ئهوان لهخواوه نزیکترن بێگومان خوا داوهری دهکات له نێوانیاندا لهو شتانهدا که کێشهیان لهسهری ههیهو ڕایان دهربارهی جۆراو جۆره بهڕاستی خوا ئهو بیروباوهڕ چهوتهیان لێوهرناگرێت و هیدایهت و ڕێنموویی ئهو کهسانه ناکات که درۆزن و بێ باوهڕن
- اردو - جالندربرى : دیکھو خالص عبادت خدا ہی کے لئے زیبا ہے اور جن لوگوں نے اس کے سوا اور دوست بنائے ہیں۔ وہ کہتے ہیں کہ ہم ان کو اس لئے پوجتے ہیں کہ ہم کو خدا کا مقرب بنادیں۔ تو جن باتوں میں یہ اختلاف کرتے ہیں خدا ان میں ان کا فیصلہ کردے گا۔ بےشک خدا اس شخص کو جو جھوٹا ناشکرا ہے ہدایت نہیں دیتا
- Bosanski - Korkut : Iskreno ispovijedanje vjere dug je Allahu A onima koji pored Njega uzimaju zaštitnike "Mi im se klanjamo samo zato da bi nas što više Allahu približili" – Allah će njima zaista presuditi o onome u čemu su se oni razilazili Allah nikako neće ukazati na Pravi put onome ko je lažljivac i nevjernik
- Swedish - Bernström : Ja ren uppriktig tillbedjan är Gud förbehållen Men de som tar beskyddare vid sidan av Honom [säger] "Vi tillber dem just för att de skall föra oss närmare Gud" Gud skall döma över dem i allt som de är oense om Gud vägleder inte lögnaren alltid färdig att förneka
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Ingatlah hanya kepunyaan Allahlah agama yang bersih dari syirik Dan orangorang yang mengambil pelindung selain Allah berkata "Kami tidak menyembah mereka melainkan supaya mereka mendekatkan kami kepada Allah dengan sedekatdekatnya" Sesungguhnya Allah akan memutuskan di antara mereka tentang apa yang mereka berselisih padanya Sesungguhnya Allah tidak menunjuki orangorang yang pendusta dan sangat ingkar
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ
(Ingatlah, hanya kepada Allahlah ketaatan yang murni itu) tiada seorang pun yang berhak menerimanya selain-Nya. (Dan orang-orang yang mengambil selain-Nya) yang mengambil berhala-berhala (sebagai pelindung) mereka adalah orang-orang kafir Mekah yang mengatakan, ("Kami tidak menyembah mereka melainkan supaya mereka mendekatkan kami kepada Allah dengan sedekat-dekatnya.") yakni untuk mendekatkan diri kami kepada-Nya. Lafal Zulfaa adalah Mashdar yang maknanya sama dengan lafal Taqriiban/mendekatkan diri. (Sesungguhnya Allah akan memutuskan di antara mereka) dan kaum Muslimin (tentang apa yang mereka berselisih padanya) tentang masalah agama, maka kelak orang-orang yang beriman akan masuk surga dan orang-orang yang kafir akan masuk neraka. (Sesungguhnya Allah tidak menunjuki orang yang pendusta) yaitu orang yang mengatakan terhadap Allah, bahwa Dia mempunyai anak (lagi sangat ingkar) karena menyembah kepada selain-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : জেনে রাখুন নিষ্ঠাপূর্ণ এবাদত আল্লাহরই নিমিত্ত। যারা আল্লাহ ব্যতীত অপরকে উপাস্যরূপে গ্রহণ করে রেখেছে এবং বলে যে আমরা তাদের এবাদত এ জন্যেই করি যেন তারা আমাদেরকে আল্লাহর নিকটবর্তী করে দেয়। নিশ্চয় আল্লাহ তাদের মধ্যে তাদের পারস্পরিক বিরোধপূর্ণ বিষয়ের ফয়সালা করে দেবেন। আল্লাহ মিথ্যাবাদী কাফেরকে সৎপথে পরিচালিত করেন না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அறிந்து கொள்வீராக களங்கமற்ற மார்க்க வழபாடு யாவும் அல்லாஹ்வுக்கே உரியது இன்னும் அவனையன்றிப் பாதுகாப்பாளர்களை எடுத்துக் கொண்டிருப்பவர்கள் "அவர்கள் எங்களை அல்லாஹ்வின் அருகே சமீபமாகக் கொண்டு செல்வார்கள் என்பதற்காகவே யன்றி நாங்கள் அவர்களை வணங்கவில்லை" என்கின்றனர் அவர்கள் எதில் வேறுபட்டுக் கொண்டிருக்கிறார்களோ அதைப்பற்றி நிச்சயமாக அல்லாஹ் அவர்களுக்கிடையே தீர்ப்பளிப்பான்; பொய்யனாக நிராகரித்துக் கொண்டிருப்பவனை நிச்சயமாக அல்லாஹ் நேர்வழியில் செலுத்த மாட்டான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พึงทราบเถิด การอิบาดะฮฺโดยบริสุทธิ์ใจนั้นเป็นของอัลลอฮฺองค์เดียว ส่วนบรรดาผู้ที่ยึดถือเอาบรรดาผู้คุ้มครองอื่นจากอัลลอฮฺ โดยกล่าวว่าเรามิได้เคารพภักดีพวกเขา เว้นแต่เพื่อทำให้เราเข้าใกล้ชิดต่ออัลลอฮฺ แท้จริงอัลลอฮฺจะทรงตัดสินระหว่างพวกเขาในสิ่งที่พวกเขาขัดแย้งกันในเรื่องนั้น แท้จริงอัลลอฮฺจะไม่ทรงชี้นำทางแก่ผู้กล่าวเท็จ ผู้ไม่สำนึกบุญคุณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Огоҳ бўлингким холис дин Аллоҳникидир Ундан ўзга авлиёдўстлар тутганлар Биз уларга фақат бизларни Аллоҳга жуда ҳам яқин қилишлари учунгина ибодат қилурмиз дерлар Албатта У зот улар орасида ихтилоф этаётган нарсалар бўйича ҳукм қилур Албатта Аллоҳ ёлғончи ва кофир кимсаларни ҳидоят қилмас Мушриклар Аллоҳ таолонинг яратувчи зот эканини осмонлару ерни яратганини тан олар эди Аммо ўша холиқнинг тавҳидини якка Ўзигина ибодатга сазовор эканини тан олмасди Ибодатда унга турли бут ва санамларни шерик қилар эди Улар ўзларича афсона тўқиб фаришталар Аллоҳнинг қизлари деб сафсата сотишарди Фаришталарга турли ҳайкаллар ясаб ўшаларга сиғинишарди Биз малоикаларга ибодат қилиш зарурлигидан эмас улар бизни шафоат этиб Аллоҳга жуда ҳам яқинлаштиришлари учун сиғинамиз дейишарди Бу ишлари эса ботил иш эди Аллоҳнинг тавҳидига хилоф эди Куфр ва ширк эди
- 中国语文 - Ma Jian : 真的,应受诚笃的顺服者,只有真主。舍真主而以偶像为保护者的人说:我们崇拜他们,只为他们能使我们亲近真主。真主将判决他们所争论的是非。真主必定不引导说谎者、孤恩者。
- Melayu - Basmeih : Ingatlah Hak yang wajib dipersembahkan kepada Allah ialah segala ibadat dan bawaan yang suci bersih dari segala rupa syirik Dan orangorang musyrik yang mengambil selain dari Allah untuk menjadi pelindung dan penolong sambil berkata "Kami tidak menyembah atau memujanya melainkan supaya mereka mendampingkan kami kepada Allah sehampirhampirnya" sesungguhnya Allah akan menghukum di antara mereka dengan orangorang yang tidak melakukan syirik tentang apa yang mereka berselisihan padanya Sesungguhnya Allah tidak memberi hidayah petunjuk kepada orangorang yang tetap berdusta mengatakan yang bukanbukan lagi sentiasa kufur dengan melakukan syirik
- Somali - Abduh : Diinta khaaliska ahna waxay u sugnaatey Eebe kuwa ka yeesha Eebe ka sokow awliyo waxay odhan uma caabudno inay Eebe noo dhaweeyaan mooyee dhawaansho Eebaana kala xukumi dadka dhexdooda waxay isku diidaan Eebana ma hanuuniyo Been badane gaalnimobadan
- Hausa - Gumi : To addini tsarkakakke na Allah ne kuma waɗanda suka riƙi waɗansu majibinta bã Shi ba sunã cẽwa "Ba mu bauta musu ba fãce dõmin su kusantar da mu zuwa ga Allah kusantar daraja" Lalle Allah nã yin hukunci a tsakãninsu ga abin da suka zama sunã sãɓãwa a cikinsa Lalle Allah ba Ya shiryar da wanda yake mai ƙarya mai kãfirci
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Dini Safi ni ya Mwenyezi Mungu tu Na wale wanao wafanya wenginewe kuwa ni walinzi wakisema Sisi hatuwaabudu ila wapate kutujongeza tu kumkaribia Mwenyezi Mungu Hakika Mwenyezi Mungu atahukumu baina yao katika wanayo khitalifiana Hakika Mwenyezi Mungu hamwongoi aliye mwongo kafiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ah vetëm për Perëndinë është adhurimi i sinqertë E ata që marrin përveç Perëndisë mbrojtës thonë “Ne i lutemi atyre vetëm që të na afrojnë te Perëndia” – Perëndia me të vërtetë gjykon ndërmjet tyre për atë që nuk janë pajtuar Me siguri Perëndia nuk e udhëzon atë që është gënjeshtar e mohues
- فارسى - آیتی : آگاه باش كه دين خالص از آن خداست و آنان كه سواى او ديگرى را به خدايى گرفتند، گفتند: اينان را از آن رو مىپرستيم تا وسيله نزديكى ما به خداى يكتا شوند. و خدا در آنچه اختلاف مىكنند ميانشان حكم خواهد كرد. خدا آن را كه دروغگو و ناسپاس باشد هدايت نمىكند.
- tajeki - Оятӣ : Огоҳ бош, ки дини холис аз они Худост ва онон, ки ғайри Ӯ дигареро ба худои гирифтанд, гуфтанд: «Инонро аз он рӯ мепарастем, то василаи наздикии мо ба Худои якто шаванд. Ва Худо дар он чӣ ихтилоф мекунанд, миёнашон ҳукм хоҳад кард. Худо онро, ки дурӯғгӯву носипос бошад, ҳидоят намекунад.
- Uyghur - محمد صالح : بىلىڭلاركى، (شېرىكتىن ۋە رىيادىن) ساپ دىن اﷲ قا خاستۇر، اﷲ نى قويۇپ بۇتلارنى ھىمايىچى قىلىۋالغانلار: «بىزنىڭ ئۇلارغا چوقۇنۇشىمىز پەقەت ئۇلارنىڭ بىزنى اﷲ قا يېقىنلاشتۇرۇشى ئۈچۈندۇر» (دەيدۇ). اﷲ ھەقىقەتەن (قىيامەت كۈنى) ئۇلارنىڭ ئىختىلاپ قىلىشقان نەرسىلىرى ئۈستىدە ھۆكۈم چىقىرىدۇ، اﷲ ھەقىقەتەن يالغانچىنى، (اﷲ نىڭ نېمەتلىرىگە) كۇفرىلىق قىلغۇچىنى ھىدايەت قىلمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അറിയുക: കളങ്കമറ്റ കീഴ്വണക്കം അല്ലാഹുവിനു മാത്രം അവകാശപ്പെട്ടതാണ്. അവനെക്കൂടാതെ മറ്റുള്ളവരെ രക്ഷാധികാരികളായി സ്വീകരിക്കുന്നവര് അവകാശപ്പെടുന്നു: "ഞങ്ങളെ അല്ലാഹുവുമായി കൂടുതല് അടുപ്പിക്കാന് വേണ്ടി മാത്രമാണ് ഞങ്ങള് അവരെ വണങ്ങുന്നത്." എന്നാല് ഭിന്നാഭിപ്രായമുള്ള കാര്യത്തില് അല്ലാഹു അവര്ക്കിടയില് തീര്പ്പ് കല്പിക്കുന്നതാണ്. നിശ്ചയമായും നുണയനെയും നന്ദികെട്ടവനെയും അല്ലാഹു നേര്വഴിയിലാക്കുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : الا لله وحده الطاعه التامه السالمه من الشرك والذين اشركوا مع الله غيره واتخذوا من دونه اولياء قالوا ما نعبد تلك الالهه مع الله الا لتشفع لنا عند الله وتقربنا عنده منزله فكفروا بذلك لان العباده والشفاعه لله وحده ان الله يفصل بين المومنين المخلصين والمشركين مع الله غيره يوم القيامه فيما يختلفون فيه من عبادتهم فيجازي كلا بما يستحق ان الله لا يوفق للهدايه الى الصراط المستقيم من هو مفتر على الله كفار باياته وحججه
*4) This is an actual fact and reality, which has been presented as an argument for the above demand. It means: "You should worship Allah, making din exclusively His, for it is only Allah's right that He should be obeyed and worshipped sincerely and exclusively." In other words, there is no one else who may deserve to be worshipped so that he also should be served and worshipped besides Allah and his commands and laws also obeyed. If a person serves another, apart from Allah, sincerely and exclusively, he does wrong. Likewise, if he combines the worship of another with his worship of Allah, this also is against the truth. The best commentary of this verse is the Hadith which Ibn Marduyah has related from Yazid ar-Raqashi. He says: A person asked the Holy Prophet: "We give away our wealth so that we become well-known. Shall we get a reward for this?" The Holy Prophet replied: No. He asked: "What, if one has the intention both of Allah's reward and of reputation in the world?" The Holy Prophet replied: `Allah does not accept any deed unless it is performed exclusively for His sake." After this he recited this same verse.
*5) The disbelievers of Makkah said, and the polytheists the world over generally say the same, "We do not worship other beings regarding them as our creators: the Creator is only Allah, and He alone is the real Deity; but He is too high for us to have access to Him. Therefore, we make these saintly beings a means to convey our prayers and our petitions to Allah. "
*6) One should understand it well that unity and concord is possible only through Tauhid: there can be no unity through shirk. The polytheists the world over have never agreed as to which beings are the definite means of access to Allah. Some people have taken some particular gods and goddesses as the means, but even among them there is no agreement on alI the gods and goddesses; some others have taken the moon, the sun, Mars, Jupiter, etc. as the means, and they also are not agreed as to which of them holds what rank and which is the real means of approach to Allah; some others have taken the dead saints as the means, but they also differ widely about them: one believes in one saint and another in another. The reason is that the belief about these different beings is neither based on any knowledge, nor has Allah ever sent down a list telling that such and such persons are His special favourites; therefore, they only should be made the means to have access to Him. This is a creed which has spread among the people only on occount of superstitions and whims and blind imitation of the elders. Hence the differences.
*7) Here, Allah has used two words for these people, kazib (liar) and kaffar (denier). They have been called kazib because they have falsely invented this creed by themselves, and then they spread falsehood among others. As for kaffar. it has two meanings: (1) A stubborn disbeliever, i.e.. the people who insist on their false creed even after the doctrine of Tauhid has come before them; and (2) ungrateful for blessings, i.e. they arc receiving all kinds of blessings from Allah, but are thanking those other beings about whom they have assumed that these blessings are reaching them through their agency and influence.