- عربي - نصوص الآيات عثماني : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَٰحِدَةٍۢ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلْأَنْعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍۢ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمْ خَلْقًا مِّنۢ بَعْدِ خَلْقٍۢ فِى ظُلُمَٰتٍۢ ثَلَٰثٍۢ ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
- عربى - نصوص الآيات : خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ۚ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ۚ ذلكم الله ربكم له الملك ۖ لا إله إلا هو ۖ فأنى تصرفون
- عربى - التفسير الميسر : خلقكم ربكم- أيها الناس- من آدم، وخلق منه زوجه، وخلق لكم من الأنعام ثمانية أنواع ذكرًا وأنثى من الإبل والبقر والضأن والمعز، يخلقكم في بطون أمهاتكم طورًا بعد طور من الخلق في ظلمات البطن، والرحم، والمَشِيمَة، ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء، ربكم المتفرد بالملك المتوحد بالألوهية المستحق للعبادة وحده، فكيف تعدلون عن عبادته إلى عبادة غيره مِن خلقه؟
- السعدى : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
ومن عزته أن { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } على كثرتكم وانتشاركم، في أنحاء الأرض، { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وذلك ليسكن إليها وتسكن إليه، وتتم بذلك النعمة. { وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ } أي: خلقها بقدر نازل منه، رحمة بكم. { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } وهي التي ذكرها في سورة الأنعام { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين } { ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين }
وخصها بالذكر، مع أنه أنزل لمصالح عباده من البهائم غيرها، لكثرة نفعها، وعموم مصالحها، ولشرفها، ولاختصاصها بأشياء لا يصلح غيرها، كالأضحية والهدي، والعقيقة، ووجوب الزكاة فيها، واختصاصها بالدية.
ولما ذكر خلق أبينا وأمنا، ذكر ابتداء خلقنا، فقال: { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ } أي: طورا بعد طور، وأنتم في حال لا يد مخلوق تمسكم، ولا عين تنظر إليكم، وهو قد رباكم في ذلك المكان الضيق { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ } ظلمة البطن، ثم ظلمة الرحم، ثم ظلمة المشيمة، { ذَلِكُمْ } الذي خلق السماوات والأرض، وسخر الشمس والقمر، وخلقكم وخلق لكم الأنعام والنعم { اللَّهُ رَبُّكُمْ } أي: المألوه المعبود، الذي رباكم ودبركم، فكما أنه الواحد في خلقه وتربيته لا شريك له في ذلك، فهو الواحد في ألوهيته، لا شريك له، ولهذا قال: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } بعد هذا البيان ببيان استحقاقه تعالى للإخلاص وحده إلى عبادة الأوثان، التي لا تدبر شيئا، وليس لها من الأمر شيء.
- الوسيط لطنطاوي : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
ثم ساق - سبحانه - أدلة أخرى على وحدانية فقال : ( خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) .
أى خلقكم - سبحانه - من نفس واحدة هى نفس أبيكم آدم ثم خلق من هذه النفس الواحدة ، زوجها وهى أمكم حواء .
قال الشوكانى : والتعبير بالجعل دون الخلق مع العطف بثم . للدلالة على أن خلق حواء من ضلع آدم ، أدخل فى كونه آية باهرة دالة على كمال القدرة؛ لأن خلق آدم هو على عادة الله المستمرة فى خلقه ، وخلق حواء على الصفة المذكورة لم تَجرِبه عادة لكونه - تعالى - لم يخلق أنثى من ضلع رجل غيرها .
وقال الجمل : فإن قلت كيف عطف بثم مع أن خلق حواء من آدم سابق على خلقنا منه؟ أجيب بأن ثم هنا للترتيب فى الإِخبار لا فى الإِيجاد . أو المعطوف متعلق بمعنى واحدة ، فثم عاطفة عليه لا على خلقكم ، فمعناه : خلقكم من نفس واحدة أفردت بالإِيجاد ، ثم شفعت بزوجة . أو هو معطوف على خلقكم ، لكن المراد بخلقهم ، خلقهم يوم أخذ الميثاق فدفعة لا على هذا الخلق ، الذى هو فيه الآن بالتوالد والتناسل .
وقوله - تعالى - : ( وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الأنعام ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) بيان لبعض آخر من أفعاله - تعالى - الدالة على وحدانيته وقدرته . والجملة الكريمة معطوفة على ما قبلها وهى قوله : ( خلقكم ) .
أى : وأنزل لكم من كل من الإِبل والبقر والغنم والمعز زوجين : ذكرا وأنثى يتم بهما التناسل وبقاء النوع .
قالوا : وعبر - سبحانه - عن الخلق بالإِنزال ، لما يروى أنه - تعالى - خلق هذه الأنواع فى الجنة ثم أنزلها ، فيكون الإِنزال على سبيل الحقيقة .
أو أن الكلام على سبيل المجاز ، لأن هذه الأنعام لا تعيش إلا عن طريق ما تأكلهن من نبات ، والنبات لا يخرج إلا بالماء النازل من السماء فكأن الأنعام نازلة من السماء ، لأن سبب سببها منزل منها . . أو أن " أنزل " هنا بمعنى أنشأ وأوجد . أو لأن الخلق إنما يكون بأمر من السماء .
وقوله - تعالى - ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ) بيان لكيفية خلق ما خلقه الله من الأناسى والأنعام بتلك الطريقة العجيبة .
أى أنه - تعالى - يخلقكم - أيها الناس - بقدرته فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ، بأن يحولكم من نطفة إلى علقة إلى مضغة ، إلى عظام مكسورة باللحم ، ثم يحولكم بعد ذلك إلى خلق آخر ، وهذه المراحل كلها تتم وأنتم فى ظلمات بطون أمهاتكم ، وظلمات الأرحام التى بداخل البطون وظلمات الغشاء الذى بداخل الأرحام والبطون ، وذلك كله من أقوى الأدلة على قدرة الله - تعالى - ورعايته لخلقه .
وصدق الله إذ يقول : ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ . فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إلى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ . فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القادرون ) واسم الإِشارة فى قوله - تعالى - ( ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَهُ الملك لا إله إِلاَّ هُوَ فأنى تُصْرَفُونَ ) يعود إليه - سبحانه - باعتبار أفعاله السابقة . وتصرفون : من الصرف بمعنى الابتعاد عن الشئ إلى غيره .
أى : ذلكم العظيم الشأن الذى ذكرنا لكم بعض مظاهر قدرته ، هو الله ربكم الذى له ملك كل شئ ، والذى لا معبود بحق سواه ، فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره؟ وكيف تزعمون أن له شريكا أو ولدا . . مع توفر الأدلة على بطلان ذلك .
والمتأمل فى هاتين الآيتين يراهما قد ذكرتا ألوانا من البراهين على وحدانية الله - تعالى - وقدرته ، كخلق السموات والأرض بالحق ، وتكوير الليل على النهار ، والنهار على الليل ، وتسخير الشمس والقمر لمنافع الناس ، وخلق الناس جميعا من نفس واحدة ، ورعايتهم بطلفه وإحسانه فى مراحل حياتهم ، وإيجاد الأنعام التى تنفعهم فى شئونهم المختلفة .
- البغوى : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
( خلقكم من نفس واحدة ) يعني : آدم ، ( ثم جعل منها زوجها ) يعني حواء ، ( وأنزل لكم من الأنعام ) معنى الإنزال هاهنا : الإحداث والإنشاء كقوله تعالى : " أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم " ( الأعراف - 26 ) .
وقيل : إنه أنزل الماء الذي هو سبب نبات القطن الذي يكون منه اللباس ، وسبب النبات الذي تبقى به الأنعام .
وقيل : " وأنزل لكم من الأنعام " جعلها لكم نزلا ورزقا . ( ثمانية أزواج ) أصناف ، تفسيرها في سورة الأنعام ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ) نطفة ثم علقة ثم مضغة ، كما قال الله تعالى : " وقد خلقكم أطوارا " ( نوح - 14 ) ( في ظلمات ثلاث ) قال ابن عباس : ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة ( ذلكم الله ) الذي خلق هذه الأشياء ، ( ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ) عن طريق الحق بعد هذا البيان .
- ابن كثير : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
وقوله : ( خلقكم من نفس واحدة ) أي : خلقكم مع اختلاف أجناسكم وأصنافكم وألسنتكم وألوانكم من نفس واحدة ، وهو آدم - عليه السلام - ( ثم جعل منها زوجها ) ، وهي حواء ، عليهما السلام ، كقوله : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) [ النساء : 1 ] .
وقوله : ( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ) أي : وخلق لكم من ظهور الأنعام ثمانية ، أزواج وهي المذكورة في سورة الأنعام : ( ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ) [ الأنعام : 143 ] ، ( ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين ) [ الأنعام : 144 ] .
وقوله : ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق ) أي : قدركم في بطون أمهاتكم ( خلقا من بعد خلق ) أي : يكون أحدكم أولا نطفة ، ثم يكون علقة ، ثم يكون مضغة ، ثم يخلق فيكون لحما وعظما وعصبا وعروقا ، وينفخ فيه الروح فيصير خلقا آخر ، ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ المؤمنون : 14 ] .
وقوله : ( في ظلمات ثلاث ) يعني : ظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة - التي هي كالغشاوة والوقاية على الولد - وظلمة البطن . كذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو مالك ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد [ وغيرهم ] .
وقوله : ( ذلكم الله ربكم ) أي : هذا الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وخلقكم وخلق آباءكم ، هو الرب له الملك والتصرف في جميع ذلك ، ( لا إله إلا هو ) أي : الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده ، ( فأنى تصرفون ) أي : فكيف تعبدون معه غيره ؟ أين يذهب بعقولكم ؟ ! .
- القرطبى : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
قوله تعالى : خلقكم من نفس واحدة يعني آدم - عليه السلام - ثم " جعل منها زوجها " يعني ليحصل التناسل ، وقد مضى هذا في [ الأعراف ] وغيرها .
وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج أخبر عن الأزواج بالنزول ; لأنها تكونت بالنبات ، والنبات بالماء المنزل . وهذا يسمى التدريج ، ومثله قوله تعالى : قد أنزلنا عليكم لباسا الآية . وقيل : أنزل أنشأ وجعل . وقال سعيد بن جبير : خلق . وقيل : إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض ، كما قيل في قوله تعالى : وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد . وقيل : وأنزل لكم من الأنعام أي : أعطاكم . وقيل : جعل الخلق إنزالا ; لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء . فالمعنى : خلق لكم كذا بأمره النازل . قال قتادة : من الإبل اثنين ، ومن البقر اثنين ، ومن الضأن اثنين ، ومن المعز اثنين ، كل واحد زوج . وقد تقدم هذا .
يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق قال قتادة والسدي : نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظما ، ثم لحما . ابن زيد : " خلقا من بعد خلق " : خلقا في بطون أمهاتكم من بعد خلقكم في ظهر آدم . وقيل : في ظهر الأب ثم خلقا في بطن الأم ثم خلقا بعد الوضع . ذكره الماوردي . وقرأ حمزة : " إمهاتكم " بكسر الهمزة والميم . والكسائي بكسر الهمزة وفتح الميم . الباقون بضم الهمزة وفتح الميم .
في ظلمات ثلاث ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة . قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك . وقال ابن جبير : ظلمة المشيمة ، وظلمة الرحم ، وظلمة الليل . والقول الأول أصح . وقيل : ظلمة صلب الرجل ، وظلمة بطن المرأة ، وظلمة الرحم . وهذا مذهب أبي عبيدة . أي : لا تمنعه الظلمة كما تمنع المخلوقين .
" ذلكم الله " أي الذي خلق هذه الأشياء " ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون " أي كيف تنقلبون وتنصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره .
- الطبرى : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)
يقول تعالى ذكره: ( خَلَقَكُمْ ) أيها الناس ( مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) يعني من آدم ( ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) يقول: ثم جعل من آدم زوجه حواء, وذلك أن الله خلقها من ضِلَع من أضلاعه.
وبنحو الذي قلنا فى ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) يعني آدم, ثم خلق منها زوجها حواء, خلقها من ضِلَع من أضلاعه.
فإن قال قائل: وكيف قيل: خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها؟ وإنما خلق ولد آدم من آدم وزوجته, ولا شك أن الوالدين قبل الولد, فإن في ذلك أقوالا أحدها أن يقال: قيل ذلك لأنه رُوي عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " إنَّ الله لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ , فَأَخْرَجَ كُلَّ نَسَمَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ, ثُمَّ أسْكَنَهُ بَعْدَ ذلك الجَنَّةَ, وَخَلَقَ بَعْدَ ذلك حَوَّاءَ مِنْ ضِلَعٍ مِنْ أضْلاعِهِ" فهذا قول. والآخر: أن العرب ربما أخبر الرجل منهم عن رجل بفعلين, فيرد الأول منهما في المعنى بثم, إذا كان من خبر المتكلم, كما يقال: قد بلغني ما كان منك اليوم, ثم ما كان منك أمس أعجب, فذلك نسق من خبر المتكلم. والوجه الآخر: أن يكون خلقه الزوج مردودا على واحدها, كأنه قيل: خلقكم من نفس وحدها ثم جعل منها زوجها, فيكون في واحدة معنى: خلقها وحدها, كما قال الراجز:
أَعْدَدْتُـــهُ للْخَــصْمِ ذِي التَّعَــدِّي
كَوَّحْتَــهُ مِنْــكَ بِــدُونِ الجَــهْدِ (1)
بمعنى: الذي إذا تعدى كوّحته, ومعنى: كوحته: غلبته.
والقول الذي يقوله أهل العلم أولى بالصواب, وهو القول الأول الذي ذكرت أنه يقال: إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه قبل أن يخلق حوّاء, وبذلك جاءت الرواية عن جماعة من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم , والقولان الآخران على مذاهب أهل العربية.
وقوله: ( وَأَنـزلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) يقول تعالى ذكره: وجعل لكم من الأنعامِ ثمانية أزواج من الإبل زوجين, ومن البقر زوجين, ومن الضأن اثنين, ومن المعْز اثنين, كما قال جل ثناؤه: ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ .
كما حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال, ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) قال: من الإبل والبقر والضأن والمعز.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَأَنـزلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) من الإبل اثنين, ومن البقر اثنين, ومن الضأن اثنين, ومن المعز اثنين, من كلّ واحد زوج.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَأَنـزلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ) يعني من المعز اثنين, ومن الضأن اثنين, ومن البقر اثنين, ومن الإبل اثنين.
وقوله: ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) يقول تعالى ذكره: يبتدئ خلقكم أيها الناس في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق, وذلك أنه يحدث فيها نطفة, ثم يجعلها علقة, ثم مضغة, ثم عظاما, ثم يكسو العظام لحما, ثم يُنْشئه خلقا آخر, تبارك الله وتعالى, فذلك خلقه إياه خلقا بعد خلق.
كما حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن سماك, عن عكرمة ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) قال: نطفة, ثم علقة, ثم مضغة.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) قال: نطفة, ثم ما يتبعها حتى تم خلقه.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) نطفة, ثم علقة, ثم مضغة, ثم عظاما, ثم لحما, ثم أنبت الشعر, أطوار الخلق.
حدثنا هناد بن السري, قال: ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرمة في قوله: ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) قال: يعني بخلق بعد الخلق, علقة, ثم مضغة, ثم عظاما.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) قال: يكونون نطفا, ثم يكونون علقا, ثم يكونون مضغا, ثم يكونون عظاما, ثم ينفخ فيهم الروح.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) خلق نطفة, ثم علقة, ثم مضغة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: يخلقكم في بطون أمهاتكم من بعد خلقه إياكم في ظهر آدم, قالوا: فذلك هو الخلق من بعد الخلق.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ) قال: خلقا في البطون من بعد الخلق الأول الذي خلقهم في ظهر آدم.
وأولى القولين في ذلك بالصواب, القول الذي قاله عكرمة ومجاهد, ومن قال في ذلك مثل قولهما, لأن الله جلّ وعزّ أخبر أنه يخلقنا خلقا من بعد خلق في بطون أمهاتنا في ظلمات ثلاث, ولم يخبر أنه يخلقنا فى بطون أمهاتنا من بعد خلقنا في ظهر آدم, وذلك نحو قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ... الآية.
وقوله: ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) يعني: في ظلمة البطْن, وظلمة الرّحِم, وظُلْمة المَشِيمَة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا هناد بن السريّ, قال: ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرمة ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) قال: الظلمات الثلاث: البطن, والرحم, والمَشِيمة.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان , عن سماك, عن عكرمة ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) قال: البطن, والمشيمة, والرحم.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه عن ابن عباس ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) قال: يعني بالظلمات الثلاث: بطن أمه, والرحم, والمَشِيمة.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) قال: البطن, والرحم والمشيمة.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) المَشِيمة, والرحم, والبطن.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) قال: ظلمة المشيمة, وظلمة الرحم, وظلمة البطن.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) قال: المشيمة في الرحم, والرحم في البطن.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: ( فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ) : الرحم, والمشيمة, والبطن, والمشيمة التي تكون على الولد إذا خرج, وهي من الدواب السَّلى.
وقوله: ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ) يقول تعالى ذكره: هذا الذي فعل هذه الأفعال أيها الناس هو ربكم, لا من لا يجلب لنفسه نفعا, ولا يدفع عنها ضرّا, ولا يسوق إليكم خيرا, ولا يدفع عنكم سوءا من أوثانكم وآلهتكم.
وقوله: ( لَهُ الْمُلْكُ ) يقول جلّ وعزّ: لربكم أيها الناس الذي صفته ما وصف لكم, وقُدرته ما بين لكم المُلك, ملك الدنيا والآخرة وسلطانهما لا لغيره، فأما ملوك الدنيا فإنما يملك أحدهما شيئا دون شيء, فإنما له خاص من الملك. وأما المُلك التام الذي هو المُلك بالإطلاق فلله الواحد القهار.
وقوله: ( لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) يقول تعالى ذكره: لا ينبغي أن يكون معبود سواه, ولا تصلح العبادة إلا له ( فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) يقول تعالى ذكره: فأنى تصرفون أيها الناس فتذهبون عن عبادة ربكم, الذي هذه الصفة صفته, إلى عبادة من لا ضر عنده لكم ولا نفع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) قال: كقوله: ( تُؤْفَكُونَ )
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) قال للمشركين: أنى تصرف عقولكم عن هذا؟
------------------
الهوامش :
(1) البيتان من الرجز أنشدهما صاحب اللسان في" كوح" شاهدا على أن كوحه بمعنى رده . وقال الأزهري : التكويح التغليب ، وأنشد أبو عمرو :" أعددته للخصم ... البيت" . وهو أيضا من شواهد الفراء في معانى القرآن ( الورقة 283 ) . قال : في تفسير قوله تعالى :" خلقكم من نفس واحدة ، ثم جعل منها زوجها" والزوج مخلوق قبل الولد ؟ ففي ذلك وجهان من العربية . أحدهما أن العرب إذا خبرت عن رجل بفعلين ردوا الآخر بثم إذا كان هو الآخر في المعنى . وربما جعلوا" ثم" فيما معناه التقديم ، ويجعلون" ثم" من خبر المتكلم . من ذلك أن تقول : قد بلغني ما صنعت يومك هذا ، ثم ما صنعت أمس أعجب ، فهذا نسق من خبر المتكلم ، وتقول : قد أعطيتك اليوم شيئا ، ثم الذي أعطيتك أمس أكثر . فهذا من ذلك . والوجه الآخر أن تجعل خلقة الزوج مردودا على واحدة ، كأنه قال خلقكم من نفس وحدها ، ثم جعل منها زوجها ، ففي" واحدة" معنى خلقها واحد . قال : أنشدني بعض العرب : أعددته للخصم ... البيت . ومعناه : الذي إذا تعدى كوحته . وكوحته : غلبته . ا هـ .
- ابن عاشور : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)
{ الغفار * خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ واحدة ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الانعام ثمانية أزواج يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أمهاتكم خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِى } .
انتقال إلى الاستدلال بخلق الناس وهو الخلق العجيب . وأُدمج فيه الاستدلال بخلق أصلهم وهو نفس واحدة تشعب منها عدد عظيم وبخلق زوج آدم ليتقوّم ناموس التناسل . والجملة يجوز أن تكون في موضع الحال من ضمير الجلالة ، ويجوز أن تكون استئنافاً ابتدائياً تكريراً للاستدال .
والخطاب للمشركين بدليل قوله بعده : { فأنَّى تُصرفونَ } ، وهو التفات من الغيبة إلى الخطاب ، ونكتته أنه لما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عنهم بطريق الغيبة أقبَلَ على خطابهم ليُجمع في توجيه الاستدلال إليهم بين طريقي التعريض والتصريح . وتقدم نظير هذه الجملة في سورة الأعراف ، إلاّ أن في هذه الجملة عطف قوله : { جعل منها زوجها } بحرف { ثم } الدال على التراخي الرتبي لأن مساقها الاستدلال على الوحدانية وإبطال الشريك بمراتبه ، فكان خلق آدم دليلاً على عظيم قدرته تعالى وخلق زوجه من نفسه دليلاً آخر مستقل الدلالة على عظيم قدرته . فعطف بحرف { ثم الدال في عطف الجمل على التراخي الرتبي إشارة إلى استقلال الجملة المعطوفة بها بالدلالة مثل الجملة المعطوفة هي عليها ، فكان خلق زوج آدم منه أدلّ على عظيم القدرة من خلق الناس من تلك النفس الواحدة ومن زوجها لأنه خلق لم تجرِ به عادة فكان ذلك الخلق أجلب لعجب السامع من خلق الناس فجيء له بحرف التراخي المستعمل في تراخي المنزلة لا في تراخي الزمن لأن زمن خلق زوج آدم سابق على خلق الناس . فأما آية الأعراف فمساقها مساق الامتنان على الناس بنعمة الإِيجاد ، فذُكر الأصلان للناس معطوفاً أحدهما على الآخر بحرف التشريك في الحكم الذي هو الكون أصلاً لخلق الناس .
وقد تضمنت الآية ثلاث دلائل على عظم القدرة خلق الناس من ذكر وأنثى بالأصالة وخلق الذكر الأول بالإِدماج وخلق الأنثى بالأصالة أيضاً . /
زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الانعام ثمانية }
.استدلال بما خلقه الله تعالى من الأنعام عطف على الاستدلال بخلق الإِنسان لأن المخاطبين بالقرآن يومئذٍ قوام حياتهم بالأنعام ولا تخلو الأمم يومئذ من الحاجة إلى الأنعام ولم تزل الحاجة إلى الأنعام حافّة بالبشر في قِوام حياتهم . وهذا اعتراض بين جملة { خلقَكم من نَفسسٍ واحدةٍ } وبين { يخلُقكم في بُطوننِ أُمهاتِكُم } لمناسبة أزواج الأنعام لزوج النفس الواحدة .
وأدمج في هذا الاستدلال امتنان بما فيها من المنافع للناس لما دل عليه قوله : { لَكُم } لأن في الأنعام مواد عظيمة لبقاء الإِنسان وهي التي في قوله تعالى : { والأنعام خلقها لكم فيها دفء إلى قوله : إلا بشق الأنفس } [ النحل : 5 7 ] وقوله : { ومن أصوافها وأوبارها } الخ في سورة [ النحل : 80 ] .
والإِنزال : نقل الجسم من علوّ إلى سُفل ، ويطلق على تذليل الأمر الصعب كما يقال : نزلوا على حكم فلان ، لأن الأمر الصعب يتخيل صعب المنال كالمعتصم بقمم الجبال ، قال خصَّاب بن المعلَّى من شعراء الحماسة
: ... أنزلني الدهر على حكمه
من شَاهق عاللٍ إلى خفض ... فإطلاق الإِنزال هنا بمعنى التذليل والتمكين على نحو قوله تعالى : { وأنزلنا الحديد } [ الحديد : 25 ] أي سخرناه للناس فألهمناهم إلى معرفة قَيْنِه يتخذونه سيوفاً ودروعاً ورماحاً وعتاداً مع شدته وصلابته . ويجوز أن يكون إنزال الأنعام إنزالها الحقيقي ، أي إنزال أصولها من سفينة نوح كقوله تعالى : { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } [ الأعراف : 11 ] ، أي خلقنا أصلكم وهو آدم ، قال تعالى : { قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين } [ هود : 40 ] فيكون الإِنزال هو الإِهباط قال تعالى : { قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك } [ هود : 48 ] ، فهذان وجهان حسنان لإِطلاق الإِنزال ، وهما أحسن من تأويل المفسرين إنزال الأنعام بمعنى الخلق ، أي لأن خلقها بأمر التكوين الذي ينزل من حضرة القدس إلى الملائكة .
والأزواج : الأنواع ، كما في قوله تعالى : { ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين } [ الرعد : 3 ] والمراد أنواع الإِبل والغنم والبقر والمعز .
وأطلق على النوع اسم الزوج الذي هو المثنّى لغيره لأن كل نوع يتقوّم كيانه من الذكر والأنثى وهما زوجان أو أطلق عليها أزواج لأنه أشار إلى ما أنزل من سفينة نوح منها وهو ذكر وأنثى من كل نوع كما تقدم آنفاً .
{ أزواج يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أمهاتكم خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِى ظلمات } .
بدل من جملة { خلقكم من نفسسٍ واحدة } وضمير المخاطبين هنا راجع إلى الناس لا غير وهو استدلال بتطور خلق الإِنسان على عظيم قدرة الله وحكمته ودقائق صنعه .
والتعبير بصيغة المضارع لإِفادة تجدد الخلق وتكرره مع استحضار صورة هذا التطور العجيب استحضاراً بالوجه والإِجمال الحاصل للأذهان على حسب اختلاف مراتب إدراكها ، ويعلم تفصيله علماء الطب والعلوم الطبيعية وقد بينه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم « إن أحدكم يُجمَع خلقُه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يُرسل إليه الملَك فينفخُ فيه الروح » . وقوله : { خلقاً من بعدِ خلقٍ } أي طوراً من الخلق بعد طور آخر يخالفه وهذه الأطوار عشرة :
الأول : طور النطفة ، وهي جسم مُخاطِيّ مستدير أبيض خال من الأعضاء يشبه دودة ، طولُه نحو خمسة مليميتر .
الثاني : طور العلَقة ، وهي تتكون بعد ثلاثة وثلاثين يوماً من وقت استقرار النطفة في الرحم ، وهي في حجم النملة الكبيرة طولها نحو ثلاثة عشر مليمتراً يلوح فيها الرأس وتخطيطات من صُور الأعضاء .
الثالث : طور المضغة وهي قطعَة حمراء في حجم النحْلة .
الرابع : عند استكمال شهرين يصير طوله ثلاثة صانتميتر وحجم رأسه بمقدار نصف بقيته ولا يتميز عنقه ولا وجهه ويستمر احمراره .
الخامس : في الشهر الثالث يكون طوله خمسة عشر صانتيميتراً ووزنه مائة غرام ويبدو رسم جبهته وأنفه وحواجبه وأظافره ويستمر احمرار جلده .
السادس : في الشهر الرابع يصير طوله عشرين صانتيميتراً ووزنه ( 240 ) غرامات ، ويظهر في الرأس زغب وتزيد أعضاؤه البطْنية على أعضائه الصدْرية وتتضح أظافره في أواخر ذلك الشهر .
السابع : في الشهر السادس يصير طوله نحو ثلاثين صنتيمتراً ووزنه خمسمائة غرام ويظهر فيه مطبقاً وتتصلب أظافره .
الثامن : في الشهر السابع يصير طوله ثمانية وثلاثين صنتيمتراً ويقلّ احمراراً جلده ويتكاثف جلده وتظهر على الجلد مادة دُهنية دسمة ملتصقة ، ويطول شعر رأسه ويميل إلى الشقرة وتتقبب جمجمته من الوسط .
التاسع : في الشهر الثامن يزيد غلظه أكثر من ازدياد طوله ويكون طوله نحو أربعين صنتيمتراً ، ووزنه نحو أربعة أرطال أو تزيد ، وتقوى حركته .
العاشر : في الشهر التاسع يصير طوله من خمسين إلى ستين صنتيمتراً ووزنه من ستة إلى ثمانية أرطال . ويتم عظْمه ، ويتضخّم رأسه ، ويكثف شعره ، وتبتدىء فيه وظائف الحياة في الجهاز الهضمي والرئة والقلب ، ويصير نماؤه بالغذاء ، وتظهر دورة الدم فيه المعروفة بالدورة الجَنِينِية .
و ( الظلمات الثلاث ) : ظلمة بطن الأم ، وظلمة الرحم ، وظلمة المَشِيمة ، وهي غشاء من جلد يخلق مع الجنين محيطاً به ليقيه وليكون به استقلاله مما ينجر إليه من الأغذية في دورته الدموية الخاصة به دون أمه . وفي ذكر هذه الظلمات تنبيه على إحاطة علم الله تعالى بالأشياء ونفوذ قدرته إليها في أشدَّ ما تكون فيه من الخفاء .
وانتصب { خَلْقاً } على المفعولية المطلقة المبينة للنوعية باعتبار وصفه بأنه { من بعدِ خلقٍ } ، ويتعلق قوله : { في ظُلماتتٍ ثلاثٍ } ب { يَخلُقُكُمْ } .
وقرأ الجمهور { أُمهاتُكُمْ } بضم الهمزة وفتح الميم في حالي الوصل والوقف وقرأه حمزة في حال الوصل بكسر الهمزة إتباعاً لكسرة نون { بُطُونِ } وبكسر الميم إتباعاً لكسر الهمزة . وقرأه الكسائي بكسر الميم في حال الوصل مع فتح الهمزة . .
{ ثلاث ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَهُ الملك لا إله إِلاَّ هُوَ فأنى } .
بعد أن أُجري على اسم الله تعالى من الأخبار والصفات القاضية بأنه المتصرف في الأكوان كلها : جواهرها وأعراضها ، ظاهرها وخفيها ، ابتداءً من قوله : { خَلَقَ السمواتت والأرضَ بِالحَقِّ } [ الأنعام : 73 ] ، ما يرشد العاقل إلى أنه المنفرد بالتصرف المستحق العبادة المنفرد بالإلهية أعقب ذلك باسم الإِشارة للتنبيه على أنه حقيق بما يرد بعده من أجل تلك التصرفات والصفات . والجملة فذلكة ونتيجة أنتجتها الأدلة السابقة ولذلك فصلت .
واسم الإِشارة لتمييز صاحب تلك الصفات عن غيره تمييزاً يفضي إلى ما يرد بعد اسم الإِشارة على نحو ما قرر في قوله تعالى : { أولئك على هدى من ربهم } في سورة [ البقرة : 5 ] .
والمعنى : ذلكم الذي خلق وسخر وأنشأ الناس والأنعام وخلق الإِنسان أطواراً هو الله ، فلا تشركوا معه غيره إذ لم تَبْق شبهة تَعذر أهلَ الشرك بشركهم ، أي ليس شأنُه بمشابه حال غيره من آلهتكم قال تعالى : { أم جعلوا للَّه شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم }
[ الرعد : 16 ] .
والإِتيان باسمه العلَم لإِحضار المسمّى في الأذهان باسم مُختصّ زيادة في البيان لأن حال المخاطبين نزل منزلة حال من لم يعلم أن فاعل تلك الأفعال العظيمة هو الله تعالى .
واسم الجلالة خبر عن اسم الإِشارة . وقوله : { رَبُّكُم } صفة لاسم الجلالة .
ووصفه بالربوبية تذكير لهم بنعمة الإِيجاد والإِمداد وهو معنى الربوبية ، وتوطئة للتسجيل عليهم بكفران نعمته الآتي في قوله : { إن تكفروا فإن اللَّه غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر } [ الزمر : 7 ] .
وجملة { لَهُ المُلْكُ } خبر ثان عن اسم الإِشارة .
والملك : أصله مصدر مَلَك ، وهو مثلث الميم إلا أن مضمون الميم خصه الاستعمال بمُلك البلاد ورعاية الناس ، وفيه جاء قوله تعالى : { تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء } [ آل عمران : 26 ] ، وصاحبه : مَلِك ، بفتح الميم وكسر اللام ، وجمعه : ملوك .
وتقديم المجرور لإِفادة الحصر الادعائي ، أي الملك لله لا لغيره ، وأما مُلك الملوك فهو لنقصه وتعرُّضه للزوال بمنزلة العدم ، كما تقدم في قوله تعالى : { الحمد للَّه } [ الفاتحة : 2 ] ، وفي حديث القيامة : « ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض » ، فالإلهية هي المُلك الحقّ ، ولذلك كان ادعاؤهم شركاء للإله الحق خطأً ، فكان الحصر الادعائي لإِبطال ادعاء المشركين .
وجملة { لا إله إلاَّ هُوَ } بيان لجملة الحصر في قوله : { لَهُ المُلْكُ } . وفرع عليه استفهام إنكاري عن انصرافهم عن توحيد الله تعالى ، ولما كان الانصراف حالةً استُفهم عنها بكلمة { أنّى التي هي هنا بمعنى ( كيف ) كقوله تعالى : { أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } [ الأنعام : 101 ] .
والصرف : الإِبعاد عن شيء ، والمصروف عنه هنا محذوف ، تقديره : عن توحيده ، بقرينة قوله : { لا إله إلاَّ هُوَ } .
وجعَلهم مصروفين عن التوحيد ولم يذكر لهم صارفاً ، فجاء في ذلك بالفعل المبني للمجهول ولم يقل لهم : فأنى تنصرفون ، نعياً عليهم بأنهم كالمَقُودين إلى الكفر غير المستقلين بأمورهم يصرفهم الصارفون ، يعني أيمة الكفر أو الشياطين الموسوسين لهم . وذلك إلْهاب لأنفسهم ليكفّوا عن امتثال أيمتهم الذين يقولون لهم : { لا تسمعوا لهذا القرآن } [ فصلت : 26 ] ، عسى أن ينظروا بأنفسهم في دلائل الوحدانية المذكورة لهم .
والمعنى : فكيف يصرفكم صارف عن توحيده بعدما علمتم من الدلائل الآنفة . والمضارع هنا مراد منه زمن الاستقبال بقرينة تفريعه على ما قبله من الدلائل .
- إعراب القرآن : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
«خَلَقَكُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة مستأنفة «مِنْ نَفْسٍ» متعلقان بالفعل «واحِدَةٍ» صفة «ثُمَّ» حرف عطف «جَعَلَ» ماض فاعله مستتر «مِنْها» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها «زَوْجَها» مفعول به «وَأَنْزَلَ» ماض فاعله مستتر «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «مِنَ الْأَنْعامِ» متعلقان بأنزل «ثَمانِيَةَ» مفعول به «أَزْواجٍ» مضاف إليه والجملة معطوفة «يَخْلُقُكُمْ» مضارع مرفوع والكاف مفعوله والفاعل مستتر والجملة حال «فِي بُطُونِ» متعلقان بالفعل «أُمَّهاتِكُمْ» مضاف إليه «خَلْقاً» مفعول مطلق «مِنْ بَعْدِ» متعلقان بالفعل «خَلْقٍ» مضاف إليه «فِي ظُلُماتٍ» متعلقان بخلق «ثَلاثٍ» صفة لظلمات «ذلِكُمُ» مبتدأ «اللَّهُ» لفظ الجلالة خبر أول «رَبُّكُمْ» خبر ثان «لَهُ» متعلقان بخبر مقدم «الْمُلْكُ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر ثالث «لا» نافية للجنس «إِلهَ» اسمها المبني على الفتح «إِلَّا» حرف حصر «هُوَ» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «فَأَنَّى» الفاء حرف استئناف واسم استفهام في محل نصب حال «تُصْرَفُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة مستأنفة.
- English - Sahih International : He created you from one soul Then He made from it its mate and He produced for you from the grazing livestock eight mates He creates you in the wombs of your mothers creation after creation within three darknesses That is Allah your Lord; to Him belongs dominion There is no deity except Him so how are you averted
- English - Tafheem -Maududi : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ(39:6) He it is Who created you from a single being, and He it is Who made from it its mate. *12 He it is Who created for you eight heads of cattle in pairs. *13 He creates you in your mothers' wombs, giving you one form after another in threefold depths of darkness. *14 That, then, is Allah, your Lord. *15 His is the kingdom. *16 There is no god but He. *17 So, whence are you being turned astray? *18
- Français - Hamidullah : Il vous a créés d'une personne unique et a tiré d'elle son épouse Et Il a fait descendre [créé] pour vous huit couples de bestiaux Il vous crée dans les ventres de vos mères création après création dans trois ténèbres Tel est Allah votre Seigneur A Lui appartient toute la Royauté Point de divinité à part Lui Comment pouvez-vous vous détourner [de son culte]
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er schuf euch aus einem einzigen Wesen hierauf machte Er aus ihm seine Gattin Und Er hat für euch an Vieh acht Tiere in Paaren herabgesandt Er erschafft euch in den Leibern eurer Mütter eine Schöpfung nach der anderen in dreifacher Finsternis Dies ist doch Allah euer Herr Ihm gehört die Herrschaft Es gibt keinen Gott außer Ihm Wie laßt ihr euch also abwenden
- Spanish - Cortes : Os ha creado de una sola persona de la que ha sacado a su cónyuge Os ha dado de los rebaños cuatro parejas Os ha creado en el seno de vuestras madres creación tras creación en triple oscuridad Tal es Alá vuestro Señor Suyo es el domino No hay más dios que Él ¡Cómo podéis pues ser tan desviados
- Português - El Hayek : Criouvos de uma só pessoa; então criou da mesma a sua esposa e vos criou oito espécies de gado Configuravospaulatinamente no ventre de vossas mães entre três trevas Tal é Deus vosso Senhor; d'Ele é a soberania Não há maisdivindade além d'Ele
- Россию - Кулиев : Он создал вас из одного человека Он сотворил из него жену и ниспослал для вас из скотины восемь животных парами Он создает вас в утробах ваших матерей одно творение появляется вслед за другим в трех мраках Таков Аллах ваш Господь Ему принадлежит власть Нет божества кроме Него До чего же вы отвращены от истины
- Кулиев -ас-Саади : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
Он создал вас из одного человека. Он сотворил из него жену и ниспослал для вас из скотины восемь животных парами. Он создает вас в утробах ваших матерей: одно творение появляется вслед за другим в трех мраках. Таков Аллах, ваш Господь. Ему принадлежит власть. Нет божества, кроме Него. До чего же вы отвращены от истины!Аллах еще раз напомнил о своем величии и всемогуществе и обратился к Своим рабам. О люди! Несмотря на вашу многочисленность и несмотря на ваше присутствие во всех уголках земли, все вы произошли от одного общего предка. Затем Аллах сотворил из мужчины женщину, дабы они нашли друг в друге покой и умиротворение. Это также свидетельствует о великой милости Господа по отношению к Его творениям. Затем Он ниспослал вам восемь особей скота, то есть сотворил их согласно ниспосланному с небес божественному предопределению для того, чтобы облагодетельствовать Своих рабов. В суре «Аль-Анам» Всевышний поведал о том, что этими особями были баран и овца, козел и коза, верблюд и верблюдица, бык и корова (см. 6:143–144). Конечно же, наряду с этими животными Аллах сотворил и многих других, однако Господь особо отметил именно эти восемь особей, потому что они приносят человеку наибольшую пользу. Более того, они являются самыми славными представителями животного мира, потому что именно их правоверные мусульмане приносят в жертву во время праздника жертвоприношения, во время паломничества и при рождении ребенка. Именно с этих животных полагается выплачивать закят, и именно этих животных выплачивают в качестве выкупа. После упоминания о сотворении прародителей всего человечества Аллах открыл Своим рабам тайну сотворения всех последующих людей. О люди! Когда вы находитесь в утробах своих матерей, вас не касается рука человека, и никто не в состоянии разглядеть вас в кромешной тьме. Вы меняете свое обличье и превращаетесь из одного творения в другое в тесных утробах своих матерей, где вас окружают три тьмы: тьма материнского живота, тьма женской матки и тьма плаценты. Таков Всевышний Аллах. Он сотворил небеса и землю, подчинил себе солнце и луну, создал вас из небытия и одарил вас скотом и многими другими благами. Он заботится о вас и управляет вами, и только Он заслуживает поклонения и обожествления. Он не нуждается в сотоварищах для того, чтобы создавать творения и заботиться о них, и не нуждается в сотоварищах для того, чтобы разделять с ними свое право на поклонение. Власть принадлежит только Ему. Нет божества, кроме Него. Но до чего же люди совращены с истинного пути!
- Turkish - Diyanet Isleri : Sizi bir tek nefisten yaratmış sonra ondan eşini varetmiştir; sizin için hayvanlardan sekiz çift meydana getirmiştir; sizi annelerinizin karınlarında üç türlü karanlık içinde yaratılıştan yaratılışa geçirerek yaratmıştır; işte bu Rabbiniz olan Allah'tır Hükümranlık O'nundur O'ndan başka tanrı yoktur Öyleyken nasıl olur da O'nu bırakıp başkasına yönelirsiniz
- Italiano - Piccardo : Vi ha creati da un solo essere da cui ha tratto la sua sposa Del bestiame vi diede otto coppie Vi crea nel ventre delle vostre madri creazione dopo creazione in tre tenebre [successive] Questi è Allah il vostro Signore
- كوردى - برهان محمد أمين : خهڵکینه بیرتان نهچێت خوا ئێوهی له تاکه نهفسێك هێناوهته کایهوه لهوهودوا لهو تاکه نهفسه هاوسهرهکهشی فهراههم هێناوه له ماڵاتیشدا ههشت جۆری دروست کردووه له ئایهتی 143 144 لهسوورهتی الانحام دا ئاماژهی بۆ کردووه لهوهودوا له سکی دایکتاندا ئێوه دروست دهکات بهچهند قۆناغێك لهناو سێ تاریکیدا مهبهست سێ پێستهکهیه که کۆرپهلهی تێدا حهشارهدراوه جا گۆرانکاری بهردهوامه و گهوره بوون و جیابوونهوهی ئهندامهکان ڕۆژ له دوای ڕۆژ زیاتر ڕوو دهدات ئا ئهوهیه خوا ئا ئهوهیه پهروهردگارتان خاوهنی ههموو بهدیهێنراوهکانه جگه لهو خوایهکی تر نیه جا ئیتر بۆ کوێ لا دهدرێن له خواپهرستی
- اردو - جالندربرى : اسی نے تم کو ایک شخص سے پیدا کیا پھر اس سے اس کا جوڑا بنایا اور اسی نے تمہارے لئے چار پایوں میں سے اٹھ جوڑے بنائے۔ وہی تم کو تمہاری ماوں کے پیٹ میں پہلے ایک طرح پھر دوسری طرح تین اندھیروں میں بناتا ہے۔ یہی خدا تمہارا پروردگار ہے اسی کی بادشاہی ہے۔ اس کے سوا کوئی معبود نہیں پھر تم کہاں پھرے جاتے ہو
- Bosanski - Korkut : On vas od jednog čovjeka stvara – a od njega je drúgu njegovu stvorio – i On vam je dao osam vrsta stoke; On vas stvara u utrobama matera vaših dajući vam likove jedan za drugim u tri tmine To vam je eto Allah Gospodar vaš Njegova je vlast nema boga osim Njega pa kuda se onda odmećete
- Swedish - Bernström : Han har skapat er av en enda varelse av vilken Han sedan skapade dess make; och av boskap har Han skänkt er åtta djur i par Och Han skapar er i moderlivet genom den ena skapelseakten efter den andra i tre [skikt av] mörker Detta är Gud er Herre Allt herravälde är Hans Det finns ingen gudom utom Han Hur har någon kunnat förmå er att vända Honom ryggen
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dia menciptakan kamu dari seorang diri kemudian Dia jadikan daripadanya isterinya dan Dia menurunkan untuk kamu delapan ekor yang berpasangan dari binatang ternak Dia menjadikan kamu dalam perut ibumu kejadian demi kejadian dalam tiga kegelapan Yang berbuat demikian itu adalah Allah Tuhan kamu Tuhan Yang mempunyai kerajaan Tidak ada Tuhan selain Dia; maka bagaimana kamu dapat dipalingkan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ
(Dia menciptakan kalian dari seorang diri) yaitu dari Nabi Adam (kemudian Dia jadikan daripadanya istrinya) yaitu Siti Hawa (dan Dia menurunkan untuk kalian binatang ternak) yakni unta, sapi, kambing, domba dan biri-biri (sebanyak delapan ekor yang berpasang-pasangan) yakni dari setiap jenis sepasang, yaitu jantan dan betina sebagaimana yang telah dijelaskan dalam surah Al-An'am (Dia menjadikan kalian dalam perut ibu kalian kejadian demi kejadian) yaitu mulai dari air mani, kemudian menjadi segumpal darah, lalu menjadi segumpal daging (dalam tiga kegelapan) yaitu gelapnya perut, gelapnya rahim dan gelapnya selaput pelindung bayi. (Yang berbuat demikian itu adalah Allah, Rabb kalian, Rabb Yang mempunyai kerajaan; tidak ada Tuhan selain Dia, maka bagaimanakah kalian dapat dipalingkan?) dari menyembah kepada-Nya, kemudian kalian menyembah yang lain-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনি সৃষ্টি করেছেন তোমাদেরকে একই ব্যক্তি থেকে। অতঃপর তা থেকে তার যুগল সৃষ্টি করেছেন এবং তিনি তোমাদের জন্যে আট প্রকার চতুষ্পদ জন্তু অবতীর্ণ করেছেন। তিনি তোমাদেরকে সৃষ্টি করেছেন তোমাদের মাতৃগর্ভে পর্যায়ক্রমে একের পর এক ত্রিবিধ অন্ধকারে। তিনি আল্লাহ তোমাদের পালনকর্তা সাম্রাজ্য তাঁরই। তিনি ব্যতীত কোন উপাস্য নেই। অতএব তোমরা কোথায় বিভ্রান্ত হচ্ছ
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவன் உங்களை ஒரே மனிதரிலிருந்து படைத்தான்; பிறகு அவரிலிருந்து அவருடைய மனைவியை ஆக்கினான்; அவன் உங்களுக்காக கால் நடைகளிலிருந்து எட்டு வகைகளை ஜோடி ஜோடியாக படைத்தான் உங்கள் தாய்மார்களின் வயிறுகளில் ஒன்றன் பின் ஒன்றாக மூன்று இருள்களுக்குள் வைத்து உங்களை படைக்கிறான்; அவனே அல்லாஹ்; உங்களுடைய இறைவன்; அவனுக்கே ஆட்சியதிகாரம் முழுவதும் உரித்தாகும் அவனைத் தவிர வேறு நாயன் இல்லை அவ்வாறிருக்க அவனை விட்டும் நீங்கள் எப்படி திருப்பப்படுகிறீர்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระองค์ทรงสร้างพวกเจ้าจากชีวิตหนึ่ง แล้วจากชีวิตนั้นทรงทำให้เป็นของคู่ครองของมัน และทรงประทานปศุสัตว์แปดตัวเป็นคู่แก่พวกเจ้า พระองค์ทรงสร้างพวกเจ้าในครรภ์ของมารดาพวกเจ้า เป็นการบังเกิดครั้งแล้วครั้งเล่าอยู่ในความมืดสามชั้น นั่นคืออัลลอฮฺ พระเจ้าของพวกเจ้า พระอำนาจเป็นสิทธิของพระองค์ ไม่มีพระเจ้าอื่นใดนอกจากพระองค์ แล้วทำไมพวกเจ้าจึงผินหน้าไปทางอื่น
- Uzbek - Мухаммад Содик : У сизларни бир жондан яратди Сўнгра ундан жуфтини қилди ва сизларга чорва ҳайвонларидан саккиз жуфтни туширди У сизни оналарингиз қорнида уч зулмат ичида бир яратишдан кейин яна бошқа яратишга ўтказиб аста яратадир Ана ўша Аллоҳ Роббингиздир Барча мулк Уникидир Ундан ўзга ҳеч бир ибодатга сазовор зот йўқ Бас қаён бурилиб кетмоқдасиз Ушбу оятда Аллоҳ таоло инсонни она қорнида уч зулмат ичида яратганининг хабарини бермоқда Уч зулмат нима Тафсирчи уламоларимиз бу саволга уч зулматнинг бири ҳомилани ўраб турувчи парда иккинчиси бачадон учинчиси қорин деб жавоб берганлар Илмий тараққиёт бу жавобни яна ҳам аниқлаштирди Мутахассис олимлар ўтказган текширишлардан ҳомилани ўраб турувчи парда уч қават экани маълум бўлди Аллоҳ таолонинг оналарингиз қорнида уч зулмат ичида дегани бежиз эмас экан Қориннинг ичида уч зулмат уч қават пардани яратган ким Нима учун бир эмас икки эмас ёки тўрт эмас айнан уч қават Шунинг ўзи Аллоҳ таолонинг ваҳдониятига далил эмасми
- 中国语文 - Ma Jian : 他从一个人创造你们,然后以他的同类为他的配偶。他为你们而降赐八只牲畜。他将你们造化在你们的母腹中,在三重黑暗中,一再造化你们。那是真主你们的主,国权只是他的;除他外,绝无应受崇拜的。你们怎么悖谬呢?
- Melayu - Basmeih : Ia menciptakan kamu dari diri yang satu Adam kemudian Ia menjadikan daripadanya isterinya Hawa; dan Ia mengadakan untuk kamu binatangbinatang ternak delapan ekor empat pasangan jantan dan betina Ia menciptakan kamu dalam kandungan ibu kamu berperingkatperingkat dari satu kejadian ke satu kejadian Dalam tiga suasana yang gelapgelita Yang demikian kekuasaanNya ialah Allah Tuhan kamu; bagiNyalah kekuasaan yang mutlak; tiada Tuhan melainkan Dia; oleh itu bagaimana kamu dapat dipesongkan dari mematuhi perintahNya
- Somali - Abduh : Wuxuu idinka abuurey naf kaliya Nabi aadam markaasuu Eebe ka yeeley ka abuurey xagga aadam haweeneydiisi Xaawo wuxuuna Eebe idiin soo dajiyey xoolaha siddeed nooc oo ka mid ah wuxuuna idinku abuurey uurka hooyadin abuurid ka dambeyso abuurid saddex mugdi dhexdooda saasna waxaa yeela Eebaha idin barbaariya isagaana iska leh xukunka Eebe mooyee ilaah kale majiro ee xaggee laydiinka iili Xaqa
- Hausa - Gumi : Yã halitta ku daga rai guda sa'an nan Ya sanya ma'auranta daga gare shi Kuma ya saukar muku daga dabbõbin gida nau'i takwas Yanã halitta ku a cikin cikunnan uwayenku halitta a bãyan wata halitta a cikin duffai uku Wannan shĩ ne Allah Ubangijinku Mulki a gare shi yake Bãbu abin bautãwa fãce Shi To yãya ake karkatar da ku
- Swahili - Al-Barwani : Amekuumbeni kutokana na nafsi moja Kisha akamfanya mwenziwe katika nafsi ile ile Na akakuleteeni wanyama wa mifugo jozi nane Anakuumbeni katika matumbo ya mama zenu umbo baada ya umbo katika viza vitatu Huyu ndiye Mwenyezi Mungu Mola wenu Mlezi Ufalme ni wake Hapana mungu isipo kuwa Yeye Basi nyinyi mnageuzwa wapi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai ju ka krijur prej një njeriu Ademit; pastaj prej tij ka krijuar shoqen e tij dhe Ai u ka krijuar tetë lloj kafshësh; Ai ju krijon në barqet e nënave tuaja duke iu dhanë formë pas forme në tri errësira Ky është Perëndia – Zoti juaj i Tij është i tërë pushteti nuk ka zot tjetër pos Tij e pra nga po ia mbani ju
- فارسى - آیتی : شما را از يك تن بيافريد. و از آن يك تن زنش را آفريد. و برايتان از چارپايان هشت جفت بيافريد. شما را در شكم مادرتان در چند مرحله در درون تاريكيهاى سهگانه آفرينش بخشيد. اين است خداى يكتا پروردگار شما. فرمانروايى از آن اوست. خدايى جز او نيست. پس چگونه رويگردانتان مىسازند؟
- tajeki - Оятӣ : Шуморо аз як тан биёфарид. Ва аз он як тан занашро офарид. Ва бароятон аз чорпоён ҳашт чуфт биёфарид. Шуморо дар шиками модаратон дар чанд марҳала дар даруни торикиҳои сегона офариниш бахшид. Ин аст Худои якто, Парвардигори шумо. Фармонравоӣ аз они Ӯст. Худое ҷуз Ӯ нест. Пас чӣ гуна рӯйгардонатон месозанд?
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرنى بىر ئادەمدىن ياراتتى، ئاندىن ئۇنىڭدىن ئۇنىڭ جۈپتىنى (يەنى ھەۋۋانى) ياراتتى ۋە ھايۋانلاردىن سەككىزنى سىلەر ئۈچۈن ياراتتى، اﷲ سىلەرنى ئاناڭلارنىڭ قارنىدا بىر ھالەتتىن يەنە بىر ھالەتكە تەرەققىي قىلدۇرۇپ (يەنى ئابىمەنىي، ئاندىن لەختە قان، ئاندىن پارچە گۆش باسقۇچلىرىغا بۆلۈپ)، ئۈچ قاراڭغۇلۇق (يەنى بالاھەمراھىنىڭ پەردىسى، بەچچىدان ۋە ئانىنىڭ قورسىقى) ئىچىدە يارىتىدۇ، ئەنە شۇ اﷲ سىلەرنىڭ پەرۋەردىگارىڭلاردۇر، پادىشاھلىق اﷲ قا خاستۇر، ئۇنىڭدىن باشقا ھېچ ئىلاھ يوقتۇر، قانداقمۇ (ئۇنىڭغا ئىبادەت قىلىشتىن ئۇنىڭدىن غەيرىيگە چوقۇنۇشقا) بۇرۇلۇپ كېتىسىلەر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഒരൊറ്റ സത്തയില്നിന്ന് അവന് നിങ്ങളെയെല്ലാം സൃഷ്ടിച്ചു. പിന്നെ അതില്നിന്ന് അതിന്റെ ഇണയെ ഉണ്ടാക്കി. നിങ്ങള്ക്കായി കന്നുകാലികളില് നിന്ന് എട്ട് ജോടികളെയും അവനൊരുക്കിത്തന്നു. നിങ്ങളുടെ മാതാക്കളുടെ ഉദരത്തില് അവന് നിങ്ങളെ സൃഷ്ടിക്കുന്നു. മൂന്ന് ഇരുളുകള്ക്കുള്ളില് ഒന്നിനു പിറകെ ഒന്നായി; ഘട്ടംഘട്ടമായി നിങ്ങളെ അവന് രൂപപ്പെടുത്തിയെടുക്കുന്നു. ഇതൊക്കെയും ചെയ്യുന്ന അല്ലാഹുവാണ് നിങ്ങളുടെ നാഥന്. ആധിപത്യം അവനു മാത്രമാണ്. അവനല്ലാതെ ദൈവമില്ല. എന്നിട്ടും നിങ്ങളെങ്ങോട്ടാണ് വഴിതെറ്റിപ്പോകുന്നത്.
- عربى - التفسير الميسر : خلقكم ربكم ايها الناس من ادم وخلق منه زوجه وخلق لكم من الانعام ثمانيه انواع ذكرا وانثى من الابل والبقر والضان والمعز يخلقكم في بطون امهاتكم طورا بعد طور من الخلق في ظلمات البطن والرحم والمشيمه ذلكم الله الذي خلق هذه الاشياء ربكم المتفرد بالملك المتوحد بالالوهيه المستحق للعباده وحده فكيف تعدلون عن عبادته الى عباده غيره من خلقه
*12) This dces not mean that first He created the human beings from Adam and then created his wife, Eve. But here, instead of the chronological order, there is the order of presentation, examples of which arc found in every language. For instance, we say, "Whatever you did today is known to me, and whatever you did yesterday is also in my knowledge." This cannot mean that what happened yesterday has happened after today.
*13) That is, the camel, cow, sheep and goat whose four males and four females together make eight heads of cattle.
*14) The three dark veils are: the belly, the womb and the caul or membrane enclosing the foetus.
*15) "Your Lord" : your Master, Ruler and Providence.
*16) That is, "All powers and authority rest with Him and it is He Who is ruling over the whole Universe. "
>*17) In other words, the reasoning is this: "When Allah alone is your Lord and His is the sovereignty, then inevitably your Deity also is He. How can another be your deity when he has neither any share in providence nor any role in sovereignty? After all, how can it be reasonable for you to take others as your deities when Allah alone is the Creator of the heavens and the earth, when Allah alone has subjected the sun and the moon for you, when He alone brings the day after the night and the night after the day, and when He alone is your own Creator and Lord as well as of all animals and cattle?"
*18) These words need deep consideration. It has not been said: "Where are you turning away?" but 'where are you being turned away?" That is, "There is someone else who is misleading you, and being thus deceived you do not understand such a simple and reasonable thing. " The other thing which by itself becomes evident from the style is: The word "you" is not addressed to the agents but to those who were turning away under their influence. Their is a subtle point in this which can be understood easily after a little thought. Those who were working to turn away others (from the Right Way) were present in the same society and were doing whatever they could openly and publicly. Therefore, there was no need to mention them by name. It was also useless to address them, for they were trying to turn away the people from the service of Allah, the One, and entrapping them for the service of others, and keeping them entrapped for selfish motives. Obviously, such people could not be made to see reason by argument, for it lay in their own interest not' to understand and see reason, and even after understanding they could hardly be inclined to sacrifice their interests. However, the condition of the common people who were being deceived and cheated, was certainly pitiable. They had no interest involved in the business; therefore, they could be convinced by reasoning and argument, and after a little understanding they could also see what advantages were being gained by those who were showing them the way to other deities, after turning them away from Allah. That is why the address has been directed to the common people, who were being misguided rather than those few who were misguiding them.