- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِىَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ۗ وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ۚ فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون
- عربى - التفسير الميسر : ولقد أرسلنا مِن قبلك -أيها الرسول- رسلا كثيرين إلى قومهم يدعونهم، ويصبرون على أذاهم: منهم مَن قصصنا عليك خبرهم، ومنهم مَن لم نقصص عليك، وكلهم مأمورون بتبليغ وحي الله إليهم. وما كان لأحد منهم أن يأتي بآية من الآيات الحسية أو العقلية إلا بإذن الله ومشيئته، فإذا جاء أمر الله بعذاب المكذبين قُضِي بالعدل بين الرسل ومكذبيهم، وخسر هنالك المبطلون؛ لافترائهم على الله الكذب، وعبادتهم غيره.
- السعدى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
أي: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا } كثيرين إلى قومهم، يدعونهم ويصبرون على أذاهم. { مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ } خبرهم { وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } وكل الرسل مدبرون، ليس بيدهم شيء من الأمر.
وما كان لأحد منهم { أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ } من الآيات السمعية والعقلية { إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } أي: بمشيئته وأمره، فاقتراح المقترحين على الرسل الإتيان بالآيات، ظلم منهم، وتعنت، وتكذيب، بعد أن أيدهم اللّه بالآيات الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به. { فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ } بالفصل بين الرسل وأعدائهم، والفتح. { قُضِىَ } بينهم { بِالْحَقِّ } الذي يقع الموقع، ويوافق الصواب بإنجاء الرسل وأتباعهم، وإهلاك المكذبين، ولهذا قال: { وَخَسِرَ هُنَالِكَ } أي: وقت القضاء المذكور { الْمُبْطِلُونَ } الذين وصفهم الباطل، وما جاءوا به من العلم والعمل، باطل، وغايتهم المقصودة لهم، باطلة، فَلْيَحْذَر هؤلاء المخاطبون، أن يستمروا على باطلهم، فيخسروا، كما خسر أولئك، فإن هؤلاء لا خير منهم، ولا لهم براءة في الكتب بالنجاة.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
ثم ساق - سبحانه - تسلية أخرى للرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً . . . ) أى : رسلا كثيرين ( مِّن قَبْلِكَ ) أى من قبل إرسالك إلى الناس .
( مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ ) كنوح وهود وصالح وإبراهيم . وغيرهم .
( وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) أخبارهم وأحوالهم لأن حكمتنا قد اقتضت ذلك .
كما قال - تعالى - فى آية أخرى : ( وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ الله موسى تَكْلِيماً ) والمراد بالآية فى قوله - تعالى - ( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ) المعجة الخارقة الدالة على صدقه فيما يبلغه عن ربه .
أى : وما صح وما استقام لرسول من الرسل أن يأتى بمعجزة من عند نفسه ، وإنما يأتى بها بإذن الله - تعالى - ومشيئته ، إذ المعجزات جميعا عطايا من الله - تعالى - لرسله لتأييدهم فى دعوتهم .
( فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ الله ) أى : فإذا جاء الوقت الذى حدده - سبحانه - لعذاب أعدائه ( قُضِيَ بالحق ) أى : قضى بين الناس جميعا بالحق ، فينجى - سبحانه - بقضائه العادل عباده المؤمنين .
( وَخَسِرَ هُنَالِكَ المبطلون ) أى : وخسر - عند مجئ أمر الله ، عند القضاء بين خلقه - المبطلون ، وهم الذين ماتوا مصرين على كفرهم أو فسوقهم عن أمره .
وكما قال - تعالى - فى آيات أخرى منها قوله - تعالى - : ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المبطلون ) .
- البغوى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ) خبرهم في القرآن ، ( ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) بأمر الله وإرادته ، ( فإذا جاء أمر الله ) قضاؤه بين الأنبياء والأمم ، ( قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون ) .
- ابن كثير : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
ثم قال مسليا له : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ) كما قال في " سورة النساء " سواء ، أي : منهم من أوحينا إليك خبرهم وقصصهم مع قومهم كيف كذبوهم ثم كانت للرسل العاقبة والنصرة ، ( ومنهم من لم نقصص عليك ) وهم أكثر ممن ذكر بأضعاف أضعاف ، كما تقدم التنبيه على ذلك في سورة النساء ، ولله الحمد والمنة .
وقوله : ( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله ) أي : ولم يكن لواحد من الرسل أن يأتي قومه بخارق للعادات ، إلا أن يأذن الله له في ذلك ، فيدل ذلك على صدقه فيما جاءهم به ، ( فإذا جاء أمر الله ) وهو عذابه ونكاله المحيط بالمكذبين ( قضي بالحق ) فينجو المؤمنون ، ويهلك الكافرون ; ولهذا قال : ( وخسر هنالك المبطلون )
- القرطبى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
قوله تعالى : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك عزاه أيضا بما لقيت الرسل من قبله . منهم من قصصنا عليك أي أنبأناك بأخبارهم وما لقوا من قومهم .
ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله أي من قبل نفسه إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله أي إذا جاء الوقت المسمى لعذابهم أهلكهم الله ، وإنما التأخير لإسلام من علم الله إسلامه منهم ، ولمن في أصلابهم من المؤمنين . وقيل : أشار بهذا إلى القتل ببدر . قضي بينهم بالحق وخسر هنالك المبطلون أي الذين يتبعون الباطل والشرك .
- الطبرى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا ) يا محمد ( رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ ) إلى أممها( مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ ) يقول: من أولئك الذين أرسلنا إلى أممهم من قصصنا عليك نبأهم ( وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) نبأهم.
وذُكر عن أنس أنهم ثمانية آلاف.
* ذكر الرواية بذلك:
حدثنا عليّ بن شعيب السمسار, قال: ثنا معن بن عيسى, قال: ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار, عن محمد بن المنكدر, عن يزيد بن أبان, عن أنس بن مالك, قال: بعث النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد ثمانية آلاف من الأنبياء, منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل.
حدثنا أبو كُرَيب قال: ثنا يونس, عن عتبة بن عتيبة البصريّ العبدي, عن أبي سهل عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور الأزديّ, عن سلمان, عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " بعث الله أربعة آلاف نبيّ".
حدثني أحمد بن الحسين الترمذي, قال: ثنا آدم بن أبي إياس, قال: ثنا إسرائيل, عن جابر, عن ابن عبد الله بن يحيى, عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه, في قوله: ( مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) قال: بعث الله عبدا حبشيا نبيا, فهو الذي لم نقصص عليك.
وقوله: ( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه ) يقول تعالى ذكره: وما جعلنا لرسول ممن أرسلناه من قبلك الذين قصصناهم عليك, والذين لم نقصصهم عليك إلى أممها أن يأتي قومه بآية فاصلة بينه وبينهم, إلا بإذن الله له بذلك, فيأتيهم بها; يقول جلّ ثناؤه لنبيه: فلذلك لم يجعل لك أن تأتي قومك بما يسألونك من الآيات دون إذننا لك بذلك, كما لم نجعل لمن قبلك من رسلنا إلا أن نأذن له به ( فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ ) يعني بالعدل, وهو أن ينجي رسله والذين آمنوا معهم ( وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ) يقول: وهلك هنالك الذين أبطلوا في قيلهم الكذب, وافترائهم على الله وادعائهم له شريكا.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)
ذكرنا عند قوله تعالى : { ما يجادل في ءايات الله إلا الذين كفروا } في أول هذه السورة [ 4 ] أن من صور مجادلتهم في الآيات إظهارهم عدم الاقتناع بمعجزة القرآن فكانوا يقترحون آيات كما يريدون لقصدهم إفحام الرسول صلى الله عليه وسلم فلما انقضى تفصيل الإِبطال لضلالهم بالأدلة البَيِّنَة والتذكير بالنعمة والإِنذارِ بالترهيب والترغيب وضرببِ الأمثال بأحوال الأمم المكذّبة ثم بوعد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالنصر وتحقيق الوعد ، أعقب ذلك بتثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ما كان شأنُه إلا شأنَ الرُّسُل من قبله أن لا يأتوا بالآيات من تلقاءِ أنفسهم ولا استجابةً لرغائب معانديهم ولكنها الآيات عند الله يُظهر ما شاء منها بمقتضى إرادته الجارية على وفق علمه وحكمته ، وفي ذلك تعريض بالرد على المجادلين في آيات الله ، وتنبيه لهم على خطإ ظنهم أن الرُّسل تنتصب لمناقشة المعاندين .
فالمقصود الأهمّ من هذه الآية هو قوله : { وَمَا كَانَ لِرَسُوللٍ أنْ يأتِيَ بِآيَةٍ إلاَّ بإذْننِ الله } وأما قوله : { وَلَقَدْ أرْسَلْنَا رُسُلاً مِن قَبْلِكَ } الخ فهو كمقدمة للمقصود لتأكيد العموم من قوله : { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } ، وهو مع ذلك يفيد بتقديمه معنى مستقلاً من رد مجادلتهم فإنهم كانوا يقولون : { ما أنزل اللَّه على بشر من شيء } [ الأنعام : 91 ] ويقولون : { لولا أنزل عليه ملك } [ الأنعام : 8 ] فدُمغت مزاعمهم بما هو معلوم بالتواتر من تكرر بعثة الرسل في العصور والأمم الكثيرة .
وقد بعث الله رسلاً وأنبياء لا يعلم عددهم إلا الله تعالى لأن منهم من أعلم الله بهم نبيه صلى الله عليه وسلم ومنهم من لم يعلمه بهم إذ لا كمال في الإِعلام بمن لم يعلمه بهم ، والذين أعلمه بهم منهم من قصّهُ في القرآن ، ومنهم من أعلمه بهم بوحي غير القرآن فورد ذكر بعضهم في الآثار الصحيحة بتعيين أو بدون تعيين ، ففي الحديث : « أن الله بعث نبيئاً اسمه عَبُّود عبداً أسود » وفي الحديث ذكر : حَنظلة بن صفوان نَبيُ أهل الرس ، وذكرُ خالد بن سِنان نبي عَبس ، وفي الحديث : « أن نبيئاً لسعَتْه نملة فأحرق قريتها فعوتِبَ في ذلك » ولا يكاد الناس يحصون عددهم لتباعد أزمانهم وتكاثر أممهم وتقاصِي أقطارهم مما لا تحيط به علوم الناس ولا تستطيع إحصاءه أقلام المؤرخين وأخبار القصاصين وقد حصل من العلم ببعضهم وبعض أممهم ما فيه كفاية لتحصيل العبرة في الخير والشر ، والترغيب والترهيب .
وقد جاء في القرآن تسمية خمسةَ عشر رسولاً وهم : نوح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وهُود وصالح وشعيب وموسى وهارون وعيسى ويونس ومحمد صلى الله عليه وسلم واثنا عشر نبيئاً وهم : داود وسليمان وأيوب وزكرياء ويحيى وإلياس واليسع وإدريس وآدم وذو الكِفل وذو القرنين ولقمان ونبيئة وهي مريم .
وورد بالإِجمال دون تسمية صاحبُ موسى المسمى في السنة خضراء ونبيُ بني إسرائيل وهو صمويل وتُبَّعٌ .
وليس المسلمون مطالبين بأن يعلموا غير محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الأنبياء الذين ذكروا في القرآن بصريح وصف النبوءة يجب الإِيمان بنبوءتهم لمن قرأ الآيات التي ذكروا فيها وعدتهم خمسة وعشرون بين رسول ونبيء ، وقد اشتمل قوله تعالى : { وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه } إلى قوله : { ولوطاً } [ الأنعام : 83 86 ] على أسماء ثمانية عشر منهم وذكر أسماء سبعة آخرين في آيات أخرى وقد جمعها من قال :
حَتْم على كل ذي التكليف معرفة ... بأنبياء على التفصيل قد علموا
في تلك حجتنا منهم ثمانية ... من بعد عشر ويبقى سبعة وهم
إدريس هود شعيب صالح وكذا ... ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا
واعلم أن في كون يوسف رسولاً تردداً بينتُه عند قوله تعالى : { ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات } في هذه السورة [ 34 ] ، وأن في نبوءة الخضر ولقمان وذي القرنين ومريم تردداً . واخترتُ إثبات نبوءتهم لأن الله ذكر في بَعْضهم أنه خاطبهم ، وذكر في بعضهم أنه أوتى الحِكمة وقد اشتهرتْ في النبوءة ، وفي بعضهم أنه كلمتْه الملائكة . ولا يجب الإِيمان إلا بوقوع الرسالة والنبوءة على الإِجمال .
ولا يجب على الأمة الإِيمان بنبوءة رسالة معين إلا محمداً صلى الله عليه وسلم أو من بلغ العلمُ بنبوءته بين المسلمين مبلغ اليقين لتواتره مثل موسى وعيسى وإبراهيم ونوح .
ولكن من اطلع على ذكر نبوءة نبيء بوصفه ذلك في القرآن صريحاً وجب عليه الإِيمان بما علمه . وما ثبت بأخبار الآحاد لا يجب الإِيمان به لأن الاعتقادات لا تجبُ بالظن ولكن ذلك تعْليم لا وجوبُ اعتقاد .
وتنكير { رسلاً } مفيد للتعظيم والتكثير ، أي أرسلنا رسلاً عددهم كثير وشأنهم عظيم . وعطف { ومَا كَانَ لِرَسُولٍ } الخ بالواو دون الفاء يفيد استقلال هذه الجملة بنفسها لما فيها من معنى عظيم حقيق بأن لا يكون تابعاً لغيره ، ويكتفي في الدلالة على ارتباط الجملتين بموقع إحداهما من الأخرى .
والآية : المعجزة ، وإذن الله : هو أمر التكوين الذي يخلق الله به خارق العادة ليجعله علامة على صدق الرسول . ومعنى إتيان الرسول بآية : هو تحديه قومه بأن الله سيؤيده بآية يعينّها مثل قول صالح عليه السلام : { هذه ناقة الله لكم آية } [ الأعراف : 73 ] وقول موسى عليه السلام لفرعون : { أَوَلَو جئتك بشيء مبين } [ الشعراء : 30 ] الآية .
وقول عيسى عليه السلام : { إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيها فيكون طائراً بإذن اللَّه } [ آل عمران : 49 ] وقول محمد صلى الله عليه وسلم { فأتوا بسورة من مثله } [ البقرة : 23 ] .
فالباء في { بآية باء التعدية لفعل أَنْ يَأْتِيَ } وأما الباء في { بإذن الله } فهي باء السببية دخلت على مستثنىً من أسباب محذوفة في الاستثناء المفرغ ، أي ما كان له أن يأتي بآية بسبب من الأسباب إلا بسبب إذن الله تعالى .
وهذا إبطال لما يتوركون به من المقترحات والتعلات .
وفُرع عليه قوله : { فَإذَا جَاءَ أَمْرُ الله قُضِيَ بِالحَقِّ } أي فإذا جاء أمر الله بإظهار الرسول آية ظهر صدق الرسول وكان ذلك قضاء من الله تعالى لرسوله بالحق على مكذبيه ، فإذن الله هو أمره التكويني بخلق آية وظهورها .
وقوله : { فَإِذَا جَاءَ أمْرُ الله } الأمر : القضاء والتقدير ، كقوله تعالى : { أتى أمر اللَّه فلا تستعجلوه } [ النحل : 1 ] وقوله : { أو أمر من عنده } [ المائدة : 52 ] وهو الحدث القاهر للناس كما في قول عمر لما قال له أبو قَتادة يومَ حُنين «ما شأن الناس» حين انهزموا وفَرّوا قال عمر : «أَمرُ الله» . وفي العدول عن : إذن الله ، إلى { أَمْرُ الله } تعريض بأن ما سيظهره الله من الإِذن لمحمد صلى الله عليه وسلم هي آيات عقاب لمعانديه ، فمنها : آية الجوع سبع سنين حتى أكلوا الميتة ، وآيةُ السيففِ يوم بدر إذْ استأصل صناديدَ المكذبين من أهل مكة ، وآية السيففِ يوم حُنين إذ استأصل صناديدَ أهل الطائف ، وآية الأحزاب التي قال الله عنها : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللَّه عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها } [ الأحزاب : 9 ] ثم قال : { وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى اللَّه المؤمنين القتال وكان اللَّه قوياً عزيزاً وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطؤها وكان الله على كل شيء قديراً } [ الأحزاب : 25 27 ] .
وفي إيثار قُضِيَ بِالحَق } بالذكر دون غيره من نحو : ظهر الحق ، أو تبين الصدق ، ترشيح لما في قوله : { أَمْرُ الله } من التعريض بأنه أمر انتصاف من المكذبين . ولذلك عطف عليه { وَخَسِرَ هُنَالِكَ المُبْطِلُونَ } أي خسر الذين جَادلوا بالباطل ليُدحضوا به الحق .
والخسران : مستعار لحصول الضرّ لمن أراد النفع ، كخسارة التاجر الذي أرادَ الربح فذهب رأس ماله ، وقد تقدم معناه غير مرة ، منها قوله تعالى : { فما ربحت تجارتهم } في أوائل سورة [ البقرة : 16 ] .
و { هنالك } أصله اسم إشارة إلى المكان ، واستعير هنا للإِشارة إلى الزمان المعبر عنه ب ( إذا ) في قوله : { فَإِذَا جَاءَ أمْرُ الله } .
وفي هذه الاستعارة نكتة بديعية وهي الإِيماء إلى أن المبطلين من قريش ستأتيهم الآية في مكان من الأرض وهو مكان بَدر وغيره من مواقع إعمال السيف فيهم فكانت آيات محمد صلى الله عليه وسلم حجة على معانديه أقوى من الآيات السماوية نحو الصواعق أو الريح ، وعن الآياتتِ الأرضية نحو الغَرق والخسف لأنها كانت مع مشاركتهم ومداخلتهم حتى يكون انغلابهم أقطع لحجتهم وأخزى لهم نظير آية عَصَا موسى مع عِصيّ السحرة .
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
«وَلَقَدْ» الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق «أَرْسَلْنا رُسُلًا» ماض وفاعله ومفعوله والجملة جواب قسم لا محل لها «مِنْ قَبْلِكَ» متعلقان بصفة محذوفة لرسلا «مِنْهُمْ» متعلقان بخبر مقدم محذوف «مِنْ» مبتدأ «قَصَصْنا» ماض وفاعله والجملة صلة «عَلَيْكَ» متعلقان بالفعل «وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ» معطوف على ما قبله «عَلَيْكَ» متعلقان بالفعل «وَما» الواو حرف استئناف وما نافية «كانَ» ماض ناقص «لِرَسُولٍ» متعلقان بخبر كان المقدم «أَنْ يَأْتِيَ» مضارع منصوب بأن والمصدر المؤول في محل رفع اسم كان «بِآيَةٍ» متعلقان بيأتي «إِلَّا» حرف حصر «بِإِذْنِ» متعلقان بخبر كان المحذوف «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «فَإِذا» الفاء حرف استئناف وإذا ظرفية شرطية غير جازمة «جاءَ» ماض «أَمْرُ» فاعل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل جر بالإضافة «قُضِيَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة جواب شرط غير جازم «بِالْحَقِّ» متعلقان بحال محذوفة «وَخَسِرَ» معطوف على ما قبله «هُنالِكَ» اسم إشارة في محل نصب على الظرفية المكانية «الْمُبْطِلُونَ» فاعل مرفوع بالواو.
- English - Sahih International : And We have already sent messengers before you Among them are those [whose stories] We have related to you and among them are those [whose stories] We have not related to you And it was not for any messenger to bring a sign [or verse] except by permission of Allah So when the command of Allah comes it will be concluded in truth and the falsifiers will thereupon lose [all]
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ(40:78) Indeed We sent many Messengers before you: of them there are some whose account We have narrated to you and there are others whose account We have not narrated to you. *107 It did not lie in any Messenger's power to bring any Sign *108 except with Allah's leave. So when Allah's decree came, the matter was decided with justice, and those steeped in error courted utter loss, *109 then and there.
- Français - Hamidullah : Certes Nous avons envoyé avant toi des Messagers Il en est dont Nous t'avons raconté l'histoire; et il en est dont Nous ne t'avons pas raconté l'histoire Et il n'appartient pas à un Messager d'apporter un signe [ou verset] si ce n'est avec la permission d'Allah Lorsque le commandement d'Allah viendra tout sera décidé en toute justice; et ceux qui profèrent des mensonges sont alors les perdants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir haben doch bereits vor dir Gesandte gesandt Unter ihnen gibt es manche von denen Wir dir berichtet haben und unter ihnen gibt es manche von denen Wir dir nicht bereichtet haben Kein Gesandter kann ein Zeichen bringen - außer mit Allahs Erlaubnis Wenn dann Allahs Befehl kommt wird der Wahrheit entsprechend entschieden und verloren haben dann diejenigen die die Botschaft für falsch erklären
- Spanish - Cortes : Ya mandamos a otros enviados antes de ti De algunos de ellos ya te hemos contado de otros no Ningún enviado pudo traer signo alguno sino con permiso de Alá Cuando llegue la orden de Alá se decidirá según justicia y entonces los falsarios estarán perdidos
- Português - El Hayek : Antes de ti havíamos enviado mensageiros; as histórias de alguns deles te temos relatado e há aqueles dos quais nadate relatamos E a nenhum mensageiro é dado apresentar sinal algum senão com o beneplácito de Deus Porém quando aordem de Deus chegar será executada com eqüidade e então os difamadores estarão perdidos
- Россию - Кулиев : Мы уже отправляли посланников до тебя Среди них есть такие о которых Мы рассказали тебе и такие о которых Мы не рассказывали тебе Все посланники показывали знамения только с дозволения Аллаха Когда же явится веление Аллаха будет вынесен истинный приговор и там приверженцы лжи окажутся в убытке
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
Мы уже отправляли посланников до тебя. Среди них есть такие, о которых Мы рассказали тебе, и такие, о которых Мы не рассказывали тебе. Все посланники показывали знамения только с дозволения Аллаха. Когда же явится веление Аллаха, будет вынесен истинный приговор, и там приверженцы лжи окажутся в убытке.Прежние посланники проповедовали религию Аллаха и терпеливо сносили обиды, причиняемые им неверующими соплеменниками. Все они были покорны воле твоего Господа и ничего не решали самостоятельно. Они подтверждали свою правоту убедительными логическими доводами и показывали окружающим великие чудеса, но делали они это только благодаря поддержке Всевышнего Аллаха. Всякий раз, когда нечестивцы убеждались в правдивости твоих собратьев, они упрямо отказывались уверовать в них и требовали показать им новые чудеса. Воистину, подобное поведение - величайшая несправедливость. Когда же будет ниспослано повеление Аллаха, то посланники и их враги предстанут перед справедливым судом. А это значит, что Аллах спасет посланников и их верных последователей и погубит всех неверующих и многобожников. Вот тогда приверженцы лжи окажутся в убытке. Ложь была неизменно присуща этим грешникам: их знания, деяния и устремления были порочными и бесполезными. Более того, они были вредными. О люди! Остерегайтесь лжи и не противьтесь истине, дабы не оказались вы в числе тех, которые окажутся в убытке. Такие люди не увидят добра и не сумеют оправдаться перед Аллахом.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki senden önce birçok peygamberler gönderdik; sana onların kimini anlattık kimini anlatmadık; hiçbir peygamber Allah'ın izni olmadan bir mucize getiremez Allah'ın buyruğu gelince iş gerçekten biter İşte o zaman boşa uğraşanlar hüsranda kalırlar
- Italiano - Piccardo : Già inviammo dei messaggeri prima di te Di alcuni ti abbiamo raccontato la storia di altri non te l'abbiamo raccontata Un messaggero non può recare un segno se non con il permesso di Allah Quando giunge l'ordine di Allah tutto è deciso con equità e coloro che proferiscono menzogne saranno i perdenti
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی ئێمه پێش تۆ پێغهمبهرانی تریشمان ڕهوانه کردووه ههیانه سهرگوزهشته و بهسهرهاتیانمان بۆ گێڕاویتهوه ههشیانه که سهرگوزهشته و بهسهرهاتیمان بۆ نهگێڕاویتهوه هیچ پێغهمبهرێکیش بۆی نهبووه موعجزهیهک پێس بهێنێت بهبێ مۆلهتی خوای بهدهستهڵات جاکاتێک فهرمانی خوا هاتبێت ئهوه جێبهجێ کراوه بهڕاستی ئهوکاته ئیتر ناحهق و نادروستهکان خهسارهتمهند بوون لهوێدا
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے تم سے پہلے بہت سے پیغمبر بھیجے۔ ان میں کچھ تو ایسے ہیں جن کے حالات تم سے بیان کر دیئے ہیں اور کچھ ایسے ہیں جن کے حالات بیان نہیں کئے۔ اور کسی پیغمبر کا مقدور نہ تھا کہ خدا کے حکم کے سوا کوئی نشانی لائے۔ پھر جب خدا کا حکم اپہنچا تو انصاف کے ساتھ فیصلہ کردیا گیا اور اہل باطل نقصان میں پڑ گئے
- Bosanski - Korkut : I prije tebe smo poslanike slali o nekima od njih smo ti kazivali a o nekima ti nismo kazivali I nijedan poslanik nije mogao učiniti nikakvo čudo bez Allahove volje A kad se Allahova prijetnja ispuni biće presuđeno po pravdi i tada će nevaljali nastradati
- Swedish - Bernström : Vi har sänt ut sändebud före dig; om några av dem har Vi berättat för dig och om andra har Vi inte berättat för dig Och inget sändebud har fått göra tecken och under annat än med Guds tillåtelse Men när Guds befallning kommer har den rättvisa domen gått i verkställighet och de som försökte så tvivel om äktheten av Guds uppenbarelser är i samma stund förlorade
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya telah Kami utus beberapa orang rasul sebelum kamu di antara mereka ada yang Kami ceritakan kepadamu dan di antara mereka ada pula yang tidak Kami ceritakan kepadamu Tidak dapat bagi seorang rasul membawa suatu mukjizat melainkan dengan seizin Allah; maka apabila telah datang perintah Allah diputuskan semua perkara dengan adil Dan ketika itu rugilah orangorang yang berpegang kepada yang batil
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ
(Dan sesungguhnya telah Kami utus rasul-rasul sebelum kamu; di antara mereka ada yang Kami ceritakan kepadamu dan di antara mereka ada -pula- yang tidak Kami ceritakan kepadamu) menurut suatu riwayat diceritakan, bahwa Allah swt. telah mengutus delapan ribu orang nabi untuk menjadi rasul; yang empat ribu orang di antaranya dari kaum Bani Israel, sedangkan yang empat ribu orang lagi dari kalangan umat-umat selain Bani Israel. (Tidak dapat bagi seorang rasul) di antara rasul-rasul itu (membawa suatu mukjizat, melainkan dengan seizin Allah) karena mereka juga hamba-hamba Allah yang diperintah oleh-Nya (maka apabila telah datang perintah Allah) yang memerintahkan supaya azab diturunkan atas orang-orang kafir (diputuskan) semua perkara di antara rasul-rasul dan orang-orang yang mendustakannya (dengan adil. Dan ketika itu rugilah orang-orang yang berpegang kepada yang batil) yakni, keputusan itu merupakan kemenangan bagi rasul-rasul dan kerugian bagi orang-orang yang mendustakannya; pada hakikatnya sebelum itu pun orang-orang yang mendustakan para rasul sudah merugi.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি আপনার পূর্বে অনেক রসূল প্রেরণ করেছি তাদের কারও কারও ঘটনা আপনার কাছে বিবৃত করেছি এবং কারও কারও ঘটনা আপনার কাছে বিবৃত করিনি। আল্লাহর অনুমতি ব্যতীত কোন নিদর্শন নিয়ে আসা কোন রসূলের কাজ নয়। যখন আল্লাহর আদেশ আসবে তখন ন্যায় সঙ্গত ফয়সালা হয়ে যাবে। সেক্ষেত্রে মিথ্যাপন্থীরা ক্ষতিগ্রস্ত হবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : திட்டமாக நாம் உமக்கு முன்னர் தூதர்களை அனுப்பியிருக்கின்றோம்; அவர்களில் சிலருடைய வரலாற்றை உமக்குக் கூறியுள்ளோம்; இன்னும் எவர்களுடைய வரலாற்றை உமக்குக் கூறவில்லையோ அவர்களும் அத்தூதர்களில் இருக்கின்றனர் இவ்விருசாராரில் எந்தத் தூதரும் அல்லாஹ்வின் அனுமதியின்றி எந்த அத்தாட்சியையும் கொண்டு வருவதற்கு அதிகாரமும் இல்லை ஆகவே அல்லாஹ்வுடைய கட்டளைவரும் போது அனைவருக்கும் நியாயமாகத் தீர்ப்பளிக்கப்படும்; அன்றியும் அந்த இடத்தில் பொய்யர்கள் தாம் நஷ்டமடைவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และโดยแน่นอน เราได้ส่งบรรดาร่อซูลมาก่อนหน้าเจ้าบางคนในหมู่พวกเขามีผู้ที่เราบอกเล่าแก่เจ้า และบางคนในหมู่พวกเขามีผู้ที่เรามิได้บอกเล่าแก่เจ้า และไม่บังควรแก่ร่อซูลที่จะนำสัญญาณใด ๆ มาเว้นแต่ด้วยอนุมัติของอัลลอฮฺมาถึงเรื่องนั้นก็จะถูกตัดสินด้วยความยุติธรรม และขณะนั้นบรรดาผู้กล่าวเท็จก็จะขาดทุนอย่างย่อยยับ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳқиқ Биз сендан олдин ҳам Пайғамбарлар юборганмиз Улардан кимнингдир қиссасини сенга айтдик ва улардан кимнингдир қиссасини сенга айтмадик Ҳеч Пайғамбар Аллоҳнинг изнисиз оятмўъжиза келтирган эмас Бас қачонки Аллоҳнинг амри келганида ҳақ ила ҳукм чиқарилур ва ўшанда ботил иш қилиб юргувчилар зиён тортурлар Аллоҳ таоло Қуръони Каримда Пайғамбаримиз Муҳаммадга с а в ва у зотнинг умматларига ўтган Пайғамбарлардан йигирма тўрттасининг қиссасини айтган Ўша қиссаларнинг ҳаммаси билан танишиб чиқилди Уларнинг ҳаммасида кофирлар томонидан Пайғамбарларга алайҳимуссалом ва мўминларга турли озорлар берилгани азобуқубатлар ёғдирилгани ҳақида турли маълумотларга эга ҳам бўлинди Яна Қуръони Каримда қанчаданқанча қиссалари келмаган Пайғамбарлар алайҳимуссалом ўтган бўлиб улар ҳам қийинчилик озор ва машаққатларга дучор бўлганлар Пайғамбарлар ўз ҳолларича одамларга мўъжиза кўрсатиб уларни лол қолдиришга уринган эмас Чунки бу уларнинг иши эмас Уларнинг иши Аллоҳнинг таълимотларини халққа етказишдир Мўъжиза кўрсатиш эса Аллоҳга хос ишдир У зот Ўзи хоҳлаган вақтида Ўзи хоҳлаган Пайғамбарига мўъжизани ва уни кўрсатиш изнини беради Бошқа вақтларда Пайғамбарлар мўъжиза кўрсатиш ҳақида ташвиш қилишлари керак эмас
- 中国语文 - Ma Jian : 在你之前,我确已派遣许多使者,他们中有我已告诉你的,有我未告诉你的。任何使者,不应昭示迹象,除非获得真主的许可。当真主的命令来临的时候,众生将依真理而被判决;那时,反对真理的人将遭亏折。
- Melayu - Basmeih : Dan demi sesungguhnya Kami telah mengutus beberapa Rasul sebelummu; di antara mereka ada yang Kami ceritakan perihalnya kepadamu dan ada pula di antaranya yang tidak Kami ceritakan kepada kamu Dan tidaklah harus bagi seseorang Rasul membawa sesuatu keterangan atau menunjukkan sesuatu mukjizat melainkan dengan izin Allah; maka janganlah diingkari apa yang dibawa oleh Rasul kerana apabila datang perintah Allah menimpakan azab diputuskan hukum dengan adil; pada saat itu rugilah orangorang yang berpegang kepada perkara yang salah
- Somali - Abduh : Waxan dirray rasuullo adiga hortaa Waxaa ka mid ah kuwo aan kaaga qisoonay iyo kuwo aanaan kaaga qisoonin rasuulna aayad mucjisad ah idiin Lama imaan karo Eebe la'aantiis hadduuse yimaado amarka Eebe cadaabkiisu waxaa la Xukumi xaq waxaana ku khasaaray halkaas kuwa Xumaanlowga ah
- Hausa - Gumi : Kuma lalle haƙĩƙa Mun aika wasu Manzanni daga gabãninka daga cikinsu akwai wanda Muka ƙissanta maka lãbãrinsa kuma daga cikinsu akwai wanda ba Mu ƙissanta lãbãrinsa ba a gare ka Bã ya yiwuwa ga wani Manzo ya jẽ da wata ãyar mu'ujiza fãce da iznin Allah Sa'an nan idan umurnin Allah ya jẽ sai a yi hukunci da gaskiya mãsu ɓãtãwa sun yi hasara a can
- Swahili - Al-Barwani : Na bila ya shaka tuliwatuma Mitume kabla yako Wengine katika hao tumekusimulia khabari zao na wengine hatukukusimulia Na haiwi Mtume alete Ishara yoyote ila kwa idhini ya Mwenyezi Mungu Basi ikija amri ya Mwenyezi Mungu huhukumiwa kwa Haki na hapo wapotofu watakhasiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na me të vërtetë para teje kemi dërguar pejgamberë dhe prej tyre t’i kemi treguar ty e disa prej tyre nuk t’i kemi treguar Asnjë pejgamber nuk mund të tregojë ndonjë argument pos me lejen e Perëndisë E kur të vie urdhëri i Perëndisë do të gjykohet me saktësi e atëhrë të këqinjtë do të shkatërrohen
- فارسى - آیتی : پيش از تو پيامبرانى فرستادهايم. داستان بعضى را برايت گفتهايم و داستانى بعضى را نگفتهايم. و هيچ پيامبرى را نرسد كه آيهاى بياورد مگر به فرمان خدا. و چون فرمان خدا در رسد به حق داورى گردد و آنان كه بر باطل بودهاند -آنجا- زيان خواهند ديد.
- tajeki - Оятӣ : Пеш аз ту паёмбароне фиристодаем. Достони баъзеро бароят гуфтаем ва достони баъзеро нагуфтаем. Ва ҳеҷ паёмбареро нарасад, ки ояте биёварад, магар ба фармони Худо. Ва чун фармони Худо даррасад, ба ҳақ довари гардад ва онон, ки бар ботил будаанд, он ҷо, зиён хоҳанд дид.
- Uyghur - محمد صالح : سەندىن ئىلگىرى بىز ھەقىقەتەن نۇرغۇن پەيغەمبەرلەرنى ئەۋەتتۇق، ئۇلارنىڭ ئارىسىدىن ساڭا بايان قىلىپ بەرگەنلىرىمىزمۇ، بايان قىلىپ بەرمىگەنلىرىمىزمۇ بار، ھېچقانداق پەيغەمبەر اﷲ نىڭ ئىزنىسىز بىرەر مۆجىزە كەلتۈرەلمەيدۇ، اﷲ نىڭ ئەمرى (يەنى قىيامەت) كەلگەن چاغدا (كىشىلەرنىڭ ئارىسىدا) ئادالەت بىلەن ھۆكۈم چىقىرىلىدۇ، بۇ چاغدا ھەقكە قارشى تۇرغۇچىلار زىيان تارتىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിനക്കു മുമ്പ് നിരവധി ദൂതന്മാരെ നാം നിയോഗിച്ചിട്ടുണ്ട്. അവരില് ചിലരുടെ ചരിത്രം നിനക്കു നാം വിവരിച്ചുതന്നിരിക്കുന്നു. വിവരിച്ചുതരാത്ത ചിലരുമുണ്ട്. ഒരു ദൈവദൂതന്നും അല്ലാഹുവിന്റെ അനുമതിയോടെയല്ലാതെ ഒരു ദൃഷ്ടാന്തവും കൊണ്ടുവരാനാവില്ല. അല്ലാഹുവിന്റെ കല്പന വന്നാല് ന്യായമായ വിധിത്തീര്പ്പുണ്ടാവും. അതോടെ അസത്യവാദികള് കൊടും നഷ്ടത്തിലകപ്പെടും.
- عربى - التفسير الميسر : ولقد ارسلنا من قبلك ايها الرسول رسلا كثيرين الى قومهم يدعونهم ويصبرون على اذاهم منهم من قصصنا عليك خبرهم ومنهم من لم نقصص عليك وكلهم مامورون بتبليغ وحي الله اليهم وما كان لاحد منهم ان ياتي بايه من الايات الحسيه او العقليه الا باذن الله ومشيئته فاذا جاء امر الله بعذاب المكذبين قضي بالعدل بين الرسل ومكذبيهم وخسر هنالك المبطلون لافترائهم على الله الكذب وعبادتهم غيره
*107) A new theme starts from here. The disbelievers of Makkah said to the Holy Prophet, "We would not believe you to be Allah's Messenger unless you showed us the miracle that we ask you to show us." In the following verses an answer is being given to this very demand without mentioning it. (For the type of the miracles they demanded, see Hud: 12, Al-Hijr 7, Bani Isra'il: 90-93, Al-Furqan: 21 and the E.N.'s thereof).
*108) That is, "No Prophet ever showed a miracle by his own will and desire, nor had any Prophet the power to show a miracle by himself. Whenever a miracle was shown through a Prophet, it was shown when Allah willed it to be shown through him to the disbelievers." This is the first answer to the disbelievers' demand.
*109) That is, "A miracle has never been shown for the mere fun of it. It is a decisive thing. If a nation does not believe even after a miracle has been shown, it is destroyed. You are demanding a miracle only for the sake of fun, but you have no idea that by making such a demand you arc, in fact, inviting yow own doom. " This is the second answer to their demand. (For details, please sec AIHijr: 8, 58-60, Bani Isra'il 59, AI-Anbiya': 5-9, Al-Furqan: 22-23, Ash-Shua`ra': 66-67 and the E.N.'s thereof ).