- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَإِذَا مَسَّ ٱلْإِنسَٰنَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُۥ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُۥ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُوٓاْ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَٰبِ ٱلنَّارِ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ۚ قل تمتع بكفرك قليلا ۖ إنك من أصحاب النار
- عربى - التفسير الميسر : وإذا أصاب الإنسانَ بلاءٌ وشدة ومرض تَذكَّر ربه، فاستغاث به ودعاه، ثم إذا أجابه وكشف عنه ضرَّه، ومنحه نِعَمه، نسي دعاءه لربه عند حاجته إليه، وأشرك معه غيره؛ ليُضل غيره عن الإيمان بالله وطاعته، قل له -أيها الرسول- متوعدًا: تمتع بكفرك قليلا حتى موتك وانتهاء أجلك، إنك من أهل النار المخلَّدين فيها.
- السعدى : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
يخبر تعالى عن كرمه بعبده وإحسانه وبره، وقلة شكر عبده، وأنه حين يمسه الضر، من مرض أو فقر، أو وقوع في كربة بَحْرٍ أو غيره، أنه يعلم أنه لا ينجيه في هذه الحال إلا اللّه، فيدعوه متضرعا منيبا، ويستغيث به في كشف ما نزل به ويلح في ذلك.
{ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ } اللّه { نِعْمَةً مِنْهُ } بأن كشف ما به من الضر والكربة، { نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ } أي: نسي ذلك الضر الذي دعا اللّه لأجله، ومر كأنه ما أصابه ضر، واستمر على شركه.
{ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ } أي: ليضل بنفسه، ويضل غيره، لأن الإضلال فرع عن الضلال، فأتى بالملزوم ليدل على اللازم.
{ قُلْ } لهذا العاتي، الذي بدل نعمة اللّه كفرا: { تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ } فلا يغنيك ما تتمتع به إذا كان المآل النار.
{ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ }
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
والمراد بالإنسان هنا: الكافر، بدليل قوله- تعالى- وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ.
والمراد بالضر: ما يصيب الإنسان من مصائب في نفسه أو ماله أو أهله.
أى: وإذا نزل بالإنسان ضر من مرض أو غيره من المكاره دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ أي:
أسرع إلى الله- تعالى- بالدعاء والإنابة والتضرع، وترك الآلهة التي كان يدعوها في حالة الرخاء.
كما قال- تعالى-: بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ.
وقوله- تعالى-: ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ.. بيان لحالة هذا الإنسان بعد أن كشف الله- تعالى- عنه الضر.
وخوله من التخويل بمعنى الإعطاء مرة بعد أخرى، ومنه الحديث الشريف: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا أى: يتعهدنا بها وقتا بعد وقت.
وما في قوله نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ موصولة مرادا بها الضر، أو مرادا بها الباري- عز وجل-.
أى: هذا هو حال ذلك الإنسان عند نزول الضّرّ به، فإذا ما كشفنا عنه ضره، وأعطيناه نعما عظيمة على سبيل التفضل منا.. نسى الضر الذي كان يتضرع إلينا من قبل لنزيله عنه، أو نسى الخالق- عز وجل- الذي كشف عنه بقدرته ذلك الضر.
ولم يكتف بهذا النسيان، بل جعل لله- تعالى- أندادا أى: أمثالا وأشباها ونظائر يعبدها من دونه.
واللام في قوله- تعالى-: لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ للتعليل. أى فعل ما فعل من جعله شركاء لله- تعالى- في العبادة، ليضل الناس بذلك الفعل عن سبيل الله وعن دينه الذي ارتضاه لعباده.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو لِيُضِلَّ بفتح الياء. أى: ليزداد ضلالا على ضلاله.
وقوله- تعالى-: قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ، بيان لسوء عاقبة هذا الإنسان المشرك.
أى: قل- أيها الرسول الكريم- لهذا الإنسان الذي جعل لله شركاء في العبادة ... قل له تمتع بكفرك تمتعا قليلا، أو زمانا قليلا إنك من أصحاب النار الملازمين لها، والخالدين فيها.
- البغوى : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ) راجعا إليه مستغيثا به ، ( ثم إذا خوله نعمة منه ) أعطاه نعمة منه ، ) ( نسي ) ترك ( ما كان يدعو إليه من قبل ) أي : نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه ، ( وجعل لله أندادا ) يعني : الأوثان ، ( ليضل عن سبيله ) ليزل عن دين الله .
( قل ) لهذا الكافر : ( تمتع بكفرك قليلا ) في الدنيا إلى أجلك ، ( إنك من أصحاب النار ) قيل : نزلت في عتبة بن ربيعة ، وقال مقاتل : نزلت في أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي . وقيل : عام في كل كافر .
- ابن كثير : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
وقوله : ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ) أي : عند الحاجة يضرع ويستغيث بالله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا ) [ الإسراء : 67 ] . ولهذا قال : ( ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل ) أي : في حال الرفاهية ينسى ذلك الدعاء والتضرع ، كما قال تعالى : ( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) [ يونس : 12 ] .
( وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله ) أي : في حال العافية يشرك بالله ، ويجعل له أندادا . ( قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ) أي : قل لمن هذه حاله وطريقته ومسلكه : تمتع بكفرك قليلا . وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ، كقوله : ( قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ) [ إبراهيم : 30 ] ، وقوله : ( نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ) [ لقمان : 24 ] .
- القرطبى : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
قوله تعالى : وإذا مس الإنسان يعني الكافر " ضر " أي شدة من الفقر والبلاء " دعا ربه منيبا إليه " أي راجعا إليه مخبتا مطيعا له ، مستغيثا به في إزالة تلك الشدة عنه . ثم إذا خوله نعمة منه أي أعطاه وملكه . يقال : خولك الله الشيء أي : ملكك إياه ، وكان أبو عمرو بن العلاء ينشد :
هنالك إن يستخولوا المال يخولوا وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
وخول الرجل : حشمه ، الواحد خائل . قال أبو النجم :
أعطى فلم يبخل ولم يبخل كوم الذرى من خول المخول
نسي ما كان يدعو إليه من قبل أي نسي ربه الذي كان يدعوه من قبل في كشف الضر عنه . ف " ما " على هذا الوجه لله - عز وجل - وهي بمعنى الذي . وقيل : بمعنى من كقوله : ولا أنتم عابدون ما أعبد والمعنى واحد . وقيل : نسي الدعاء الذي كان يتضرع به إلى الله عز وجل . أي : ترك كون الدعاء منه إلى الله ، فما والفعل على هذا القول مصدر . وجعل لله أندادا أي أوثانا وأصناما . وقال السدي : يعني أندادا من الرجال يعتمدون عليهم في جميع أمورهم . " ليضل عن سبيله " أي ليقتدي به الجهال . قل تمتع بكفرك قليلا أي قل لهذا الإنسان " تمتع " وهو أمر تهديد ، فمتاع الدنيا قليل . " إنك من أصحاب النار " أي مصيرك إلى النار .
- الطبرى : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
القول في تأويل قوله تعالى : وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)
يقول تعالى ذكره: وإذا مَسَّ الإنسان بلاء في جسده من مرض, أو عاهة, أو شدّة في معيشته, وجهد وضيق ( دَعَا رَبَّهُ ) يقول: استغاث بربه الذي خلقه من شدة ذلك, ورغب إليه في كشف ما نـزل به من شدة ذلك. وقوله: ( مُنِيبًا إِلَيْهِ ) يقول: تائبا إليه مما كان من قبل ذلك عليه من الكفر به, وإشراك الآلهة والأوثان به في عبادته, راجعا إلى طاعته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَإِذَا مَسَّ الإنْسَانَ ضُرٌّ ) قال: الوجع والبلاء والشدّة ( دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ) قال: مستغيثا به.
وقوله: ( ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ ) يقول تعالى ذكره: ثم إذا منحه ربه نعمة منه, يعني عافية, فكشف عنه ضرّه, وأبدله بالسقم صحة, وبالشدة رخاء. والعرب تقول لكلّ من أعطى غيره من مال أو غيره: قد خوّله، ومنه قول أبي النجْم العِجْلِيّ:
أعْطَــى فَلَــمْ يَبْخَـلْ وَلَـمْ يُبَخَّـل
كُــومَ الـذرَا مِـنْ خَـوَلِ المَخَـوِّلِ (2)
وحُدثت عن أبي عُبيدة معمر بن المثنى أنه قال: سمعت أبا عمرو يقول في بيت زُهَيْر:
هُنَـالِكَ إنْ يُسْـتَخْوَلُوا المَـالَ يُخْـوِلوا
وَإِنْ يُسْـأَلُوا يُعْطـوا وَإنْ يَيْسِروا يُغْلُوا (3)
قال معمر: قال يونس: إنما سمعناه:
هُنَالكَ إنْ يُسْتَخْبِلُوا المَالَ يُخْبِلوا (4)
قال: وهي بمعناها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ ) : إذا أصابته عافية أو خير.
وقوله: ( نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ ) يقول: ترك دعاءه الذي كان يدعو إلى الله من قبل أن يكشف ما كان به من ضرّ( وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا ) يعني: شركاء. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( نَسِيَ ) يقول: ترك, هذا في الكافر خاصة.
ولـ" ما " التي في قوله: ( نَسِيَ مَا كَانَ ) وجهان: أحدهما: أن يكون بمعنى الذي , ويكون معنى الكلام حينئذ: ترك الذي كان يدعوه في حال الضر الذي كان به, يعني به الله تعالى ذكره, فتكون " ما " موضوعة عند ذلك موضع " من " كما قيل: وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ يعني به الله, وكما قيل: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ . والثاني: أن يكون بمعنى المصدر على ما ذكرت. وإذا كانت بمعنى المصدر, كان في الهاء التي في قوله: ( إِلَيْهِ ) وجهان: أحدهما: أن يكون من ذكر ما. والآخر: من ذكر الربّ.
وقوله: ( وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا ) يقول: وجعل لله أمثالا وأشباها.
ثم اختلف أهل التأويل في المعنى الذي جعلوها فيه له أندادا, قال بعضهم: جعلوها له أندادا في طاعتهم إياه في معاصي الله.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا ) قال: الأنداد من الرجال: يطيعونهم في معاصي الله.
وقال آخرون: عنى بذلك أنه عبد الأوثان, فجعلها لله أندادا في عبادتهم إياها.
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عنى به أنه أطاع الشيطان في عبادة الأوثان, فحصل له الأوثان أندادا, لأن ذلك في سياق عتاب الله إياهم له على عبادتها.
وقوله: ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ) يقول: ليزيل من أراد أن يوحد الله ويؤمن به عن توحيده, والإقرار به, والدخول في الإسلام. وقوله: ( قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل يا محمد لفاعل ذلك: تمتع بكفرك بالله قليلا إلى أن تستوفي أجلك, فتأتيك منيتك ( إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ) : أي إنك من أهل النار الماكثين فيها. وقوله: ( تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ ) : وعيد من الله وتَهَدُّدٌ.
----------------------
الهوامش :
(2) البيت لأبي النجم العجلى الراجز المشهور ( اللسان : خول ) . وهو يمدح إنسانا أنه أعطى من سأله النوق السمينة العالية السنام والذرا : جمع ذروة ، وهو أعلى الشيء . وهي مما خوله الله ومنحه ، وكان عطاؤه كثيرا ، فلم يبخل به ، ولم ينسبه أحد إلى البخل . والبيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورثة 216 ) ، عند قوله تعالى :" ثم إذا خوله نعمة منه" : كل مال لك ، وكل شيء أعطيته فقد خولته ؛ قال أبو النجم :" أعطى فلم يبخل ... البيت"
(3) البيت لزهير بن أبي سلمى المزني ( مختار الشعر الجاهلي بشرح مصطفى السقا ص 239 ) والرواية فيه" يستخلبوا" في موضوع يستخولوا قال في اللسان : والاستخوال أيضا مثل الاستخبال ، من أخبلته المال : إذا أعرته ناقة لينتفع بألبانها وأوبارها ، أو فرسا يغزو عليه . ومنه قول زهير :" هنالك إن يستخولوا المال ... البيت" . ومعنى ييسروا : يقامروا . ويغلوا : يختاروا سمان الإبل بالثمن الغالي ، ويقامروا عليها . والبيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 216 ب ) قال : وسمعت أبا عمرو يقول في بيت زهير" هنالك ... الخ" : قال يونس : إنما سمعناه :" هنالك إن يستخلبوا المال" . أي يخبلوا : وهو بمعناها .
(4) تقدم الكلام على رواية هذا الشطر من بيت زهير بن أبي سلمى في الشاهد الذي قبله .
- ابن عاشور : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)
{ وَإِذَا مَسَّ الإنسان ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِىَ مَا كَانَ يدعوا إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ }
هذا مثال لتقلب المشركين بين إشراكهم مع الله غيره في العبادة ، وبين إظهار احتياجهم إليه ، فذلك عنوان على مبلغ كفرهم وأقصاه . والجملة معطوفة على جملة { ذلكم الله رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ } [ الزمر : 6 ] الآية لاشتراك الجملتين في الدلالة على أن الله منفرد بالتصرف مستوجب للشكر ، وعلى أن الكفر به قبيح ، وتَتَضمن الاستدلال على وحدانية إلهية بدليل من أحوال المشركين به فإنهم إذا مسهم الضر لجأوا إليه وحده ، وإذا أصابتهم نعمة أعرضوا عن شكره وجعلوا له شركاء .
فالتعريف في { الإنْسَانَ } تعريف الجنس ولكن عمومه هنا عموم عرفي لفريق من الإِنسان وهم أهل الشرك خاصة لأن قوله : { وجَعَلَ لله أندَاداً } لا يتفق مع حال المؤمنين .
والقول بأن المراد : انسان معيّن وأنه عتبة بن ربيعة ، أو أبو جهل ، خروج عن مهيع الكلام ، وإنما هذان وأمثالهما من جملة هذا الجنس . وذكر الإِنسان إظهار في مقام الإِضمار لأن المقصود به المخاطبون بقوله : { خلقكم من نفس واحدة إلى قوله : فَيُنَبِئكم بما كُنتمُ تَعْمَلُون } [ الزمر : 6 ، 7 ] ، فكان مقتضى الظاهر أن يقال : وإذا مسكم الضر دعوتم ربكم الخ ، فعدل إلى الإِظهار لما في معنى الإِنسان من مراعاة ما في الإِنسانية من التقلب والاضطراب إلا من عصمه الله بالتوفيق كقوله تعالى : { ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حياً } [ مريم : 66 ] ، وقوله : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه } [ القيامة : 3 ] وغير ذلك ولأن في اسم الإِنسان مناسبة مع النسيان الآتي في قوله : { نسي ما كان يدعو إليه من قبل } . وتقدم نظير لهذه الآية في قوله : { وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه } في سورة [ الروم : 33 ] .
( والتخويل : الإِعطاء والتمليك دون قصد عوض . وعينُه واو لا محالة . وهو مشتق من الخَوَل بفتحتين وهو اسم للعبيد والخدم ، ولا التفات إلى فعل خال بمعنى : افتخر ، فتلك مادة أخرى غير ما اشتق منه فعل خَوَّل .
والنسيان : ذهول الحافظة عن الأمر المعلوم سابقاً .
ومَا صْدَق { ما } في قوله : { مَا كَانَ يَدْعُوا إلَيْهِ مِن قَبْلُ } هو الضر ، أي نسي الضر الذي كان يدعو الله إليه ، أي إلى كشفه عنه ، ومفعول { يَدْعُوا } محذوف دل عليه قوله : { دَعَا رَبَّهُ } ، وضمير { إلَيْهِ } عائد إلى { ما } ، أي نسي الضر الذي كان يدعو الله إليه ، أي إلى كشفه . ويجوز أن يكون { ما } صادقاً على الدعاء كما تدل عليه الصلة ويكون الضمير المجرور ب ( إلى )
عائداً إلى { رَبَّهُ } ، أي نسي الدعاء ، وضُمّن الدعاء معنى الابتهال والتضرع فعُدي بحرف ( إلى ) . وعائد الصلة محذوف دل عليه فعل الصلة تفادياً من تكرر الضمائر . والمعنى : نسي عبادة الله والابتهال إليه .والأنداد : جمع نِدّ بكسر النون ، وهو الكفء ، أي وزاد على نسيان ربه فجعل له شركاء .
واللام في قوله : { لّيُضِلَّ عن سبيلِهِ } لام العاقبة ، أي لام التعليل المجازي لأن الإِضلال لما كان نتيجة الجعل جاز تعليل الجعل به كأنه هو العلة للجاعل . والمعنى : وجعل لله أنداداً فَضل عن سبيل الله .
وقرأ الجمهور { لّيُضِلَّ } بضم الياء ، أي ليضل الناس بعد أن أضل نفسه إذ لا يضل الناس إلا ضَالّ . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح الياء ، أي ليَضل هو ، أي الجاعل وهو إذا ضلّ أضل الناس .
{ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أصحاب } .
استئناف بياني لأن ذكر حالة الإِنسان الكافر المعرض عن شكر ربه يثير وصفها سؤال السامع عن عاقبة هذا الكافر ، أي قل يا محمد للإِنسان الذي جعل لله أنداداً ، أي قل لكل واحد من ذلك الجنس ، أو روعي في الإِفراد لفظُ الإِنسان . والتقدير : قل تمتعوا بكفركم قليلاً إنكم من أصحاب النار . وعلى مثل هذين الاعتبارين جاء إفراد كاف الخطاب بعد الخبر عن الإِنسان في قوله تعالى : { يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر } في سورة [ القيامة : 10 - 12 ] .
والتمتع : الانتفاع الموقّت ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } في سورة [ الأعراف : 24 ] .
( والباء في { بِكُفْرِكَ } ظرفية أو للملابسة وليست لتعدية فعل التمتع . ومتعلِّق التمتع محذوف دل عليه سياق التهديد . والتقدير : تمتع بالسلامة من العذاب في زمن كفرك أو متكسباً بكفرك تمتعاً قليلاً فأنت آئل إلى العذاب لأنك من أصحاب النار .
ووصف التمتع بالقليل لأن مدة الحياة الدنيا قليل بالنسبة إلى العذاب في الآخرة ، وهذا كقوله تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } [ التوبة : 38 ] . وصيغة الأمر في قوله : { تَمَتَّعْ } مستعملة في الإِمهال المراد منه الإِنذار والوعيد .
وجملة { إنَّكَ من أصحابب النَّارِ } بيان للمقصود من جملة { تَمَتَّع بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } وهو الإِنذار بالمصير إلى النار بعد مدة الحياة . و { من } للتبعيض لأن المشركين بعض الأمم والطوائف المحكوم عليها بالخلود في النار .
وأصحاب النار : هم الذين لا يفارقونها فإن الصحبة تشعر بالملازمة ، فأصحاب النار : المخلّدون فيها .
- إعراب القرآن : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
«وَإِذا» الواو حرف استئناف وإذا ظرفية شرطية غير جازمة «مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ» ماض ومفعوله وفاعل مؤخر والجملة في محل جر بالإضافة «دَعا» ماض فاعله مستتر «رَبَّهُ» مفعول به «مُنِيباً» حال والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها «إِلَيْهِ» متعلقان بالحال «ثُمَّ» حرف عطف «إِذا» ظرفية شرطية غير جازمة «خَوَّلَهُ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر «نِعْمَةً» مفعوله الثاني والجملة في محل جر بالإضافة «مِنْهُ» متعلقان بالفعل «نَسِيَ» ماض فاعله مستتر «ما» مفعول به والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها «كانَ» ماض ناقص «يَدْعُوا» مضارع مرفوع فاعله مستتر «إِلَيْهِ» متعلقان بالفعل «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بيدعو وجملة يدعو خبر كان «وَجَعَلَ» ماض فاعله مستتر «لِلَّهِ» لفظ الجلالة مجرور باللام في محل المفعول الثاني «أَنْداداً» مفعوله الأول «لِيُضِلَّ» اللام للتعليل ومضارع منصوب والفاعل مستتر «عَنْ سَبِيلِهِ» متعلقان بيضل والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام وهما متعلقان بالفعل يجعل «قُلْ» أمر فاعله مستتر «تَمَتَّعْ» أمر فاعله مستتر والجملة مقول القول وجملة قل مستأنفة «بِكُفْرِكَ» متعلقان بتمتع «قَلِيلًا» صفة لمصدر محذوف «إِنَّكَ» إن واسمها «مِنْ أَصْحابِ» جار ومجرور خبر «النَّارِ» مضاف إليه والجملة تعليلية لا محل لها.
- English - Sahih International : And when adversity touches man he calls upon his Lord turning to Him [alone]; then when He bestows on him a favor from Himself he forgets Him whom he called upon before and he attributes to Allah equals to mislead [people] from His way Say "Enjoy your disbelief for a little; indeed you are of the companions of the Fire"
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ(39:8) When any affliction befalls man, *23 he cries out to his Lord, penitently turning to Him. *24 But when his Lord bestows His favour upon him, he forgets the affliction regarding which he had cried out *25 and sets up compeers to Allah *26 that they may lead others astray from His Path. *27 Say, (O Prophet): 'Enjoy your unbelief for a while. Surely you will be among the inmates of the Fire.'
- Français - Hamidullah : Et quand un malheur touche l'homme il appelle son Seigneur en se tournant vers Lui Puis quand Il lui accorde de Sa part un bienfait il oublie la raison pour laquelle il faisait appel et il assigne à Allah des égaux afin d'égarer les gens de son chemin Dis Jouis de ta mécréance un court moment Tu fais partie des gens du Feu
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn dem Menschen Unheil widerfährt ruft er seinen Herrn an indem er sich Ihm reuig zuwendet Wenn Er ihm hierauf Gunst von Sich gewährt vergißt er worum er zuvor angerufen hat und er stellt Allah andere als Seinesgleichen zur Seite um die Menschen von Seinem Weg ab in die Irre zu führen Sag Genieße deinen Unglauben ein wenig; du gehörst ja zu den Insassen des Höllenfeuers
- Spanish - Cortes : Cuando sufre el hombre una desgracia invoca a su Señor volviéndose a Él arrepentido Luego cuando Él le ha dispensado una gracia Suya se olvida del objeto de su invocación anterior y atribuye iguales a Alá para extraviar a otros de Su camino Di ¡Goza un poco de tu incredulidad Serás de los moradores del Fuego
- Português - El Hayek : E quando a adversidade açoita o homem este suplica contrito ao seu Senhor; então quando Ele o agracia com a Suamercê este esquece o que antes suplicava e atribui rivais a Deus para desviar outros as Sua senda Dizelhe Desfruta transitoriamente da tua blasfêmia porque te contarás entre os condenados ao inferno
- Россию - Кулиев : Когда человека коснется вред он взывает к своему Господу обращаясь к Нему одному Когда же Он предоставляет ему благо от Себя человек забывает Того к Кому он взывал прежде или забывает то ради чего он взывал прежде и равняет с Аллахом других чтобы сбить других с Его пути Скажи Попользуйся благами со своим неверием немного Воистину ты будешь одним из обитателей Огня
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
Когда человека коснется вред, он взывает к своему Господу, обращаясь к Нему одному. Когда же Он предоставляет ему благо от Себя, человек забывает Того, к Кому он взывал прежде (или забывает то, ради чего он взывал прежде), и равняет с Аллахом других, чтобы сбить других с Его пути. Скажи: «Попользуйся благами со своим неверием немного! Воистину, ты будешь одним из обитателей Огня».Аллах напомнил о своей щедрости и добродетели, а также о том, как мало люди благодарят своего Господа. Когда их постигает болезнь, нищета или любое другое несчастье, они тотчас обращаются за помощью к Аллаху. Они прекрасно знают, что никто не может избавить человека от великой беды, кроме Всевышнего Господа, и поэтому искренне, смиренно и настойчиво молят Его о помощи и спасении. Когда же Аллах избавляет Своих рабов от бед и печалей, они забывают о своей беде и о том, как они взывали к своему Господу. Более того, они ведут себя так, словно никогда не просили Аллаха о помощи, и продолжают приобщать к Нему сотоварищей и обожествлять вымышленных богов. Тем самым они вводят в заблуждение окружающих людей. Но прежде всего, они сами сбиваются с прямого пути, потому что невозможно ввести в заблуждение другого, если человек сам не увяз в глубоком омуте заблуждения. О Мухаммад! Обратись к этим закоренелым преступникам, которые осмеливаются отвечать неблагодарностью на многочисленные милости своего Господа, и скажи им: «Недолго вам наслаждаться своим неверием, потому что скоро вы окажетесь среди обитателей Адского Пламени. Воспоминания о ваших тленных удовольствиях не принесут вам никакой радости, когда вы окажетесь в Геенне». Всевышний сказал: «Знаешь ли ты, что если Мы позволим им пользоваться благами многие годы, после чего к ним явится то, что им было обещано, то все, чем им было позволено пользоваться, не принесет им никакой пользы?» (26:205–207).
- Turkish - Diyanet Isleri : İnsanın başına bir sıkıntı gelince Rabbine yönelerek O'na yalvarır Sonra Allah katından bir nimet verince önceden kime yalvarmış olduğunu unutuverir; Allah'ın yolundan saptırmak için O'na eşler koşar De ki "İnkarınla az bir müddet zevklen şüphesiz sen cehennemliksin"
- Italiano - Piccardo : Quando una sventura lo coglie l'uomo invoca il suo Signore e si volge a Lui pentito Poi quando Allah gli concede una grazia dimentica la ragione per cui si raccomandava e attribuisce ad Allah consimili per allontanare gli altri dalla Sua via Di' [a codesto uomo] “Goditi la tua miscredenza In verità sei tra i compagni del Fuoco”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئادهمیزاد کاتێك ناخۆشی و زهرهرێکی تووشهات هاناو هاوار بۆ پهروهردگاری دهبات و بهدڵشکاوی لێی دهلاڵێتهوه پاشان کاتێك خوا دهرووی لێ کردهوه و ناز و نیعمهتی پێبهخشی دوعا و نزا و هانا و هاوارهکانی ئهوسای فهرامۆش دهکات چهندهها هاوهڵ و شهریك بۆ خوا بڕیار دهدات دهیهوێت خهڵکی له ڕێبازی خوا وێڵ بکات ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم بهو جۆره کهسه بڵێ کهمێك به خوانهناسی ڕابوێره بهڵام دڵنیابه که تۆ نیشتهجێی ناو ئاگری دۆزهخیت
- اردو - جالندربرى : اور جب انسان کو تکلیف پہنچتی ہے تو اپنے پروردگار کو پکارتا اور اس کی طرف دل سے رجوع کرتا ہے۔ پھر جب وہ اس کو اپنی طرف سے کوئی نعمت دیتا ہے تو جس کام کے لئے پہلے اس کو پکارتا ہے اسے بھول جاتا ہے اور خدا کا شریک بنانے لگتا ہے تاکہ لوگوں کو اس کے رستے سے گمراہ کرے۔ کہہ دو کہ اے کافر نعمت اپنی ناشکری سے تھوڑا سا فائدہ اٹھالے۔ پھر تو تو دوزخیوں میں ہوگا
- Bosanski - Korkut : Kad čovjeka nevolja snađe Gospodaru svome se moli Njemu se obraća a onda pošto mu Allah milost svoju daruje zaboravi Onoga kome se prije molio i druge Njemu jednakim smatra da bi s puta Njegova na stranputicu odvodio Reci "Uživaj neko vrijeme u nevjerovanju svome bićeš sigurno stanovnik u vatri"
- Swedish - Bernström : NÄR människan drabbas av ett ont åkallar hon Gud i ånger och ber om Hans hjälp; men när Han i Sin nåd beviljar hennes bön glömmer hon det som hon förut anropade Honom om och sätter upp medgudar vid Hans sida och leder på detta sätt [andra] bort från Hans väg Säg "Gläd dig förnekare en liten tid åt livet din arvedel är Elden"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apabila manusia itu ditimpa kemudharatan dia memohon pertolongan kepada Tuhannya dengan kembali kepadaNya; kemudian apabila Tuhan memberikan nikmatNya kepadanya lupalah dia akan kemudharatan yang pernah dia berdoa kepada Allah untuk menghilangkannya sebelum itu dan dia mengadaadakan sekutusekutu bagi Allah untuk menyesatkan manusia dari jalanNya Katakanlah "Bersenangsenanglah dengan kekafiranmu itu sementara waktu; sesungguhnya kamu termasuk penghuni neraka"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ ۚ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا ۖ إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ
(Dan apabila manusia itu ditimpa) yakni orang yang kafir (kemudaratan, dia memohon -pertolongan- kepada Rabbnya) yakni merintih kepada-Nya meminta pertolongan (dengan kembali) maksudnya, bertobat (kepada-Nya; kemudian apabila Rabb memberikan nikmat kepadanya) Dia memberinya nikmat (dari-Nya lupalah dia) artinya, dia meninggalkan (akan apa yang pernah ia serukan) yaitu lupa akan rintihannya (kepada-Nya sebelum itu) lupa kepada Allah. Lafal Maa di sini bermakna Man (dan dia mengada-adakan sekutu-sekutu bagi Allah) tandingan-tandingan bagi-Nya (untuk menyesatkan) manusia; lafal liyudhilla dapat dibaca liyadhilla (dari jalan-Nya) dari agama Islam (Katakanlah, "Bersenang-senanglah dengan kekafiranmu itu sementara waktu) selama sisa hidupmu (sesungguhnya kamu termasuk penghuni neraka.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যখন মানুষকে দুঃখকষ্ট স্পর্শ করে তখন সে একাগ্রচিত্তে তার পালনকর্তাকে ডাকে অতঃপর তিনি যখন তাকে নেয়ামত দান করেন তখন সে কষ্টের কথা বিস্মৃত হয়ে যায় যার জন্যে পূর্বে ডেকেছিল এবং আল্লাহর সমকক্ষ স্থির করে; যাতে করে অপরকে আল্লাহর পথ থেকে বিভ্রান্ত করে। বলুন তুমি তোমার কুফর সহকারে কিছুকাল জীবনোপভোগ করে নাও। নিশ্চয় তুমি জাহান্নামীদের অন্তর্ভূক্ত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இன்னும் மனிதனை ஏதேனும் ஒரு துன்பம் தீண்டுமானால் அவன் தன் இறைவன்பால் திரும்பி அவனை அழைத்துப் பிரார்த்திக்கின்றான்; பின்னர் இறைவன் தன்னிடமிருந்து ஓர் அருட்கொடையை அவனுக்கு அளித்தானானால் முன்னர் அவன் எதற்காக அவனை அழைத்துப் பிரார்த்தித்துக் கொண்டிருந்தானோ அதை மறந்து விடுகிறான் அல்லாஹ்வுக் இணைகளை ஏற்படுத்தி மற்றவர்களை அல்லாஹ்வுடைய பாதையிலிருந்து வழிகெடுக்கிறான் நபியே நீர் கூறுவீராக "உன் குஃப்ரை நிராகரிப்பைக் கொண்டு சிறிது காலம் சுகமனுபவி; நிச்சயமாக நீ நரகவாதிகளில் நின்றுமுள்ளவனே"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเมื่อทุกขภัยใด ๆ ประสบแก่มนุษย์ เขาก็จะวิงวอนขอต่อพระเจ้าของเขาเป็นผู้หันหน้าเข้าสู่พระองค์อย่างนอบน้อม ครั้นเมื่อพระองค์ทรงประทานความโปรดปรานจากพระองค์ให้แก่เขา เขาก็ลืมสิ่งที่เขาได้เคยวิงวอนขอต่อพระองค์มาแต่ก่อน และเขาได้ตั้งภาคีคู่เคียงกับอัลลอฮฺเพื่อให้หลงจากทางของอัลลอฮฺ จงกล่าวเถิดมุฮัมมัด ท่านจงร่าเริงเพียงระยะหนึ่งต่อการปฏิเสธของท่านเถิด แท้จริงท่านนั้นอยู่ในหมู่ชาวนรก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қачонки инсонни зарар тутса Роббига тавба қилган ҳолида дуо қиладир Сўнгра унга Ўз фазлидан неъмат берса олдин дуо қилиб турган нарсасини унутадир ва Аллоҳга Унинг йўлидан адаштирмоқ учун тенгдошлар қилади Сен Куфринг билан бир оз ҳузурланиб тур Албатта сен жаҳаннам эгаларидансан деб айт
- 中国语文 - Ma Jian : 遭遇患难的时候,祈祷他的主,而归依他。然后,他赏赐他一种恩惠的时候,他就忘却以前曾祈求真主解除患难,而且为他树立若干匹敌,以致别人迷失真主的大道。你说:你暂时享受你的不信吧!你必定是居住火狱的。
- Melayu - Basmeih : Dan apabila manusia disentuh oleh sesuatu bahaya ia segera berdoa kepada Tuhannya dengan keadaan rujuk kembali bertaubat kepadaNya; kemudian apabila Allah memberikannya sesuatu nikmat sebagai kurnia daripadaNya lupalah ia akan segala bahaya yang menyebabkannya merayu kepada Allah sebelum itu dan ia pula menjadikan sekutusekutu bagi Allah untuk menyesatkan dirinya dan orang lain dari jalan Allah Katakanlah kepadanya "Bersenangsenanglah engkau dengan kekufuranmu itu bagi sementara sesungguhnya engkau dari penduduk neraka
- Somali - Abduh : Markuu dadka taabto dhib wuxuu baryaa Eebihiis isagoo u noqon markuuse Nicmo siiyo wuu illoobaa wuxuu baryey horey wuxuuna u yeelaa Eebe shariigyo si uu uga baadiyeeyo kaasi jidka Eebe waxaad dhahdaa ku raaxaysogaalnimadaada wax yar waxaad ka mid tahay chelu naarke
- Hausa - Gumi : Kuma idan wata cũta ta shãfi mutum sai ya kira Ubangijinsa yanã mai mai da al'amari zuwa gare Shi sa'an nan idan Ya jũyar da cũtar da ni'ima ta daga gare Shi sai ya manta da abin da ya kasance yanã kira zuwa gare shi a gabãnin haka kuma ya sanya wa Allah waɗansu abõkan tarẽwa dõmin ya ɓatar da su daga hanyarSa Ka ce masa "Ka ji dãɗi da kãfircinka a ɗan lõkaci lalle kai daga 'yan wutã ne"
- Swahili - Al-Barwani : Na taabu inapo mfikia mtu humwomba Mola wake Mlezi naye ameelekea kwake Kisha akimpa neema kutoka kwake husahau yale aliyo kuwa akimwitia zamani na akamfanyia Mwenyezi Mungu washirika ili apoteze watu njia yake Sema Starehe na ukafiri wako kwa muda mchache Kwani hakika wewe utakuwa miongoni mwa watu wa Motoni
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kur njeriun e godet një e keqe ai i lutet Zotit të vet duke iu drejtuar krejtësisht e kur atij t’i kthehet një e mirë prej Tij ai harron atë për të cilën më parë iu lut Perëndisë dhe i bënë shok Perëndisë andaj largohet nga rruga e Tij Perëndisë Ti thuaj atij mohuesit “Kënaqu pak me mosbesimin tënd Ti me siguri do të jeshë nga banorët e zjarrit
- فارسى - آیتی : چون به آدمى گزندى برسد، به پروردگارش روى مىآورد و او را مىخواند. آنگاه چون به او نعمتى بخشد، همه آن دعاها را كه پيش از اين كرده بود از ياد مىبرد و براى خدا همتايانى قرار مىدهد تا مردم را از طريق او گمراه كنند. بگو: اندكى از كفرت بهرهمند شو، كه تو از دوزخيان خواهى بود.
- tajeki - Оятӣ : Чун ба одамӣ дарду ранҷе бирасад, ба Парвардигораш рӯй меоварад ва Ӯро мехонад. Он гоҳ чун ба ӯ неъмате бахшад, ҳамаи он дуъоҳоро, ки пеш аз ин карда буд, аз ёд мебарад ва барои Худо ҳамтоёне қарор медиҳад, то мардумро аз тариқи Ӯ гумроҳ кунанд. Бигӯ: «Андаке аз куфрат баҳраманд шав, ки ту аз дӯзахиён хоҳӣ буд!»
- Uyghur - محمد صالح : ئىنسانغا بىرەر زىيان - زەخمەت يەتسە، پەرۋەردىگارىغا يۈزلەنگەن ھالدا ئۇنىڭغا دۇئا قىلىدۇ، ئاندىن اﷲ ئۆز تەرىپىدىن ئۇنىڭغا نېمەت ئاتا قىلغان (ئۇنىڭ بېشىغا كەلگەن كۈلپەتنى كۆتۈرۈۋەتكەن) چاغدا، اﷲ قا زىيان - زەخمەتنى كۆتۈرۈۋېتىش توغرۇلۇق ئىلگىرى قىلغان دۇئاسىنى ئۇنتۇپ كېتىدۇ، (باشقىلارنى) اﷲ نىڭ يولىدىن ئازدۇرۇش ئۈچۈن اﷲ قا شېرىكلەرنى كەلتۈرىدۇ، ئېيتقىنكى، «سەن كۇفرىڭ بىلەن تۇرۇپ، (بۇ پانىي دۇنيادىن) ئازغىنا (ۋاقىت) بەھرىمەن بولغىن، سەن چوقۇم دوزىخىلاردىندۇرسەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മനുഷ്യന് വല്ല വിപത്തും ബാധിച്ചാല് അവന് തന്റെ നാഥങ്കലേക്ക് താഴ്മയോടെ മടങ്ങി അവനോട് പ്രാര്ഥിക്കുന്നു. പിന്നീട് അല്ലാഹു തന്നില്നിന്നുള്ള അനുഗ്രഹം പ്രദാനം ചെയ്താല് നേരത്തെ അല്ലാഹുവോട് പ്രാര്ഥിച്ചിരുന്ന കാര്യംതന്നെ അവന് മറന്നുകളയുന്നു. ദൈവമാര്ഗത്തില്നിന്ന് വഴിതെറ്റിക്കാനായി അവന് അല്ലാഹുവിന് സമന്മാരെ സങ്കല്പിക്കുകയും ചെയ്യുന്നു. പറയുക: "അല്പകാലം നീ നിന്റെ സത്യനിഷേധവുമായി സുഖിച്ചുകൊള്ളുക. സംശയമില്ല; നീ നരകാവകാശികളില് പെട്ടവന് തന്നെ."
- عربى - التفسير الميسر : واذا اصاب الانسان بلاء وشده ومرض تذكر ربه فاستغاث به ودعاه ثم اذا اجابه وكشف عنه ضره ومنحه نعمه نسي دعاءه لربه عند حاجته اليه واشرك معه غيره ليضل غيره عن الايمان بالله وطاعته قل له ايها الرسول متوعدا تمتع بكفرك قليلا حتى موتك وانتهاء اجلك انك من اهل النار المخلدين فيها
*23) "The man": the disbeliever who adopted the way of ingratitude.
*24) That is, "At that time he dces not remember those other deities whom he used to invoke in good times; but he despairs of them all and turns only to Allah, Lord of the worlds." This is a clear proof of the fact that in the depths of his heart he has the feeling that all other deities are helpless, and the realization that Allah alone is the Possessor of all powers and authority, lies buried and hidden deep in his mind. "
*25) That is, "He again forgets the bad times when abandoning all other deities he was invoking only Allah, the One."
*26) That is, "He again starts serving others: he obeys them, prays to them and makes offerings before them."
*27) That is, "He is not content with his own self having gone astray, but also leads others astray, telling them that the affliction which had befallen him, had been averted by the help of such and such a pious man or saint, or god and goddess." Thus, many other people also put their faith in these deities besides Allah, and are further misled as the ignorant and foolish people describe their experiences before them.