- عربي - نصوص الآيات عثماني : ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا ۚ الحمد لله ۚ بل أكثرهم لا يعلمون
- عربى - التفسير الميسر : ضرب الله مثلا عبدًا مملوكًا لشركاء متنازعين، فهو حيران في إرضائهم، وعبدًا خالصًا لمالك واحد يعرف مراده وما يرضيه، هل يستويان مثلا؟ لا يستويان، كذلك المشرك هو في حَيْرة وشك، والمؤمن في راحة واطمئنان. فالثناء الكامل التام لله وحده، بل المشركون لا يعلمون الحق فيتبعونه.
- السعدى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ثم ضرب مثلا للشرك والتوحيد فقال: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا } أي: عبدا { فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ } فهم كثيرون، وليسوا متفقين على أمر من الأمور وحالة من الحالات حتى تمكن راحته، بل هم متشاكسون متنازعون فيه، كل له مطلب يريد تنفيذه ويريد الآخر غيره، فما تظن حال هذا الرجل مع هؤلاء الشركاء المتشاكسين؟
{ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ } أي: خالصا له، قد عرف مقصود سيده، وحصلت له الراحة التامة. { هَلْ يَسْتَوِيَانِ } أي: هذان الرجلان { مَثَلًا } ؟ لا يستويان.
كذلك المشرك، فيه شركاء متشاكسون، يدعو هذا، ثم يدعو هذا، فتراه لا يستقر له قرار، ولا يطمئن قلبه في موضع، والموحد مخلص لربه، قد خلصه اللّه من الشركة لغيره، فهو في أتم راحة وأكمل طمأنينة، فـ { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ } على تبيين الحق من الباطل، وإرشاد الجهال. { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
- الوسيط لطنطاوي : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ثم ضرب - سبحانه - مثلا للعبد المشرك وللعبد المؤمن ، فقال : ( ضَرَبَ الله مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ . . . )
وقوله ( مَثَلاً ) مفعول ثان لضرب ، و ( رَّجُلاً ) مفعوله الأول . وأخر عن المفعول الثانى للتشويق إليه ، وليتصل به ما هو من تتمته ، وهو التمثيل لحال الكافر والمؤمن .
وقوله ( مُتَشَاكِسُونَ ) من الشاكس بمعنى التنازع والتخاصم وسوء الخلق ، يقال : رجل شَكْس وشكِس - بفتح الشين مع إسكان الكاف أو كسرها وفعله من باب كرم - إذا كان صعب الطباع ، عسر الخلق .
وقوله " سلما " بفتح السين واللام - مصدر وصف به على سبيل المبالغة .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : " سالما " أى خالصا لسيده دون أن ينازعه فيه منازع .
والمعنى : إن مثل المشرك الذى يعبد آلهة متعددة ، كمثل عبد مملوك لجماعة متشاكسين متنازعين لسوء أخلاقهم وطباعهم ، وهذا العبد موزع وممزق بينهم ، لأن أحدهم يطلب منه شيئا معينا ، والثانى يطلب منه شيئا يباين ما طلبه الأول ، والثالث يطلب منه ما يتناقض مع ما طلبه الأول والثانى . . . وهو حائر بينهم جميعا ، لا يدرى أو يطيع ما أمره به الأول أم الثانى أم الثالث .
. . ؟ لأنه لا يملك أن يطيع أهواءهم المتنازعة التى تمزق أفكاره وقواه .
هذا هو مثل المشرك فى حيرته وضلاله وانتكاس حاله .
أما مثل المؤمن فهو كمثل عبد مملوك لسيد واحد ، وخالص لفرد واحد ، وليس لغيره من سبيل إليه ، فهو يخدم سيده بإخلاص وطاعة ، لأنه يعرف ماله وما عليه ، وفى راحة تامة من الحيرة والمتاعب التى انغمس فيها ذلك العبد الذى يملكه الشركاء المتشاكسون .
فالمقصود بهذين المثلين بيان ما عليه العبد المشرك من ضلال وتحير وتمزق ، وما عليه العبد المؤمن من هداية واستقرار واطمئنان .
واختار - سبحانه - الرجل لضرب المثلين ، لأنه أتم معرفة من غيره لما تعبه ولما يريحه ولما يسعده ولما يشقيه .
قال صاحب الكشاف - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية : واضرب - يا محمد 0 لقومك مثلا وقل لهم : ما تقولون فى رجل من المماليك قد اشترك فيه شركاء ، بينهم اختلاف وتنازع . كل واحد منهم يدعى أنه عبده ، فهم يتجاذبونه ، ويتعاورونه فى مهن شتى ، وإذا عنت له حاجة تدافعوه ، فهو متحير فى أمره ، قد تشعبت الهموم قلبه ، وتوزعت أفكاره ، لا يدرى أيهم يرضى بخدمته ، وعلى أيهم يعتمد فى حاجاته .
وفى آخر : قد سلم لمالك واحد وخلص له ، فهو معتنق لما لزمه من خدمته معتمد عليه فيما يصلحه ، فهمه واحد ، وقلبه مجتمع ، أى هذين العبدين أحسن وأجمل شأنا؟
والمراد تمثيل حال من يثبت آلهة شتى . . . ويبقى متحيرا ضائعا لا يدرى أيهم يعبد ، وممن يطلب رزقه؟ فَهمَّهُ شَعَاع - بفتح الشين أى : متفرق - ، وقلبه أوزاع ، وحال من لم يثبت إلا إلها واحدا ، فهو قائم بما كلفه ، عرف بما أرضاه وما أسخطه ، متفضل عليه فى عاجله ، مؤمل للثواب فى آجله .
والاستفهام فى قوله - تعالى - : ( هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ) للإنكار والاستبعاد .
أى : لا يستوى الرجل الذى فيه شركاء متشاكسون ، والرجل الذى سلم لرجل آخر ، فى رأى أى ناظر ، وفى عقل أى عاقل ، فالأول فى حيرة من أمره ، والثانى على بينة من شأنه .
وساق - سبحانه - هذا المعنى فى صورة الاستفهام ، للإِشعار بأن ذلك من الجلاء والوضوح بحيث لا يخفى على كل ذى عقل سليم .
وانتصب لفظ " مثلا " على التمييز المحول عن الفاعل ، لأن الأصل هل يستوى مثلهما وحالهما؟
وجملة ( الحمد للَّهِ ) تقرير وتأكيد لما قبلها من نفى الاستواء واستعباده ، وتصريح بأن ما عليه المؤمنون من إخلاص فى العبودية لله - تعالى - يستحق منهم كل شكر وثناء على الله - عز وجل - حيث وفقهم لذلك .
وقوله - تعالى - : ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور ، إلى بيان أن أكثر الناس وهم المشركون لا يعلمون هذه الحقيقة مع ظهورها ووضوحها لكل ذى عينين يبصرهما ، وعقل يعقل به .
- البغوى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
( ضرب الله مثلا رجلا ) قال الكسائي : نصب " رجلا " ؛ لأنه تفسير للمثل ، ( فيه شركاء متشاكسون ) متنازعون مختلفون سيئة أخلاقهم ، يقال : رجل شكس شرس ، إذا كان سيئ الخلق ، مخالفا للناس ، لا يرضى بالإنصاف ، ( ورجلا سلما لرجل ) قرأ أهل مكة والبصرة : " سالما " بالألف أي : خالصا له لا شريك ولا منازع له فيه ، وقرأ الآخرون : " سلما " بفتح اللام من غير ألف ، وهو الذي لا ينازع فيه من قولهم : هو لك سلم ، أي : مسلم لا منازع لك فيه . ( هل يستويان مثلا ) هذا مثل ضربه الله - عز وجل - للكافر الذي يعبد آلهة شتى ، والمؤمن الذي لا يعبد إلا الله الواحد ، وهذا استفهام إنكار أي : لا يستويان ، ثم قال : ) ( الحمد لله ) أي : لله الحمد كله دون غيره من المعبودين . ( بل أكثرهم لا يعلمون ) ما يصيرون إليه والمراد بالأكثر الكل .
- ابن كثير : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ثم قال : ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ) أي : يتنازعون في ذلك العبد المشترك بينهم ، ( ورجلا سلما لرجل ) أي : خالصا لرجل ، لا يملكه أحد غيره ، ( هل يستويان مثلا ) أي : لا يستوي هذا وهذا . كذلك لا يستوي المشرك الذي يعبد آلهة مع الله ، والمؤمن المخلص الذي لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له . فأين هذا من هذا ؟
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد : هذه الآية ضربت مثلا للمشرك والمخلص ، ولما كان هذا المثل ظاهرا بينا جليا ، قال : ( الحمد لله ) أي : على إقامة الحجة عليهم ، ( بل أكثرهم لا يعلمون ) أي : فلهذا يشركون بالله .
- القرطبى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى : ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون .
قوله تعالى : ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون قال الكسائي : نصب رجلا لأنه ترجمة للمثل وتفسير له ، وإن شئت نصبته بنزع الخافض ، مجازه : ضرب الله مثلا برجل فيه شركاء متشاكسون . قال الفراء : أي : مختلفون . وقال المبرد : أي : متعاسرون . من شكس يشكس شكسا بوزن قفل فهو شكس مثل عسر يعسر عسرا فهو عسر ، يقال : رجل شكس وشرس وضرس وضبس . ويقال : رجل ضبس وضبيس أي : شرس عسر شكس ، قاله الجوهري . الزمخشري : والتشاكس والتشاخس الاختلاف . يقال : تشاكست أحواله وتشاخست أسنانه . ويقال : شاكسني فلان أي : ماكسني وشاحني في حقي . قال الجوهري : رجل شكس بالتسكين أي : صعب الخلق . قال الراجز :
شكس عبوس عنبس عذور
وقوم شكس مثال رجل صدق وقوم صدق . وقد شكس بالكسر شكاسة . وحكى الفراء : رجل شكس . وهو القياس ، وهذا مثل من عبد آلهة كثيرة .
" ورجلا سلما لرجل " أي خالصا لسيد واحد ، وهو مثل من يعبد الله وحده . " هل يستويان مثلا " هذا الذي يخدم جماعة شركاء أخلاقهم مختلفة ، ونياتهم متباينة ، لا يلقاه رجل إلا جره واستخدمه ، فهو يلقى منهم العناء والنصب والتعب العظيم ، وهو مع ذلك كله لا يرضي واحدا منهم بخدمته لكثرة الحقوق في رقبته ، والذي يخدم واحدا لا ينازعه فيه أحد ، إذا أطاعه وحده عرف ذلك له ، وإن أخطأ صفح عن خطئه ، فأيهما أقل تعبا أو على هدى مستقيم . وقرأ أهل الكوفة وأهل المدينة : " ورجلا سلما " وقرأ ابن عباس ومجاهد والحسن وعاصم الجحدري وأبو عمرو وابن كثير ويعقوب : " ورجلا سالما " واختاره أبو عبيد لصحة التفسير فيه . قال : لأن السالم الخالص ضد المشترك ، والسلم ضد الحرب ولا موضع للحرب هنا . النحاس : وهذا الاحتجاج لا يلزم ; لأن الحرف إذا كان له معنيان لم يحمل إلا على أولاهما ، فهذا وإن كان السلم ضد الحرب فله موضع آخر ، كما يقال : لك في هذا المنزل شركاء فصار سلما لك . ويلزمه أيضا في سالم ما ألزم غيره ; لأنه يقال : شيء سالم أي : لا عاهة به . والقراءتان حسنتان قرأ بهما الأئمة . واختار أبو حاتم قراءة أهل المدينة " سلما " قال : وهذا الذي لا تنازع فيه . وقرأ سعيد بن جبير وعكرمة وأبو العالية ونصر " سلما " بكسر السين وسكون اللام . وسلما وسلما مصدران ، والتقدير : ورجلا ذا سلم ، فحذف المضاف و " مثلا " صفة على التمييز ، والمعنى هل تستوي صفاتهما وحالاهما . وإنما اقتصر في التمييز على الواحد لبيان الجنس .
الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون الحق فيتبعونه .
- الطبرى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29)
يقول تعالى ذكره: مثل الله مثلا للكافر بالله الذي يعبد آلهة شَتَّى, ويطيع جماعة من الشياطين, والمؤمن الذي لا يعبُد إلا الله الواحد, يقول تعالى ذكره: ضرب الله مثلا لهذا الكافر رجلا فيه شركاء. يقول: هو بين جماعة مالكين متشاكسين, يعني مختلفين متنازعين, سيئة أخلاقهم, من قولهم: رجل شكس: إذا كان سيئ الخلق, وكل واحد منهم يستخدمه بقدر نصيبه ومِلْكه فيه, ورجلا مسلما لرجل, يقول: ورجلا خُلُوصا لرجل يعني المؤمن الموحد الذي أخلص عبادته لله, لا يعبد غيره ولا يدين لشيء سواه بالربوبية.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( وَرَجُلا سَلَمًا ) فقرأ ذلك بعض قرّاء أهل مكة والبصرة: " ورَجُلا سَالِمًا " وتأوّلوه بمعنى: رجلا خالصا لرجل. وقد رُوي ذلك أيضا عن ابن عباس.
حدثنا أحمد بن يوسف, قال: ثنا القاسم, قال: ثنا حجاج, عن هارون, عن جرير بن حازم, عن حميد, عن مجاهد, عن ابن عباس أنه قرأها: " سَالِمًا لِرَجُلٍ" يعني بالألف, وقال: ليس فيه لأحد شيء.
وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة: ( وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ ) بمعنى: صلحا (2) .
والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان, قد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القرّاء, متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وذلك أن السلم مصدر من قول القائل: سَلِم فلان لله سَلما (3) بمعنى: خَلَص له خُلوصا, تقول العرب: ربح فلان في تجارته رِبْحا ورَبَحا (4) وسَلِمَ سِلْما وسَلَما (5) وسلامة, وأن السالم من صفة الرجل, وسلم مصدر من ذلك. وأما الذي توهمه من رغب من قراءة ذلك سَلَما من أن معناه صلحا, فلا وجه للصلح في هذا الموضع, لأن الذي تقدم من صفة الآخر, إنما تقدم بالخبر عن اشتراك جماعة فيه دون الخبر عن حربه بشيء من الأشياء, فالواجب أن يكون الخبر عن مخالفه بخلوصه لواحد لا شريك له, ولا موضع للخبر عن الحرب والصلح في هذا الموضع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: " رَجُلا فِيه شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلا سالِمًا لِرَجُلٍ" قال: هذا مثل إله الباطل وإله الحق.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ) قال: هذا المشرك تتنازعه الشياطين, لا يقر به بعضهم لبعض " وَرَجُلا سَالِمًا لِرَجُلٍ" قال: هو المؤمن أخلص الدعوة والعبادة.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ) إلى قوله: ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) قال: الشركاء المتشاكسون: الرجل الذي يعبد آلهة شتى كلّ قوم يعبدون إلها يرضونه ويكفرون بما سواه من الآلهة, فضرب الله هذا المثل لهم, وضرب لنفسه مثلا يقول: رجلا سَلِمَ لرجل يقول: يعبدون إلها واحدا لا يختلفون فيه.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ) قال: مثل لأوثانهم التي كانوا يعبدون.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ ) قال: أرأيت الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون كلهم سيئ الخلق, ليس منهم واحد إلا تلقاه آخذا بطرف من مال لاستخدامه أسواؤهم, والذي لا يملكه إلا واحد, فإنما هذا مثل ضربه الله لهؤلاء الذين يعبدون الآلهة, وجعلوا لها في أعناقهم حقوقا, فضربه الله مثلا لهم, وللذي يعبده وحده ( هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) وفي قوله: " وَرَجُلا سالِمَا لِرَجُلٍ" يقول: ليس معه شرك.
وقوله: ( هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا ) يقول تعالى ذكره: هل يستوي مثلُ هذا الذي يخدم جماعة شركاء سيئة أخلاقهم مختلفة فيه لخدمته مع منازعته شركاءه فيه والذي يخدمُ واحدا لا ينازعه فيه منازع إذا أطاعه عرف له موضع طاعته وأكرمه, وإذا أخطأ صفح له عن خطئه, يقول: فأيّ هذين أحسن حالا وأروح جسما وأقلّ تعبا ونصبا؟.
كما حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس ( هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) يقول: من اختُلف فيه خير, أم من لم يُخْتلَف فيه؟.
وقوله: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) يقول: الشكر الكامل, والحمدُ التامّ لله وحده دون كلّ معبود سواه. وقوله: ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) يقول جل ثناؤه: وما يستوي هذا المشترك فيه, والذي هو منفرد ملكه لواحد, بل أكثر هؤلاء المشركين بالله لا يعلمون أنهما لا يستويان, فهم بجهلهم بذلك يعبدون آلهة شتى من دون الله. وقيل: ( هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا ) ولم يقل: مثلين لأنهما كلاهما ضربا مثلا واحدا, فجرى المثل بالتوحيد, كما قال جل ثناؤه: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً إذ كان معناهما واحدا في الآية.
والله أعلم.
------------------------
الهوامش:
(2) قائل هذا : هو أبو عبيدة في مجاز القرآن (مصورة جامعة القاهرة رقم 26390 الورقة 159) .
(3) لم أجد في اللسان ( سلم لله سلما" بالتحريك ، بالمعنى الذي أورده المؤلف هنا .
(4)
في ( اللسان : ربح ) : الربح ( بالكسر ) ، والربح ( بالتحريك ) ، والرباح ( بفتح الراء ) : النماء في التجر ا هـ . قلت : وعلى هذا فهما مصدران كما قال المؤلف . وقال : قال ابن الأعرابي : الربح والربح ، مثل البدل والبدل . وقال الجوهري : مثل شبه وشبه : هو اسم ما ربحه .(5) ضبط الثاني في اللسان ضبط قلم ، بفتح السين وسكون اللام ، عن أبي إسحاق الزجاج ، على أنه قراءة ، ولعله خطأ من الناسخ .
- ابن عاشور : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)
استئناف وهو من قبيل التعرض إلى المقصود بعد المقدمة فإن قوله : { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل } [ الروم : 58 ] توطئة لهذا المثل المضروب لحال أهل الشرك وحال أهل التوحيد ، وفي هذا الانتقال تخلص أُتبع تذكيرهم بما ضرب لهم في القرآن من كل مثل على وجه إجماللِ العموم استقصاءً في التذكير ومعاودة للإِرشاد ، وتخلصاً من وصف القرآن بأن فيه من كل مثل ، إلى تمثيل حال الذين كفروا بحاللٍ خاص .
فهذا المثل متصل بقوله تعالى : { أفَمَن شرَحَ الله صدرَهُ للإسلامِ } إلى قوله : { أُولئِكَ في ضَلاللٍ مُبينٍ } [ الزمر : 22 ] ، فهو مثل لحال من شرح الله صدرهم للإِسلام وحال من قَست قلوبهم .
ومجيء فعل { ضَرَبَ الله } بصيغة الماضي مع أن ضَرْب هذا المثل ما حصل إلا في زمن نزول هذه الآية لتقريب زمن الحال من زمن الماضي لقصد التشويق إلى علم هذا المثل فيجعل كالإِخبار عن أمر حصل لأن النفوس أرغب في علمه كقول المثوِّب : قد قامت الصلاة . وفيه التنبيه على أنه أمر محقق الوقوع كما تقدم عند قوله تعالى : { وضرب اللَّه مثلاً قرية } في سورة [ النحل : 112 ] .
أما صاحب «الكشاف» فجعل فِعل { ضرب } مستعملاً في معنى الأمر إذ فسره بقوله : اضرِبْ لهم مثلاً وقُل لهم ما تقولون في رجل من المماليك قد اشترك فيه شركاء ، إلى آخر كلامه ، فكان ظاهر كلامه أن الخبر هنا مستعمل في الطلب ، فقرره شارحوه الطيبي والقزويني والتفتزاني بما حاصل مجموعه : أنه أراد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع قوله : { ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كُلّ مثلٍ } [ الزمر : 27 ] عَلِم أنه سينزل عليه مَثَل من أمثال القرآن فأنبأه الله بصدق ما عَلمه وجعَله لتحققه كأنه ماض .
وليلائم توجيه الاستفهام إليهم بقوله : هَلْ يَسْتَوِيَاننِ مثلاً } ( فإنه سؤال تبكيت ) فتلتئم أطراف نظم الكلام ، فعُدل عن مقتضى الظاهر من إلقاء ضرب المثل بصيغة الأمر إلى إلقائه بصيغة المضيّ لإِفادة صدق علم النبي صلى الله عليه وسلم وكل هذا أدق معنى وأنسب ببلاغة القرآن مِن قول من جعل المضي في فعل { ضَرَب } على حقيقته وقال : إن معناه : ضرب المثل في علمه فأخبِرْ به قومك .
فالذي دعا الزمخشري إلى سلوك هذا المعنى في خصوص هذه الآية هو رعي مناسبات اختص بها سياق الكلام الذي وقعت فيه ، ولا داعي إليه في غيرها من نظائر صيغتها مما لم يوجد لله فيه مقتضضٍ لِنحو هذا المحمل ، ألا ترى أنه لا يتأتى في نحو قوله : { ألم تر كيف ضرب اللَّه مثلاً كلمة } كما في سورة [ إبراهيم : 24 ] ، وقد أشرنا إليه عند قوله : { وضرب اللَّه مثلاً قرية } في سورة [ النحل : 112 ] .
وقد يقال فيه وفي نظائره : إن العدول عن أن يصاغ بصيغة الطلب كما في قوله :
{ واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية } [ يس : 13 ] ، { واضرب لهم مثلاً رجلين } [ الكهف : 32 ] { واضرب لهم مثل الحياة الدنيا } [ الكهف : 45 ] إلى أن صيغ بصيغة الخبر هو التوسل إلى إسناده إلى الله تنويهاً بشأن المثل كما أشرنا إليه في سورة النحل .
وإسناد ضَرْب المثل إلى الله لأنه كوَّن نظمه بدون واسطة ثم أوحى به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فالقرآن كلّه من جَعْل الله سواء في ذلك أمثاله وغيرها ، وهو كله مأمور رسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغه ، فكأنه قال له : ضَرب الله مثلاً فاضْرِبه للناس وبيَّنْه لهم ، إذ المقصود من ضرب هذا المثل محاجّة المشركين وتبكيتهم به في كشف سوء حالتهم في الإِشراك ، إذ مقتضى الظاهر أن يجري الكلام على طريقة نظائره كقوله : { واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية } [ يس : 13 ] ، وكذلك ما تقدم من الأمر في نحو قوله : { قُلْ هل يَسْتَوي الذين يعلمُونَ والذين لا يعلَمُونَ } [ الزمر : 9 ] ، { قُلْ يا عِبَادِ الذينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُم } [ الزمر : 10 ] ، { قُلْ إني أُمِرْتُ أنْ أعْبُدَ الله } [ الزمر : 11 ] ، { قُللِ الله أعْبُد } [ الزمر : 14 ] ، { قُلْ إنَّ الخاسِرِينَ } [ الزمر : 15 ] ، { فَبَشّرْ عِبَادِ } [ الزمر : 17 ] .
( وقد يُتطلب وجهه التفرقة بين ما صيغ بصيغة الخبر وما صيغ بصيغة الطلب فنفرق بين الصنفين بأن ما صيغ بصيغة الخبر كان في مقاممٍ أهمَّ لأنه إمّا تمثيل لإِبطال الإِشراك ، وإمّا لوعيد المشركين ، وإمّا لنحو ذلك ، خلافاً لما صيغ بصيغة الخبر فإنه كائن في مقام العبرة والموعظة للمسلمين أو أهل الكتاب ، وهذا ما أشرنا إليه إجمالاً في سورة النحل . وقوله : { رَّجُلاً فيهِ شُرَكَاءُ } وما بعده في موضع البيان ل { مَثَلاً } .
وجَعْل الممثَّل به حالة رجل ليس للاحتراز عن امرأة أو طفل ولكن لأن الرجل هو الذي يسبق إلى أذهان الناس في المخاطبات والحكايات ، ولأن ما يراد من الرجل من الأعمال أكثر مما يراد من المرأة والصبيّ ، ولأن الرجل أشدّ شعوراً بما هو فيه من الدعة أو الكدّ ، وأما المرأة والصبي فقد يغفلان ويلهيان .
وجملة { فِيهِ شُرَكَاءُ } نعت ل { رَّجُلاً } ، وتقديم المجرور على { شُرَكَاءُ } لأن خبر النكرة يحسن تقديمه عليها إذا وصفت ، فإذا لم توصف وجب تقديم الخبر لكراهة الابتداء بالنكرة . ومعنى { فِيهِ شُرَكَاءُ } : في ملكه شركاء .
والتشاكس : شدة الاختلاف ، وشدّة الاختلاف في الرجل الاختلاف في استخدامه وتوجيهه .
وقرأ الجمهور { سَلَماً } بفتح السين وفتح اللام بعدها ميم وهو اسم مصدر : سَلِم له ، إذا خَلَص . وقرأه ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب { سالماً بصيغة اسم الفاعل وهو من : سَلِم ، إذا خلص ، واختار هذه القراءة أبو عبيد ولا وجه له ، والحق أنهما سواء كما أيده النحّاس وأبو حاتم ، والمعنى : أنه لا شركة فيه للرجل . وهذا تمثيل لحال المشرك في تقسّم عقله بين آلهة كثيرين فهو في حيرة وشك من رضى بعضهم عنه وغضب بعض ، وفي تردد عبادته إن أرضى بها أحدَ آلهته ، لعله يُغضب بها ضده ، فرغباتهم مختلفة وبعض القبائل أولى ببعض الأصنام من بعض ، قال تعالى :
{ ولعلا بعضهم على بعض }
[ المؤمنون : 91 ] ، ويبقى هو ضائعاً لا يدري على أيهم يعتمد ، فوهمه شَعاع ، وقلبه أوزاع ، بحال مملوك اشترك فيه مالكون لا يخلون من أن يكون بينهم اختلاف وتنازع ، فهم يتعاورونه في مهن شتّى ويتدافعونه في حوائجهم ، فهو حيران في إرضائهم تَعبان في أداء حقوقهم لا يستقل لحظة ولا يتمكن من استراحة .ويقابله تمثيل حال المسلم الموحّد يقوم بما كلّفه ربه عارفاً بمرضاته مؤملاً رضاه وجزاءه ، مستقرَّ البال ، بحال العبد المملوك الخالص لمالك واحد قد عرف مراد مولاه وعلم ما أوجبه عليه ففهمُه واحد وقلبه مجتمع .
وكذلك الحال في كل متّبع حق ومتبع باطل فإن الحق هو الموافق لما في الوجود والواقع ، والباطلَ مخالف لما في الواقع ، فمتبع الحق لا يعترضه ما يشوش عليه بالَه ولا ما يثقل عليه أعماله ، ومتبع الباطل يتعَثر به في مزالق الخُطَى ويتخبط في أعماله بين تناقض وخَطأ .
ثم قال : { هَلْ يَسْتَوِيَاننِ مَثَلاً } ، أي هل يكون هذان الرجلان المشبهان مستويين حالاً بعد ما علمتم من اختلاف حالي المشبهين بهما . والاستفهام في قوله : { هَلْ يَسْتَوِيَانِ } يجوز أن يكون تقريرياً ، ويجوز أن يكون إنكارياً ، وجيء فيه ب { هَلْ } لتحقيق التقرير أو الإِنكار . وانتصب { مَثَلاً } على التمييز لنسبة { يَسْتَوِيَانِ } .
والمثل : الحال . والتقدير : هل يستوي حالاهما ، والاستواء يقتضي شيئين فأكثر ، وإنما أفرد التمييز المراد به الجنس ، وقد عرف التعدد من فاعل { يَسْتَوِيَانِ } ولو أسند الفعل إلى ما وقع به التمييز لقيل : هل يستوي مثلاهما .
وجملة { الحَمْدُ لله } يجوز أن تكون جواباً للاستفهام التقريري بناء على أن أحد الظرفين المقرر عليهما محقق الوقوع لا يسع المقررَ عليه إلا الإِقرار به ، فيقَدَّرون : أنهم أقروا بعدم استوائهما في الحالة ، أي بأن أحدهما أفضل من الآخر ، فإن مثل هذا الاستفهام لا ينتظِر السائل جواباً عنه ، فلذلك يصح أن يتولى الجواب عنه قبلَ أن يجيب المسؤول كقوله تعالى : { عمَّ يتساءلون عن النبأ العظيم } [ النبأ : 1 2 ] ، وقد يبنى على أن المسؤول اعترف فيؤتى بما يناسب اعترافه كما هنا ، فكأنهم قالوا : لا يستويان ، وذلك هو ما يبتغيه المتكلم من استفهامه ، فلما وافق جوابهم بغية المستفهم حمد الله على نهوض حجته ، فتكون الجملة استئنافاً ، فموقعها كموقع النتيجة بعد الدليل ، وتكون جملة { بل أكثرهم لا يعلمون } قرينة على أنهم نزّلوا منزلة مَن علم فأقر وأنهم ليسوا كذلك في نفس الأمر ، ويجوز أن تكون معترضة إذا جعل الاستفهام إنكارياً فتكون معترضة بين الإنكار وبين الإضراب الانتقالي في قوله { بل أكثرهم لا يعلمون } أي لا يعلمون عدم استواء الحالتين ولو علموا لاختاروا لأنفسهم الحسنى منهما ، ولَمَا أصرُّوا على الإِشراك .
وأفاد هذا أن ما انتحلوه من الشرك وتكاذيبه لا يمتّ إلى العلم بصلة فهو جهالة واختلاق . و { بل } للإِضراب الانتقالي . وأسند عدم العلم لأكثرهم لأن أكثرهم عامة أتباعٌ لزعمائهم الذين سنُّوا لهم الإِشراك وشرائعَه انتفاعاً بالجاه والثناء الكاذب بحيث غَشَّى ذلك على عملهم .
- إعراب القرآن : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
«ضَرَبَ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعله «مَثَلًا» مفعول به «رَجُلًا» بدل من مثلا والجملة مستأنفة «فِيهِ» متعلقان بخبر مقدم «شُرَكاءُ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية صفة رجلا «مُتَشاكِسُونَ» صفة لشركاء مرفوعة بالواو «وَرَجُلًا» عطف على رجلا الأولى «سَلَماً» صفته. «لِرَجُلٍ» متعلقان بسلما «هَلْ» حرف استفهام «يَسْتَوِيانِ» مضارع مرفوع والفاعل ألف الاثنين «مَثَلًا» تمييز والجملة مستأنفة «الْحَمْدُ» مبتدأ «لِلَّهِ» خبر والجملة مستأنفة «بَلْ» حرف إضراب «أَكْثَرُهُمْ» مبتدأ «لا» نافية «يَعْلَمُونَ» مضارع مرفوع وواو الجماعة فاعله والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية
- English - Sahih International : Allah presents an example a slave owned by quarreling partners and another belonging exclusively to one man - are they equal in comparison Praise be to Allah But most of them do not know
- English - Tafheem -Maududi : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ(39:29) Allah propounds a parable: there is a man whose ownership is shared by several quarrelsome masters, each pulling him to himself; and there is another who is exclusively owned by one man. Can the two be alike? *48 All praise and thanks be to Allah. *49 But most of them are unaware. *50
- Français - Hamidullah : Allah a cité comme parabole un homme appartenant à des associés se querellant à son sujet et un [autre] homme appartenant à un seul homme sont-ils égaux en exemple Louanges à Allah Mais la plupart d'entre eux ne savent pas
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah prägt als Gleichnis dasjenige von einem Mann in dem sich mehrere Herren als Eigentümer teilen die sich miteinander nicht vertragen und einem Mann der nur einem Herrn gehört Sind die beiden im Gleichnis etwa gleich Alles Lob gehört Allah Aber die meisten von ihnen wissen nicht
- Spanish - Cortes : Alá propone el símil de un hombre que pertenece a socios que no están de acuerdo y el hombre que pertenece exclusivamente a uno ¿Son ambos similares ¡Alabado sea Alá Pero la mayoría no saben
- Português - El Hayek : Deus expõe como exemplo dois homens um está a serviço de sócios antagônicos e o outro a serviço de uma só pessoa Poderão ser equiparados Louvado seja Deus Porém a maioria dos homens ignora
- Россию - Кулиев : Аллах приводит в качестве притчи мужа принадлежащего нескольким несговорчивым партнерам и мужа принадлежащего только одному человеку Равны ли они в притче Хвала надлежит Аллаху но большинство их не знает этого
- Кулиев -ас-Саади : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
Аллах приводит в качестве притчи мужа, принадлежащего нескольким несговорчивым партнерам, и мужа, принадлежащего только одному человеку. Равны ли они в притче? Хвала надлежит Аллаху, но большинство их не знает этого.Это - притча об идолопоклонстве и единобожии. Представьте себе раба, который принадлежит нескольким хозяевам, которые в свою очередь не могут найти между собой общий язык. Конечно же, этот раб не сможет найти покой, потому что каждый из его препирающихся хозяев требует от него то, с чем не согласны остальные хозяева. Что можно сказать об этом несчастном рабе, оказавшемся в руках несправедливых и враждебных хозяев? А теперь представьте себе раба, который принадлежит только одному хозяину. Он точно знает то, чего от него требует господин, и поэтому не испытывает никакого беспокойства. Равны ли они в этой притче? Безусловно, эти рабы не могут быть равны. То же самое можно сказать о многобожнике, который поклоняется вымышленным богам. Он взывает о помощи то к одному богу, то к другому, и не может обрести покой и умиротворение. Совсем иначе дело обстоит с тем, кто искренне поклоняется одному Аллаху. Всевышний избавляет его от зла язычества и многобожия и дарует ему покой и умиротворение. Хвала Аллаху за то, что Он провел грань между истиной и ложью и указал своим невежественным рабам на прямой путь! Однако большинство людей продолжает приобщать к Аллаху сотоварищей и обрекать себя на мучительное наказание.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah geçimsiz efendileri olan bir adamla yalnız bir kişiye bağlı olan bir adamı misal olarak verir Bu ikisi eşit midir Övülmek Allah içindir fakat çoğu bilmezler
- Italiano - Piccardo : Allah vi propone la metafora di un uomo che dipende da soci in lite tra loro e di un altro che sottostà ad un [unico] padrone Sono forse nella stessa condizione Lode ad Allah ma la maggior parte degli uomini non sanno
- كوردى - برهان محمد أمين : خوای گهوره نموونهی هێناوهتهوه به پیاوێك که گیری خوارد بێت بهدهست چهند بهرپرسێکی شهڕانی و سهرکهشهوه پیاوێکی تریش تهنها یهك بهرپرسی ههبێت ئایا ئهو دوو جۆره نموونهیه وهك یهکن سوپاس و ستایش تهنها شایستهی خوایه نهخێر یهکسان نی یه بهڵام زۆربهی ئهو خهڵکه لهم ڕاستیه تێناگهن و نایزانن و لێکی نادهنهوه
- اردو - جالندربرى : خدا ایک مثال بیان کرتا ہے کہ ایک شخص ہے جس میں کئی ادمی شریک ہیں۔ مختلف المزاج اور بدخو اور ایک ادمی خاص ایک شخص کا غلام ہے۔ بھلا دونوں کی حالت برابر ہے۔ نہیں الحمدلله بلکہ یہ اکثر لوگ نہیں جانتے
- Bosanski - Korkut : Allah navodi kao primjer čovjeka koji je u vlasti ortākā oko koga se oni otimaju i čovjeka koji je u vlasti samo jednog čovjeka – da li je položaj njih dvojice isti Hvaljen neka je Allah nije ali većina njih ne zna
- Swedish - Bernström : Gud framställer [denna] liknelse [Här är två män] den ene har flera herrar som tvistar sinsemellan och den andre beror av en enda herre Är deras villkor jämförbara [Nej] Gud ske lov men de flesta [människor] inser inte detta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Allah membuat perumpamaan yaitu seorang lakilaki budak yang dimiliki oleh beberapa orang yang berserikat yang dalam perselisihan dan seorang budak yang menjadi milik penuh dari seorang lakilaki saja; Adakah kedua budak itu sama halnya Segala puji bagi Allah tetapi kebanyakan mereka tidak mengetahui
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(Allah telah membuat) bagi orang yang musyrik dan orang yang bertauhid (perumpamaan yaitu seorang laki-laki) lafal Rajulan ini menjadi Badal dari lafal Matsalan (yang menjadi budak milik beberapa orang yang berserikat dalam perselisihan) yaitu mereka terlihat di dalam persengketaan dan akhlak mereka sangat buruk (dan seorang budak laki-laki yang menjadi milik penuh) milik sepenuhnya (dari seorang laki-laki saja; adakah kedua budak itu sama halnya?) lafal Matsalan berkedudukan menjadi Tamyiz maksudnya, tentu saja tidak sama antara seorang budak yang menjadi milik suatu kelompok dengan seorang budak yang menjadi milik penuh seorang saja. Sesungguhnya, budak yang pertama tadi apabila disuruh oleh masing-masing dari pemilik dirinya secara sekaligus; ia bingung, siapakah yang harus ia layani di antara mereka. Ini adalah perumpamaan orang yang musyrik sedangkan budak yang kedua adalah perumpamaan bagi orang yang bertauhid. (Segala puji bagi Allah) semata (tetapi kebanyakan mereka) penduduk Mekah (tidak mengetahui) azab apakah yang akan menimpa mereka akibat kemusyrikannya, oleh karena itu mereka berbuat kemusyrikan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ এক দৃষ্টান্ত বর্ণনা করেছেনঃ একটি লোকের উপর পরস্পর বিরোধী কয়জন মালিক রয়েছে আরেক ব্যক্তির প্রভু মাত্র একজনতাদের উভয়ের অবস্থা কি সমান সমস্ত প্রশংসা আল্লাহর। কিন্তু তাদের অধিকাংশই জানে না।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ் ஓர் உதாரணம் கூறுகிறான்; ஒருவருடன் ஒருவர் கருத்து வேற்றுமை கொண்டிருக்கும் பல எஜமானர்களுக்கு ஊழியம் செய்யும் ஒரு மனிதனும்; ஒரே மனிதனுக்கு ஊழியம் செய்யும் பிறிதொரு மனிதனும் இருக்கின்றனர் இவர்கள் இருவரும் சமமாவார்களா அல்ஹம்து லில்லாஹ் எல்லாப் புகழும் அல்லாஹ்வுக்கே எனினும் அவர்களில் பெரும்பாலோர் அறிய மாட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : อัลลอฮฺทรงยกอุทาหรณ์ชายคนหนึ่งเป็นของหุ้นส่วนหลายคน พวกเขาขัดแย้งไม่ลงรอยกัน และชายอีกคนหนึ่งเป็นของชายคนหนึ่งโดยเฉพาะ ทั้งสองนี้จะเป็นอุทาหรณ์ที่เท่าเทียมกันหรือ การสรรเสริญทั้งมวลเป็นของอัลลอฮฺ แต่ว่าส่วนมากของพวกเขาไม่รู้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ бир мисол келтирур Бир одамга талашувчи шериклар эгадир Саломат ҳолидаги бошқа бирига бир киши эгадир Икковларининг мисоли баробарми Аллоҳга ҳамд бўлсин Йўқ кўплари билмаслар
- 中国语文 - Ma Jian : 真主设一个譬喻:一个奴隶为许多纷争的伙计所共有;又有一个奴隶专归一个主人;这两个奴隶的情状相等吗?一切 赞颂,全归真主!不然,他们大半不知道。
- Melayu - Basmeih : Allah memberikan satu misal perbandingan Seorang hamba lelaki yang dimiliki oleh beberapa orang yang berkongsi yang bertentangan tabiat dan kemahuannya; dan seorang hamba lelaki yang lain hanya dimilik oleh seorang sahaja; adakah keduadua hamba itu sama keadaannya Tentulah tidak sama Ucaplah "Alhamdulillah" sebagai bersyukur terhadap penjelasan soal tauhid itu bahkan kebanyakan mereka yang musyrik tidak mengetahui hakikat tauhid
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu qadaray tusaale nin dad wadaagaan iskuna khilaafsan iyo mid usugnaada ruux si gaar ah ma egyihiin tusaale ahaan mahad Eebaa iska lch dadka badidiisna ma oga
- Hausa - Gumi : Allah Yã buga misãli; wani mutum bãwa a cikinsa akwai mãsu tarayya mãsu mũgun hãlin jãyayya da wani mutum bãwa dukansa ga wani mutum Shin zã su daidaita ga misãli Gõdiya ta tabbata ga Allah a kan bayãni Ã'a mafi yawan mutãne ba su sani ba
- Swahili - Al-Barwani : Mwenyezi Mungu amepiga mfano wa mtu mwenye mabwana washirika wanao gombana na wa mtu mwengine aliye khusika na bwana mmoja tu Je Wako sawa katika hali zao Alhamdulillahi Sifa njema zote ni za Mwenyezi Mungu Lakini wengi wao hawajui
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia ka sjelël si shembull krahasimi njeriun robin i cili ka shumë bashkëpronarë të padurueshëm që e kundërshtojnë njëritjetrin dhe njeriun robin i cili i takon vetëm një pronari dhe e dëgjon vetëm atë A është pozita e këtyre dyve e barabartë Lavdi Perëndië nuk është e barabartë por shumica e tyre nuk e dinë këtë
- فارسى - آیتی : خدا مثَلى مىزند: مردى را كه چند تن در او شريكند و بر سر او اختلاف دارند. و مردى كه تنها از آنِ يكى باشد. آيا اين دو با هم برابرند؟ سپاس خدا را. نه، بيشترشان نمىدانند.
- tajeki - Оятӣ : Худо масале мезанад: «Мардеро, ки чанд тан дар ӯ шариканд ва бар сари ӯ ихтилоф доранд. Ва марде, ки танҳо аз они яке бошад. Оё ин ду бо ҳам баробаранд? Шукру сипос Худоро. На, бештарашон намедонанд.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ (سىلەرگە مۇنداق) بىر مىسالنى كەلتۈرىدۇ: بىر قۇل بولۇپ، ئۇنىڭغا (ئىشقا سېلىشنى) تالىشىدىغان نۇرغۇن خوجايىنلار ئىگىدارچىلىق قىلىدۇ (بىرسى بۇ ئىشقا، بىرسى ئۇ ئىشقا بۇيرۇيدۇ، ئۇ كىمنى رازى قىلىشنى بىلەلمەي قالىدۇ)، يەنە بىر قۇل بولۇپ، ئۇ بىر ئادەمگىلا خاستۇر، بۇ ئىككى قۇل (يەنى ئۇنىڭ ئەھۋالى) باراۋەرمۇ؟ جىمى ھەمدۇسانا اﷲ قا خاستۇر! بەلكى ئۇلار (يەنى مۇشرىكلار) نىڭ تولىسى بىلمەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹു ഇതാ ഒരുദാഹരണം സമര്പ്പിക്കുന്നു: ഒരു മനുഷ്യന്. അനേകമാളുകള് അവന്റെ ഉടമസ്ഥതയില് പങ്കാളികളാണ്. അവര് പരസ്പരം കലഹിക്കുന്നവരുമാണ്. മറ്റൊരു മനുഷ്യന്; ഒരു യജമാനനു മാത്രം കീഴ്പെട്ട് കഴിയുന്നവനാണയാള്. ഈ രണ്ടുപേരും ഒരുപോലെയാകുമോ? അല്ലാഹുവിന് സ്തുതി. എന്നാല് അവരിലേറെ പേരും കാര്യം മനസ്സിലാക്കുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لشركاء متنازعين فهو حيران في ارضائهم وعبدا خالصا لمالك واحد يعرف مراده وما يرضيه هل يستويان مثلا لا يستويان كذلك المشرك هو في حيره وشك والمومن في راحه واطمئنان فالثناء الكامل التام لله وحده بل المشركون لا يعلمون الحق فيتبعونه
*48) Allah in this parable has explained the difference between shirk and Tauhid and the impact each has on human life so clearly that it is not possible to put across such a vast theme so concisely and effectively in other words. Everyone will admit that the person who has many masters, each one pulling hire to himself, and the masters also so ill-tempered that no one spares him time in his service to obey the other, and no one rests content only with threatening and cursing him if he fails to carry out his command from among the contradictory commands of the other masters, but is bent upon punishing him, his life would certainly be in great anguish. On the contrary, the person who is the slave or servant of only one master, would be living a life of ease and comfort because he will not have to serve and seek the pleasure of another master. This is such a straightforward thing which dces not need deep consideration for its understanding. After this it remains no longer difficult for a person to understand that the peace of mind and satisfaction that accrue to him from the service of One God, can never accrue from the service of many gods. Here, it should be understood well that the parable of many ill-tempered and contesting masters cannot apply to the images of stone, but it only applies to living masters, who practically give contradictory commands to man and keep pulling him to themselves in actual reality. One such master sits in one's own self, which presents before him desires of every kind and compels him to fulfil them. Other countless masters are there in the house, in the family, in the brotherhood, in the society, among the religious guides and the rulers and legislators, in the business and economic circles and among the dominant powers of civilization whose contradictory demands and requirements keep on pulling man to themselves at All times; then any god whose demand he fails to fulfll in any way, dces not Iet him go unpunished in his own circle. However, each one's instrument of punishment is different. Someone causes a heart-break, another takes offence, another humiliates, another boycotts, another bankupts, another makes a religious or a legal attack. Man has no other way of being saved from this anguish and agony but to adopt the Way of Tauhid and become the slave of One God, and throw off the yoke of servitude of every other god. Adoption of the Way of Tauhid also has two forms, which lead to different results: First, that an individual should decide to become the servant of One God individually but his environment is hostile. In this case the external conflict and his anguish and agony might increase, but if he has adopted the Way sincerely, internal peace and satisfaction will necessarily accrue. He will turn down every such desire of the self as goes against the Divine Commands, or whose fulfillment may clash with the demands of God-worship. He will also reject every such demand of the family, society, nation, government, religious guides and economic powers that conflicts with the Divine Law. Consequently, he might have to face extreme hardships, rather he will surely face, but his heart will have full satisfaction that he is fulfilling the demand of the servitude of that God Whose servant he actually is, and that those whose servant he is not, have no right on him, because of which he may have to serve them against the Command of his God. No power of the world can deprive him of this satisfaction of the heart and peace of mind; so much so that even if he has to go to the gallows for its sake, he will go to it with a clear conscience, and he will have no compunction as to why he did not save his life by bowing before the false gods. The second form is that the whole society be established on the basis of the Tauhid imbibing the principles of morality, civilization, culture, education, religion, law, social custom, politics, economics in every sphere of life as a creed, which the Master of the Universe has given through His Book and His Messenger. The law should declare as a crime everything which God's religion has declared sinful and the government administration should try to eradicate the same; the system of education and training should prepare the minds and character to avoid the same; the same should be condemned from the religious pulpit, and regarded as vicious and forbidden in every economic enterprise. Likewise, everything that Allah's religion has declared as good and virtuous should be protected and defended by the law, developed by the administrative forces, impressed in the minds and instilled in character by the entire system of education and training, infused from the religious pulpit, admired by the society and followed by it practically and enforced in every economic enterprise. This is how man can attain to perfect internal and external peace and satisfaction, and all the doors to material and spiritual progress are thrown open, for the conflict in it between God-worship and the worship of others would be reduced to the minimum. Although Islam invites every single individual to adopt Tauhid as his creed and to worship Allah alone, braving every danger and hardship, even in the absence of the established order, it cannot be denied that Islam's ultimate aim and object is to establish this second order, and the same has been the objective of the endeavors of all the Prophets: to bring into existence a community of the Muslims, who should follow Allah's religion collectively, free from the domination and influence of unbelief and the unbelievers, No one. unless he is unaware of the Qur'an and the Sunnah and senseless, can say that the objective of the Prophets' struggle has been only the faith and obedience of the individual, and that it has never been their aim to enforce and establish Islam in the society and state.
*49) Here, in order to understand the real significance of al-hamdu-lillah (praise be to Allah), one should visualise this scene: after presenting the above question before the people the speaker observed a pause so that the opponents of Tauhid could give an answer to it if they had any. Then, when they could not give any answer, and from nowhere it was said that both were equal, the speaker said: "AI-hamdu-lillah: Thank God that you too appreciate the difference between the two situations and none among you can dare say that slavery to many masters is better than slavery to one master, or that both are equal. "
*50) That is, "You fully understand and appreciate the difference between to many masters, but when you arc made to God-worship and the worship of many gods, slavery to one master and slavery understand the difference between you show lack of understanding. "