- عربي - نصوص الآيات عثماني : ثُمَّ ٱسْتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِىَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين
- عربى - التفسير الميسر : ثم استوى سبحانه وتعالى، أي قصد إلى السماء وكانت دخانًا من قبلُ، فقال للسماء وللأرض: انقادا لأمري مختارتين أو مجبرتين. قالتا: أتينا مذعنين لك، ليس لنا إرادة تخالف إرادتك.
- السعدى : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
{ ثُمَّ } بعد أن خلق الأرض { اسْتَوَى } أي: قصد { إِلَى } خلق { السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ } قد ثار على وجه الماء، { فَقَالَ لَهَا } ولما كان هذا التخصيص يوهم الاختصاص، عطف عليه بقوله: { وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا } أي: انقادا لأمري، طائعتين أو مكرهتين، فلا بد من نفوذه. { قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } ليس لنا إرادة تخالف إرادتك.
- الوسيط لطنطاوي : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
ثم بين - سبحانه - جانبا من مظاهر قدرته فى خلق السماء ، فقال : ( ثُمَّ استوى إِلَى السمآء وَهِيَ دُخَانٌ . . ) .
ومعنى استوائه - سبحانه - إلى السماء ، ارتفاعه إليها بلا كيف أو تشبيه أو تحديد ، لأنه - سبحانه - منزه عن ذلك .
والدخان : ما ارتفع من لهب النار . والمراد به هنا : ما يرى من بخار الأرض أو بخار الماء ويصح أن يكون معنى : ( ثُمَّ استوى إِلَى السمآء ) : تعلقت إرادته - تعالى - بخلقها .
قال الآلوسى : قوله : ( ثُمَّ استوى إِلَى السمآء ) أى : قصد إليها وتوجه ، دون إرادة تأثير فى غيرها ، من قولهم : استوى إلى مكان كذا ، إذا توجه إليه لا يلوى على غيره .
.
وقوله : ( وَهِيَ دُخَانٌ ) أى أمر ظلمانى ، ولعله أريد بها مادتها التى منها تركبت .
وقوله - تعالى - : ( فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً . . . ) بيان لما وجهه - سبحانه - إليهما من أوامر .
والمراد بإتيانهما : انقيادهما التام لأمره - تعالى - .
أى : فقال - سبحانه - للسماء وللأرض أخرجا ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد ، فأنت يا سماء ، أبرزى ما خلقت فيك من شمس وقمر ونجوم . . وأنت يا أرض أخرجى ما خلقت فيك من نبات وأشجار وكنوز .
قال الفخر الرازى : والمقصود من هذا القول : إظهار كمال القدرة ، أى : ائتيا شئتما أم أبينتما ، كما يقول الجبار لمن تحت يده : لتفعلن هذا شئت أم لم تشأ ، ولتفعلنه طوعا أو كرها ، وانتصابهما على الحال ، بمعنى طائعين أو مكرهين . .
وقوله : ( قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ ) بيان لامتثالهما التام لأمره - تعالى - .
أى : قالتا : فلنا ما أمرتنا به منقادين خاضعين متسجيبين لأمرك ، فأنت خالقنا وأنت مالك أمرنا .
قال القرطبى : وقوله : ( قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ ) فيه وجهان : أنه تمثيل لظهور الطاعة منهما ، حيث انقادا وأجابا فقام مقام قولهما . ومنه قول الراجز :
امتلأ الحوض وقال قطنى ... مهلا رويدا ملأت بطنى
يعنى : ظهر ذلك فيه .
وقال أكثر أهل العلم : بل خلق الله - تعالى - فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد - سبحانه - .
وجمعهما - سبحانه - جمع من يعقل ، لخطابهما بما يخاطب به العقلاء .
- البغوى : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
( ثم استوى إلى السماء ) أي : عمد إلى خلق السماء ، ( وهي دخان ) وكان ذلك الدخان بخار الماء ، ( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ) أي : ائتيا ما آمركما أي : افعلاه ، كما يقال : ائت ما هو الأحسن ، أي : افعله .
وقال طاوس عن ابن عباس : ائتيا : أعطيا ، يعني أخرجا ما خلقت فيكما من المنافع لمصالح العباد .
[ قال ابن عباس ] : قال الله عز وجل : أما أنت يا سماء فأطلعي شمسك وقمرك ونجومك ، وأنت يا أرض فشقي أنهارك وأخرجي ثمارك ونباتك . وقال لهما : افعلا ما آمركما طوعا وإلا ألجأتكما إلى ذلك [ حتى تفعلاه كرها ] فأجابتا بالطوع ، و ( قالتا أتينا طائعين ) ولم يقل طائعتين ؛ لأنه ذهب به إلى السماوات والأرض ومن فيهن ، مجازه : أتينا بما فينا طائعين ، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل .
- ابن كثير : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
وقوله : ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ) ، وهو : بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض ، ( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ) أي : استجيبا لأمري ، وانفعلا لفعلي طائعتين أو مكرهتين .
قال الثوري ، عن ابن جريج ، عن سليمان بن موسى ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله [ تعالى ] ( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ) قال : قال الله تعالى للسموات : أطلعي شمسي وقمري ونجومي . وقال للأرض : شققي أنهارك ، وأخرجي ثمارك . فقالتا : ( أتينا طائعين )
واختاره ابن جرير - رحمه الله .
( قالتا أتينا طائعين ) أي : بل نستجيب لك مطيعين بما فينا ، مما تريد خلقه من الملائكة والإنس والجن جميعا مطيعين لك . حكاه ابن جرير عن بعض أهل العربية قال : وقيل : تنزيلا لهن معاملة من يعقل بكلامهما .
وقيل إن المتكلم من الأرض بذلك هو مكان الكعبة ، ومن السماء ما يسامته منها ، والله أعلم .
وقال الحسن البصري : لو أبيا عليه أمره لعذبهما عذابا يجدان ألمه . رواه ابن أبي حاتم .
- القرطبى : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
قوله تعالى : ثم استوى إلى السماء وهي دخان أي عمد إلى خلقها وقصد لتسويتها . والاستواء من صفة الأفعال على أكثر الأقوال ، يدل عليه قوله تعالى : ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وقد مضى القول هناك . وروى أبو صالح عن ابن عباس في قوله : ثم استوى إلى السماء يعني صعد أمره إلى السماء ، وقاله الحسن . ومن قال : إنه صفة ذاتية زائدة قال : استوى في الأزل بصفاته . و " ثم " ترجع إلى نقل السماء من صفة الدخان إلى حالة الكثافة . وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس ، على ما مضى في " البقرة " عن ابن مسعود وغيره . فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها أي جيئا بما خلقت فيكما من المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقي . قال ابن عباس : قال الله تعالى للسماء : أطلعي شمسك وقمرك وكواكبك ، وأجري رياحك وسحابك ، وقال للأرض : شقي أنهارك وأخرجي شجرك وثمارك طائعتين أو كارهتين ، قالتا أتينا طائعين في الكلام حذف أي : أتينا أمرك طائعين . وقيل : معنى هذا الأمر التسخير ، أي : كونا فكانتا كما قال تعالى : إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فعلى هذا قال ذلك قبل خلقهما . وعلى القول الأول قال ذلك بعد خلقهما . وهو قول الجمهور . وفي قوله تعالى لهما وجهان : أحدهما : أنه قول تكلم به . الثاني : أنها قدرة منه ظهرت لهما فقام مقام الكلام في بلوغ المراد ، ذكره الماوردي .
قالتا أتينا طائعين فيه أيضا وجهان : أحدهما : أنه ظهور الطاعة منهما حيث انقادا وأجابا فقام مقام قولهما ، ومنه قول الراجز :
امتلأ الحوض وقال قطني مهلا رويدا قد ملأت بطني
يعني ظهر ذلك فيه . وقال أكثر أهل العلم : بل خلق الله فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد تعالى : قال أبو نصر السكسكي : فنطق من الأرض موضع الكعبة ، ونطق من السماء ما بحيالها ، فوضع الله تعالى فيه حرمه . وقال : طائعين ولم يقل طائعتين على اللفظ ولا طائعات على المعنى ، لأنهما سموات وأرضون ، لأنه أخبر عنهما وعمن فيهما ، وقيل : لما وصفهن بالقول والإجابة وذلك من صفات من يعقل أجراهما في الكناية مجرى من يعقل ، ومثله : رأيتهم لي ساجدين وقد تقدم . وفي حديث : إن موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب لو أن السماوات والأرض حين قلت لهما ائتيا طوعا أو كرها عصياك ، ما كنت صانعا بهما ؟ قال : كنت آمر دابة من دوابي فتبتلعهما . قال : يا رب وأين تلك الدابة ؟ قال : في مرج من مروجي . قال : يا رب وأين ذلك المرج ؟ قال : علم من علمي . ذكره الثعلبي . وقرأ ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة " آتيا " بالمد والفتح . وكذلك قوله : " آتينا طائعين " على معنى أعطيا الطاعة من أنفسكما " قالتا " أعطينا " طائعين " فحذف المفعولين جميعا . ويجوز وهو أحسن أن يكون " آتينا " فاعلنا فحذف مفعول واحد . ومن قرأ " آتينا " فالمعنى جئنا بما فينا ، على ما تقدم بيانه في غير ما موضع والحمد لله .
- الطبرى : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
وقوله: ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) يعني تعالى ذكره: ثم استوى إلى السماء, ثم ارتفع إلى السماء.
وقد بيَّنا أقوال أهل العلم في ذلك فيما مضى قبل.
وقوله: ( فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ) يقول جلّ ثناؤه: فقال الله للسماء والأرض: جيئا بما خلقت فيكما, أما أنت يا سماء فأطلعي ما خلقت فيك من الشمس والقمر والنجوم, وأما أنت يا أرض فأخرجي ما خلقت فيك من الأشجار والثمار والنبات, وتشقَّقِي عن الأنهار ( قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) جئنا بما أحدثت فينا من خلقك, مستجيبين لأمرك لا نعصي أمرك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو هشام, قال: ثنا ابن يمان, قال: ثنا سفيان, عن ابن جريج, عن سليمان بن موسى, عن مجاهد, عن ابن عباس,( فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) قال: قال الله للسموات: أطلعي شمسي وقمري, وأطلعي نجومي, وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك, فقالتا: أعطينا طائعين.
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, عن ابن جريج, عن سليمان الأحول, عن طاوس, عن ابن عباس, في قوله ( اِئْتِيَا ) : أعطيا. وفي قوله: ( قَالَتَا أَتَيْنَا ) قالتا: أعطينا.
وقيل: أتينا طائعين, ولم يقل طائعتين, والسماء والأرض مؤنثتان, لأن النون والألف اللتين هما كناية أسمائهما في قوله ( أَتَيْنَا ) نظيره كناية أسماء المخبرين من الرجال عن أنفسهم, فأجرى قوله ( طَائِعِينَ ) على ما جرى به الخبر عن الرجال كذلك. وقد كان بعض أهل العربية يقول: ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهنّ.
وقال آخرون منهم: قيل ذلك كذلك لأنهما لما تكلمتا أشبهتا الذكور من بني آدم.
- ابن عاشور : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)
{ ثم } للترتيب الرتبي ، وهي تدل على أن مضمون الجملة المعطوفة أهم مرتبة من مضمون الجملة المعطوف عليها ، فإن خلق السماوات أعظم من خلق الأرض ، وعوالمها أكثر وأعظم ، فجيء بحرف الترتيب الرتبي بعد أن قُضِي حق الاهتمام بذكر خلق الأرض حتى يوفَّى المقتضيان حقَّهما . وليس هذا بمقتض أن الإِرادة تعلقت بخلق السماء بعد تمام خلق الأرض ولا مقتضياً أن خلق السماء وقع بعد خلق الأرض كما سيأتي .
والاستواء : القصد إلى الشيء تَوًّا لا يعترضه شيء آخر . وهو تمثيل لتعلق إرادة الله تعالى بإيجاد السماوات ، وقد تقدم في قوله تعالى : { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء } في سورة البقرة ( 29 ) . وربما كان في قوله : { فَقَال لَهَا وللأرْضضِ ائتِيَا طَوْعاً أوْ كَرْهاً } إشارة إلى أنه تعالى توجهت إرادته لخلق السماوات والأرض توجهاً واحداً ثم اختلف زَمن الإِرادة التنجيزي بتحقيق ذلك فتعلقت إرادته تنجيزاً بخلق السماء ثم بخلق الأرض ، فعبر عن تعلق الإِرادة تنجيزاً لخلق السماء بتوجه الإرادة إلى السماء ، وذلك التوجه عبر عنه بالاستواء . ويدل لذلك قوله : { فَقَالَ لَهَا ولِلأرْضضِ ائْتِيَا طَوْعاً أوْ كَرْهاً قَالَتَا أتَيْنَا طآئِعِينَ } ففعل { ائتيا } أمر للتكوين .
والدخان : ما يتصاعد من الوَقود عند التهاب النار فيه . وقوله : { وَهِيَ دُخَانٌ } تشبيه بليغ ، أي وهي مثل الدخان ، وقد ورد في الحديث : «أنها كانت عَماء» .
وقيل : أراد بالدخان هنا شيئاً مظلماً ، وهو الموافق لما في «سفر التكوين» من قولها : «وعلى وجه الغمر ظلمة» وهو بعيد عن قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن في الوجود من الحوداث إلا العَماءَ ، والعماء : سحابٌ رقيق ، أي رطوبة دقيقة وهو تقريب للعنصر الأصلي الذي خَلق الله منه الموجودات ، وهو الذي يناسب كوْنَ السماء مخلوقة قبل الأرض . ومعنى : { وَهِيَ دُخَانٌ } أن أصل السماء هو ذلك الكائن المشبه بالدخان ، أي أن السماء كونت من ذلك الدخان كما تقول : عمَدْتُ إلى هاته النخلة ، وهي نواة ، فاخترت لها أخصب تربة ، فتكون مادة السماء موجودة قبل وجود الأرض .
وقوله : { فَقَالَ لَهَا وللأرْضِ } تفريع على فعل { استوى إلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ } فيكون القول موجهاً إلى السماء والأرض حينئذٍ ، أي قبل خلق السماء لا محالة وقبل خلق الأرض ، لأنه جعل القولَ لها مقارناً القول للسماء ، وهو قول تكوين . أي تعلّققِ القدرة بالسماء والأرض ، أي بمادة تكوينهما وهي الدخان لأن السماء تكونت من العماء بجمود شيء منه سمي جلداً فكانت منه السماء وتكوّن مع السماء الماء وتكونت الأرض بيُبْس ظهر في ذلك الماء كما جاء الإِصحاح الأول من «سفر التكوين» من التوراة .
والإِتيان في قوله : { ائتيا } أصله : المجيء والإِقبال ولما كان معناه الحقيقي غير مراد لأن السماء والأرض لا يتصور أن يأتيا ، ولا يتصور منهما طواعية أو كراهية إذ ليستا من أهل العقول والإدراكات ، ولا يتصور أن الله يكرههما على ذلك لأنه يقتضي خروجهما عن قدرته بادىء ذي بدء تعينّ الصرف عن المعنى الحقيقي وذلك بأحد وجهين لهما من البلاغة المكانة العليا :
الوجه الأول : أن يكون الإِتيان مستعاراً لقبول التكوين كما استعير للعصيان الإِدبارُ في قوله تعالى :
{ ثم أدبر يسعى } [ النازعات : 22 ] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لمسيلمة حين امتنع من الإِيمان والطاعة في وفد قومه بني حنيفة « لئن أدبرت ليعقرنك اللَّه » وكما يستعار النفور والفرار للعصيان . فمعنى { ائتيا } امتثلا أمر التكوين . وهذا الامتثال مستعار للقبول وهو من بناء المجاز على المجاز وله مكانة في البلاغة ، والقول على هذا الوجه مستعار لتعلق القدرة بالمقدور كما في قوله : { أن يقول له كن فيكون } [ يس : 82 ] .
وقوله : { طَوْعاً أوْ كَرْهاً } كناية عن عدم البدّ من قبول الأمر وهو تمثيل لتمكن القدرة من إيجادهما على وفق إرادة الله تعالى فكلمة { طَوْعاً أو كَرْهاً } جارية مجرى الامثال . و { طَوْعاً أوْ كَرْهاً } مصدران وقعا حالين من ضمير { ائتنا } أي طائعين أو كارهيْن .
والوجه الثاني : أن تكون جملة { فَقَالَ لَهَا ولِلأرْضِ ائتنا طَوْعاً أوْ كَرْهاً } مستعملة تمثيلاً لهيئة تعلق قدرة الله تعالى لتكوين السماء والأرض لعظَمة خلْقهما بهيئة صدور الأمر من آمر مُطاع للعبد المأذون بالحضور لعمل شاق أن يقول له : ائت لهذا العمل طوعاً أو كرهاً ، لتوقع إبائهِ من الإِقدام على ذلك العمل ، وهذا من دون مراعاة مشابهة أجزاء الهيئة المركبة المشبَّهة لأجزاء الهيئة المشبه بها ، فلا قول ولا مقول ، وإنما هو تمثيل ، ويكون { طَوْعاً أوْ كَرْهاً } على هذا من تمام الهيئة المشبه بها وليس له مقابل في الهيئة المشبهة . والمقصود على كلا الاعتبارين تصوير عظمة القدرة الإِلهية ونفوذها في المقدورات دَقَّت أو جلَّت .
وأما قوله : { قالتا أتينا طائعين } فيجوز أن يكون قول السماء والأرض مستعاراً لدلالة سرعة تكونهما لشبههما بسرعة امتثال المأمور المطيع عن طواعية فإنه لا يتردد ولا يتلكَّأ على طريقة المكنية والتخييل من باب قول الراجز الذي لا يعرف تعيينه
: ... امتَلأَ الحَوْضُ وقال قَطْنِي
وهو كثير ، ويجوز أن يكون تمثيلاً لهيئة تكوّن السماء والأرض عند تعلق قدرة الله تعالى بتكوينهما بهيئة المأمور بعمل تقَبله سريعاً عن طواعية . وهما اعتباران متقاربان ، إلا أن القول ، والإِتيان ، والطوع ، على الاعتبار الأول تكون مجازات ، وعلى الاعتبار الثاني تكون حقائق وإنما المجاز في التركيب على ما هو معلوم من الفرق بين المجاز المفرد والمجاز المركب في فن البيان .
وإنما جاء قوله : { طَآئِعِينَ } بصيغة الجمع لأن لفظ السماء يشتمل على سبع سماوات كما قال تعالى إثر هذا { فقضاهن سَبْعَ سموات } [ فصلت : 12 ] فالامتثالُ صادر عن جَمع ، وأما كونه بصيغة جمع المذكر فلأنَّ السماء والأرضَ ليس لهما تأنيث حقيقي .
وأما كونه بصيغة جمع العقلاء فذلك ترشيح للمكنية المتقدمة مثل قوله تعالى : { إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } [ يوسف : 4 ] .
- إعراب القرآن : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
«ثُمَّ» حرف عطف «اسْتَوى » ماض فاعله مستتر «إِلَى السَّماءِ» متعلقان بالفعل «وَهِيَ» الواو حالية ومبتدأ «دُخانٌ» خبر والجملة حال والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها «فَقالَ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر «لَها» متعلقان بالفعل «وَلِلْأَرْضِ» معطوف على لها «ائْتِيا» أمر مبني على حذف النون والألف فاعل «طَوْعاً» حال «أَوْ» حرف عطف «كَرْهاً» معطوف على طوعا وجملة ائتيا مقول القول «قالَتا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «أَتَيْنا» ماض وفاعله «طائِعِينَ» حال والجملة مقول القول
- English - Sahih International : Then He directed Himself to the heaven while it was smoke and said to it and to the earth "Come [into being] willingly or by compulsion" They said "We have come willingly"
- English - Tafheem -Maududi : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(41:11) Then He turned to the heaven while it was all smoke. *14 He said to the heaven and the earth: 'Come (into being), willingly or unwillingly.' They said: 'Here we come (into being) in willing obeisance.' *15
- Français - Hamidullah : Il S'est ensuite adressé au ciel qui était alors fumée et lui dit ainsi qu'à la terre Venez tous deux bon gré mal gré Tous deux dirent Nous venons obéissants
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Hierauf wandte Er sich dem Himmel zu während er noch aus Rauch bestand und sagte dann zu ihm und zur Erde "Kommt beide her freiwillig oder widerwillig" Sie sagten "Wir kommen in Gehorsam"
- Spanish - Cortes : Luego se dirigió al cielo que era humo y dijo a éste y a la tierra ¡Venid queráis o no Dijeron ¡Venimos de buen grado
- Português - El Hayek : Então abrangeu em Seus desígnios os céus quando estes ainda eram gases e lhes disse e também à terra Juntaivos de bom ou de mau grado Responderam Juntamonos voluntariamente
- Россию - Кулиев : Потом Он обратился к небу которое было дымом и сказал ему и земле Придите по доброй воле или по принуждению Они сказали Мы пришли по доброй воле
- Кулиев -ас-Саади : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
Потом Он обратился к небу, которое было дымом, и сказал ему и земле: «Придите по доброй воле или по принуждению». Они сказали: «Мы пришли по доброй воле».После сотворения Земли Аллах вознамерился начать сотворение неба, которое было дымом, собранным над поверхностью воды. Затем Всемогущий Аллах сказал небесам и земле: «Повинуйтесь Моей воле! Хотите вы того или нет, вы все равно будете покорны Мне». Они ответили: «Мы не станем противиться Твоей воле».
- Turkish - Diyanet Isleri : Sonra duman halinde bulunan göğe yöneldi ona ve yeryüzüne "İsteyerek veya istemeyerek buyruğuma gelin" dedi İkisi de "İsteyerek geldik" dediler
- Italiano - Piccardo : Poi si rivolse al cielo che era fumo e disse a quello e alla terra “Venite entrambi per amore o per forza” Risposero “Veniamo obbedienti”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئینجا ویستی ئاسمان ڕێک بخات و دروستی بکات لهکاتێکدا که دوکهڵ بوو جا به ئاسمان و زهوی فهرموو فهرمانبهردار و ملکهچ بن بهخۆشی خۆتان یان بهزۆر بتانخهمه ژێر دهسهڵاتی خۆمهوه ههردوولا خێرا وتیان ملکهچی تۆین و چۆن دهفهرمویت وا دهکهین بێگومان کارێکی ئاسانه بۆ خوای بهدهسهڵات زهوی و ئاسمان بێنێته قسه چونکه ئادهمیزاد جۆرهها ئامێری هێناوهته قسه دهم و زمان و لێویشیان نیه
- اردو - جالندربرى : پھر اسمان کی طرف متوجہ ہوا اور وہ دھواں تھا تو اس نے اس سے اور زمین سے فرمایا کہ دونوں او خواہ خوشی سے خواہ ناخوشی سے۔ انہوں نے کہا کہ ہم خوشی سے اتے ہیں
- Bosanski - Korkut : zatim se nebeskim visinama uputio dok je nebo još maglina bilo pa njemu i Zemlji rekao "Pojavite se milom ili silom" – "Pojavljujemo se drage volje" – odgovorili su
- Swedish - Bernström : Och Han vände sig mot rymden som var rök och sade till den och till jorden "Kom villigt eller nödda och tvungna" och de svarade "Vi kommer villigt"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kemudian Dia menuju kepada penciptaan langit dan langit itu masih merupakan asap lalu Dia berkata kepadanya dan kepada bumi "Datanglah kamu keduanya menurut perintahKu dengan suka hati atau terpaksa" Keduanya menjawab "Kami datang dengan suka hati"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
(Kemudian Dia menuju) bermaksud kepada (penciptaan langit dan langit itu masih merupakan asap) masih berbentuk asap yang membumbung tinggi (lalu Dia berfirman kepadanya dan kepada bumi, "Datanglah kamu keduanya) menurut perintah-Ku (dengan suka hati atau terpaksa") kedua lafal ini berkedudukan sama dengan Hal, yakni baik dalam keadaan senang hati atau terpaksa (keduanya menjawab, "Kami datang) beserta makhluk yang ada pada kami (dengan suka hati") di dalam ungkapan ini diprioritaskan Dhamir Mudzakkar lagi Aqil; atau khithab kepada keduanya disamakan dengan jamak.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর তিনি আকাশের দিকে মনোযোগ দিলেন যা ছিল ধুম্রকুঞ্জ অতঃপর তিনি তাকে ও পৃথিবীকে বললেন তোমরা উভয়ে আস ইচ্ছায় অথবা অনিচ্ছায়। তারা বলল আমরা স্বেচ্ছায় আসলাম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : பிறகு அவன் வானம் புகையாக இருந்தபோது அதைப் படைக்க நாடினான் ஆகவே அவன் அதற்கும் பூமிக்கும் "நீங்கள் விருப்புடனாயினும் அல்லது வெறுப்பிருப்பினும் வாருங்கள்" என்று கூறினான் அதற்கு அவையிரண்டும் "நாங்கள் விருப்புடனேயே வருகின்றோம்" என்று கூறின
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แล้วพระองค์ทรงมุ่งสู่ฟากฟ้าขณะที่มันเป็นไอหมอก พระองค์จึงตรัสแก่ชั้นฟ้าและแผ่นดินว่า เจ้าทั้งสองจงมาจะโดยเต็มใจหรือไม่เต็มใจก็ตาม มันทั้งสองกล่าวว่า ข้าพระองค์มาอย่างเต็มใจแล้ว
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сўнгра тутун ҳолидаги осмонга юзланиб унга ва ерга Икковингиз ихтиёр қилган ҳолингизда ёки мажбур бўлган ҳолингизда келинг деди Икковлари Ихтиёр қилган ҳолимизда келдик дедилар Ўша вақтда осмон тутунгаз ҳолида эди Дунёнинг яратилиши юзасидан илмий изланиш олиб борган олимлар ҳам шу натижани такрорламоқдалар Шунчалар улкан мустаҳкам кучли бўлишларига қарамай Аллоҳнинг иродаси кетиши билан итоаткорликларини дарҳол изҳор этдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 然后,他志于造天,那时,天还是蒸气。他对天说:你们俩顺服地,或勉强地来吧!它俩说:我们俩顺服地来了。
- Melayu - Basmeih : Kemudian Ia menunjukkan kehendakNya ke arah bahanbahan langit sedang langit itu masih berupa asap; lalu Ia berfirman kepadanya dan kepada bumi "Turutlah kamu berdua akan perintahKu sama ada dengan sukarela atau dengan paksa" Keduanya menjawab "Kami berdua sedia menurut patuh dengan sukarela"
- Somali - Abduh : Markaasuu Eebe u istawooday qasday Cirka oo qiiq ah kuna yidhi Cirka iyo Dhulka ahaada idinkoo adeecsan ama la ikraahi laqasbi waxayna dheheen waan nimid anagoo addeecsan
- Hausa - Gumi : Sa'an nan Ya daidaita zuwa ga sama alhãli kuwa ita a lõkacin hayãƙi ce sai Ya ce mata ita da ƙasã "Ku zo bisa ga yarda kõ a kan tĩlas" Suka ce "Mun zo munã mãsu ɗã'ã "
- Swahili - Al-Barwani : Kisha akazielekea mbingu na zilikuwa moshi akaziambia hizo na ardhi Njooni kwa khiari au kwa nguvu Vyote viwili vikasema Tumekuja nasi ni wat'iifu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Pastaj vendosi të rregullojë qiellin e ai ishte në gjendje mjegullire e i tha atij qiellit dhe Tokës “Dukuni ejani të përulur me dashje ose me dhunë” e ata u përgjigjë “Erdhëm vullnetarisht”
- فارسى - آیتی : سپس به آسمان پرداخت و آن دودى بود. پس به آسمان و زمين گفت: خواه يا ناخواه بياييد. گفتند: فرمانبردار آمديم.
- tajeki - Оятӣ : Сипас ба осмон пардохт ва он дуде буд. Пас ба осмону замин гуфт: «Хоҳ ё нохоҳ биёед». Гуфтанд: «Фармонбардор омадем».
- Uyghur - محمد صالح : ئاندىن ئۇ ئاسماننى (يارىتىشقا) يۈزلەندى، ھالبۇكى، ئۇ تۇمان ھالىتىدە ئىدى، ئاسمان بىلەن زېمىنغا: «ئىختىيارىي ياكى ئىختىيارسىز ھالدا كېلىڭلار (يەنى ئەمرىمنى قوبۇل قىلىڭلار)» دېدى. ئىككىلىسى «ئىختىيارىي كەلدۇق» دېدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പിന്നെ അവന് ആകാശത്തിനു നേരെ തിരിഞ്ഞു. അത് പുകയായിരുന്നു. അതിനോടും ഭൂമിയോടും അവന് പറഞ്ഞു: "ഉണ്ടായിവരിക; നിങ്ങളിഷ്ടപ്പെട്ടാലും ഇല്ലെങ്കിലും." അപ്പോള് അവ രണ്ടും അറിയിച്ചു: "ഞങ്ങളിതാ അനുസരണമുള്ളവയായി വന്നിരിക്കുന്നു."
- عربى - التفسير الميسر : ثم استوى سبحانه وتعالى اي قصد الى السماء وكانت دخانا من قبل فقال للسماء وللارض انقادا لامري مختارتين او مجبرتين قالتا اتينا مذعنين لك ليس لنا اراده تخالف ارادتك
*14) Three things need to be explained here: First, by "heaven" is meant the whole universe, as becomes obvious from the following sentences. In other words, "turning to the heaven" means that Allah turned to the creation of the universe. Second, by "smoke" is implied the initial and primary stage of matter, in which it lay diffused in space in a shapeless, dust like condition before the formation of the universe. Scientists of the modern age describe the same thing as nebulae, and the same also is their view about the beginning of the universe: that is, before creation the matter of which the universe was built lay diffused in smoke-like nebulous form. Third, it would be wrong to interpret "then He turned to the heaven" to mean that first He created the earth, then set mountains in it, then arranged blessings and provisions of food in it, and then, at the end, He turned towards the crcation of the universe. This misunderstanding is removed by the following sentence: "He said to the heavens and the earth: Come into being; and they said: we come in submission. " This makes it clear that in this verse and in the following verses, mention is being made of the time when there was neither the earth nor the heaven, but the creation of the universe was being started. Only the word thumma (then) cannot be made the argument to say that the earth had been created before the heavens. There are several instances of this in the Qur'an that the word thumma is not necessarily used w show the chronological order but it is also used for the order of Presentation. (Please see E.N. 12 of Surah Az-Zumar). Among the earliest commentators the dispute has been going on for ages as to what was created first according to the Qur'an, the earth or the heavens. One group of them argues on the basis of this verse and verse 29 of AI-Baqarah that the earth was created first. The other group argues from verses 27-33 of AnNazi'at that the heavens were created first, because there it has been clearly stated that the earth was created after the heavens. But the fact is that nowhere in the Qur'an has the mention of the creation of the universe been made to teach Physics or Astronomy, but while inviting towards belief in the doctrines to Tauhid and the Hereafter, like countless other Signs, the creation of the heavens and the earth also has been presented as food for thought. For this purpose it was not at All necessary that the chronological order of the creation of the heavens and the earth should have been presented, and it should have been told whether the heavens were created first or the earth. No matter whether this was created first or that, in any case both are an evidence of Allah Almighty's being the One and only Deity, and are a testimony that their Creator has not created this whole universe as a plaything for a care-fret person. That is why the Qur'an sometimes mentions the creation of the earth first and sometimes the creation of the heavens first. Where the object is to make man realize the blessings of God, there generally it has mentioned the earth first, for it is closer to man; and where the object is to give man the concept of God's greatness and His omnipotence there it has generally mentioned the heavens first, for the scene of the revolving heavens has always been awe-inspiring for man.
*15) In these words Allah has described the nature of His method of creation in a manner as to differentiate between Divine creation and human workmanship. When man wants to make something, he prepares a plan for it in his mind: then gathers together the necessary material; then works persistently hard to mould the material according to his plan, and in the process of his effort the material which he wants to mould according to his mental plan constantly resists lute; so much so that sometimes the resistance of the material succeeds and the thing is not made precisely according to the desired plan, and sometimes man's effort overcomes the resistance and he succeeds in giving it the desired form and shape. For example, when a tailor wants to make a shirt, he first conceives in his mind the shape of the shirt, then arranging the cloth he tries to cut and sew it according to his concept of the shirt, and during this effort, he has constantly to face the resistance of the cloth, for it does not easily yield to be moulded according to the tailor's concept; so much so that sometimes the resistance of the cloth dominates and the shirt doesn't take the desired shape, and sometimes the tailor's effort dominates and he is able to shape it precisely according to his concept. Now, consider Allah's mode of creation. The matter of the universe lay scattered and diffused in the form of smoke. Allah willed to give it the shape of the universe as it is now. For this purpose, He did not have to sit down, like a human artisan, and chisel and mould the earth and the moon and the sun and the other stars and planets, but He only commanded the scheme of the universe that was in His Mind to cane into being, i.e. the smoke like diffused matter to take the shape of the galaxies and stars and planets, which He wanted to create. This . matter did not have the power to resist the Command of Allah. Allah did not have to make any effort to give it the shape of the universe.No sooner was the Command given than the matter started contracting and condensing and taking shape obediently according to the scheme of its Master, so that the whole universe including the earth became ready in 48 hours. This same scheme of Allah's method of creation has been described at several other places in the Qur'an like this: When Allah decides to do something He only commands it to be and it is done. (See AI-Baqarah: 117, AI-'Imran: 47, 59: An-Nahl: 40. Maryam: 35, Ya Sin: 82, Al-Mu'min: 68).