- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِى ٱلنَّارِ
- عربى - نصوص الآيات : أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار
- عربى - التفسير الميسر : أفمن وجبت عليه كلمة العذاب؛ باستمراره على غيِّه وعناده، فإنه لا حيلة لك -أيها الرسول- في هدايته، أفتقدر أن تنقذ مَن في النار؟ لست بقادر على ذلك.
- السعدى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
أي: أفمن وجبت عليه كلمة العذاب باستمراره على غيه وعناده وكفره، فإنه لا حيلة لك في هدايته، ولا تقدر تنقذ من في النار لا محالة.
- الوسيط لطنطاوي : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
ثم بين - سبحانه - أن من أحاطت به خطيئته ، لن يستطيع أحد إنقاذه من العذاب فقال - تعالى - ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العذاب أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النار ) .
والاستفهام للنفى ، والتقدير : أفمن وجب عليه العذاب بسبب إصراره على كفره حتى النهاية ، أفتستطيع أنت - أيها الرسول الكريم - أن تنقذه من هذا المصير الأليم؟ لا - أيها الرسول الكريم - إنك لا تستطيع ذلك . لأن من سبق عليه قضاؤنا بأنه من أهل النار ، بسبب استحبابه الكفر على الإِيمان لن تستطيع أنت أو غيرك إنقاذه منها .
- البغوى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
( أفمن حق عليه كلمة العذاب ) قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : من سبق في علم الله أنه من أهل النار . وقيل : كلمة العذاب قوله : " لأملأن جهنم " ، وقيل : قوله : " هؤلاء في النار ولا أبالي " . ( أفأنت تنقذ من في النار ) أي : لا تقدر عليه . قال ابن عباس : يريد أبا لهب وولده .
- ابن كثير : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
يقول تعالى : أفمن كتب الله أنه شقي تقدر تنقذه مما هو فيه من الضلال والهلاك ؟ أي : لا يهديه أحد من بعد الله ; لأنه من يضلل الله فلا هادي له ، ومن يهده فلا مضل له .
- القرطبى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
قوله تعالى : أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرص على إيمان قوم وقد سبقت لهم من الله الشقاوة ، فنزلت هذه الآية . قال ابن عباس : يريد أبا لهب وولده ومن تخلف من عشيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان . وكرر الاستفهام في قوله : " أفأنت " تأكيدا لطول الكلام ، وكذا قال سيبويه في قوله تعالى : أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون على ما تقدم . والمعنى : أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذه . والكلام شرط وجوابه ، وجيء بالاستفهام ليدل على التوقيف والتقرير . وقال الفراء : المعنى أفأنت تنقذ من حقت عليه كلمة العذاب . والمعنى واحد . وقيل : إن في الكلام حذفا ، والتقدير : أفمن حق عليه كلمة العذاب ينجو منه ، وما بعده مستأنف . وقال : أفمن حق عليه وقال في موضع آخر : " حقت كلمة العذاب " لأن الفعل إذا تقدم ووقع بينه وبين الموصوف به حائل جاز التذكير والتأنيث ، على أن التأنيث هنا ليس بحقيقي ، بل الكلمة في معنى الكلام والقول ، أي : أفمن حق عليه قول العذاب .
- الطبرى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
القول في تأويل قوله تعالى : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)
يعني تعالى ذكره بقوله: ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ ) : أفمن وجبت عليه كلمة العذاب في سابق علم ربك يا محمد بكفره به.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ ) بكفره.
وقوله: ( أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: أفأنت تنقذ يا محمد من هو في النار من حق عليه كلمة العذاب, فأنت تنقذه، فاستغنى بقوله: ( تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ) عن هذا. وكان بعض نحويي الكوفة يقول: هذا مما يراد به استفهام واحد, فيسبق الاستفهام إلى غير موضعه, فيرد الاستفهام إلى موضعه الذي هو له. وإنما المعنى والله أعلم: أفأنت تنقذ من في النار من حقَّت عليه كلمة العذاب. قال: ومثله من غير الاستفهام: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ فردد " أنكم " مرتين. والمعنى والله أعلم: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم، ومثله قوله: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وكان بعضهم يستخطئ القول الذي حكيناه عن البصريين, ويقول: لا تكون في قوله: ( أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ) كناية عمن تقدّم, لا يقال: القوم ضربت من قام, يقول: المعنى: ألتجزئة أفأنت تُنْقذ من في النار منهم. وإنما معنى الكلمة: أفأنت تهدي يا محمد من قد سبق له في علم الله أنه من أهل النار إلى الإيمان, فتنقذه من النار بالإيمان؟ لست على ذلك بقادر.
- ابن عاشور : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)
لما أفاد الحصر في قوله : { لهُم البشرى } [ الزمر : 17 ] والحصران اللذان في قوله : { أُولئِكَ الذينَ هداهُم الله وأُولئِكَ هم أُولوا الألبابِ } [ الزمر : 18 ] أنّ من سواهم وهم المشركون لا بشرى لهم ولم يهدهم الله ولا ألباب لهم لعدم انتفاعهم بعقولهم ، وكان حاصل ذلك أن المشركين محرومون من حسن العاقبة بالنعيم الخالد لحرمانهم من الطاعة التي هي سببه فُرع على ذلك استفهام إنكاري مفيد التنبيه على انتفاء الطماعية في هداية الفريق الذي حقت عليه كلمة العذاب ، وهم الذين قُصد إقصاؤهم عن البشرى ، والهدايةِ والانتفاععِ بعقولهم ، بالقصر المصوغة عليه صِيَغ القصر الثلاث المتقدمة كما أشرنا إليه .
وقَد جاء نظم الكلام على طريقة مبتكرة في الخبر المهتم به بأن يؤكد مضمونه الثابت للخبر عنه ، بإثبات نقيضضِ أو ضدِّ ذلك المضمون لضد المخبر عنه ليتقرر مضمون الخبر مرتين مرةً بأصله ومرة بنقيضه أو ضده ، لضد المخبر عنه كقوله تعالى : { هذا وإن للطاغين لشر مئاب } [ ص : 55 ] عَقب قوله : { هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مئاب } [ ص : 49 ] . ويكثر أن يقع ذلك بعد الإِتيان باسم إشارة للخبر المتقدم كما في الآية المذكورة أو للمخبر عنه كما في هذه السورة في قوله آنفاً : { أُولئِكَ الذين هداهُم الله } [ الزمر : 18 ] فإنه بعد أن أشير إلى الموصوفين مرتين فرع عليه بعده إثبات ضد حكمهم لمن هم متصفون بضد حالهم .
وبهذا يَظهر حسن موقع الفاء لتفريع هذه الجملة على جملة { أُولئك الذين هداهم الله وأُولئك هم أُولوا الألبابِ } [ الزمر : 18 ] لأن التفريع يقتضي اتصالاً وارتباطاً بين المفرَّع والمفرّع عليه وذلك ، كالتفريع في قول لبيد
: ... أفتلك أم وحشيةٌ مَسْبُوعَة
خَذَلت وهاديةُ الصِوار قِوامها ... إذ فَرَّع تشبيهاً على تشبيه لاختلاف المشبه بهما .
وكلمة { العذَابِ } كلام وعيد الله إياهم بالعذاب في الآخرة . ومعنى { حَقَّ } تحققت في الواقع ، أي كانت كلمة العذاب المتوعَّد بها حقّاً غير كذب ، فمعنى { حَقَّ } هنا تحقق ، وحَقّ كلمة العذاب عليهم ضد هدي الله الآخرين ، وكونُهم في النار ضد كون الآخرين لهم البشرى ، وترتيبُ المتضادْين جرى على طريقة شِبه اللف والنشر المعكوس ، نظير قوله تعالى : { إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون { ختم اللَّه على قلوبهم } إلى قوله : { ولهم عذاب عظيم } [ البقرة : 6 ، 7 ] بعد قوله : { والذين يؤمنون بما أنزل إليك إلى قوله : { أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون } [ البقرة : 4 ، 5 ] ، فإن قوله : { ختم اللَّه على قلوبهم } ضد لقوله : { أولئك على هدى من ربهم } وقوله : { ولهم عذاب عظيم ضد قوله : أولئك هم المفلحون } .
و ( مَن ) من قوله تعالى : { أفَمن حقَّ عليهِ كلمةُ العذَابِ } روي عن ابن عباس أن المراد بها أبو لهب وولدُه ومن تخلف عن الإِيمان من عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ( مَنْ ) مبتدأ حذف خبره . والتقدير : تنقذه من النار ، كما دل عليه ما بعده وتكون جملة { أفأنت تُنقِذُ من في النَّار } تذييلاً ، أي أنت لا تنقذ الذين في النار .
والهمزة للاستفهام الإِنكاري ، والهمزة الثانية كذلك . وإحدَاهما تأكيد للأخرى التي قبلها للاهتمام بشأن هذا الاستفهام الإِنكاري على نحو تكرير ( أَنَّ ) في قول قس بن ساعدة :
لقد علم الحَي اليمانُون أنني
إذ قلت : أمّا بعد ، أَني خطيبها
والذي درج عليه صاحب «الكشاف» وتبعه شارحوه أن ( مَن ) في قوله : { أفَمَنْ حَقَّ علَيْهِ كَلِمَةُ العَذَابِ } شرطية ، بناء على أن الفاء في قوله : { أفأنْتَ تُنْقِذُ مَن في النَّارِ } يحسن أن تكون لمعنى غيرِ معنى التفريع المستفاد من التي قبلها وإلا كانت مؤكدة للأولى وذلك ينقص معنىً من الآية . ويجوز أن تكون ( مَن ) الأولى موصولة مبتدأً وخبرُه { أفأنْتَ تُنْقِذُ مَن في النَّارِ } ، وتكون الفاء في قوله : { أفأنْتَ تُنْقِذُ مَن في النَّارِ } مؤكدة للفاء الأولى في قوله : { أفَمَنْ حَقَّ } الخ فتكون الهمزة والفاء معاً مؤكدتين للهمزة الأولى والفاءِ التي معها لاتصالهما ، ولأن جملة { أفأنْتَ تُنْقِذُ } صادقة على ما صدقت عليه جملة { أفَمَن حقَّ عليهِ كلِمَةُ العذَابِ } ، ويكون الاستفهام الإِنكاري جارياً على غالب استعماله من توجهه إلى كلام لا شرط فيه . وأصل الكلام على اعتبار ( مَن ) شرطية : أَمَن تَحْقُق عليه كلمة العذاب في المستقبل ، فأنت لا تنقذه منه فتكون همزة { أفأنْتَ تُنْقِذُ مَن في النَّارِ } للاستفهام الإنكاري وتكون همزة { أفَمَن حقَّ عليه كلِمَةُ العَذَابِ } افتُتح بها الكلام المتضمن الإِنكار للتنبيه من أول الأمر على أن الكلام يتضمن إنكاراً ، كما أن الكلام الذي يشتمل على نفي قد يفتتحونه بحرف نفي قبل أن ينطقوا بالنفي كما في قول مسلم بن معبد الوالبي من بني أسد
: ... فلاَ والله لا يُلفَى لما بي
ولا لِما بهم أبداً دَواء ... ويفيد ذكرها توكيدَ مُفاد همزة الإِنكار إفادةً تبعية .
وأصل الكلام على اعتبار ( مَن ) الأولى موصولة : الذين تَحِقّ عليهم كلمة العذاب أنت لا تنقذهم من النار ، فتكون الهمزة في قوله : { أفَمَن حقَّ عليه كلِمَةُ العَذَابِ } للاستفهام الإِنكاري وتكون همزة { أفأنْتَ تُنْقِذُ مَن في النَّارِ } تأكيداً للهمزة الأولى .
و { مَن } من قوله : { مَن في النَّارِ } موصولة . و { مَن في النَّارِ } هم من حقّ عليهم كلمة العذاب لأن كلمة العذاب هي أن يكونوا من أهل النار فوَقَع إظهار في مقام الإِضمار ، والأصل : «أفأنْتَ تُنقِذُه مَن النَّارِ» .
وفائدة هذا الإِظهار تهويل حالتهم لما في الصلة من حَرف الظرفية المصوِّر لحالة إحاطة النار بهم ، أي أفأنت تريد إنقاذهم من الوقوع في النار وهم الآن في النار لأنه محقق مصيرهم إلى النار ، فشبه تحقق الوقوع في المستقبل بتحققه في الحال . وقد صرح بمثل هذا الخبر المحذوف في قوله تعالى : { أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمناً يوم القيامة } في سورة [ فصلت : 40 ] وقوله : { أفمن يمشي مُكِباً على وجهِهِ أهدى أمَّن يَمشي سَوياً على صِراطٍ مُستَقيم }
في سورة [ الملك : 22 ] .
والاستفهام تقريري كناية عن عدم التساوي بين هذا وبين المؤمن .
وكلمة { العَذَابِ } هي كلام الله المقتضي أن الكافر في العذاب ، أي تقديرُ الله ذلك للكافر في وعيده المتكرر في القرآن . وتجريد فعل { حَقَّ } من تاء التأنيث مع أن فاعله مؤنث اللفظ وهو { كلمة } ، لأن الفاعل اكتسب التذكير مما أضيف هو إليه نظراً لإِمكان الاستغناء عن المضاف بالمضاف إليه ، فكأنه قيل : أفمن حق عليه العذاب . وفائدة إقحام { كَلِمَةُ } الإِشارة إلى أن ذلك أمر الله ووعيده .
وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في { أفأنْتَ تُنْقِذُ } مفيد لتقوّي الحكم وهو إنكار أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بتكرير دعوته يخلصهم من تحقق الوعيد أو يُحصل لهم الهداية إذا لم يقدرها الله لهم .
والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم تهويناً عليه بعض حرصه على تكرير دعوتهم إلى الإِسلام ، وحزنَه على إعراضهم وضلالهم ، وإلا فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالذي يظن أنه ينقذهم من وعيد الله ، ولذلك اجتلب فعل الإِنقاذ هنا تشبيهاً لحال النبي صلى الله عليه وسلم في حرصه على هدْيهم وبلوغ جهده في إقناعهم بتصديق دعوته ، وحالِهم في انغماسهم في موجبات وعيدهم بحال من يحاول إنقاذ ساقط في النار قد أحاطت النار بجوانبه استحقاقاً قضى به من لا يُردّ مرادُه ، فحالهم تشبه حال وقوعهم في النار من الآن لتحقق وقوعه ، وحذف المركب الدال على الحالة المشبه بها ، ورمز إلى معناه بذكر شيء من ملائمات ذلك المركب المحذوف وهو فعل { تُنْقِذُ مَن في النَّارِ } الذي هو من ملائمات وقوعهم في النار على طريقة التمثيل بالمكنية ، أيْ إجراء الاستعارة المكنية في المركب ، ويكون قوله : { تُنْقِذُ مَن في النَّارِ } قرينة هذه المكنية وهو في ذاته استعارة تحقيقية كما في قوله تعالى : { ينقضون عهد اللَّه } [ البقرة : 27 ] .
وهذا مما أشار إليه «الكشاف» وبينه التفتزاني فيُعدّ من مبتكرات دقائق أنظارهما ، وبه يتم تقسيم الاستعارة التمثيلية إلى قسمين مصرحة ومكنية . وذلك كان مغفولاً عنه في علم البيان وبهذا تعلم أن الإِنقاذ أطلق على الإِلحاح في الإِنذار من إطلاق اسم المُسبب على السبب ، وأن مَن في النار مَن هو صائر إلى النار ، فلا متمسك للمعتزلة في الاستدلال بالآية على نفي الشفاعة المحمدية لأهل الكبائر؛ على أننا لو سلمنا أن الآية مسوقة في غرض الشفاعة فإنما نفت الشفاعة لأهل الشرك لأن مَن في النار يحتمل العهد وهم المتحدث عنهم في هذه الآية . ولا خلاف في أن المشركين لا شفاعة فيهم قال تعالى : { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } [ المدثر : 48 ] ، على أن المنفي هو أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم منقذاً لمن أراد الله عدمَ إنقاذه ، فأما الشفاعة فهو سؤال الله أن ينقذه .
وقد اشتملت هذه الآية على نكت بديعة من الإِعجاز إذ أفادت أن هذا الفريق من أهل الشرك الذين يكمن الكفر في قلوبهم حقت عليهم كلمة الله بتعذيبهم فهم لا يؤمنون ، وأن حالهم الآن كحال من وقع في النار فهو هالك لا محالة ، وحال النبي صلى الله عليه وسلم في حرصه على هديهم كحال من رأى ساقطاً في النار فاندفع بدافع الشفقة إلى محاولة إنقاذه ولكنه لا يستطيع ذلك فلذلك أنكرت شدة حرصه على تخليصهم فكان إيداع هذا المعنى في جملتين نهاية في الإِيجاز مع قرنه بما دَل عليه تأكيد الهمزة والفاء في الجملة الثانية من الإِطناب في مقام الصراحة .
ثم بما أودع في هاتين الجملتين من الاستعارة التمثيلية العجيبة بطريق المكنية ومن الاستعارة المصرحة في قرينة المكنية .
وحاصل نظم هذا التركيب : أفمن حقّ عليه كلمة العذاب فهو في النار أفأنت تنقذه وتنقذ من في النار .
وقد أشار إلى هذه الحالة الممثلة في هذه الآية حديث أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفَراش وهذه الدوابُ التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلِبْنَه فيقتحمن فيها ، فأنا آخذ بحُجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها .
- إعراب القرآن : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
«أَفَمَنْ» الهمزة حرف استفهام إنكاري والفاء حرف استئناف ومن اسم الموصول مبتدأ خبره محذوف «حَقَّ» ماض «عَلَيْهِ» متعلقان بالفعل «كَلِمَةُ» فاعل مؤخر «الْعَذابِ» مضاف إليه والجملة صلة «أَفَأَنْتَ» الهمزة حرف استفهام توكيد للأول والفاء استئنافية وأنت مبتدأ «تُنْقِذُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر «مَنْ» مفعول به والجملة الفعلية خبر أنت والجملة الاسمية مستأنفة «فِي النَّارِ» متعلقان بصلة محذوفة.
- English - Sahih International : Then is one who has deserved the decree of punishment [to be guided] Then can you save one who is in the Fire
- English - Tafheem -Maududi : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ(39:19) (O Prophet), can you save him (from chastisement) against whom the sentence of chastisement has become due; *37 him who has, (as it were), already fallen into the Fire?'
- Français - Hamidullah : Et bien quoi Celui contre qui s'avère le décret du châtiment est-ce que tu sauves celui qui est dans le Feu
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Kannst du etwa jemanden retten der im Höllenfeuer ist -jemanden gegen den der Spruch der Strafe unvermeidlich fällig geworden ist
- Spanish - Cortes : Aquél contra quien se cumpla la sentencia del castigo ¿Podrás salvar tú a quien está en el Fuego
- Português - El Hayek : Porventura aquele que tiver merecido o decreto do castigo será igual ao bemaventurado Poderás acaso salvar quemestá no fogo infernal
- Россию - Кулиев : Разве ты сможешь спасти того относительно кого сбылось Слово о мучениях кто находится в Огне
- Кулиев -ас-Саади : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
Разве ты сможешь спасти того, относительно кого сбылось Слово о мучениях, кто находится в Огне?О Мухаммад! Среди грешников есть такие, которые уже заслужили наказание по причине своего заблуждения, упрямства и неверия. Ты не сумеешь наставить их на прямой путь и не сумеешь спасти из огня адских мучеников. Они не равны и не могут быть равны счастливым богобоязненным верующим, которым уготованы великие почести и многочисленные милости, всю прелесть которых человек просто не в состоянии оценить.
- Turkish - Diyanet Isleri : Hakkında azap sözü gerçekleşmiş kimseyi ateşte olanı sen mi kurtaracaksın
- Italiano - Piccardo : Ma come Quello il cui castigo è già deciso Potrai salvarlo dal Fuoco
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئایا ئهو کهسهی که بههۆی خراپی و خوانهناسیهوه بریاری سزادانی درابێت تۆ هیچ کاروباری ئهوت بهدهسته ئایا تۆ دهتوانیت ئهو جۆره کهسانه ڕزگار بکهیت که لهناو ئاگری دۆزهخدا گیریان خواردووه
- اردو - جالندربرى : بھلا جس شخص پر عذاب کا حکم صادر ہوچکا۔ تو کیا تم ایسے دوزخی کو مخلصی دے سکو گے
- Bosanski - Korkut : Zar ti da spasiš onoga koji je zaslužio kaznu onoga koji će biti u vatri
- Swedish - Bernström : [Kan den ledas på rätt väg] som Gud har dömt med Sitt oåterkalleliga beslut Kan du rädda den som [redan] är helveteslågornas [rov]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Apakah kamu hendak merubah nasib orangorang yang telah pasti ketentuan azab atasnya Apakah kamu akan menyelamatkan orang yang berada dalam api neraka
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ
(Apakah orang yang telah pasti ketentuan azab atasnya?) termasuk orang-orang yang digolongkan oleh firman-Nya, "Sesungguhnya akan Aku penuhi neraka jahanam..." (Q.S. As-Sajdah, 13). (Apakah kamu akan menyelamatkan) maksudnya, mengeluarkan (orang yang berada dalam neraka) kalimat ayat ini menjadi Jawab Syarath, kemudian di dalamnya terdapat Isim Zhahir yaitu lafal Man yang menduduki tempat Isim Mudhmar; dan Hamzah Istifham di sini menunjukkan makna ingkar, yakni, kamu tidak akan mampu memberikan hidayah kepadanya sehingga ia dapat kamu selamatkan dari neraka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যার জন্যে শাস্তির হুকুম অবধারিত হয়ে গেছে আপনি কি সে জাহান্নামীকে মুক্ত করতে পারবেন
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே எவன் மீது வேதனை பற்றிய வாக்கு உண்மையாகி விட்டதோ நெருப்பிலிருக்கும் அவனை நீர் காப்பாற்றி விடமுடியுமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้นผู้ที่คำมั่นสัญญาแห่งการลงโทษได้คู่ควรแก่เขาแล้ว เจ้าสามารถจะฮิดายะฮฺให้แก่เขา กระนั้นหรือ และเจ้าจะช่วยผู้ที่อยู่ในนรกให้รอดพ้นได้หรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ёки ҳақида азоб сўзи ҳақ бўлган кимсани— дўзахдаги кимсани сен қутқара олурмисан
- 中国语文 - Ma Jian : 应当受刑罚的判决者,(必入火狱),难道你还想拯救他吗?
- Melayu - Basmeih : Maka adakah orang yang telah ditetapkan atasnya hukuman azab disebabkan kekufurannya sama seperti orang yang dijanjikan bergembira dengan balasan imannya Sudah tentu tidak Oleh itu adakah engkau berkuasa menyelamatkan orang yang ditetapkan kekal dalam neraka
- Somali - Abduh : Ruuxay u waajibtay ereyga cadaab ma adaa Nabiyoow ka korin cid Naar gali
- Hausa - Gumi : Shin fa wanda kalmar azãba ta wajaba a kansa Shin fa kanã iya tsãmar da wanda ke a cikin wutã
- Swahili - Al-Barwani : Je Yule mwenye kustahiki hukumu ya adhabu je wewe unaweza kumwokoa aliyomo katika Moto
- Shqiptar - Efendi Nahi : Mos vallë a ti do ta shpëtosh atë që e ka merituar dënimin ta nxjerrësh atë që është në zjarr
- فارسى - آیتی : آيا كسى را كه حكم عذاب بر او محقق شده، تو مىتوانى او را كه در آتش است برهانى؟
- tajeki - Оятӣ : Оё касеро, ки ҳукми азоб бар ӯ бароварда шуда, ту метавонӣ ӯро, ки дар оташ аст, бираҳонӣ?
- Uyghur - محمد صالح : كىمگە ئازاب ۋەدىسى تېگىشلىك بولسا (ئۇ چوقۇم دوزاخقا كىرىدۇ)، سەن دوزاختىكى ئادەمنى قۇتقۇزالامسەن؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അപ്പോള് ശിക്ഷാവിധി സ്ഥിരപ്പെട്ടുകഴിഞ്ഞവന്റെ സ്ഥിതിയോ; നരകത്തീയിലുള്ളവനെ രക്ഷിക്കാന് നിനക്കാവുമോ?
- عربى - التفسير الميسر : افمن وجبت عليه كلمه العذاب باستمراره على غيه وعناده فانه لا حيله لك ايها الرسول في هدايته افتقدر ان تنقذ من في النار لست بقادر على ذلك
*37) That is, the person who has made himself worthy of Allah's punishment and about whom Allah has already decided that he will be punished.