- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّۢ مِّمَّا جَآءَكُم بِهِۦ ۖ حَتَّىٰٓ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِنۢ بَعْدِهِۦ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به ۖ حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ۚ كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب
- عربى - التفسير الميسر : ولقد أرسل الله إليكم النبيَّ الكريم يوسف بن يعقوب عليهما السلام من قبل موسى، بالدلائل الواضحة على صدقه، وأمركم بعبادة الله وحده لا شريك له، فما زلتم مرتابين مما جاءكم به في حياته، حتى إذا مات ازداد شككم وشرككم، وقلتم: إن الله لن يرسل من بعده رسولا، مثل ذلك الضلال يُضِلُّ الله كل متجاوز للحق، شاكٍّ في وحدانية الله تعالى، فلا يوفقه إلى الهدى والرشاد.
- السعدى : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
{ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ } بن يعقوب عليهما السلام { مِنْ قَبْلُ } إتيان موسى بالبينات الدالة على صدقه، وأمركم بعبادة ربكم وحده لا شريك له، { فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ } في حياته { حَتَّى إِذَا هَلَكَ } ازداد شككم وشرككم، و { قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا } أي: هذا ظنكم الباطل، وحسبانكم الذي لا يليق بالله تعالى، فإنه تعالى لا يترك خلقه سدى، لا يأمرهم وينهاهم، ويرسل إليهم رسله، وظن أن الله لا يرسل رسولا ظن ضلال، ولهذا قال: { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ } وهذا هو وصفهم الحقيقي الذي وصفوا به موسى ظلمًا وعلوا، فهم المسرفون بتجاوزهم الحق وعدولهم عنه إلى الضلال، وهم الكذبة، حيث نسبوا ذلك إلى الله، وكذبوا رسوله.
فالذي وصفه السرف والكذب، لا ينفك عنهما، لا يهديه الله، ولا يوفقه للخير، لأنه رد الحق بعد أن وصل إليه وعرفه، فجزاؤه أن يعاقبه الله، بأن يمنعه الهدى، كما قال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } { وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
ثم ذكرهم بعد ذلك بما كان من أسلافهم مع أحد أنبيائهم فقال : ( وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُمْ بِهِ حتى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ الله مِن بَعْدِهِ رَسُولاً ) .
والذى عليه المحققون أن المراد بيوسف هنا : يوسف بن يعقوب - عليهما السلام - والمراد بمجيئه إليهم : مجيئه إلى آبائهم ، إذ بين يوسف وموسى - عليهما السلام - أكثر من أربعة قرون ، فالتعبير فى الآية الكريمة من باب نسبة أحوال الآباء إلى الأبناء لسيرهم على منوالهم وعلى طريقتهم فى الإِعراض عن الحق .
أى : ولقد جاء يوسف - عليه السلام - إلى آبائكم من قبل مجئ موسى إليكم ، وكان مجيئه إلى آبائكم مصحوبا بالمعجزات والبينات ، والآيات الواضحات الدالة على صدقه .
( فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُمْ بِهِ ) أى : فما زال آباؤكم فى شك مما جاءهم به من البينات والهدى ، كشأنكم أنتم مع نبيكم موسى - عليه السلام - .
( حتى إِذَا هَلَكَ ) أى : مات يوسف - عليه السلام - .
( قُلْتُمْ ) أى : قال آباؤكم الذين أنتم من نسلهم ( لَن يَبْعَثَ الله مِن بَعْدِهِ رَسُولاً ) فهم قد كذبوا رسالته فى حياته ، وكفروا بمن بعده من الرسل بعد موته ، لأنهم نفوا أن يكون هناك رسول من بعده .
فأنت ترى أن الرجل المؤمن يحذر قومه من أن يسلكوا مسلك آبائهم ، فى تكذيب رسل الله ، وفى الإِعراض عن دعوتهم .
قال ابن كثير : قوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات ) يعنى : أهل مصر ، قد بعث الله فيهم رسولا من قبل موسى ، وهو يوسف - عليه السلام - ، كان عزيز أهل مصر ، وكان رسولا يدعو إلى الله أمته القبط ، فما أطاعوه تلك الساعة إلا لمجرد الوزارة والجاه الدنيوى .
ولهذا قال : ( فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُمْ بِهِ حتى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ الله مِن بَعْدِهِ رَسُولاً ) أى : يئستم فقلتم طامعين : ( لَن يَبْعَثَ الله مِن بَعْدِهِ رَسُولاً ) وذلك لكفرهم وتكذيبهم .
وقوله : ( كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ ) أى : مثل ذلك الإِضلال الفظيع ، يضل الله - تعالى - من هو مسرف فى ارتكاب الفسوق والعصيان ، ومن هو مرتاب فى دينه ، شاك فى صدق رسوله ، لاستيلاء الشيطان والهوى على قلبه .
- البغوى : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
( ولقد جاءكم يوسف من قبل ) يعني يوسف بن يعقوب " من قبل " أي : من قبل موسى ، ) ( بالبينات ) يعني قوله : " أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " ( يوسف - 39 ( فما زلتم في شك مما جاءكم به ) قال ابن عباس : من عبادة الله وحده لا شريك له ، ( حتى إذا هلك ) مات ( قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) أي : أقمتم على كفركم وظننتم أن الله لا يجدد عليكم الحجة ، ( كذلك يضل الله من هو مسرف ) مشرك ، ) ( مرتاب ) شاك .
- ابن كثير : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
وقوله : ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ) يعني : أهل مصر ، قد بعث الله فيهم رسولا من قبل موسى ، وهو يوسف - عليه السلام - كان عزيز أهل مصر ، وكان رسولا يدعو إلى الله أمته القبط ، فما أطاعوه تلك الساعة إلا لمجرد الوزارة والجاه الدنيوي ; ولهذا قال : ( فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) أي : يئستم فقلتم طامعين : ( لن يبعث الله من بعده رسولا ) وذلك لكفرهم وتكذيبهم ( كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب ) أي : كحالكم هذا .
- القرطبى : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
قوله تعالى : ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات قيل : إن هذا من قول موسى . وقيل : هو من تمام وعظ مؤمن آل فرعون ، ذكرهم قديم عتوهم على الأنبياء ، وأراد يوسف بن يعقوب جاءهم بالبينات أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار قال ابن جريج : هو يوسف بن يعقوب بعثه الله تعالى رسولا إلى القبط بعد موت الملك من قبل موسى بالبينات وهي الرؤيا . وقال ابن عباس : هو يوسف بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب أقام فيهم نبيا عشرين سنة . وحكى النقاش عن الضحاك : أن الله تعالى بعث إليهم رسولا من الجن يقال له يوسف . وقال وهب بن منبه : إن فرعون موسى هو فرعون يوسف عمر . وغيره يقول : هو آخر . النحاس : وليس في الآية ما يدل على أنه هو ; لأنه إذا أتى بالبينات نبي لمن معه ولمن بعده فقد جاءهم جميعا بها وعليهم أن يصدقوه بها .
فما زلتم في شك مما جاءكم به أي أسلافكم كانوا في شك . حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا أي من يدعي الرسالة كذلك يضل الله أي مثل ذلك الضلال يضل الله من هو مسرف مرتاب شاك في وحدانية الله تعالى .
- الطبرى : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34)
يقول تعالى ذكره: ولقد جاءكم يوسف بن يعقوب يا قوم من قبل موسى بالواضحات من حجج الله.
كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ ) قال: قبل موسى.
وقوله: ( فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ ) يقول: فلم تزالوا مرتابين فيما أتاكم به يوسف من عند ربكم غير موقني القلوب بحقيقته ( حَتَّى إِذَا هَلَكَ ) يقول: حتى إذا مات يوسف قلتم أيها القوم: لن يبعث الله من بعد يوسف إليكم رسولا بالدعاء إلى الحقّ( كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ ) يقول: هكذا يصد الله عن إصابة الحقّ وقصد السبيل من هو كافر به مرتاب, شاكّ فى حقيقة أخبار رسله.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُمْ بِهِ حتى إِذَا هَلَكَ قُلْتُم لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعدِهِ رَسُولاً } .
توسم فيهم قلة جدوى النصح لهم وأنهم مصممون على تكذيب موسى فارتقى في موعظتهم إلى اللوم على ما مضى ، ولتذكيرهم بأنهم من ذرية قوم كذّبوا يوسف لما جاءهم بالبينات فتكذيب المرشدين إلى الحق شنشنة معروفة في أسلافهم فتكون سجية فيهم . وتأكيد الخبر ب ( قد ) ولام القسم لتحقيقه لأنهم مظنة أن ينكروه لبعد عهدهم به .
فالمجيء في قوله : { جاءكم } مستعار للحصول والظهور والباء للملابسة ، أي ولقد ظهر لكم يوسف ببيّنات . ولا يلزم أن يكون إظهار البينات مقارناً دعوةً إلى شرع لأنه لما أظهر البينات وتحققوا مكَانتهُ كان عليهم بحكم العقل السليم أن يتبينوا آياته ويستهدوا طريقَ الهدى والنجاة ، فإن الله لم يأمر يوسف بأن يدعو فرعون وقومه ، لحكمة لعلَّها هي انتظار الوقت والحاللِ المناسب الذي ادخره الله لموسى عليه السلام .
والبيّنات : الدلائل البينة المظهرة أنه مصطَفى من الله للإِرشاد إلى الخير ، فكان على كل عاقل أن يتبع خطاه ويترسم آثاره ويسأله عما وراء هذا العالم الماديِّ ، بناء على أن معرفة الوحدانية واجبة في أزمان الفترات : إما بالعقل ، أو بما تواتر بين البشر من تعاليم الرسل السابقين على الخلاف بين المتكلمين .
والبينات : إخباره بما هو مغيب عنهم من أحوالهم بطريق الوحي في تعبير الرُّؤَى ، وكذلك آية العصمة التي انفرد بها من بينهم وشهدت له بها امرأة العزيز وشاهِدُ أهلها حتى قال المَلِك : { ائتوني به استخلصه لنفسي } [ يوسف : 54 ] ، فكانت دلائل نبوءة يوسف واضحة ولكنهم لم يستخلصوا منها استدلالاً يقتفون به أثره في صلاح آخرتهم ، وحرصوا على الانتفاع به في تدبير أمور دنياهم فأودعوه خزائن أموالهم وتدبير مملكتهم ، فقال له الملِك : { إنك اليوم لدينا مكين أمين } [ يوسف : 54 ] . ولم يخطر ببالهم أن يسْترشدوا به في سلوكهم الديني . فإن قلت : إذا لم يهتدوا إلى الاسترشاد بيوسف في أمور دينهم وألهاهم الاعتناء بتدبير الدنيا عن تدبير الدين فلماذا لم يدْعُهم يوسف إلى الاعتقاد بالحق واقتصر على أن سَأَل من الملك : { اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم } [ يوسف : 55 ] .
قلت : لأن الله لم يأمره بالدعوة للإِرشاد إلا إذا سُئل منه ذلك لحكمة كما علمت آنفاً ، فأقامه الله مقام المفتي والمرشد لمن استرشد لا مقام المحتسب المغيِّر للمنكر ، و { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } [ الأنعام : 124 ] ، فلما أقامه الله كذلك وعَلِم يوسف من قول الملك : { إنك اليوم لدينا مكين أمين } [ يوسف : 54 ] أن الملك لا يريد إلا تدبير مملكته وأمواله ، لم يسأله أكثر مما يفي له بذلك . وأما وجوب طلبهم المعرفة والاسترشاد منه فذلك حق عليهم ، فمعنى : { فَمَا زِلْتُم في شَكّ مِمَّا جَاءَكُم به } الإِنحاء على أسلافهم في قلة الاهتمام بالبحث عن الكمال الأعلى وهو الكمال النفساني باتباع الدين القويم ، أي فما زال أسلافكم يشعرون بأن يوسف على أمر عظيم من الهُدى غير مألوف لهم ويهرعون إليه في مهماتهم ثم لا تعزم نفوسهم على أن يطلبوا منه الإرشاد في أمور الدين .
فهم من أمره في حالة شك ، أي كان حاصل ما بلغوا إليه في شأنه أنهم في شك مما يكشف لهم عن واجبهم نحوه فانقضت مدة حياة يوسف بينهم وهم في شك من الأمر . فالملام متوجه عليهم لتقصيرهم في طلب ما ينجيهم بعد الموت قال تعالى : { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها } [ الإسراء : 18 ] الآيتين .
وحتى } للغاية وغايتها هو مضمون الجملة التي بعدها وهي جملة : { إذَا هَلَكَ } ، و { إذَا } هنا اسم لزمان المضي مجرورة ب ( حتى ) وليست بظرف ، أي حتى زمننِ هلاك يوسف قُلتم : لن يَبعث الله من بعده رسولاً ، أي قال أسلافكم في وقت وفاة يوسف : لا يبعث الله في المستقبل أبداً رسولاً بعد يوسف ، يعنون : أنا كنا مترددين في الإِيمان بيوسف فقد استرحنا من التردد فإنه لا يجيء من يدَّعِي الرسالة عن الله من بعده ، وهذا قول جَرى منهم على عادة المعاندين والمقاومين لأهل الإِصلاح والفضل أن يعترفوا بفضلهم بعد الموت تندماً على ما فاتهم من خير كانوا يَدعونهم إليه .
وفيه ضرب من المبالغة في الكمال في عصره كما يقال : خاتمة المحققين ، وبقية الصالحين ، ومن لا يأتي الزمان بمثله ، وحاصله أنهم كانوا في شك من بعثة رسول واحد ، وأنهم أيقنوا أن من يَدّعي الرسالة بعده كاذب فلذلك كذبوا موسى .
ومقالتهم هذه لا تقتضي أنهم كانوا يؤمنون بأنه رسول ضرورةَ أنهم كانوا في شك من ذلك وإنما أرادوا بها قطع هذا الاحتمال في المستقبل وكشفَ الشك عن نفوسهم وظاهر هذه الآية أن يوسف كان رسولاً لظاهر قوله : { قلتم لَن يَبْعثَ الله من بَعْدِهِ رَسُولاً } أن رسولاً محال من ضمير { من بعده } . والوجه أن يكون قوله : { رسولا } مفعولَ { يبعث } وأنه لا يقتضي وصف يوسف به فإنه لم يَرِد في الأخبار عدّة في الرسل ولا أنه دعا إلى دين في مصر وكيف والله يقول : { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله } [ يوسف : 76 ] ولا شك في أنه نبيء إذا وجد مساغاً للإرشاد أظهره كقوله : { يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } [ يوسف : 39 ، 40 ] وقوله : { إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون وأتعبتُ ملة آباءي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء } [ يوسف : 37 ، 38 ] .
وعدي فعل { جاءكم } إلى ضمير المخاطبين .
وأسند { فما زِلْتُمْ } و { قلتم } إلى ضميرهم أيضاً ، وهم ما كانوا موجودين حينئذٍ قصداً لحمل تبعة أسلافهم عليهم وتسجيلاً عليهم بأن التكذيب للناصحين واضطراب عقولهم في الانتفاع بدلائل الصدق قد ورثوه عن أسلافهم في جبلّتهم وتقرر في نفوسهم فانتقاله إليهم جيلاً بعد جيل كما تقدم في خطاب بني إسرائيل في سورة [ البقرة : 49 ] : { وإذا نجيناكم من آل فرعون } ونحوه .
جرى أكثر المفسرين على أن هذه الجمل حكاية لبقية كلام المؤمن وبعضهم جعل بعضها من حكاية كلام المؤمن وبعضَها كلاماً من الله تعالى ، وذلك من تجويز أن يكون قوله : { الَّذِينَ يجادلونرسولا كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ * الذين يجادلون فى ءايات الله بِغَيْرِ سلطان أتاهم كَبُرَ مَقْتاً عِندَ الله وَعِندَ الذين ءَامَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } الخ بدلاً أو مبتدأ ، وسكت بعضهم عن ذلك مقتصراً على بيان المعنى دون تصدّ لبيان اتصالَها بما قبلها .
والذي يظهر أن قوله : { كذلك يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ } إلى قوله : { جَبَّارٍ } . كله من كلام الله تعالى معترَض بين كلام المؤمن وكلام فرعون فإن هذا من المعاني الإِسلامية قصد منه العبرة بحال المكذبين بموسى تعريضاً بمشركي قريش ، أي كضلال قوم فرعون يضل الله من هو مسرف مرتاب أمثالكم ، فكذلك يكون جزاؤكم ، ويؤيد هذا الوجه قوله في آخرها : { وَعِندَ الَّذِينَ ءامَنُوا } فإن مؤمن آل فرعون لم يكن معه مؤمن بموسى وهارون غيره ، وهذا من باب تذكر الشيء بضده ، ومما يزيد يقيناً بهذا أن وصف { الذين يجادلون في آيات الله } تكرر أربع مرات من أول هذه السورة ، ثم كان هنا وسطاً في قوله : { إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه } [ غافر : 56 ] ، ثم كان خاتمة في قوله : { ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون } [ غافر : 69 ] .
والإِشارة في قوله كذلك : إلى الضلال المأخوذ من قوله : { يُضِلُّ الله } أي مثل ذلك الضلال يضل الله المسرفين المرتابين ، أي أن ضلال المشركين في تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم مثل ضلال قوم فرعون في تكذيبهم موسى عليه السلام . والخطاب بالكاف المقترنة باسم الإِشارة خطاب للمسلمين .
والمسرف : المُفْرِط في فعل لا خير فيه . والمرتاب : الشديد الريب ، أي الشك .
وإسناد الإِضلال إلى الله كإسناد نفي الهداية إليه في قوله : { إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب } [ غافر : 28 ] ، وتقدم آنفاً .
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
«وَلَقَدْ» الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق «جاءَكُمْ» ماض ومفعوله «يُوسُفُ» فاعله والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بالفعل «بِالْبَيِّناتِ» متعلقان بالفعل أيضا «فَما زِلْتُمْ» الفاء حرف عطف ومازلتم ماض ناقص والتاء اسمه «فِي شَكٍّ» جار ومجرور خبره والجملة معطوفة على ما قبلها «مِمَّا» متعلقان بشك «جاءَكُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر «بِهِ» متعلقان بالفعل والجملة صلة «حَتَّى» حرف ابتداء «إِذا» ظرفية شرطية «هَلَكَ» ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة «قُلْتُمْ» ماض وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها «لَنْ يَبْعَثَ» مضارع منصوب بلن «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل والجملة مقول القول «مِنْ بَعْدِهِ» متعلقان بالفعل «رَسُولًا» مفعول به «كَذلِكَ» صفة لمفعول مطلق محذوف «يُضِلُّ» مضارع «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل «مِنْ» موصولية مفعول به «هُوَ» مبتدأ «مُسْرِفٌ» خبر أول «مُرْتابٌ» خبر ثان والجملة الاسمية صلة وجملة يضل مستأنفة
- English - Sahih International : And Joseph had already come to you before with clear proofs but you remained in doubt of that which he brought to you until when he died you said 'Never will Allah send a messenger after him' Thus does Allah leave astray he who is a transgressor and skeptic"
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ(40:34) Verily Joseph came to you with Clear Signs before, yet you continued to doubt his Message. Thereafter when he died, you said: 'Allah shall send no Messenger after him.'' *51 Thus Allah leads astray those who transgress the limits and are given to much doubting;
- Français - Hamidullah : Certes Joseph vous est venu auparavant avec les preuves évidentes mais vous n'avez jamais cessé d'avoir des doutes sur ce qu'il vous avait apporté Mais lorsqu'il mourut vous dites alors Allah n'enverra plus jamais de Messager après lui Ainsi Allah égare-t-Il celui qui est outrancier et celui qui doute
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Bereits zuvor kam Yusuf zu euch mit den klaren Beweisen Ihr aber bliebt weiterhin im Zweifel über das was er euch gebracht hatte Als er dann gestorben war sagtet ihr Allah wird nach ihm keinen Gesandten mehr erstehen lassen So läßt Allah in die Irre gehen wer maßlos und voller Zweifel ist"
- Spanish - Cortes : Ya antes había venido José a vosotros con las pruebas claras y siempre dudasteis de lo que os trajo Hasta que cuando pereció dijisteis 'Alá no mandará a ningún enviado después de él' Así extravía Alá al inmoderados al escéptico
- Português - El Hayek : Em verdade José vos apresentou as evidências; porém não cessastes de duvidar do que vos apresentou até que quandomorreu dissestes Deus jamais extravia os transgressores extravagantes
- Россию - Кулиев : Прежде к вам явился с ясными знамениями Йусуф Иосиф но вы до сих пор сомневаетесь в том что он вам принес Когда же он умер вы сказали Аллах не отправит посланника после него Так Аллах вводит в заблуждение того кто излишествует и сомневается
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
Прежде к вам явился с ясными знамениями Йусуф (Иосиф), но вы до сих пор сомневаетесь в том, что он вам принес. Когда же он умер, вы сказали: «Аллах не отправит посланника после него». Так Аллах вводит в заблуждение того, кто излишествует и сомневается».Муса - не первый из посланников, который явился к вам от Аллаха. До него к вам явился пророк Йусуф, сын Йакуба. Он призывал вас поклоняться одному Аллаху и не придавать Ему сотоварищей и привел многочисленные доказательства в подтверждение своей правдивости. Но это не помешало вам усомниться в истинности его слов, и даже при жизни Йусуфа вы пребывали в сомнении. Когда же он скончался, то вы окончательно увязли в омуте сомнения и многобожия. Вы даже говорили, что после Йусуфа Аллах уже не пошлет посланника. Но ваши предположения оказались ошибочными. Вы думали о Всевышнем Аллахе самым неподобающим образом, но теперь убедились в том, что Он никогда не бросает Своих рабов на произвол судьбы. Он наблюдает за ними, ниспосылает им Свои повеления и запреты и даже отправляет к ним Своих посланников. Только заблудшие грешники предполагают, что Аллах никогда не отправляет к людям пророков и посланников. Так Аллах вводит в заблуждение тех, кто нарушает дозволенное и сомневается. Эти качества несправедливые и заносчивые неверующие приписывали пророку Мусе, хотя в действительности они сами обладают ими. Они нарушают дозволенное, потому что отрекаются от истины и отдают предпочтение заблуждению. Они же являются лжецами, которые возводят на Аллаха навет и наговаривают на Его пророков и посланников. Грешники, которые обладают этими недостойными качествами, никогда не смогут избавиться от них. Аллах же никогда не наставит их на прямой путь и не поможет им обрести добро. Тот, кто отвергает истину, после того как она стала ясна ему, заслуживает наказания, и Всевышний Аллах наказывает его тем, что лишает Своего божественного руководства. Всевышний сказал: «Когда же они уклонились, Аллах совратил их сердца. Аллах не ведет прямым путем людей нечестивых» (61:5); «Мы отворачиваем их сердца и умы, поскольку они не уверовали в него в первый раз, и оставляем их скитаться вслепую в собственном беззаконии» (6:110).
- Turkish - Diyanet Isleri : "And olsun ki Yusuf da daha önce size belgelerle gelmişti Size getirdiği şeylerden şüphelenip durmuştunuz Sonunda Yusuf ölünce Allah onun ardından hiçbir peygamber göndermeyecek demiştiniz Allah aşırı şüpheciyi işte böylece saptırır"
- Italiano - Piccardo : Già in precedenza Giuseppe vi recò prove evidenti ma non smetteste di dubitare di quello che vi aveva portato Quando poi morì diceste "Dopo di lui Allah non susciterà un altro inviato" Allah allontana così l'iniquo e il dubbioso
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بهخوا بهڕاستی کاتی خۆی یوسف بهڵگه و نیشانهی زۆری بۆ هێنان تا ڕێبازی خواناسی بگرنهبهر کهچی بهردهوام له گوماندا بوون بهرامبهر ئهو بهرنامهو ئاینهی که بۆی هێنابوون ههتا ئهو کاتهی وهفاتی کرد ئهوسا وتتان ئیتر تهواو ههرگیز خوا دوای ئهم پێغهمبهری تر نانێرێت ههر بهو شێوهیه خوا کهسانی سهرکهش و گوناهکار و دڵ دانهمهزراو ڕاڕا گومڕا دهکات
- اردو - جالندربرى : اور پہلے یوسف بھی تمہارے پاس نشانیاں لے کر ائے تھے تو جو وہ لائے تھے اس سے تم ہمیشہ شک ہی میں رہے۔ یہاں تک کہ جب وہ فوت ہوگئے تو تم کہنے لگے کہ خدا اس کے بعد کبھی کوئی پیغمبر نہیں بھیجے گا۔ اسی طرح خدا اس شخص کو گمراہ کر دیتا ہے جو حد سے نکل جانے والا اور شک کرنے والا ہو
- Bosanski - Korkut : Jusuf vam je još davno donio jasne dokaze ali ste vi stalno sumnjali u ono što vam je donio A kad je on umro vi ste rekli 'Allah više neće poslije njega poslati poslanika' Eto tako Allah ostavlja u zabludi svakoga ko u zlu pretjeruje i sumnja
- Swedish - Bernström : Josef kom på sin tid till er med klara vittnesbörd [om sanningen]; men ni trodde inte på det [budskap] som han framförde till er och fortsatte att tvivla och när han dog sade ni 'Efter honom kommer Gud inte att sända fler sändebud'” Så låter Gud den gå vilse som genom misstro och tvivel förslösar sin själ
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya telah datang Yusuf kepadamu dengan membawa keteranganketerangan tetapi kamu senantiasa dalam keraguan tentang apa yang dibawanya kepadamu hingga ketika dia meninggal kamu berkata "Allah tidak akan mengirim seorang rasulpun sesudahnya Demikianlah Allah menyesatkan orangorang yang melampaui batas dan raguragu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ
(Dan sesungguhnya telah datang Yusuf kepada kalian sebelumnya) yakni sebelum Nabi Musa; menurut suatu pendapat ia adalah Yusuf bin Yakub yang usianya dipanjangkan sampai zaman Nabi Musa; atau menurut pendapat yang lain dia adalah Yusuf bin Ibrahim bin Yusuf bin Nabi Yakub (dengan membawa keterangan-keterangan) mukjizat-mukjizat yang tampak jelas (tetapi kalian senantiasa dalam keraguan tentang apa yang dibawanya kepada kalian, sehingga ketika dia meninggal, kalian berkata,) tanpa memakai bukti yang benar lagi ("Allah tidak akan mengirim seorang rasul pun sesudahnya.") selagi kalian masih tetap dalam keadaan kafir atau ingkar kepada Nabi Yusuf dan rasul-rasul lainnya. (Demikianlah) maksudnya sebagaimana kalian disesatkan (Allah menyesatkan orang yang melampaui batas) yakni orang yang musyrik (lagi ragu-ragu) artinya, tidak percaya kepada mukjizat-mukjizat yang telah disaksikannya sendiri.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ইতিপূর্বে তোমাদের কাছে ইউসুফ সুস্পষ্ট প্রামাণাদিসহ আগমন করেছিল অতঃপর তোমরা তার আনীত বিষয়ে সন্দেহই পোষণ করতে। অবশেষে যখন সে মারা গেল তখন তোমরা বলতে শুরু করলে আল্লাহ ইউসুফের পরে আর কাউকে রসূলরূপে পাঠাবেন না। এমনিভাবে আল্লাহ সীমালংঘনকারী সংশয়ী ব্যক্তিকে পথভ্রষ্ট করেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "மேலும் முற்காலத்தில் திட்டமாக யூஸுஃப் தெளிவான அத்தாட்சிகளுடன் உங்களிடம் வந்தார் எனினும் அவர் இறந்து விடும் வரையில் அவர் உங்களிடம் கொண்டு வந்ததைப் பற்றி நீங்கள் சந்தேகத்திலேயே இருந்தீர்கள்; இறுதியில் அவர் இறந்தபின் "அவருக்குப் பின் எந்த ரஸூலையும் தூதரையும் அல்லாஹ் அனுப்பவே மாட்டான்" என்றும் கூறினீர்கள்; இவ்வாறே எவர் வரம்பு மீறிச் சந்தேகிக்கிறாரோ அவரை அல்லாஹ் வழிகேட்டில் விட்டு விடுகிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และโดยแน่นอน แต่ก่อนนี้ยูซุฟ ได้มายังพวกท่านพร้อมด้วยหลักฐ่านอันชัดแจ้งแต่พวกท่านก็ยังคงอยู่ในการสงสัยในสิ่งที่เขาได้นำมายังพวกท่าน จนกระทั่งเมื่อเขาได้ตายไปแล้ว พวกท่านก็กล่าวว่าอัลลอฮฺจะไม่ทรงตั้งร่อซูลคนใดอีกแล้วหลังจากเขา เช่นนั้นแหละอัลลอฮฺจะทรงให้ผู้ที่เขาฝ่าฝืนสงสัยหลงทาง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ бундан олдин Юсуф очиқойдин ҳужжатлар ила келди Бас сиз у ўзингизга келтирган нарсага шак келтириб туриб олдингиз Ниҳоят у вафот этган пайтда Аллоҳ ундан кейин Пайғамбар юбормас дедингиз Аллоҳ шундай қилиб исрофчи ва шубҳачи бўлган кимсани залолатга кетказди Эй қавмим сиз Юсуф алайҳиссаломнинг Пайғамбарлигига шубҳа қилиб иймон келтирмай туриб олдингиз Хуллас Юсуф алайҳиссалом вафот этганида ундан қутулдик Аллоҳ томонидан Пайғамбар бўлиб келдим дейдиган одам энди бўлмайди дедингиз Аллоҳ Юсуф алайҳиссалом ҳақида шубҳада туриб олган ўша отабоболарингизни залолатга кетказгани каби ҳар бир хусусда исрофгар бўлган ва динда шубҳа қилганларни ҳам залолатга кетказди Мусо ҳақида исрофчи ва шубҳачи бўлманг яна Аллоҳ сизни ҳам залолатга кетказиб қўймасин
- 中国语文 - Ma Jian : 以前,优素福确已将许多明证昭示你们,但你们对他所昭示你们的明证,依然在疑惑中,直到他死去的时候,你们还说:在他之后,真主绝不会再派遣任何使者了。'真主这样使过分的怀疑者迷误。
- Melayu - Basmeih : "Dan demi sesungguhnya Nabi Yusuf telah datang kepada kamu dahulu dengan membawa keteranganketerangan yang membuktikan kerasulannya maka kamu tetap juga dalam keraguan mengenai apa yang disampaikannya kepada kamu sehingga apabila ia mati kamu berkata Allah tidak akan mengutuskan lagi Rasul sesudahnya; demikianlah Allah menyesatkan sesiapa yang melampau kederhakaannya lagi yang raguragu kepercayaannya terhadap balasan Tuhannya
- Somali - Abduh : Waxaa dhab ahaan idiin kula mid xujooyin marhore Nabi Yuusuf kamana aydaan tagin shaki wuxuu idiin la yimid markuu dhintayna waxaad dhahdeen ma soobixinaayo Eebe gadaashiis Rasuul saasuuna udhumiyaa Eebe Ruux xad gudba oo shaki badan
- Hausa - Gumi : "Kuma lalle ne haƙĩƙa Yusufu ya zo muku daga gabãni da hujjõji bayyanannu ba ku gushe ba kunã a cikin shakka daga abin da ya zo muku da shi har a lõkacin da ya halaka kuka ce 'Allah bã zai aiko wani Manzo ba a bãyansa' Kamar haka Allah ke ɓatar da wanda yake mai ɓarna mai shakka"
- Swahili - Al-Barwani : Na alikwisha wajieni Yusuf zamani kwa dalili zilizo wazi lakini nyinyi mliendelea katika shaka kwa yale aliyo kuleteeni; mpaka alipo kufa mkasema Mwenyezi Mungu hataleta kabisa Mtume baada yake Kama hivyo Mwenyezi Mungu humwacha kupotea anaye pindukia mipaka katika maasi anaye jitia shaka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë juve më parë u pat ardhur Jusufi me argumente të qarta por ju vazhdimisht dushonit në atë ë u kishte sjellë ai E kur vdiq ai ju thatë “Perëndia kurrsesi nuk do të dërgojë pejgambe pas tij Ja kështu Perëndia e shpie në humbje çdokënd që e kalon kufirin në të këqia dh dyshon
- فارسى - آیتی : يوسف پيش از اين با دلايل روشن بر شما بر شما مبعوث شد و شما از آنچه آورده بود همچنان در شك مىبوديد. چون يوسف بمرد گفتيد: خدا پس از او ديگر پيامبرى نخواهد فرستاد. خدا گزافكار شكآورنده را اين گونه گمراه مىسازد؛
- tajeki - Оятӣ : Юсуф пеш аз ин бо далоили равшан бар шумо мабъус (фиристода) шуд ва шумо аз он чӣ оварда буд, ҳамчунон дар шак мебудед. Чун Юсуф бимурд, гуфтед: «Худо пас аз ӯ дигар паёмбаре нахоҳад фиристод!» Худо таҷовузкори шаковарандаро ин гуна гумроҳ месозад!
- Uyghur - محمد صالح : شەك - شۈبھىسىزكى، ئىلگىرى سىلەرگە يۇسۇف (اﷲ نىڭ دەرگاھىدىن) روشەن مۆجىزىلەرنى ئېلىپ كەلدى. ئۇ ئېلىپ كەلگەن دەلىلدىن سىلەر ھامان شەكلەندىڭلار، تاكى ئۇ ۋاپات بولغاندا، (دەلىل - پاكىتسىز) ھالدا، اﷲ ئۇنىڭدىن كېيىن ھەرگىز پەيغەمبەر ئەۋەتمەيدۇ' دېدىڭلار، اﷲ (گۇناھتا) ھەددىدىن ئاشقۇچىنى، (دىندا) شەكلەنگۈچىنى مۇشۇنداق ئازدۇرىدۇ»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : "വ്യക്തമായ തെളിവുകളുമായി മുമ്പ് യൂസുഫ് നിങ്ങളുടെ അടുത്ത് വന്നു. അപ്പോള് അദ്ദേഹം കൊണ്ടുവന്ന സന്ദേശങ്ങളില് നിങ്ങള് സംശയിച്ചുകൊണ്ടേയിരുന്നു. അദ്ദേഹം മരണമടഞ്ഞപ്പോള് നിങ്ങള് പറഞ്ഞു: “ഇദ്ദേഹത്തിനുശേഷം അല്ലാഹു ഇനിയൊരു ദൂതനെയും അയക്കുകയേ ഇല്ലെ”ന്ന്. ഇവ്വിധം അതിരുവിടുന്നവരെയും സംശയാലുക്കളെയും അല്ലാഹു വഴികേടിലാക്കുന്നു."
- عربى - التفسير الميسر : ولقد ارسل الله اليكم النبي الكريم يوسف بن يعقوب عليهما السلام من قبل موسى بالدلائل الواضحه على صدقه وامركم بعباده الله وحده لا شريك له فما زلتم مرتابين مما جاءكم به في حياته حتى اذا مات ازداد شككم وشرككم وقلتم ان الله لن يرسل من بعده رسولا مثل ذلك الضلال يضل الله كل متجاوز للحق شاك في وحدانيه الله تعالى فلا يوفقه الى الهدى والرشاد
*51) That is, "Your deviation, and then your stubbornness, is such that before Moses (peace be upon him) there came in your land the Prophet Joseph about whom you yourselves admit that he was a man of the highest morals, and you also admit that by giving the right interpretation of the king's dream he saved you from the dreadful effects of the seven-year-long famine, which had struck Egypt in his time; and your entire nation also acknowledges that Egypt has never witnessed a period of greater justice and prosperity than the period of his rule. But in spite of knowing and recognizing all his merits and high qualities you did not believe in him during his life time, and when he died, you said: "Never will the like of him came again!" That is, you recognized his excellences only for an excuse to deny every prophet who came after him. This means that you would not accept guidance in any case."