- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلْءَازِفَةِ إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنْ حَمِيمٍۢ وَلَا شَفِيعٍۢ يُطَاعُ
- عربى - نصوص الآيات : وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ۚ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع
- عربى - التفسير الميسر : وحذِّر -أيها الرسول- الناس من يوم القيامة القريب، وإن استبعدوه، إذ قلوب العباد مِن مخافة عقاب الله قد ارتفعت من صدورهم، فتعلقت بحلوقهم، وهم ممتلئون غمًّا وحزنًا. ما للظالمين من قريب ولا صاحب، ولا شفيع يشفع لهم عند ربهم، فيستجاب له.
- السعدى : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ } أي: يوم القيامة التي قد أزفت وقربت، وآن الوصول إلى أهوالها وقلاقلها وزلازلها، { إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ } أي: قد ارتفعت وبقيت أفئدتهم هواء، ووصلت القلوب من الروع والكرب إلى الحناجر، شاخصة أبصارهم. { كَاظِمِينَ } لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا وكاظمين على ما في قلوبهم من الروع الشديد والمزعجات الهائلة.
{ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ } أي: قريب ولا صاحب، { وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } لأن الشفعاء لا يشفعون في الظالم نفسه بالشرك، ولو قدرت شفاعتهم، فالله تعالى لا يرضى شفاعتهم، فلا يقبلها.
- الوسيط لطنطاوي : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
ثم يوجه الله - تعالى أمره إلى النبى صلى الله عليه وسلم بأن يحذر كفار قريش من أهوال هذا اليوم فيقول : ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الأزفة إِذِ القلوب لَدَى الحناجر كَاظِمِينَ . . ) .
والآزفة : القيامة . وأصل معنى الأزفة : القريبة ، وسميت القيامة بذلك لقربها ، يقال : أزف - بزنة فرح - يوم الرحيل : إذا دنا وقرب .
والحناجر : جمع حنجرة وهى الحلقوم .
وكاظمين : حال من أصحاب القلوب على المعنى . فإن ذكر القلوب يدل على ذكر أصحابها .
وأصل الكظم : الحبس والإِمساك للشئ . يقال : كظم القربة إذا ملأها بالماء ، وسد فاها ، حتى لا يخرج منها شئ من الماء .
والمعنى : وأنذر - أيها الرسول الكريم - الناس ، وحذرهم من أهوال يوم عظيم قريب الوقوع ، هذا اليوم تكون قلوبهم فيه مرتفعة عن مواضعها من صدورهم . ومتشبثة بحناجرهم ، ويكونون كاظمين عليها وممسكين بها حتى لا يخرج مع أنفساهم . كما يمسك صاحب القربة فمها لكى لا يتسرب منها الماء .
فالآية الكريمة تصوير يديع لما يكون عليه الناس فى هذا اليوم من فزع شديد ، وكرب عظيم . وخوف ليس بعده خوف .
والحديث عن قرب يوم القيامة قد جاء فى آيات كثيرة منها قوله - تعالى - : ( اقتربت الساعة وانشق القمر . . ) وقوله - سبحانه - ( اقترب لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ) والظاهر أن قوله هنا ( يَوْمَ الأزفة ) هو المفعول الثانى للإِنذار ليس ظرفا له . لأن الإِنذار والتخويف من أهوال يوم القيامة واقع فى دار الدنيا .
وقوله : ( إِذِ القلوب ) بدل من يوم الآزفة .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت " كاظمين " بم انتصب؟ قلت : هو حال من أصحاب القلوب على المعنى ، لأن المعنى : إذ قلوبهم لدى حناجرهم كاظمين عليها . ويجوز أن يكون حالا من القلوب ، وأن القلوب ، كاظمة على غم وكرب فيها مع بلوغها الحناجر .
وإنما جُمِع السلامة ، لأنه وصفها بالكظم الذى هو من أفعال العقلاء ، كما قال - تعالى - : ( والشمس والقمر رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ . . . ) وقوله - تعالى - : ( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ ) نفى لكون هؤلاء الظالمين يوجد فى هذا اليوم من ينفعهم أو يدافع عنهم .
والحميم : هو الإِنسان الذى يحبك ويشفق عليك ويهتم بأمرك ، ومنه قيل لخاصة الرجل : حَامَّتهُ .
والشفيع : من الشفع ، بمعنى الانضمام ، يقال شفع فلان لفلان إذا انضم إليه ليدافع عنه .
أى : ليس للظالمين فى هذا اليوم قريب أو محب يعطف عليهم ، ولا شفيع يطيعهم فى الشفاعة لهم ، لأنهم فى هذا اليوم يكونون محل غضب الجميع ونقمتهم ، بسبب ظلمهم وإصرارهم على كفرهم .
فالآية الكريمة نفت عنهم الصديق الذى يهتم بأمرهم ، والشفيع الذى يشفع لهم ، والإِنسان الذى تكون له أية كلمة تسمع فى شأنهم .
- البغوى : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
( وأنذرهم يوم الآزفة ) يعني : يوم القيامة ، سميت بذلك ؛ لأنها قريبة إذ كل ما هو آت قريب ، نظيره قوله عز وجل : " أزفت الآزفة " ( النجم - 57 ) أي : قربت القيامة ( إذ القلوب لدى الحناجر ) وذلك أنها تزول عن أماكنها من الخوف حتى تصير إلى الحناجر ، فلا هي تعود إلى أماكنها ، ولا هي تخرج من أفواههم فيموتوا ويستريحوا ، ) ( كاظمين ) مكروبين ممتلئين خوفا وحزنا ، والكظم تردد الغيظ والخوف والحزن في القلب حتى يضيق به . ( ما للظالمين من حميم ) قريب ينفعهم ، ( ولا شفيع يطاع ) فيشفع فيهم .
- ابن كثير : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
يوم الآزفة هو : اسم من أسماء يوم القيامة ، سميت بذلك لاقترابها ، كما قال تعالى : ( أزفت الآزفة . ليس لها من دون الله كاشفة ) [ النجم : 57 ، 58 ] وقال ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) [ القمر : 1 ] ، وقال ( اقترب للناس حسابهم ) [ الأنبياء : 1 ] وقال ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) [ النحل : 1 ] وقال ( فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ) [ الملك : 27 ] .
وقوله : ( إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ) [ أي ساكتين ] ، قال قتادة : وقفت القلوب في الحناجر من الخوف ، فلا تخرج ولا تعود إلى أماكنها . وكذا قال عكرمة ، والسدي ، وغير واحد .
ومعنى ) كاظمين ) أي : ساكتين ، لا يتكلم أحد إلا بإذنه ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) [ النبأ : 38 ] .
وقال ابن جريج : ( كاظمين ) أي : باكين .
وقوله : ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) أي : ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك بالله من قريب منهم ينفعهم ، ولا شفيع يشفع فيهم ، بل قد تقطعت بهم الأسباب من كل خير .
- القرطبى : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
قوله تعالى : وأنذرهم يوم الآزفة أي يوم القيامة . سميت بذلك لأنها قريبة ، إذ كل ما هو آت قريب . وأزف فلان أي : قرب يأزف أزفا ، قال النابغة :
أزف الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد
أي : قرب . ونظير هذه الآية : أزفت الآزفة أي : قربت الساعة . وكان بعضهم يتمثل ويقول :
أزف الرحيل وليس لي من زاد غير الذنوب لشقوتي ونكادي
إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين على الحال ، وهو محمول على المعنى . قال الزجاج : المعنى إذ قلوب الناس لدى الحناجر في حال كظمهم . وأجاز الفراء أن يكون التقدير : وأنذرهم كاظمين . وأجاز رفع كاظمين على أنه خبر للقلوب . وقال : المعنى إذ هم كاظمون . وقال الكسائي : يجوز رفع كاظمين على الابتداء . وقد قيل : إن المراد ب " يوم الآزفة " يوم حضور المنية ، قاله قطرب . وكذا إذ القلوب لدى الحناجر عند حضور المنية . والأول أظهر . وقال قتادة : وقعت في الحناجر من المخافة فهي لا تخرج ولا تعود في أمكنتها ، وهذا لا يكون إلا يوم القيامة كما قال : وأفئدتهم هواء . وقيل : هذا إخبار عن نهاية الجزع ، كما قال : وبلغت القلوب الحناجر وأضيف اليوم إلى الآزفة على تقدير : يوم القيامة الآزفة أو يوم المجادلة الآزفة . وعند الكوفيين هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه مثل مسجد الجامع وصلاة الأولى . ما للظالمين من حميم أي من قريب ينفع ولا شفيع يطاع فيشفع فيهم .
- الطبرى : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
القول في تأويل قوله تعالى : وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)
يقول تعالى ذكره لنبيه: وأنذر يا محمد مشركي قومك يوم الآزفة, يعنى يوم القيامة, أن يوافوا الله فيه بأعمالهم الخبيثة, فيستحقوا من الله عقابه الأليم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( يَوْمَ الآزِفَةِ ) قال: يوم القيامة.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ ) يوم القيامة.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ ) قال: يوم القيامة.
حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فى قوله ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ ) قال: يوم القيامة, وقرأ: أَزِفَتِ الآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ .
وقوله: ( إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ) يقول تعالى ذكره: إذ قلوب العباد من مخافة عقاب الله لدى حناجرهم قد شخصت من صدورهم, فتعلقت بحلوقهم كاظميها, يرومون ردّها إلى مواضعها من صدورهم فلا ترجع, ولا هي تخرج من أبدانهم فيموتوا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ ) قال: قد وقعت القلوب في الحناجر من المخافة, فلا هي تخرج ولا تعود إلى أمكنتها.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ) قال: شخصت أفئدتهم عن أمكنتها, فنشبت في حلوقهم, فلم تخرج من أجوافهم فيموتوا, ولم ترجع إلى أمكنتها فتستقرّ.
واختلف أهل العربية في وجه النصب ( كَاظِمِينَ ) فقال بعض نحويِّي البصرة: انتصابه على الحال, كأنه أراد: إذ القلوب لدى الحناجر في هذه الحال. وكان بعض نحويي الكوفة يقول: الألف واللام بدل من الإضافة, كأنه قال: إذا قلوبهم لدى حناجرهم في حال كظمهم. وقال آخر منهم: هو نصب على القطع من المعنى الذي يرجع من ذكرهم في القلوب والحناجر, المعنى : إذ قلوبهم لدى حناجرهم كاظمين. قال: فإن شئت جعلت قطعة من الهاء التي في قوله ( وَأَنْذِرْهُمْ ) قال: والأول أجود في العربية, وقد تقدّم بيان وجه ذلك.
وقوله: ( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ ) يقول جلّ ثناؤه: ما للكافرين بالله يومئذ من حميم يحم (1) لهم, فيدفع عنهم عظيم ما نـزل بهم من عذاب الله, ولا شفيع يشفع لهم عند ربهم فيطاع فيما شفع, ويُجاب فيما سأل.
وبنحو الذي قلنا فى ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ ) قال: من يعنيه أمرهم, ولا شفيع لهم. وقوله: ( يطاع ) صلة للشفيع. ومعنى الكلام: ما للظالمين من حميم ولا شفيع إذا شفع أطيع فيما شفع, فأجيب وقبلت شفاعته له.
------------------------
الهوامش:
(1) في اللسان : حمنى : الأمر وأحمني : أهمني . وقال الأزهري : أحمني هذا الأمر واحتممت له ، كأنه اهتمام بحميم قريب .
- ابن عاشور : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)
الأظهر أن يكون قوله : { وأنذِرْهم } وما بعده معترضاً بين جملة { إن الله سريع الحساب } [ غافر : 17 ] وجملة { يَعْلم خائِنة الأعيُن } [ غافر : 19 ] على الوجهين الآتيين في موقع جملة { يعلم خائنة الأعين } ، فالواو اعتراضية ، والمناسبة أن ذكر الحساب به يقتضي التذكير بالاستعداد ليوم الحساب وهو يوم الآزفة .
ويوم الآزفة يوم القيامة . وأصل الآزفة اسم فاعل مؤنث مشتق من فعل أزِف الأمر ، إذا قرب ، فالآزفة صفة لموصوف محذوف تقديره : الساعة الآزفة ، أو القيامة الآزفة ، مثل الصاخّة ، فتكون إضافة { يوم } إلى { الآزفة } ، حقيقية . وتقدم القول في تعدية الإِنذار إلى ( اليوم ) في قوله : { لتنذر يوم التلاقي } [ غافر : 15 ] .
( و { إذْ } بدل من { يوم } فهو اسم زمان منصوب على المفعول به ، مضاف إلى جملة { القلوب لدى الحناجر } و { أل } في { القُلُوبُ } و { الحناجر } عوض عن المضاف إليه . وأصله : إذْ قلوبهم لدى حناجرهم ، فبواسطة ( أل ) عُوض تعريف الإِضافة بتعريف العهد وهو رَأي نحاة الكوفة ، والبصريون يقدرون : إذ القلوب منهم والحناجر منهم والمعنى : إذ قلوب الذين تنذرهم ، يعني المشركين ، فأمَّا قلوب الصالحين يومئذٍ فمطمئنة .
والقلوب : البضعات الصنوبرية التي تتحرك حركة مستمرة ما دام الجسم حيًّا فتدفع الدم إلى الشرايين التي بها حياة الجسم .
والحناجر : جمع حَنْجَرة بفتح الحاء وفتح الجيم وهي الحُلقوم . ومعنى القلوب لدى الحناجر : أن القلوب يشتدّ اضطراب حركتها من فرط الجزع مما يشاهِده أهلها من بوارق الأهوال حتى تتجاوز القلوبُ مواضعها صاعدة إلى الحناجر كما قال تعالى في ذكر يوم الأحزاب : { وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر } [ الأحزاب : 10 ] .
وكاظم : اسم فاعل من كظَم كُظُوماً ، إذا احتبسَ نفَسُه ( بفتح الفاء ) . فمعنى { كاظمين } : اكنين لا يستطيعون كلاماً . فعلى هذا التأويل لا يقدَّر ل { كاظمين } مفعول لأنه عومل معاملة الفعل اللازم . ويقال : كَظَم كظماً ، إذا سَدّ شيئاً مجرى ماء أو باباً أو طريقاً فهو كاظم ، فعلى هذا يكون المفعول مقدراً . والتقدير : كاظمينها ، أي كاظمين حناجرهم إشفاقاً من أن تخرج منها قلوبهم من شدة الاضطراب . وانتصب { كاظمين } على الحال من ضمير الغائب في قوله : { أنذرهم } على أن الحال حال مقدرة . ويجوز أن يكون حالاً من القلوب على المجاز العقلي بإسناد الكاظم إلى القلوب وإنما الكاظم أصحاب القلوب كما في قوله تعالى : { فويل لهم مما كتبت أيديهم } [ البقرة : 79 ] وإنما الكاتبون هم بأيديهم .
وجملة { ما للظالمين من حميم ولا شفيع يُطاع } في موضع بدل اشتمال من جملة { القُلُوب لدَى الحناجِر } لأن تلك الحالة تقتضي أن يستشرفوا إلى شفاعة من اتخذوهم ليَشفعوا لهم عند الله فلا يُلفون صديقاً ولا شفيعاً . والحميم : المحب المشفق .
والتعريف في { الظالمين } للاستغراق ليعم كل ظالم ، أي مشرك فيشمل الظالمين المنذَرين ، ومن مضى من أمثالهم فيكون بمنزلة التذييل ولذلك فليس ذكر الظالمين من الإِظهار في مقام الإِضمار .
ووصْفُ : { شفيع } بجملة { يطاع } وصْف كاشف إذ ليس أن المراد لهم شفعاء لا تطاع شفاعتهم لظهور قلة جدوى ذلك ولكن لما كان شأن من يتعرض للشفاعة أن يثق بطاعة المشفوع عنده له . وأُتبع { شفيع } بوصف { يطاع } لتلازمهما عرفاً فهو من إيراد نفي الصفة اللازمةِ للموصوف . والمقصودُ : نفي الموصوف بضرب من الكناية التلميحية كقول ابننِ أحمر
: ... ولا تَرى الضبَّ بها ينْجَحِرْ
أي لا ضبّ فيها فينجحر ، وذلك يفيد مفاد التأكيد .
والمعنى : أن الشفيع إذا لم يُطَع فليس بشفيع . والله لا يجترىء أحد على الشفاعة عنده إلا إذا أذن له فلا يشفع عنده إلا مَن يُطاع .
- إعراب القرآن : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
«وَأَنْذِرْهُمْ» حرف استئناف وأمر فاعله مستتر والهاء مفعوله الأول «يَوْمَ» مفعوله الثاني «الْآزِفَةِ» مضاف إليه «إِذِ» بدل من يوم «الْقُلُوبُ» مبتدأ «لَدَى» ظرف مكان متعلق بالخبر المحذوف «الْحَناجِرِ» مضاف إليه «كاظِمِينَ» حال منصوبة والجملة في محل جر بالإضافة «ما» نافية «لِلظَّالِمِينَ» متعلقان بخبر مقدم محذوف «مِنْ» حرف جر زائد «حَمِيمٍ» مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر «وَلا شَفِيعٍ» معطوف على من حميم والجملة مستأنفة «يُطاعُ» مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة صفة لشفيع
- English - Sahih International : And warn them [O Muhammad] of the Approaching Day when hearts are at the throats filled [with distress] For the wrongdoers there will be no devoted friend and no intercessor [who is] obeyed
- English - Tafheem -Maududi : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ(40:18) (O Prophet), then warn them of the Day that has drawn near, *30 the Day when hearts full of suppressed grief will leap up to the throats and the wrong-doers shall neither have any sincere friend *31 nor intercessor whose word will be heeded. *32
- Français - Hamidullah : Et avertis-les du jour qui approche quand les cœurs remonteront aux gorges terrifiés ou angoissés Les injustes n'auront ni ami zélé ni intercesseur écouté
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und warne sie vor dem Tag der immer näher kommenden Stunde des Gerichts an dem die Herzen vor Angst in der Kehle sitzen und sie unterdrücken ihren Grimm an dem die Ungerechten weder einen warmherzigen Freund noch einen Fürsprecher haben dem man gehorchen würde
- Spanish - Cortes : Prevénles contra el día de la Inminente cuando angustiados se les haga un nudo en la garganta No tendrán los impíos ningún amigo ferviente ni intercesor que sea escuchado
- Português - El Hayek : Admoestaos com o dia iminente quando angustiados os corações lhes subirão às gargantas Os iníquos não terãoamigos íntimos nem intercessores que possam obedecer
- Россию - Кулиев : Предупреди их о приближающемся дне когда сердца подступят к горлу и они будут опечалены Не будет у беззаконников ни любящего родственника ни заступника которому подчиняются
- Кулиев -ас-Саади : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
Предупреди их о приближающемся дне, когда сердца подступят к горлу, и они будут опечалены. Не будет у беззаконников ни любящего родственника, ни заступника, которому подчиняются.Всевышний повелел Пророку Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует, предупредить людей о приближении Судного дня. Очень скоро люди воочию убедятся в истинности его ужасных картин и неописуемых потрясений. Души людей от страха и печали подступят к самому горлу, и их сердца опустеют. Они будут озираться вокруг и будут опечалены. Они не смогут выговорить ни единого слова, потому что в Судный день люди будут говорить только с позволения Всевышнего Аллаха и только сущую правду. Сердца неверующих будут переполнены страхом и ужасом, и это только увеличит их скорбь и печаль. У них не будет ни друзей, ни близких. У них не будет даже ходатаев и заступников, потому что ни одно творение не станет заступаться за нечестивца, который осмелился приобщать сотоварищей к Аллаху. Но даже если бы кто-нибудь попытался заступиться за них, Аллах все равно не принял бы этого заступничества.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onları yüreklerin ağıza geleceği tasadan yutkunacakları yaklaşan kıyamet günü ile uyar Zalimlerin ne dostu ne de sözü dinlenecek şefaatçisi olur
- Italiano - Piccardo : Avvertili [o Muhammad] del Giorno che si avvicina quando angosciati avranno i cuori in gola Gli ingiusti non avranno né amici solleciti né intercessori ascoltati
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم بیانترسێنه و ئاگایان بکه له ڕۆژه نزیکهکه ڕۆژی قیامهت کاتێک که دڵهکان دهگهنه گهروو غهمگینی و پهژاره و تهنگانه دڵ ودهروونی خوانهناسان بهتهواوی داگیر ئهکات هیچ دڵسۆز و پشتیوانێک بۆ ستهمکاران نی یه کهس تکاکار و غهمخۆریان نی یه تا قسهیهکی ڕهواجی ههبێت و تکای لێ وهربگیرێت
- اردو - جالندربرى : اور ان کو قریب انے والے دن سے ڈراو جب کہ دل غم سے بھر کر گلوں تک ارہے ہوں گے۔ اور ظالموں کا کوئی دوست نہ ہوگا اور نہ کوئی سفارشی جس کی بات قبول کی جائے
- Bosanski - Korkut : I upozori ih na bliski Sudnji dan kada će srca do grkljana doprijeti i popriječiti se kada nevjernici ni prisna prijatelja ni posrednika neće imati koji će uslišan biti
- Swedish - Bernström : Varna dem att den Dag närmar sig då struparna skall snöras samman av ångest; [då] syndarna inte [skall kunna kalla till hjälp] en kär vän och alla förböner skall vara förgäves
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Berilah mereka peringatan dengan hari yang dekat hari kiamat yaitu ketika hati menyesak sampai di kerongkongan dengan menahan kesedihan Orangorang yang zalim tidak mempunyai teman setia seorangpun dan tidak pula mempunyai seorang pemberi syafa'at yang diterima syafa'atnya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
(Berilah mereka peringatan dengan hari yang dekat) yakni hari kiamat. Berasal dari kata Azifar Rahiilu, artinya, Waktu berangkat telah dekat (yaitu ketika kalbu) menyesak karena dicekam rasa takut (sampai) artinya hingga sesaknya terasa sampai (di kerongkongan dengan menahan kedukaan) penuh dengan kesedihan. Lafal Kaazhimiina ini adalah Hal atau kata keterangan keadaan bagi lafal Al-Quluubu, kemudian dianggap sebagai jamak dengan memakai huruf Ya dan Nun karena diibaratkan kepada para pemiliknya. (Tiada teman-teman yang setia bagi orang-orang yang zalim) maksudnya tiada teman sejawat dan dekat (dan tidak pula mempunyai seorang pemberi syafaat yang diterima syafaatnya) yang dapat diterima syafaatnya; lafal Yuthaa'u sebagai sifat, tidak mengandung pengertian apa-apa, karena pada asalnya tiada syafaat bagi mereka, sebagaimana yang telah diungkapkan oleh firman-Nya yang lain, yaitu, "Maka kami tidak mempunyai pemberi syafaat seorang pun." (Q.S. Asy-Syu'ara, 100). Tetapi kalau lafal Syafii'in, memang mengandung makna, karena ditinjau dari segi dugaan mereka yaitu, bahwasanya mereka memiliki pemberi-pemberi syafaat. Maksudnya, seandainya mereka memberi syafaat, niscaya syafaat mereka tidak akan diterima.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনি তাদেরকে আসন্ন দিন সম্পর্কে সতর্ক করুন যখন প্রাণ কন্ঠাগত হবে দম বন্ধ হওয়ার উপক্রম হবে। পাপিষ্ঠদের জন্যে কোন বন্ধু নেই এবং সুপারিশকারীও নেই; যার সুপারিশ গ্রাহ্য হবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே அண்மையில் வரும் கியாம நாளைப்பற்றி அவர்களுக்கு அச்சமூட்டி எச்சரிக்கை செய்வீராக இருதயங்கள் விசனத்தால் நிரம்பி தொண்டைக்குழிகளுக்கு வரும் அவ்வேளையில் அநியாயக்காரர்களுக்கு இரக்கப்படும் நண்பனோ அல்லது ஏற்றுக்கொள்ளப்படும் சிபாரிசு செய்பவனோ இருக்கமாட்டான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจงเตือนพวกเขาให้ทราบถึงวันที่ใกล้เข้ามา วันกิยามะฮฺ เมื่อหัวใจเข้ามาติดอยู่ที่ลำคอด้วยความอดกลั้น ไม่มีมิตรที่สนิทสนมสำหรับบรรดาผู้อธรรม และไม่มีผู้ช่วยเหลือคนใดที่จะถูกเชื่อฟัง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сен уларни яқинлашгувчи кундан огоҳлантир Ўшанда жонлар халқумга келиб ғамғуссага тўлиб турарлар Золимлар учун ҳеч бир дўст ҳам итоат қилинадиган шафоатчи ҳам йўқ Яқинлашгувчи кун қиёмат кунидир У ҳадемай келиб қолади Кўзни очиб юмгунча рўй беради Одамлар ўша кундан огоҳ бўлсинлар У кун оғир кун бўлади Ҳаёти дунёда куфр ва ширк ила зулмга юрган кишилар учун ёнини оладиган дўст ҳам гапига қулоқ соладиган шафоатчи ҳам бўлмайди
- 中国语文 - Ma Jian : 你应当以临近之日警告他们,那时他们的心将升到咽喉,他满腹忧愁。不义者,将没有任何亲友,也没有奏效的说情者。
- Melayu - Basmeih : Dan berilah amaran wahai Muhammad kepada mereka tentang hari kiamat yang dekat masa datangnya iaitu ketika hati seseorang merasa resah gelisah kerana cemas takut sambil masingmasing menahan perasaannya itu Pada saat itu orangorang yang zalim tidak akan mendapat seorang sahabatpun yang boleh membelanya dan tidak akan mendapat pemberi syafaat yang diterima pertolongannya
- Somali - Abduh : Uga dig Nabiyow dadka Maalinta dhaw Qiyaamada markuu wadnuhu imaan dhuunta Cabsi darteed iyagoo naxsan daalimiinna uma sugnaan sokeeye iyo mid u shafeecoo la maqlo
- Hausa - Gumi : Kuma ka yi musu gargaɗi kan rãnar Sã'a makusanciya a lõkacin da zukãta suke mãsu cika da bakin ciki ga maƙõsansu Bãbu wani masõyi ga azzãlumai kuma bãbu wani mai cẽto da zã a yi wa dã'a ga cẽtonsu
- Swahili - Al-Barwani : Na waonye siku inayo kurubia wakati nyoyo zitakapo fika kooni nao wamejaa huzuni Madhaalimu hawatakuwa na rafiki wala mwombezi wa kuitikiwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe paralajmëroi ata për Ditën e afërt të Gjykimit kur zemrat do t’u vijnë deri në fyt prej pikëllimit Atëherë për njerëzit e këqinj nuk ekziston asnjë mik i sinqertë dhe ndërmjetësues i pranueshëm
- فارسى - آیتی : از روز قيامت بترسانشان. آنگاه كه دلها لبريز از اندوه، نزديك حنجرهها رسد. ستمكاران را در آن روز نه خويشاوندى باشد و نه شفيعى كه سخنش را بشنوند.
- tajeki - Оятӣ : Аз рӯзи қиёмат битарсонашон. Он гоҳ ки дилҳо лабрез аз андӯҳ наздики ҳанҷарҳо (гулӯҳо) расад. Ситамкоронро дар он рӯз на хешованде бошад ва на шафеъе, (пуштибон) ки суханашро бишнаванд.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنى قىيامەت كۈنىدىن ئاگاھلاندۇرغىن، ئۇ چاغدا دىللار (قورقۇنچنىڭ قاتتىقلىقىدىن) بوغۇزلارغا قاپلىشىۋالىدۇ، ئۇلار قايغۇ - ھەسرەتكە تولىدۇ، زالىملارغا يېقىن دوست ۋە شاپائىتى قوبۇل قىلىنىدىغان شاپائەتچى بولمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അടുത്തെത്തിക്കഴിഞ്ഞ ആ നാളിനെപ്പറ്റി നീ അവര്ക്ക് മുന്നറിയിപ്പ് നല്കുക. ഹൃദയങ്ങള് തൊണ്ടക്കുഴികളിലേക്കുയര്ന്നുവരികയും ജനം കൊടിയ ദുഃഖിതരാവുകയും ചെയ്യുന്ന സന്ദര്ഭമാണത്. അക്രമികള്ക്ക് അന്ന് ആത്മ മിത്രമോ സ്വീകാര്യനായ ശിപാര്ശകനോ ഉണ്ടാവുകയില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : وحذر ايها الرسول الناس من يوم القيامه القريب وان استبعدوه اذ قلوب العباد من مخافه عقاب الله قد ارتفعت من صدورهم فتعلقت بحلوقهم وهم ممتلئون غما وحزنا ما للظالمين من قريب ولا صاحب ولا شفيع يشفع لهم عند ربهم فيستجاب له
*30) In the Qur'an the people have been made to realize again and again that Resurrection is not far off but has approached near at hand, and can take place any moment. In An-Nahl: 1, it has been said: "Allah's Judgement has come, so do not clamour for hastening it;" in Al-Anbiya':1: "The time of the reckoning of the people has drawn near, and yet they arc turning away in heedlessness;" in AI-Qamar: 1: "The Hour of Resurrection has drawn near and the moon has split asunder; " and in An-Najm: 57: "That which is coming is near at hand: none but Allah can avert it." All this is meant to warn the people to the effect that they should not become fearless of Resurrection thinking it to be yet far away, but should mend their ways and reform themselves at once.
*31) The word hamim as used in the original implies such a friend of a person as is aroused to action when he sees hire being beaten, and rushes forward to protect and save Him.
*32) This thing has been said to refute the concept of intercession held by the disbelievers. As a matter of fact, the wicked people will have no intercessor at all, for permission to intercede, if at all granted, can be granted only to the righteous servants of Allah, and Allah's righteous servants can never make friends with the disbelievers, polytheists and sinners so that they should even think of intruding on their behalf to save them. But as the disbelievers have generally held, and still hold, the belief that the saints, whose disciples they are, will not allow that they go to Hell, but will see that they are forgiven. Therefore, it has been said: There will be no such intercessor there. who may have to be listened to, and whose recommendation Allah may have to accept necessarily."