- عربي - نصوص الآيات عثماني : غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ذِى ٱلطَّوْلِ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ
- عربى - نصوص الآيات : غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول ۖ لا إله إلا هو ۖ إليه المصير
- عربى - التفسير الميسر : غافر الذنب للمذنبين، وقابل التوب من التائبين، شديد العقاب على مَن تجرَّأَ على الذنوب، ولم يتب منها، وهو سبحانه وتعالى صاحب الإنعام والتفضُّل على عباده الطائعين، لا معبود تصلح العبادة له سواه، إليه مصير جميع الخلائق يوم الحساب، فيجازي كلا بما يستحق.
- السعدى : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
{ غَافِرِ الذَّنْبِ } للمذنبين { وَقَابِلِ التَّوْبِ } من التائبين، { شَدِيدِ الْعِقَابِ } على من تجرأ على الذنوب ولم يتب منها، { ذِي الطَّوْلِ } أي: التفضل والإحسان الشامل.
فلما قرر ما قرر من كماله وكان ذلك موجبًا لأن يكون وحده، المألوه الذي تخلص له الأعمال قال: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }
ووجه المناسبة بذكر نزول القرآن من الله الموصوف بهذه الأوصاف أن هذه الأوصاف مستلزمة لجميع ما يشتمل عليه القرآن، من المعاني.
فإن القرآن: إما إخبار عن أسماء الله، وصفاته، وأفعاله، وهذه أسماء، وأوصاف، وأفعال.
وإما إخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة، فهي من تعليم العليم لعباده.
وإما إخبار عن نعمه العظيمة، وآلائه الجسيمة، وما يوصل إلى ذلك، من الأوامر، فذلك يدل عليه قوله: { ذِي الطَّوْلِ }
وإما إخبار عن نقمه الشديدة، وعما يوجبها ويقتضيها من المعاصي، فذلك يدل عليه قوله: { شَدِيدِ الْعِقَابِ }
وإما دعوة للمذنبين إلى التوبة والإنابة، والاستغفار، فذلك يدل عليه قوله: { غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ }
وإما إخبار بأنه وحده المألوه المعبود، وإقامة الأدلة العقلية والنقلية على ذلك، والحث عليه، والنهي عن عبادة ما سوى الله، وإقامة الأدلة العقلية والنقلية على فسادها والترهيب منها، فذلك يدل عليه قوله تعالى: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ }
وإما إخبار عن حكمه الجزائي العدل، وثواب المحسنين، وعقاب العاصين، فهذا يدل عليه قوله: { إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }
فهذا جميع ما يشتمل عليه القرآن من المطالب العاليات.
- الوسيط لطنطاوي : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
( غَافِرِ الذنب ) أى : ساتر لذنوب عباده ، ومزيل لأثرها عنهم بفضله ورحمته .
فلفظ ( غَافِرِ ) من الغفر بمعنى الستر والتغطية ، يقال : غفر الله - تعالى - ذنب فلان غَفْراً ومغفرة وغفرانا ، إذا غطاه وستره وعفا عنه .
ولفظ الذنب : يطلق على كل قول أو فعل تسوء عاقبته ، مأخوذ من ذنب الشئ ، أى : نهايته ( وَقَابِلِ التوب ) والتوب مصدر بمعنى الرجوع عن الذنب والتوبة منه . يقال : تاب فلان عن الذنب توبة وتوبتا إذا رجع عنه .
أى : أنه - سبحانه يغفر ذنوب عباده ، ويقبل توبتهم فضلا منه وكرما .
قال صاحب الكشاف : ما بال الواو فى قوله ( وَقَابِلِ التوب ) ؟
قلت : فيها نكته جليلة ، وهى إفادة الجمع للمذنب التائب بين رحمتين : بين أن يقبل توبته فيكتبها له طاعة من الطاعات ، وأن يجعلها محاءة للذنوب ، كأنه لم يذنب . كأنه قال : جامع المغفرة والقبول . .
( شَدِيدِ العقاب ) أى : لمن أشرك به ، وأعرض عن الحق الذى جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ( ذِي الطول ) أى : ذى الفضل والثواب والإِنعام على من يشاء من عباده .
والطَّول : السعة والغنى والزيادة ، يقال : لفلان على فلان طول ، أى زيادة وفضل ، ومنه الطُّول فى الجسم لأنه زيادة فيه . قال - تعالى - : ( وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً . . . ) أى : غنى وسعة .
( لاَ إله إِلاَّ هُوَ ) أى : لا إله بحق وصدق إلا هو - سبحانه - .
( إِلَيْهِ المصير ) أى : إليه المرجع والمآب يوم القيامة ، ليحاسبكم على أعمالكم فى الدنيا .
قال القرطبى : روى عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - أنه افتقد رجلا ذا بأس شديد من أهل الشام فلما سأل عنه قيل له : تتابع فى هذا الشراب .
فقال عمر لكاتبه : اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان ، سلام عليك ، وأنا أحمد الله إليك الذى لا إله هو ( بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ . حما . تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز العليم ) .
إلى قوله - تعالى - : ( إِلَيْهِ المصير ) .
ثم ختم الكتاب وقال لرسوله : لا تدفعه إليه حتى تجده صاحيا . ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة . فلما وصل الكتاب إلى الرجل جعل يقرؤه ويقول : قد وعدنى الله أن يغفر لى ، وحذرنى عقابه ، فلم يبرح يرددها حتى بكى ، ثم نزع فأحسن النزع وحسنت توبته .
فلما بلغ عمر ذلك قال : هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أحدكم قد زل زلته فسددوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه .
- البغوى : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
( غافر الذنب ) ساتر الذنب ، ( وقابل التوب ) يعني التوبة ، مصدر تاب يتوب توبا . وقيل : التوب جمع توبة مثل دومة ودوم وحومة وحوم . قال ابن عباس : غافر الذنب لمن قال لا إله إلا الله ، وقابل التوب ممن قال لا إله إلا الله ( شديد العقاب ) لمن لا يقول لا إله إلا الله ، ( ذي الطول ) ذي الغنى عمن لا يقول لا إله إلا الله . قال مجاهد : " ذي الطول " : ذي السعة والغنى . وقال الحسن : ذو الفضل . وقال قتادة : ذو النعم . وقيل : ذو القدرة . وأصل الطول الإنعام الذي تطول مدته على صاحبه . ( لا إله إلا هو إليه المصير ) .
- ابن كثير : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
وقوله : ( غافر الذنب وقابل التوب ) أي : يغفر ما سلف من الذنب ، ويقبل التوبة في المستقبل لمن تاب إليه وخضع لديه .
وقوله : ( شديد العقاب ) أي : لمن تمرد وطغى وآثر الحياة الدنيا ، وعتا عن أوامر الله ، وبغى [ وقد اجتمع في هذه الآية الرجاء والخوف ] . وهذه كقوله تعالى : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ) [ الحجر : 49 ، 50 ] يقرن هذين الوصفين كثيرا في مواضع متعددة من القرآن ; ليبقى العبد بين الرجاء والخوف .
وقوله : ( ذي الطول ) قال ابن عباس : يعني : السعة والغنى . وكذا قال مجاهد وقتادة .
وقال يزيد بن الأصم : ( ذي الطول ) يعني : الخير الكثير .
وقال عكرمة : ( ذي الطول ) ذي المن .
وقال قتادة : [ يعني ] ذي النعم والفواضل .
والمعنى : أنه المتفضل على عباده ، المتطول عليهم بما هو فيه من المنن والأنعام ، التي لا يطيقون القيام بشكر واحدة منها ، ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها [ إن الإنسان لظلوم كفار ] ) [ إبراهيم : 34 ] .
وقوله : ( لا إله إلا هو ) أي : لا نظير له في جميع صفاته ، فلا إله غيره ، ولا رب سواه ( إليه المصير ) أي : المرجع والمآب ، فيجازي كل عامل بعمله ، ( وهو سريع الحساب ) [ الرعد : 41 ] .
وقال أبو بكر بن عياش : سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] فقال : يا أمير المؤمنين إني قتلت ، فهل لي من توبة ؟ فقرأ عليه ( حم . تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم . غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ) وقال : اعمل ولا تيأس .
رواه ابن أبي حاتم - واللفظ له - وابن جرير .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن مروان الرقي ، حدثنا عمر - يعني ابن أيوب - أخبرنا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم قال : كان رجل من أهل الشام ذو بأس ، وكان يفد إلى عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ] ، ففقده عمر فقال : ما فعل فلان بن فلان ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ، يتابع في هذا الشراب . قال : فدعا عمر كاتبه ، فقال : اكتب : " من عمر بن الخطاب إلى فلان ابن فلان ، سلام عليك ، [ أما بعد ] : فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، غافر الذنب وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير " . ثم قال لأصحابه : ادعوا الله لأخيكم أن يقبل بقلبه ، وأن يتوب الله عليه . فلما بلغ الرجل كتاب عمر جعل يقرؤه ويردده ، ويقول : غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ، قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي .
ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث جعفر بن برقان ، وزاد : " فلم يزل يرددها على نفسه ، ثم بكى ثم نزع فأحسن النزع فلما بلغ عمر [ رضي الله عنه ] خبره قال : هكذا فاصنعوا ، إذا رأيتم أخاكم زل زلة فسددوه ووفقوه ، وادعوا الله له أن يتوب عليه ، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا حماد بن واقد - أبو عمر الصفار - ، حدثنا ثابت البناني ، قال : كنت مع مصعب بن الزبير في سواد الكوفة ، فدخلت حائطا أصلي ركعتين فافتتحت : ( حم ) المؤمن ، حتى بلغت : ( لا إله إلا هو إليه المصير ) فإذا رجل خلفي على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقال : إذا قلت : ( غافر الذنب ) فقل : "
يا غافر الذنب ، اغفر لي ذنبي " . وإذا قلت : ( وقابل التوب ) ، فقل : " يا قابل التوب ، اقبل توبتي " . وإذا قلت : ( شديد العقاب ) ، فقل : " يا شديد العقاب ، لا تعاقبني " . قال : فالتفت فلم أر أحدا ، فخرجت إلى الباب فقلت : مر بكم رجل عليه مقطعات يمنية ؟ قالوا : ما رأينا أحدا فكانوا يرون أنه إلياس .ثم رواه من طريق أخرى ، عن ثابت ، بنحوه . وليس فيه ذكر إلياس .
- القرطبى : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب قال الفراء : جعلها كالنعت للمعرفة وهي نكرة . وقال الزجاج : هي خفض على البدل . النحاس : وتحقيق الكلام في هذا وتلخيصه أن غافر الذنب وقابل التوب يجوز أن يكونا معرفتين على أنهما لما مضى فيكونا نعتين ، ويجوز أن يكونا للمستقبل والحال فيكونا نكرتين ، ولا يجوز أن يكونا نعتين على هذا ، ولكن يكون خفضهما على البدل ، ويجوز النصب على الحال ، فأما شديد العقاب فهو نكرة ويكون خفضه على البدل . قال ابن عباس : غافر الذنب لمن قال : " لا إله إلا الله " وقابل التوب ممن قال : " لا إله إلا الله " شديد العقاب لمن لم يقل : " لا إله إلا الله " . وقال ثابت البناني : كنت إلى سرادق مصعب بن الزبير في مكان لا تمر فيه الدواب ، قال : فاستفتحت حم . تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم فمر علي رجل على دابة فلما قلت غافر الذنب قال : قل : يا غافر الذنب اغفر لي ذنبي ، فلما قلت : قابل التوب قال : قل : يا قابل التوب تقبل توبتي ، فلما قلت : شديد العقاب قال : قل : يا شديد العقاب اعف عني ، فلما قلت : ذي الطول قال : قل : يا ذا الطول طل علي بخير ، فقمت إليه فأخذ ببصري ، فالتفت يمينا وشمالا فلم أر شيئا . وقال أهل الإشارة : غافر الذنب فضلا وقابل التوب وعدا شديد العقاب عدلا لا إله إلا هو إليه المصير فردا . وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه افتقد رجلا ذا بأس شديد من أهل الشام ، فقيل له : تتابع في هذا الشراب ، فقال عمر لكاتبه : اكتب من عمر إلى فلان ، سلام عليك ، وأنا أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو : " بسم الله الرحمن الرحيم " حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ثم ختم الكتاب وقال لرسوله : لا تدفعه إليه حتى تجده صاحيا ، ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة ، فلما أتته الصحيفة جعل يقرأها ويقول : قد وعدني الله أن يغفر لي ، وحذرني عقابه ، فلم يبرح يرددها حتى بكى ثم نزع فأحسن النزع وحسنت توبته . فلما بلغ عمر أمره قال : هكذا فاصنعوا ، إذا رأيتم أحدكم قد زل زلة فسددوه وادعوا الله له أن يتوب عليه ، ولا تكونوا أعوانا للشياطين عليه . و " التوب " يجوز أن يكون مصدر تاب يتوب توبا ، ويحتمل أن يكون جمع توبة نحو دومة ودوم وعزمة وعزم ، ومنه قوله : فيخبو ساعة ويهب ساعا
ويجوز أن يكون التوب بمعنى التوبة . قال أبو العباس : والذي يسبق إلى قلبي أن يكون مصدرا ، أي : يقبل هذا الفعل ، كما تقول قال قولا ، وإذا كان جمعا فمعناه يقبل التوبات .
ذي الطول على البدل وعلى النعت ; لأنه معرفة . وأصل الطول الإنعام والفضل . يقال منه : اللهم طل علينا أي : أنعم وتفضل . قال ابن عباس : ذي الطول ذي النعم . وقال مجاهد : ذي الغنى والسعة ، ومنه قوله تعالى : ومن لم يستطع منكم طولا أي : غنى وسعة . وعن ابن عباس أيضا : ذي الطول ذي الغنى عمن لا يقول لا إله إلا الله . وقال عكرمة : ذي الطول ذي المن . قال الجوهري : والطول بالفتح المن ، يقال منه طال عليه وتطول عليه إذا امتن عليه . وقال محمد بن كعب : ذي الطول ذي التفضل ، قال الماوردي : والفرق بين المن والتفضل أن المن عفو عن ذنب . والتفضل إحسان غير مستحق . والطول مأخوذ من الطول كأنه طال بإنعامه على غيره . وقيل : لأنه طالت مدة إنعامه .
لا إله إلا هو إليه المصير أي المرجع .
- الطبرى : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
وفي قوله: ( غَافِرِ الذَّنْبِ ) وجهان ; أحدهما: أن يكون بمعنى يغفر ذنوب العباد, وإذا أريد هذا المعنى, كان خفض غافر وقابل من وجهين, أحدهما من نية تكرير " من ", فيكون معنى الكلام حينئذ: تنـزيل الكتاب من الله العزيز العليم, من غافر الذنب, وقابل التوب, لأن غافر الذنب نكرة, وليس بالأفصح أن يكون نعتا للمعرفة, وهو نكرة, والآخر أن يكون أجرى في إعرابه, وهو نكرة على إعراب الأول كالنعت له, لوقوعه بينه وبين قوله: ( ذِي الطَّوْلِ ) وهو معرفة.. وقد يجوز أن يكون أتبع إعرابه وهو نكرة إعراب الأول, إذ كان مدحا, وكان المدح يتبع إعرابه ما قبله أحيانا, ويعدل به عن إعراب الأول أحيانا بالنصب والرفع كما قال الشاعر:
لا يَبْعَــدَنْ قَــوْمي الَّــذِينَ هــمُ
سُـــمُّ العُــدَاةِ وآفَــةُ الجُــزُرِ
النَّــــازِلينَ بِكُـــلّ مُعْـــتَركٍ
والطَّيِّبِيـــــنَ مَعَــــاقِدَ الأزُر (3)
وكما قال جلّ ثناؤه وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ فرفع فعال وهو نكرة محضة, وأتبع إعراب الغفور الودود; والآخر: أن يكون معناه: أن ذلك من صفته تعالى, إذ كان لم يزل لذنوب العباد غفورا من قبل نـزول هذه الآية وفي حال نـزولها, ومن بعد ذلك, فيكون عند ذلك معرفة صحيحة ونعتا على الصحة. وقال: ( غَافِرِ الذَّنْبِ ) ولم يقل الذنوب, لأنه أريد به الفعل, وأما قوله: ( وَقَابِلِ التَّوْبِ ) فإن التوب قد يكون جمع توبة, كما يجمع الدَّومة دَوما والعَومة عَوما من عومة السفينة, كما قال الشاعر:
عَوْمَ السَّفِينَ فَلَمَّا حالَ دُونَهُمُ (4)
وقد يكون مصدر تاب يتوب توبا.
وقد حدثني محمد بن عبيد المحاربي, قال: ثنا أبو بكر بن عياش, عن أبي إسحاق, قال: جاء رجل إلى عمر, فقال: إني قتلت, فهل لي من توبة؟ قال: نعم, اعمل ولا تيأس, ثم قرأ: ( حم تَنـزيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ) .
وقوله: ( شَدِيدُ الْعِقَابِ ) يقول تعالى ذكره: شديد عقابه لمن عاقبه من أهل العصيان له, فلا تتكلوا على سعة رحمته, ولكن كونوا منه على حذر, باجتناب معاصيه, وأداء فرائضه, فإنه كما أن لا يؤيس أهل الإجرام والآثام من عفوه, وقبول توبة من تاب منهم من جرمه, كذلك لا يؤمنهم من عقابه وانتقامه منهم بما استحلوا من محارمه, وركبوا من معاصيه.
وقوله: ( ذِي الطَّوْلِ ) يقول: ذي الفضل والنعم المبسوطة على من شاء من خلقه; يقال منه: إن فلانا لذو طول على أصحابه, إذا كان ذا فضل عليهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( ذِي الطَّوْلِ ) يقول: ذي السعة والغنى .
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله ( ذِي الطَّوْلِ ) الغنى.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( ذِي الطَّوْلِ ) : أي ذي النعم.
وقال بعضهم: الطول: القدرة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فى قوله ( ذِي الطَّوْلِ ) قال: الطول القدرة, ذاك الطول.
وقوله: ( لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) يقول: لا معبود تصلح له العبادة إلا الله العزيز العليم, الذي صفته ما وصف جلّ ثناؤه, فلا تعبدوا شيئا سواه ( إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) يقول تعالى ذكره: إلى الله مصيركم ومرجعكم أيها الناس, فإياه فاعبدوا, فإنه لا ينفعكم شيء عبدتموه عند ذلك سواه.
---------------------------
الهوامش :
(3) البيتان لخرنق بنت هفان من قصيدة رثت بها زوجها بشر بن عمرو بن مرثد الضبعي ، وابنها علقمة بن بشر وجماعة من قومها قتلوا في معركة ( خزاية الأدب الكبرى للبغدادي 2 : 306 ) ومحل الشاهد في البيتين أنه يجوز قطع نعت المعرفة بالواو ، فقولها: والطيبون نعت مقطوع بالواو من قومي ، للمدح والتعظيم ، يجعله خبر مبتدأ محذوف ، أي هم الطيبون . وقوله" النازلين" : مقطوع فالنصب ، مع أنه نعت لقومي المرفوع . وإنما نصب بفعل مقدر أي أمدح أو أعني ، أو نحوهما ، واستشهد بهما المؤلف ( الطبري ) على أن قوله تعالى :" غافر الذنب" نعت للفظ" الله" المجرور بمن ، ويجوز في هذا النعت الجر على الإتباع ، كما يجوز فيه القطع بالنصب ، بتقدير فعل : أي أخص غافر الذنب ، أو بالرفع ، بتقدير مبتدإ : أي هو غافر الذنب .
(4) هذا صدر بيت لم نعرف قائله ، ولا عجزه . استشهد به المؤلف على أن التوب في قوله تعالى :" قابل التوب" : قد يكون جمع توبة كما يجمع الدومة دوما ، والعومة عوما ، من عوم السفينة .
- ابن عاشور : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
أجريت على اسم الله ستة نعوت معارفُ ، بعضُها بحرف التعريف وبعضها بالإضافة إلى معرّف بالحرف .
ووصْفُ الله بوصفي { العَزِيز العَليم } [ غافر : 2 ] هنا تعريض بأن منكري تنزيل الكتاب منه مغلوبون مقهورون ، وبأن الله يعلم ما تكنّه نفوسهم فهو محاسبهم على ذلك ، ورَمْزٌ إلى أن القرآن كلام العزيز العليم فلا يقدر غير الله على مثله ولا يعلم غير الله أن يأتي بمثله .
وهذا وجه المخالفة بين هذه الآية ونظيرتها من أول سورة الزمر التي جاء فيها وصف { العَزِيز الحكيم } [ الزمر : 1 ] على أنه يتأتى في الوصف بالعلم ما تأتَّى في بعض احتمالات وصف { الحكيم في سورة الزمر . ويتأتى في الوصفين أيضاً ما تَأَتَّى هنالك من طريقي إعجاز القرآن . وفي ذكرهما رمز إلى أن الله أعلم حيث يجعل رسالَته وأنه لا يجاري أهواء الناس فيمن يرشحونه لذلك من كبرائهم { وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ] .
وفي إِتْباع الوصفين العظيمين بأوصاف { غافر الذنب وقَابِل التَّوْب شَديد العِقاب ذِي الطَّول } ترشيح لذلك التعريضضِ كأنه يقول : إن كنتم أذنبتم بالكفر بالقرآن فإن تدارك ذنبكم في مكنتكم لأن الله مقرَّر اتصافه بقبول التوبة وبغفران الذنب فكما غفر لمن تابوا من الأمم فقبل إيمانهم يغفر لمن يتوب منكم .
وتقديم { غافر } على { قابل التوب } مع أنه مرتب عليه في الحصول للاهتمام بتعجيل الإِعلام به لمن استعدّ لتدارك أمره فوصفُ { غافر الذنب وقابل التوب } تعريض بالترغيب ، وصِفتا { شَدِيد العقاب ذِي الطَّول } تعريض بالترهيب . والتوبُ : مصدر تاب ، والتوب بالمثناة والثوب بالمثلثة والأَوْب كلها بمعنى الرجوع ، أي الرجوع إلى أمر الله وامتثاله بعد الابتعاد عنه . وإنما عطفت صفة { وقَابِل التَّوْب } بالواو على صفة { غَافِر الذنب } ولم تُفْصَل كما فُصِلت صفتا { العليمِ } [ غافر : 2 ] { غافرِ الذنب } وصفة { شديد العقاب } إشارة إلى نكتة جليلة وهي إفادة أن يجمَع للمذنب التائب بين رحمتين بين أن يقبل توبته فيجعلها له طاعة ، وبين أن يمحو عنه بها الذنوب التي تاب منها وندِم على فعلها ، فيصبحَ كأنه لم يفعلها . وهذا فضل من الله .
وقوله : { شديد العقاب } إفضاء بصريح الوعيد على التكذيب بالقرآن لأن مجيئه بعد قوله : { تنزيلُ الكِتَاب مِن الله } [ غافر : 2 ] يفيد أنه المقصود من هذا الكلام بواسطة دلالة مستتبعات التراكيب .
والمراد بغافر } و { قابل } أنه موصوف بمدلوليهما فيما مضى إذ ليس المراد أنه سيغفر وسيقبل ، فاسم الفاعل فيهما مقطوع عن مشابهة الفعل ، وهو غير عامل عمَل الفعل ، فلذلك يكتسِبُ التعريف بالإِضافة التي تزيد تقريبه من الأسماء ، وهو المحمل الذي لا يناسب غيرُهُ هنا .
و { التوب } صفة مشبَّهة مضافة لفاعلها ، وقد وقعت نعتاً لاسم الجلالة اعتداداً بأن التعريف الداخل عَلى فاعل الصفة يقوم مقام تعريف الصفة فلم يخالَف ما هو المعروف في الكلام من اتحاد النعت والمنعوت في التعريف واكتساب الصفة المشبهة التعريفَ بالإِضافة هو قول نحاة الكوفة طرداً لباب التعريف بالإضافة ، وسيبَويه يجوز اكتساب الصفات المضافةِ التعريفَ بالإِضافة إلاّ الصفة المشبهة لأن إضافتها إنما هي لفاعلها في المعنى لأن أصل ما تضاف إليه الصفة المشبهة أنه كان فاعلاً فكانت إضافتها إليه مجرد تخفيف لفظي والخطب سهل .
والطوْل يطلق على سعة الفضل وسعة المال ، ويطلق على مطلق القدرة كما في «القاموس» ، وظاهرُه الإِطلاقُ وأقره في «تاج العروس» وجعله من معنى هذه الآية ، ووقوعُه مع { شديد العقاب } ومزاوجتها بوصفي { غافر الذنب وقابل التوب } ليشير إلى التخويف بعذاب الآخرة من وصف { شديد العِقَاب } ، وبعذاب الدنيا من وصف { ذِي الطَّوْل } كقوله : { أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون } [ الزخرف : 42 ] ، وقوله : { قل إن اللَّه قادر على أن ينزل آية } [ الأنعام : 37 ] . وأعقب ذلك بما يدل على الوحدانية وبأن المصير ، أي المرجع إليه تسجيلاً لبطلان الشرك وإفساداً لإِحالتهم البعث .
فجملة { لا إله إلاَّ هو } في موضع الصفة ، وأتبع ذلك بجملة { إليه المَصِير } إنذاراً بالبعث والجزاء لأنه لما أجريت صفات { غَافِر الذَّنب وقَابِل التَّوببِ شَدِيد العِقَاب } أثير في الكلام الإِطماعُ والتخويفُ فكان حقيقاً بأن يشعروا بأن المصير إما إلى ثوابه وإما إلى عقابه فليزنوا أنفسهم ليضعوها حيث يلوح من حالهم .
وتقديم المجرور في { إليه المَصِيرُ } للاهتمام وللرعاية على الفاصلة بحرفين : حرف لين ، وحرف صحيح مثل : العليم ، والبلاد ، وعقاب .
وقد اشتملت فاتحة هذه السورة على ما يشير إلى جوامع أغراضها ويناسب الخوض في تكذيب المشركين بالقرآن ويشير إلى أنهم قد اعتزوا بقوتهم ومكانتهم وأن ذلك زائل عنهم كما زال عن أمم أشد منهم ، فاستوفت هذه الفاتحة كمال ما يطلب في فواتح الأغراض مما يسمى براعة المطلع أو براعة الاستهلال .
- إعراب القرآن : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
«غافِرِ» صفة للفظ الجلالة «الذَّنْبِ» مضاف إليه «وَقابِلِ» معطوف على غافر «التَّوْبِ» مضاف إليه «شَدِيدِ» صفة أيضا «الْعِقابِ» مضاف إليه «ذِي» صفة مجرورة بالياء «الطَّوْلِ» مضاف إليه «لا» نافية للجنس تعمل عمل إن «إِلهَ» اسمه المبني على الفتح وخبرها محذوف «إِلَّا» حرف حصر «هُوَ» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف «إِلَيْهِ» جار ومجرور خبر مقدم «الْمَصِيرُ» مبتدأ مؤخر وجملة لا إله إلّا هو مستأنفة والجملة الاسمية الثانية مستأنفة أيضا
- English - Sahih International : The forgiver of sin acceptor of repentance severe in punishment owner of abundance There is no deity except Him; to Him is the destination
- English - Tafheem -Maududi : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ(40:3) the Forgiver of sins, the Accepter of repentance, the Stern in retribution, the Bountiful. There is no god but He. To Him are all destined to return. *1
- Français - Hamidullah : Le Pardonneur des péchés l'Accueillant au repentir le Dur en punition le Détenteur des faveurs Point de divinité à part Lui et vers Lui est la destination
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : dem Vergebenden der Sünde und dem Anehmenden der Reue dem Strengen in der Bestrafung und Dem Der voller Wohltätigkeit ist Es gibt keinen Gott außer Ihm Zu Ihm ist der Ausgang
- Spanish - Cortes : Que perdona el pecado acepta el arrepentimiento es severo en castigar y lleno de poder No hay más dios que Él ¡Él es el fin de todo
- Português - El Hayek : Remissório do pecado Condescendente Severíssimo no castigo tem longo alcance Não há mais divindade além d'Ele AEle será o retorno
- Россию - Кулиев : Прощающего грехи Принимающего покаяния Сурового в наказании Обладающего милостью Нет божества кроме Него и к Нему предстоит прибытие
- Кулиев -ас-Саади : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
Прощающего грехи, Принимающего покаяния, Сурового в наказании, Обладающего милостью. Нет божества, кроме Него, и к Нему предстоит прибытие.Всевышний сообщил о том, что Священный Коран ниспослан Единственным достойным поклонения Богом - Аллахом. Его божественные качества совершенны, а достойные похвалы деяния неповторимы. Ему покорны все творения, и Он осведомлен обо всем сущем. Он прощает грехи грешникам и принимает покаяния кающихся. Но вместе с тем Он сурово наказывает тех, кто осмеливается на совершение грехов и отказывается принести покаяние. Он обладает великой милостью и делает добро для всех Своих рабов. Все эти совершенные качества свидетельствуют о том, что люди не имеют право поклоняться кому-либо, кроме Аллаха. Именно поэтому далее Он возвестил о том, что нет божества, кроме Него, и что к Нему предстоит конечное возвращение. Господь перечислил некоторые из своих величественных качеств после упоминания о ниспослании Корана, дабы подчеркнуть, что все эти качества присущи божественным аятам последнего Небесного Писания. В этом легко убедиться, если призадуматься над содержанием Священного Корана. Во-первых, в божественном откровении содержится повествование об именах, качествах и деяниях Аллаха. Именно эти божественные атрибуты упоминаются в этих аятах. Во-вторых, в Священном Коране сообщается о великой милости и безграничной добродетели Аллаха. Даже религиозные предписания являются проявлением Божьей милости. В-третьих, в нем сообщается о суровом гневе Всевышнего, а также о грехах, которые вызывают этот гнев. В-четвертых, Священный Коран призывает грешников и ослушников покаяться в грехах, вернуться на прямой путь и просить Аллаха о прощении, и в пользу этого свидетельствуют божественные эпитеты Прощающий грехи и Принимающий покаяния. В-пятых, Небесное Писание проповедует единобожие и объясняет его необходимость логическими доводами и неопровержимыми священными текстами. Оно запрещает людям поклоняться вымышленным богам и изобличает пагубность многобожия также посредством логических доводов и неопровержимых священных текстов. Все это выражается в свидетельстве истинной веры, которое гласит: «Нет божества, кроме Аллаха». Наконец, в-шестых, Священный Коран сообщает о неизбежности справедливого суда, который завершится вознаграждением праведников и наказанием ослушников. Об этом свидетельствует напоминание о конечном возвращении к Господу. Таким образом, в этих аятах Аллах кратко изложил всю суть Священного Писания.
- Turkish - Diyanet Isleri : O günahı bağışlayan tevbeyi kabul eden cezası şiddetli lütfu bol olandır O'ndan başka tanrı yoktur dönüş O'nadır
- Italiano - Piccardo : Colui Che perdona il peccato che accoglie il pentimento che è severo nel castigo il Magnanimo Non c'è altro dio all'infuori di Lui La meta è verso di Lui
- كوردى - برهان محمد أمين : ههمیشه ئهو زاته لێخۆش بووی گوناهه وهرگری تهوبه و پهشیمانیه له بهنده گوناهبارهکانی تۆڵهسێنهره زۆر بهسهختی له یاخی بووان و ستهمکاران دهستهڵاتداره و خاوهن و بهخشێنهری ناز و نیعمهتهکانه هیچ خوایهک نیه جگه لهو سهرهنجامیش ههر بۆ لای ئهوه
- اردو - جالندربرى : جو گناہ بخشنے والا اور توبہ قبول کرنے والا ہے اور سخت عذاب دینے والا اور صاحب کرم ہے۔ اس کے سوا کوئی معبود نہیں۔ اسی کی طرف پھر کر جانا ہے
- Bosanski - Korkut : koji oprašta grijehe i prima pokajanje koji strahovito kažnjava i obilno nagrađuje; drugog boga osim Njega nema Njemu se sve vraća
- Swedish - Bernström : Han som förlåter synd och tar emot ånger som straffar hårt men låter Sin välsignelse flöda [över de troende] Ingen gudom finns utom Han; Han är målet för allas färd
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Yang Mengampuni dosa dan Menerima taubat lagi keras hukumanNya Yang mempunyai karunia Tiada Tuhan yang berhak disembah selain Dia Hanya kepadaNyalah kembali semua makhluk
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
(Yang mengampuni dosa) orang-orang mukmin (dan menerima tobat) mereka (lagi keras hukuman-Nya) terhadap orang-orang kafir, yaitu Dia mengeraskan azab-Nya terhadap mereka (Yang mempunyai karunia) yakni Pemberi nikmat yang lapang; Dia bersifat demikian selama-lamanya. Dimudhafkannya lafal Ghaafir kepada Adz-Dzanbi, lafal Qaabil kepada At-Taubi, dan lafal Syadiid kepada Al-Iqaabi mengandung makna Takrif sebagaimana lafal terakhir yaitu Dzith Thauli. (Tiada Tuhan selain Dia. Hanya kepada-Nyalah kembali) semua makhluk pasti kembali kepada-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : পাপ ক্ষমাকারী তওবা কবুলকারী কঠোর শাস্তিদাতা ও সামর্থ476;ান। তিনি ব্যতীত কোন উপাস্য নেই। তাঁরই দিকে হবে প্রত্যাবর্তন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பாவத்தை மன்னிப்பவனும் தவ்பாவை மன்னிப்புக் கேட்பதை அங்கீகரிப்பவனும் தண்டிப்பதில் கடுமையானவனும் தயை மிக்கவனும் ஆவான் அவனைத் தவிர நாயன் இல்லை அவனிடமே யாவரும் மீள வேண்டியதிருக்கிறது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ผู้ทรงอภัยในบาป และผู้ทรงรับการขอลุแก่โทษ ผู้ทรงเข้มงวดในการลงโทษ ผู้ทรงเต็มเปี่ยมไปด้วยความโปรดปราน ไม่มีพระเจ้าอื่นใดนอกจากพระองค์ ยังพระองค์คือการกลับไป
- Uzbek - Мухаммад Содик : У гуноҳни мағфират қилгувчи тавбани қабул этгувчи иқоби шиддатли ва фазлу карам соҳиби бўлган зотдир Ундан ўзга ибодатга сазовор зот йўқ Қайтиш Унинг Ўзигагинадир
- 中国语文 - Ma Jian : 赦宥罪过、准人忏悔、严厉惩罚、博施恩惠的主。除他外,绝无应受崇拜的;他确是最后的归宿。
- Melayu - Basmeih : Yang Mengampunkan dosa dan Yang Menerima taubat; Yang Berat azabNya; Yang Melimpahlimpah kurniaNya; tiada Tuhan melainkan Dia; kepadaNyalah tempat kembali
- Somali - Abduh : Ee dhaafa danbiga aqbalana toobadda ayna darantahay ciqaabtiisu ee nicmada badanleh Eebe aan ilaahay ahayna ma jiro xaggiisaana loo noqon
- Hausa - Gumi : Mai gãfarta zunubi kuma Mai karɓar tũba Mai tsananin azãba Mai wadãtarwa bãbu abin bautawa fãce Shi zuwa gare Shi makõma take
- Swahili - Al-Barwani : Anaye samehe dhambi na anaye pokea toba Mkali wa kuadhibu Mwenye ukarimu hakuna mungu ila Yeye; marejeo ni kwake
- Shqiptar - Efendi Nahi : I cili falë mëkatet dhe pranon pendimin që dënon ashpër dhe është pronar i të mirave; nuk ka zot tjetër përveç Tij dhe tek Ai është kthimi
- فارسى - آیتی : آمرزنده گناه، پذيرنده توبه، سخت عقوبت، صاحب نعم. هيچ خدايى جز او نيست. بازگشت همه به سوى اوست.
- tajeki - Оятӣ : бахшояндаи гуноҳ, пазирандаи тавба, сахтуқубат, соҳиби ниъам (неъматҳо). Ҳеҷ худое ғайри Ӯ нест. Бозгашти ҳама ба сӯи Ӯст.
- Uyghur - محمد صالح : (اﷲ) گۇناھنى مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، تەۋبىنى قوبۇل قىلغۇچىدۇر. (اﷲ نىڭ) ئازابى قاتتىقتۇر، (اﷲ) ئىنئام ئىگىسىدۇر، ئۇنىڭدىن باشقا ھېچ ئىلاھ يوقتۇر، ئاقىۋەت قايتىدىغان جاي ئۇنىڭ دەرگاھىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവന് പാപം പൊറുക്കുന്നവനാണ്. പശ്ചാത്താപം സ്വീകരിക്കുന്നവനും കഠിനമായി ശിക്ഷിക്കുന്നവനുമാണ്. അതിരുകളില്ലാത്ത കഴിവുകളുള്ളവനും. അവനല്ലാതെ ദൈവമില്ല. അവങ്കലേക്കാണ് എല്ലാറ്റിന്റെയും മടക്കം.
- عربى - التفسير الميسر : غافر الذنب للمذنبين وقابل التوب من التائبين شديد العقاب على من تجرا على الذنوب ولم يتب منها وهو سبحانه وتعالى صاحب الانعام والتفضل على عباده الطائعين لا معبود تصلح العباده له سواه اليه مصير جميع الخلائق يوم الحساب فيجازي كلا بما يستحق
*1) This is the introduction to the discourse. By this the listener has been forewarned to the effect: 'What is being presented before you, is not the word of an ordinary being but of that God Who has infinite power." After this, some of Allah's attributes have been mentioned, one after the other, which bear a deep relevance to the following theme: First, that He is "All-Mighty", i.e. He is Dominant over everything. His every decree concerning anybody is always enforced; none can fight Him and win; none can escape His grasp. Therefore, a person who expects to be successful after turning away from His Command and expects to frustrate His Message after having a dispute with Him is himself foolish. Such notions are only deceptions.
Second, that He is "All-Knowing", i.e. He dces not say anything on mere conjecture, but has the direct knowledge of everything. Therefore, whatever information He gives about the supernatural realities, is lure, and the one who dces not accept it, is following nothing but ignorance. Likewise, He knows in what lies the true success of tnan and what rules and laws and commands are necessary for his well-being. His every teaching is based on wisdom and correct knowledge, which dces not admit of any error. Therefore, if a person does not acecpt His guidance, he only wants to follow the path of his own ruin. Then, nothing from the acts and deeds of man can remain hidden from Him; so much so that He even knows the intentions of man, which arc the real motives of his deeds. Therefore, man can never escape His punishment. The third attribute is that He is "Forgiver of sin and Acceptor of repentance. " This attribute brings hope and causes inducement, which has been mentioned so that the people who have led lives of sin, should not despair but should reform themselves with the hope that if they refrained from their behaviour even now, they could still be redeemed by Allah's mercy. Here, one should understand well that forgiving of sins and accepting of repentance are not necessarily one and the same thing, but in most cases Allah forgives sins even without the repentance. For example, a person commits errors as well as does good, and his good acts become the means of forgiveness for his mistakes, whether or not he had opportunity to show repentance for the errors, but might even have forgotten them. Likewise, all the troubles and hardships and diseases and calamities that afflict man and cause him grief in the world, serve as penance for his mistakes. That is why mention of forgiveness of sins has been made separately from the acceptance of repentance. But one should remember that the concession of forgiveness of errors without repentance only refers to those believers, who are free from defiance and who committed sins due to human weakness and not persistence in pride and sin.
The fourth attribute is that "He is stern in punishment." By this the people have been warned that just as Allah is Merciful for those who adopt the way of His service, so He is stern for those who adopt an attitude of rebellion against Him. When a person (or persons) transgresses the limits where he can still deserve pardon and forgiveness from Allah, then he becomes worthy of His punishment, and His punishment is so dreadful that only a fool would persist in his wrongdoing.
The fifth attribute is that "He is Bountiful", i.e. He is Generous and Beneficent: all creatures are being showered with His blessings and favours every moment: whatever the servants are getting, they are getting only through His bounty and beneficence. After these five attributes, two realities have been stated expressly: (1) That none but Allah is the Deity no matter how many false gods the people might have set up; and (2) that to Him everyone must return: there is no other deity which can call the people to account and reward or punish them. Therefore, if somebody makes another his deity, apart from Him, he will himself face the consequences of his folly.