- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ
- عربى - نصوص الآيات : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
- عربى - التفسير الميسر : إن الذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له، ثم استقاموا على شريعته، تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا تخافوا من الموت وما بعده، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها.
- السعدى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
يخبر تعالى عن أوليائه، وفي ضمن ذلك، تنشيطهم، والحث على الاقتداء بهم، فقال: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } أي: اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علمًا وعملاً، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
{ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ } الكرام، أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار. { أَلَّا تَخَافُوا } على ما يستقبل من أمركم، { وَلَا تَحْزَنُوا } على ما مضى، فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل، { وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولاً.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
وكعادة القرآن فى المقارنة بين عاقبة الأشرار وعاقبة الأخيار ، جاء الحديث عن حسن عاقبة المؤمنين ، بعد الحديث عن سوء مصير الكافرين ، فقال - تعالى - :
( إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا . . . ) .
والمعنى : إن الذين قالوا بكل صدق وإخلاص ربنا الله - تعالى - وحده ، لا شريك له لا فى ذاته ولا فى صفاته .
( ثُمَّ استقاموا ) أى : ثم ثبتوا على هذا القول ، وعملوا بما يقتضيه هذا القول من طاعة الله - تعالى - فى المنشط والمكره ، وفى العسر واليسر ، ومن اقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم فى كل أحواله .
قال صاحب الكشاف : و ( ثم ) لتراخى الاستقامة عن الإقرار فى المرتبة وفضلها عليه . لأن الاستقامة لها الشأن كله . ونحوه قوله - تعالى - : ( إِنَّمَا المؤمنون الذين آمَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ ) والمعنى : ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته .
ولقد بين لنا النبى صلى الله عليه وسلم أن الاستقامة على أمر الله جماع الخيرات ، ففى صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفى قال : " قلت : يا رسول الله " قل لى فى الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك " قال : " قل آمنت بالله ثم استقم . . "
وقوله - تعالى - : ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ ) بيان للآثار الطيبة التى تترتب على هذا القول المؤيد بالثبات على طاعة الله - تعالى - :
وتنزل الملائكة عليهم بهذه البشارات يشمل ما يكون فى حياتهم عن طريق إلهامهم بما يشرح صدورهم ، ويطمئن نفوسهم ، كما يشمل تبشيرهم بما يسرهم عند موتهم وعند بعثهم .
قال الآلوسى : قوله - تعالى - : ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة ) قال مجاهد : عند موتهم وعن زيد بن أسلم : عند الموت ، وعند القبر ، وعند البعث ، وقيل : معنى ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ) يمدونهم فيما يعن ويطرأ لهم من الأمور الدينية والدنيوية بما يشرح صدورهم ، ويدفع عنهم الخوف والحزن بطريق الإِلهام كما أن الكفرة يغريهم ما قيض لهم من قرناء السوء بتزيين القبائح .
والخوف : غم يلحق النفس لتوقع مكروه فى المستقبل .
والحزن : غم يلحقها لفوات نفع فى الماضى .
أى : إن الذين قالوا ربنا الله باعتقاد جازم ، ثم استقاموا على طاعته فى جميع الأحوال ، تتنزل عليهم من ربهم الملائكة ، لتقول لهم فى ساعة احتضارهم وعند مفارقتهم الدنيا ، وفى كل حال من أحوالهم : لا تخافوا - أيها المؤمنون الصادقون - مما أنتم قادمون عليه فى المستقبل ، ولا تحزنوا على ما فارقتموه من أموال أو أولاد .
( وَأَبْشِرُواْ ) عما قريب ، بالجنة التى كنت توعدون بها فى الدنيا .
- البغوى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
قوله عز وجل : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) سئل أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - عن الاستقامة فقال : أن لا تشرك بالله شيئا . وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " الاستقامة " أن تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب . وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - : أخلصوا العمل لله . وقال علي - رضي الله عنه - : أدوا الفرائض . وقال ابن عباس : استقاموا على أداء الفرائض .
وقال الحسن : استقاموا على أمر الله تعالى فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته .
وقال مجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله .
وقال مقاتل : استقاموا على المعرفة ولم يرتدوا . وقال قتادة : كان الحسن إذا تلا هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .
قوله عز وجل : ( تتنزل عليهم الملائكة ) قال ابن عباس : عند الموت . وقال قتادة ومقاتل : إذا قاموا من قبورهم . قال وكيع بن الجراح : البشرى تكون في ثلاث مواطن : عند الموت وفي القبر وعند البعث . ( ألا تخافوا ) من الموت . وقال مجاهد : لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة . ( ولا تحزنوا ) على ما خلفتم من أهل وولد ، فإنا نخلفكم في ذلك كله . وقال عطاء بن أبي رباح : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم . ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) .
- ابن كثير : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
قول تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) أي : أخلصوا العمل لله ، وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع الله لهم .
قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا الجراح ، حدثنا سلم بن قتيبة أبو قتيبة الشعيري ، حدثنا سهيل بن أبي حزم ، حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال : قرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم ، فمن قالها حتى يموت فقد استقام عليها .
وكذا رواه النسائي في تفسيره ، والبزار وابن جرير ، عن عمرو بن علي الفلاس ، عن سلم بن قتيبة ، به . وكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن الفلاس ، به . ثم قال ابن جرير :
حدثنا ابن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عامر بن سعد ، عن سعيد بن نمران قال : قرأت عند أبي بكر الصديق هذه الآية : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) قال : هم الذين لم يشركوا بالله شيئا .
ثم روي من حديث الأسود بن هلال قال : قال أبو بكر ، رضي الله عنه : ما تقولون في هذه الآية : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) ؟ قال : فقالوا : ( ربنا الله ثم استقاموا ) من ذنب . فقال : لقد حملتموها على غير المحمل ، ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فلم يلتفتوا إلى إله غيره .
وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والسدي ، وغير واحد .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، أخبرنا حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : سئل ابن عباس ، رضي الله عنهما : أي آية في كتاب الله أرخص ؟ قال قوله : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) على شهادة أن لا إله إلا الله .
وقال الزهري : تلا عمر هذه الآية على المنبر ، ثم قال : استقاموا - والله - لله بطاعته ، ولم يروغوا روغان الثعالب .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) على أداء فرائضه . وكذا قال قتادة ، قال : وكان الحسن يقول : اللهم أنت ربنا ، فارزقنا الاستقامة .
وقال أبو العالية : ( ثم استقاموا ) أخلصوا له العمل والدين .
وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، حدثنا يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان الثقفي ، عن أبيه ; أن رجلا قال : يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك . قال : " قل آمنت بالله ، ثم استقم " قلت : فما أتقي ؟ فأومأ إلى لسانه .
ورواه النسائي من حديث شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به .
ثم قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إبراهيم بن سعد ، حدثني ابن شهاب ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز الغامدي ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به . قال : " قل ربي الله ، ثم استقم " قلت : يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي ؟ فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطرف لسان نفسه ، ثم قال : " هذا " .
وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث الزهري ، به . وقال الترمذي : حسن صحيح .
وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي ، من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك . قال : " قل آمنت بالله ، ثم استقم " وذكر تمام الحديث .
وقوله : ( تتنزل عليهم الملائكة ) قال مجاهد ، والسدي ، وزيد بن أسلم ، وابنه : يعني عند الموت قائلين : ( ألا تخافوا ) قال مجاهد ، وعكرمة ، وزيد بن أسلم : أي مما تقدمون عليه من أمر الآخرة ، ( ولا تحزنوا ) [ أي ] على ما خلفتموه من أمر الدنيا ، من ولد وأهل ، ومال أو دين ، فإنا نخلفكم فيه ، ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير .
وهذا كما في حديث البراء ، رضي الله عنه : " إن الملائكة تقول لروح المؤمن : اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير غضبان " .
وقيل : إن الملائكة تتنزل عليهم يوم خروجهم من قبورهم . حكاه ابن جرير عن ابن عباس ، والسدي .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبد السلام بن مطهر ، حدثنا جعفر بن سليمان : سمعت ثابتا قرأ سورة " حم السجدة " حتى بلغ : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ) فوقف فقال : بلغنا أن العبد المؤمن حين يبعثه الله من قبره ، يتلقاه الملكان اللذان كانا معه في الدنيا ، فيقولان له : لا تخف ولا تحزن ، ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) قال : فيؤمن الله خوفه ، ويقر عينه فما عظيمة يخشى الناس يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين ؛ لما هداه الله ، ولما كان يعمل له في الدنيا .
وقال زيد بن أسلم : يبشرونه عند موته ، وفي قبره ، وحين يبعث . رواه ابن أبي حاتم .
وهذا القول يجمع الأقوال كلها ، وهو حسن جدا ، وهو الواقع .
- القرطبى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال عطاء عن ابن عباس : نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، وذلك أن المشركين قالوا ربنا الله ، والملائكة بناته ، وهؤلاء شفعاءنا عند الله ، فلم يستقيموا . وقال أبو بكر : ربنا الله وحده لا شريك له ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله ، فاستقام . وفي الترمذي عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : قد قال الناس ثم كفر أكثرهم ، فمن مات عليها فهو ممن استقام قال : حديث غريب . ويروى في هذه الآية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي معنى استقاموا ، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك - وفي رواية - غيرك . قال : قل آمنت بالله ثم استقم زاد الترمذي قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه وقال : ( هذا ) . وروي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال : ثم استقاموا لم يشركوا بالله شيئا . وروى عنه الأسود بن هلال أنه قال لأصحابه : ما تقولون في هاتين الآيتين إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا و الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم فقالوا : استقاموا فلم يذنبوا ولم يلبسوا إيمانهم بخطيئة ، فقال أبو بكر : لقد حملتموها على غير المحمل قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره " ولم يلبسوا إيمانهم بشرك أولئك لهم الأمن وهم مهتدون . وروي عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال على المنبر وهو يخطب : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال : استقاموا والله على الطريقة لطاعته ثم لم يرغوا روغان الثعالب . وقال عثمان - رضي الله عنه - : ثم أخلصوا العمل لله . وقال علي - رضي الله عنه - : ثم أدوا الفرائض . وأقوال التابعين بمعناها . قال ابن زيد وقتادة : استقاموا على الطاعة لله . الحسن : استقاموا على أمر الله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته . وقال مجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى ماتوا . وقال سفيان الثوري : عملوا على وفاق ما قالوا . وقال الربيع : أعرضوا عما سوى الله . وقال الفضيل بن عياض : زهدوا في الفانية ورغبوا في الباقية . وقيل : استقاموا إسرارا كما استقاموا إقرارا . وقيل : استقاموا فعلا كما استقاموا قولا . وقال أنس : لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هم أمتي ورب الكعبة . وقال الإمام ابن فورك : السين سين الطلب ، مثل استسقى أي : سألوا من الله أن يثبتهم على الدين . وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .
قلت : وهذه الأقوال وإن تداخلت فتلخيصها : اعتدلوا على طاعة الله عقدا وقولا وفعلا ، وداموا على ذلك . تتنزل عليهم الملائكة قال ابن زيد ومجاهد : عند الموت . وقال مقاتل وقتادة : إذا قاموا من قبورهم للبعث . وقال ابن عباس : هي بشرى تكون لهم من الملائكة في الآخرة . وقال وكيع وابن زيد : البشرى في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث . ألا تخافوا أي ب "
ألا تخافوا " فحذف الجار . وقال مجاهد : لا تخافوا الموت . وقال عطاء بن أبي رباح : لا تخافوا رد ثوابكم فإنه مقبول ، وقال عكرمة ولا تخافوا إمامكم ، ولا تحزنوا على ذنوبكم . ولا تحزنوا على أولادكم ، فإن الله خليفتكم عليهم . وقال عطاء بن أبي رباح : لا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم . وقال عكرمة : لا تحزنوا على ذنوبكم . وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون . - الطبرى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
يقول تعالى ذكره: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) وحده لا شريك له, وبرئوا من الآلهة والأنداد,( ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) على توحيد الله, ولم يخلطوا توحيد الله بشرك غيره به, وانتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى.
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاء الخبر عن رسوله الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وقاله أهل التأويل على اختلاف منهم, في معنى قوله: ( ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) ذُكر الخبر بذلك عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حدثنا عمرو بن عليّ, قال: ثنا سالم بن قتيبة أبو قتيبة, قال: ثنا سهيل بن أبي حزم القطعي, عن ثابت البناني, عن أنس بن مالك, أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قرأ: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: " قد قالها الناس, ثم كفر أكثرهم, فمن مات عليها فهو ممن استقام ".
وقال بعضهم: معناه: ولم يشركوا به شيئا. ولكن تموا على التوحيد.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار. قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن أبي إسحاق, عن عامر بن سعد, عن سعيد بن عمران, قال: قد قرأت عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه هذه الآية: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: هم الذين لم يشركوا بالله شيئا.
حدثنا ابن وكيع. قال: ثنا أبي, عن سفيان بإسناده, عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه, مثله.
قال ثنا جرير بن عبد الحميد. وعبد الله بن إدريس عن الشيباني, عن أبي بكر بن أبي موسى, عن الأسود بن هلال, عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال لأصحابه ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: قالوا: ربنا الله ثم عملوا بها, قال: لقد حملتموها على غير المحمل ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) الذين لم يعدلوها بشرك ولا غيره.
حدثنا أبو كريب وأبو السائب قالا ثنا إدريس, قال: أخبرنا الشيباني, عن أبي بكر بن أبي موسى, عن الأسود بن هلال المحاربي, قال: قال أبو بكر: ما تقولون في هذه الآية: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: ربنا الله ثم استقاموا من ذنب, قال: فقال أبو بكر: لقد حملتم على غير المحمل, قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عنبسة, عن ليث, عن مجاهد ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: أي على: لا إله إلا الله.
قال: ثنا حكام عن عمرو, عن منصور, عن مجاهد ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: أسلموا ثم لم يشركوا به حتى لحقوا به.
قال: ثنا حكام عن عمرو, عن منصور, عن مجاهد, قوله ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: أسلموا ثم لم يشركوا به حتى لحقوا به.
قال: ثنا حكام, قال: ثنا عمرو, عن منصور, عن جامع بن شداد, عن الأسود بن هلال مثل ذلك.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: تموا على ذلك.
حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم, قال: ثنا حفص بن عمر, قال: ثنا الحكم بن أبان, عن عكرمة قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله.
وقال آخرون: معنى ذلك: ثم استقاموا على طاعته.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أحمد بن منيع, قال: ثنا عبد الله بن المبارك, قال: ثنا يونس بن يزيد عن الزهري, قال: تلا عمر رضي الله عنه على المنبر: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: استقاموا والله بطاعته, ولم يروغوا روغان الثعلب.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال استقاموا على طاعة الله. وكان الحسن إذا تلاها قال: اللهمَّ فأنت ربنا فارزقنا الاستقامة.
حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) يقول: على أداء فرائضه.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) قال: على عبادة الله وعلى طاعته.
وقوله: ( تَتَنـزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) يقول: تتهبط عليهم الملائكة عند نـزول الموت بهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن, عن القاسم بن أبي بزّة, عن مجاهد, في قوله: ( تَتَنـزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) قال: عند الموت.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( تَتَنـزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) قال: عند الموت.
وقوله: ( أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) يقول: تتنـزل عليهم الملائكة بأن لا تخافوا ولا تحزنوا; فإن في موضع نصب إذا كان ذلك معناه.
وقد ذُكر عن عبد الله أنه كان يقرأ ذلك " تَتَنـزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا " بمعنى: تتنـزل عليهم قائلة: لا تخافوا, ولا تحزنوا. وعنى بقوله: ( أَلا تَخَافُوا ) ما تقدمون عليه من بعد مماتكم ( وَلا تَحْزَنُوا ) على ما تخلفونه وراءكم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) قال لا تخافوا ما أمامكم, ولا تحزنوا على ما بعدكم.
حدثني يونس, قال: أخبرنا يحيى بن حسان, عن مسلم بن خالد, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: ( تَتَنـزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) قال: لا تخافوا ما تقدمون عليه من أمر الآخرة, ولا تحزنوا على ما خلفتم من دنياكم من أهل وولد, فإنا نخلفكم في ذلك كله.
وقيل: إن ذلك في الآخرة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( تَتَنـزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّة ) فذلك في الآخرة.
وقوله: ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) يقول: وسروا بأن لكم في الآخرة الجنة التي كنتم توعدونها في الدنيا على إيمانكم بالله, واستقامتكم على طاعته.
كما حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) في الدنيا.
- ابن عاشور : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) بعد استيفاء الكلام على ما أصاب الأممَ الماضية المشركين المكذبين من عذاب الدنيا وما أُعدّ لهم من عذاب الآخرة مما فيه عبرة للمشركين الذين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم بطريق التعريض ، ثم أنذروا بالتصريح بما سيحلّ بهم في الآخرة ، ووصف بعض أهواله ، تشَوَّفَ السامعُ إلى معرفة حظ المؤمنين ووصففِ حالهم فجاء قوله : { إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا الله } الخ ، بياناً للمترقب وبشرى للمتطلب ، فالجملة استئناف بياني ناشىء عما تقدم من قوله : { ويَوْمَ نَحْشُرُ أعدَاءَ الله إلَى النَّارِ } [ فصلت : 19 ] إلى قوله : { مِنَ الأَسْفَلِينَ } [ فصلت : 29 ] .
وافتتاح الجملة بحرف التوكيد منظور فيه إلى إنكار المشركين ذلك ، ففي توكيد الخبر زيادة قمع لهم . ومعنى { قالوا ربُّنا الله } أنهم صدعوا بذلك ولم يخشَوا أحداً بإعلانهم التوحيد ، فقولُهم تصريح بما في اعتقادهم لأن المراد بهم قالوا ذلك عن اعتقاد ، فإن الأصل في الكلام الصدق وهو مطابقة الخبر الواقع وما في الوجود الخارجي .
وقوله : { رَبُّنَا الله } يفيد الحصر بتعريف المسند إليه والمسند ، أي لا ربّ لنا إلا الله ، وذلك جامع لأصل الاعتقادِ الحق لأن الإِقرار بالتوحيد يزيل المانع من تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به إذ لم يصُدَّ المشركين عن الإِيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه أمرهم بنبذ عبادة غير الله ، ولأن التكذيب بالبعث تلقوه من دعاة الشرك .
والاستقامة حقيقتها : عدم الاعوجاج والميللِ ، والسين والتاء فيها للمبالغة في التقوّم ، فحقيقة استقام : استقَل غير مائل ولا منحن . وتطلق الاستقامة بوجه الاستعارة على ما يجمع معنى حسن العمل والسيرة على الحق والصدق قال تعالى : { فاسْتَقِيموا إليه واستَغْفروه } [ فصلت : 6 ] وقال : { فاستقم كما أمرت } [ هود : 112 ] ، ويقال : استقامت البلاد للملك ، أي أطاعت ، ومنه قوله تعالى : { فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم } [ التوبة : 7 ] . ف { استقاموا } هنا يشمل معنى الوفاء بما كلفوا به وأول ما يشمل من ذلك أن يثبتوا على أصل التوحيد ، أي لا يغيروا ولا يرجعوا عنه .
ومن معنى هذه الآية ما روي في «صحيح مسلم» عن سفيان الثقفي قال : قلتُ : يا رسول الله قُل لي في الإِسلام قولاً لا أسألُ عنه أحداً غيرَك . قال : " قُل آمنت بالله ثم استقِمْ " . وعن أبي بكر { ثُمَّ استقاموا } : لم يشركوا بالله شيئاً . وعن عمر : استقاموا على الطريقة لطاعته ثم لم يروغوا روغان الثعَالب . وقال عثمان : ثم أخلَصوا العمل لله . وعن علي : ثم أدّوا الفرائض . فقد تولى تفسير هذه الآية الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم . وكل هذه الأقوال ترجع إلى معنى الاستقامة في الإِيمان وآثاره ، وعناية هؤلاء الأربعة أقطاب الإسلام ببيان الاستقامة مُشير إلى أهميتها في الدين .
وتعريب المسند إليه بالموصولية دون أن يقال : إن المؤمنين ونحوه لما في الصلة من الإِيماء إلى أنها سبب ثبوت المسند للمسند إليه فيفيد أن تنزل الملائكة عليهم بتلك الكَرامة مسبَّب على قولهم : { رَبُّنَا الله } واستقامتهم فإن الاعتقاد الحق والإِقبال على العمل الصالح هما سبب الفوز .
و { ثُم } للتراخي الرتبي لأن الاستقامة زائدة في المرتبة على الإِقرار بالتوحيد لأنها تشمله وتشمل الثبات عليه والعملَ بما يستدعيه ، ولأن الاستقامة دليل على أن قولهم : { رَبُّنَا الله } كان قولاً منبعثاً عن اعتقاد الضمير والمعرفة الحقيقية .
وجَمَع قولُه : { قَالُوا رَبُّنا الله ثُمَّ استقاموا } أَصْلَي الكمال الإسلامي ، فقوله : { قالُوا رَبُّنَا الله } مشير إلى الكمال النفساني وهو معرفة الحق للاهتداء به ، ومعرفة الخير لأجل العمل به ، فالكمال علم يقيني وعمل صالح ، فمعرفة الله بالإِلهية هي أساس العلم اليقيني . وأشار قوله : { استقاموا } إلى أساس الأعمال الصالحة وهو الاستقامة على الحق ، أي أن يكون وسطاً غير مائل إلى طرفَي الإِفراط والتفريط قال تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } [ الفاتحة : 6 ] وقال : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } [ البقرة : 143 ] على أن كمال الاعتقاد راجع إلى الاستقامة ، فالاعتقاد الحق أن لا يتوغل في جانب النفي إلى حيث ينتهي إلى التعطيل ، ولا يتوغل في جانب الإِثبات إلى حيث ينتهي إلى التّشبيه والتمثيل بل يمشي على الخط المستقيم الفاصل بين التشبيه والتعطيل ، ويستمر كذلك فاصلاً بين الجبريّ والقدَريّ ، وبين الرجاء والقنوط ، وفي الأعمال بين الغلوّ والتفريط .
وتنزُّلُ الملائكة على المؤمنين يحتمل أن يكون في وقت الحشر كما دل عليه قولهم : { الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ } ، وكما يقتضيه كلامهم لهم لأن ظاهر الخطاب أنه حقيقة ، فذلك مقابل قوله : { ويَوْمَ نَحْشُر أعْدَاء الله إلَى النَّارِ فَهُم يُوزَعُونَ } [ فصلت : 19 ] ، فأولئك تلاقيهم الملائكة بالوزع ، والمؤمنون تتنزل عليهم الملائكة بالأمن . وذِكر التنزل هنا للتنويه بشأن المؤمنين أن الملائكة ينزلون من علوياتهم لأجلهم فأما أعداء الله فهم يجدون الملائكة حُضَّراً في المحشر يَزَعُونهم وليسوا يتنزلون لأجلهم فثبت للمؤمنين بهذا كرامة ككرامة الأنبياء والمرسلين إذ يُنزّل الله عليهم الملائكة . والمعنى : أنه يتنزل على كل مؤمن مَلَكان هما الحافظان اللذان كانا يكتبان أعماله في الدنيا . ولتضمن { تَتَنَزَّلُ } معنى القول وردت بعده ( أنْ ) التفسيرية والتقدير : يقولون لا تخافوا ولا تحزنوا . ويجوز أن يكون تنزل الملائكة عليهم في الدنيا ، وهو تنزل خفيّ يعرف بحصول آثاره في نفوس المؤمنين ويكون الخطاب ب { لا تخافوا ولا تحزنوا } بمعنى إلقائهم في رُوعهم عكس وسوسة الشياطين القرناء بالتزيين ، أي يُلقون في أنفس المؤمنين ما يصرفهم عن الخوف والحزن ويذكرهم بالجنة فتحِل فيهم السكينة فتنشرح صدورهم بالثقة بحلولها ، ويلقُون في نفوسهم نَبذ ولاية من ليسوا من حزب الله ، فذلك مقابل قوله : { وَقَيَّضْنا لَهُم قُرَنَآءَ } [ فصلت : 25 ] الآية فإنه تقييض في الدنيا . وهذا يقتضي أن المؤمنين الكاملين لا يخافون غير الله ، ولا يحزنون على ما يصيبهم ، ويوقنون أن كل شيء بقدر ، وهم فرحون بما يترقبون من فضل الله .
- إعراب القرآن : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
ليس لها إعراب
- English - Sahih International : Indeed those who have said "Our Lord is Allah " and then remained on a right course - the angels will descend upon them [saying] "Do not fear and do not grieve but receive good tidings of Paradise which you were promised
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(41:30) Those *32 who say 'Allah is our Lord' and then remain steadfast, *33 upon them descend angels *34 (and say): 'Do not fear nor grieve, *35 and receive good tidings of Paradise which you were promised.
- Français - Hamidullah : Ceux qui disent Notre Seigneur est Allah et qui se tiennent dans le droit chemin les Anges descendent sur eux N'ayez pas peur et ne soyez pas affligés; mais ayez la bonne nouvelle du Paradis qui vous était promis
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß diejenigen die sagen "Unser Herr ist Allah" und sich hierauf recht verhalten auf sie kommen die Engel herab "Fürchtet euch nicht seid nicht traurig und vernehmt die frohe Botschaft vom Paradiesgarten' der euch stets versprochen wurde
- Spanish - Cortes : A los que hayan dicho ¡Nuestro Señor es Alá y se hayan portado correctamente descenderán los ángeles ¡No temáis ni estéis tristes ¡Regocijaos más bien por el Jardín que se os había prometido
- Português - El Hayek : Em verdade quanto àqueles que dizem Nosso Senhor é Deus e se firmam os anjos descerão sobre eles os quais lhesdirão Não temais nem vos atribuleis; outrossim regozijaivos com o Paraíso que vos está prometido
- Россию - Кулиев : Воистину к тем которые сказали Наш Господь - Аллах - а потом были стойки нисходят ангелы Не бойтесь и не печальтесь а возрадуйтесь Раю который был обещан вам
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
Воистину, к тем, которые сказали: «Наш Господь - Аллах», - а потом были стойки, нисходят ангелы: «Не бойтесь и не печальтесь, а возрадуйтесь Раю, который был обещан вам.Верующие признали истину с неподдельной радостью, стали свидетельствовать о ней, повиноваться повелениям Аллаха и придерживаться прямого пути, познавая его и претворяя в жизнь приобретенные знания. Воистину, такие рабы будут счастливы и в земной жизни, и после смерти. А когда приблизится миг их расставания с этим миром, на них один за другим будут нисходить благородные ангелы, которые обрадуют их вестью о райском блаженстве, говоря: «Не бойтесь того, что вас ожидает, и не печальтесь о том, что уже прошло. Вы не будете испытывать отвращения ни к тому, что с вами произошло, ни к тому, что вас ожидает впереди. Возрадуйтесь Раю, обещанному вам. Вы непременно войдете в него, ибо обещание Аллаха непреложно».
- Turkish - Diyanet Isleri : "Rabbimiz Allah'tır" deyip sonra da doğrulukta devam edenler onları melekler ölümleri anında "Korkmayınız üzülmeyiniz size söz verilen cennetle sevinin biz dünya hayatında da ahirette de size dostuz Burada canlarınızın çektiği umduğunuz şeyler bağışlayan ve acıyan Allah katından bir ziyafet olarak size sunulur" diyerek inerler
- Italiano - Piccardo : Gli angeli scendono su coloro che dicono “Il nostro Signore è Allah” e che perseverano [sulla retta via] [Dicono loro] “Non abbiate paura e non affliggetevi; gioite per il Giardino che vi è stato promesso
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی بهڕاستی وتیان پهروهردگارمان الله یه لهوهودوا بهردهوام پابهندی ئهو ڕێبازه ڕاسته بوون ئهوه له سهرهمهرگدا دهسته دهسته فریشته دادهبهزن بۆلایان پێیان دهڵێن هیچ ترس و بیمێکتان نهبێت له داهاتوو هیچ غهم و پهژارهیهکتان نهبێت بۆ ڕابردوو مژدهتان لێ بێت بهو بهههشتهی که له کاتی خۆی بهڵێنتان پێ دهدرا
- اردو - جالندربرى : جن لوگوں نے کہا کہ ہمارا پروردگار خدا ہے پھر وہ اس پر قائم رہے ان پر فرشتے اتریں گے اور کہیں گے کہ نہ خوف کرو اور نہ غمناک ہو اور بہشت کی جس کا تم سے وعدہ کیا جاتا تھا خوشی مناو
- Bosanski - Korkut : Onima koji govore "Gospodar naš je Allah" – pa poslije ostanu pri tome – dolaze meleki "Ne bojte se i ne žalostite se i radujte se Džennetu koji vam je obećan
- Swedish - Bernström : De som säger "Gud är vår Herre" och som vill följa den raka vägen till dem stiger änglarna ned [med hälsningen] "Ni skall inte känna någon fruktan och ingen sorg skall tynga er Tag emot det glada budskapet att paradiset som ni har blivit lovade [väntar er]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya orangorang yang mengatakan "Tuhan kami ialah Allah" kemudian mereka meneguhkan pendirian mereka maka malaikat akan turun kepada mereka dengan mengatakan "Janganlah kamu takut dan janganlah merasa sedih; dan gembirakanlah mereka dengan jannah yang telah dijanjikan Allah kepadamu"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
(Sesungguhnya orang-orang yang mengatakan, "Rabb kami adalah Allah," kemudian mereka meneguhkan pendirian mereka) dalam ajaran tauhid dan lain-lainnya yang diwajibkan atas mereka (maka malaikat akan turun kepada mereka) sewaktu mereka mati ("Hendaknya kalian jangan merasa takut) akan mati dan hal-hal yang sesudahnya (dan jangan pula kalian merasa sedih) atas semua yang telah kalian tinggalkan, yaitu istri dan anak-anak, maka Kamilah yang akan menggantikan kedudukan mereka di sisi kalian (dan bergembiralah dengan surga yang telah dijanjikan Allah kepada kalian.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নিশ্চয় যারা বলে আমাদের পালনকর্তা আল্লাহ অতঃপর তাতেই অবিচল থাকে তাদের কাছে ফেরেশতা অবতীর্ণ হয় এবং বলে তোমরা ভয় করো না চিন্তা করো না এবং তোমাদের প্রতিশ্রুত জান্নাতের সুসংবাদ শোন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக எவர்கள் "எங்கள் இறைவன் அல்லாஹ்தான்" என்று கூறி அதன் மீது உறுதியாக நிலைத்து நின்றார்களோ நிச்சயமாக அவர்கள்பால் மலக்குகள் வந்து "நீங்கள் பயப்படாதீர்கள் கவலையும் பட வேண்டாம் உங்களுக்கு வாக்களிக்கப்பட்ட சுவர்க்கத்தைக் கொண்டு மகிழ்ச்சி பெறுங்கள்" எனக் கூறியவாறு இறங்குவார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงบรรดาผู้กล่าวว่าอัลลอฮฺคือ พระเจ้าของพวกเราแล้วพวกเขาก็ยืนหยัดตามคำกล่าวนั้น มะลากิกะฮฺจะลงมาหาพวกเขา โดยกล่าวกับพวกเขาว่า พวกท่านอย่าหวาดกลัวและอย่าเศร้าสลดใจแต่จงต้อนรับข่าวดี คือสวนสวรรค์ซึ่งพวกเจ้าได้ถูกสัญญาไว้
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Роббимиз Аллоҳ деган сўнгра мустақийм бўлганларнинг устиларидан фаришталар Қўрқманглар маҳзун ҳам бўлманглар ўзингизга ваъда қилинган жаннат хушхабарини қабул қилинглар
- 中国语文 - Ma Jian : 凡说过我们的主是真主,然后遵循正道者,众天神将来 临他们,说:你们不要恐惧,不要忧愁,你们应当为你们被 预许的乐园而高兴。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya orangorang yang menegaskan keyakinannya dengan berkata "Tuhan kami ialah Allah" kemudian mereka tetap teguh di atas jalan yang betul akan turunlah malaikat kepada mereka dari semasa ke semasa dengan memberi ilham "Janganlah kamu bimbang dari berlakunya kejadian yang tidak baik terhadap kamu dan janganlah kamu berdukacita dan terimalah berita gembira bahawa kamu akan beroleh syurga yang telah dijanjikan kepada kamu
- Somali - Abduh : kuwa yidhi Eebahanno waa Alle hadana toosnaaday waxaa ku soo dagta Malaa'igta markey dhiman iyadoo ku dhihi ha cabsanina hana murugoonina kuna bishaareysta Jannadii laydiin yaboohay
- Hausa - Gumi : Lalle waɗannan da suka ce "Ubangjinmu shĩ ne Allah" sa'an nan suka daidaitu malã'iku na sassauka a kansu a lõkacin saukar ajalinsu sunã ce musu "Kada ku ji tsõro kuma kada ku yi baƙin ciki kuma ku yi bushãra da Aljanna wadda kun kasance anã yi muku wa'adi da ita"
- Swahili - Al-Barwani : Hakika walio sema Mola wetu Mlezi ni Mwenyezi Mungu Kisha wakanyooka sawa hao huwateremkia Malaika wakawaambia Msiogope wala msihuzunike; nanyi furahini kwa Pepo mliyo kuwa mkiahidiwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë ata që thonë “Zoti ynë është Perëndia e pastaj vazhdojnë në të drejtë sipas urdhërit të Perëndisë do t’ju zbresin atyre engjëjt dhe do t’ju thonë “Mos u frikësoni dhe mos u pikëlloni Dhe gëzojuni xhennetit që ju është premtuar
- فارسى - آیتی : بر آنان كه گفتند: پروردگار ما اللّه است و پايدارى ورزيدند، فرشتگان فرود مىآيند كه مترسيد و غمگين مباشيد، شما را به بهشتى كه به شما وعده داده شده بشارت است.
- tajeki - Оятӣ : Бар онон, ки гуфтанд: «Парвардигори мю Оллоҳ аст» ва пойдорӣ кардаанд, фариштагон фуруд меоянд, ки метарсед ва ғамгин набошед, шуморо ба биҳиште, ки ба шумо ваъда дода шуда, хушхабар аст.
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، «پەرۋەردىگارىمىز اﷲ دۇر» دېگەنلەر، ئاندىن توغرا يولدا بولغانلارغا پەرىشتىلەر چۈشۈپ: «قورقماڭلار، غەم قىلماڭلار، سىلەرگە ۋەدە قىلىنغان جەننەت ئۈچۈن خۇشال بولۇڭلار، بىز دۇنيادا، ئاخىرەتتە سىلەرنىڭ دوستلىرىڭلارمىز، جەننەتتە سىلەر ئۈچۈن كۆڭلۈڭلار تارتقان نەرسىلەرنىڭ ھەممىسى ۋە تىلىگەن نەرسەڭلارنىڭ ھەممىسى بار، (ئۇلار) ناھايىتى مەغپىرەت قىلغۇچى، ناھايىتى مېھرىبان (اﷲ) تەرىپىدىن بېرىلگەن زىياپەتتۇر» دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : “ഞങ്ങളുടെ നാഥന് അല്ലാഹുവാണെ”ന്ന് പ്രഖ്യാപിക്കുകയും പിന്നെ അതിലടിയുറച്ചു നില്ക്കുകയും ചെയ്തവരുടെ അടുത്ത് തീര്ച്ചയായും മലക്കുകളിറങ്ങിവന്ന് ഇങ്ങനെ പറയും: "നിങ്ങള് ഭയപ്പെടേണ്ട. ദുഃഖിക്കേണ്ട. നിങ്ങള്ക്ക് വാഗ്ദാനം ചെയ്ത സ്വര്ഗത്തെ സംബന്ധിച്ച ശുഭവാര്ത്തയില് സന്തുഷ്ടരാവുക.
- عربى - التفسير الميسر : ان الذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له ثم استقاموا على شريعته تتنزل عليهم الملائكه عند الموت قائلين لهم لا تخافوا من الموت وما بعده ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من امور الدنيا وابشروا بالجنه التي كنتم توعدون بها
*32) After warning the disbelievers of the consequences of their opposition to the truth and their stubbornness, the address now turns to the believers and the Holy Prophet.
*33) That is, they did not call Allah their Lord merely incidentally, nor were they involved in the error to regard Allah as their Lord and at the same time others 'as well as their lords, but they embraced the Faith sincerely and stood by it steadfastly: neither adopted a creed contrary to it later nor mixed it up with a false creed, but they fulfilled the demands of the doctrine of Tauhid in their practical lives as well. "Standing steadfast on Tauhid" has been explained by the Holy Prophet and the eminent Companions thus: Hadrat Anas has reported that the Holy Prophet said: "Many people called Allah their Lord, but most of them became disbelievers. Firm and steadfast is he who remained firm on this creed till his death." (Ibn Jarir, Nasa'i, Ibn Abi Hatim). Hadrat Abu Bakr Siddiq (may Allah be pleased with him) has explained it thus: "Then he did not associate another with Allah: did not attend to any other deity beside Him. " (Ibn Jarir). Hadrat `Umar (may Allah be pleased with him) once recited this verse on the pulpit and said: "By God, the steadfast are those who remained firm on obedience to Allah: did not run about from place to place like foxes." (Ibn Jarir). Hadrat 'Uthman (may Allah be pleased with him) says "Performed his deeds sincerely for the sake of Allah only." (Kashsaf) Hadrat `Ali (may Allah be pleased with him) says: "Performed the duties enjoined by Allah faithfully and obediently." (Kashshaf)
*34) It is not necessary that the coming down of the angels may be perceptible, and the believers may see them with the eyes, or hear their voices with the ears. Although Allah also sends the angels openly for whomever He wills, generally their coming down for the believers, especially in hard times when they are being persecuted by the enemies of the Truth, takes place in imperceptible ways and their voices penetrate into the depths of the heart as peace and tranquility instead of just striking the ear-drums. Some commentators have regarded this coming down of the angels as restricted to the time of death or grave, or the Plain of Resurrection. But if the conditions in which these verses were sent ' down arc kept in view there remains no doubt that the real object of stating this thing here is to mention the coming down of the angels on those who struggle with their lives in this world in the cause of the Truth, so that they are consoled and encouraged and they rest assured that they are not helpless but the angels of Allah are at their back. Although the angels also come to receive the believers at the time of death and they also welcome them in the grave (in the state of bearzakh), and They will also accompany them constantly on the Day of Resurrection, from the time Resurrection takes place till their entry into Paradise, yet their company is not particularly restricted to the Hereafter but remains available in this world also. The context clearly shows that in the conflict between the Truth and falsehood just as the worshippers of falsehood are accompanied by the devils and mischievous people, so arc the believers accompanied by the angels. On the one hand, the companions of the worshippers of falsehood show their misdeeds seem fair to them and assure them that the tyrannical and dishonest acts that they are committing arc the very means of their success and through them only will their leadership and dominance remain safe in the world. On the other, the angels come down to the worshippers of the Truth and give them the message that is being mentioned in the following sentences.
*35) These are very comprehensive words, which contain a new theme of consolation and peace for the believers, in every stage of life, from the world till the Hereafter. This counsel of the angels in this world means: "No matter' how strong and powerful be the forces of falsehood, you should not be afraid of them, and whatever hardships and deprivations you may have to experience on account of your love of the Truth, you should not grieve on account of them, for ahead there lie in store for you such things against which every blessing of the world is insignificant." When the angels say the same words at the time of death, they mean this: "There is no cause of fear for you in the destination you are heading for, for Paradise awaits you there, and you have no cause of grief for those whom you are leaving behind in the world, for we are your guardians and companions here." When the angels will say these very words in the intermediary state between death and Resurrection and in the Plain of Resurrection, they will mean: `Here, there is nothing but peace for you. Do not grieve for the hardships you had to suffer in the world, and do not fear what you are going to face in the Hereafter, for we are giving you the good news of Paradise, which used to be promised to you in the world. "