- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلْإِيمَٰنِ فَتَكْفُرُونَ
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين جحدوا أن الله هو الإله الحق وصرفوا العبادة لغيره عندما يعاينون أهوال النار بأنفسهم، يَمْقُتون أنفسهم أشد المقت، وعند ذلك يناديهم خزنة جهنم: لَمقت الله لكم في الدنيا- حين طلب منكم الإيمان به واتباع رسله، فأبيتم- أكبر من بغضكم لأنفسكم الآن، بعد أن أدركتم أنكم تستحقون سخط الله وعذابه.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
يخبر تعالى عن الفضيحة والخزي الذي يصيب الكافرين، وسؤالهم الرجعة، والخروج من النار، وامتناع ذلك عليهم وتوبيخهم، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } أطلقه ليشمل أنواع الكفر كلها، من الكفر بالله، أو بكتبه، أو برسله، أو باليوم الآخر، حين يدخلون النار، ويقرون أنهم مستحقونها، لما فعلوه من الذنوب والأوزار، فيمقتون أنفسهم لذلك أشد المقت، ويغضبون عليها غاية الغضب، فينادون عند ذلك، ويقال لهم: { لَمَقْتُ اللَّهِ } أي: إياكم { إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } أي: حين دعتكم الرسل وأتباعهم إلى الإيمان، وأقاموا لكم من البينات ما تبين به الحق، فكفرتم وزهدتم في الإيمان الذي خلقكم الله له، وخرجتم من رحمته الواسعة، فمقتكم وأبغضكم، فهذا { أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ } أي: فلم يزل هذا المقت مستمرًا عليكم، والسخط من الكريم حَالَّا بكم، حتى آلت بكم الحال إلى ما آلت، فاليوم حلَّ عليكم غضب الله وعقابه حين نال المؤمنون رضوان الله وثوابه.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
وكعادة القرآن الكريم فى قرن الترغيب بالترهيب أو العكس : جاء الحديث بعد ذلك عن الكافرين . مبينا انقطاعهم عن كل من يشفع لهم ، أو يدعو لهم بخير - كما دعا الملائكة للمؤمنين - فقال - تعالى - :
( إِنَّ الذين كَفَرُواْ . . . ) .
المقت أشد أنواع البغض والغضب . يقال : مقته مقتا ، إذا غضب عليه غضبا شديدا ، ومنه قوله - تعالى - ( وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِّنَ النسآء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَآءَ سَبِيلاً ) والمنادى لهؤلاء الكافرين : هم الملائكة خزنة النار ، أو المؤمنون . وهذا النداء إنما يكون يوم القيامة ، يوم توفى كل نفس ما كسبت .
أى : إن الذين كفروا بعد أن أحاطت بهم النار ، وبعد أن عادوا على أنفسهم بأشد ألوان الندامة والحسرة والمقت . لإيثارها الكفر على الإِيمان .
بعد كل ذلك ( يُنَادَوْنَ ) بأن يقال لهم : إن مقت الله - تعالى - لكم بسبب إصراركم على الكفر حتى هلكتم . . أشد وأعظم من مقتكم لأنفسكم مهما بلغ مقتكم لها وكراهيتكم لها .
قال الآلوسى ما ملخصه : قوله ( يُنَادَوْنَ ) المنادى لهم الخزنة أو المؤمنون يقولون إعظاما لحسرتهم : ( لَمَقْتُ الله أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ ) وهذا معمول للنداء لتضمنه معنى القول ، كأنه قيل : ينادون مقولا لهم : لمقت . . ومقت مصدر مضاف إلى الاسم الجليل : إضافة المصدر لفاعله ، وكذا إضافة المقت الثانى إلى ضمير الخطاب . .
وقوله - سبحانه - : ( إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمان فَتَكْفُرُونَ ) تعليل لمقت الله أى : لغضب الله - تعالى - عليكم ، أشد من غضبكم على أنفسكم الأمارة بالسوء وذلك لأنكم جاءتكم دعوة الحق على ألسنة رسلكم ، فأعرضتم عنها وصممتم على الكفر والفسوق والعصيان ، حتى أدرككم الموت ، وها أنتم اليوم تجزون ما كنتم تعملونه فى الدنيا .
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
قوله عز وجل : ( إن الذين كفروا ينادون ) يوم القيامة وهم في النار وقد مقتوا أنفسهم حين عرضت عليهم سيئاتهم ، وعاينوا العذاب ، فيقال لهم : ( لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ) يعني لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم اليوم أنفسكم عند حلول العذاب بكم .
- ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
يقول تعالى مخبرا عن الكفار : أنهم ينادون يوم القيامة وهم في غمرات النيران يتلظون ، وذلك عندما باشروا من عذاب الله ما لا قبل لأحد به ، فمقتوا عند ذلك أنفسهم وأبغضوها غاية البغض ، بسبب ما أسلفوا من الأعمال السيئة ، التي كانت سبب دخولهم إلى النار ، فأخبرتهم الملائكة عند ذلك إخبارا عاليا ، نادوهم [ به ] نداء بأن مقت الله لهم في الدنيا حين كان يعرض عليهم الإيمان ، فيكفرون ، أشد من مقتكم أيها المعذبون أنفسكم اليوم في هذه الحالة .
قال قتادة في قوله : ( لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ) يقول : لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا ، فتركوه وأبوا أن يقبلوه ، أكبر مما مقتوا أنفسهم حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة .
وهكذا قال الحسن البصري ومجاهد والسدي وذر بن عبد الله الهمداني ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وابن جرير الطبري ، رحمهم الله .
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
قوله تعالى : إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم قال الأخفش : " لمقت " هذه لام الابتداء وقعت بعد ينادون لأن معناه : يقال لهم ، والنداء قول . وقال غيره : المعنى : يقال لهم : لمقت الله إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم . وقال معناه مجاهد . وقال قتادة : المعنى لمقت الله لكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون أكبر من مقتكم أنفسكم إذ عاينتم النار . فإن قيل : كيف يصح أن يمقتوا أنفسهم ؟ ففيه وجهان : أحدهما : أنهم أحلوها بالذنوب محل الممقوت . الثاني : أنهم لما صاروا إلى حال زال عنهم الهوى ، وعلموا أن نفوسهم هي التي أبقتهم في المعاصي مقتوها . وقال محمد بن كعب القرظي : إن أهل النار لما يئسوا مما عند الخزنة وقال لهم مالك : إنكم ماكثون على ما يأتي . قال بعضهم لبعض : يا هؤلاء إنه قد نزل بكم من العذاب والبلاء ما قد ترون ، فهلم فلنصبر فلعل الصبر ينفعنا ، كما صبر أهل الطاعة على طاعة الله فنفعهم الصبر إذ صبروا ، فأجمعوا رأيهم على الصبر فصبروا فطال صبرهم ، ثم جزعوا فنادوا سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص أي : من ملجأ ، فقال إبليس عند ذلك : إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلى قوله : ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي يقول : بمغن عنكم شيئا إني كفرت بما أشركتمون من قبل فلما سمعوا مقالته مقتوا أنفسهم . قال : فنودوا لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون إلى قوله : فهل إلى خروج من سبيل قال فرد عليهم : ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير ذكره ابن المبارك .
- الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)
يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ينادون في النار يوم القيامة إذا دخلوها, فمقتوا بدخولهموها أنفسهم حين عاينوا ما أعدّ الله لهم فيها من أنواع العذاب, فيقال لهم: لمقت الله إياكم أيها القوم في الدنيا, إذ تدعون فيها للإيمان بالله فتكفرون, أكبر من مقتكم اليوم أنفسكم لما حل بكم من سخط الله عليكم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) قال: مقتوا أنفسهم حين رأوا أعمالهم, ومقت الله إياهم في الدنيا, إذ يدعون إلى الإيمان, فيكفرون أكبر.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) يقول: لمقت الله أهل الضلالة حين عرض عليهم الإيمان في الدنيا, فتركوه, وأبوا أن يقبلوا, أكبر مما مقتوا أنفسهم, حين عاينوا عذاب الله يوم القيامة.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) في النار ( إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمَانِ ) في الدنيا( فَتَكْفُرُونَ ) .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ ) ... الآية, قال: لما دخلوا النار مقتوا أنفسهم في معاصي الله التي ركبوها, فنودوا: إن مقت الله إياكم حين دعاكم إلى الإسلام أشد من مقتكم أنفسكم اليوم حين دخلتم النار.
واختلف أهل العربية في وجه دخول هذه اللام في قوله: ( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) فقال بعض أهل العربية من أهل البصرة: هي لام الابتداء, كان ينادون يقال لهم, لأن في النداء قول. قال: ومثله في الإعراب يقال: لزيد أفضل من عمرو. وقال بعض نحويِّي الكوفة: المعنى فيه: ينادون إن مقت الله إياكم, ولكن اللام تكفي من أن تقول في الكلام: ناديت أنّ زيدا قائم, قال: ومثله قوله: ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ اللام بمنـزلة " إن " في كل كلام ضارع القول مثل ينادون ويخبرون, وأشباه ذلك.
وقال آخر غيره منهم: هذه لام اليمين, تدخل مع الحكاية, وما ضارع الحكاية لتدلّ على أن ما بعدها ائتناف. قال: ولا يجوز في جوابات الأيمان أن تقوم مقام اليمين, لأن اللام كانت معها النون أو لم تكن, فاكتفي بها من اليمين, لأنها لا تقع إلا معها.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: دخلت لتؤذن أن ما بعدها ائتناف وأنها لام اليمين.
- ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)
مقابلةُ سؤال الملائكةِ للمؤمنين بالنعيم الخالص يوم القيامة بما يخاطَب به المشركون يومئذٍ من التوبيخ والتنديم وما يراجِعون به من طلب العفو مؤذنة بتقدير معنى الوعد باستجابةِ دعاء الملائكة للمؤمنين ، فطيُّ ذكرِ ذلك ضرب من الإِيجاز .
والانتقال منه إلى بيان ما سيحل بالمشركين يومئذٍ ضرب من الأسلوب الحكيم لأن قوله : { إنَّ الذين كفروا ينادون } الآيات مستأنف استئنافاً بيانياً كأنَّ سائلاً سأل عن تقبل دعاء الملائكة للمؤمنين فأجيب بأن الأهم أن يسأل عن ضد ذلك ، وفي هذا الأسلوب إيماء ورمز إلى أن المهم من هذه الآيات كلها هو موعظة أهل الشرك رجوعاً إلى قوله : { وكذلك حقت كلمات ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار } [ غافر : 6 ] والمراد بالذين كفروا هنا مشركو أهل مكة ، فإنهم المقصود بهذه الأخبار كما تقدم آنفاً في قوله : { ويستغفرون للذين آمنوا } [ غافر : 7 ] .
والمعنى : أنهم يناديهم الملائكة تبليغاً عن رب العزة ، قال تعالى : { أولئك ينادون من مكان بعيد } [ فصلت : 44 ] وهو بعد عن مرتبة الجلال ، أي ينادون وهم في جهنم كما دل عليه قوله : { فهل إلى خروج من سبيل } [ غافر : 11 ] .
واللام في { لَمَقْتُ الله } لام القسم . والمقت : شدة البغض . و { إذْ تُدْعَون } ظرف ل { مَقتكم أنفسكم } .
و { إذ } ظرف للزمن الماضي ، أي حينَ كنتم تدعون إلى الإيمان على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في الدنيا بقرينة { تُدعون } وجيء بالمضارع في { تُدعَون } و { تَكفرون } للدلالة على تكرر دعوتهم إلى الإِيمان وتكرر كفرهم ، أي تجدده .
ومعنى : مقتهم أنفسهم حينئذٍ أنهم فعلوا لأنفسهم ما يُشبه المقت إذ حرموها من فضيلة الإِيمان ومحاسن شرائعه ورضُوا لأنفسهم دين الكفر بعد أن أوقظوا على ما فيه من ضلال ومَغِبَّة سوءٍ ، فكان فعلهم ذلك شبيهاً بفعل المرء لبغيضه من الضر والكيد ، وهذا كما يقال : فلان عدو نفسه . وفي حديث سعد بن أبي وقاص عن عمر بن الخطاب أن عمر قال لنساء من قريش يسألْنَ النبي صلى الله عليه وسلم ويستكثرن ، فلما دخل عمر ابتدَرْن الحجاب فقال لهن : «يا عدُوَّاتتِ أنفسهن أتهبنَني ولا تهِبْنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالمقت مستعار لِقلة التدبر فيما يضر . وقد أشار إلى وجه هذه الاستعارة قوله : { إذْ تُدْعون إلى الإيمان فتكفرون } فمناط الكلام هو { فتكفرون } وفي ذكر { ينادون } ما يدل على كلام محذوف تقديره : أن الذين كفروا يمقتهم الله وينادَون لمقتُ الله الخ .
ومعنى مقت الله : بغضه إياهم وهو مجاز مرسل أطلق على المعاملة بآثار البغض من التحقير والعقاب فهو أقرب إلى حقيقة البغض لأن المراد به أثره وهو المعاملة بالنكال ، وهو شائع شيوع نظائره مما يضاف إلى الله مما تستحيل حقيقته عليه ، وهذا الخبر مستعمل في التوبيخ والتنديم .
و { أكبر } بمعنى أشد وأخطر أثَراً ، فإطلاق الكِبَر عليه مجاز لأن الكبر من أوصاف الأجسام لكنه شاع إطلاقه على القوة في المعاني .
ولما كان مقتهم أنفسهم حَرَمهم من الإِيمان الذي هو سبب النجاة والصلاح وكان غضب الله عليهم أوقعهم في العذاب كان مقت الله إياهم أشدّ وأنكى من مقتهم أنفسهم لأن شدة الإِيلام أقوى من الحرمان من الخير . والمقت الأول قريب من قوله : { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم } [ البقرة : 16 ] ، والمقت الثاني قريب من قوله تعالى : { ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلاّ مقتاً } [ فاطر : 39 ] وهو مقت العذاب . هذا هو الوجه في تفسير الآية الملاقي لتناسق نظمها ، وللمفسرين فيها وجوه أخر تدنو وتبعد مما ذكرنا فاستعرِضْها واحكم فيها .
و { أنفسكم } يتنازعه { مقتُ الله ، } و { مقتِكم } فهو مفعول المصدرين المضافين إلى فاعلَيهما .
وبني فعل { تدعون } إلى النائب للعلم بالفاعل لظهور أن الداعي هو الرسول صلى الله عليه وسلم أو الرسل عليهم السلام . وتفريع { فتكفرون } بالفاء على { تدعون } يفيد أنهم أعقبوا الدعوة بالكفر ، أي بتجديد كفرهم السابق وبإعلانه أي دون أن يتمهلوا مهلة النظر والتدبر فيما دُعوا إليه .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
«إِنَّ الَّذِينَ» إن واسمها «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة وجملة إن استئنافية «يُنادَوْنَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة خبر إن «لَمَقْتُ» اللام لام الابتداء ومقت مبتدأ «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «أَكْبَرُ» خبر والجملة الاسمية مفعول ينادون «مِنْ مَقْتِكُمْ» متعلقان بأكبر «أَنْفُسَكُمْ» مفعول به مقتكم «إِذْ» ظرف زمان «تُدْعَوْنَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة في محل جر بالإضافة «إِلَى الْإِيمانِ» متعلقان بتدعون «فَتَكْفُرُونَ» الفاء حرف عطف ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة معطوفة على تدعون
- English - Sahih International : Indeed those who disbelieve will be addressed "The hatred of Allah for you was [even] greater than your hatred of yourselves [this Day in Hell] when you were invited to faith but you refused"
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ(40:10) It will be announced to the unbelievers (on the Day of Resurrection): 'Surely Allah's abhorrence of you when you were called to believe but you disbelieved was greater than is your abhorrence of yourselves today.' *14
- Français - Hamidullah : A ceux qui n'auront pas cru on proclamera l'aversion d'Allah [envers vous] est plus grande que votre aversion envers vous-mêmes lorsque vous étiez appelés à la foi et que vous persistiez dans la mécréance
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß denjenigen die ungläubig waren wird zugerufen "Allahs Abscheu ist wahrlich größer als eure Abscheu vor euch selbst da ihr zum Glauben aufgerufen worden aber ungläubig geblieben seid"
- Spanish - Cortes : A los que no hayan creído se les gritará El aborrecimiento que Alá os tiene es mayor que el aborrecimiento que os tenéis a vosotros mismos por cuanto invitados a creer no creísteis
- Português - El Hayek : Em verdade aos incrédulos será conclamado Sabei que a aversão de Deus em relação a vós é maior que a vossaaversão em relação a vós mesmos porque quando fostes convocados à fé vós a negastes
- Россию - Кулиев : Воистину к неверующим воззовут Ненависть Аллаха к вам тогда когда вас призывали к вере а вы не веровали была сильнее чем ваша ненависть к самим себе
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
Воистину, к неверующим воззовут: «Ненависть Аллаха к вам тогда, когда вас призывали к вере, а вы не веровали, была сильнее, чем ваша ненависть к самим себе».Всевышний сообщил о стыде и позоре, который ожидает неверующих в Судный день. Когда этот день наступит, они попросят Аллаха вывести их из Преисподней и вернуть в земной мир, но в ответ они услышат только унизительный отказ. Они отказывались уверовать в Аллаха, Священные Писания, Божьих посланников и Судный день, и поэтому они непременно окажутся в Адском Пламени. Там они признаются в том, что заслуживают самого ужасного наказания, поскольку прежде они творили самые ужасные грехи. Они будут испытывать по отношению к себе ненависть и отвращение, но им возвестят о том, что ненависть Аллаха к ним была еще сильнее. О враги Аллаха! Божьи посланники и проповедники истины призывали вас уверовать и приводили вам убедительные доказательства своей правоты. Однако вы отказались уверовать и отвергли то, ради чего были сотворены. В результате вы лишились великой милости своего Господа и заслужили Его ненависть и гнев. Он продолжал гневаться на вас до тех пор, пока вы не оказались здесь. Сегодня Всевышний Аллах обрушит на вас Свой гнев и подвергнет вас лютой каре, а правоверных Он осенит Своей милостью и одарит щедрым вознаграждением.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ama inkar edenlere "Allah'ın gazabı sizin birbirinize olan öfkenizden daha büyüktür; imana çağrıldığınızda inkar ederdiniz" diye seslenilir
- Italiano - Piccardo : Verrà gridato ai miscredenti “L'avversione di Allah verso di voi è certamente maggiore di quanto lo era la vostra contro voi stessi allorché eravate invitati alla fede e la rifiutavate”
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان ئهوانهی که بێ باوهڕن بوون له قیامهتدا بانگیان لێ دهکرێت که ڕق و خهشم و قینی خوا زۆر زیاتره له ڕق و خهشم و قینیان دژ بهیهکتر چونکه کاتی خۆی بانگ دهکران بۆ ئیمان و باوهڕ کهچی ڕێبازی کوفرتان بهرنهدا و لهسهری بهردهوام دهبوون
- اردو - جالندربرى : جن لوگوں نے کفر کیا ان سے پکار کر کہہ دیا جائے گا کہ جب تم دنیا میں ایمان کی طرف بلائے جاتے تھے اور مانتے نہیں تھے تو خدا اس سے کہیں زیادہ بیزار ہوتا تھا جس قدر تم اپنے اپ سے بیزار ہو رہے ہو
- Bosanski - Korkut : Onima koji nisu vjerovali doviknuće se "Allahova odvratnost prema vama kad ste pozivani da vjerujete ostali nevjernici – bila je doista veća od vaše odvratnosti sada prema sebi"
- Swedish - Bernström : Men för dem som förnekade sanningen skall förkunnas "Guds avsky för er är djupare än den avsky ni nu känner för er själva ni som alltid avvisade alla uppmaningar att anta tron"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang yang kafir diserukan kepada mereka pada hari kiamat "Sesungguhnya kebencian Allah kepadamu lebih besar daripada kebencianmu kepada dirimu sendiri karena kamu diseru untuk beriman lalu kamu kafir"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ
(Sesungguhnya orang-orang yang kafir diserukan kepada mereka) oleh para malaikat, sedangkan mereka membenci diri mereka sendiri sewaktu mereka dimasukkan ke dalam neraka ("Sesungguhnya kebencian Allah) kepada kalian (lebih besar daripada kebencian kalian kepada diri kalian sendiri karena kalian diseru) sewaktu di dunia (untuk beriman, lalu kalian kafir.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যারা কাফের তাদেরকে উচ্চঃস্বরে বলা হবে তোমাদের নিজেদের প্রতি তোমাদের আজকের এ ক্ষোভ অপেক্ষা আল্লার ক্ষোভ অধিক ছিল যখন তোমাদেরকে ঈমান আনতে বলা হয়েছিল অতঃপর তোমরা কুফরী করছিল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நிராகரிப்பவர்களிடம்; "இன்னு நீங்கள் உங்கள் ஆன்மாக்களைக் கோபித்துக் கொள்வதைவிட அல்லாஹ்வுடைய கோபம் மிகப் பெரியதாகும்; ஏனென்றால் நீங்கள் நம்பிக்கையின் பால் அழைக்கப்பட்ட போது அதை நிராகரித்து விட்டீர்களே" என்று அவர்களிடம் கூறப்படும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงบรรดาผู้ปฎิเสธศรัทธานั้นจะมีเสียงตะโกนบอกว่า การเกลียดชังของอัลลอฮฺนั้นยิ่งใหญ่กว่าการเกลียดชังของพวกเจ้าต่อตัวของพวกเจ้าเอง เมื่อพวกเจ้าถูกเรียกร้องสู่การศรัทธา แล้วพวกเจ้าก็ได้ปฏิเสธศรัทธา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта куфр келтирганларга Иймонга чақирилганингизда куфр келтирган чоғингиздаги Аллоҳнинг ғазаби сизнинг ўзингизга ҳозирги ғазабингиздан каттароқдир деб нидо қилинур
- 中国语文 - Ma Jian : 不信道者,必定要被召唤说:真主痛恨你们,甚于你们痛恨自身,因为你们曾被召至正信,但你们不信。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya orangorang yang kafir akan dipanggil dan dikatakan kepada mereka pada hari kiamat "Demi sesungguhnya Kebencian Allah kepada kamu lebih besar daripada kebencian kamu kepada diri sendiri sebabnya kerana semasa kamu diseru dan diajak di dunia dahulu supaya beriman kamu enggan dan menolak lalu kamu terus berkeadaan kufur"
- Somali - Abduh : Kuwa gaaloobay waxaa loogu dhawaaqaa qiyaamada cadhada Eebaa ka wayn cadhadaad naftiina ucadhootaan maxaayeelay waxaa laydiinku yeedhi Jiray Iimaanka markaasaad gaaloobayseen
- Hausa - Gumi : Lalle waɗanda suka kãfirta anã kiran su "Haƙĩƙa ƙin Allah a gare ku shĩ ne mafi girma daga ƙinku ga kanku a lõkacin da ake kiran ku zuwa ga ĩmãni sai kunã ta kãfircẽwa"
- Swahili - Al-Barwani : Kwa hakika wale walio kufuru watanadiwa Bila ya shaka kukuchukieni Mwenyezi Mungu ni kukubwa kuliko kujichukia nyinyi nafsi zenu mlipo kuwa mnaitwa kwenye Imani nanyi mkakataa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë ata që kanë mohuar do të thirrën “Urrejtja e Perëndisë ndaj jush është më e madhe se urrejtja juaj ndaj vetvetes kur jeni thirrë në besim por keni mohuar”
- فارسى - آیتی : كافران را ندا مىدهند كه دشمنى خدا با شما از دشمنى شما با خودتان، آنگاه كه به ايمانتان فرا مىخواندند و راه كفر پيش مىگرفتيد، بزرگتر است.
- tajeki - Оятӣ : Кофиронро нидо медиҳанд, ки душмании Худо бо шумо аз душмании шумо бо худатон, он гоҳ ки ба имонатон даъват мекарданд ва роҳи куфр пеш мегирифтед, бузургтар аст.
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، كاپىرلارغا: «اﷲ نىڭ (دۇنيادا) سىلەرگە بولغان غەزىپى سىلەرنىڭ (ئاخىرەتتە) بىر - بىرىڭلارغا بولغان غەزىپىڭلاردىن ئېشىپ چۈشىدۇ، چۈنكى سىلەر ئىمانغا دەۋەت قىلىناتتىڭلار، لېكىن ئىمان ئېيتمايتتىڭلار» دەپ نىدا قىلىنىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യത്തെ തള്ളിപ്പറഞ്ഞവരോട് അന്ന് വിളിച്ചുപറയും: "ഇന്ന് നിങ്ങള്ക്ക് നിങ്ങളോടുതന്നെ കഠിനമായ വെറുപ്പുണ്ട്. എന്നാല് നിങ്ങളെ സത്യവിശ്വാസത്തിലേക്ക് വിളിക്കുകയും നിങ്ങളതിനെ തള്ളിക്കളയുകയും ചെയ്തപ്പോഴുള്ള അല്ലാഹുവിന്റെ വെറുപ്പ് ഇതിനെക്കാള് എത്രയോ രൂക്ഷമായിരുന്നു."
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين جحدوا ان الله هو الاله الحق وصرفوا العباده لغيره عندما يعاينون اهوال النار بانفسهم يمقتون انفسهم اشد المقت وعند ذلك يناديهم خزنه جهنم لمقت الله لكم في الدنيا حين طلب منكم الايمان به واتباع رسله فابيتم اكبر من بغضكم لانفسكم الان بعد ان ادركتم انكم تستحقون سخط الله وعذابه
*14) That is, "When the disbelievers will see on the Day of Resurrection that they had committed a grave folly by founding their entire life-work on polytheism and atheism, denial of the Hereafter and opposition to the Messenger, and due to the folly they were now doomed to that evil end, they will bite at their fingers and will curse themselves fretfully. At that time the angels will proclaim to them: "Today you are being angry with yourselves, but in the world when the Prophets of Allah and the other good people invited you to the right path to save you from this evil end, you turned down their invitation, Allah's wrath against you then was even greater. "