- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَّهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : له مقاليد السماوات والأرض ۗ والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون
- عربى - التفسير الميسر : لله مفاتيح خزائن السموات والأرض، يعطي منها خَلْقَه كيف يشاء. والذين جحدوا بآيات القرآن وما فيها من الدلائل الواضحة، أولئك هم الخاسرون في الدنيا بخِذْلانهم عن الإيمان، وفي الآخرة بخلودهم في النار.
- السعدى : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
{ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي: مفاتيحها، علما وتدبيرا، فـ { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فلما بين من عظمته ما يقتضي أن تمتلئ القلوب له إجلالا وإكراما، ذكر حال من عكس القضية فلم يقدره حق قدره، فقال: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ } الدالة على الحق اليقين والصراط المستقيم. { أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } خسروا ما به تصلح القلوب من التأله والإخلاص للّه،. وما به تصلح الألسن من إشغالها بذكر اللّه، وما تصلح به الجوارح من طاعة اللّه،.وتعوضوا عن ذلك كل مفسد للقلوب والأبدان، وخسروا جنات النعيم، وتعوضوا عنها بالعذاب الأليم.
- الوسيط لطنطاوي : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
( لَّهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض ) أى : له وحده مفاتيح خزائنهما ، والمقاليد جمع مقلاد ، أو اسم جمع ولا واحد له من لفظه ، مأخوذ من التقليد بمعنى الإِلتزام . أى : أنه لا يملك أمر السموات والأرض ، ولا يتمكن من التصرف فيهما غيره - تعالى - .
قال صاحب الكشاف : قوله : ( لَّهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض ) : أى : هو مالك أمرهما وحافظهما؛ لأن حافظ الخزائن ومدبر أمرها ، هو الذى يملك مقاليدها ، ومنه قولهم : فلان ألقيت إليه مقاليد الملك ، وهى المفاتيح ، ولا واحد لها من لفظها وقيل : جمع مقليد . . والكلمة أصلها فارسية .
فإن قلت : ما للكتاب العربى المبين وللفارسية؟
قلت : التعريب أحالها عربية ، كما أخرج الاستعمال المهمل عن كونه مهملا ،
ثم بين - سبحانه - مصير الكافرين فقال : ( والذين كَفَرُواْ بِآيَاتِ الله أولئك هُمُ الخاسرون ) أى : والذين كفروا بآيات الله التنزيلية والكونية الدالة على وحدانية ، أولئك هم البالغون أقصى الدرجات فى الخسران .
وهذه الآية الكريمة معطوفة على قوله - تعالى - قبل ذلك : ( وَيُنَجِّي الله الذين اتقوا ) وما بينهما اعتراض للدلالة على هيمنة الله - تعالى - على شئون خلقه . . أى : وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم . . والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الكاملون فى الخسران .
وهذه المقابلة فيها ما فيها من تأكيد الثواب العظيم للمتقين ، والعقاب الأليم للكافرين .
- البغوى : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
( له مقاليد السموات والأرض ) مفاتيح خزائن السموات والأرض واحدها مقلاد مثل : مفتاح ، ومقليد مثل : منديل ومناديل . وقال قتادة ومقاتل : مفاتيح السموات والأرض بالرزق والرحمة . وقال الكلبي : خزائن المطر وخزائن النبات . ( والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ) .
- ابن كثير : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
وقوله : ( له مقاليد السماوات والأرض ) ، قال مجاهد : المقاليد هي : المفاتيح بالفارسية . وكذا قال قتادة ، وابن زيد ، وسفيان ابن عيينة .
وقال السدي : ( له مقاليد السماوات والأرض ) أي : خزائن السماوات والأرض .
والمعنى على كلا القولين : أن أزمة الأمور بيده ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ; ولهذا قال : ( والذين كفروا بآيات الله ) أي : حججه وبراهينه ( أولئك هم الخاسرون )
وقد روى ابن أبي حاتم هاهنا حديثا غريبا جدا - وفي صحته نظر - ولكن نذكره كما ذكره ، فإنه قال :
حدثنا يزيد بن سنان البصري بمصر ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا الأغلب بن تميم ، عن مخلد بن هذيل العبدي ، عن عبد الرحمن المدني ، عن عبد الله بن عمر ، عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير : ( له مقاليد السماوات والأرض ) فقال : " ما سألني عنها أحد قبلك يا عثمان " ، قال : " تفسيرها : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، أستغفر الله ، ولا قوة إلا بالله ، الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، بيده الخير ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، من قالها يا عثمان إذا أصبح عشر مرار أعطي خصالا ستا : أما أولاهن : فيحرس من إبليس وجنوده ، وأما الثانية : فيعطى قنطارا من الأجر ، وأما الثالثة : فترفع له درجة في الجنة ، وأما الرابعة : فيتزوج من الحور العين ، وأما الخامسة : فيحضره اثنا عشر ملكا ، وأما السادسة : فيعطى من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور . وله مع هذا يا عثمان من الأجر كمن حج وتقبلت حجته ، واعتمر فتقبلت عمرته ، فإن مات من يومه طبع بطابع الشهداء " .
ورواه أبو يعلى الموصلي من حديث يحيى بن حماد ، به مثله . وهو غريب ، وفيه نكارة شديدة ، والله أعلم .
- القرطبى : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
قوله تعالى : له مقاليد السماوات والأرض واحدها مقليد . وقيل : مقلاد وأكثر ما يستعمل فيه إقليد . والمقاليد : المفاتيح . عن ابن عباس وغيره . وقال السدي : خزائن السماوات والأرض . وقال غيره : خزائن السماوات المطر ، وخزائن الأرض النبات . وفيه لغة أخرى أقاليد ، وعليها يكون واحدها إقليد . قال الجوهري : والإقليد المفتاح ، والمقلد مفتاح كالمنجل ربما يقلد به الكلأ كما يقلد القت إذا جعل حبالا ، أي : يفتل والجمع المقاليد . وأقلد البحر على خلق كثير أي : غرقهم كأنه أغلق عليهم . وخرج البيهقي عن ابن عمر أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير قوله تعالى : له مقاليد السماوات والأرض فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما سألني عنها أحد . لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، أستغفر الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، يحيي ويميت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ذكره الثعلبي في تفسيره ، وزاد : من قالها إذا أصبح أو أمسى عشر مرات أعطاه الله ست خصال : أولها يحرس من إبليس ، والثانية : يحضره اثنا عشر ألف ملك ، والثالثة : يعطى قنطارا من الأجر ، والرابعة : ترفع له درجة ، والخامسة : يزوجه الله من الحور العين ، والسادسة : يكون له من الأجر كمن قرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور ، وله أيضا من الأجر كمن حج واعتمر فقبلت حجته وعمرته ، فإن مات من ليلته مات شهيدا . وروى الحارث عن علي قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير المقاليد فقال : يا علي لقد سألت عن عظيم ، المقاليد هو أن تقول عشرا إذا أصبحت وعشرا إذا أمسيت : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، وأستغفر الله ، ولا قوة إلا بالله الأول والآخر والظاهر والباطن ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير . من قالها عشرا إذا أصبح ، وعشرا إذا أمسى أعطاه الله خصالا ستا : أولها يحرسه من الشيطان وجنوده فلا يكون لهم عليه سلطان ، والثانية : يعطى قنطارا في الجنة هو أثقل في ميزانه من جبل أحد ، والثالثة : ترفع له درجة لا ينالها إلا الأبرار ، والرابعة : يزوجه الله من الحور العين ، والخامسة : يشهده اثنا عشر ألف ملك يكتبونها له في رق منشور ويشهدون له بها يوم القيامة ، والسادسة : يكون له من الأجر كأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وكمن حج واعتمر فقبل الله حجته وعمرته ، وإن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطابع الشهداء . وقيل : المقاليد الطاعة . يقال : ألقى إلى فلان بالمقاليد أي : أطاعه فيما يأمره ، فمعنى الآية : له طاعة من في السماوات والأرض .
قوله تعالى : والذين كفروا بآيات الله أي بالقرآن والحجج والدلالات . أولئك هم الخاسرون تقدم .
- الطبرى : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)
يقول تعالى ذكره: له مفاتيح خزائن السموات والأرض, يفتح منها على من يشاء, ويمسكها عمن أحب من خلقه، واحدها: مقليد. وأما الإقليد: فواحد الأقاليد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) مفاتيحها.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) أي مفاتيح السموات والأرض.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, قوله: ( لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) قال: خزائن السموات والأرض.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله: ( لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) قال: المقاليد: المفاتيح, قال: له مفاتيح خزائن السموات والأرض.
وقوله: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) يقول تعالى ذكره: والذين كفروا بحجج الله فكذبوا بها وأنكروها, أولئك هم المغبونون حظوظهم من خير السموات التي بيده مفاتيحها, لأنهم حرموا ذلك كله في الآخرة بخلودهم في النار, وفي الدنيا بخذلانهم عن الإيمان بالله عزّ وجلّ.
- ابن عاشور : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63)
هذا استئناف ابتدائي تمهيد لقوله : { قُل أفغير الله تأمروني أعبُد } [ الزمر : 64 ] في ذكر تمسك الرسول والرسللِ من قبله بالتوحيد ونبذِ الشرك والبراءةِ منه والتصلببِ في مقاومته والتصميممِ على قطع دابره ، وجُعلت الجمل الثلاث من قوله : الله خالق كل شيء } إلى قوله : { السموات والأرض } مقدمات تؤيد ما يجيء بعدها من قوله : { قُل أفغير الله تأمروني أعبُد } [ الزمر : 64 ] .
وقد اشتمل هذا الاستئناف ومعطوفاته على ثلاث جمل وجملة رابعة :
فالجملة الأولى : { الله خالق كل شيء } وهذه الجملة أَدْخَلت كل موجود في أنه مخلوق لله تعالى ، فهو وليّ التصرف فيه لا يخرج من ذلك إلاّ ذاتُ الله تعالى وصفاته فهي مخصوصة من هذا العموم بدليل العقل وهو أنه خالق كل شيء فلو كان خالقَ نفسه أو صفاتِه لزم توقف الشيء على ما يتوقف هُو عليه وهذا ما يسمى بالدَّوْر في الحكمة ، واستحالتُه عقلية ، فخُص هذا العموم العقل . والمقصود من هذا إثبات حقيقة ، والزامُ الناس بتوحيده لأنه خالقهم ، وليس في هذا قصد ثناء ولا تعاظم ، والمقصود من هذه المقدمة تذكير الناس بأنهم جميعاً هم وما معهم عبيد لله وحده ليس لغيره منّة عليهم بالإِيجاد .
الجملة الثانية : { وهو على كل شيء وكيل } وجيء بها معطوفة لأن مدلولها مغاير لمدلول التي قبلها . والوكيلُ المتصرف في شيء بدون تعقب ولما لم يعلّق بذلك الوصف شيءٌ علم أنه موكول إليه جِنس التصرف وحقيقتُه التي تعم جميع أفراد ما يتصرف فيه ، فعم تصرفه أحوالَ جميع الموجودات من تقدير الأعمال والآجال والحركاتتِ ، وهذه المقدمة تقتضي الاحتياج إليه بالإِمداد فهم بعد أن أوجدهم لم يستغنوا عنه لَمحةً مّا .
الجملة الثالثة : { لَهُ مقَاليدُ السمواتتِ والأرض } وجيء بها مفصولة لأنها تفيد بيان الجملة التي قبلها فإن الوكيل على شيء يكون هو المتصرف في العطاء والمنع .
والمقاليد : جمع إِقليد بكسر الهمزة وسكون القاف وهذا جمع على غير قياس ، وإقليد قيل معرب عن الفارسية ، وأصله ( كليد ) قيل من الرومية وأصله ( اقليدس ) وقيل كلمة يمانية وهو مما تقاربت فيه اللغات وهي كناية عن حفظ ذخائرها ، فذخائر الأرض عناصرها ومعادنها وكيفيات أجوائها وبحارها ، وذخائرُ السماوات سَير كواكبها وتصرفات أرواحها في عوالمها وعوالمنا وما لا يعلمه إلا الله تعالى . ولما كانت تلك العناصر والقُوى شديدة النفع للناس وكان الناس في حاجة إليها شبهت بنفائس المخزونات فصحّ أيضاً أن تكون المقاليد استعارة مكنية ، وهي أيضاً استعارة مصرحة للأمر الإِلهي التكويني والتسخيري الذي يُفيض به على الناس من تلك الذخائر المدَّخَرة كقوله تعالى : { وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم } [ الحجر : 21 ] .
وهذه المقدمة تشير إلى أن الله هو معطي ما يشاء لمن يشاء من خلقه ، ومن أعظم ذلك النبوءة وهديُ الشريعة فإن جهل المشركين بذلك هو الذي جرَّأَهم على أن أنكروا اختصاص محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة دونهم ، واختصاص أتباعه بالهُدى فقالوا :
{ أهؤلاء مَنَّ الله عليهم مِنْ بيننا } [ الأنعام : 53 ] . فهذه الجمل اشتملت على مقدمات ثلاث تقتضي كل واحدة منها دلالة على وحدانية الله بالخلق ، ثم بالتصرف المطلق في مخلوقاته ، ثم بوضع النظم والنواميس الفطرية والعقلية والتهذيبية في نظام العالم وفي نظام البشر . وكل ذلك موجب توحيده وتصديقَ رسوله صلى الله عليه وسلم والاستمساك بعروته كما رَشد بذلك أهل الإِيمان .
فأما الجملة الرابعة وهي : { والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون } فتحتمل الاعتراض ولكن اقترانها بالواو بعد نظائرها يرجح أن تكون الواو فيها عاطفة وأنها مقصودة بالعطف على ما قبلها لأن فيها زيادة على مفاد الجملة قبلها ، وتكون مقدمة رابعة للمقصود تجهيلاً للذين هم ضد المقصود من المقدمات فإن الاستدلال على الحق بإبطال ضده ضرب من ضروب الاستدلال . لأن الاستدلال يعود إلى ترغيب وتنفير فإذا كان الذين كفروا بآيات الله خاسرين لا جرم كان الذين آمنوا بآيات الله هم الفائزين ، فهذه الجملة تقابل جملة { وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم } [ الزمر : 61 ] المنتقل منها إلى هؤلاء الآيات ، وهي مع ذلك مفيدة إنذارهم وتأفين آرائهم ، لأن موقعها بعدَ دلائل الوحدانية وهي آيات دالّة على أن الله واحد يقتضي التنديدَ عليهم في عدم الاهتداء بها .
ووُصف { الذين كفروا بآيات الله } بأنهم الخاسرون لأنهم كفروا بآيات مَن له مقاليد خزائن الخير فعرَّضوا أنفسهم للحرمان مما في خزائنه وأعظمها خزائن خير الآخرة .
وآيات الله هي دلائل وجوده ووحدانيتِه التي أشارت إليها الجمل الثلاث السابقة .
والإِخبار عن الذين كفروا باسم الإِشارة للتنبيه عن أن المشار إليهم خسروا لأجْللِ ما وصفوا به قبلَ اسممِ الإِشارة وهو الكفر بآيات الله . وتوسطُ ضمير الفصل لإِفادة حصر الخسارة فِيهم وهو قصر ادعائي بناء على عدم الاعتداد بخسارة غيرهم بالنسبة إلى خسارتهم فخسارتهم أعظم خسارة .
- إعراب القرآن : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
«لَهُ» جار ومجرور خبر مقدم «مَقالِيدُ» مبتدأ مؤخر «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على السموات والجملة مستأنفة «وَالَّذِينَ» اسم موصول مبتدأ «كَفَرُوا» ماض وفاعل والجملة صلة «بِآياتِ» متعلقان بكفروا «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «أُولئِكَ» مبتدأ «هُمُ» ضمير فصل «الْخاسِرُونَ» خبر مرفوع.
- English - Sahih International : To Him belong the keys of the heavens and the earth And they who disbelieve in the verses of Allah - it is those who are the losers
- English - Tafheem -Maududi : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(39:63) To Him belong the keys of the heavens and the earth. It is those who disbelieve in Allah's Signs who will be the losers.
- Français - Hamidullah : Il détient les clefs des cieux et de la terre; et ceux qui ne croient pas aux versets d'Allah ce sont ceux-là les perdants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Ihm gehören die Schlüssel der Himmel und der Erde Diejenigen die Allahs Zeichen verleugnen das sind die Verlierer
- Spanish - Cortes : Suyas son las llaves de los cielos y de la tierra Los que no crean en los signos de Alá ésos serán los que pierdan
- Português - El Hayek : Suas são as chaves dos céus e da terra; quanto àqueles que negam os versículos de Deus serão os desventurados
- Россию - Кулиев : Ему принадлежат ключи небес и земли А те которые не веруют в знамения Аллаха являются потерпевшими убыток
- Кулиев -ас-Саади : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
Ему принадлежат ключи небес и земли. А те, которые не веруют в знамения Аллаха, являются потерпевшими убыток.Ключи небес и земли - это знание и власть. Всевышний сказал: «Никто не удержит милость, которую Аллах открывает людям. А то, что Он удерживает, никто не может ниспослать после Него. Он - Могущественный, Мудрый» (35:2). Осознание величия Аллаха обязывает людей почитать Его и преклоняться перед Ним. А что касается нечестивцев, которые не ценят Его должным образом, то они непременно окажутся в явном убытке. Они отрицают многочисленные знамения, которые не оставляют никаких сомнений в необходимости приверженности прямому пути, и лишаются возможности украсить свои души верой в Единого Аллаха, свои языки - частым поминанием Господа, а свои тела - покорностью и повиновением Ему. Отказаться от этого могут только люди с разложившейся душой и порочным телом. Они отказываются от райской благодати и отдают предпочтение мучительному наказанию.
- Turkish - Diyanet Isleri : Göklerin ve yerin kilitleri O'nundur Allah'ın ayetlerini inkar edenler işte onlar hüsrandadırlar
- Italiano - Piccardo : Egli detiene le chiavi dei cieli e della terra Coloro che non credono nei segni di Allah sono i perdenti
- كوردى - برهان محمد أمين : کلیک و جڵهوی ئاسمانهکان و زهویش ههر بهدهست ئهوه ئهوانهش که بێ باوهڕ بوون به ئایهت و فهرمانهکانی خوا ئا ئهوانه خۆیان ڕهنجهڕۆ و زهرهرمهندن
- اردو - جالندربرى : اسی کے پاس اسمانوں اور زمین کی کنجیاں ہیں۔ اور جنہوں نے خدا کی ایتوں سے کفر کیا وہی نقصان اٹھانے والے ہیں
- Bosanski - Korkut : u Njega su ključevi nebesa i Zemlje A oni koji u Allahove dokaze ne vjeruju oni će biti izgubljeni
- Swedish - Bernström : Nycklarna till himlarnas och jordens [alla förråd] är i Hans hand och de som vägrar att tro på Guds budskap de är förlorarna
- Indonesia - Bahasa Indonesia : KepunyaanNyalah kuncikunci perbendaharaan langit dan bumi Dan orangorang yang kafir terhadap ayatayat Allah mereka itulah orangorang yang merugi
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
(Kepunyaan-Nyalah kunci-kunci perbendaharaan langit dan bumi) yakni berupa air hujan tumbuh-tumbuhan dan lain sebagainya (Dan orang-orang yang kafir terhadap ayat-ayat Allah) yaitu Alquran (mereka itulah orang-orang yang merugi) ayat ini berhubungan langsung dengan firman-Nya, "Dan Allah menyelamatkan orang-orang yang bertakwa..." (Q.S. Az-Zumar, 61) dan ayat yang ada di antara keduanya merupakan jumlah I'tiradh atau kalimat sisipan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আসমান ও যমীনের চাবি তাঁরই নিকট। যারা আল্লাহর আয়াতসমূহকে অস্বীকার করে তারাই ক্ষতিগ্রস্ত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : வானங்களினுடையவும் பூமியினுடையவும் சாவிகள் அவனிடமே இருக்கின்றன ஆகவே எவர் அல்லாஹ்வின் வசனங்களை நிராகரிக்கின்றார்களோ அவர்கள் தாம் நஷ்டவாளிகள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : การควบคุมดูแลกิจการแห่งชั้นฟ้าทั้งหลายและแผ่นดินเป็นสิทธิของพระองค์ และบรรดาผู้ปฏิเสธสัญญาณทั้งหลายของอัลลอฮฺชนเหล่านั้นพวกเขาเป็นผู้ขาดทุน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Осмонлару ернинг калитлари Унгагина хосдир Аллоҳнинг оятларига куфр келтирганлар ана ўшалар зиёнкорлардир
- 中国语文 - Ma Jian : 天地的钥匙,只是他的;不信真主的迹象者,才是亏折的。
- Melayu - Basmeih : Dia sahajalah yang menguasai urusan dan perbendaharaan langit dan bumi; orangorang yang percayakan yang demikian beruntunglah dan orangorang yang kufur ingkar akan ayatayat keterangan Allah yang jelas nyata itu mereka itulah orangorang yang paling rugi
- Somali - Abduh : Isagaana iska leh xukunka Samooyinka iyo Dhulkaba kuwa gaaloobay aayaadka Eebana waa kuwa khasaaray
- Hausa - Gumi : Shĩ ke da mabũɗan sammai da ƙasã Kuma waɗanda suka kãfirta da ãyõyin Allah waɗannan sũ nemãsu hasãra
- Swahili - Al-Barwani : Yeye anazo funguo za mbingu na ardhi Na wale walio zikataa Ishara za Mwenyezi Mungu hao ndio wenye kukhasiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : të Tij janë çelësat e qiejve dhe të Tokës E ata që i mohojnë argumentet e Perëndisë ata janë të humbur
- فارسى - آیتی : كليدهاى آسمانها و زمين نزد اوست و آنها كه به آيات خدا كافر شدهاند زيانديدگان هستند.
- tajeki - Оятӣ : Калидҳои осмонҳову замин назди Ӯст ва онҳо, ки ба оёти Худо кофир шудаанд, зиёндидагон ҳастанд.
- Uyghur - محمد صالح : ئاسمانلارنىڭ ۋە زېمىننىڭ (خەزىنىلىرىنىڭ) ئاچقۇچلىرى اﷲ نىڭ ئىلكىدىدۇر، اﷲ نىڭ ئايەتلىرىنى ئىنكار قىلغانلار – ئەنە شۇلار زىيان تارتقۇچىلاردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആകാശഭൂമികളുടെ താക്കോലുകള് അവന്റെ വശമാണുള്ളത്. അല്ലാഹുവിന്റെ വചനങ്ങളെ തള്ളിപ്പറയുന്നവര് തന്നെയാണ് തുലഞ്ഞവര്.
- عربى - التفسير الميسر : لله مفاتيح خزائن السموات والارض يعطي منها خلقه كيف يشاء والذين جحدوا بايات القران وما فيها من الدلائل الواضحه اولئك هم الخاسرون في الدنيا بخذلانهم عن الايمان وفي الاخره بخلودهم في النار